الشاعر والناقد علوان الجيلاني: حين أكتب الشعر أنسى كوني ناقداً - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-2013, 07:52 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحمد حمزة الأهدل
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية أحمد حمزة الأهدل

افتراضي الشاعر والناقد علوان الجيلاني: حين أكتب الشعر أنسى كوني ناقداً

الشاعر والناقد علوان الجيلاني: حين أكتب الشعر أنسى كوني ناقداً و جيل الألفية جيل الفضاء الإلكتروني
حاوره /صالح البيضاني:
قد يكون واحداً من الناس.. ولكنه مختلف بكل تأكيد.. مختلف باختلاف انشغالاته حتى عن أبناء جيله الشعري.. جيل التسعينيات اليمني.. الجيل الأكثر إثارة للجدل.. والذي تشكل فيه تجربة الشاعر والناقد علوان الجيلاني حالة خاصة تثير الاهتمام دائماً من خلال دأبه الغير عادي على الإبداع وعلى هموم المشهد الإبداعي والثقافي في اليمن بشكل عام..مداراته واسعة باتساع ثقافته ومعارفه وميادين الكتابة التي يصاولها بلا كلل أو ملل.. وهو ما يغري دائماً بالتعرف على مستجدات مشروعه بمقدار ما يغري بالتعرف على أسرار رحلته مع الإبداع.. المؤكد أن هذا الحوار لن يضيء إلا جوانب من تجربته التي لا يتسع لها حوار واحد..

- في أغسطس الماضي بثت إحدى القنوات الفضائية فيلماً وثائيقياً عنك.. تحدث فيه الشعراء عن تجربتك الإبداعية وتجربتهم معك ومع إبداعك.. لفت نظري قول الشاعر علي جاحز: نحن جيل الشعراء التسعينيين نعتبر أنفسنا جيل علوان الجيلاني.. ووصف حضورك الإبداعي ونصوصك الشعرية بالحضور الملهم لزملائك.. إلى أي حد كنت تشعر بهذا إبان فترة التسعينيات وما تلاها حتى اليوم؟

*- أنا أعتز بما قاله الشاعر علي جاحز في الفيلم الوثائقي (واحد من الناس) وقد كنت أعرف هذا لأنه وشعراء غيره يرددون هذا الرأي في مناسبات كثيرة.. وهو بلا شك يسعدني.. وغير بعيد عن الحقيقة أني كنت أشعر به منذ منتصف التسعينيات وما بعدها مع أنه كان يشعرني بالخوف وعدم الطمأنينة ويضعني أمام مسئولية حقيقية.. ولكن دعني أقول بصراحة أن ذلك الوصف لا يمكن طرحه بإطلاق.. فالمشهد الشعري التسعيني في اليمن كان زاخراً بأسماء كثيرة.. كان متعدد الأصوات والتجارب والشلل والتجمعات بمثل ما كان متعدد المشارب والمناهل الثقافية والمرجعيات.. ولعل رأي الشاعر علي جاحز يكون أكثر مصداقية إذا اعتبرنا ذلك الوصف ملهماً إيجابياً للأصدقاء والمحبين والمتوافقين مع تجربتي وعوالمها..وسلبياً أيضاً بما كان يثيره من ضدية عند آخرين كانت محفزة -ربما- على إنتاج ما يغاير ويختلف عما أنتجه وأتبناه إبداعاً ورؤية ووجهة نظر..

ما يزال ذلك فاعلاً إلى اليوم؟

بالنسبة لأصدقائي ومحبي تجربتي من التسعينيين صار ذلك جزء من وجدانهم ومخزون تجاربهم التي اختلفت وتشعبت طرقها فيما بعد..وأصبح لأكثرهم مساحات تجاوز مذهلة.. ولكنهم أوفياء لتلك اللحظة التاريخية المفصلية.. فرغم أننا لم نعد نلتقي كما كنا قديماً بسبب المشاغل والالتزامات إلا أنني ما أن ألتقي أو أتصل بأحدهم حتى يحييني بمحفوظاته من قصائدي في تلك الفترة مثل: (الوردة تفتح سرتها) و(ياذا الوجد) (مقامات شمس الشموس) و(معراج النشوة) و(في غنج هيئتها) و(غناء في مقام البعد) و(قافية الدهشة) وغيرها..

وهناك من مبدعي جيل الألفية من يلقاني لأول مرة فيعبر لي عن امتنانه لمجموعاتي الشعرية التي ألهمت تجربته وبصيرته الشعرية.. أما في الصف المقابل أو الصفوف المقابلة التي اقتصرت مناوآتها لتجربتي على التحفز بها لخلق تجارب نقيضة لها مرجعياً وفنياً وأساليب كتابة.. فقد هدأت حماسة تلك الصفوف كثيراً لأسباب كثيرة..

- ما هي تلك الأسباب من وجهة نظرك؟

*- بعضهم أرضاه تحققه الإبداعي ونجاح تجربته.. فلم يعد نجاح تجربة أخرى يثير حفيظته أو يحفز على خلق النقيض المنافس.. وبعضهم انشغل بمشاريع أخرى بعيداً عن الشعر مثل الكتابة الصحفية والنشاطات المطلبية السياسية والحقوقية.. وبعض آخر اعترف مراراً أنه كان يناوئ تلك التجربة تحاملاً عليها وحسداً لقوة حضورها..

- أليس لقوة حضورك الثقافي المعرفي واشتغالاتك النقدية دور في دعم حضورك الشعري بوصفه كان جاذباً لكثيرين ممن كانوا ينبهرون بثقافتك ومعارفك.. كما كانوا في حاجة لاحتفال قلمك بتجاربهم المتبازغة آنذاك؟

*- لا بأس أن نعتبر ذلك مؤثراً ولو جزئياً، ولكن عليك أن تنظر بشكل فاحص إلى المشهد الإبداعي في اليمن لترى هل ثمة واحد ممن احتفيت بتجاربهم يتصف حضوره اليوم بالضعف أو الهشاشة... لم أحتف إلا بتجارب حقيقية تقدمت المشهد بقوة.. وما زالت تتقدم بعنفوان إبداعي ووعي نقدي وثقافي.. وهم اليوم من كتاب اليمن الكبار..

حتى على الجانب الآخر يمكن الإعتراف ولو جزئياً بتأثير الحضور المعرفي والثقافي والنقدي الخاص بي في إثارة حفائظ المناوئين لتجربتي كون جاهزيتي الثقافية والنقدية التي كانت تحضر موازية للتألق الإبداعي الشعري آنذاك.. كانت تضمن لي استقلالية وتظهرني أعلى من الدوران في فلك الآخرين.. مع ذلك كان الهجوم يتوجه إلى التجربة الشعرية ذاتها حتى لقد أصدر بعض الشعراء بياناً هدفه قتل الوردة وخضرتها الزائدة عن الحد.. وكانت الإشارة واضحة القصد إلى مجموعتي الشعرية الأولى (الوردة تفتح سرتها) التي صدرت سنة 1998م.. حين لم يكن يمر أسبوع على مدار خريف 1998م و1999م.. وحتى عام 2000م إلا ويقرأ الناس كتابة عنها أو احتفاء بها أو نصوصاً تهدى لنصوصها أو برنامجاً إذاعياً أو تلفزيونياً يتموضعها أو يرد ذكرها فيه.. والحقيقة أن ردات الفعل معها وضدها لم تقتصر على أبناء جيلي بل تعدتها إلى الأجيال السابقة.. فقد كتب الشاعر الستيني الكبير محمد الشرفي أعنف هجوم وجه إليها في ذلك الوقت.. وقد ثارت معركة عقب كتابته عنها.. وقد اجتمع في تلك المعركة المنحازون لها والمتحيزون ضدها..

- وكيف كان رد فعلك أنت؟

*- كنت سعيداً بكل ذلك.. فقد كان من أهم دلائل النجاح ولكنه كما قلت لك سابقاً..كان يشعرني بالمسئولية.. ولعل من المفارقات أن معظم المناوئين لتجربتي وحتى لآرائي قد أتيح لي فيما بعد أن أحتفي بهم بمنتهى الحميمية.. فقد كنت المشرف على تكريم الشاعر محمد الشرفي سنة 2002م.. ثم تزاملنا بعدها في تحكيم البرامج الشعرية المسابقاتية في الفضائية اليمنية..

أما مناوئي تجربتي من التسعينيين فقد احتفيت بتجاربهم وحتى آرائهم بشكل واسع في كتابي (أصوات متجاورة) الصادر سنة 2010م وهو على ضخامته ليس إلا الكتاب الأول من قراءتي لهذا الجيل المهم جداً.

- لكن لماذا كانت شدة أوار ذلك الاحتفاء وتلك المناوءة مقتصراً على النصف الثاني في التسعينيات والنصف الأول من عقد الألفينية.. ثم بعدها خفت خفوتاً حاداً؟

*- تلك هي طبيعة الأشياء.. يكاد ذلك يكون عادة أو سنة تصاحب الفورانات الأولى للتجارب الإبداعية المميزة أو الأجيال الإبداعية المميزة.. بعد سنوات الفوران الأولى تهدأ حرارة الاحتفاء التلقائي المجلجل وتهدأ الخصومات الصارخة المصاحبة له.. وتبدأ القراءات والمقاربات الهادئة... ينتقل الفعل إلى الدراسات المنهجية في أطروحات الماجستير والدكتوراه وفي المؤلفات النقدية التي تقرأ التجارب بعمق وتحاول تبيين مالها وما عليها.. ناهيك عن سمة أخرى أسلفتها في إجابة سابقة.. وهي التحقق الإبداعي أو الإنشغال بمشاريع ثقافية وكتابية أخرى.. الذي انصرف إليه وامتثل له كثير من مبدعي وكتاب التسعينيات... يمكن إضافة ما تحققه الإنجازات المتوالية لأي مبدع يمتلك مشروعاً ثقافياً وإبداعياً واضحاً ويثابر على الاشتغال به.. ذلك يمنحه تقديراً عند الجميع المصطفين معه والمناوئين له.. بمعنى آخر يتحقق له نوع من الحصانة يتم من خلاله الاعتراف به.. وفي حالة الإختلاف معه يكتب عن ذلك بلغة أقل حدية وأكثر تهذيباً..

- نحن في انتظار صدور مجموعتك الشعرية الجديدة.. (يد في الفراغ) الذي تعلن عن صدوره قبل نهاية هذا العام.. ما الذي تقدمه فيه وتراه مختلفاً عن مجموعاتك الخمس السابقة.. خاصة وهو يصدر بعد مضي أكثر من ثماني سنوات على صدور (كتاب الجنة) آخر مجموعاتك التي أصدرتها سنة 2004م..وبعد أكثر من إعلان عن قرب إصداره خلال السنوات الأخيرة؟

*- (يد في الفراغ) حصاد سنوات طويلة من محاولات الافتراق عن تجربتي السابقة في المجموعات الخمس الصادرة بين عامي 1998 و2004م.. جاهدت لتحقيق انقلاب على الذات ومغادرة عوالم ابتكرت الكثير من فضاءاتها وكانت ناجحة بكل المقاييس في اكتساب متلقيها الخاص.. ومريديها من المندهشين بعبارتها وإشارتها ولغتها الحارة ومعجمها الخاص.. مغادرة عوالمي السابقة لم يكن سهلاً.. وقد احتاج الأمر سنين من التجارب التي تخليت عن بعضها واحتفظت ببعض آخر.. إضافة إلى فترات من الانقطاع عن الكتابة الشعرية نفسها.. لا بد أن أذكر هنا أن مجموعة (يد في الفراغ) جاهزة منذ 2008م.. بشكلها الذي ستصدر به.. وهناك نصوص أخرى أنجزتها بعد عام 2008م.. معظمها لم ينشر.. مع ذلك أعتقد أن نصوص (يد في الفراغ) ستشكل صدمة لقارئ شعري.. باختلافها الواضح عن تجربتي في المجموعات السابقة.. ودرجة التميز الإبداعي لنصوص (يد في الفراغ) شكلاً ومواضيع كتابة وعوالم جديدة من أهم ما فيها رصد تجارب حياتية مرة.. على رأسها تجربة الموت وتبدل المصائر البشرية.. فقد شهدت سنوات كتابة هذه المجموعة موت أخي إبراهيم.. الذي لم يكن أخاً عادياً وإنما كان رفيق حياة وصديق روح وصاحباً لصيقاً لقراءاتي وكتاباتي منذ البدايات.. ذهب إبراهيم إلى رحاب ربه الكريم في حادث سيارة.. فأحدث ذلك تغييراً كبيراً في حياتي..لم أعد أثق بهذه الدنيا.. بدت لي وكأنها مجرد لعبة كما بدت لي خؤوناً لا يؤمن جانبها.. ثم تعرضت زوجتي لحادث سيارة فكان خروجها من بين أنياب الموت معجزة.. ولكنها خرجت محطمة.. كل أعضاء جسدها تحمل علامات الكسور وتشويهاتها.. إضافة إلى إصابة الجانب الأيسر منها بشلل جزئي.. فتغيرت كل عاداتي البيتية واختل نظام حياتي وحياة أولادي.. فصار الألم والفقد أساسيان في حياتي.. إضافة إلى ما اكتسبته من الأحداث العامة والتوسع المعرفي وتزايد سنوات العمر من اتساع في الوعي.. يقابله ميل إلى التأمل.. انعكس كل ذلك في قصائد المجموعة.. وقد خبرت بنفسك الأثر الذي تحدثه نصوص مثل: (منذ سنتين لم أعد شاعراً) و(انطفاءات) و(شفرة هنتجتون) وغيرها.. حين تلقى في الأماسي والصباحيات الشعرية بين الحين والآخر..

- إلى أي درجة يؤثر اشتغالك بالنقد على شعرك؟

*- حين أكتب الشعر أنسى كوني ناقداً لا أفكر إلا في الشعر نفسه.. الإخلاص للحظة نفسها.. مقابل ذلك فأنا لا أضع نصي الشعري معياراً لنصوص الآخرين حين أقاربها نقدياً.. فأنا أؤمن بأن لكل تجربة شعرية خصوصيتها المرتبطة بمبدعها.. ولذلك فأنا دائماً أنادي بالمعاينة بدلاً من المعايرة.. وهذا استفدته من تجربتي في توثيق ودراسة التراث الشعبي في تهامة والقارئ الذي يعود إلى ما نشرته حتى الآن من كتب نقدية وتوثيقية وتحقيقات..كذلك ما نشرته في الصحف حتى الآن سيجد نهجي فيها واضحاً.. فقد تعلمت من توثيق التراث الشفاهي أن قياس أي فن أو معايرته على فنون أخرى تجاوره في المكان أو تستورد من كتب التوثيق العربية والعالمية.. لا تصدق إلا جزئياً ولذلك يجب انتزاع المقولات فيما يتعلق بقواعد الفن وتقاليده وأحكامه وجمالياته من داخله.. من نصوصه.. من البيئة والمجتمع والظروف والثقافة المنتجة له.. وهذا أفادني في مقاربة المنتج الإبداعي الذي أشتغل عليه بشكل عام.. ففي كتابي (أصوات متجاورة) الذي يتموضع تجارب جيل التسعينيات في اليمن حاولت بشكل واسع أن أعاين التجارب لانتزاع مقولاتها منها.. وأزعم أنني فارقت كثيراً التعميمات والإلحاقات التي كثيراً ما يلجأ النقاد إليها.. بذريعة تشابه الأصوات وواحدية التجربة عند كل أبناء الجيل ليس في اليمن فحسب بل في كثير من البلاد العربية.. معاينة النصوص بالتقليل كثيراً من المعايرة وبالتقليل أيضاً من استعارة اللغة الواصفة الشائعة في كتب النقد والمجلات الأدبية.. والاعتماد أكثر على المعاينات للتجارب النصية والتجارب الحياتية وخصوصيتها عند منتجي تلك التجارب هو ما أثبت لي أن مشهد التسعينيات الشعري في اليمن ليس صوتاً واحداً مكوناً من أصوات متشابهة.. ولكنه دوائر وأصوات متجاورة أكثر.. تمتلك خصوصية لا تماثل بينها.. والأصوات المجاورة لها... فليس في تجربة أحمد السلامي ما يشبه تجربة محمد القعود.. ولا في تجربة جميل مفرح ما يشبه تجربة أحمد السلامي.. كذلك هناك تجارب لها عوالمها الخاصة بها تماماً مثل تجارب أحمد الزراعي وأمين أبو حيدر، وعلي الشاهري.. وإن كان هذا لا ينفي وجود دوائر من أصوات تشترك في مهيمنات فنية أو تدور في فلك تجربة منها قوية الصوت..ولكن ذلك غالباً ما يكون جزئياً..

- إجابتك المستفيضة أغنتني عن أكثر من سؤال حول التسعينيين.. لذلك سأسألك عن اشتغالك النقيض لما قدمته في كتابك (أصوات متجاورة) أعني كتابك (قمر في الظل) الذي يحظى بمقرؤئية ملحوظة ومثيرة للإهتمام؟

*- ما قدمته في كتابي (قمر في الظل) ليس نقيضاً لما انشغلت به في (أصوات متجاورة) بل هو يشكل معه جزءاً من مشروعي الكتابي.. (قمر في الظل) يتموضع تجارب شخصية وإبداعية وحياتية واجتماعية وسياسية وثقافية لمجموعة من شخصيات الأجيال السابقة الأكثر تميزاً.. غير أني أعطيت نفسي حريتها الكاملة في اجتراح الكتابة التي جمعت بين أكثر من اشتغال.. يَقْطُرُهَا أسلوب سيري سردي تشع فيه اللغة وتتألق.. مؤزرة بانحياز واضح في معظم الكتاب لما أنجزته تلك الشخصيات ثقافياً وإبداعياً واجتماعياً.. في هذا السياق تناولت مجموعة كبيرة من التجارب مثل عبد الله البردوني وعبد العزيز المقالح، وحسن عبد الله الشرفي، وعلي عبد الرحمن جحاف، ويوسف الشحاري، وعبد الرحمن بكيرة، وعبد الرحمن الأهدل، وجابر علي أحمد، وعبد الرحمن الإرياني، وعبد الفتاح إسماعيل، وأحمد جابر عفيف، ويحيى مناجي ثواب، ويحيى المروني، وصالح عباس، وأيوب طارش، وهاشم علي، وعلي الأهدل، وعلي عبد العزيز نصر، وإبراهيم الحكمي..

كانت استراتيجية الكتابة التي اتبعتها العامل الحاسم في رواج الكتاب الذي تميز بالسلاسة والجاذبية وبغض النظر عن بعض الأسماء المشهورة عربياً.. فقد كنت منحازاً لتلك الأسماء التي ظلت مغمورة رغم تأثيرها الكبير في حياتنا.. ولذلك كان اسم الكتاب (قمر في الظل)..

- وماذا عن الضلع الثالث من اشتغالاتك -أعني التراث بشقيه القديم والشفاهي؟ بصراحة ألا يشتتك هذا؟

*- أعرف سبب سؤالك.. فكثيرون يسألون هذا السؤال وأنا أفهم ماذا يغيب عنهم حين يسألون.. إذ يغيب عنهم دور التكوين المعرفي المتعدد والموسوعي -إن جاز لي أن أقول- كما يغيب عنهم الإستعداد الروحي والجسدي والنفسي، ناهيك عن التفرغ التام مع المثابرة والتضحية بأشياء كثيرة في الحياة.. وأهم من كل ذلك الدوافع الذاتية والاجتماعية والثقافية.. فهي تمنح المشتغل بهذا الشكل طاقات لا حدود لها.. ولكني أريد أن أكشف سراً هو الانشغال بكل هذا باعتباره موضوعاً واحداً.. يتأسس في تجربتك الإبداعية.. ويمتد في مشروع واحد لا يكتمل إلا بهذا التعدد الذي يتيح لك رؤية شاملة من فوق بمقدار ما يضع بين يديك عدداً لا حصر له من التفاصيل الدقيقة.. ولا تعجب إذا قلت لك أن الإنشغال بتوثيق الشعر الشفاهي المغنى كان أكثر ما أعانني في فهم طبيعة قصيدة النثر من حيث طزاجة الصورة والتركيز على المشهدي واليومي والهامشي والتفاصيل وحتى الوامض.. أما التراثي العام بما فيه الجانب الصوفي فهو يشكل مداميك فهمي لتطور ثقافة اليوم وتقاليدها وإبداعات أبنائها من ثقافة الأمس وتقاليدها وإبداعات أبنائه.. بمقدار ما يتيح لي تمييز المؤثرات القادمة من الخارج كذلك روافد العصر المختلفة.. وهذه التوضيحات هي قليل من كثير.. أقول هذا ليس مديحاً للذات ولكن لأنه ما أفهمه.

- طيب.. ما دام الأمر كذلك دعنا نقترب من شأن مختلف قليلاً.. كيف ترى الجيل الذي يؤكد اليوم أنه يختلف عنكم.. لا أدري ما أسميه - جيل الألفية أم جيل الفضاء الإلكتروني.. أم جيل الثورات الشبابية؟

*- جيل الثورات الشبابية أو جيل الربيع العربي كما يسميه البعض.. جيل يصعب الحديث عنه إلا إذا سمحنا لأنفسنا بالارتجال وإرسال الكلام على عواهنه.. فليس ثمة ما هو واضح حتى الآن.. وأنت تحتاج إلى بضع سنوات تمر حتى يتضح المشهد وتبدأ مخرجاته بالإثمار.. أما جيل الألفية فهو جيل الفضاء الإلكتروني.. جيل شبكة الإنترنت.. وهو جيل ماثل للقراءة وجاهز للمقاربات النقدية بشكل واضح.. جيل لديه سماته المميزة.. بعد أكثر من عقد من الزمان يستأثر هذا الجيل بخصائص ناتجة عن اختلاف تقنيات الكتابة والنشر والتواصل والتشكيلات البصرية.. إضافة إلى تبدلات الواقع الاجتماعي والثقافي وانفتاح المرجعيات وآفاق التثاقف والمعرفة إلى درجة تفوق التصور والوصف.. وهذا كله لا بد أن يجعلهم مختلفين.. لقد تعامل التسعينيون مع كل هذه المستجدات، ولكن تجربتهم تأسست في ظرف مختلف.. ظرف ينتمي بشكل كبير إلى مواصفات زمن ما قبل الإنترنت.. أما هؤلاء فهم أبناء هذا الزمن.. وقد تخلقت تجاربهم وإبداعاتهم فيه.. وكما أن مرجعياتهم الأكثر تأثيراً تأتي منه.. ييقى بعد ذلك أن نغوص في نصوصهم ونعاين اختلافها المفترض..
نقلاً عن موقع يمن تودي






«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»أرى الأرض غير الأرض«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»والسماء غير السماء«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»وأرى الطيور صامتة لا تغرد«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» والغصون ساكنة لا تتحرك«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» وأرى النجوم آفلةٌ، والأزهار ذابلة«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
والطبيعة واجمة حزينة لا يفتر ثغرها ولا يتلألأ جمالها
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-01-2013, 10:42 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سلطان الزيادنة
عضو مؤسس
أكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية سلطان الزيادنة

افتراضي رد: الشاعر والناقد علوان الجيلاني: حين أكتب الشعر أنسى كوني ناقداً

الوارف أحمد حمزة الأهدل

شكراً على ما اخترت لنا

حوار جميل ومثرٍ

محبتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 25-01-2013, 11:23 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: الشاعر والناقد علوان الجيلاني: حين أكتب الشعر أنسى كوني ناقداً

ابحار في تجربة كتابة واعية وحوار شيق

فشكرا لكم على الرفد الجميل

وتحية للشاعر المحتفى به وصاحب الحوار






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:35 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط