|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-03-2014, 02:03 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
مشيئة الله
مشيئة الله
10-3-2014............................................ استيقظ فزعاً على صوت سيده سيد لطيف وهو يناديه,كان الوقت فجرا وهو وقت لم يتعود ان يجد سيده مستيقظاً فيه.كان يؤدي صلاة الفجر ليعود ليأخذ اغفاءه,لم يزل لخيوط الظلام بقايا وآذان الفجر لم تحن بعد,خرج مسرعاً ,لا بد هناك خطب ما,وجد سيد لطيف وهو مرتدياً ملابسه ,بادره سيدي خير ان شاء الله,لاشيء اجابه لقد توفى الملك وعلينا العودة سريعا,دخل غرفته ليلملم حاجياته ومن ثم اسراج الجوادين له ولسيده .سيده رجل لطيف وتاجر حباه الله بالملك والجاه..فمنذ ان تفتحت عيناه للدنيا وجد عائلته في خدمة هذه العائلة فابوه كان مع والد سيد لطيف يمارس نفس دوره وكانت امه ترعى الاطفال وشؤون البيت.واخلف هو وزوجته واجباتهم لهذه العائلة,كان يعاني شعورا مزدوجا من لطف المعامله واحساسه انه مقيد الحرية ومملوك يتصرف به المالك,كان في داخله صراع خفي,بين الكره والحب ,بين الوفاء والانتماء’لم يكن يغيظه فقط ما هو عليه بل نظرة الاخرين ممن حوله,الجميع من اقرانه كان يعامله كتابع وعبد مملوك ,كان ينظر لاقرانه وهم يتأبطون كتبهم للمدرسة المجاوره لبيت سيدهم في رواحهم ومجيئهم كان يشعر بنظراتهم الثاقبة وفيها نظرة ازدراء وتهكم,كثيرا ما عاد لفراشه باكيا,ولم يتقرب اي من اقرانه اليه..كل هذه الصور لا تفارق مخيلته,ايقظه من صراعه الداخلي سيده سيد لطيف وهو يحثه على تجميع ما تبقى من لوازمهم.في الطريق قال له سيده ..اتعرف؟ لِمَ العجلة,استمر سيد لطيف مسترسلاً بحديثه وهو يصغي اليه بعناية؟لقد مات الملك وهناك تقليد لدينا ان يخرج الناس للعراء لتطلق ثلاث حمامات وعندما تقف جميعها على راس رجل من القوم يصبح هو الملك,الذي حدث ان الحمامات لم تقف على رأس اي رجل من داخل المدينة فارسلوا بطلب كل من خارجها ولهذا عدنا.كان ينصت لسيده ,هو يعلم طريقة اختيار الملك فهو ابن المدينة وإن من عبيدها,جالت في رأسه فكرة وهو يستمع لسيده..شجعه ان سيده محاور لطيف كأسمه ويستمع اليه مصغياً,تجرأ وسأل السيد لطيف:سيدي ما انت فاعل لو اختارتك الحمامات ونزلت على رأسك...أبتسم السيد لطيف واجابه:انتَ تعلم والحمد لله اني لا احتاج لمال ولجاه ولذا ساسخر مالي ومال المدينة لخدمة الفقراء....واستمرا في المسير, وهنا خطرت ببال السيد لطيف فكرة فيها بعض الطرفة....التفت للعبد وسأله: بما انك ايضا ابن المدينة واكتسبت جنسيتها ماذا لو حطت الحمامات الثلاثة على رأسك؟؟كان السؤال اليه صدمة..اصابه في البداية بنوع من الذّهول..لاول مرة هناك من يعتبره جزء من تلك المدينة ربما هي زلة لسان من سيده ,ولكن شيء في داخله حرك انتمائه المكاني مما ضاعف المه من انتمائه البيئي..؟ايمكن ان يكون جزء من ارض..وفيها هو عبد مملوك,نقيضان في الشعور والاحساس تنسفان بعضهما..استجمع قواه من بيئته العبودية الساخطة...وحاول جاهدا ان يكون رابط الجأش:سيدي بصراحة..سافتك بالجميع؟؟؟لم يتفاجأ السيد لطيف وكان جوابه بسخرية السيد ...الحمام لا يحط على العبيد؟بعد ان وصلا الى المدينةمساءً وكانوا اخر الواصلين ممن هم خارج المدينة.في صباح اليوم تجمع اهل المدينة في ساحتها الفسيحة والتقليد ان كبيرهم في السن هو من يطلق الحمامات,انطلقت الحمامات وهي تطير في سماء المدينة ,الجميع عيونهم تراقب الحمامات الثلاث,صمت مهيب يلف المكان.والعيون سابحة مع الحمامات وهي تدور في سماء المدينة.دقائق قلقة وفجأة شاهد الجميع الحمامات تنزل معاً لتقف على راس وكتف المملوك العبد,عم الذّهول اهل المدينة ,ساد صمت رهيب حتى لا يكاد يسمع شهيقهم وزفيرهم,التقليد هو ان يعاد اطلاق الحمامات لثلاث مرات اذ ما نزلت على احد ما,وهكذا عاود الرجل الكبير في السن اطلاق الحمامات ,ولثلاث مرات تقف على رأس وكتف المملوك العبد.لم يكن لهم خيار فاصبح المملوك ملكا على المدينة.في المساء وفي احتفال مهيب نصب الملك الجديد,وسط دهشة السيد لطيف ودهشة اهل المدينة ووجهائها ,في اليوم التالي سمع اهل المدينة منادي الملك يطلبهم للتجمع لقراءة اوامر الملك,تجمع اهل المدينة وقرأ عليهم رسول الملك رسالته: يا اهل مدينتي؟منذ اليوم كلكم ملكي لانني الملك..مالكم واولادكم وكل ما تملكوه تحت تصرفي ومن عليه الاعتراض ان ينتظر موتي والحمامات لتأتي بغيري..والسلام,فاصاب المدينة القحط وزج في السجن كل معترض,لم يكن امام اهل المدينة من سبيل فذّهبوا الى السيد لطيف يرجوه ان يتوسط لمن كان عبداً عنده ان يكف الاذى عن المدينة واهلها,امام توسل الاهالي ذهب السيد لطيف للملك,وعند باب القصر أوقفه الحراس المدججون بالسلاح,فهناك اوامر من الملك بان لا يسمح لاحد بالدخول الى القصر دون علمه,طلب منهم اخباره,ونادى الحارس باسم الزائر ليصل من منادي لمنادي الى الملك,انتظر عند بوابة القصر,وبعد وقت ليس بالقصير سمع جلبة ووقع اقدام وتهيء للحرس ,فكان الملك قادم بنفسه وهو فاتحا ذراعيه :اهلا بسيد نعمتي... هذا الاستقبال جعله يطمئن على نفسه وعلى طلباته..بعد ان اخذه معه الى داخل القصر معززاً مكرماً سأله:ما طلبك..فكل طلباتك مجابة...اجابه السيد لطيف:انت تعلم اني غير محتاج ولكن اهل المدينة يشكون سلب أموالهم وتعسف جندك معهم.جئت أطلب منك ان ترد أموالهم وترحم رجالهم وتأمر جندك بالكف عن أذلالهم....اجابه ...سيد لطيف ..كنت أود ان لا أرد طلبا لك..ولكن..إلا هذا...؟؟؟استغرب السيد لطيف من رد الملك..:ولكن جلالة الملك لماذا...؟صمت الملك لبرهة قصيرة وأجابه؟:سيد لطيف انت مؤمن وتعرف الله أتذكر في عودتنا عندما سألتك ما أنت فاعل مع أهل المدينة إن حطت الحمامات عليك اجبتني في حينها سأعين الفقير وأسخر مالي لخدمة المدينة وعندما سألتني نفس السؤال قلت لك..سأفتك بهم؟؟أليس كذلك؟؟...اجابه السيد لطيف :نعم جلالة ألملك...هنا ابتسم الملك وأجابه:سيد لطيف أن الله سمعنا ولو كان يريد الخير للمدينة وأهلها لجعل الحمامات تحط عليك ولكنه جعلها تحط عليّ بعد أن سمع كلامي..سيد لطيف انها مشيئة الله |
|||
14-03-2014, 07:54 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: مشيئة الله
ربما يصدق القول الموروث
كيفما تكونوا يولّعليكم قصة ممتعه بعبرتها تحيتي وكل تقديري |
|||
14-03-2014, 02:14 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: مشيئة الله
وجمعتكم مباركة صديقي العزيز
عودة ميمونة ان شاء الله..اهلا بك مودتي وتقديري وامتناني |
|||
15-03-2014, 12:13 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: مشيئة الله
صدقت....شكرا لمروركم الكريم..مودتي
|
|||
15-03-2014, 12:23 AM | رقم المشاركة : 5 | |||
|
رد: مشيئة الله
قصة مشوقة جذبنا السرد من البداية للنهاية
أعتقد حسب قراءتي للنص أن القدير المحمود يريد أن يقول أن شعوبنا تستحق زعماء من هذه الفئة الظالمة فنحن شعوب فعلا لا تعمر فيها سلطة العدل .... فسرعان ما تنقض عليها الجوارح تقديري لك واحترامي |
|||
15-03-2014, 12:46 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: مشيئة الله
نصٌ جميل ولطيف أخي الكريم قصي المحمود إلا أنه يعتريه بعض الهفوات البسيطة، على سبيل المثال كان يعاني شعورا مزدوج / الأصح: كان يعاني شعوراً مزدوجاً وعند باب القصر اوقفه الحراس المدججين بالسلاح / الأصح: وعند باب القصر أوقفه الحراس المدججون بالسلاح جأت اطلب منك ان ترد اموالهم / الأصح: جئت أطلب منك أن ترد أموالهم واعذرني على تطفلي أخي العزيز تحياتي |
|||
15-03-2014, 01:59 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: مشيئة الله
الأستاذ قصي
سرد شيق ومضامين مؤثرة ، والمقولة صحيحة "كما تكونوا يولى عليكم" لكن السؤال متى تعود الأمة إلى رشدها ولا نكون في هذه الصورة المؤلمة التي تدمر كل شيء ، ندعو إلى تغيير الحال بأحسن حال ولو بدأ كل مواطن بنفسه لتغير الحال شكرا لهذا النص الممتع |
|||
16-03-2014, 12:00 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: مشيئة الله
اقتباس:
تحياتي اليك ولمرورك الجميل |
||||
17-03-2014, 12:22 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: مشيئة الله
اقتباس:
على نصوصي ..وملاحظاتك ليست تطفلاً..بل هو المطلوب هنا حينما نرى نص فيه خطأ لغوي ما..فليس منا الجاحظ وسيبويه ..؟؟ ممتن لك ..ويسعدني مرورك الدائم...باقة ورد فراتية مع اجمل تحياتي/COLOR] |
||||
18-03-2014, 12:22 AM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: مشيئة الله
اقتباس:
لنصوصي..وهذا ما يسعدني ويفرحني تحياتي وتقديري |
||||
06-05-2014, 01:00 AM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: مشيئة الله
الاخ المحمود
حبكة النص متداخلة.....كانت من نسج الخيال...واسمح لي ان اسجل الملاحظات التالية : 1- لم تبين في النص ولو بالاشارة عن حال اهل المملكة ..هل كانو صالحون ام غير ذلك 2- من غير المنطقي ان يختار ملك ويحدد مصير شعب بواسطة حمامة ؟ 3- لو كنا اسارى القدر لجلسنا في بيوتنا...( وقل اعملو...) 4-هناك اخطاء املائية .. 5- شكرا لسعة صدركم ....وبصورة عامة فالنص كان مسترسلا ومحبوكا بطريقة لطيفة |
|||
08-05-2014, 11:33 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: مشيئة الله
اهلا بالاخ والصديق
جزيل شكري لمروركم |
|||
09-05-2014, 06:24 AM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: مشيئة الله
قصة جميلة ذات سرد مشوق والحبكة جميلة
وكما قال الزملاء من قبلي : (( مثلما تكونوا يولى عليكم )) هذا ما اراد قوله المملوك لسيده من خلال قوله لقد سمعنا الله وقد استجاب لي وهذه مشيئة الله .. الاديب قصي المحمود : ابدعت ايها المكرم مودتي والتقدير
|
||||
30-05-2014, 11:23 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: مشيئة الله
اقتباس:
الأسئلة الواردة في ردك..صحيحة لنص سردي لواقع معاش ولكن النص رمزي والرمزية لا تمتلك المكان والزمان ولا التفاصيل فقط للاشارة للحالة المراد ايصالها ابدا...القدر..لا يمنحنا الجلوس..في بيوتنا..القدر يتحكم بنا حينما نكون جلوسا في البيت ننتظره..ولكن عندما نغير ما بأنفسنا ينأى القدر عنا جزيل شكري اليك ولمداخلتك القيمة..مع اجمل تحياتي ومعذرة عن تأخر الرد |
||||
31-05-2014, 01:22 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: مشيئة الله
اقتباس:
مودتي مع التقدير |
||||
13-11-2017, 02:06 AM | رقم المشاركة : 16 | |||
|
رد: مشيئة الله
ومشيئة الله نافذه في كل الأحوال
قصة بها حكمة رائعة ومعبرة القدير/القصي مزيد إبداع |
|||
18-11-2017, 01:15 AM | رقم المشاركة : 17 | |||||
|
رد: مشيئة الله
اقتباس:
تحياتي وتقديري |
|||||
20-11-2017, 02:10 AM | رقم المشاركة : 18 | |||
|
رد: مشيئة الله
قصة مدهشة أعجبتني جداً
نعم ما قاله العبد هو عين الصواب هم استحقوا فلو كان فيهم خيراً لما ولاه الله عليهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولو أن الحديث كما يقال ضعيف) "كيفما تكونوا يول عليكم" بوركت أ. قصي وتحياتي |
|||
29-11-2017, 03:09 AM | رقم المشاركة : 19 | |||||
|
رد: مشيئة الله
اقتباس:
وهي شهادة اعتز بها تحياتي وفائق تقديري |
|||||
19-12-2017, 11:30 AM | رقم المشاركة : 20 | |||
|
رد: مشيئة الله
مررت بالنص وهذا للحضور فقط
ثم لي عودة أخرى لمحاولة نبش دواخل النص وحيثياته وفنياته تقديري أخي قصي |
|||
01-01-2018, 02:40 PM | رقم المشاركة : 21 | |||||
|
رد: مشيئة الله
اقتباس:
وعودة ميمونة لعلمي انك تجيد قراءة ما خلف السطور تقديري لأخي خالد مع فائق تقديري |
|||||
08-01-2018, 02:41 AM | رقم المشاركة : 22 | |||
|
رد: مشيئة الله
ها أنا أعود بعد وعدي بهذا
سأختصر الفكرة في آية كريمة وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا وفي رواية أخرى .. أمّرّنا مترفيها مترفيها ««« جبابرتها تقديري واحترامي |
|||
09-01-2018, 12:38 PM | رقم المشاركة : 23 | |||||
|
رد: مشيئة الله
اقتباس:
محبتي وفائق تقديري |
|||||
26-04-2018, 06:33 AM | رقم المشاركة : 24 | |||
|
رد: مشيئة الله
صناعة حرف متقنة معمدة بماء الحكمة والعبر مشعة بأطياف المعرفة الوارفة مبددة لدجنة التيه وضباب الأيام
قصة قصيرة متوهجة جسّدت مشيئة الله في تسليط من يذل القوم الخانعين أمتعتنا بجمال السرد والرمزية تقديري أخي الغالي أ.قصي وأزكى تحياتي |
|||
01-05-2018, 01:56 AM | رقم المشاركة : 25 | |||||
|
رد: مشيئة الله
اقتباس:
أزكى التحيات وارقها أخي الغالي أ,ناظم الصرخي |
|||||
|
|
|