مجالد فريد! - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: إخــفاق (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ مَطْويّات⊰

⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية ..

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 22-12-2018, 01:34 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد عبد الغفار صيام
عضو أكاديميّة الفينيق
افتراضي مجالد فريد!

مُجَالِدٌ فَرِيْدٌ
قَلَّبت أمري علي كل وجوهه فلم أجد بداً من المناجزة ، أو سبيلاً عدا المجالدة ؛ فإما أخضعتهم حال نصري ، أو أهاضهم عنادي ــ لا قدر الله ــ حال كسْري !
أو ربما مالأتهم و أكبرتهم من بعد عداوة فأكبروني ؛ ثم سالمتهم فسالموني ، حتى يقرَّ لي العيش على أرضي الجديدة ! فمذ وطِئَت و وطَنَت أسرتي هذه القرية حديثا ناصبني أضرابي من صبيانها العداء ؛ فلا يجمعني طريق بأحدهم إلا تهارشنا و تحارشنا ، فأَرُدُّهُ مهيضا ثخينا ، يجر عار حماقته ، و شَنَار جرأته!
لكنني لم أحسب حساب اجتماعهم عليَّ بقضهم و قضيضهم ، بعدما تجيشوا لي ، و كدسوا العصي و الحجارة ، لمقتلة يقدح شررها ، و يلوح في الأفق أوارها ، و هي ناشبة لا محالة ، بعدما أخطروني بالزمان و المكان !
أما غريمي قائد جيش الألِدَّاء فلا يحوز من أمارات القيادة ، و آيات السيادة خلا بسطة جسم ، و سطوة سن ؛ إذ يبدو بازَّاً لتابعيه ببضع سنواتٍ .
و ما حيلتي ؟ إذ لا سلاح لي و لا عتاد ! و أنَّى لي بجيش أنافح به و أكافح ؟ و أنا صفر الأتباع ، لا زمرة لي و لا أرومة ، عدا ابن عمة أصغر سناً ، و إن بدا أبسط طولاً ، أما بقية الأحساب و الأنساب فلا يزالون أسرى المهود ، لم يجتازوا طور الفطام بعد .
و أما جفولي عن خوض الوقعة المرتقبة فيثلم كبريائي ثلْماً لا برءَ له ، و مهما تفننتُ في نسج الذرائع ، و تدبيج الحجج فلن أفلح في درء ما سيشيع الألداء عن جبنٍ ألم بي ، أو فرقٍ تَغَشَّاني ، و ربما صرت مضرب المثل ، و مادة للخوض و الخطل ، و هو ما آبَاهُ ، فدونه خرط القتاد !
ما أقسى أن يجافيك النوم و يتلببك التفكير آخذاً بخناقك و قد أوشكت رحى المعركة أن تدور و ليس ثمة من يعاضدك ، و كل ما لديك عصا شذَّبتها لتهتدي بها في حالك الليالي ، و تتقي بها كرات الكلاب و الثعالي ! و معطيات الواقع المزري لا تنبئ عن حيلة جاهزة أو خطة ناجزة !
في الليلة المرتقبة و حالما أرخى الليل سدوله اللجينية الشفيفة إثر انسكاب القمر عبر فضاء صافٍ ضافٍ صنع جمالاً و رسم ظلالاً مدعوما بابن عمتي انطلقنا ـــ في الموعد المضروب ـــ لنناجز فرقة الألداء و قد تدرعوا بالنبابيت و قحوف النخيل و عراجينه ؛ فانخلع قلب معاضدي الوحيد مدفوعا بغريزة البقاء فرفع منفرداً ـــ على حين غرة ـــ راية الإذعان و انضم لجيش الألداء، بعدما قدم ـــ تَقِيَّةً و جُنَّةً ــــ فروض الطاعة و آيات الولاء! ما أربك جميع حساباتي !
أدركت ساعتها أنني قتيل على كل المحاور ، فعزمت أن أنكأ في ألدائي بأقسى ما تكون النكاية ! لعلي أُخَلِّفُ مأْثرةً و أُوَرِّثُ مفخرةً يرويها كابرٌ عن كابر ! فاستقبلت جمعهم بصدرٍ منتصبٍ و هامةٍ مشرئبةٍ صارخاً:
ـــ لا دية لقتيلكم اليوم ، و لن أبقي رأساً ينتصب فوق جسد!
فضجوا ساخرين بعدما أسكرتهم الكثرة ، و أعماهم العتاد فابتدرني كبيرهم :
• بل لا دية لك بعدما تشيعك ـــ اليوم ـــ قحوفنا!
فأردفت :
ـــ إذن فليكن الاتفاق أن لا دية لقتيل ؛ فنحن الوافدين إلى قريتكمً لا نملك بعد ما يفي بدياتكم جميعا .
وافقني زعيم الألداء ضاحكاً واثقا من نصره الذي لاصق أنفه:
• يسرت علينا مؤنة قتلك
فاردفت بحزم :
ـــ و ليضمن اتفاقنا أولياء دمكم !
فارْتَجَّ عليه مستنكراً :
• ماذا تعني ؟
ـــ فليكن أولياؤُكم الشهود العدول ؛ لئلا يقعَ حيْفٌ أو زيْفٌ .
• و كيف ذا ؟
لحظتها واتتني خطة محكمة ، وفق حسابات مبرمة ! فقلت واثقاً متشبثاً بحبال خطتي :
ـــ فليتبعني شجاعكم لأريه ذا الكيف .
وجعلتُ أطوفُ ـــ و هم في إثري ـــ على دورِهم أطلبُ إبراءً من الدِّيَات ، و إعفاءً من التَّبِعات ! ما جعلَ أولياءَ الصبيانِ يتختطفُونَهم زُعراً و فَرَقاً ، صبياً إثرَ صبيٍ حتى أفنيتُهم مستبقياً قائدهم ، النافخ في معاطسهم ، بعدما جردتُه من أرومَتِه ، وعريتُ سوأتَه ، و جرَّعْتُه ــ بعدلٍ و قسطاسٍ ــ كأسَ الهزيمةِ مستحقاً حتى الضلع!






  رد مع اقتباس
/
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط