لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-01-2021, 04:24 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
على جبين القدر ...!! عبير هلال
أشرقت الشمس ، لكن روحي لم تستيقظ معها . حتى مرآتي التي واجهتها بتذمر وتبرم قابلتني بنظرات قاتلة، لم تبتسم لي فقابلتها بالمثل.
ارتديت ملابسي على عجل وتناولت قطعة جبن مع قطعة خبز وضعتهما زوجتي على المائدة لئلا أغادر دون طعام لأنها تعلم ما أن أبدأ عملي حتى انهمك به فأنسى كل شيء . حياتي كرجل اطفاء ليست بالسهلة كما يعتقد البعض . أحيانا كثيرة أفقد أحد رجالي أو ممن أحاول انقاذهم . اليوم بالذات لست أبداً بخير . عندي شعور فظيع بالاكتئاب . أشعر أن شيئاً سيئا سيحدث . حتى زوجتي قبل ان أغادر البيت لاحظت تجهم وجهي وطلبت مني أن أتغيب عن عملي ، بحسب كلامها أنا مرهق وبحاجة للراحة . جلست على مكتبي احتسي القهوة وكنت متأكد أنني لن أكملها .. هاتف ينبيء عن حريق بعمارة جعلني أضغط على الزر ليجتمع كل الطاقم ونهبط خلف بعض من سلم الحريق المخصص لذلك. ركبنا سيارة الاطفاء وزامورها المزعج يسبقنا إلى المكان . كانت عمارة كاملة تندلع منها نيران ودخان ومجموعة من الشباب يقفون في الأسفل وينظرون إلى فوق وبالتحديد الطابق الثالث ، اختان تصرخان على الشرفة ولا تعلمان كيف ستهربان من الجحيم . قفزت الكبرى بناء على صيحات الشبان لها أنهم سيلتقطونها بأحرمة جلبوها من مكان قريب جدا لأنه لا مفر لها ، فارتطم رأسها بحديد الشرفة ثم لأنها مديدة القامة ولأن الشبان لم يرفعوا الأغطية للأعلى بشكل كاف هبطت الأحرمة مع قوة سقوطها إلى الأسفل . ارتطم رأسها وجسدها كله بالأرض فتحطمت عظامها وتوفيت على الفور. حاولت التدخل قبل فوات الأوان وصرخت لهم ليتوقفوا لكن حدثت الكارثة ولم نتمكن من تفادي حدوثها . قفزت أختها بعدها لكنها كانت أكثر حظاً منها أصيبت بكسور وتم نقلها إلى المستشفى . سيطرنا على النيران المشتعلة . صورتها لم تفارق خيالي ...تمنيت لو أحطم رؤوس كل من تبرع للمساعدة وتسبب في قتلها .. كان بإمكانها النجاة لو انتظرت أو تحررت من خوفها ..الدرج كان أمنا ..ظنت هي وشقيقتها وجميع من بالعمارة أن النيران بكل مكان ، لكن الحقيقة هي أنه لو نزلتا الدرج لما حدث ما حدث . عدت منهارا إلى بيتي .. إلى متى سنبقى شعبا جاهلا ، ليست لديه أية فكرة عن كيفية المساعدة .. ما رأيته هو جريمة .. غابت شمسي ذلك النهار .. قبلتني زوجتي على خدي حين رأتني أقف على مدخل بيتنا .. وقالت لي وعاصفة من الحزن تحرق قلبها .. شاهدناك في التلفاز أنا والأولاد و أنت تطفيء الحريق في تلك العمارة وكيف أنقذت مع باقي رجالك طفلين كادا أن يموتا اختناقا وامرأة عجوز . سألتني :هل تعرف سبب الحريق ؟ أجبتها وأنا أتمنى ان تتوقف عن طرح اسئلتها : نعم . شجار بين عائلتين .. فأحرق أحد الشبان العمارة . ما ذنب كل هؤلاء ؟ كان فظيع جدا ما حدث .. كل ما أتمناه هذه اللحظة أن أنام حتى أنسى ما رأيته .. - سأعد لك عصيرا باردا منعشا اشربه وبعدها أفعل ما يحلو لك.. لن أتأخر عليك حبيبي . أترى حبيبي لم أتأخر عليك .. يبدو أنك نمت من الارهاق.. بديع انهض لتنام في سريرك!؟
|
||||
19-01-2021, 07:47 PM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
اقتباس:
المبدع جمال عمران سعدت جدا بتثبيتك نصي وبترحيبك الجميل بي فألف ألف شكر ..الفينيق بيتي الثاني ولا غنى لي عنه.. بانتظارعودتك مجددا ً دمت
|
|||||
19-01-2021, 08:52 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
سرد رائع .. وقصة حدثت وتحدث كثيرا أبطالها دائما في الظل ..
وهنا تم القاء الضوء عليهم وعلى بطولاتهم ومعاناتهم التي تستحق كل تكريم .. شكرا لك ا. عبير هلال
|
||||
20-01-2021, 12:09 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
أهلا بالعبير اشتقنا الى كتاباتك وقصصك
كوني بخير ودام عطاؤك |
|||
20-01-2021, 07:03 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
أهلا بعبير بعد غياب
مرور لواجب التحية والسلام ولي عودة أخرى للنص بإذن الله تعالى كل الود
|
||||
21-01-2021, 12:29 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
اقتباس:
سأبدأ من القفة المدهشة مع ربطها بالعنوان لأخرج بما يثير الحزن على هذا الشخص (بديع) الذي مات مقهورا. {{فالعنوان على جبين القدر ...!!}} يربطنا بما كان عليه من انقباض وتجهم وإحساس بأن شيئا ما سيحدث، هذا مع محاولة الزوجة إيقاظه حين وجدته نائما.. {{يبدو أنك نمت من الارهاق.. بديع انهض لتنام في سريرك!؟}} شعوري بأنه فارق الحياة كان هو الأقوى والذي سيطر على كياني. وبالعودة إلى أحداث القصة سنجد العدسة وقد سلطت على من يحاولون المساعدة، لكنهم ولانعدام خبرتهم، يخلقون مشاكل إضافية نتائجها في الغالب سيئة .. فالشباب المتحمس لفعل أي شئ كان سببا في مقتل الطفلة الأولى وإن نجت الثانية مع إصابتها ببعض الكسور.. {{حاولت التدخل قبل فوات الأوان وصرخت لهم ليتوقفوا لكن حدثت الكارثة ولم نتمكن من تفادي حدوثها . قفزت أختها بعدها لكنها كانت أكثر حظاً منها أصيبت بكسور وتم نقلها إلى المستشفى . سيطرنا على النيران المشتعلة . صورتها لم تفارق خيالي ...تمنيت لو أحطم رؤوس كل من تبرع للمساعدة وتسبب في قتلها .. كان بإمكانها النجاة لو انتظرت أو تحررت من خوفها ..الدرج كان أمنا ..ظنت هي وشقيقتها وجميع من بالعمارة أن النيران بكل مكان ، لكن الحقيقة هي أنه لو نزلتا الدرج لما حدث ما حدث . عدت منهارا إلى بيتي .. إلى متى سنبقى شعبا جاهلا ، ليست لديه أية فكرة عن كيفية المساعدة .. ما رأيته هو جريمة ..}} يصف ما حدث بالجريمة رغم ان النوايا لم تكن كذلك، لكن البعض وهو يحاول القيام بأي عمل فيه الخير للجميع ، يقوم بعكس ما أراد بسبب ارتباكه وانعدام خبرته فيزيد (الطين بلة) لكن وبالنظر إلى حال البطل رغم أهمية ما قاله نجد ان هذا الحال هو امتداد لما كان عليه في الصباح قبل الانطلاق إلى العمل. يقول البطل : {{عدت منهارا إلى بيتي..}} وللتذكير فقد خرج وهو يشعر بسوء ما والأسباب غير معروفة فقد قال : {{ اليوم بالذات لست أبداً بخير . عندي شعور فظيع بالاكتئاب . أشعر أن شيئاً سيئا سيحدث .}} على صعيد العمل ما حدث لم ولن يكون الوحيد بشهادته هو ، لذلك أجد الشعور بالاكتئاب والشعور بأن شيئا سيئا سيحدث كان مصدره إحساسه بدنو الأجل.. وقد حدث هذا مع أشخاص نعرفهم ، وحين نسمع بموتهم تعود الذاكرة إلى ما قاله ذلك الشخص فندرك أنه كان يشعر باقتراب موته لكننا لم نستوعب ذلك ولم ندركه إلا حين نسمع أنه مات. {{غابت شمسي ذلك النهار .. قبلتني زوجتي على خدي حين رأتني أقف على مدخل بيتنا .. وقالت لي وعاصفة من الحزن تحرق قلبها .. شاهدناك في التلفاز أنا والأولاد و أنت تطفيء الحريق في تلك العمارة وكيف أنقذت مع باقي رجالك طفلين كادا أن يموتا اختناقا وامرأة عجوز . سألتني :هل تعرف سبب الحريق ؟ أجبتها وأنا أتمنى ان تتوقف عن طرح اسئلتها : نعم . شجار بين عائلتين .. فأحرق أحد الشبان العمارة . ما ذنب كل هؤلاء ؟ كان فظيع جدا ما حدث .. كل ما أتمناه هذه اللحظة أن أنام حتى أنسى ما رأيته ..} لقد قام بإنقاذ (طفلين وامرأة عجوز}} لكنه بقي على حاله يشعر بالسوء
وخصوصا حين بين أسباب الحريق..أجبتها وأنا أتمنى أن تتوقف عن طرح الأسئلة.. حقيقة أنني أسأل الأطباء كلما سنحت لي الفرصة عن شعورهم وتعايشهم مع ما يرونه وما يحدث معهم ..تعلمت طرح الأسئلة من وجودي في المستشفيات لوقت طويل ..ولأنني كنت أرى بعض الأشخاص يموتون أمامي... وقد كانت الإجابات مختلفة متعددة كل إجابة مزروعة بمشاعر مختلفة.. هنا وفي هذا القص الجميل وتسليط الضوء على مهنة صعبة تحاول القاصة ان تبعث بمجموعة من الرسائل أهمها: لا تقم بعمل لا تتقنه مهما كان شعورك ..لا بد من حضور متخصص وخبير وإلا لعمت الفوضى ، كما أنها أشارت إلى تفاهة أسباب الحريق الذي تسبب بوفاة وأصابة بعض السكان، فمن غير المعقول ان تشتعل النيران ببناية كاملة بسبب شجار ما بين جارين ليس لديهما أي شعور بالمسؤولية . الأديبة المتألقة عبير هلال.. يستحق هذا النص الصدارة ، وإن كانت غيبتكم طويلة هذه المرة نص نقل الواقع من خلال وصف دقيق ورصف محكم وسرد جميل وقفلة حققت الدهشة حين تناغمت مع الاستهلال المتقن والذي وصل بنا دهشة النهاية الصادمة. بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع احترامي وتقديري
|
|||||
21-01-2021, 10:35 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
اقتباس:
نعم ، هم يستحقون كل تكريم وتسليط ولو بعض الضوء على عملهم وبطولاتهم ..سعدت جدا بطلتك الراقية . دمت كل الخير
|
|||||
21-01-2021, 10:42 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
اقتباس:
الغالية حنان أنت بالقلب .. سعيدة للغاية لأن قصتي قد حظيت باعجابك ، هذا يعني لي الكثير .. محبتي
|
|||||
21-01-2021, 10:46 PM | رقم المشاركة : 9 | |||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
اقتباس:
سررت جدا لترحيبك الجميل ربنا يسعدك..سأحاول جهدي أن اتواجد أكثر . انتظر عودتك بتعليقك ونقدك البناء للنص إن وجد.. لا تتاخر .. شكري الكيير وتقديري
|
|||||
21-01-2021, 10:51 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
اقتباس:
المبدع محمد خالد وتحليل للنص من أبدع ما يكون سررت به للغاية..حين تكتب نصا وتجد من يقدره تشعر أنك ملكت الدنيا وتجد الحماس لتكتب غيره .. بكل صدق ، مهما كتبت لن أفيك حقك من الشكر.. عميق شكري وتقديري الكبير لك ربنا يسعدك
|
|||||
23-01-2021, 01:18 AM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
في البداية أو أن أرحب بزميلتنا وأديبتنا الفاضلة بعودتها
لنستمتع بقلمها ورفقتها كما نتمنى أن تستمتع هي من الناحية الفنية للنص ..كان ذو جودة عالية في السرد والتقطيع هدف النص.. كان رائعا..نحتاج لنصوص توثق العمل الميداني للجنود اللذين هم في الظل ولكنهم يعانون معاناة إنسانية لكونهم بتماس مباشر مع المواطن حقيقة ..النص استحق الصدارة لا لأنه ترحيب بعودة أديبة نكن لها كل التقدير والأحترام بل لرؤية النص الإنسانية وتسليط الضوء على سلبيات مجتمعنا وبنفس الوقت معاناة أهل الخدمة حقق النص هدفه بتوصيل رسالته الحكيمة المرشدة ذات البعد الإنساني بسرد مشوق تحياتي لأديبتنا الفاضلة |
||||
26-01-2021, 11:52 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
اقتباس:
أستاذي المبدع الراقي قصي عميق شكري لك وامتناني لكل ما ذكرته هنا ، بخصوصي وبخصوص النص.. لا تعلم كم سررت وأنا أقرأ ما كتبته .. أتمنى أن أكون دوماً عند حسن ظنك بي.. باقات من التقدير لك
|
|||||
26-01-2021, 11:58 PM | رقم المشاركة : 13 | |||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
قرأت فيها التضحية وفخر العائلة بالبطل المغوار .. دمتِ بتألق
|
|||
29-01-2021, 12:37 AM | رقم المشاركة : 14 | |||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
اقتباس:
المبدع حسام تحليل جميل للنص تشكر عليه.. سررت جدا لطلتك الراقية تحية وتقدير
|
|||||
31-01-2021, 07:44 PM | رقم المشاركة : 15 | |||||
|
رد: على جبين القدر ...!! عبير هلال
اقتباس:
المبدع جمال عمران وتحليل بديع ورؤية ثاقبة للنص سعدت بهما كثيرا. نعم هم يعملون بجد وحين يحصدون ثمار عملهم بانقاذ الناس يشعرون بالفخر وبقية عملهم، ولكن حين حين يفشلون بمهمتهم فانهم يصابون بالحزن والخيبة الله يبارك جهودهم وجهود كل من جنودنا المجهولين تحياتي وتقديري
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|