العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-2017, 03:14 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هادي زاهر
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية هادي زاهر

إحصائية العضو







آخر مواضيعي


هادي زاهر متواجد حالياً


افتراضي الآخر في مجموعة القاتل المجهول

الآخر في مجموعة
"القاتل المجهول"
هادي زاهر

بقلم رائد محمد الحواري - نابلس

كيف يفكر الآخر، والطريقة الملتوية التي يتبعها للحفاظ على نقاء أجهزة الدولة من العناصر الغريبة "الفلسطينية"، الكيفية التي ينظر فيها إلينا نحن العرب الفلسطينيين، وأين مكامن الخلل في تفكيرنا، سلوكنا، علاقتنا الاجتماعية، كل هذه الأسئلة يجيبنا عليها "هادي زاهر" في مجموعته "القاتل المجهول"
يبدأ القاص مجموعته بقصة عنوان المجموعة، والتي تتحدث عن مقتل جندي فلسطيني "طليع" يخدم في جيش الاحتلال، وعندما يصل الخبر إلى الأب والذي يكون ضابط تحقيق متقاعد، يبدأ في التحريات والبحث إلى أن يتوصل إلى أن آخر من تواصل معه القتيل "طليع" كان زميله في القاعدة العسكرية "بيوئيل" لكن بعد أن يتأكد بأن هناك صلة بين مقتل ابنه "طليع" و زميله "بيوئيل" يأتي قرار الجهات العليا بترك الموضوع لأنها هي من يقوم بالتحقيق، لكنه فوجئ بنقل "بيوئيل" إلى وحدة في جنوب البلاد، من خلال هذه القصة يشير الكاتب إلى الطريقة الملتوية التي تتعامل بها الدولة عندما يتعلق الأمر بمقتل الفلسطيني العربي، وكيف يتم تغطية القاتل اليهودي.
وفي قصة "مواطن ولكن" يتحدث الكاتب عن الطريقة التي تنتهجها الجامعات في دولة الاحتلال لتدفع المواطن الفلسطيني كي يتجه إلى الخدمة العسكرية ويبتعد عن التعليم، فيقول عن بطل القصة "جمال" : "هل يمكن أن تكون الأمور من حوله مبرمجة كي لا يجد عملا إلا في إطار الجيش" ص19، بعدها يلتحق "جمال" في الشرطة ويتفانى في الخدمة، بحيث يندمج في المجتمع حتى أن "يتسحاق" يطلق عليه "جيمي" لكنه يتفاجأ بالمنطق العنصري الذي ينظر فيه المحتل إلى كل من هو عربي: "ـ إننا ننتظر مأساة عالمية كبرى يكون خلالها العالم مشغولا عنا، لنقوم بطرد "الأغيار" من البلاد ... علينا أن نتخلص من تلك الشريحة العربية التي تدعي بأنها تخدمنا بإخلاص" ص22، وبعد أن يأخذ الحديث منحى أبعد يجد هناك فكرة سوداء يحملها المحتل من خلال هذه الرؤية: "إنهم ليسوا سوى مرتزقة يتقاضون ثمن خيانتهم لشعبهم" ص23، وبعد هذا القول يجد "جمال" نفسة في قبضة الشرطة بسبب توجيه تهمة الاغتصاب له، وليقينه المطلق بأنه لم يغتصب أي امرأة، يبدأ بالتساؤل ليجد في النهاية أن صديقته "شوشانا" توجه له تهمه الاغتصاب لأنه: " ـ أنت اغتصبتني عندما كنيت نفسك باسم "جيمي" ... اغتصبتني بتزويرك لأسمك... فأنا أكرهك لأنني أكره جمال .. جيمي الذي شغفت به كان مجرد خيال خدعتني به" ص24، بهذا الشكل يتم تعرية المجتمع الصهيوني من الداخل، فهو يقبل أن يمارس الجنس وبحرية مع "جيمي" اليهودي لكنه يعتبر ذلك اغتصاب عندما يتعلق الأمر ب"جمال" الفلسطيني.
وفي قصة "الفخ" يحدثنا القاص عن تفاني الفلسطيني "حليم" في خدمة الأجهزة الأمنية في الدولة، ولكن الدولة ترفض أن يرتقي الفلسطيني أكثر في مركزه الوظيفي، فتطرح عليه التقاعد المبكر وما فيه من امتيازات، لكنه يرفض ويصر على الخدمة والعطاء للدولة، فتبدأ اجهزتها في رسم الخطط لدفع هذا العنيد المتفاني ليقدم استقالته، من خلال إرسال الفتاة "إفيفا" لتوقعه في شباكها ثم تتهمه باغتصابها أو التحرش فيها، وكلما نجح في تجاوز الامتحان يزداد الضغط عليه، حتى أن الضابط المعني بالمهمة يقول ل "إفيفا": "لن ندع معنوياتهم ترتفع أبدا، خاصة وهم يعتقدون بأنهم قاموا بأعمال بطولية في سبيلنا، في حين أنهم مجرد مرتزقة" ص38، بعدها يتم الايقاع به ويقدم استقالته من الخدمة، أهم ما في هذه القصة أنها تبين السقف الذي تضعه الدولة للفلسطيني، فمهما كان مخلصا في الخدمة يبقى في نظر الدولة مجرد خائن لشعبه، ويعمل ضمن مفهوم المرتزقة، ولا يؤمن جانبه بالمطلق، فهل هناك دعوة اشد من هذه لتطليق المحتل ومؤسساته؟
وفي قصة "الغالية" يحدثنا عن مظاهرة في الجولان المحتل، والطريقة التي يتعامل بها قادة الجيش مع المتظاهرين، حيث يطلب القائد من احد الجنود بأطلاق النار على امرأة عجوز فقط لأنها قدمت "روس بصل" للمتظاهرين لكي يخفف عنهم تأثير قنابل الغاز التي يطلقونها، فنجد الجندي الذي يرفض هذا الأمر: " ممنوع إطلاق النار طالما أن الأمر لا يشكل أي خطورة علينا" ص47، لكن الضابط يهدده ويصر على قتل هذه المرأة فيقوم بنفسه بأطلاق النار عليها، ويرديها أرضا، ويقول مخاطبا المتظاهرين: " ـ إن قتيلة واحدة فقط سقطت فاحمدوا الله ... إننا في مناطق أخرى نحصد حصدا" ص48، العقلية الصهيونية التي تعتبر "قتل امرأة عجوز" رحمة، فقط لأنها من الجولان الذي تعتبره من أراضيها وسكانه من مواطنيها، فهل هذه هي رحمة؟.
ويقدمنا القاص أكثر من العقلية التي تتحكم في المجتمع العربي الفلسطيني من خلال قصة "الجنرال" والتي تتحدث عن شخص يتقدم في خدمة الدولة ليصل إلى رتبة "جنرال" لكن ذلك يكون على حساب الأسرة، فهو يتجه نحو الغانيات والعاشقات، وزوجته تتجه نحو الحرام لتأخذ حاجتها، فتكون نهاية القصة، أنه يأتي مخمورا إلى منزله، لتخرج زوجته وهي شبه عارية من سريرها وأثناء مضاجعتها لأحد الاشخاص، لكن قوة السكرة، وشعوره بالذنب جعله يتجاهل هذا المشهد تماما: "في تلك اللحظة فوجئت برأس الآخر وهو يطل من خلف باب غرفة النوم وهو يلملم أشياءه" ص31، فالقاص يكشف الوهم الملازم لكل من يعتقد بأن دولة الاحتلال يمكن أن تجعله إنسان مستقر يشعر بطبيعية/عادية الحياة، فلكل مركز في هذه الدولة ثمن والثمن الذي دفعه "الجنرال" كان عظيما جدا، وهنا تمكن اهمية هذه القصة، فالقاص استطاع أن يوصل فكرته بشكل غير مباشر، لكنه مقنع ومؤثر في المتلقي.
في قصة "الخبز المر" أيضا يكشف لنا القاص الانزلاقات الأخلاقية التي يقع فيها المجتمع العربي الفلسطيني في دولة الاحتلال، فها هي "سهام" تدفها الظروف للعمل كخادمة في بيوت "الخوجات" والتي تتقبل الخطوة الأولى من "الخواجا" إلى أن تصل إلى ما هو غير مقبول تماما، ففي هذه القصة يدعو القاص إلى رفض خروج المرأة الفلسطينية للعمل في منازل الآخرين مهما كانت الأسباب ومهما كانت المغريات، فالمحظور واقع لا محال.
في قصة "المحك" أيضا يكشف لنا القاص العقلية العربية الفلسطينية التي تتعامل مع الفلسطيني بريبة وشك، وهو يريدنا أن نصل إلى فكرة بأننا جميعنا فلسطينيون بصرف النظر عن الطائفة أو الدين، وفلسطين تجمعنا، وهي لوحدها كافية لوجود مجتمع موحد ومنسجم، واعتقد أن القاص في هذه القصة كان جريء في طرحه، فهو لا يتوانى عن كشف عيوبنا كما يكشف عيوب الآخر.
وفي قصة "الثمن" يتحدث عن خيانة "محمود" لشعبه والكيفية التي تعاملت بها مخابرات الاحتلال للإيقاع به وزجه في السجن بعد كل ما قام به من خدمة، وهذه القصة تمثل دعوة لكل من يفتكر بأن هناك صدق في التعامل معه المحتل، فهو يعتبر كل من يتعامل معه مجرد وسيلة ليس أكثر، وبعد أن يأخذ حاجته منها يلقي بها إلى سلة المهملات.
قصة "تكتكة" تتحدث عن الفساد في العلاقات الاجتماعية والتي تقوم على المصلحة الشخصية فقط،
وفي قصة "تكسير مجاذيف" أيضا يتحدث فيها عن فساد المجالس المحلية العربية.
وفي قصة "فن التسوق" تحدث عن العيوب المهنية، فكل مهني يضع العيوب في زميله
وفي قصة "أحلام العصافير" أيضا تحدث عن المجتمع العربي.
أما قصة "المنية" فهي الأهم إنسانيا وأخلاقيا، حيث يتم انقاذ طفلة من الغرق في بحيرة طبرية وفي المقابل يتم غرق احد المنقذين لها.
قبل الانتهاء من تناول المجموعة القصصية، نعرج إلى طريقة السرد التي اتبعها "هادي زاهر" والتي جاءت بشكل سلس وناعم، وبلغة سهلة يستمتع بتناولها، فأهم ما في هذه المجموعة سهولة تناولها والاستمتاع بها، وإذا ما أضفنا إلى هذا المضامين الفكرية والمعرفية التي فيها، نكون أمام مجموعة مميزة في لغتها وطريقة تقديمها وفكرتها. لهذا نقول أنننا أمام قصص تستحق التوقف عندها والتأمل فيها.
المجموعة من منشورات دار الفاروق، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2006.






" أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوىء ما لم أحاربها "
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط