أنا الباقي !

[د. نديم حسين]

أنا الباقي !


د. نديم حسين

أنا الباقي ،
بأَرضٍ قد براها اللهُ من ضِلعي وأشواقي
وكنتُ الماءَ والظمآنَ والسـَّاقي
حكاياها دموعُ الحبرِ تغلي جوفَ شرياني
تُحاكي طـَعمَ أحزاني
ووجهُ الماءِ ، سرُّ الرملِ ، قاماتُ الجبالِ السـُّمرِ والشطآنُ أوراقي ..
ويُمـْلي ثغرُ نَيساني جنونَ الوَردِ والفُصحى على ساقي ..
فقـُمْ واجمَع إليها كلَّ من راحوا ،
ونـَمْ واضرِبْ بكـُفِّ الصمتِ من باحوا ،
وقـُلْ واقسِمْ إلى شطرينِ من ناحوا ،
وقـُمْ واطرَحْ من الساحاتِ كذَّابـًا وخَوَّانـًا وبيـَّاعًا ورحـَّالاً ودجـَّالاً ونصـَّابـًا وجارَ السوءِ والفسـَّادَ والقَوَّادَ والقُوَّادَ والجيشَ الذي يحمي قصورَ الذُلِّ من جوعِ اليتامى والمواخيرَ التي تُبنى على لحمِ الشهيدِ الطَّاهِرِ الطَّاهِرْ !
وقُم واطرَح من القاموسِ لغوَ " السَّاجِدِ " الكافِرْ !
وسوقَ السِّحرِ .. والسَّاحِرْ !
أنا الباقيْ !!
أتدري يا نَزيلَ الفندُقِ العالي ،
أتدري يا جَليسَ التَّبغِ في مَقهى النضالاتِ التي تُزري بساحاتِ القِتالِ ،
أتدري يا حَبيسَ اللـَّغوِ والإنشاءِ والكَفيارِ والمالِ ؟!
أنا المَجموعُ والمَقسومُ والمَضروبُ والمَطروحُ .. والباقيْ !!
أنا شُكرُ البِحارِ الزُّرقِ للأَنهارِ ، شُكرُ النهرِ إنْ سالَتْ إلى الماضي السَواقيْ !
أنا الباقي ؤوأنتَ الهارِبُ العاهِرْ !
وكلُّ دقائِقي من صُنعِ أوقاتيْ ..
وشِعري يمتَطي خيلاً من اليُنبوعِ في أرضي إلى حَلقِ البلادِ ، إلى نِقابِ الأَرضِ أرسُمُهُ بفرشاتيْ ..
فأَرضي اللهُ خالِقُها ، وأرضُكَ غُربـَةُ " اللاَّتِ " ..
أنا الباقي .
ودمعُ الأَرضِ واليَقطينُ ، ذِكـْرُ القَمحِ والساحاتُ والزيتونُ ، ماءُ البحرِ والنَّخلاتُ والشطآنُ أرزاقيْ !
أنا الباقيْ !
ودمعُ الغيمةِ الرَّاقيْ !
وحزنُ الأرضِ ، قامتُها ، كرامتُها ، بيوتُ الناسِ والأَبوابُ إِذْ تُفضي إلى دِفءٍ ، أماناتٌ بأَعناقيْ !
وصدري درعُها الواقيْ !
أنا الباقيْ !
فمـُتْ من تُخمَةٍ يا " صاحِبَ العـِزِّ " الذَّليلَ " هُناكَ " مَغمورًا بإِشفاقيْ !
أنا " المَجموعُ " و " المَقسومُ " و " المَضروبُ " و " المَطروحُ " ... والباقيْ !!!.