لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ مَطْويّات⊰ للنصوص اللاتفاعلية .. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-08-2015, 11:31 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
بترا...
بترا... (قصة قصيرة)
غذذت السير في السيق وهو شق صخريّ طويل غير معبّد، تحفّه من الجانبين صخور ورديّة ويؤدي إلى مدينة البتراء الوردية المنحوتة بالصخر، أزعجني الغبار المثار من سنابك الخيل، وعجيج عجلات عربات السيّاح أثناء عبورها قربي. توقّف قربي حصان يمتطيه فارس فوجئت به "أحمد" ابن البتراء رفيقي أيّام الجامعة، والّذي لم أره منذ فترة طويلة بعد تخرّجه، كنّا قد انفصلنا إثر خلاف نشب بيننا نتيجة سوء تفاهم، وقبل أن نجد الفرصة للبوح بحقيقة مشاعرنا تجاه بعضنا بعضا، كان وسيما كما عهدته. صامتا لوّح بيده أن تعالي، دون تفكير توجّهت نحوه ومددت له يدي، فرفعني بسهولة وأردفني خلفه، طوّقتُ خصره والتحم جسدانا، حرارة جسده تكاد تشعل لهيب جسدي المثلّج دهورا. ضاع الإحساس بالوقت، والحصان يسير خببا في السيق إلى أن انتهى بغتة،على سّاحة شمسّيّة مبهرة، في واجهتها تقوم خزنة فرعون المنحوتة في الصخر، ضخمة ومدهشة، أهمّ معالم مدينة البتراء الأثريّة. ترجّلنا في السّاحة، خاطبني أحمد بلهجة آمرة مشيرا إلى الجبال المحيطة: تعالي، وشرع في الصعود، قلت معترضة: - لكنّني أعاني رهاب المرتفعات. - لا تخافي، سأساعدك، مادّا لي يده. اختار جبلا شاهقا للتسلّق، عند القمّة اختلّ توازني لكنّه برشاقة أمسك يدي، ثمّ فوجئت به يعود وينفض يده يريد التملّص منها، حاولت يائسة التشبّث متوسّلة إليه ألّا يفلتني، ردّ ببرود: - هاهم أولاء زوجتي وأولادي قادمين ولا أرغب أن أفسّر لهم عنك، هم أحبّائي الآن أمّا انت فلقد نسيتك من زمان. بدأ وجهه بالتغضّن وتغيّرت ملامحه لتغزوه التجاعيد، بدا لي في صورته الحقيقيّة متأثّرا بعامل الزمن. وتمكّن من تخليص يده من يدي المتعرّقة فسقطتُ في هوّة سحيقة بلا قرار. فتحت عينيّ فوجدت نفسي على سرير مستشفى، اقترب منّي وجه حبيب، وبدأ يجفّف عرقي المتصبّب ويحسب لي أنفاسي، قبّلني على جبيني قبلة أودعها حنانه وخاطبني بلطف: - حمدا لله على سلامتك. أصابتك غيبوبة سكّر أفزعتنا وخشينا ألّا تستيقظي بعدها نهائيّا. لا تستسلمي أنا والأولاد نحتاجك.
|
||||
22-08-2015, 01:24 AM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: بترا...
السلام عليكم ورحمة الله
حياك الله أخت ريما القصة جاءت جميلة وهادفة . فيها المفارقة وفيها العمق والألم. رغم كل حبها له والذي احتفظت به سنوات طويلة إلا أن مرضها انتزع منها ذلك الحب الغير شرعي وأعادها للحب الشرعي... حب الزوج لزوجه ... سرد سلس جميل ... الحبكة بدت متوسطة .. وعوضا عنها جاءت المفارقة والقفلة بشكل جيد ... مع تقديري .. |
|||
23-08-2015, 09:59 AM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: بترا...
أليست هذه خيانة للزوج
هكذا قرأتها ورأيتها وعلمتها في النهاية حتما ما حدث عبارة عن حلم مزعج مرت به في غيبوبة ربما كانت قصيرة أختي ريما مررت من هنا لواجب التحية والسلام تقديري
|
||||
26-02-2018, 11:19 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: بترا...
اقتباس:
سعدت بحضورك وتعليقك، قمت بتنقيح النص لعله تقوى. تقديري.
|
|||||
26-02-2018, 11:21 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: بترا...
اقتباس:
ربنا يبارك فيك، وارجو عودتك. تحيتي.
|
|||||
26-02-2018, 11:23 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: بترا...
اقتباس:
النص بين ايديكم، ولك الحق في قراءته كما تشاء. ملاحظة: أعتقد قمت بالرد على الجميع، هل سيبقى في بردى أو ينقل للمدينة الحالمة؟! خالص المودة والتقدير. تحيتي.
|
|||||
28-06-2018, 05:39 AM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: بترا...
ما بين البتراء ونوبة سكَر عادت الى الماضي
الذي عشش في دواخلها..وربما لأن الأحداث الأقوى هي ما يطفو على السطح غالبا، عندما يغيب المرء عن وعيه وتشطح روحه نحو البعيد. نص جميل في قفلته وحلمه الوردي. أعيده للواجهة على أمل ان يجد من يصافح حروفه بقراءة جديدة ومختلفة. الى الضوء... الأديبة المكرمة ريما ريماوي بوركتم وبورك عطاؤكم الجميل احترامي وتقديري
|
||||
11-07-2018, 08:33 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: بترا...
نقرأ لكم بانتظام و نتابع باهتمام
شكرا للابداع و الامتاع مبدعتنا ريما كل التحية و الاحترام
|
||||
30-07-2018, 07:23 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: بترا...
مميز سردك للأحداث في قصتك المشوقة
دمتِ ورقي الحرف والتألق كل التقدير العزيزة ريما وتحياتي |
|||
05-11-2019, 11:28 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: بترا...
سردية جميلة وفلاش باك الحكاية وظف بطريقة رائعة جعلت الحلم يمشي في الواقع متخطيا حاجز اللاإرادي للإرادي ومن الروحي إلى المادي عبرت روح الحكاية
تحيتي أستاذة ريما وعساك بخير
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|