مريم... - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-01-2017, 10:54 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
دليلة بونحوش
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

دليلة بونحوش غير متواجد حالياً


افتراضي مريم...

مريم 1
#مريم

أمسكها من يدها الصّغيرة و حمل رزمة ثيابها و أطفأ آخر رجاءاتها بالبقاء مع خالتها بلائه القاطعة التي لفظها بكثير من الحنق و الحملقة العنيفة المتوعّدة، و سار بها مغادرا ضيعتها حيث وُلدت و عاشت عشرَ سنين و زادت شهورا هي كل عمرها، سار متمتما بينه و بين ذاته يغلبه اللهاث و انقطاع النّفَس : و ما عساك تفعلين هنا و أنا هناك... انتهى الأمر الآن ماتت التي كنت أعود إلى هنا مجبرا من أجلها ... ماتت لتترك الدنيا خلفها و كنت أظنها و الموتَ بعيدتين لسنين عديدة قادمة.
نسي المسكين نفسه و التي كان يجرها خلفه في انحدار ضاقت مسالكه تحفّها أشجار التين الشوكي و السدرة و أحيانا تخنقها أشجار التّوت البري و اللوز و أشجار التين.
كانت تسارع الخطى متعثرة آيلة للسقوط تجدف بيدها اليمنى في الهواء و أحيانا تحاول بها تسوية منديلها على رأسها خوفا عليه من الذهاب مع أنفاس الجبل المنبعثة مع أولى صباحات خريف مُتعبٍ حزين.
جفّت الدمعات على خدّيها ما بقي منها إلّا بصماتها الشّهباء دليلا عليها.
أخيرا توقف هزيم نعل والدها و قد سكنت الخطوات... لم يفلت يدها رغم أنها تعرقت بيده و ذبلت، وقف ينظر على يمينه على امتداد الطريق منتظرا علّ سيارة إلى البلدة تمرّ من هناك... و لحظة بعد أخرى افترّ ثغر الوالد عن كلمات حانية بعد كل ما كان من غضب : مريم ... هل تعبت؟
- نعم تعبت... قالت كلمتيْها و هي تراقب بزاوية عينها ملامح والدها.
- طيب... تعالي اجلسي على هذا الحجر هنا و هاكي حبة حلوى .
أخذت حبّة الحلوى و جلست و لم تفعل شيئا آخر غير النظر إلى كل نقطة في المكان. رأت جنائن و مزارع و سمعت ثغاء و نباحا و خوارا... رأت البيوت و سقوفها القرميد يجتاحها سيلا من تِبر الشمس متغلغلا بين فروع السرو و المشمش و الصنوبر
رأت حنينها و لم ترحل، إلى كانون الصباح مع حبيبة قلبها و شمّت من بعيد عبق القهوة ينطق سحرا و لم تدر إلّا و الدمع يخونها منحدرا حينما أطلت من خيالها على عينين زرقاوين كتلك السماء كانتا عيْنَي أمّها... ثم أردفت بشهقة حين طرق مسامعَها نداءُ نادية صديقتها الوحيدة يدعوها إلى حكايات لأسراب النّحل و قوافل النمل و قواقع الحلازين... يدعوها إلى أكواخ القصب و الطين و الحصى و إلى أغنياتٍ فوق تلة يهواها القطيع، يدعوها إلى عرائس العيدان و الصوف و الكتان إلى أعشاش الغصون و أسرار مخبآت تحت جدار...
تتبع.....






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-01-2017, 03:04 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: مريم...

كانت تسارع الخطى متعثرة آيلة للسقوط تجدف بيدها اليمنى في الهواء و أحيانا تحاول بها تسوية منديلها على رأسها خوفا عليه من الذهاب مع أنفاس الجبل المنبعثة مع أولى صباحات خريف مُتعبٍ حزين.
جفّت الدمعات على خدّيها ما بقي منها إلّا بصماتها الشّهباء دليلا عليها.
***
للهِ دَرُّكِ وروعاتُ قاصَّةٍ شاعرةٍ تشتجِرُ في صُورِها الحيّةِ،
وبين سُطورِها: أنفاسُ الطبيعةِ بأنفاسِ البَشَرِ وأوجاعِهم
وقد أحسستُ أنَّ الخريفَ مُتعبٌ وهو يحمِلُ عن مريمَ
بعضَ مُعاناتِها؛ فقد تَماهى معها
وما أبدعَ رحيلَ الدمعِ؛ تارِكًا الدليلَ على خدِّ الطفولةِ:
"بصماتٍ شَهباء"

وأبقى في الأسرِ إلى أن تعودي إليَّ بالمزيدِ مِن الجمال






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-01-2017, 08:26 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: مريم...

سرد رائع وقصة ممتعة وحرف ساحر
وقاصة تستحق المتابعة لرقي أسلوبها في القص
والسلاسة التي تميز بها
سأتابع بصمت...






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-01-2017, 03:18 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
دليلة بونحوش
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

دليلة بونحوش غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مريم...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي مشاهدة المشاركة
كانت تسارع الخطى متعثرة آيلة للسقوط تجدف بيدها اليمنى في الهواء و أحيانا تحاول بها تسوية منديلها على رأسها خوفا عليه من الذهاب مع أنفاس الجبل المنبعثة مع أولى صباحات خريف مُتعبٍ حزين.
جفّت الدمعات على خدّيها ما بقي منها إلّا بصماتها الشّهباء دليلا عليها.
***
للهِ دَرُّكِ وروعاتُ قاصَّةٍ شاعرةٍ تشتجِرُ في صُورِها الحيّةِ،
وبين سُطورِها: أنفاسُ الطبيعةِ بأنفاسِ البَشَرِ وأوجاعِهم
وقد أحسستُ أنَّ الخريفَ مُتعبٌ وهو يحمِلُ عن مريمَ
بعضَ مُعاناتِها؛ فقد تَماهى معها
وما أبدعَ رحيلَ الدمعِ؛ تارِكًا الدليلَ على خدِّ الطفولةِ:
"بصماتٍ شَهباء"

وأبقى في الأسرِ إلى أن تعودي إليَّ بالمزيدِ مِن الجمال
أستاذتي الغالية...
من جماليات الكلمات أنّها قد تملك القدرة على حمل مشاعرنا و إيداعها حيث رأينا أن تكون، من أجل ذلك أطلق سرب سلام إليك أتمنى أن يجد القرار في قلبك.
عظيم احترامي يا طيبة






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-01-2017, 03:22 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
دليلة بونحوش
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

دليلة بونحوش غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مريم...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
سرد رائع وقصة ممتعة وحرف ساحر
وقاصة تستحق المتابعة لرقي أسلوبها في القص
والسلاسة التي تميز بها
سأتابع بصمت...
الرّوعة كل الرّوعة في مرور قوافل الود بحيّنا، و يا أجمله من ودّ أنفاسه همسات البحر و عطور الليمون...
تحياتي لك أستاذتي الكريمة و سلام أوراسيّ لكل فلسطين.






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-01-2017, 03:33 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
دليلة بونحوش
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

دليلة بونحوش غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مريم...

#مريم_2

...و مرّت اللحظات و انصرفت بعض الدقائق إلى غير رجعة و طُويت صحائفَ منتهية في توابيت الماضي، أما مريم فعاكفة على ملء قلبها بريح و ملامح و طعم قريتها، عاكفة على شمّ رائحة التّراب عند البئر و بعد المطر و ساعات المساء حينما يأخذ الفناء نصيبه من الغنج و الدلال فيُرش بزخات الماء و يكنس و يسوى ليصبح مكانا تهفو إليه نفوس متعبة تفترش حصيرا و تتّكئ على جدار ، مريم لم تتوقف عن حشد ذاكرتها بكثير مما أبقاه خيالها من حياة شربتها كؤوسا من سلام هناك. و ها هي آخذة في قطف الآفل من الدهر حبّات كرز تطفئ بها شوقا إلى غسق تراه تعويذة سحر فقط في ذاك المكان.
و فجأة انهارت في ساحات تفكّرها منظومة الماضي و اقتلعتها كلمات والدها من بهوها الأنيق الشفاف حيث كانت :
_ هيا مريم لنرحل عن هنا.... ستسكنين المدينة و تجاورين البحر، ستفتنك قوارب الصيادين و أغنيات الميناء.
لم تُعر مريم اهتماما لحديث والدها... فقط اعترتها رعشة غريبة سلّت من عيونها العسلية جمرات في دموع الوداع... و جعلتها تصرخ بداخلها فشهقت شهقة مرّة... أ بعد السنين ستولد من جديد؟ و يا عسرة الميلاد من جديد في حِجر اليتم و الغربة و المجهول.
انطلقت السيارة التي ركبتها مريم تخترق الحُجب لتميط السّتر عن عالم خبأته قهقهات الجبال.
كانت الصغيرة تنظر إلى تلك الدنيا الممتدة و ذلك العالم الغريب الذي استرسل بالاتساع حينما أوغلت المدينة المقصودة في الابتعاد و لم تدرِ الطفلة حتى هوت برأسها على كتف والدها و غطّت في نوم عميق سيختصر الزمن وصولا إلى محطة فيها النزول.
و مضى الظُّهر بقليل و بلغت السيارة خاتمة الطريق... أيقظ الوالد مريم، فنزلت و ما كادت تفعل حتى أُفرغ صخب المدينة كله و مرة واحدة في آذانها ليستقرّ دهشة في قلبها الغرّ المولود بين وُكن الحب و الدفء حيث الضيعة و الناس الطيبون.
تتبع...






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-01-2017, 01:35 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: مريم...

{وها هي آخذة في قطف الآفل من الدهر حبّات كرز تطفئ بها شوقا إلى غسق تراه تعويذة سحر فقط في ذاك المكان.
فجأة انهارت في ساحات تفكّرها منظومة الماضي و اقتلعتها كلمات والدها من بهوها الأنيق الشفاف}


يصمُتُ كَوني كلُّهُ؛ ليستمِعَ إلى صوتِ الجمال المعزوفِ على قيثارةِ الحروفِ:
يصِفُ المكانَ والزمانَ والمشاعرَ في هذا العالَمِ السَّاحرِ العجيب؛ وقد سَكَبَتْ عليهِ أديبتُنا مِن بَهاءِ وعطورِ روحِها؛ فَلا نرى فيه إلا براءةَ مَريمَ، ولا نسمعُ فيه إلا هديرِ مشاعرِها الذي تجاوزَ صوتَ الحَكْيِ ليربِطَنا بها؛ حُوريَّةً آتيةً مِنْ جَنائنِ الأوراس.






  رد مع اقتباس
/
قديم 31-01-2017, 12:11 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
دليلة بونحوش
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

دليلة بونحوش غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مريم...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي مشاهدة المشاركة
{وها هي آخذة في قطف الآفل من الدهر حبّات كرز تطفئ بها شوقا إلى غسق تراه تعويذة سحر فقط في ذاك المكان.

فجأة انهارت في ساحات تفكّرها منظومة الماضي و اقتلعتها كلمات والدها من بهوها الأنيق الشفاف}


يصمُتُ كَوني كلُّهُ؛ ليستمِعَ إلى صوتِ الجمال المعزوفِ على قيثارةِ الحروفِ:
يصِفُ المكانَ والزمانَ والمشاعرَ في هذا العالَمِ السَّاحرِ العجيب؛ وقد سَكَبَتْ عليهِ أديبتُنا مِن بَهاءِ وعطورِ روحِها؛ فَلا نرى فيه إلا براءةَ مَريمَ، ولا نسمعُ فيه إلا هديرِ مشاعرِها الذي تجاوزَ صوتَ الحَكْيِ ليربِطَنا بها؛ حُوريَّةً آتيةً مِنْ جَنائنِ الأوراس.
شاعرتنا بل و قصيدتنا السّابحة في مقل السّحر، نتلو عليك سلاما بعده ألف سلام ليكون من وحي شهرزاد ألف سلام و سلام.
تُحيّيك الحركات و السكنات و الحروف و المعاني و الكلمات.
تقديري و عظيم احترامي.






  رد مع اقتباس
/
قديم 31-01-2017, 12:25 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
دليلة بونحوش
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

دليلة بونحوش غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مريم...

مريم3
ما وعت مريمُ ما رأت. عمارات شاهقة تنغرس في قلب السماء، و واجهات المحلات بلّور مصقول يخطف الأفئدة و الأبصار، الأسفلت تجتاحه مَركبات أغزر من قوافل النمل بألوان شتّى و أشكال و أحجام ، البشر هنا أزياؤهم مختلفة غريبة جريئة ... لا يعنيهم الغادي و لا الآتي مسمّرين في قوالب متحركة لكل منهم مقصد و غاية . ملامحهم الجامدة مُحيِّرة و نظراتهم اليابسة الشَّاحبة المُفرغة من الفرح مخيفة، لكأنها نظرة من أشباح الجنينة في الليلة الدّهماء.
أمسك سليمان يد ابنته مرة أخرى وقال : هيا مريم... الليلة ستنامين حيث البحر... تعالي من هنا.... المكان ليس ببعيد جدا... إنه هناك خلف المحطة. بعد أن شدّت مريم منديلها على رأسها مشت بجسدها المنهار تعَبا و بطنها الخاوية.
و مع الخطوات جاءها صوت والدها : تعالي اشتري لك هلالية...
أمسكتها مريم و بدأت تأخذ منها اللّقم إلى فيها لقمة بعد أخرى حتى أتت على آخرها، كم كانت لذيذة تلك الهلالية و ناعمة و طرية... و هكذا كانت أولى الكلمات التي أحبتها في المدينة "كرواسون".
بعد بعض المسير وجدت مريم نفسها ترتقي دَرجا تفوح منه رائحة الماء الآسن و تنتشر فيه الأوساخ، درج مهترئ زلق في بعض الأماكن، تنظر إلى بعض الأطفال كيف ينزلون كنوبة جنون و بعض الشيوخ كيف يشدّهم ضعفهم إلى أسفل...
مكان مقزّز لم يرُق مريم.
فتح والدها الباب و قال : هذا بيتنا منذ الآن... هنا ستقيمين حبيبتي الصغيرة.
دخلت مريم و أول ما قابلها قصعة نحاسية مسندة إلى الحائط و بعض الأواني الجاثمة فوق بعضها في فوضى و هناك موقد صغير...
_ ادخلي مريم تعالي تمددي هنا و ارتاحي.
كان والدها يدعوها إلى داخل الغرفة الوحيدة... تركت الطفلة تلك الردهة و دخلت بعد أن خلعت حذاءها لتجد والدها ينفض الفِراش من الغبار و بقايا السجائر .
جلست فوق ذلك السرير و ما كادت تلامسه حتى بدأ يئنّ و يتوسّل و يصفّر و يصرخ... فهدأت مريم فسكت السّرير .
أما والدها فإلى رفّه و ركوته سيستعيد وعيه مع أنفاس قهوته المنعنعة مع عود قرنفل.
صارت القهوة جاهزة أفرغ سليمان منها في فنجان و جلس تحت نافذة الردهة المفتوحة على البحر يستنشق رائحته وهو و يرشف منها في أناة، فانتابتهه حالة من الوجع و ما كانت غيبوبة القهوة إلّا رفيقة آمال و أمنيات و أسرار و حكايات...
أعادت إليه تلك القهوة طعم الرحيل و ذكّرته بمن كانت تنتظره بالضيعة... ذكرته بالتي حفظته حاضرا غائبا، بالتي لم تسأله يوما غير سلامته، بالتي خبأت آلامها و مضغت أوجاعها حتى قتلتها...
وضع سليمان فنجانه ثم اتجه إلى سترته و أخرج من جيبها أمانة تركتها له زينب عند أختها... تناول قطعة القطيفة الحمراء الشاحبة فكّ عنها خيوطا مخملية عُقدت بإصرار و لما فتحها أغمض عينيه و بكى لقد كانت صورة له قديمة و مبلغا من المال...
_يا الله... إنها النقود التي كنت أرسلها لها....
أسرعت مريم إلى والدها اقتربت منه و أبعدت يديه عن عينيه :
_ لماذا تبكي يا أبي؟
فرفع رأسه :
_ أبكي علينا فقد صرنا وحيدين.
فردّت عليه :
_ هذا ما كانت أمي تقوله لي باكية كلما عدت أنت إلى هنا.
أخذ سليمان مريم بين ذراعيه و قال :
_ لكنك لن تتركيني وحيدا حبيبتي.
سكنت مريم حِضن والدها و لم تنبس ببنت شفه. فقط غاصت بكل أتعابها في قلبه و نامت و مازالت خطوط الدمع وشما أشهب على خديها.






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-02-2017, 10:40 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
دليلة بونحوش
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

دليلة بونحوش غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مريم...

مريم 4
و جاء الفجر... جاء بكفّيه حاملا بعضَ الضّباب، يمحو به ملامح البحر النّاعمة وقد نقش اللّجين على وجهه الهادئ، وشما بتقاسيم العاشقين. كان الموج وحده الحاضر- رغم الضباب- يضرب صخور الشاطئ غاضبا، فيَذرف الصخرُ رذاذا من مرايا وينطفئ الموج و يخبو، ليعود مرة أخرى جبلا من رعونة يُفتّته العناد في العالي سربا من حمام .
هدير البحر، ومواويله الحزينة تصبّ العتاب نداءً أيقظ الموجوعين كما أيقظ مريمَ من غفوتها الدافئة، يدعوها إلى حياة أخرى في فلك من وحي الرّمل و الصّخر و الزُّرقة و النّورس و الصَّدف . فركت مريم عينيها، لتتذكر أنها النائمة على أهداب السماء، وهي المعتادة على أديم الأرض. قامت من مكانها أسفل تخت والدها، و وقفت عند النافذة مشدوهة باللاّجود، وقد عمّت الظلمة المكان، خلا ما تسرّب من نور المدينة إلى النّافذة من بين أردية الضباب، وقفت تنظر إلى العتمة تتخللها بعض لطخات النور هناك خلف الزجاج و تستمع إلى الدنيا في وقع الأقدام و سقوط الأشياء و أزيز الشاحنات . النّهار الذي وُلد منذ قليل بهدوء تمرّ لحظاته لتسقط خلف عقارب الساعة صريعة الفَناء على صدر الميناء، أمّا الشمس فهناك وراء الأفق تختال هودجا من ضياء في ركب القادمين من الشرق.
و فجأة تزاحمت قعقعات التخت و علت احتجاجات أوصاله و ملأ تأفّفه أسماع الحاضرين.
و لحظات بعد و استرسل نور المصباح يغسل المكان من حلكة ما بقي عالقا من الليل.
نظر سليمان إلى مريم مبتسما قائلا : حبيبتي الحلوة الشَطورة، لقد شعرت بك حين استيقظت...سأصلي ثم أعدّ الفطور و تنزلين معي إلى البحر . اليوم ستتعرفين إلى الأزرق الذي أحبّه .
ابتسمت مريم و طاف بقلبها الصغير كثير من الرضا و راحت سفيرة الضيعة إلى زاوية الموقد تتذكر كيف كانت تساعد أمها بإعداد قهوة الصباح الفاتنة و بيدين صغيرتين نحيفتين غسلت الفناجين و الإبريق و الملاعق و حتى الصينية التي أكلتها بُثور الصدأ...
ثم حاولت فتح قارورة الغاز لكنها عبثا تحاول...
سلّم سليمان و رفع دعاءه ثم اقترب من ابنته ضاحكا مربّتا على كتفها مكملا مشوار الصباح المخملي، فذاعت رائحة القهوة تجوب المكان تعبّق منه كل مكان.
نزلا معا على ذلك الدرج و خطوة بعد أخرى حتى اجتاح النّور عيني و قلب مريم فشاحت ببصرها إلى شمالها و ما كادت تفعل حتى خطفها سحر الزّمرّد المنبعث نُدفا بيضاء تشبه الياسمين ينثره المالح الأزرق سلاما في لقاء مريم... عجبا لم يسعفها عياؤها بالأمس حتى تلتفت عن يمناها ترَ شاهق البهاء جبّار الكلمات ساحر اللقاء موجع الوداع ناعم الهمس و الحكايات...
سارت نازلة في درج آخر تقترب منه و هو يلوّح لها يناديها و برذاذه البارد الناعم يحيّيها.... على طول الكورنيش كانت تذهب إلى أبعد من الضيعة لكنها لم تنس صديقتها نادية في ذهابها إلى الأمنيات طائرَ نورس بسط الأبيض جناحا بين أزرقين.






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-02-2017, 11:46 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
دليلة بونحوش
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

دليلة بونحوش غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مريم...

مريم 5
سارت الطفلة كأنّها الباحثة عن شيء ما كان ينتظرها هناك حيث الغيوم تنكت جسد السماء..حيث طفقت خيوط النهار تنسج لها وشاحًا من دموع الزرقة و خُصلات النور .
سارت و البلاط تحت قدميها بساطا ملكيًّا من قطيفة أو حرير.
كانت تشدّ على يد والدها كلما أرعبتها الفرحة التي اجتاحت قلبها الغِرّ الصغير ، كلما خذلتها أنفاسُها و كلما لم تجد لها طاقة على ابتلاع ريقها و الوعي بما يدور حولها.
فُتنت مريم بالمارد الأزرق و الأفق اللازوردي، فُتنت و قد فتنتها قبلا و نادية صديقتها رعشات الغدير الراحلة مع بوح النّسيم... فُتنت بنت الضيعة و شربت باكورة كلمات الشرق في كؤوس من أطياف و عُباب .
لم تشعر بالناس إلّا ملامح تمرّ بها و لا بالطريق و لا بالبنايات و لا بعربات السمك و لا نَزَغتْها رائحته و لا هالها الصيّادون بزيهم الأوحد مثلهم مثل والدها، بذلة زرقاء و طاقية و قميص بخطوط سوداء و أخرى بيضاء يعالجون شِباكهم يحملون الصناديق أو يضعونها أما المراكب فبعضها عُقلَ إلى حافة الميناء و البعض ذاهب مع الموج لا يهاب ...
أكملت تمشي و نسيت أن تتعبْ،
صوته يأخذها و صباحه الرّطب الناعم يعتقلها و يلفّ الأصفاد بمعصميها و أي معصمين معصميها...؟
أتصلح للأسر تلك النحيفة البهيَة البريئة الجميلة...؟ تلك الخجول الحييّة... تلك البنت التي اسمها مريم؟
أخيرا عادت إلى جادّة الدنيا إذ قالت نعم لسليمان يهزها و يناديها : مريم... مريم
انحنى إليها والدها ثم جَثا عند ركبتيها:
- ستبقين هنا مع عمي ابراهيم حتى أعود... سأحضر نصيبي من السمك لبيعه. فكوني وديعة طيّعة و ابق مكانك فالمدينة متاهة يا أمّ أبيها.
_ نعم سأبقى مكاني و لكن عد سريعا...
اختفى سليمان بين أمم تذهب و أخرى تجيء بينما نظرت مريم إلى عمي ابراهيم إسكافي الميناء... العيون خضراء غائرة كأنها فصوص العقيق و العمامة بيضاء ناصعة كندف الغيوم أمّا التجاعيد فأثلام تخط وجهه الأسمر، و اليدان الخشنتان تقبضان على مسلة و نعل... تعالجان الجلد أو تطرقان المسامير أو تلمِّعَان الأحذية و الجِزَم...
من حين لحين كان عمي ابراهيم يمص شفتيه أو يحمل إلى فيه كأس قهوة يرشف منه الرشفة و يعود يضعه حيث كان و قد أذكت فيه الحياة. يسلّم عليه المارة و يصافحونه و يلاطفونه و يلقون إليه بالطرائف و المُلح و يأخذون منه جميل الدعاء و أصدق الأمنيات ... يسألونه فيجيبهم و يستشيرونه فيشير عليهم أو أنّهم يختبرون بداهته فيحاولون تعجيزه فيجيب شعرا أو حكمة أو مثلا من أعماق ما في الأدب الشعبي من نظم أو قصص أو أساطير، كأنّه البحر المتلاطم من معارف السابقين و كم كانت لمعة عينيه تزداد بريقا إذا أوثق له مقالا بآي الرحيق المختوم.
كان يتحدث عن الأجداد و يبعث علومهم من الأجداث مبهرة مؤثرة فقد امتلك ذلك الشيخ زمام الأدب، الأدب الشعبي ذلك الإرث الأصيل المقيم في قلوب الشيوخ و الذي يعيش على أطراف ألسنتهم أو تحت كثيب من تراب على رفّ في مكتبة تزورها الريح لتخرج من نوافذها و تخلُد بها الرطوبة لتنخر أوراقها و توخز صدور مرتاديها من الذين يعشقون شمّ عبق الماضي في صفحات صفراء.
مريم... تشد على منديلها و تتنهد...
نظر إليها عمي ابراهيم ثم مدّ إليها بحبة حلوى مبتسما قائلا :
- هل تحفظين القرآن؟
فردت و لم تمسك حبة الحلوى مطأطأة الرأس كأنها تنطق للمرة الأولى :
_لا أحفظ منه غير الحمد لله رب العالمين...
فألحّ عليها العم ابراهيم :
خذي حبة الحلوى و رددي معي...
أخذت مريم حبة الحلوى و بدأت تردد ما يلقنها فكانت تحفظ الآيات من أول سماع و ترديد... تعرّقت الحلوى بيدها مرات و لم تعبأ بها فهي المشدودة إلى الذّكر الحكيم ...
ها هو سليمان آت من هناك يدفع العربة باحثا بنظراته عن مريم من بعيد.






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-02-2017, 09:41 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: مريم...

أكملتْ تمشي و نسيتْ أن تتعبْ

فقط: أُسجِّلُ حُضوري مُوَشَّحًا بإعجابي أيتها القاتلي إبداعُها






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-02-2017, 04:39 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
دليلة بونحوش
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

دليلة بونحوش غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مريم...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي مشاهدة المشاركة
أكملت تمشي و نسيت أن تتعبْ

فقط: أُسجِّلُ حُضوري مُوَشَّحًا بإعجابي أيتها القاتلي إبداعُها
حضوركم نهر سلام يجري...






  رد مع اقتباس
/
قديم 11-02-2017, 12:16 PM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: مريم...

سرد متقن
معني بتفاصيل تفتح الرؤى
مرحى بكم في التجليات
كل الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 13-02-2017, 02:02 AM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
دليلة بونحوش
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

دليلة بونحوش غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مريم...

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
سرد متقن
معني بتفاصيل تفتح الرؤى
مرحى بكم في التجليات
كل الود
الأستاذ الكريم... شكرا لجميل عنايتكم.
تقبلوا فائق التقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-03-2017, 09:45 AM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
دليلة بونحوش
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

دليلة بونحوش غير متواجد حالياً


افتراضي رد: مريم...

مريم6
_ مريم... هيا بنا طفلتي الحبيبة... أشكر لك فضلك عمّي إبراهيم.
_ اتركها عندي سآخذها معي إلى الحاجة زهرة و ستهتم بها كما يجب و مساء سأحضرها... فأنا أعلم أنك ستبقيها معك في الشارع.
_ هكذا إذا...! و ماذا تقول مريم؟
أسرعت مريم إلى والدها :
_سآتي معك يا أبي.
نظر سليمان إلى عمي إبراهيم مبتسما ثم قال : شكرا لك أيها الطيب ،أعانك الله.
قال سليمان هذه الكلمات و مضى وراءه مريم تنظر إلى عروق يده المنتفخة القابضة على مقود العربة و إلى عرقه المتصبّب من جبينه مستمعة إلى أنفاسه اللاهثة و أزيز العجلات حين تدور.
و شارعا بعد آخر، حتى توقف سليمان عند أحد الأرصفة و عالج العربة حتى لا تتحرك من مكانها و مريم تساعده ، و وضع الميزان مكانه ثم بدأ يعلن عن بضاعته صائحا بأعلى صوته و مريم جالسة أسفل العربة حينا ، و حينا تقف إلى جانبه تنظر إلى هذه السيدة أو تلك أو هذا السيد أو ذاك ، و من حين لآخر تُناول والدها الأكياس أو فكة النقود .
كانت تتعلّم بسرعة ، و تردد ما أعجبها من كلام الزبائن ، و تسأل عمّا غاب عنها. تتالت الأيام و مريم مع الإسكافي بعض سويعات من صباح ، و على أرصفة المدينة باقي النهار، تعرّفت على الأزقة المخنوقة في الحواري العتيقة و على الشوارع الرّاقية و الممرّات الأنيقة. أصبحت تبيع ببراعة تجذب إليها كباقة الورد المارّة، كان والدها يندهش للسيارات الفاخرة حين تتوقف عندها، ليشتري منها الأثرياء و من عربات الأرصفة الكريهة لا يشترون... الجميع يتحدثون إليها و كأنهم يشترون منها صوتها الملائكي و كلماتها الطيبة الساحرة...
أحيانا كان سليمان يقف الساعات الطِّوال ليبيع بعض الكيلوغرامات ، و ما إن تقف مريم حتى تتجه الخطوات إليها و يُقبل الشارع عليها ، لكأنها ملكة ترمي بمواثيق الحب للرعيّة فيُلبون الدعاء و لا يتأخّرون... و المثير للدهشة و العجب حين تبيع للأجانب فتستعير لفظا من هنا و لفظا من هناك و خاتمتها يشترون و يرحلون ، ثم غدا يعودون و تعود هي ، لكن بكلمات واضحة و عبارات وافية تزداد أناقة و تهذيبا يوما بعد يوم.
مريم كانت ملاكا زار المدينة و أحبّ البحر و الميناء و عمي إبراهيم و الخالة زهرة، لكنها اشتاقت كسيل الورد للربيع ، و كانهمار المطر لأمسيات الشتاء.. اشتاقت لهواء الضيعة المتمرد الحر الطليق ، و لعطور الحقول و المزارع و عبق التراب و الأرض ، و رائحة التبن و صمغ الجذوع .اشتاقت للقش زوارقَ بالسّواقي و لتيجان الورد و أطواق الزّهور ... و لمّا اشتدّ بها الحنين و فاض بمقلتيها تلالَ دموع، وقفت عند النافذة تراقب البحر يلبس عباءة الليل ، تكشف بعض ملامحه المستكينة الهادئة أنوار أعمدة الكورنيش. ، و غابت مريم مع أبواق السيارات و أزيزها و ضجيج المدينة و لكن فجأة في لحظة فارقة وجدت نفسها لا تقوى على كتمان ما يدكّ دواخلها فأجهشت بالبكاء . طفلةً تبكي بألم و حرقة.
اقترب منها والدها يسألها و قلبه منفطر قلق لحالها :
_ ماذا تريد مريم؟
فاستدارت و لم تنتظر :
_ أريد الذهاب إلى الضيعة خذني إلى هناك يا أبي... أرجوك.
_ بعد غد نذهب... ما رأيك؟
و طار قلب مريم فرحا و حلّق تلك الليلة في سماء الضيعة و تدثر بأحضان البيادر و نام مطمئنا في أعشاش الطيور.
يتبع بإذن الله...






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-09-2017, 02:48 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: مريم...

اتابع هذا الحرف بشغف كبير
ولي عودة لقراءة أخرى بحول الله تعالى
حياك الله صديقتنا






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 04-10-2017, 11:43 AM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
روضة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس
افتراضي رد: مريم...


مرحبا بك دليلة العزيزة ، سرد متقن، وقص مشوق، وبانتظار رحلة مريم الصعبة المشوقة

أثبت أجزاء روايتك بفرح

كل الحب






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط