(على ضفاف الايام ـ نائلة ابو طاحون / رقم الايداع :ن.ط / 14 / 2017) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-2018, 10:34 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي (على ضفاف الايام ـ نائلة ابو طاحون / رقم الايداع :ن.ط / 14 / 2017)



"نبضة الأشواق"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من أنت حتى تستبيح مدائني
وتحدث الأطيار عن أشواقي
هل أنت قلب نابض بمحبتي
أم محض روح عانقت أحداقي
أم أنت من أغرى فؤادي بالهوى
وتركته صبا بﻻ اشفاق
وتركتني للشعر أنفثه الجوى
نبض الفؤاد ولهفة المشتاق
وأنا التي طوقت سدا للهوى
والقلب قصر محكم الإغلاق
أغرقتني في بحر حبك قلت لي
فلتبحري شوقا إلى أعماقي
وأنا الجهولة بالسباحة والهوى
أنت السفين وتبتغي إغراقي
إن كنت تبغي وصلنا فابعث لنا
وحيا يفيض بديمة الأشواق
أرسل عهودك وانتظر رجع الصدى
فالقلب يعشق دونما إغداق



انغماس
ـــــــــــــــــــــــــ

وحتى انغماسي في اللاشعور ، لا ينسيني حبك
لأني منك وإليك..
أحبك في حدود المعقول واللامعقول
فأنت الزمان..والمكان
أنت أيامي.. وأحلامي
تاريخ ميلادي..
وهويتي



أمنيات بائدة
ـــــــــــــــــــــــــــــ

يا سَيّدي
يا مُلْهِمي
أبْكي على زَمَني القديم
وَأمنِياتٍ بائِدَهْ
ماذا تَبَقّى لِلْفُؤادِ
مِنَ الْحَياةِ
مِنَ الزَّمانِ
سوى الرسوم الباهته



"ظلم وتجن"
ـــــــــــــــــــــــــــــ

كم دنا منّي حبيبي
بعد نأيٍ أو جفا
مُدْبرٌ يرجو ابتعاداً
مُقبِلٌ يرجو الدّفا
ظالمٌ يشكو التّجني
مُنصفٌ حدّ الوفا
إنّ من لصَّ فؤادي
مُعدمٌ منه الصّفا
كم تَدانى من بعيدٍ
حينما بانَ اختفى
كم تولّى وَيْحَ قلبي
عَينهُ لم تَذرفا
همس روحي يرتجيه
أن يكون المُسعِفا
أن يضم القلب يوما
بالهوى لن يجحفا
حينها يرتاح قلبي
مثل طفل قد غفا



يافا
ـــــــــــــــــــــــ

على شطآنِ يافا يا أحِبائي
زرعتُ الورد
وصُنْتُ العَهْد
وللِتَّاريخِ قد قلنا
هُنا كُنّا
هُنا سَنَكونُ
فَلْتَشْهَد
***
على شُطآن يافا يا أحبّائي
تعمّدنا بنور الشَّمسِ
صَلَّيْنا على أرواحِ من ماتوا
ومنْ غابوا
ومن لا زال مَنْفيّاً
يُقاسي البُعدْ
سألتُ المَوْجَ:
هلْ ما زِلتَ تذْكُرَهُمْ ؟!
هُنا ولِدوا
هُنا شَبّوا
هُنا كانوا
فردّ الموجُ مُنْتحِباً
أما عادوا؟
سَئمتُ المدَّ والجزرَ
سّئِمْتُ مَراكِبَ التَّرْحالْ
أُمَنّي النَّفْسَ لُقياهُمْ
فَقُلْتُ لَهُ: ألا يا مَوْج
رَغْمَ الْبُعْدِ ...نلقاهم..
وتلقاهُم
***
فيافا يا أحِبّائي عَروسُ الْبَحرْ
رَغمَ الظُّلْمِ
رَغْمَ الْقَهْرِ
تَأبى السَّبْيْ
وما زالتْ بِحُلَّتِها
يُداعِبُ شَعْرَها الْمَسْدولَ مَوْجُ الْبَحرْ
تُغَني لَحْنَها المَمْزوجَ بالأحزانِ
لِكُلِّ الطَّيْرْ
وفي ليلٍ تسامر أنجم الليل
لَعَلَّ النَّجْمَ يَهْديها
لِنورِ الشّمسْ
تُسامِرُها..تقصُّ لهن
عن فُرسانِ أُمَّتِها
تُسائِلُها
أحانَ الوقتُ
كَيْ تَخْتالَ في زهوٍ
بِعَوْدَتِهِمْ
أجيبوها
أحانَ الوَقْتْ؟!



عُمري أنا
ـــــــــــــــــــــــ

كَبراعِمِ الوَردِ الحَزينة
كَجَنين أمٍّ ما رأىَ نُور الحَياة
ﻻ ما اَرتَوي مِنْ كَأسِها
لا تُثْمِل الكأسُ الشّفاه
عُمري أنا..
أضْغاثُ حُلْمٍ لم يَزل في مَهْدِهِ...
والقَبرُ يوسِعُ مِنْ مَداه
أنا لم أزل
مثلَ الحَيارى والعَطاشى
لا أهْتَدي...لا أرْتَوي
لكِنّني.. أودَعتُ عُمرِيَ لِلحَياة
عُمري أنا...
كَالبدرِ في كَبِدِ السَّما
لَمْ يُفرِح الدنيا رُؤاه
حتى تَأَذَّنَ لِلأُفولِ مُوَدّعا
وَمُعاتِباً..
قَلبي أنا..
يا أيُّها القَلبُ المُلَوعُ بالأَسَى
ﻻ تَرْتَجي ...
لَمْ تَنثُر الزَّهرَ المُعَطَّر في رُبَاه



"حنين"
ــــــــــــــــــــ

إذا ما الشوق ضاعف من شجوني
وجاء الليل وانعدم الضياء
وفرّ الدمع من حُجَر المآقي
إليك سرى..وطال بِنا العناءُ
سأبكي في سكون الليل وحدي
وأدعو أن يطول بيَ المساء
فإني مذ فقدتُ الإلفَ يوماً
فلا فرح يزور ولا هناء
أمنّي النفس والأيام تترى
تُصافينا ويسعدنا اللقاء
فقلبي قُدُ من فرط اشتياقي
وأثملني التأوّه والرّجاء



"فسائل الهجر"
ـــــــــــــــــــــــــــــ

وألمُّ شَعْثي بين أرْوِقَةِ الغيابِ
وأمْتَطي سُحُبَ الحَنينْ
وَيَشُدّني حَبلُ الوِصال على المَدى
ويلوذُ قلبِيَ بالأنينْ
وعلى شغاف القلب أنقُشُ عهدنا
وأرمّمُ الأشواقَ ..
عَلَّ القلبَِ يَهدَأُ يَستكينْ!
أوَكُلَّما ذَوَت العُهودَ...
وأمْطَرت سُحُبُ الخِصامِ دِيارَنا
تُقْصي فُؤادَكَ عن رياحينِ الهَوى
لِمَ لا تَلينْ؟!
وَأُعيدُ شَحْذَ الرّوح كَيْ أسْتَلَّها
ﻷِصُدَّ عن حُلُمِ اللقاء
بَراثِنَ العُقْمِ المُغَلَّفِ من سِنينْ
وعلى خُطا القلب المُدَلَّهِ بالمُنى
أبكي هُنا
دمعي يُسابق مهجتي
في العزف ..في ترنيم صوت العاشقين
والليلُ يسرقُ ما اسْتَدَقَّ بمُهْجتي
والرّيحُ تعصِفُ حولنا
وتُبَعْثِرُ الأشواقَ في حِصْني المَتين
أنّى التفتُّ ...أراكَ حولِيَ ها هُنا
يا مَنْ نَكأتَ جِراحَنا
وغرستَ غدراً في الفُؤادِ
فسائلَ الهَجر المُبينْ



أُمّي
ــــــــــــــــــــــــ

وأقولُ أُمّي كُلّما عَصَفت بقلبي الرّيحُ والأنواءْ
وأقولُها...والدّمعُ يُغرقُ مُهْجَتي
وَمَنابِتُ الوَجْدِ السَّحيقَةِ تَعتلي حَدَّ السّماءْ
بالحُزنِ أغْفو يا حَبيبة عَلَّنا ...
بالحُلمِ يوماً نلتَقي
حُزنٌ يُغَلّفُ خافِقي ...
كَمَحارةٍ..ألقى بها المَوجُ على شَطٍّ غَريبْ
لا الموجُ يَذكُرُها.. ولا قَلبٌ حَبيبْ



"مذكرات مراهقة"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)
كم كنت بريئة ، وكم كنت غبية وساذجة، ها أنا ذا أستعيد شريط ذكرياتي ، أيام أيقنت أني أحبك وأنك فتى أحلامي ، وفارسي المنشود.
كنت مولعة بكل ما يقربني منك، ومغرمة بكل ما يخطه قلمك لأجلي ، كنت تدعي أن قصائدك التي أهديتني إياها كانت من وحي حبك لي ولهفة الإشتياق ، وكنت أحفظها عن ظهر قلب...كنت مبدعا في التعبير ورسم المشاعر وبث روح الحياة فيها، وكأنها حية تدغدغ قلبي الصغير فيذوب شوقا كحبة سكر في كأس ماء، كنت مرهفة الإحساس ،جياشة المشاعر، وببراعة كنت تبث الدفء في الحروف فيسيري لهيبها في عروقي.
لم تعرف الحب يوما..كنت تتلاعب بمشاعري الفتية ، وكنت مجنونة بك ، كان قلبي الصغير متعطشا للحياة ..نابضا بالحب وكنت مﻻذه الوحيد الذي أدماه.
ذات لقاء...جمعتني الصدفة بصديقة لي ، أبحرنا في الحديث لأيام خلت..حدثتني عن فتى أحلامها ، وعن حبه .. ولهفته ..عن شاعريته المتدفقة وكلماته العذبة ،عن رسائله التي ضمنها قصائد حب .
استرسلت في الحديث، وراحت تتلو قصائد تحفظها عن ظهر حب، كانت تقرأ وقلبي يقرأ، هي ذات القصائد التي أهديت. بدون وعي رحت اردد معها نفس الكلمات...اغرورقت عيناها بالدموع ... عانقتني بقوة وانخرطنا في البكاء.
مرت الأعوام وﻻ زلنا كلما التقينا ، نتبادل النظرات...ونبتسم ...فسرنا المدفون أصبح نقطة التقاء بين روحينا.



طُقوس
ـــــــــــــــــ

أنا لي طقوسي في الهوى ولِيَ السّيادة
وَلِيَ الحضور المَستبدُّ.. ِليَ القيادة
ولك التّذلُّلَ في الهوى ولك العبادة
ولك الفؤاد بما حوى هل من زيادة؟



طوفانٌ وقبَس
ــــــــــــــــــــــــــــــ

منذ تسرّبَ الشّك إليكَ ، غَمرَ الطّوفانُ مشاعِرَنا ، ورسَتْ سفينةُ الحُبّ على جوديّ الهجر...
أطلقتُ طُيورَ اشتِياقي لِتَبحثَ عنك، فلعلَّها تأتيني بقَبسٍ منك، أو تأتيني بك.



ترنيمة حزن
ــــــــــــــــــــــ

وطني حزينْ
وأنا المكبّلُ بالقَصيدة
لا الحرف أسعفني
ولا قولُ الحقيقة



انتظار
ـــــــــــــــــــــــ

وهي على شواطئ الإنتظار،
مل منها الإنتظار ولم تمل.
بفرح طفولي ﻻمست قدماها رمل الشاطئ، وراحت ترقب الأمواج.
ﻻح لها في الأفق ومن خلف الموج، مركب صغير، بلا مسافر، من فوقه تحلق النوارس، صيحاتها نواح، وترانيم لحزن مقهور.



درب الفاتحين
ــــــــــــــــــــــــــــ

في حنايا القُدسِ نبضٌ لا يبين
نهرُ دمعٍ..في المآقي
وقلاعٌ من أنين
ترصُدُ الخطوَ بصمتٍ
ترقبُ الفجرَ المُبين
قلبُها في العشقِ صبٌّ
لايهادِنْ..
لا يَلينْ..
خلفَ سورِ القلب دربٌ
مُشرعٌ للفاتحين



نبض الكرامة
ـــــــــــــــــــــــــ

أحكَمتُموا القيْد اللعين على يدي
وحرمتُموني الفجر يشرق في غدي
فيكم تبلّدت المشاعر وَيْحكم
ما كل من رفض الخنوع بمعتدي
لن تسكتوا نبض الكرامة في دمي
لن تسلبوني تاج عزٍّ أرتدي
سيظل صوتي بالحقيقة منشدا
ويظل طيفي في السماء كفرقدِ



أترى في الأفق حلّا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال سِلْماً
قلتُ أهلا
أ ترى في الأفق حلاٌّ..؟
ها هُنا قرحٌ عميقٌ...
ربّما بالسِّلْم يُمحى
قد بذرنا في سهول الأرض قمحا
وربيعٌ إن تأتّى..
سوف يملا الكَوْن فَرْحا
رحتُ كالمسحور أومي..
ألفُ مرحى..
ألفُ مرحى..
وتعانقنا...طويلاً
ثُمَّ أهدى
لِصَميم القلبِ رُمحا



رسالَةُ طِفلٍ إلى أمِّهِ في زَمَنِ الحَرب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا تَحزَني أُمّاهُ إن جَاءَ الأجَل
وَتَخَضَّبَ القلبُ الْبَريءُ عَلى عَجَل
وَهَوَيْتُ أرْوِي الأرضَ مِن دَمِيَ الْخَضِل
وَغَدَوْتُ مَحمولاً عَلى أكتافِهم
مُستَودِّعَاً أرضَ الْوَطَن
فَالْحَربُ أُمّي لا تُفَرِّقُ بَينَ مَنْ
حَمَلَ السِّلاحَ مُدافِعَاً
أَوْ مَنْ ظَلَمْ
أُمّاهُ إنّي قَدْ رَسَمتُ مَعَ الرِّفاقِ
على الرِّمالِ
مَساجِدَاً
وَمَعابِراً مَفْتوحَةً
مِنْها نَمُرْ
وَلَقَد نَقَشتُ عَلى الصُّخورِ
عَوالِمَاً مَسْحورَةً
تَخلو مِنَ المُحتَلْ
لا تَجزَعِي أُمّاهُ إنْ جاءَ الْخَبَر
وَتَجَمّلي بالصّبرِ
وَارضَيْ بِالْقَدَرْ
أُمّاهُ إنّي قَد سَئِمْتُ مَوائِدَ الْمَوتِ الزُّؤام
فَخرَجتُ نَحوَ الْبَحر أَبحَثُ..
عَن أمان.. عن سَلام
كُنَّا نُحَلّقُ كَالنَوارِسِ مِن بَعيد
نَسْتَصرِخُ المَوْجَ المُسافِرَ أن يَثور
ولنَشتَكي ظُلمَ الخلائقِ لِلطِّيور
فالعُربُ أمي لا تثور
العُربُ أُمّي للكرامةِ لا تَثورُ
وَلِلدِّما لا تغضبُ
لِلعُربُ في سَاحِ الخنوعِ ..مذاهبُ
وَمَراكِبٌ..
لِلذُّلِّ تَهفوِ مِن بَعيدٍ.. تَرقُبُ
ومخالبٌ..
للموتِ في وَطَنِ الطَّهارَة تُرعِبُ
قَد سَاءَها أُمّاهُ أَنّا لا نَمَلْ
لانَتعَبُ
وَلِأَنَ أَحلامَ الشَّبيبَةِ..
في الطُفولَةِ.. تُسكَبُ
وَلِأَنَّنا الجَيشُ الَذي..
عِندَ الوَغى.. لا يُغلَبُ
قَد غَاظَها..
ما نَحنُ فيه.. ومَن نَكون
فاغتالَت الحُلُمَ البَريءَ
مِن العُيون
وَاستَسلَمَت..
للحَقدِ آفاتُ المَنون
بِقَذيفةٍ مَحمومِةٍ.. مَسعورَةٍ
تَجتَرُّ مِنّا لَحمَنا..
حتى الدِماء
تَسْتَلُّ منِّا روحَنا
طَيراً يُحَلّقُ للِسَّماء
بِاسمِ الشَهادَةِ وَالفِداء
بِاسمِ الشَهادَةِ وَالفِداء
أُمّاه عُذْرَاً سَامِحي
فَالمَوتُ قَد سَبَقَ الزَمَن
وَتَحَطَّمَ الحلُمُ الجَميلُ
بِأَن أَكونَ لَكِ الوَطَن



فلسطيني
ـــــــــــــــــــــــــ

أنا للفجر عنوان
إذا ما الشمس قد طُمست بأيديهم
وألقوا نورها المخطوف
في جُبّ وفي عمق الزنازين
أنا الإعصار ﻻ أهدا ..
إذا ما الجند ساموني
ورشوا الملح فوق الجرح يُدمينى
على أرضي أمزقهم
بأحجارى وسكيني
سأطعمهم كوعد الله في "الإسراء"
زقومي وغسليني



فلسطيني
ــــــــــــــــــــ

بقلبي شعلة الاصرار
بي قبَس ً.. أنا من وهْج حطين
ونفحة عزة جاءت
من التاريخ و الأجداد..
تجري في شراييني
وسيفي الصارم البتار
يمحو الظلم من أرضي
وكالأشواك أحصدهم
لأعْلي راية الاسلام
يمضي عاليا ديني
أنا كالبحر لم أنضب
فماء النهر يرفدني
وماء القطر يغسلني ويرويني
ومهما أعملوا فينا
من التقتيل والتهجير ..
من قصفى
سيأتي يومهم حتما
وفيه أذيقهم عصفي
كعنقاء..
سأصرخ من رماد الموت محتجا
على موتي
أشد يدي على المقلاع مُنتفضا
وبالسجيل أرشقهم
يثور النبض في قلبي
ليُحييه ويُحييني
فلسطيني
فلسطيني



شَوْقٌ وَعِتابْ
ــــــــــــــــــــــــــ

إن مرّ طيْفكَ عابراً قلب المدى
أشواق قلبي في الصّبابة تستعر
أوَلسْت منْ أشعلتها في أضلُعي
مُرها فديتك تستكين وتَسْتقِر
أمْطِر فؤادِيَ بالحنان وبالهوى
كي تستفيق براعم الحب العَطر
كي تَنتشي من لوعة الحب التي
من أجلها كادت بيومٍ تَنتحر
كَفْكِف دُموعَ العينِ من غيماتها
واغسل هموم العاشقين من المطر
عُد لي حبيبي فالحياة قصيرةٌ
إني على العهد المصون لأنتظر
عُد لي حبيبي فالعواذِلُ أضْرمَت
حرباً ضروساً بالجَفا قد تنتَصِر



براءة
ـــــــــــــــــــ

طال الزمان وخافقي لمّا يزل
مترنماً بالحب والأشعار
وكأنَّني ما زلت رَهن طفولةٍ
تاجي البراءة والوِداد سِواري
وأراقص النّجمات في عالي السّما
وأرافق الغيمات في أسفاري
طيرٌ وأشدو في خمائل موطني
وكأنَّني ترنيمة المزمار
وفراشةٌ أزهو بأطياف المُنى
تتنافسُ الأزهار في مضماري
جذلى بعيشٍ هانىء في جعبتي
طُهر الملاك وَرِفْعةُ الأقمار
يا ربّ بارك لي بقلبٍ خافقٍ
منه استَقَيْتُ مكارم الأخيار



ظلم وتجنٍ
ــــــــــــــــــــ

كم دنا منّي حبيبي...بعد نأيٍ أو جفا
مُدْبرٌ يرجو ابتعاداً...مُقبِلٌ يرجو الدّفا
ظالمٌ يشكو التّجني...مُنصفٌ حدّ الوفا
إنّ من لصَّ فؤادي...مُعدمٌ منه الصّفا
كم تَدانى من بعيدٍ ...حينما بانَ اختفى
كم تولّى وَيْحَ قلبي...عَينهُ لم تَذرفا
همس روحي يرتجيه...أن يكون المُسعِفا
أن يضم القلب يوما.. بالهوى لن يجحفا
حينها يرتاح قلبي....مثل طفل قد غفا



"زفاف بين القبور "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انتابها أكثر من شعورٍ وهي تسير بين حجارة وبناياتٍ صغيرةٍ متناثرة هنا وهناك، أفكارٌ متشابكةٌ تُصارِعٌها، ومتناقضاتٌ كثيرةٌ تزحف في أعماقها، شعورٌ بالخوف وآخرُ يقول لها عودي من حيث أتيت فهو لن يكون في انتظارك كسابق عهده، وثالثٌ يهتف بها كَيْ تواصل المسير، ورابعٌ يَصْرُخ بها توقفي..فَتَتَسَمّرُ لِلَحظاتٍ في مكانها، تتمنى لو تصرخ من أعماقها : تعال إليَّ وأنقذني من هذا العالم الأرضيّ، لكنها ﻻ تلبث أن تَئِدَ صرختها قبل أن تولد.
كانت تحتضن وردةً حمراءَ...تذكر أنَّه عند كلّ لقاء كان يُهْديها وردةً تحملُ إليها كلَّ معاني الحب وتهمس في أذُنَيْها نيابة عنه:"إني أحبك بكلِّ ما في عمري من سنين."فتسْري في جسدها رعشةَ حبٍّ وسعادةٍ تملأ قلبها الصغيرَ فتفيضَ منه. الذكريات تحثُّها على السّير بسرعةٍ لِتصل إليه..والخوفُ يتسرّبَ إليها كُلّما تعثّرت بحجرٍ هُنا أو بنايةٍ هناك، وكأنَّ يداً خفيَّةً تمتدُّ إليها من أعماق الأرض لِتُعيقَها. في داخلها حُلمٌ ما زال يكبر حتى شاخ وانتحرت من فوقه السنون قبل أن يولد ويصبح حقيقة، وﻹيمانها بأنّه قدرُها انتظرته، ورَضِيَت به رغم كلِّ شيء . حتى أحلامُه الدفينة التي ما خرجت من قُمْقُمِها إﻻ بعد سفره، تذكُرها وتذكر كم تعذَّب لعدم فهم أقرب الناس منه لأحلامه، وعندما سافر، أجهشت بالبكاء على صدر أمها كطفلة..من كلّ أعماقها أحبته - وبتشجيع من والدتها التي كانت ترى فيه ابنا لها فقدته، وحلما من أحلام شبابها ذات يوم - انتظرته. قالت كأمٍّ تدرك عواطف ابنتها: عامين أو ثلاثة لن ينقصا من عمرك شيئا...وسيكون العمرُ أمامكما طويلا. إنها ﻻ تستطيع أن تحرم ابنتها نعمة الانتظار ففيه لذّةٌ وسعادةٌ وأملٌ بعيد مُرْتقب.
منذ سنوات طويلة يوم كانت الأم بعمر ابنتها، ارتكبت خطأ جسيماً لم تغفره لنفسها: إذ لم تَف الأمِ بوعدها لِمَن~ أحبت...زُفّت لغيره بعد أشهر قليلة من سفره، وما أن مضى عامان ونصف، حتى كان في طريقه لبيتها، يتعثر بخطواته المتلاحقة، والمرافقة لدقات قلبه من فرط السعادة.."لحظات قليله ويكتمل الحلم".هكذا خاطب نفسه وهو يطرق الباب، رآها في بيت والدها تحتضن طفلة بين يديها وآخر يجري حولها ، هاله المنظر اختنقت أحلامٌ كثيرة راودته، وشعر بدقات قلبه المتلاحقة تتوقف فجأة، وبأجراسٍ تتحطّم على رنينها قصوراً شامخة بناها في مُخيّلته ، وﻷنه رأى فيها كل النساء، أقسم أن ﻻ تدخل حياته امرأة ، وهو يعيش الآن في عالم خاص بناه لنفسه من ركام أحلامه المتحطمة، وﻻ شيء ينسيه سوى الكتابة، بكل ما لديه من انفعالٍ يكتب، وﻻ يجد كلمة مرادفة لكلمة حواء سوى الخيانة، والأم تقرأ كل ما يُنشَر له فتزداد عذابا ، وتجد في كلماته سياطاً تلسَعُها، وتُكيلُ إليها اتهاماً تلو آخر في تدمير حُلُمه، كلماته تقطر ألماً وتخلو من أيّ تفاؤلٍ أو فرحٍ..فمن لم يعش الفرح أنّى له أن يصفه؟! تذكر الأم هذا بمرارة وحرقة تذيب جليدا تراكم فوق قلبها، منذ ذلك اليوم لم يهنأ لها عيشٌ..نظراته الحيْرىْ والْمُنْصَبّةِ عليها وعلى طفليْها تُعذّبُها.إحساسها بالنّدم وبالقسوة يُبَخّران سعادتها يوما بعد يوم، وهي ﻻ تريد ﻹبنتها عذاباً قاست منهُ فأقلق منامها. لذا شجعتها وقالت لها عامين أو ثلاثة لن يُنْقصا من عمرك شيئا.
عندما يجد الإنسان بصيصاً من نورٍ في ظُلْمة غربته يُنير له الطّريق ويشجعه على الْمِضيّ في معركة الحياة بروحٍ شجاعةٍ فتلك قمة السعادة.. هكذا كان يشعر وهو بعيدٌ عنها، لذلك كان يكتب إليها في كلّ مرةٍ :"انتظريني..سأعود إليك مُحَمّلاً بكلّ ما تريدين، انتظريني فالأيام تمضي ولم يبقَ إلا القليل".كلماته كانت تدفعها لأن تنتظره العمر كله.
مضت أشهرٌ طويلةٌ وقاسيةٌ قبل أنْ يحالفه الحظّ ويبدأ العدّ التّصاعديّ، بعزيمته المستمدة من ذلك ألأمل الذي ينير طريقه، كان يبتسم لأي مشكلة تواجهه. وفي سنوات قليله تصاعد العد ووصل لما يريد، جمع أموالا طائلة ليهديها إليها ويعوضها عذاب السنين. وفي غمرة السّنين نَسِيَ نفسه ونَسِيَ أنّ لها حقاً عليه فبدا أكبر من عمره بكثير.
وأخيراً أرسل إليها رسالة يقول فيها: "قسماً بعينيك..وبكل اللحظات التي جمعتنا إني أحِبّك بكل ما في عمري من سنين..فانتظريني.أيامٌ قليلةٌ ونلتقي فازْرَعي قلبك بالأمل وتذكّري إنّي على العهد ما زلت مقيم".
أخيرا سيعود إليها...نشوة من السعادة أصابتها وشعرت بروحها تسابق الأيام تريد لقاءَه. قالت لأمّها بفرحٍ ظاهرٍ وهي تُقَبّل رسالتَه بعينيها، ما أجمل الحُلمَ عندما يمتزج بالواقع! سيعود إليَّ أخيراً، وسنبني بيتنا الصغير ....
وأرْسَت الأم نظراتها على شاطئ من شواطئ ماضيها تتذكر من أحبّت، يوم عاد إليها فوجدها مُلْكاً لِغيْره، للتضحية مذاقٌ خاصٌ ﻻ يعرفُه إﻻ المخلصون وابنتها منهم.كانت تُعَذّبُ كلّما اشتاقت إليْه عذاباً يَنْبعُ من حرمانها ومن قلبها الْمُنْشَطِر جزأَيْن كلَّما أنَّ جزءٌ كان له اﻵخر صدىً مترددا، فتتعذب عذابيْن وتألم ألَمَيْن ولكنْ بصمت....
من أيّ قوّةٍ هائلةٍ يَنْبُع صَبْرُها ؟! وَمِنْ أيّ طينةٍ جُبِلَ قلبُها لِيَتحمّل كَلّ هذا العذاب ؟! أنْ تَجِدَ في عذابها لذةً، وفي حرمانها عطاء..وأيُّ رِباطٍ هذا الّذي يتحمّل ثِقَلَ السّنينَ فلا يَكِلُّ وﻻ يَمَلّ؟ أيُّ سِرٍّ هذا الّذي يجعلُ مِنْهُما روحَيْن مُتَعانِقَتَيْن دائماً رغم اتّساع الهُوّة الفاصلة بيْنهما؟! ولكنْ من أيْنَ لهاته الأم أنْ تَصلَ إلى ما وصلت إليْه ابنتها من سُمُوٍّ في المشاعر؟! وهي التي نكثت عهداً قام بين قلبين، وتركته وحيداً يتعذب. لكنّ عدالةَ السماءِ لم تَنْسَها فَسيّرت لها زوجا لم يحترم ما بينهما من رباطٍ مقدسٍ، فَقَسا عليها، تركها وراح ﻷُِخرى يَسْتَقي منها كلمات الحبّ بعد أن استحالت حياتهما إلى جحيم، حَسْبُها من الحياةِ أن تتعذبَ بدون أملٍ في الخلاص.
ها هُوَ قد عاد إليها...ساعاتٌ قليلةٌ وينتهي الحلم لِيُصبح حقيقةً، دقات قلبها كانت تتَسارَعُ
في ذلك اليوم، تُرى بأيِّ ثوبٍ سَتقابله وبأيّ الكلمات ستبدأ حديثَها معه؟! قَلبت خزانتها رأساً على عَقِبٍ وهي تبحث عن ثوبٍ تَرْتديه، وأخيراً اهْتَدَت لثوبٍ أبيضَ اللون فارتدته وزيّنَت شعرها المُسْتَرسل على كتفيها بوردةٍ بلون الثوب فبدت كحمامة بيضاءَ.
لَهْفَتُها الْمَمْزوجةِ بشوقٍ محرومٍ جعلتها عاجزةً عن التفكير، فقرّرت الصمت عند رُؤيته لِتَروي عطشاً داخلَها بسماع صوته. دقاتُ قلبها مضطربة، وعجلات سيارته تنْهَبُ الأرض نَهْباً في طريقه إليها..ساعاتٌ تمضي ويَلْتقيان ،بماذا سيقابل إخلاصها وَحُبّها الكبير؟! وأيُّ هدية تُعَوّضُها حرمان السّنين؟!
وكانا على موعد..هو في طريقه إليها ،والقدرُ في طريقه إليْه يحملُ الموتَ في حَناياهُ، وما أنْ التقيا حتى انتهى كلُّ شيءٍ بحادث سيارة .
وجاءها الخبر....لم تصدق من هَوْل الصّدمة الحقيقة، ربما ﻷنها تأبى أن تقتنع بالواقع المؤلم، أو ربما ﻷنّه وعدَها بالعودةِ إليها فانتظرته.
كانت تلك الذكريات تمر أمام ناظِرَيْها وهي تسير حذرةً تنظر حولها بخوفٍ كي ﻻ تَطَأَ قبرا فتزعج ساكنه. ما زالت تحمل وردتها، ها هي تبحث بين تلك البيوت عن بيت حديث عهدٍ بالبناء، يسكنه من وهبته قلبَها وعُمرَها.. ووقف صامتة عند مكانها المنشود.. تمتمت بآيات قرآنية على روحه، جلست بالقرب منه، راحت تُزيّن بيته بتلك الوردة، وعادت بمخيلتها للوراء:كم تمنى أن تكون له وحده، يوم كان يَعِدُها ببيت صغير يجمَعُهما، إنها ترفض تسمية قبره قبراً ﻷنه البيت الذي وعدها به، روحها تناجيه، تريده قربها، لكنَّ البيت ﻻ يتّسعُ ﻹثنين والذنب ليس ذنبه ، فمن صمّم البيت نسيها، ونسي روحا أخرى تُلازِمُه، وتأبى العيش دونَهُ. أخذت تُجيلُ نظرها حيث تجلس، باحثة عن مكان يتّسِعُ لها...فوجدته، رقعةً من الأرض تصلحُ ﻷن تكون بيتا يَضُمُها إلى جانبه، وبسعادةٍ كبيرةٍ راحت تَخُطُّ بإصبعها البيت الصّغير الذي ستنتقل إليه بالقرب ممّنْ تُحِب .
سَتُزَف إليه... أجلْ لقد عاد إليها ولم يبقَ شيء غير مراسيم الزفاف. سيكون سعيدا بذلك، فهذا حُلُمُه وهذا ما تُريد، روحها تُناجيه، تشعر بها تفارق جسدها مسافرةً إليه. وأسرعت الخُطى عائدةً كأنّها تَسْتَبِقُ الوقت لِتُعِدَّ عُدَّتَها وَتُزَفَّ إليْه _ لم تكن خائفة كحال قدومها ولم تمش ببطءٍ وحذر ، فهذا يومها _تريد أن تتزيّن لهُ وتكون أجمل الجميلات كما كان يصفها.
علا صوت طرقاتها...دخلت البيت فرحة مُهَلّلَه، واستغربت اﻷم المسكينة وهي ترى نورا ينبثق من عينيها واشراقةً تضيء وجهها، تُرى ما الذي جرى ﻹبنتها؟! هل اقتنعت بالواقع المؤلم؟ أم أنّ الصّدمةَ جعلتها لا تُدْرك ما حولها؛ ترقبها بعينين مليئتين بالدموع، وهي تتوضأ، ثم وهي تصلي صلاةً خالصةً لله...
طالت صلاتُها وانسابت دموعها غزيرة وهي تُناجي الله بصمت، كأنّها تطلب أمراً مستحيلاً:"رب .. يا من وَحّدْتَ القلوب على محبّتك ويا مَنْ جعلت مِنْ قلبين شَطْرَيْن، واحدٌ أعيش به وآخٌر عندك يا رحمن يا رحيم ...يا مجيب الدعوات أجبْ لي دعوتي وَوَحِّد لِيَ الشّطرين يا ربي.. وَحّد لي الشّطْرَين يا ربي". انتهت من صلاتِها وهالةٌ من نورٍ ملائكيّ تُنير وجهَها.. وقبل أن تغْفُوَ، كتبت أسطرا قليلة على ورقة جعلتها تحت وسادتها، تضْمَنُ بها العيش في ذلك البيت الذي خَطّتْهُ بيديها، ثم ألْقت برأسها على الوسادة، وأغمضت عينيها لتَحلم به.
أغمَضتهُما للأبد...وكَطيورٍ مُهاجرةٍ رَفْرَفَت دقاتُ قلبِها مُسافِرَةً إليْه....ثُمَّ تَسَلّلت روحُها في سكون اللّيل تَحْمِلُها إليْه تَراتيلُ الملائكةِ وأشِعّةُ النجومِ والقمر...



"وما زلت أكتب"
ــــــــــــــــــــــــــــــ

إليك حبيبي ..
ما زلتُ أكتبُ وأكتبُ وأكتبُ رسالتي التي لم تنته ولنْ تصل..
فمعذرةً.. كلماتُكَ التي أهديْتَني، مزّقتُها، أشعلتُ فيها النارَ أحرُقتُها..
فقط احتفظت بِقُصاصَةٍ خبَّأتها ما بين عمري والقدر.
قالوا..
أن ترقُدَ في عينيّ خطر..
أن أحفر شمسا في جبين الليل خطر..
أنْتَظِرُكَ وقتَ الشّروقِ ووقتَ الغروبِ خَطَرٌ..
نزفتْ جراحي وتحطّمَتْ كلّ الأماني وبات الحلمُ سَراباً..
العمرُ سرابٌ ..
وضاع الأمل.
مَلِكُ التّتار بحثَ عنك ما بن الأسطر والكلمات..
سرق قصيدةً وبعض كلماتٍ...
كنتُ قد اقسمتُ يوماً أنْ لِعَيْنيكَ أُهديها إذا شاءَ القدر.



"رُؤْيا...وَميلادُ فَجْرٍ"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بَدت الرُّؤيا سقيمة غيرُ واضِحةِ المعالم..شمس ٌ محترقة، دخانٌ متصاعد، قحطٌ متواصل..سحبٌ جوفاء وأرضٌ تَيَبَّستْ بل تشقَّقت من العطش، جوعٌ يُحيل الأجساد إلى هياكل عظمية، وتُخْمةٌ تُميتُ صاحبها من كثرة الإفراط. قَيْدٌ وسلاسل، جسدٌ يَتَعَذَّب، جرحٌ ينزف، ما بين اللَّهفة والفرحة حُزن يولد، عينٌ تدمع، وقلبٌ ينبض بالحب والكره معاً...قصة حب قبل ميلادها اختنقت، أيادٍ تتصافح ثم لا تلبث أن تضرب بعضها بعضاً ويَدُبُّ الصراع ،لحظات تمضي كالبرق ..وأخرى ترفض التحرك ، عقارب الساعة في غير مكانها تسير من اليَسار إلى اليمين حتى يصير الزمان طفلاً رضيعاً، يَستعيد فرحُ الطفولة المَنْسيّ، يحلم بدميةٍ يلهو بها، وبيتٍ يأوي إليه...وطعامٍ يُذهِب جوعَه ..حلمٌ ..وهمٌ .. سراب.. ذئابٌ تُراودُ الزّهر عن حقه وأرضه، والطير عن عُشّه وشَدْوِه.
الرؤيا ما زالت غير واضحة المعالم، متشابكة ألأفكار ، متناقضة المعاني ، متحجرة العواطف ، صادقة في تفاصيلها لكنها مؤلمة متذبذبة ، تتصارع فيها كل القوى وكل الآلهة تريد تحقيق النصر بسحق الحق وتدمير كوكب الحياة.
ثمّ تتضح معالم الرّؤيا، دمٌ ينزفُ..ورذاذ مطر يتساقط فتنتعش الأرض وتندمل جراحُها، تتعانق ذرّاتُ المطر مع سطح الأرض تتغلْغل فيها كعاشقٍ هزَّهُ الشّوق للحظة اللقاء، وَتنبت كلُّ براعم الأرض ، تفتح للشّمس ذراعَيْها تُعانقها..تقبّلُها..فتشعُّ نوراً وتختفي كلُّ سُحب الدخان. تَرْنو الشمس لزنزانةٍ موصدة، تذيب قضبانها وتتفتت القيود، ينتعش الجسد المعذّب، تندملُ جراحُه، تبكي العَيْن فرحاً ، ويخفق القلب طرباً، وَتبدأ قصة الحب الأبديّ، تتصافح الأيدي..يَطولُ العناق ويَسودُ الوفاق...ويَكبرُ طفلُ الزّمان وفرحُ الطفولة في عينيه يُشِعُّ نوراً.



"مَوْتٌ"
ــــــــــــــــــــــــ

إنْ تَشَظّى نبضُ قلبي وَانْفَجر
في حروبٍ..
بين شكٍّ.. ويقينٍ.. أو قَدَر
وتجلّى برزخٌ للرُّوح يَسْمو
هلْ لِروحي.. يا حبيبي.. من مَفَر
إن تأتَّى موكبُ الأرواحِ يَبْغي...
سَوْقَها نَحْوَ المَقَرْ...
هَلْ سَيَغْدو الدَّرْبُ قَفْراً
أمْ ضِياءً..
يُغْرِقُ الأرْواحَ في بَحْرِ القَمَر
لَيْتَ أنّي أُرْجِعُ الأَيّامَ دَهرا
كم تَوَلَّت_ وَيْحَ قَلْبي_ لا أَثَرْ
هَل سَرَت أصواتُ نَعْيي لِلبَشَر
ما دَهاهُم...؟!
ما الخَبَر؟!
لَيتَ أنّي أُسمِعُ الأحبابَ صَوتي
لَيتَ عَيني..
تَرمُقُ المَحبوبَ يَوماً
إنْ حَضَر
بَيدَ أنّي.. صِرتُ نَسيًا
مثلُ ضَيْفٍ.. حَلَّ يَوماً في رُبانا
أودع الذّكرى لَدَينا
ثُمَّ أمسَى في خَبَرْ



لا تُسَاوِمْ
ـــــــــــــــــــــــ

ﻻ تَسَلْ قَلبي المُعَنّى
عَن تَباريحِ الزَّمّنْ
وَاسْأَل الأيّامَ عَنّا
كَم سَعَيْنا لِلْبَقاءْ
كم غَرَسْنا الحُلْمَ إنّا
غيرَ شوكٍ ما جَنينا
في شِغافِ القَلبِ يَنمو
دونَما تُربٍ وماء
كَمْ رَفَدْنَا النَّهْرَ دَمْعَاً
كَمْ تَعِبْنَا في الفَيافي
بَيْنَ حَرٍّ أوَ شِتاءْ
في خِيامٍ ما احْتَوَتْنا.. ما أوَتْنَا
لَيسَ إلّا مَسْرَحَاً
لِلْبُؤْسِ في أرضِ الشَّقاءْ
كَمْ حَلُمْنا أنْ نُعيدَ الحَقَّ يّوْماً
أنْ نَشُقَّ الصَّخْرَ دَرْبَا.. لِلضّياءْ
صَوْتُ جَدّي لَمْ يَزَلْ
يَتْلُو الوَصِيَّة
ﻻ تُساوِمْ.. ﻻ تُهادِنْ
تَرْتَضي حملَ الدَّنِيَّة؟
لا حَياةً نَبْتَغيها
إنْ بِثَوبِ الذُّلِ كانَتْ
أو قُصُورٍ مُخْمَلِيّة



الأقْصَى الْجَريح
ـــــــــــــــــــــــــــــ

عَنِ الأقْصى أحَدِّثُكُم
فَأَلقوا السَّمعَ وَانتَبِهوا
وخلُّوا الهام منتصبة
أما أنَّتْ ضَمائِرُكُمْ
وَبَيتُ اللهِ مَسبِيٌّ
وَأَرْضُ القُدْسِ مُغْتَصَبَه
عَنِ الأقْصى أحَدِّثُكُم
وَهَلْ أسْمى
وَهَلْ أغْلى
مِن الْأقْصى
أمَا عاثَتْ جُيوشُ الْبَطْشِ..
في أرْواحِكُمْ تَتْرى
أما ناحَت جَوارِحُكُم
لِفَقْدِ الْقُدْسِ وَالْمَسْرى
نَبِيُّ اللهِ شَرَّفهُ
وَمِنهُ لِلسَّما عَرَجا
عَنِ الْأَقْصَى أُحَدِّثُكُمْ
وَفي قَلْبي ...
لَهيبُ الْقَهْرِ يَتَّقِدُ
فَكَيْفَ بِرَبِّكُمْ أَغْفو
وَكَيْفَ يَطيبُ لي عَيْشٌ
وَقُدْسِي في مَهَبِّ الرِّيحِ تَرتَعِدُ
وَفي وَجْهِ الْعِدا وَقَفَتْ
فَلا أهْلٌ وَلا سَنَدُ
دَعُوني أسْألُ الأسْوارَ عَنْ أهْلي وَخِلّني
دَعوني أعْقِدُ الآمالَ
أحْلُمُ بالْغَدِ الدَّانِي
وَأَرْسُمُ بَسْمَةً في الثَّغْرِ
أمْسَحُ جُرْحَها الْمَكلومَ
إنَّ الْجُرْحَ أدْماني
لِتُشرقَ في سماءِ القُدسِ
شَمْسُ الحَقِّ
في أرْضِي وَشُطْآني
عَنِ الْأقْصَى أحَدِّثُكُم
فلُمُّوا الشَّمل وانتفِضوا
وكونوا لِلْعِدا رَصَدَاً
وَكَالآسادِ إنْ رَكَضُوا
وَخُطّوا في جَبينِ الدَّهْرِ
مَلحَمَةً
لِنَغْزِلَ ما ذِئابُ الْأرْضِ قَدْ نَـقَضوا
لِنُرْجِعَ مَجْدَنا السّامي
وَنَغْدو في عُيونِ الْكَوْنِ
مَفخَرَةً
وَمُعْجِزَةً
مِنَ الْهادي
إلى أحْلامِهم نَهَضوا



تَجَلِّيات
ــــــــــــــــــــــــــ

حينَ سَطَعَ نورُكَ
وتَجَلَّيْتَ لِروحي
حَوَّمَتْ فَراشاتُ القَلبِ
وَطافَتْ حَوْلَكَ سَبْعًا



قافية من نور
ــــــــــــــــــــــــــ

بك..يبدأ نهاري..
مُتَّشحا قافية من نور
يضمحلّ الحزنُ
وينتشي..نبضي المغرّد في حبور



فيض النور
ــــــــــــــــــــــــــ

إنّ الضلوعَ منابرٌ تَعلو بها
نبضات قلبٍ خاشع الصّلوات
خشع الفؤاد وردَّد الرّجع الصَّدى
وانثال فيضُ النّور في جنباتي
وانْداحَ في الأرجاء تسبيحُ الأُلى
وترقرقت في حِجْرها عبراتي



مشاكسة
ـــــــــــــــــــــــ

وطيفُكَ مثلُ سيفٍ إذ يُباري
يُشاكِسُ ناظِرَيَّ إذا أتاني
فيلمعُ في سماءِ القَلبِ برقٌ
وغيمُ الرّوحِ يهطلُ من حناني
ويُنبِتُ في شغافيَ ألفَ روضٍ
ويَحنو الياسمينُ على زماني



رحيل
ـــــــــــــــــــ

بهُدوءٍ.. أُغادِرُ المَكانَ وأنْسَحِبُ كَما الغَيمةِ،
تَنتشِلُني من عالَمِكَ خيوطٌ من نورٍ
وهالةٌ من الضّياءِ تُحيطُني، وَتُحلّق بعيدا.. بعيدا..
تُسافِرُ بي نَحو السّماء، وَحَيثُ يَختاُل القَمر.



نهاية
ـــــــــــــــــــــ

أرى الدّنيا تصيرُ إلى زوال
وتُسرجُ خيلَها ضدّ المعالي
فتُعْلِن حربَها وتَجورُ ظلمًا
وتهتِكُ ما تبقّى من جمال



صلاة
ـــــــــــــــــ

من شلال النّور المُنْبعث منكَ يتوضأ القلب،
تفترش الروح سجّادة المدى مُتَبتِّلة في محرابك.



انعتاق
ــــــــــــــــــــــ

لم تُخلق الرّوح لِتَحيا في دَهاليزِ الظَّلام
أشعل قناديلَ الفُؤادِ
لِتَسْتَنير وَتَرتَحِل



"وهم"
ــــــــــــــــ

لجوف الليل سكونه..ولمدائن قلبي ألف باب، كلما
أغلقت بابا في وجه ذكراك العنيدة تفتح
أبواب... ألتفُّ على قلبي كي أوقِظَه من وهمٍ
أسمه أنت.



طُقوس
ــــــــــــــــ

أنا لي طقوسي في الهوى ولِيَ السّيادة
وَلِيَ الحضور المَستبدُّ.. ِليَ القيادة
ولك التّذلُّلَ في الهوى ولك العبادة
ولك الفؤاد بما حوى هل من زيادة؟



ماردُ الشِّعر
ـــــــــــــــــــــــــــ

ماردُ الشّعر تَنَحّى
لم يَعُد في القلب صوتٌ للحياة
لم يَعُد للعزفِ معنى
أو ترانيمُ صلاة
غلَّقَ الحبّ دروبَه
وانْتَفى معنى الحياة



"هجر"
ـــــــــــــــــــــ

بلا صخبٍ تغادرني بتذكرة بلا رجعة..
على رفٍّ من النسيان
تودِعُني..وتغلق باب ذاكرتي على دمعة



تمرُّد
ــــــــــــــــــــــ

كَبَحتُ جماحَ أفكاري
وقرّرتُ..أنْ لا اسأل عنكَ
ما زال طيفُكَ..يُعلن التمرُّدَ على مخيّلتَي..
وينفضُ عنه غبار الرُّكود.




طائِرُ الرَّعْدِ
ـــــــــــــــــــــــــــــ

عَصَفَت بِقَلبي الرّيحُ وَالأنواءُ...وَازَّاحَمَت في مُهجَتي الأدْواءُ
واختَلَّ في عَينِ البَراءَة عالَمِي...فَالشَّرُّ طاغٍ وَالقُلوبُ خَواءُ
حُلُمُ الطُّفولَةِ في مَرابِعِ مَوطِني...عَيشٌ رَغيدٌ، وَالحَياةُ هَناءُ
لكِنَّها الْحَرُب الْمَقيتَةُ شَوَّهَتْ...صَوتَ العُروبَةِ فَاستَجابَ غُثاءُ
مذ قَطَّعَت كُلَّ الدُّروبِ وَكَمَّمَتْ ...مَن بِالحَقيقَةِ صَرَّحُوا وَأفاؤوا
فِتَنٌ تَجوبُ الأرضَ تَفْتِكُ بِالنُّهَى...وَذُرى القُلوبِ تَعُمُّها الظَّلماءُ
نَكَأَتْ جِراحَ قُلوبِنـــا فَكَأنَّمــا...قد خُضِّبَت مِن قَرحِنـــا الأَجواءُ
بِتنــا كَوَحشِ الغابِ نَأْكُلُ بَعضَنا...ما هَمَّنا أنَّا الجَميعَ سَـــواءُ
هِيَ فِطْرَةٌ غَذَّتهُ مِنْ أثْدائِها...وَالعُربُ هَل غذّتهُم الرّقْطاءُ؟
بَثَّت سُمومَ الْغِلِّ في أحشائِنا...حَتَّى ارتَقى ما بَينَنا الإيذاءُ
حَتَّى تَوَارَى كُلُّ حُلمٍ ضَمّنــا...وَكَانَّنا في العــالَمينَ هَبــــاءُ
وكَأنَّهــا الآمالُ أضحَت هُوَّةً... فَتَهافَتَت في رَدمِهـــا الأرزاءُ
يا طائِرَ الرّعدِ المُعّشِّشِ في دَمِي...وَخُرافَةً وَكَأَنَّها الْعَنقــاءُ
مِن لُجَّةِ المَوتِ العَقيمِ سَنَنتَشِي...أَحَقِيقَةٌ أم أَنَّها استِهزاءُ؟
ما ضّرَّنـــا لَو أنَّنـا في لُحمَةٍ... مــا فَرَّقَتنـــا الرِّيحُ وَالأهواءُ
قُدنا جُيوشَ الزَّحفِ لِلأَرضِ الَّتي... قد بورِكَت مِن حَولِها الأرجاءُ
أتُراكَ تَنْهَضُ مِنْ رُفاتِ عُروبَتِي....لِيَعودَ لِلْمَجْدِ التَّليدِ سَناءُ؟!
وَنَعودَ نَقْشــاً في جَبينِ الدَّهْرِ إذْما عانَقَتْ راياتِنــــا الْجَوْزاءُ



"لهفة"
ـــــــــــــــــــــــ

وعلى امتدادِ الشَّوقِ أرسُمُ لَهْفَتي..
بمدادٍ من حَنين



"قطار الريح"
ـــــــــــــــــــــــــ

كنت بحاجة للسفر عبر الريح، كي يحملني لأرض بعيدة.. لماذا توقف قطار الريح وما عدت أسمع صفيره؟




عتاب
ـــــــــــــــــــــ

أشقُّ طريقي بروضٍ جديب
وسمع الزّمان طغاهُ نَحيبي
وأسلمتُ أمري لِغدر اللّيالي
وعاتبتُ دهري أهذا نصيبي؟



أمّاه
ـــــــــــــــــ

أسْرَجتُ حَرفِيَ واستَعَرتُ مِدادي
وأرَقْتُ دَمعِيَ من غُيومِ حِدادي
ونقَشْتُ في رقّ الزّمانِ تَوَجُّعي
بيَراعِ حُزني والدّموعُ زِنادي
شيّدتُ للحُزن الجَليلِ مدينةً
وَأقَمتُ فيها صَحْوَتي ورُقادي
وَمَكَثْتُ في كَهفِ المَواجِعِ عَلّني
أغْفُو لِأصْحُوَ والسّماءُ تُنادي
فأراكِ من حورِ الجِنَانِ حَبيبَتي
أسْعى لِقُربِكِ وَالسُّرورُ جِيادي
لكنَّ مَنْ بالحُلْمِ أسْرَجَ خَيْلَهُ
سَيَسيرُ دَهْرًا دونَ أيّ مُرادِ
فَأَعودُ أنسِجُ من دُعائِيَ حُلّةً
وَأُوازِنُ الأحلامَ في أضْدادي
عَمَّ الظّلامُ وَسادَ كُلَّ رُبُوعِنا
مُذْ فارَقَتْ شَمْسُ الشّموسِ وِهَادي
وكآبَةٌ في الليْلِ تَرْقُدُ في دَمِي
لتُؤازِرَ النّبَضاتِ في إرْفادي
للْحُزنِ طَعْمٌ لَمْ أذُقْهُ بِغَيْرها
وَمَرارَةٌ قد عَشَّشَتْ بِفُؤادي
ها قد رَحَلْتِ وَبِتُّ نَهْبًا للدُّنا
وَنَكأتِ جُرحًا لم يَزَلْ بِضِمَاد
وتَرَكْتِني للحزن يَنْخُرُ أعظُمي
كَدَبيبِ نَمْلٍ في لَحَى الأعْوادِ
بالدّمعِ أشهَقُ والفُؤادُ مُحَرَّقٌ
والنّارُ تأكلُ طارِفي وتِلادي
انا ها هُنا قَلبٌ تَصَدَّعَ رُكْنُهُ
وَتَزَعْزَعَتْ في بُعدِها أوتادي
أوّاهُ من وَجَعٍ تَجَذَّرَ في دَمي
وَنَما بِسَفحِ القلبِ والأنْجادِ
أوّاهُ يا وَجَعَ القَصيدَةِ حينَما
تَجثو الحُروفُ وحُلمُها إسْعادي
تخضَرُّ صحراءُ الحُروفِ وتَنْتَشي
في طُهْرِ أُمّي تَرْتَجي إنشادي
لكنّ لَوْنَ الحُزنِ رَوَّعَ أسْطُري
فَبَكَتْ حُروفي دونَ أيّ مِدادِ
لَهَفي عَلَيكِ وأنتِ طُعمٌ لِلثَّرى
والموتُ كَأسٌ مُتْرَعُ الأوْرادِ
يا قبرَها والشَّمسُ تَلْتَحِفُ الدُّجى
هَلّا أنَرْتَ بِنورِكَ الوَقّـــــــــادِ
هلّا ألَنْتَ التُّرْبَ تَحتَ وِسادِهـــا
وَنَثَرتَ عِطْرَ الوَردِ في الألْحــادِ
قد بُحّ صَوتُ الشّوقِ يَنْدُبُ وِحْدَتي
والطّفْلُ فِيَّ مُعـــــانِدٌ وَيُنــــــــــادي
أشْتاقُ صَوتَكِ حينَ يَلهَجُ بالنِّدا
ويُطَرِّزُ الكَلمات في إسنـــــادي
سَيَظلُّ حُبُّكِ في الحَشـا مُتَمَلِّكي
وَيَظَلُّ حُبُّكِ مَورِدي وَحَصــادي
وأَظَلُّ رَهْنًا لِلحَنينِ وَلِلدُّعـــــا
مـــا لاحَ بَرقٌ أو تَرَنّمَ شــــادِ




وطن
ــــــــــــــ

ها حقائبي تُعِدُّ نفسَها للرّحيل
أمّا أنا..
فلا يرحلُ مِنّي
إلّا الجَسَد



من
ـــــــــــــــ

مَنْ حَرّفَ العُهودْ
وَأشعَلَ الوقودْ
وَألْقَمَ الأُخْدودْ
الطِّفلَ قَبْلَ الأُمْ؟




في ظل الفقد
ــــــــــــــــــــــــ

هبَّت بشائرُ العيدِ، تنسّمتُها عبقًا، وطيفُ حبيبٍ غارقٍ في مُخيّلتي يلوح أمام ناظِرَي، فكيف الخلاص من شجوني؟
واللقاء بات حلمًا، بل سرابًا، من بعد ما أُسْبِلَت الجفون، وتدثّرت بثوب الموت والمنون..
آه يا نور العين، أشهد أنَّ طيفكَ ما غاب يوما عن عيوني، وأنَّ نبض القلب ما تعثر في خطاه إلا حين
وداعك....وأن روحي المُنشطرة ما بيني وبينك أتعبها الرحيل...
ها بشائرُ الفرح تلوح في الأفق، وتَصدحُ المزامير معلنةً لقاء الأحبة، فالعيدُ لا يحلو الا معهم، والزمان لا
يصفو إلا بهم، لكن بَعُدَت المسافات ما بيننا، وانشقَّ القلب، وتعسَّرَ اللقاء.
لعلّي أطمح أن أراك في حلم يسلب مني تعبَ الشَّوق، يُبعثر الأشجان، ويُضمِّد جرح القلب إلى حين.. لعلّي
أراك في الجنان ترفل بالنور وتزهو بك الخمائل.
آه يا نصف القلب ونصف الروح.. كيف سيكون العيد بدونك؟



"وما زلت أكتب"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إليك حبيبي ..
ما زلتُ أكتبُ وأكتبُ وأكتبُ رسالتي التي لم تنته ولنْ تصل..
فمعذرةً.. كلماتُكَ التي أهديْتَني، مزّقتُها، أشعلتُ فيها النارَ أحرُقتُها..
فقط احتفظت بِقُصاصَةٍ خبَّأتها ما بين عمري والقدر.
قالوا..
أن ترقُدَ في عينيّ خطر..
أن أحفر شمسا في جبين الليل خطر..
أنْتَظِرُكَ وقتَ الشّروقِ ووقتَ الغروبِ خَطَرٌ..
نزفتْ جراحي وتحطّمَتْ كلّ الأماني وبات الحلمُ سَراباً..
العمرُ سرابٌ ..
وضاع الأمل.
مَلِكُ التّتار بحثَ عنك ما بن الأسطر والكلمات..
سرق قصيدةً وبعض كلماتٍ...
كنتُ قد اقسمتُ يوماً أنْ لِعَيْنيكَ أُهديها إذا شاءَ القدر.



"خَلْفَ الجِدار"
ـــــــــــــــــــــ

وَتَواعَدا
قُرْبَ الْجِدارِ
لِيَرسُما شَمسَ الأمَل
وَلِيَحلُما.. بالحُبِّ في زَمَنِ الوَغَى
وَلِيَعزِفا لَحنَ المَحَبَّةِ وَالغَزَلْ
لكِنّ حُزناً في الفُؤادِ
طَغِى عَلَيها وَانفجَرْ
رَسَمَت نُجومَاً حائِرَة
قَمَراً أَفَلْ
لَيلاً تَوَشَّحَهُ السَّوادُ
وَطَيفَ أشباحٍ يَمُرّ
لكنَّهُ...
وَبِكُلِّ عَزمٍ قَد رَسَمْ
شَمساً تَوَهّجَ نورُها
حُلُمٌ عَبَرْ...
في الفِكرِ في الوجدان مَرْ
فَهَوى الجِدارُ كَسَدِّ مَأرِبَ وَانصَهَرْ
قالَت بِصَوتٍ ذي شَجَنْ
خَلفَ الجِدارِ لَنا وَطَنْ
بَيتٌ تَصَدَّعَ رُكنَهُ
حَتّى تَهاوَى وَاندَثَرْ
فَأَجابَها:
وَهُناكَ جَدّي قَد دُفِنْ
وَبِقُربِ مَثْواهُ الأَخيرِ تطَاوَلَتْ
زَيتُونَةٌ
حَتَّى سَمَتْ
هَل مِن رُفاتٍ أينَعَـتْ
أم رُوحُ جَدّي عانَدَت
وَعَلى الغِيابِ تَمرَّدَت؟!
كَيْ تَحرَسَ الأرضَ الَّتي
مِن رِجسِ أعداء الإلهِ تَدَنّسَتْ
كَي تَستَفيقَ مَعَ الأذانِ مُكَبِّرَةْ
كَيْ تَحتَفي بالنّصرِ تَهتِفُ مُعلِنَةْ
أرضُ الجدود تطهَّرت!
أرضُ الجُدودِ تَحَرَّرَتْ!
أَصغَت إليه وَفِكرُها
شَرِدٌ سَرِحْ
ما بينَ حُبٍّ حَالِمٍ
وَطَنٍ جُرِحْ
نَظَرَت إلَيه تَبَسَّمَت
فالقَلبُ طِفْلٌ إنْ فَرِحْ
لكِنّهُ مُتَأرجِحٌ
ما بَينَ شَوقٍ جَارِفٍ
أَمَلٍ ذُبِحْ
وَتَشابَكَت أيديهُما
وَتَعاهَدا
مِنْ دونِ ما قَولٍ شُرِحْ
أنْ يَهدِما ذاكَ الجدارَ
يُزَلْزِلا عَرْشَ الظَّلامْ
فالشَّمْسُ تَرْقُبُ مِنْ بَعيدْ
كَيْ تَعْتَلي وَجْهَ النَّهار



تَساؤل
ـــــــــــــــــ

تُسائِلُني وَقَدْ طالَ المَسيرُ
أيا أبَتِ أبَعْدَ الْلَيْلِ نورُ؟
أبَعْدَ اللَيلِ إشراقٌ وَفَرحٌ
فَكَم ضاقَت بِما ذُقْنا الصُّدورُ؟
وَهَل نَلقَى الأحِبَّةَ في صَباحٍ
بِهِ تُبنى قُصورٌ لا قُبُورُ؟
أُعانِقُها وُمُزنُ العَينِ تَهمي
فَقَد جَفَّت بِعَينَيها الزُّهُورُ



قاب قوسين
ــــــــــــــــــــــ

حين تُقِلّني أحلامي إليك، تزهر في مدى روحي البراعم، تتفتح الورود، يقطر الندى من شفاه الربيع، ويرسل الياسمين عبيره، فينتشي الوجود..
قاب قوسين منك أو أدنى، يتفتق الوجد، يَلِج شغاف القلب، يرسم لوحة تجريدية لما أعانيه، فتنحدر دموع الورد على جدرانه.



حُمّى الغَضَب
ــــــــــــــــــــــ

تَجْتاحُني حُمّى الغَضَبْ
إنْ ما مَرَرْتُ بقريةٍ مَكلومةٍ
فيها الطُّفولةُ تُغْتَصَبْ
ألقَتْ خفافيشُ الظَّلام ظِلالَها
وبِمِخلَبٍ
قد وشَّحَتْ
وجهَ البراءةِ
كلُّ ألوانِ التَّعبْ



ما حيلتي
ــــــــــــــــــ

ما حيلتي..
وأنا هنا..
وهناك أنت
الصّمت يفتك بالقلوب..
ويجتبي دمع العيون
والشوق يعزف في حنايا خافقي
لحن الجنون



حضور
ـــــــــــــــــــ

مُتَأنِّقٌ قَلْبي أَنا هذا الْمَسَاءْ
في حَضْرةِ الحُبِّ المُطَعَّمِ بالنَّقاءْ
مُتَأنِّقٌ بالطُّهْرِ يّرْفِلُ خافِقي
وَالرّوحُ تَسْبَحُ في بُحورٍ مِنْ ضِياءْ



شيخوخة
ــــــــــــــــــ

تَقوَّسَ ظَهرُ الأُمنيات
على يَدِي
وشابَت الأفكار



عقوق
ـــــــــــــ

في الوداع الأخير..
كان أشدهم بكاء ونحيبا، إذ خانه التوقيت؛ فهو لم يعد لحضن العائلة إلا بعدما استفحل المرض بأمه،
ولم تعد تذكر شيئا.



كيف النَّجاة
ـــــــــــــــــــــــ

حين يُقتل الحلم البريء، ويُحرق الطّفل الرّضيع كحزمة قش، تُغلق النّوافذ المُشرعة في وجه الأمل، و يُقتاد التّفاؤل للمقصلة دون ذنب.
حين يودّع الليل القمر، و تُطفَأ عين الشّمس عند بزوغ الفجر، تُمطرنا السّماء سُمّاً، تُغلق الأرض مَساربها كي تحتمي...فيخون الربيع ورده وتتفتّح الورود أفاعٍ تسعى.
حين تُعمِل المعاول هدماً...والجبال تَخِرّ رعبا فلا شوامخ.. وﻻ قمم.
حين تُغْتَصب الحرائر، وتُعمى البصائر، وتُدنّس الطّهارة في فُجور، يَفور التّنور، بركان القهر في الأعماق، يصول يجول.
حين يكون الدين مطية.. ولحى تعيث فسادا في الر عية تتحالف في صومعتها شياطين الإنس والجان.. وعمامة يَتَبَرْعَم ُمن تحتها عَفَن الضّمائر.
وحين وحين.. نبحث عن معجزة .. عن نبي أو رسول...يُبحر فينا من كلّ زوجٍ اثنين، فلا نجاة اليوم وﻻ عاصم إلا الله.



لهفة
ــــــــــــــ

وعلى امتدادِ الشَّوقِ أرسُمُ لَهْفَتي..
بمدادٍ من حَنين



مُراوَدَة
ــــــــــــــــ

حين يطول ليلي في انتظارِكَ ، تغزو جحافل النوم كياني..أرفع الرّاية مُسْتسلمة وأغمض عينيّ عَلَّك تأتيني؛ براقا يَعرُج بروحي فوق الغيم... عبثاً أحاول، فعيناي حلبة صراعٍ ما بين النّوم واليقظة .
تجرح سكّين السُّهد أجفاني...تُراوِدُني عنكَ ..تَقُدُّ قميص الحُلم ، تَشُقُّ الشّغاف، تَسْتلُّك من غِمْد القلب ، تطويك مع حُلُمي الذي لم يتَمَخّض بعد، وتُلقي بك في وادي الرّمل حيثُ صهيل الريح.
أصرُخُ من ألَمي، يتردّدُ في كهف الليل صدى صوتي، يجتاحني الحزن، يُمعن الصّمتُ في الصّمتِ وتذوي الرّوحُ في مَهَبّات الحَنين..



حلم
ـــــــــــــــــ

بلهجة حالمة، وبصوت توشّح بالدلّال والرّقة قالت: هيّا بنا نمتطي زورق الأحلام، لنُبحر فيه حيْث شواطئ الفرح.
احتضنها بعينيه، بقلبه بكامل تفكيره، همس لها:
أما علمت حبيبتي؛ جف البحر، واستوطنت الحيتان شواطئنا.
غمرها الحزنُ فجأةً وانهالت الدّموع...
همس لها وهو يُلَمْلِم خصلات شعرها المسافرة مع الرّيح:
سأوصلك حبيبتي، عبر نفق سرّيّ نَشُقـّه من النّهر حتّى البحر، لِنُعيد للبحر الحياة، وتُغادر الحيتان.
اجتاحت كلماتُه عمق الرّوح، رمّمَت ما بها من انكسار، ثمّ اتّكأت على حُلُمِه المُغْرق في التّفاؤل،
وسارت بخُطى واثقة...



في عهد شهريار
ـــــــــــــــــــــــــ

قالت شهرزاد:
يا صاحبَ الجلالة..
سَنَبْتدي حكاية
لستَ فيها الأَميرْ..
عن ثُلّةٍ تُعاني...
عن مَيْتَة الضَّميرْ
وذرَّةِ كرامة..
في قصرك الكبير
يا صاحب الجلالة
هل أُكملُ الحكاية؟
أم عُنُقي يَطيرْ؟



اعتكاف
ــــــــــــــــ

ســـأصبو لِلحيــاةِ بِظِلِّ كَهفٍ
لأنسَى ما مَرَرْتُ مِنَ المَآسي
كـــــأنَّ الدّهرَ لم يُرزَأ بغَيري
فجرّعني المَرارَ بِمِلْءِ كاسي
سَئِمتُ العَيشَ إنَّ العَيشَ ذُلٌّ
بأهواءٍ أُجَرِّعُهــــا انغِمـاسي
كَـــــأَنّي والسَّـــعـــــادَةُ في نُفُورٍ
وَيَأتي الحُزنُ يُسهِمُ في انتِكاسي
يَطوفُ السُّهدُ في عَينَيَّ صُبحاً
وأصحُو من مَنامي لِلنُّعـــــاس
لِهذا رُمْتُ كَهفـــــــاً يَحتَويني
بِهِ يَصفو الفُؤادُ وَلا يُقـــاسي
شَبِعتُ مِنَ الحَياةِ وَرُمْتُ نُسكاً
وَإنّي للإلـــــهِ رَفَعتُ ياســـــي
ألا يا خـــالِقَ الأكــــوانِ هَبْني
مِنَ الإيمـــانِ ما يُحْيي يَباسي



كفاك ملامًا
ــــــــــــــــــ

كفـــاكَ مَلامًـــــــا أَيا مَنْ أَحَبَّ
أراكَ تَزيدُ المَلامَــــــةَ حَبَّـــــة
زرعتَ بِدَربِ الحَبيبَةِ شَوْكــــاً
ورحــــت تُروّي بِدَمْعِيَ تُربَــه
ألا اقْصِرْ فَإِنّ العِتــــــــابَ مَريرٌ
وَخَلّفْتَ في الصَّدرِ جُرحًا وَنُدبَة
جَفَوْتَ فَجَفَّ الرَّبيـــــــعُ بِقَلْبي
وبات الحنيـن لِقُربِك غُربــــــة
وحَلَّ خريفُ الأسى في عُيوني
وريحُ الصُّدودِ تُعــــانِدُ قربَــــه
ألا امْطِرْ حنانًـا وداوِ جراحًــا
سأغدو كطير بِرَوض المحبّة
يغرّدُ لحنَ الهــوى في حُنُــوّ
ويدعو بِسَــعْدٍ لكُـلِّ الأحِبّــــة
هلُمّ إليَّ كفــــاني أنينًـــــــــا
لِتَرْقى بِروحي وَتَعلُــوَ رُتبَـة



توأمة
ــــــــــــــ

هامَ الفُؤادُ بِحُبّهِ لمّــا بَدا
قَمَرٌ يُشِعُّ وَبالبَهـــاءِ تَفرّدا
أسلَمتُ قَلبِيَ مُذ تَلألأَ نورُهُ
قَيَّدتُ رُوحي في هَواهُ مُؤَبّدا
عانَدتُ قَومِيَ وَالوُشاةَ وَلَم أكُنْ
إلا لِقُربِكَ ناسِكَاً مُتَعَبِّدا
تَجري السِّنونَ وَتَوأمي لَمّا يَزَلْ
صِنْوَ الوَفاءِ وَحُلمُهُ أن أُسعَدا
أفْنى اللَيالي بانتِظاري إنّهُ
أيُّوبُ يَلْتَحِفُ المَكارِهَ وَالعِدا
يا صاحِبَيَّ: السِّجنَ إن غادَرتُما
مُرّا على حِبٍّ يُغَرّدُ أوحَدا
هذا فُؤادِيَ قدّمَاهُ هَدِيَّةًّ
وَاستَوْثِقا مِنّي العُهُودَ وَأَكِّدا
ما غابَ طَيفُكَ عَن خَيالي إنّما
حُكمُ الْأَعادي أن أَكونَ مُقَيّدا



عَيْناكِ
ــــــــــــــ

عَيناكِ يا قَمَرَ الزَّمانِ مَدينَتي
وَسُفوحُ خَصرِكِ مَلجَئي وَأَمانِي
فَهُما السَّلامُ لِخَافِقي إمّا دَنَت
مِنهُ الشُّجونُ وَلَوعَةُ الْأَحزانِ
وَجفونُ عَينِكِ قَد أظَلّت خافِقي
في دَوحَةِ الأشواقِ وَالتَّحنانِ
في لَيلَةٍ كُنتِ الضِّياءَ وَإنَّني
كَفَراشَةٍ تَهفو إلى النِّيرانِ
آنَستُ فيها راحَتي وَصَبابَتي
وَسَلَوْتُ دَهراً قَدْ سَباهُ زَماني
عَيناكِ بَحري وَالفُؤادُ سَفينَةٌ
وَوُرودُ خَدِّكِ خِلتُها شُطْآني
ما كُنتُ أَدري ما العُيونُ وَسِحرُها
حَتَّى تَراءَى فيهِما نَجمانِ
قّد رافَقا لَيلي الطَّويلَ وَسامَرا
قَلباً مُحِبًّا، في الهَوى مُتَفانٍ




عدد النصوص : (قيد الايداع)

المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

على ضفاف الايام ـ نائلة ابو طاحون
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع :رقم الايداع :ن.ط / 14 / 2017
تاريخ الايداع : 28 - 03 - 2017











،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط