العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ۩ مـــداد ⋘

۩ مـــداد ⋘ مدوّنتك ...بعيدا عن الردود والتعقيبات (المشاركات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-08-2012, 10:48 PM رقم المشاركة : 101
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قال الراوي

كواكب النار
في الليل العميق تتوهج خيوط العنكبوت
...تفك ازرار الخوف
ترتج الرغبة في المرايا
تنعش الغدير الجاري على امتداد الكون
الأضرحة ابتسامات فاضحة
حولها العيون دوائر فارغة
أرقام ....معجزات ...تدخلنا قارة مفقودة
فيها نلعب بأوراق الميلاد وأعمارنا الطويلة في سجلات الثرثرة
نزنر السنوات بلعاب من هباء
أحبك
تتخد كل الملامح ...تنتحل كل الاصوات
تركض في دهاليز الجهل ...تحترق بجمر الهمس
كلما لامست السلاميات زر السكون
امتطي الخيال رموزا مزركشة
سمفونيات صامتة تتسلل الى اعماق اللهفة
تتوالى اللحظات في اطمئنان =
مساء الخير سيدتي الجميلة ...
يا كل الأنوثة ...يا ريحا استوطنت كل أغواري
احني علي قلب الولهان ..
على الطرف الاخر ...ظمأ امتد عقدا ونيف
ضفائر تبعثرت على اعتاب الانتظار
شفاه شققتها رياح الجفا بعدما حزمت الفحولة امتعتها
نحو محطة ثانية لكواكب النار
ابتسامة عريضة ترتسم على وجه الظلام
ههههههه
أشعار تتلى ....يلتقي المد بالجزر في سلام تام
على ارض محايدة للهلوسة
كم عمرك سيدتي ؟
زهرة ...وبعض عطر
نفحة مني تجعل الزمن سلسبيلا من فم الرحيق
تفاح يحمر ويهذي ... يتوقف كل شيء عند قدميه .
يطول الوقت .....
تسافر الابتسامات في سر الليل .
وانت سيدي كلمني عنك....
أجلس الآن منحرفا
أميل إلى حيث يأتي الهواء بك
تحفة تفيض ضوءا في جب ليلي الطويل
لتعيدي عمرا صادرته المآسي
صوتك اذ يهفو على تلة وحدتي
يمزق ثوب العتمة
يسقيني خمر الروح ...
أراك مهرة تسبق صوت الريح
تملأ الكون زغاريدا وعطرا ...و...و...
وتمتد النجوى عبر بحار الآه ....
يذوب السحر في آذان العطاشى ....
تغص خيوط العنكبوت بالشكوى ...بالنجوى
تتلاقى الارواح على كف خواء
يستريح الفقر ...الجهل ...الحرمان
والدمع المتصبب في فراغ اليقين ..
الهذيان كائنات تجيد استخدام الحواس
أفعى الرذيلة تمد نابها الأزرق
تأتي النشوة محمولة على زورق من حروف
يقتات الخاطر من قيثارة الحنين
دقات الزمن الماورائي ....
تسهر على فضائحنا الأخيرة .
=لماذا تسمعني ...تجاريني....؟
ربما ابدد سعادة على البر الثاني؟
هذي يدي ...مدي يدك
نولد الحياة من الموت ..
نهيم خفافا في جنة الفردوس
على الزجاجة ترسم الحرارة أقواسا
يفرد الوهم اجنحته ....يدفع الصرخات
نحو المزيد من العربدة والجنون
نحن في امان الليل ...الزر قلب يجمعنا ....
ترتج الخضرة ...هواء يصطاد ما تبقى من يقظة ...
الأجسام هياكل ترسل نيران السر المكسور ...
تتخلق الصور قامات لظهيرة تخجل ان تكشف وجهها للوجود
نهر العنكبوت يسري كالدم في العروق ...
الأنوثة تقدم فساتينها ...عطورها وما أوتيت من حسن
يلمع ندى الفضيحة في عيون الفحولة
يمر الليل ...في كرنفالات الحريق ...
في الأفق عنادل سود....تنهدات
تهدج شهواني يجعل الماء رتج ...يدفق غبطة صامتة
في شرايين صور معلقة على جدار الاحباط.
مازالت سماوات العنكبوت مفتوحة
تتنزل الاحلام ... تترنح في الدوار ...
يموت الوقت ....نشيعه
يقتلنا بين موجة وموجة
بين همسة وصفعة...
بين ابتسامة ودمعة....
وفي الغد تبدأ الحكاية ...






  رد مع اقتباس
/
قديم 08-08-2012, 10:49 PM رقم المشاركة : 102
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قال الراوي

حوار الصمت

قالت =لن أسقط بعد اليوم دمعة بين قدميك
قال =سآتيك وجعا يعتصر ما تبقى من ندى مقلتيك
قالت =ينابيع الشوق جفت ...وصخور الصمت لا تخاف الجفاف
قال =تقوس ظهر المسافات ...والحروف لا تصل
قالت =خفافيش الوقت فتحت خزائن الموت
لا داعي لأن نفكر بعد اليوم في مساءات الغناء
الانتظار لن يأتي سوى بالغياب
قال =مازلت أنصت للنسيان وهو يعزف لحن الخلود
قالت =النهر الذي حملني ذات حلم عذب ...بعيد... مازال حريصا على الجريان
لكني سأقف هنا على الضفة قبل أن يتصدع هيكلي وأضيع كقطرة ماء في الجحيم






  رد مع اقتباس
/
قديم 08-08-2012, 10:49 PM رقم المشاركة : 103
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قال الراوي

حين يبكي الفجر ......................


كان الفجر يبكي تحت جسر أسود
خلفه الليل منشورا على امتداد نهارها الطويل
حاولت كثيرا اقتلاع الظلام من جذوره
لتزرع حب الفرح في حقول سوسها الوجع
عله يثمر ابتسامات ...تنعش دورة الحياة
لكن الجذور ضاربة ...والطفيليات استوحشت المكان
والمدى لا يحمل زخات ...لا يجيء الا بغبار يساعد
على تناسل الظلام
من شدة التعب ...جلست على تلة غباء
تغني دروب السماء شعرا ...مواويل نجوى
كانت تأمل في ان يخضر جفن الصباح
ويغمر الجهات الخمس بربيع لا يزول .
قالت =أحبك يانعا كشموس الصباح
كحلم مستحيل يطرق مروج قلبي
فيهتز الهدير أغنية حبلى بأنغام الحرية
وقتها سأوصد نفسي على فرحة
وأجعل أيامي عقد انتشاء
قال =أحبك ناضجة ككروم الصيف ومواقد الشتاء
أريدك لبوة شرسة تسقط اندهاشي في عبق احتراق
تأسرني بين النبرة وظلال المستحيل
أريدك ذئبة يرتفع عواؤها ..يغتال هدير الريح
في ليالي الصمت الموحشة .
فرق كبير بين أن تكون يانعا ...وأن تكون ناضجا .
بين شموس الصبح وعواء الريح هباء عرشت فيه
عيون التيه ...وعشب مر التف حول عنق الفضيلة .
قالت =قد تصدع جبل الصبر ..وما أنا الآن
سوى أنثى تهتدي رغم شحوبها نحو شذى الماء
تعالى نسكن جوع بعضنا إلى أن يأذن اليأس بالرحيل .
قال =وعلى الملمح ابتسامة سخرية =
لا أريد لوجهك المليح أن يدخل خرائب روحي
فادخلي غرفة صمتك مهما تهاوت أحجارها
وافتحي شرفة الهوى لفجر كاذب يسكبك خمرا
في كؤوس الحيارى ...ستتبلل اللحظة الجافة
وتينع العيون ضدا في الجفاف المقيم.
بدعة منه قدت انوثتها من قبل ومن دبر
جعلتها أسيرة النار والأبجدية .
على الضفة المقابلة للاحتراق
ضحكات الصبايا ترسم على وجه الماء العذب
ظلال شغب وارتعاشات عشق مزيف .
لفت كثيرا بين المدى والهدير والهديل
لم تعثر على جدار تسند عليه خيبتها
غير نزيف السفر نحو المجهول
وبضع ابتهالات تسامقت مع رعشة الموت






  رد مع اقتباس
/
قديم 08-08-2012, 10:50 PM رقم المشاركة : 104
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قال الراوي

صرخة مارقة


اهدابها أشجار حزن تترقب أملا يائسا
توقف عند ناصية الاحتضار
وسط جوقة الصمت فتحت قلبها
لآخر زخة حلم قد تروي قلب الليل
لتزهر أشلاء الانتظار
تركب الماء وما اعشوشب في الذاكرة
من بقايا ابتسامة خضراء
لجوكاندا زمن صادر العذوبة
وصرخة الحنين ودموع التوهج
في حلكة النهار
كم قدمت سرها الضائع وما اوتيت من حسن
قربانا لتربة لا تهوى الامومة
ولا تبعث الحياة في دم الشرود
كم البست الوهم ثوب اليقين
وغنت للاشباح مواويل الهوى
حتى صار الحريق سحر انوثتها
فاعتلت انغام اللهيب
رقصت على رماد احتراقها
لبست شبق الغبار
حين تداعى المساء
عند اقدام نبض حنيف
دخل الهوى عتمات الضياع
خر الجسد متعبا تحت وطأة
الأنا الرعناء
لقلب غابت عنه تفاصيل الامس
فاستباح انتظارها
امتشق انهيارها
ليعيد تشكيلها فوق جزيرة
حلم مستطير شرع نافذتها
لصرخة مارقة






  رد مع اقتباس
/
قديم 08-08-2012, 10:51 PM رقم المشاركة : 105
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قال الراوي

"darkred"]نخلة حلم
الطفلة هناك
عند نخلة حلم
تنتظر قطار عمر
يحمل باقات زهر
ودبابيس ملونة ...
تنعش ذاكرة الأمل
هكذا اوهموها دائما ....
مذ فتحت الانوثة
عيونها الساهمة
في شرفة انتظار
حيث اشتعل فتيل الابجدية
عند الريعان
من الحروف صارت تنحت دمى
تلاعبها طوال الارق
في انتظار فرحة
لا تصل ابدا في موعدها

الليل يندفع نحوها
يحمل صندوق عجائب
فيه كل ما اعدت
من بوح جميل
وما رسمت من اماني
بألوان القزح
على رعشة البراءة
قبل ان يضج العمر
بسمفونيات الوجع ....
وزوابع خوف
ارعبت دماها الصغيرة
أطفأت عيونها
فأنجبت قصائد عمياء
زادت من حلكة الوقت ...
واختناق الشرفة
بزحام الحيرة ...
والابتسامات الموؤودة

لا تبرح كوة الصبر ...
تنسج فساتين لعرائسها المعاقة ...
تدحرج الايام على بساط أغنية نشاز ...
لم تلتئم نوتاتها ..
ولا اللحن اكتمل ...
ولا القطار وصل
ليحملها الى حيث القمر
يرتب شكلا نورانيا
لمسافات المدى
وعيون طفلة
فقأتها القسوة
مذ دخلت مدن شعر
هشم المحو طوبها
على حائط الزجاج
[/COLOR]






  رد مع اقتباس
/
قديم 08-08-2012, 10:53 PM رقم المشاركة : 106
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: قال الراوي

سيف النهار
توضأ الوجع ببرق الوعي ؛ استعدادا لصلاة الفتح .
عند التكبيرة الأولى .. انشقت أبواب السماء،
تعلن رفع الحصار عن الظنون والأفكار المعتقلة،
... منذ أن هتك الظلم حجاب الشمس.
التراتيل أشلاء تنكش قبر الأمل ، تكنس عتبات الحياة،
من بقايا العجز ، ووخزات الخوف ، وما خلفه زجر الماضي
وسوط الصبر الذي أمضى عقودا طويلة ، في جلد الذوات.
وسط الميدان. سطع النور من جثة الشهيد ،
يبعث النبض في صقيع الذاكرة المثخنة بالذل والإهانة .
تحت المئذنة امرأة شلحت ثيابها ، تعلقت بحلمتي العراء؛
تستمد القوة من القهر ؛ لترضع الطفل الذي شق نواحه عنان السماء.
فيشتد ساعد الرفض ، وينمو التمرد،
ليوقف زحف السنين العجاف ، نحو المساحات الخضراء .
مازال الليل يتوسد التناهيد ، وصغار الحلم تلهو وسط طقس خلق الأشلاء ، ملائكة تدك الجدار .. فالجدار فالجدار.
تتداعى الكراسي ، والأسرار المكنونة خلف المرايا،
صيحات الموتى تفتح معاقل الجهل ، النور يتسرب إلى صدر الفجيعة،
يوقد النار في جذع شجرة ، تحت ظلها ينام الأمير.
على الجنبات شقائق النعمان ، تعزف الأناشيد.
تتهاوى النوتات ، كما تتهاوى عبالة اللقلاق. تخلت الأغصان عن دورها ، استجابة للدمع المتخثر ، في الساحات وعلى الأرصفة.
الملك في عربته المعتادة ، تجرها غزلان متعبة متهالكة،
يصرخ فيهم بأعلى ظلمه =تحركوا أيها السفلة ...لابد من صعود هضبة العصيان ، قبل أن تكتمل دورة الغروب .
أقيموا صلاة الخضوع ، ليلي مازال طويلا ، كيف ينجلي وهو في أوله؟
براءة شرسة تشد العربة نحو الأسفل ..تعلن انتهاء رطانة اللئام.
سواد الماضي يعتلي شوارب الفحولة المزيفة ،
قرابين الموت ما عادت تجدي ، لإطالة حياة مرهونة بحقن القمع،
ومهدئات التخويف ، وما جد فيه العرافون من خرافات التهويل .
تخر الأبراج الوهمية ، لاستكبار الشمس ، بعدما طعنها سيف النهار ،
وصار الشهيد نجما ثاقبا لرخام الصمت !






  رد مع اقتباس
/
قديم 10-08-2012, 01:23 AM رقم المشاركة : 107
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي زهرة النار..............باكورة اعمالي

أول الديوان



قصائدي


قصائدي
زهرة النار
مالكة حبرشيد
الكتاب : زهرة النار
الكاتب : مالكة حبرشيد
الناشر : مطبعة دار الإسلام
الطبعة الأولي : أغسطس 2012
لوحة الغلاف : لسلفادور دالي
رقم الايداع :
الترقيم الدولي :








إهداء

على امتداد شاطئ مهجور
شهد نوبات احتراقي
كنت دائما أنثر بعضا مني
اشتله في حقول العمر الحزينة
أثمر مع الأيام حروفا شدت وثاق حبي
لكل من حولي ...رغم انكساراتي
التي التهمت كثيرا من لحظات ابتهاجي
اليوم ..
اهدي باكورة عمري لصدفاتي
التي كانت دائما مصدر قوتي
اهدي كلماتي .... لـ .......
و............و .......
و.........................
ولـ خينفرة .. و ما تعني لي !
مالكة

1

انقلابُ الرِّيح


أحتفي بانقلاب الريح
حين تعصفُ بحروف
غيرِ كلِّ الأبجديات
أستأنس بعاصفة كلماتٍ
مضمخةٍ بنبض حيٍّ
يحملني إليكَ
مهرةً متيمةً
ترمحُ في حقولِ المنى
أنحازُ
إلى شمسِ الحرف
وخضرةِ الإحساس الذي
يُؤرخُ لمجدِ الشعر
وثورةِ الحب
هو البيانُ المعتقُ
منكَ....إليكَ..
يختزلُ مسافاتِ المستحيل
يضيءُ فيافي الأرواحِ المعذبة
التي صوبتْ سماواتِها
نحو قِبلة ظلٍّ
لا ينجلي
رغم عتماتِ الديجور
يداعبُ ضفافَ النوى
ليزهرَ الصمتُ
مواويلَ ...أغنياتٍ
من الزمنِ الجميل


كن مطرًا ...
كن بروقا غزيرةً
تصبُ في نهرِ هذيان
أغمضْ جفنيكَ
يأتيك الحلمُ زخاتٍ
تنيرُ دهاليز الأنواء
تكنسُ عن جبهةِ الحزن
أرقَ الليالي
وأنينَ الصدى الممتدِ
ستفيضُ أنهارُ الشموس
من بريقِ عينيكَ
على ضوئها
أكتبُ فوق سجى الليل
قصيدةً مدرجة
بياسمين العشق
ولؤلؤِ الحنين


أنا الأنوثةُ أعلنُ
أني أغتسلُ كلَّ فجر
بندى الكلماتِ التي تفجرتْ منك
...حين اخضر بين يديك الغمامُ
أشهدُ أن احتراقي
ينمو ...يسطعُ ..
على امتداد إحساس
يخترقُ الجهاتِ الأربعَ
يقتحمُ العروقَ
ليسكن نبضُ الحلم
أريجا يُنعش
دورةَ الدم

ملءُ الوريدِ أصرخُ
فيكَ ...منك ...
أحبكَ ....أغنيةً
تنشرُ عبقَ الهمس
في صباحاتِ الدمع
المتيبس على خدود السهر
أحبكَ ....قافلةَ حنين
تبلسم حمى الليالي
التي يشتد فيها الوجع
على شرفات الرماد
لعينيك يسافر صوتي
يغمر مسافات الغربة
مثل ائتلاف الندى
في جفون الصباح
قد نلتقي عند منعطف الأنين
في مناخ أكثر ملاءمة
لاستخدام الحواس
وترتيب النبض الذي
اختل إيقاعه ذات فوضى
سأكون القصيدة
وأنت الناي الحزين
ستوحدنا أغنية الموت
في الهواء الطلق
لمدن يحكمها الحجر الصلد
وقوانين الضجر اللعين

من يدري ....
قد تذكر أنفاسنا المتقطعة
هؤلاء المسافرين
في محطات الهوس
بميعاد ربيع
يزغرد فيه الورد
يغمر شوارع الذات
بملحمات العشق
حينها ستتخذ اللغة
شكلها المستقيم
ولن نفكر في مساءات
تمرست في اغتيال
حواس ما فتئت
تذرع الحياة
رغم ...ورغم ...ورغم......؟
ستكون آخر السماوات الطريق
وبعض ابتهالات
تدفيء صقيع الاحتضار
الراكض خلف ضوء الحياة
قد تسقط دمعات بين الأقدام
وقد تنبعث الأرواح
من لوحات أعياها تسول العابرين
ابتسامة ...حبا ...ونبيذا
يغنيها عن لحظات
يتصبب فيها الهذيان عرقا
وهو يكتب آخر مرثيات
لصباح لم يعد له
بد من الغياب....



2


شَجْرةُ الحنين

تحفظ كتب الأسلاف
تبكي في ثوب الحداد
ما صنعت المقاديرُ
بالمنارات التي انهارت
عند الأقدام ...
والتاريخ الذي
فقد قطرة الضوء الباقية
في فراغ الكون

وحدها شجرةُ الحنين
تضيء المقبرة الخرساء
وضياعنا في الأضابير
تتوسل الليل الطويل
أن يعود بثورة الروح
وبقايا البلد النازح
تمد أغصانها
تفتح أوراقها
لتغير مسارات القلوب
وتعيد النور
لفجر الأفول

ها هي شجرة الحنين
تجمع مساءاتنا الحزينة
تمد أقواس الخروب
علّ الملحمة تكتمل
في أرض المجد
حيث التناوب للظلمات
لعبث صخور هشة
سرعان ما تفتتها الرياح

يذهب الليل
يجيء الليل
يدهشنا ثمر جموحها
وسفرها الأقوى
في صلاة الذاهبين
ودمع الغائبين
هي ساعد الأرض
وسيف الوجع
الذي يهتز
حاملا أشلاء التاريخ
وزوبعة ما تبقى منا
لأوراقها أجنحة الحجارة
ولنا دمع الرماد

فأيهم يطلق صهيل الحياة ؟
ليكنس عتبات
الأنهار المهجورة
من حسرة الريح
ووقدة الغربة
في أزمنة الردة ؟!

شجرة الحنين
جذورها ضاربة
في كل الأزمان
تراها في كل مكان
أنثى من نور
على جسدها تلتف الثعابين
فوق السرة
تاج صمود
وحزام تحد
أبدا ...لا يلين
في عتمة الأرض
تبحث عن سر الحياة
في عيون خانت عنفوانها
ومرايا تعكس خارطة
مشروخة لوطن المنفى
ومنفى الوطن

شجرة الحنين
ثابتة عند قارعة النسيان
في انتظار الكواكب المسافرة
خلف حقيقة مسروقة
من الأجساد العابرة
نحو الخلد
يفوح منها
عطر المجد الغابر

ألا يعلمون أن الشجر
لايقاس بالأقدام
وأنه مهما اغتيل
ينبعث من رماد الموت
صرخة حبلى
بطلقات الحياة ؟!
















3


في محراب عينيك

تذوب المسافات
من دفء الحروف
تتفسخ القيود
معلنة رفضها
لأحكام الزمن المرتجلة
يرتفع الابتهال
دعواتٍ على شرفات الانتظار
الممتد على شطآن الغربة
من سدول الليل
تفيض الذكرى
على جنبات القصيد
تهتز الأغنيات
زخات تروي حقول النجوى
تزهر زغاريد
حبلى بأنغام الحب
تكبر ...تتفرع
في ربوع الجسد


للصمت هنا
دفء ...
رعشة...
مدت جسورها
في كل اتجاه
لتشد الرحل نحو البر الثاني
حيث الهمهمات
تعمر الأحلام في الشجر
ها أنت تتجلى
على وجه الهدير
ملامح باسمة
تنظر إليّ

على الموج أرسم خارطة
الوعد الذي كان
ويبقى الشفق شاهدا
على احتراقٍ مازال
يشتد في الشريان


قد نلتقي ...
قد ينثرني الشوق
زنبقة في بستان الهوى
وقد أغدو قبل الغروب
شاعرا جوالا
يردد مواله الحزين
في مواسم الحنين

حبات الرمل تتسلقني
رغوة الموج تعلق بي
الحروف تتشبث بذاكرة
أعلنت الرحيل
يمر طيفك
في شفق الصمت الجريح
يمد يده نحو يساري
ترقص الرياح
على أوتار البكاء

تصرخ : ...
أين أنت يا صوتي البعيد
أنت الذي يتكلم مثل روحي ؟
مغمور تحت الصمت
وضوء الهواجس
المدجج بالنهار
أينك حبيبي ...؟
أسرج نورك السري
مد خيوط اللهفة
ليبتل ريق الشوق
فالقصيد في آخره
يدعو الصدفات المستلقية
على الشاطيء المهجور
لتحضر عرسا بهيجا
من قوس قزح







4


ولادات كاذبة


تطأطئ الجبال الشامخة
هاماتها ...
حين تتناسل الولادات
الكاذبة التي عرت عورتنا
مخاض هنا ...مخاض هناك
نزيف على امتداد
مسافات القهر
عند كل وجع هزيمة
متوجة بزغاريد
وثرثرات على جنبات القصيد
هنا حلم ...هنا وهم
هنا كوابيس تغلغلت
في شريان النهار

بالأمس البعيد
زينا معصم الشمس
ببراعم خضراء
زخرفنا الخيوط بالقزح
لكن الرياح
داهمت الوجه الصبوح
بالخدوش والتجاعيد
قبل أن يصير
ظل كل شيء مثله
ليعتدل النور

الصبر انزوى
في غياهب الأرق
ينشد ارتياحا
على رقعة منسية
بعدما أنهكه الركض
على الزجاج المطحون

على الحجر الصلد
نامت صرخة
حين هدهدها الخوف
بين محراب الدم
ومئذنة النار
نقع العاديات
أطلق بوق النفير
بمقلاع آآآآآآه
انطلقت من فم جنين
أرضعه الحبل السري مرارة
فاشتد عوده
قبل الولادة
ليعلن بدء العاصفة

نهار اليوم
ليل طويل
وعرس لآمون العظيم
فيه تتبرج النار
تقرع الطبول
لتخرج الثعابين من جحورها
تؤدي رقصتها الأخيرة
في ميدان .. انتصب فيه الضريح
وزار أقيم لمخاض طال
تسعة أجيال ونيف
تسع خيبات
وهزيمة تنتفض
تزفر لحظاتها الأخيرة
تكتب تاريخا جديدا
بعشب الدماء
على صفحات ذبائح
ارتدت حلة الخلق
حين منحت تأشيرة انبعاث

الفضاء يرد صدى النوح
القابلة لم تقطع بعد ..
الحبل السري
لكائن أعلن قبل البدء
أنه مضغة ثائرة
لا تسجد لآلهة
يستهويها الانحناء
في حدقات الظلام
تخمش وجه الهواء
بأظفار الهوان

قد تمر البسمة اليوم
على قرى بعيدة
عميقة في النسيان
لم يرها آمون
ولا رسم ملامحها
على خارطة الأمسيات
التي لا تاريخ لها
فظلت خارج القطيع
صخرا صقيلا
يطارد أصحاب الفيل












5



غناء الفجر


تمثال تائه
يقود قطعان الدهشة
نحو يم المجهول
كل الحواس اللحظة
تفرد أجنحة الخوف
بعد انتهاء جولة النقع
في بيداء حلم
مأسور في بيت الخطيئة

رياح الأمس تهب
لهيبا ...موتا ...
الاحتراق شهيد
يغتسل في نهر الزغاريد
على وجه الصخر
ينقش ملامح إشراق
يردد أغنية انبعاث
على امتداد القيود
ينصب مقصلة
لشيخوخة الكوابيس

الجراح تتدفق في العروق
تستصرخ حبات الرمل
من البحر إلى البحر
تستدرج الرؤى
في ليل الموت

ذبذبات تخترق صمت الضجيج
على النواصي فزاعات
تعزف موال الهزيمة
أشجار الظلم
توغل في الظلام
تعلق مصير أوراقها
على مشجب الريح

صرخة الوليد
تعصف بالصولجان
دم الصحوة يتسلق
شعاب القيود
يقطف الثمار
التي تدلت عناقيدها
على أرصفة الجوع

هذا فجر البدايات
السماء تمطر حبات نور
تروي طيور الرحمة
المحلقة في فضاء البركان
ينتصب الحق
في ساحة النار




6

في الأفق ثمة ضوء

ضجيج الغياب يشتل الحنين
في بياض العمر القاحل
كمراعي الشتاء المفعمة بعواء الذئاب
وحدها الحروفُ تخاتل الزمن
تفرغ دلالها على حواشي الورق
ترسم هزائم الرصيف
على صفحات الذاكرة التي
فاضت جيوبها برذاذ السنين

الأمس يتكيء بكل ثقله
على جذع جرح ممتد ..
أنهكه الرقص على خشبة ليل
وارف الأرق
حيث خسرت الروح
كل رهاناتها في يباب كاس فارغة

الأيامُ ما عادت تحسن المراوغةَ
.. ولا النافذة ترغب في مجاراتي
وأنا أتعقب خطوات العابرين
تعب العمر ...تساقط
هاهو يطفو على شفة نهر
لا يحسن الجريان

رفات الحلم
مازالت تهفو لهجرة محتملة
بعيدا عن عيون الأمس
أوهمتني دوما
أن الشمس ستظل بانتظاري
أشجار الصبر
ألقت بظلها بعيدا .. هناك
حيث يمد الأفق جسده
كحضن ودود أعياه الترقبُ

مازلت أبحث عن ليل
ضاعت فيه شمعةٌ
كانت تضيء المسافات
الفاصلة بين هنا ...وهناك
حيث الماء يراقص
ظلام العيون
بعيدا عن قرِّ الخريف
وهوس الغرف

أنا الآن موت ..
تربع على عرش الرحيل
تتحشرج التراتيل في الحنجرة
تربك لحظات الاحتضار
أهوي كنخلة ظل في جب السؤال :
ترى ..هل سأحظى بغياب
يترك بصمة على وجه الشاطئ المهجور ؟
أم أني سأرحل ..
كخيال تنفس المسافة
ولم يصل ؟






7

طقوس ارتواء

مكسورة أنا كبلورة
على درب التعب
ترشقني الهمهمات
أتشظى ..
أصلك منهكة
دمي مشتعل نارا


ضمني إليك
أنهمر مطرا
يغسل رعشتي
المتوغلة في ليل الجسد
أفرغني من جمل الخوف
من عبارات التردد
أعد تشكيلي
بحروف شرسة
تأبى الانكسار


أيها الراكض في شرايين دمي
علمني ..
كيف أرشف الحب
من فوهة النار
كيف أصلي
في محراب الغياب
أقرأ طقوس الارتواء
في بيداء الظمأ

علمني
كيف ألاحق ظلي
حين يفرُّ إليك
كيف أستل الصمت
من غمد ضلعي
ليصرخ السكوت :
أحبك ...

أيها المقيم المتربع على عرش أفكاري
رويدك ...

أنا الفرس الجموح
أمنحك العنان
فك قيد الأنوثة
فقد نهض الشوق قياما
خفق الوجد شراعا
تجلى برعما
ملأ الربى ألقا

افتح باب الروح قليلا
لترى .... تـ .... ر...ا ... نـ .... ـي !








8



زهرة النار


تجيئني ....
بعد ألف موت
بنفس الملامح التي نُقشت
ذات حلم على شاشة الأفق
تنزل على صفحة قلبي
مثل النبوءة
تشتعل الروحُ
بيارق لهب
تهديني سنبلةَ حب
يرويها الغياب

أناديك
من طلوع الشوق
إلى ذبول الصمت
أين أنت ....؟
يا حلمي الأوحد ...
يا هذا المؤرق في الليل ...
كيف أسافر فيك ؟
كيف أرويني منك ؟
مهما رشفت
من زهر النأي ..
الجفاف مقيم !

أمتطي الشوق
ألوي قرون الخجل
ألاحق طائر الفنيق
وسط الليل العنكبوتي
قد يتفتح برعمُ حرف
قد يسّاقط ثمرا
يغذي جوعي المزمن
وما يزال ....؟


بالأمس تقاربتِ النجوى
تعانقت سحبُ البعاد
تسامرت حروفنا العجفاء
تبعثرنا حد التشظي
تناثر كريستالُ قلبي
كيف ألملمني ..
كيف أعيدني .. إليّ
وروحي تجمح للرحيل ؟


قالت الغجرية للفجر
حين دغدغت بدن الرمل :
ستحيا زهرة نار
لا يرويها غير الاحتراق !
وهذا قلبي يعرج بحمد الحب
يقرأ التراتيل
يبايع قاتله
يستجدي رسل الخطيئة
الذين لم يظهروا
أن يجعلوا للروح المعذبة مسلكا
نحو نبع الحياة
قبل فوات الأوان





9

الغد المنظور

ضاق الحال : بلا ..
في زحم الحلقوم
فقس بيض القهر
في أعشاش الضلوع
صغار الحزن
تحبو ....
تمد الخطا ....
تجدف في دورة الظلام
نحو بؤرة النور
رقصة جديدة
في دنيا العبث
الذي سطر طريق السقوط

تهاوت أحجار الضياع
تفتت...
تناثرتها الرياح ...
جدار التحدي ثابت
لا يهزه إعصار
يعكس وجه الأرض الباسم
رغم العبوس الذي
يعلو وجه الكون

للغد المنظور
شمس يانعة
أشرقت من عيون الموت
حين اشتدت حمى الانتظار
ارتفعت حرارة التمرد
بدأ النقش على الجرح
لرسم خرائط الآتي

من يم النسيان
تمتد يد التاريخ
تحمل سنبلة الحلم
التي نضجت
تطعم صغار الحزن
تربت على كتف اليوم
ليشتد عود الغد


10


صهيل الصمت

أفتتح الحريق
بليل طويل
نام القهر عند خاصرته
استلقى الموت على جنباته


بعد انتهاء عرس الظلام
غنت الفرقة
عطش التراب
نزيف الشوارع
جهل أعمدة النور
كان ذلك الفصل الأخير
من مسرحية الضياع


هم يريدون أغاني ( شكيرة )
غنِّ ...عربد ...ارقص
طوع حنجرتك... وغن
روض دمك ...وغن
تعلم متى تحني سحنتك

امسح زجاج عينيك
لا تدع عليه
بصمات الرؤى المبهمة
الأمنيات المغرضة
لا يغرنك الماء الملوث
إن تسلل إلى الوريد
ولا البهائم
إن التهمت العنان
فذلك رهان على انفتاح الغد
لا تدفع عن عيونك النعاس
مهما غار القهر
واستوطن الظلام


منذ ألف عام وعام
نلوك الحصى
نرش على الاحتضار
عطر الغناء
نرقص بين الأشلاء
نستنشق هواء ذبيحا
لا يبلغ الأعماق
روضنا على ابتلاع الفتات
وعلى نوتة النشيد الوطني
نشيع ما تبقى من دماء


كيف أتخلص من أطواري
كيف أصالح روحي
على من أرمي وزري
أمي
أو أبي ؟
أو سنوات انهزامي ؟
ذات حلم
بعثرت النجوم على ردائي
ركبت البحر
حاولت الغوص
في أعماق جلجلتي
وجدتني أقرأ الحمد
عند نفس الصخرة
حيث تركت حزمة خسائري



أيها التاريخ
خذ بيدي
أخرجني من متاهات
تضيق ...تضيق
لا تفضي إلى عُمر
ولا صلاح الدين
ولا جيفارا
سقوفها أعجاز نخل
تبتسم
تفرقع الأضاليل
بوجه الصبر

الحلم موت يضفر جدائله
على سرير الأرق
عشب الدم ظمآن
يخنقه الغبار الملولب
يبحث عن كوة انعتاق
من خيوط الوهم المجمل


قال البعض :
من المستنقع يطلع الفجر
حين تصدأ أعمدة النور
قال البعض الآخر :
من الموت تشرق الحياة
حين يشتعل المدى حريقا
على جبهة الأمس
تصبح الظلال أكبر حجما
من الجسد
يغدو رماد الصمت صهيلا
يشق الدروب
يرفع الحصار
عن حلم نام طويلا
تحت جلد البراءة




11


جرح الخاصرة

يأتيني دائما
بحر من بسمات
باقات حب
تسبقها اللهفات

جناحا عصفور
خلفهما يلهث
شعور دافىء النسمات
أقبل عليه
بين جوانحي
ارتباكة عذراء
لم تدنسها أمواج العشق
ولا رياح المواعيد


يرتعش النبض
حين يرتفع المد
أغوص تحت رقعة الأمواج
الممعنة في الاتساع
أرسمك بحرا شاسعا
يتسع لكل الكائنات
أملأ رئتي بهواك الرطب
ترفل في دمي
أنفاسك المعتقة
في طقوس الأبجدية


يشتعل كلي
يومض اللهيب
دروب الصمت
المبهم من نقط الاسترسال


بشيء من دموع
أصنع حبات النبض سبحة
أردد الحمد
أقرأ التعاويذ
لحظات تسبق الاستخارة
تخرج من خاصرتي
جرحا يلبس كل الألوان
يتكلم كل اللغات
أغتسل بماء البوح
أتزمل في النزف المدجج بالموت
يصبح الأمل شهيدا
في كفن القصيدة






12


ترنيمة حزن

أول المدى
عيون الماء
على شرفات الحب تسعى
تعيد كتابة الصباح
على صفحة الغد
المسافر في رماد الأبجدية
تخترق تفاصيل الزمن
تضيع ...تتوه


إلى أين يفضي الصبح ليلا ؟
إلى محطة الأرق
حيث احتفالية الضياع
تمتد مواويل
مناديل عشق
رسم عليها الندى
تاريخ لقيا

يتداعى الفرح
يتواثب ....
يربو على حافة الوجع
يسقي عصافير المنى
سنابل دموع

بين حلم الندى
والحب
بكى اليمام
ملأ الكون نواحا
لم يعره الصدى
لفتة ...
ولا مسح الريح الجبين


تنام المواعيد
على ترنيمة حزن ذريع
تمضي الأمنيات
في سرد حكاية الغجرية
التي مازالت عند الشاطيء
تقرأ الطالع
للفجر المهاجر
لحظة توزع المفارق الهوى
بين ذبيح
عند سفح الموج
ومبعثر
على حائط مبكى











13

ركض على امتداد الأرق

على ظهر الموج
أنصب سريرا
أتمدد ....
أسكن الحلم بين أهدابي
أرسم الابتسامة
فوق جبيني
محاولة لاستدراج الحنين
لإنعاش دورة دمي
ينتفض كلي
أقتلع الأيام الموحشة من جذورها
أرميها بعيدا
على مرأى كل الهياكل الفارغة
وعلامات التعجب المنتصبة

أشاكس الزمن
أصبغ على اللحظات وجها
غير الذي كان
أمسك يراع الريح
أغمسه في حبر الماء
على وجه الغيوم
أرسم بنفسجة بجرح شامخ
أهديها لليل الذي لا حدود له
ومسافات الصمت الراكضة
على امتداد الأرق

تضيق شرفات الزمن
بدقات اللهفة المسروقة
يصبح الحلم وشما
في الذاكرة
أقرأ البسملة
تراتيل القيامة
أقدم صكوك البوح
لفك مغاليق الانتظار
وكتابة الخلاصة
لقصة لم تقرأ بعد

يدوي رعد الوعي
موت بوجوه متعددة
يستوطن الوجود
أرفع سبابتي ...أردد :
كيف أبقى ما كنت ؟
كيف أظل ما أنا ؟
يصير الحلم صورتي .. وصمتي
يصبح الواقع جنازتي ..
ولحدي !




14

صحوة غادرة



في الليل العميق
تحت خيمة الصمت الممتد
من الحلم إلى الحلم
وبين أحضان البحر المترامية
كان الحديث
بلغة النزيف
الذي تعلم القلب أبجديته
منذ نعومته
بأحرف من نار

كان الحوار
بعدما .. فرغت كؤوس الوجع الذي رشفنا
انتهى رغيف الصبر الذي تقاسمنا
أعاتب أزمنة السكوت التي انفلتت
كان الصمت جدار أمن
ودرع أمان
لأحاسيس لا تعرف الخداع

الليلة : سمح القدر
لرياح العبث الضالة
في دروب السماء الكئيبة
أن تتسلل إلى الأعماق
تعزف لحن الحياة
ليغني الزمان
على غير عادته
في أقسى وأحرج أوقاته
لترقص الغجرية الشريدة
بأقدامها الحافية
بأحلامها العارية
على صخور الحياة
احتفالا باكتمال الملحمة الوهمية

الليلة ساكنة هادئة
حتى الأشباح ترقد في هناء
وها أنذي أنتشي
باحتراق الأيام والأحلام

الكون ليل
النبض عشق
السراب ملاذ
في الحلق يتكور الحنين
في قسوة تخنق صرخة الوجع
يعانق البحر السماء
في سلام تام
ناسيا أقفال الحياة
تصطك في كل وقت وحين
منذرة إياه .. بعذاب أليم

هاهي همسات البحر
تركض نحوي
تود حماية تعاستي
ودفء ألآمي
في أقصى درجات ثمالتي
أسأل :
كيف يصبح الجرح بلسما للجرح ؟

أحضن موجات الصمت
القادمة من البعيد
أفك لغز الهدير
المخطوط في كل اتجاه
أكتشف أني
أصبحت أعشق الموت البطيء
في سراديب الغموض المحيط
ما زلت أرقب فضاء الغرفة المظلمة
و عيون الفجر تتسلل إلى فراشي
تبعث في أطراف المكان
صدى آذان
يعلن ابتداء موت جديد

كان الحلم بين جفوني
يتحرك ببطء
كي لا يوقظ وحش الخوف الكاسر ..
في أعماقي
وعلى حين غرة
أطبقت على الأنفاس ..
تلك الصحوة الغادرة
مزقت طيور الليل الحالمة
مزقت غشاء الصمت
بكارة الهدوء
بكل وجع القلب
الذي لا يعرف أنصاف الحلول
أقدم موجز استقالتي
من حدائق الحلم الجميلة










15


مشهد بابلي


أرتديك دمعا يدثرني
من أخمص الارتعاشة
حتى فروة الاشتعال
وعند استدارة الأرق
أجدني مصلوبة
على شاشة الأفق
وقد نبتت على امتداد مسافات شوقي
أشجار شجن
أزهار لهاث
وأريج عواصف
يقتلع الصمت من جذوره
يشذب حقول الارتباك
تهطل نبرات الكتمان
غيثا يروي ظمأ الحكاية
الموغل في الصمت

بين النبرة ...
وخفقتي الموصدة
على الانتظار ..
يستوي الوجع
شمسا حارقة
تكوي قلب الظهيرة

يفقد اليقين كل مجازاته
في مشهد بابلي
لفجر أخضر
يطرق أبواب كينونتي
يدعوني لدخول نعومة الاحتراق
قبل أن يسقط الجسد
في هوة الخراب

أندس في سحابة صيف
أنهمر على جفاف الأيام
ابتسامة بريئة ..
تكبر في اختلاج الشك
زهرة برية ..
تضيء ليلك البهيم
تملأ المسافات المعتمة وضاءة
فتلمع المفردات
في الحكايات المشبعة
بعذوبة الحلم !


واقفة هي القصيدة
على شرفات بوحك
تناغي أغصان لحنك
وتلك الرجفة العابرة
التي موسقت الحنين
سمفونية حطت
على ضفة الخوف
فاهتز الخافق نشوانا
ينسج خيمة للقلب الهارب
من رياح العاصفة
على امتداد المدى المهجور
هناك سيسيل الظل المجروح
غزلا حتى امتلاء الليل
وإشراق العتمة !




16


خبز .. وبضع قوارير

عيون الليل جاحظة
في الزوايا خيبات
تتغنى بمجد أفل
بين الفينة والأخرى
تمسك يراع الانهيار
ترسم على الأرض البور
ملحمة فجر هارب

فيالق الحروف
تزحف كالحريق
لتلتهم سيقان الفرح
تسوقها عواصف فكر عاقر
فقد الأمل في إنجاب
غمام ماطر

حكمة الصمت
ثبتت أقدامها في شقوق الغياب
فأقرأوها ...أو تلاشوا
حتى على مستوى اليعرب
افتحوا الأبواب
أو دعوا الأبجديات
تنصرف إلى ذاكرة مضت

خجولة هي الجغرافيا اليوم
بارتباك شديد
تجمع وحداتها
تولي الأدبار نحو تاريخ
ينقش تضاريسها المهترئة
ليبعث الروح
في صخور ما تحت التربة
حيث ثعابين الحواس
تكتب وصايا
لفروة رأس
علاها الصدأ

الأوطان والبلدان والظلال
بعثرت عيونها
على زجاج الخلاص
لتنتحل صفات الحضور

محيطات تتقارب
تلبية لنداء حروف
تتهافت كي تتباعد
سيقانها ..لم تعرف يوما الاعتدال
مذ قابيل وهابيل
حين غنى الطير
موال الانسحاب
مذ اعتدلت قامة ذاك الطفل
وأدرك أن الكرة
نفق لا دائرة
وأن العصيان أقرب طريق
لمخاتلة الموت

الحلم الآن
خبز وبضع قوارير
تجعل العنكبوت
يفتح كل الأبواب
في رذاذ الكأس الأخيرة
جرعة أولى
ترسم على الجدار المقابل للخيبة
عيون امرأة بلون السحر
تستدرج الاستسلام
في ليل الوهم
جرعة ثانية
جرائد ...ورصيف
يبكي الأمس
تحت أقدام اللاجدوى
جرعة ثالثة
قطيع فقد الطريق
على الجنبات
ذئاب تعوي
وأخرى تعزف النشيد الوطني

لون الشارع واحد
على امتداده حبل غسيل
عليه أشلاء أمنية
اغتالها حضور الغياب
اسقني رابعة
فعليّ دين لأمي
حين عصيتها
وقلت : لن أعود ..
إلا وأنا احمل الشمس بين راحتيّ
لينقشع الصدأ
الذي علا وجه الكون
في ظلمة انفتاح
فغر فاه
لالتهام النبض الحي



17

رجفة الأماني المطفأة



هنا ....
بين الشراشفِ البَيضَاءِ
حيث مملكةُ الصّقيعِ
ومَا أَنْهَكَ ظَهرَ الوجودِ
من أنفاسٍ مهزومةٍ
تتجمّدُ الأماني في الزوايا
تَنْتَسِبُ إلى مَا تبقَى
من دمعاتٍ لا عزاءَ لها
غيرَ مراقبةِ خطِّ العُمرِ
وهو ينحني في خُشوعٍ
نحو رقمٍ قياسي
تحطِيمُهُ لا يَمْنَحَكَ نشوةَ
الزهوِ بالانتصارِ
بل يسمحُ فقط ..
بقراءةِ آخرِ طقوسٍ
تفتحُ نهايةَ المجراتِ
لينبجسَ الدمُ الأسودُ
سلسبيلا تحتَ الثرى

هنا ...تتساقطُ أوراقُ الحياةِ
الأرواحُ مصلوبةٌ
بين مصلٍ وكثيرِ دعاءٍ
العيونُ تنزفُ في الخواءِ
يدُ الرّيحِ لا تُحسِنُ لملمةَ
الحبِّ المنثورِ
لكنها تُجيدُ بعثرتَهُ في الفضاءِ
لتنشرَ الذُّهولَ في الوجوهِ
المسكونةِ بالنفي
تدورُ ناعورةُ الزمنِ
بحثًا عن حلقةٍ مفقودةٍ
تجعلُ الأنفاسَ أكثرَ تلاؤمًا
معَ خفافيشِ الوقتِ
ومعَ تلكَ الظّلالِ
الملقاةِ على الجدارِ
كما البقايا
بعدما لفظتْهَا الأيامُ
لم تنجحْ حين أُخْضِعَتْ
لاختبارِ الألمِ
كانت أشد تصلّبًا من أن
تُجاري مرونةَ الفوضىَ

هنا ....لا فرقَ بينَ الزّجاجِ
وما يحملُ السّريرُ
من بقايا انتظارٍ
سابحٍ في بحرِ مخاضِ عسيرٍ
ما أحوجَ القلوبَ
إلى خيطِّ شمسٍ
يقودُ نحو الدفءِ
دون أن تتعثرَ في طوالعِ الرؤيا
وما بنى الخوفُ من أهراماتٍ
عند مداخلِ الاحتمالِ
أَظُننا أخذنَا من الحياةِ
حدَّ الإنهاكِ
استنزفنا سائلَها المنوي
وما أَنجبْنا غيرَ خيباتٍ
لم تساعدنا يومًا على العبورِ
نحو ضفةٍ يكونُ فيها القهرُ
أكثرَ رقةً
كم من تراتيلَ علينا أن نتلو
لنحظى بعشبةِ خلاصٍ ؟
كم أرواحًا يجبُ أن تقضِي
في زنازينِ الصّبرِ
لنكتشفَ ما تحتَ الضُّلوعِ
من احتراقٍ يُذكيه الرّمادُ
وما خلفَ الوجوهِ من مسافاتٍ
تحتاجُ تهشيمَ الصّخرِ
لنزرعَ عدونَا المحمومَ
في غيمِ المدى ؟

أَلمحُ بصيصَ نورٍ
أهي الشّمسُ تَعُودُني ؟
أم تُراه شعاعُ النّبضِ الأخيرُ
ينحني استجداءً
لملائكةِ الرّحيلِ
أن تمهلوا ....
لا تُغلقُوا الكِتابَ
قبل أن يَقرأَ الوجعُ آخرَ قصيدٍ
في ميدانِ الذّبحِ
هناك سَيتمُّ اللقاءُ
بين آهاتِ الظُّهيرةِ
وما استعصتْ مصادرتُهُ
من قطعِ الموجِ
المحملِ بأورامٍ خبيثةٍ
عجزتْ تمائمُنا المزروعةُ تحتَ الجلدِ
أن تجعلَ آلامَه أقلَ قسوةً
وتجعلَ أيامَنا أقلَ بردًا وكآبة

لا أرغبُ في دمعٍ
يهدُّ القوافي
يُشرّدُ الشِّعرَ من بيتِه
يرميني في جبِّ صمتٍ أبديٍّ
قبل أن أُكلِّلُ ابتسامتي الحزينةَ
بسنبلةٍ خضراءَ
وأغنياتٍ تنشرُ السّلامَ
تسكبُ على جرحِ الغدِ
بضعَ قطراتٍ من بلسمٍ

برودةُ المكانِ تدفعُ
نحو كبوةِ اللّفظِ
يتبعثرُ مطلعُ القصيدةِ
مهما تشبثَ بأوزانِ الوعدِ المكنونِ
كلُّ المجازاتِ هنا
تضيعُ في الحُقنِ
وأنابيبِ هواءٍ انهزمتْ دائمًا
أمام عودةٍ مستحيلةٍ
لصخبِ الأبجدياتِ
لم يستطعْ مطرُ الشِّعرِ
أن يغسلَ القلبَ المُنهكَ
من سمومِ الهشاشةِ
وما تجرعَ من هزائمَ
في حقلِ الحكاياتِ الملغومِ
ولا تمكن من إيقادِ جذوةِ جسدٍ
انطفأتْ عند فورةِ البدءِ

ها أنا أعبرُ فوقَ أشلائي
نحو عرسٍ أُعدَّ سَلفًا
لي وحدي
سأكونُ العروسَ
في حفلِ تأبينٍ
تَمتشقُ فيه الأشجارُ شهقاتي
تنثرُ الطّيورُ ما أعددتُ من فطائرَ
في سنواتِ احتراقي
تلك كانت وصيتي
حين وقفتُ على حافةِ الهاويةِ
أُسلمُ العمرَ للغروبِ
تشبثتْ الأحلامُ بتلابيبي
أملًا في أن أنقلَ الخطوَ
نحو نجمٍ آخرٍ
يلمعُ رُغمًا عن السماءِ الجهماءِ
كانت الفرحةُ قد هَرِمتْ
لم يتمكن الانْتظارُ
من إخفاءِ تجاعيدِ الصّبرِ
ولا بلسمةِ جراحٍ
عصيةٍ على التّضميد

منذُ البدءِ
أدركتْ أني محكومةٌ بالغيابِ
وأن ثمة تواطؤًا
بين الماضي والحاضرِ
لإجهاضِ ابتسامةِ الفجرِ
كان عليَّ أن أحترمَ
قواعدَ اللُّعبةِ
لكني ..................
لم أَتمكنْ من سَرجِ اللامبالاة
فقد كانت اللاجدوى تمتطيني
تُحركُ اللجام ..َ
ذاتَ ليت ...و ذاتَ لو ...
حتى تهاوتْ الأوصالُ
وأُهدرتْ الأحلامُ

القسوةُ لا تهرمُ بسرعةٍ
هي قادرةٌ على الوقوفِ
بوجهِ الأنباء
وما خطتْ الأيادي الشّرسةُ
على جدرانِ التّرقبِ
من أمورٍ نافلةٍ
وأنا المسكونةُ بالحبِّ
أوهموني أن الدفءَ
يذيبُ الصّقيعّ
يصونُ الأملَ
إلى أن يغادرَ الأزمنةَ الباردةَ
كانت تلك حكاياتُ جدتي
وهي تمرّرُ أصابعَها الحانيةَ
بين خصلاتي
لم أدركْ أنها خدعةٌ
إلا حين وجدتني
أمثلُ أمامَ الميزانِ
لأفهمَ أخيرًا أن حدوثَ المعجزةِ
رهينٌ بثقلِ كفةٍ

على الشاطيء .....
ستَحكي الصّدفاتُ
عن غجريةٍ كانت تُمسّدُ الرّملَ
لتخدعَ العمرَ
تقرأَ الطّالعَ
لتدحرجَ الأيامَ
بعيدًا عن علاماتِ الاستفهام
وصيغِ شرطٍ
تَحولُ دونَ الخفقانِ
يتقلصُ البيانُ
عند المطلعِ الطّللي
يضيعُ خيطُ النّورِ
بين جوقةِ الكلماتِ
وقطعٍ مشغولةٍ بتشييعِ اللّحنِ
النّشازُ يعزفُ الخاتمةَ
كي أستطيعَ مغادرةَ النَّص
دون أن أتركَ للرّيحِ
رجفةَ الأماني المطفأةَ

هذي ملامحي
لا يخطئُها القدرُ
مهما توغلتْ داخلَ الأنابيبِ
ومهما أمعنَ الوجعُ
في غنائه المنقوعِ
في ماءِ النّشيدِ
يلمعُ الموتُ في عيونِ الحكيمِ
يرسمُ ذهولَه على الجدرانِ
تاريخُ انسحاب





18


غروب مضمخ بالأنين


من يعتلي عرش جنوني
بعد انتهاء ثورة العبث
يقايض سوط الصبر
بمشنقة انطلاق
أختزل بها طريقي
نحو العتمة ..
فبعض العتمة وجود
وكثير من النور عدم ؟!

من يفتح دوائر الصمت
ليحط السحاب رحاله
على ارتعاش نخلة منفية خارج الفصول
يقلم براثن المرارة
لتلتقط القصيدة
بعض أنفاس عن بعد
يطرد خفافيش الظلام
من مملكة الشعر
لتفرد الأبجدية أجنحتها
قبل أن يستبيح النشاز
مدائن البلاغة ؟


من أشعل كأس الحنين
جمرا وضيئا
حتى صار الارتواء رمادا
وصارت الحكاية مسخا ؟
كيف أخذت الريح
كل الشوق
وما نسجنا من أحلام
في ليالي الأرق
لنموت ببطء
في جذل الكذب المراق ؟

وما الذي سوف تخلفه أسرارنا
المنسربة من بين التناهيد
في الممرات الضيقة
لكواكب النار ؟


هاهو النحيب يغتصب
الظلال في مكمنها
يغتال الابتسامات
في زوايا ارتباكها

كانت الهفوة الأولى
حين انتشى الليل
بضحكة مخذولة في غبطتها
انهدت أشرعتها
على زجاج مرآة مخادعة
أشعلت أنوارا براقة
أفسدت عرس اللقاء
فشاخ الدم في العروق
جفت آخر قطرة
قد تروي الحنين النابت
في صحراء الذاكرة
وتحيي الشوق الذي مات
بين الجمل الباردة


شفق هذا اليوم فاتر
لا تستجيب له النجوى
ولا ترد صداه صهوة الأفق
النداء مصلوب في المدى
عبير الأمس
تجمد على أجنحة السراب
أزهار النرجس
ما عادت تشعل شهية القصيد
ولا هي قادرة على
أن توقد صقيع الإلهام
ليتورد الشعر
في حقول الهيام
حتى الطريق التي كانت تعبرني
وهي تضج بسمفونيات الحنين
لم يكتمل قمرها
رغم استدارته الموقدة
ولم تعترش في دجاها
مسافات توهان امتطيناها
ونحن ننسج للخطو نجمات
لم ننتبه متى ضاع منا
ذاك التيه المشتهى
ولحظات الشجو التي
فتحت لنا فسحة
في شراع الأمل ؟

الغروب مضمخ بالأنين
اللحن ينزف في الخواء
عيون الحلم تمتطي الهزيع الأخير
من أنشودة الثمالة
التي غيبتني طويلا
في غبار الكلام !



19

لا تعتذر إلا للحب ..!

بين صحوةٍ وإغفاءةٍ
غيمةٌ تُغالبُ الرّيحَ
رُغم ما هي مثقلةٌ به
من شذا الحنينِ
ما الذي يفضل الآن
بعد رحيلِ الشّمس
انكفاءُ السنابل ؟
حمرةُ الشفق
تناغي خفقةً متعبةً
تغيظُ هدوءًا
كم تعوزُه المداعبةُ

وأنا على جسرِ الرّحيلِ
أنتظرُ مرورَ الأشعةِ
لأصوغَ جدائلَ
لصبحٍ معتمٍ حزينٍ
هي منافسةٌ غيرُ مشروعةٍ
بين الشروقِ والغروبِ
لن تكونَ في صالحي
مهما أربكتْ خيوطَ الفجرِ
أشعار العشقِ

مرّ الربيعُ بأمسياتِه الضّاحكةِ
خلفَ قلبي جناحًا مكسورًا
لا يقوى على الطيرِ
ومغادرةِ الهضبةِ العليلةِ
فكيف اَهرب من ذهولي
لأرسمَ حدًّا فاصلا
بين البدايةِ
وتلك العودةِ المهزومة؟
كيف أحبّرُ وجهَ المحال ؟
أضبطُ الخافقَ على الصّبرِ
وابتلاعِ السّيلِ المملحِ
لأشيّدَ القوافي
بصورٍ بليغةٍ تستدرجُ الجفا
نحو اخضرارِ الرجفةِ ؟
كيف أهجو الجسدَ المتعبَ
داخل صدفةِ العشقِ الآسرة ؟


تهشمت المسافاتُ
على صخرِ المدِّ
تهالك الوقتُ
عند أقدامِ إشارةٍ
أضرمتْها نظرةٌ سافرةٌ
قصائدُ الوهمِ
قرابينُ سريةٌ
تشرعُ الأبوابَ على مصراعيها
للخضوعِ والزُّلفى
فيتبرعمُ القلقُ والأرقُ
ليغذي فياريسَ اللاجدوى
ويهزمَ صرحَ الممانعة

كيف أدخلُ هجعتي
و مساءاتُ الأمسِ
تقضُّ مضجعي ؟
تكسرُ خواء توحدي
تنثرُ في حلكةِ الصّمتِ
قصائدَ تأبى إلا أن تشجَّ
رأسَ ابتهالي

يا كلُّ صمتي ...
ويا وجع الكلمات ....
ما الذي انتزعَ الرّوحَ
من مواويلنا الأبديةِ
جعلَ قافلةَ الموتِ
تقطعُ خيوطَ الشّمسِ
تصلبُ النّهارَ
عندَ متاهاتِ الليل ؟

سأصعدُ النّهرَ
حتى نبعَ الينابيع
أغطّسني في حوضِ الفرحِ
كي لا أنتهي كما الغرباءِ
على قارعةِ أبجدياتٍ
ما عادتْ تصلحُ بوصلةً
لتلمسِ طرقِ النجاةِ
بين طُفيلياتِ الأفكارِ الخائبةِ
معابرِ الاستفهام
وعلاماتِ الزّجر المنتصبة

ينبغي ..
أن نعتذرَ للحبِّ
للإنسانِ الذي يتداعَى فينا
لشآبيب العشقِ التي
اغتالَها البرودُ ..
الجحودُ ..
الكفرُ ببعضِ ما كان عليه الأولون !










20


تعويذة لفرحة مؤجلة


لو ينحني شجر الحلم قليلا
كما الظل على الجدار
كما حبات الهواء
في صمتك الرهيب
... لأختبيء من عيون السؤال
من النفس المتقطع
على أبواب الشفاه
لأحملك لغزا مفتوحا على آخره
يكشف مدى فشلي
في استيعاب ما يقذفه الغموض
من شظايا النار المتقدة
في جب أمس غاب
في تنهدات الشراشف البيضاء
في أرق الليالي ...
ظلام الغمام
ما تبقى من الرؤى
على قارعة الشحوب
ها أنا الآن ...وأنقاض الانتظار المهزوم
بصمة ...على شاطيء مهجور
عيناي محطة لعودة
قد تكون ....وقد لا تكون
وحده السراب هنا
دليل العتمات المفتوحة
على مصراعيها
لريح الهواجس المسترسلة


مازالت دمعاتي
تمشط جدائل الذكريات القادمة
تنسجها شموسا بحجم العيون
تعويذة لفرحة مؤجلة
غرست منذ الولادة
في مهد الأمنيات
هكذا أمشي كما لو أنني
أرتدي جبال الذهول
موثوقة بخيوط الحلم
إلى جذع التمني الذي
لا يهتز ...
أجمع أخبار الصمت
في شوارع عمر بلا سنوات
أستشرف غدا
لا يأتي
أو ربما تاه
حلق تنهيدة
لم تعد تجدي
أمشي دون عناء
تحت السهر
تقودني عيون الأرق
المتآمر مع الوقت
كيف أدخل مغارة اللامبالاة
واللا جدوى تفرض الحصار ؟


لم تحدثني أمي يوما
عن وباء النسيان
حين ينتهز القلب
كومضة برق
تخترق الذكرى
دون استئذان


على الطرف الآخر ...
....الآن
دمعات تحصي الأنفاس
ودقات الفرح الغائب
فتنزف العيون احمرارا
كشفق ذبيح
ينسج المساءات
أشواقا غارقة
في أدغال الحزن

أحارب كثيرا
ضد نفسي ...
ضد ما كان
ما تمنيت دائما أن يكون
كل شيء انتهى على عجل
رهافة الإحساس
مضاجعة الوهم
الذي يطرب للصدى
عيون الماء التي
غنت الشعر
على مسرح الفوضى
حتى غدوت زهرة برية
ذابت في هجير العشق


أنا اليوم
انحني على ضعفي
التهم سلاميات مواجعي
أصوب فيالقي نحو
صوت غائم
لم يتمكن من قصم ظهر المسافات
هل لي أن افهم
كيف تنفى الأحلام
في الوسادة
كيف أتكسر كما الظل
في خيال العابرين ؟
كيف أسبح في دخان احتراقي
حتى آخر معنى للصبر؟
وكيف أتزمل في أعماق بئر..
الحواس المقلوبة
لتمر الأوهام دون وصاية
يصير المرهف ..
اختراعا جديدا للنفي ..
وتصويبا لطلقات تغتال
ما تبقى من سويعات
لم أحتسبها يوما من العمر ؟!















فهرس الكتاب
م عنوان القصيدة الصفحة
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
اهداء
انفلات الريح
شجرة الحنين
في محراب عينيك
ولادات كاذبة
غناء الفجر
في الأفق ثمة ضوء
طقوس ارتواء
زهرة النار
الغد المنظور
صهيل الصمت
جرح الخاصرة
ترنيمة حزن
ركض على امتداد الأفق
صحوة غادرة
مشهد بابلي
خبز .. وبضع قوارير
رجفة الأماني المطفأة
غروب مضمخ بالأنين
لا تعتذر إلا للحب
تعويذة لفرحة مؤجلة



الشاعرة
مالكة حبرشيد

من مواليد مدينة خنيفرة ...
الواقعة بين جبال الأطلس المتوسط...........
بالمملكة المغربية
تخرجت تخرجت من مدرسة تكوين الأساتذة بطنجة
و تعمل مدرسة بمدينة خنيفرة ..
كان حبها للأدب و الشعر منذ نشأتها
و لكن عملها التربوي لم يسمح بشريك له .
و هاهي تقتنص منه بعض لحظات أو لنقل ساعات
لتكون مع حبها الكبير : الشعر و القصة
( زهرة النار ) باكورة أعمالها
تحت الطبع
) سيف النهار ( مجموعة قصصية
( بين الجليد و الرماد ) ديوان نثري
وتظل الرواية أجمل الأحلام
التي تأمل أن يتحقق !



دار الإسلام للطباعة و النشر بالمنصورة جمهورية مصر العربيه








  رد مع اقتباس
/
قديم 14-10-2012, 11:18 PM رقم المشاركة : 108
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع



من قص جدائل الفرح
أضاع قبلتي
شطر العذاب....ولاني ؟
من دحرج عمري
نحو سفح الضياع
حتى شاخت الأماني في الزوايا
ضاع الأمل بين الوهن والامتداد؟

من يفك حزمة لغزي للريح
تطاير انكساراتي
بعض ضيمي
لألبس طينتي
دون محاليل ؟
أرتدي إحساسي دون ارتباك؟
أنتعل التمرد وقد صار
بحجم قدمي
كي ما أتعثر عند كل خطوة
لأجدني في هوة استكانة؟

أخاتل الغيبوبة
بعض هنيهات ...أختلس
أغسل فناجين موت
جفت الابتهالات
عند قعرها
أعاود تلميعها
لأسكب بعض قطرات حياة
ارتشفتها من حروف
عابرة للأثير
أنهكها الانتظار
على حد القلم
وهي ترقب ما جادت به
قريحة الأمس
لتنثره على الآفاق عنوانا

أخبرتني أمي ذات حلم
أن الحناء تبعث الروح
في الشرايين الباردة
فغطستني في حوضها
حتى الغرق
كانت تلك آخر هلوساتي
قبل أن أغتال جذوة الجسد
وتحملني عاصفة النار
إلى حيث النهايات العميقة
تنجب انهيارا عند كل قيام

صار الجرح أكبر من حجم الجسد
احتل الرحيل كل مسافات الحضور
جمع الدمع كل ما يلزمه من يباس
كيما يبلل محراب الغياب
فللمنابر قدسيتها
والدمع بعض من رجس
حين يمتزج بالوجع المعتق

حملوني على أعناق التعب
تجاعيد الألم
توزع تمر العزاء
رغيف الارتياح
على صغار الحزن
القابعين في ثقوب الصمت
وعواجز الأبجدية
الذين ما عادوا قادرين
على الزحف خلف نعش القصيد
تساقطت النقاط
عند أقدام المكاتيب
خارت قواها عند أول تكبيرة
ثمة غصة تقف في حلق النواح
تحول دون انطلاق مواويل
أعددتها لأزفني عروسا
نحو آخر نجم هوى

تتشابه الملامح لحظة الذبح
مذاق الدمع يختلف
كما ألوانه تختلف
ما عدت اذكر من اخبرني
أن دمع الفرح يورد الخدود
فيما دمع الوجع يجعلها أخدودا ؟

هنا حيث الشواهد
تحفظ الأسماء
تعبث الريح بما نظمت من قواف
رياحين...تنثرها
على جموع الصمت
المتقرفصة حولي
لا فرق بين الابتسامات
الموزعة في دهاليز الموت
الصادقة منها كالمزيفة
ولا فرق بين عبارات التبريك
إلا بالتقوى
وحدها شجرة الزيتون
الواقفة على جبهة الغد
تميزني عن أعشاب نمت
هنا .....وهناك
غطت عناوين الجذور
جعلتني أفقد أثرا
يقود نحو امتدادي

كلما نظرت إلى كفي
تفجر بركان احتراقي
أقول =هي بعض رؤى مغرضة
تبعدني عن يقين
قد يكون فيه خلاصي
كلما وزع الغروب
ابتسامات الرضا
نقش حروف اسمي
على أفق الغياب
مذ أعلنت تبعيتي
إلى يهوذا
لأحمل الذئب وزر أخي
وأغسل وجه الغدر
بعطر الوفاء
أضيع آثار الموت
لأبعد الشبهة
عن العيون المستشرسة
المتربصة بالطعن
في كل آن.....
أعطوني بعضا من عمري
وأنا أجعل الحياة تطلع من البئر
أبريء أخوتي من دمي
ومن بكارة الزهر
التي افتضها القهر
عند سفح الرضا

سأنجلي.....
كما الأهلة خلف السحاب
لابد لدائرة الاحتمال أن تنغلق
ولابد أن أستوي
في تراب الوهم العذب
الذي أرهقني حتى آخر العمر






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-10-2012, 11:20 PM رقم المشاركة : 109
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

والشعر ....
وقصائد سبع
هل في اللغة حرف
يبارك وجه انتظاري
يخفف حمى احتضاري
يرشد البدايات الضريرة
نحو نهايات مبصرة ؟

يا عيونا تبارك حلمي المبتور
فكي أنشوطة الوقت
يطلع العمر صبيا
من بئر العجز
من أرصفة الشرود يلملمني
فارسا .. يحملني على ظهر الموج
لنحلق ..
وسامقات النجوم
هناك نغزل البسمات
شعرا ...نثرا...غزلا
يدفيء رعشة الصمت

هل في ذلك أمل
لذي عشق ؟
ألم تر كيف الجنون
يحرر القلب من قيود
المدى المحاصر المجبول
يبعث الروح في أشلاء
داستها الأوجاع
لتنهض بنفسجا
على شفتيه ؟!
تركض الأيام
بين عطوره
تقافز الأحلام
حينها .. سأرقص
غجرية حافية
تنثر جدائلها نورا
كانفجار البرق
تحاور عتمة الليالي
ليصير حائط المبكى
شعرا تجود به..
قريحة الحنين
بعدما داعبها بساط الريح
لتدرك أن الشوق ما ودعها
ولا الخفقان قلاها
إنما هي عاصفة شجن
لا شرقية ولا غربية
أخرجت الحقول من فرحتها
تعجلت لحظة الوضع
فلفظت أثقالها
قبل المخاض ببدرين
هو جنين ابن سبع
ما استوفى بعد ارتعاشات النزق
لكن الملامح ارتسمت
وعيون الحياة استوت
ليخرج بدرا ينير دهاليز الأنواء






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-10-2012, 11:21 PM رقم المشاركة : 110
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

كلنا راشدون .. مع وقف التنفيذ
كبيرنا قاصر.. بلا شوارب
على الصدر تميمة
تقلع عيون الراصدين
تفشل كيد أمهات الحيل

صغيرنا ...لا يقوى على دخول دورة المياه
بعد منتصف الليل ...
إلا بمرافقة أمه
أحلامنا محصورة
بين عطر الكريستال ....وعطر الفودكا
وإذا تسامقت الأماني..
بلغ الحلم شطآن المكسيك
ليتحرش بجميلات المسلسلات
ووسامة أشباه الرجال

لا فرق بين هدير البحر
ولهاث الغاب
كلها أصوات تستدرج الارتباك نحو أعماق التراب
حيث تتشابك الجذور ....
في ثمالة تامة
لا فرق بين لحية ...ونيو لوك
إلا بما ملكت الأيمان

المنابر تناغي خشبات الغناء
يرتفع النداء على امتداد شطآن
زواج المتعة.. زواج المسيار
تنفتح الكواكب على مصراعيها
لتتأبط المحارم الذراع
في العيون وقاحة
على الملمح ابتسامة
سنت قوانين حداثية على أفق الانفتاح

دخلنا الألفية الثالثة
نتوشح الغفلة
على الجبين وسام سذاجة
بين الأرجل حكايا أمنا الغولة
كنا صغارا ..
ننام على صوتها
كبرنا .. ومازالت ملامحها كما هي
لا تشيخ
تلازمنا في الصحو والنوم
توزع الرعب ذات الزقاق ..
ذات الرصيف
على وقع أقدامها .....
يقف الغياب حاملا لافتات التعجب :
إعلانات معجون الأسنان
كيف يفطر الأطفال باللبن
هلالية محشوة باللوز
كي تقوى العضلات
ويترهل الفكر
لا أحد يسأل : أين الحنطة
كي نحشو اللوز
فربما يكون في ذلك عبرة
للنائمين على إسفنج الصمت

في الجهة المرآة
ابتسامات عريضة تعزف أناشيد الخضوع
المحافظات كعبة الضائعين
الضالعين في اللغو
ونظم الكلام الموزون
من أجل رقصة خالدة ...
لا يجيدها إلا الراسخون في التسكع
بالليل تحضر الكوابيس من كل صوب
تطلع من كل فج عميق
حاملة أسرار الغد
ما اعتقل سيل الماء عند النبع
وما جعل الطيور تفقد قدرتها على الحب
لتجد نفسها عند أقدام الظلام
تنهشها ذئاب للريح ..
لا ملامح ولا لون ولا رائحة لها
تسكن الهواء كما مجاري المياه
تعود جذورها إلى عفاريت الأنهار
التي كان الأجداد بارعين في قصها
حتى ركبت صهواتنا
احتلت شرايين الارض

لو عرفنا المسافة الفاصلة بين النار والرماد
بين البحر والرمل
لأدركنا الفرق بين الاستنجاء والاستمناء
هو حرف واحد
يجعل الدم يغير دورته
من بؤرة النجاسة ...
نحو محور الحياة
والعكس فصيح ....
فأي الاتجاهين يشد عضد الوعي
ليغادر عنفوان السبي






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-10-2012, 11:30 PM رقم المشاركة : 111
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

اعلنت حبي ........فاعلن توبتك

سأتحرّشُ بالأبجديةِ
أُداعبُ رموزَها ...نِقاطَها
علّها تَفُكُّ لُغزَ الأمسِ
تكشفُ غُموضَ الغدِ
لأروي قلبًا بين ظهرانيك تَشرْنَقَ
من يُعْتقُه من هُيامِهِ
وقد حَمَلَهُ الشّعرُ الزُّلالُ
نحو أعالي الأشواقِ
يُناغي صدفاتِ الْعشقِ
على شطئان الرّيحِ
مفكّكًا أوردةَ الوجعِ
كاسرًا تجلُّداتِ المللِ
على قفا زمنٍ مارقٍ
قدمتُ فيه العمرَ
عُربونَ وصالٍ
فنما الدَّمعُ ألسنةَ لهبٍ
تَحُولُ دونَ انطلاقِ لحظاتٍ
نال منها الجليد !

الْبكاءُ على الأطلالِ
ما عادَ يُجدِي
و ليلُ الْبحرِ يتقلّصُ
باسطًا وجهَ السّماءِ للونٍ شريدٍ
يُموْسِقُ خُلخالَ الأُنُوثةِ
عندَ برزخِ احتراقٍ
موشومٍ على جبينِ
الهنا ... والهناك ..
يُشرقُ عُنفوانُه على امتدادِ
بلادِ القوافي التي آوتْنِي
حين ذَرَّ الماضي الرمادَ
في عيونِ الصّبرِ..
فقدَ القلبُ بوصلةَ الرّحيلِ
فَارتقَى عرشَ الْجراحِ

هي حُروفٌ رَمتني بنظرةٍ
أَنعشتْ غَضَّ الْمُحالِ
تماهَى الفؤادُ ...
مع مُزنِ النّوىَ ....عطاءً
يُغذِي جُوعَ السّنينِ الْعجافِ

بينَ امتدادِك ...وعُيوني
قنديلٌ يُضيء دوائرَ الْحزنِ
في زهوٍ يُراقِصُ دَمَعاتي
يُدثّرُ تعبي ...
بقوافٍ نَظَمَها الألمُ
على صفحةِ احتراقٍ
نمتْ غاباتُ حنينٍ
غيطانُ فرحٍ
اِسْتَدْرَجَتنا روائحُها
نحو الزّبدِ الْمُباحِ
غَذى الشّوقُ رياحينَ
تُوزعُ عِطرَها
ذاتَ اللهفةِ ..وذاتَ الحنينِ
يَتقافزُ الْوجعُ دفقًا
حُلُمًا قُزحيًّا
يُضفِي على ملمحِ الْغروبِ
زيناتٍ وألوانًا

الْغيابُ خَمرُ الْعشقِ الْمعتّقِ
يُرقّصُ اللهفةَ على الشّرفاتِ
كلما امتصتِ الْجدرانُ..
غضبَ النَّهارِ ..
عزفَ الّليلُ سِمفُونيةَ الْهدوءِ
امتثلتْ حَنجَرتي
فوقَ محرابِ الْغسقِ
تُناديك...تُناجيك =
خُذْنِي إليك من تِيهي
تكادُ عباءةُ الصّمتِ تُخْفِيني
خُذني قلبًا يُداعِبُه بِساطُ الرِّيحِ
فيغدو سِربًا من نِساءٍ
يَزفّكَ نحو أعْمَاقي
يُحلُّ سَفكَ حنيني
على عَتبةِ الْقصيدِ
فكَّ قيودَ الْقوافي
فقد أَعلنتُ حُبِّي
فأَعلنْ توبتَكَ
عندَ شهقةِ رضاي

كلُّ المجازاتِ هنا
تُسهِمُ في امتدادِ دمي
لأبلغَ رُبَاك
قبلَ اغتيالِ الياسمينِ
خُذني إليكَ
ضمدْ الزَّمنَ
الْمجروحَ
الْمشروخَ
الْممشوقَ
الْمشنوقَ
قُضّْ الْغيابَ من قُبلٍ
ومن دُبرٍ
قبلَ أن يَكْسَر مواويلنا
لحنٌ نشازٌ
دعنا نغتسلُ بعاصفةِ
المدى الذي اخْضرّ
حين تَفتّحَ الشّعرُ
براعمَ حُبٍّ
في أعالي الْفجرِ !






  رد مع اقتباس
/
قديم 14-10-2012, 11:32 PM رقم المشاركة : 112
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

انتظرت طويلا
كي يأخذ الزمن مكانه
ويأخذ المكان زمنه
لتتقارب القارات
ونحتفل بعيد ميلاد الحياة
لكن بركانا انبثق من عمق الجحود
قطع أوصال الكون
بتر السواعد الممتدة
بعثر الجثث على الشطآن
حتى فقدت الأشلاء انتماءها
وأخذ النزيف مجراه
أسفل الذاكرة المنسية

النهار قد يكفي كل البلاد
حين تصير الشمس خيمة
مفتوحة على كل الجهات
مشدودة إلى أوتاد
ترسم حدود الكون
الأحلام قد تنبت لها جدائل
نرقع من نسيجها
ما تمزق من غشاء الشمس
كلما أمعن السكوت في الشد

سيغار الظلام من النور
وقد يضاجع اللهيب
لينجب المزيد من الرماد


النجوم صغار الشمس المشردون
الذين تخلى عنهم النهار
فظلوا تائهين في دهاليز المحال
كلما وقفوا على هضبة العصيان
اتسعت رقعة الموت
إنهم يختبئون تحت قفى الظهيرة
يسرقون الوقت
خلسة من جنود الزمن
يختلسون الشبع
من بطون الجشع
لتشتد سواعدهم
قبل انفلات النار
لا يريدون الإسراف في الكآبة
ولا يرضيهم الغناء
على مسارح العجز
تلك أمانيهم
لن يذروها في المدى
ولن يسمحوا للأعشاب
المسمومة...الممسوسة
أن ترفل في حقول الأماني
ولا أن تسوس بذور الآتي
الذي سيمضي بنا بعيدا
عن الأغاني التي فقدت دمها
وعن البحر الذي ترتج فيه الوجوه
خوفا ...ذعرا ...تملقا ..
مداهنة ...مهادنة ...
وأحيانا كثيرة ...تواطئا ...ومخادعة

صغار الشمس اليوم قادرون
على تغيير مجرى الخطو
ليصبح الوقت ملك المكان
ويغدو المكان ملك الزمان
قادرون على تبديد شكل المتاهة
كسر ضراوتها المفتعلة
ورسم خرائط ابتسامة
لا تغادر وجه الأفق






  رد مع اقتباس
/
قديم 17-10-2012, 08:48 PM رقم المشاركة : 113
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع



ومضة من حريق
احتمي في برد الوسادة
انتهت ليالي الحلم المستعارة
مثل خيط شمس
أطفأته غيمة شاردة
الكؤوس ملئى بالشجن
النوافذ والابواب
انتحلت الصمت
الضوء غاب خلف السياج
وحده هديل الحزن
يملأ المكان
وظنون موجعة
تراود القمر المنتشي
بظلال أبدية
ها أنا أبذر خفقة القلب
في بيدر الحريق
كانما مرت عقود
على جلسة الحب الأخيرة
اقتلع الجفا
أشجار الحلم الوارفة
كسر أغصان الأغنيات
خنق بحة الحنين
لا طعم للشعر المثار كما النقع
لا لذة لسمفونيات المساء
سقط اللحن
تبعثرت النوتات
نثارا مريرا
بحلق المدى
الأفق صفحة بكماء
الرحيل يعزف تغريده المر
نبض السبحات يتوقف ببطء
في زوايا اليقظة
تفر المسافات
قبل ان يهاجم الشوق
هجرتها القاسية

سأدخل هجعتي
أقتات الصمت
كي ينمو سكوتي
لن أداعب الظلام
بأغنيات لا تلامس
قلب الليل
ولا تهز نبض الفراغ
ليتمايل عل ايقاع
قيثارتي المكسورة
لن الون الصبح
بدمعي الاخضر
كيما يغار الربيع
فيعدل عن عبور حقول
شتلت فيها الحلم
سقيته عذب الارق
سيجته بامنيات شامخات
على اغصانه علقت تمائما
تحركها الريح
على امتداد الحنين
فيغمر الشوق كل الجهات
لعينيك....كان احتراقي
على زجاج الدمع كان رقصي
وعلى عتباتك كان احتضاري
فلملم ما مضى من ضحكاتي
وكل الآتي من ابتهالاتي
أقم حفل تأبين
يليق برحيل القصيد
زين ابراج الامس
بابتسامات اللقاء
ارتباكات الخجل
وارتعاشات الانامل
حين كنا على عطر الياسمين
ننظم الشعر
وعلى هدير البحر
نرتقي حبل الصعود
نحو شامخات الوجد

الآن ....سأتوضأ بالبرق
أبسمل في سكون الليل
لترتاح احلامنا الثكلى
سادعو الله
أن يتغمد ما نثرنا من قصائد
بالرحمة الواسعة
ويمنحه الشفق مثوى
ان ضاقت الصدور
وعزالسكن في الفؤاد






  رد مع اقتباس
/
قديم 17-10-2012, 08:49 PM رقم المشاركة : 114
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

تطل الطفولة رعشة
مهربة من متاع مرحلة مصادرة
دمعة مندورة لحلم ممتد
وشم ناري يعبر جبل العمر
حتى آخر المتاه
يمنح الملامح التي اعتلاها الرماد
نورا يوقظ الاغاني من سباتها
يرقص الاسارير على جسر امل
معترش على خضرة الابتسامة
يخرج الفرح من قباب العبوس
نافضا غبار الانزواء
ممتلئا بأهازيج الحياة
حتى إشعار اخر

يولد الحب من نقاط الحروف
ترتسم قسماته
شجنا على شاشة الأفق
مع بزوغ الشوق
تفتح سنابل الحنين خيوطها
نداء نحو الضفة الاخرى
هدير الاحتراق يتسع جسدا
يحتسي دفء الكلمات
يسكر من همهمات الاثير
المحملة بأنفاس الشجو
المغمورة بحرقة الغياب
وما أيقظ الحضور السري
في الروح من أسفار الوجد
وأناشيد الغزل المنبثقة
كصدر قصيدة تحتويني
ترويني حليب النأي
ثم تعبرني لتسكن السراب
وأبقى أنا هنا صهوة للانتظار
هدية للعطش المحال

هي لهفة تمتطيني
تجعل الرجفة تلمع في عيون الصمت
تغدو شهقة عاتية
تناغي عشب المفردات
تغسل عتمة الحاضر
وما اثقل الجسد المخذول
من خيبات

لا ارغب في صمت
يخنق صوت الحنين
حين يرتفع على ضفاف
احلام لا حدود لها
ولا ان يطفيء جدوة الشعر
حين تشتعل لتضيء
بلهيبها طريقا يفضي
الى نبع الحياة






  رد مع اقتباس
/
قديم 17-10-2012, 08:51 PM رقم المشاركة : 115
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

بين التراب وكواكب النار
كان تحليقها
فردت أجنحتها للريح
قالت : هيت لك
كانت هيت للريح هي الانطلاقة
بعدها وصلت محطة الانكسار
يالسرعة ذاتها ..
الوصول إلى نقطة الانهزام
حين نمتطي فرس الوهم البرية

بين التحليق ....والسقوط
مسافات ضاع فيها كل شيء جميل
من وضاءة الفجر ...
إلى رذيلة الليل
من رجاحة الرؤيا ...
إلى فوضى الحواس

تطهير الشعر
يحتاج تشذيب النفوس ...
غسل الكلمات ...
تزميل الحروف
ليعود كل شيء إلى نظامه الأول
حين نزرع الورد في حقل الألغام ....
يجب ألا نفاجأ بالأيام العجاف
بالنهب المنتظم
يمارس على أرهف منطقة فينا
حين ينصب الليل خيمته الدكناء ....
تضيع كل الألوان في حلكته
يرتبك النور ...
يتنازل عن عرشه للظلمة المشتهاة ...
مع الخيبة ....نتكيف
تصبح الأقنعة نحن ....
وتعلن الحقيقة العصيان
وذاك ما كان

لما رسمت الوجوه على شاشة السراب
نفخت فيها من أحلام الماضي
وما تيسر من عذب الآتي
ساقتها بوصلة الهذيان
إلى حدود الخطيئة
لم تنتبه إلى أن جسور العودة
قد انهدت
وما من وسيلة للرجوع ....

غيمة الأفكار السامة
ترويها كل ليلة قطرة
حتى اشتعل الجسد
صار كتلة جمر
تحرق أغصان الماضي المتدلية حول رقبتها

هل هي وحيدة هنا ؟
أم أن لها إخوة في المصاب ؟
هنا إخوة يوسف ...
حاصروها بسلاح خفي
يجيد انتزاع الروح
يفرغ الإحساس من معناه ...
ويجعل فعل الموت حبا لا يطاق .






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2012, 03:57 PM رقم المشاركة : 116
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

كيخوت ...
بصيغة الماضي مازلت تحكي
أو صار الحاضر لقيطا ؟
ترفض الاعتراف ..
بانتمائه
امسك ألواحك التاريخية
اقرأ على مسمع الغضب
أغنية الرصاص
وتمهل ...
تهمل ...قليلا
حين تبلغ جمل الشرط
كي لا تعاني وخز الضمير
وأنت ترى الكتب التي
ألقيت فيها من روحك
اصفرت
بهتت جذوتها في قعر التاريخ

كيخوت ...
من تختار
من بني الألفية الثالثة
كي يقوم بدورة العصيان
ضد سمندل الوحول
ضد الآلهة المنحرفة
قوانين الفسق
ما يضيق به الخواء
خلف الكتف الأيسر لآمون ؟
من تختار ...
ليقتل الصرخة المدوية
التي تملكت الأجساد ؟
وكيف تعثر على معنى النواح
في زمن اللا معنى ؟


إني رأيت ..
في منامي فتية
قبضت أيديهم حبة الحنطة
كسروا الغيم الأسود
تسللوا من فوق أسوار المداعبة
نحو ساحات الخنق
يحملون الشمس في أكفهم
وبعض نور .. لنجم توارى
حين أغلقت النزوات
على الثلج والحمم
وسمرت تلك العاهرة على
صليب الماضي
ما قبلت توبتها
وهي تتجه نحو السماء
طالبة الرحمة
ما صدقوها حين قالت :
إني رأيت الجحيم
و الحق مما تحكمون براء
فأعيدوا إلي لساني
بكل لغاته الضائعة
بنقمته العاصية
لأجردني من جلد الأفعى
أتخلص من نعاب البوم
فقد تقيأت كل ما أكلت
من خبز المآتم
وقطعت عهدا على نفسي
أن أطلق العنان لهذياني
و أجترح في ذاتي جبلة أخرى
تعيد تكويني !

كيخوت ....
تحتاج إلى ترداد شهادتك المشبوهة
لتغتسل من احتقارك
واحتقارهم
من انهزامك وانهزامهم
هذا زمن الجهر
بما تسر الأنفس
ليشتبك الكلام بالأرواح
نترفع عن الصغائر
قبل أن ننثر على القصائد
أصواتنا النبوية التي
طالما خدعت
هذا الكوكب المنطفئ
على العبث

كيخوت ........
: ما رأيك لو نستطلع طوالع الانكسار
علنا نعثر على بذور الهزيمة
فنستأصلها...
قبلما تنبت للكراسي براعم
يطلع الوحي من مأدبة اللئام
ويعلو الصدأ أعمدة العصيان ؟

انتبه إلي ظله المنهك على الجدار
دنا منه : أقلت شيئا ؟
همهم في ارتباك
امتطى قصبة واتجه نحو الميدان
حيث نضجت الجلود في انتظار من يسلخها !






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2012, 04:00 PM رقم المشاركة : 117
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

اليوم أدركت ..
أن أحبك وحدها .. لا تكفي لكتابة أسطورة :
عن الرجولة والأنوثة ..
رهافة النبض ..
ارتباك النظرات في سماء احتراق
ممهور بالانتشاء
لأكون شهرزاد وأنت شهريار !

من عمق شرياني الذي لم تدنسه الرغبات
أستنطق حكايات تشد وثاق الخوف
أشق لها طريقا
ليتنفس الفجر مرة أخرى
بعيدا عن المقصلة

أدركت أن الحروف مهما امتدت
تدلت
اختلفت
تنوعت
لا تجيد مداعبة الشوارب
دغدغة الاحتمال المنتفض
في أعمق منطقة فينا
أدركت انه مهما تضافرت الأبجديات
لترسم تلك القصيدة المعجزة
لن تأخذنا إلى أرض الشعر
حيث يدفن الارتباك تحت الثدي

كل الجهات صارت مفتوحة على مصراعيها
الجنون يعتلي عرش الفوضى
يهدد بانقراض العفاف
انتهاء صلاحية المعلقات السبع
عند أبواب كواكب النار
التي حشدت كل فاحش
من قصائد أبي نواس
إلى تنظيم الابتذال
ومنهجة الاحتقان

لا أرغب في انزواء يحملني نحو وادي الموت
لا يشدني وجه القمر
وقد نحت على وجه القذارة
يلزمني الكثير من النسيان
من اللامبالاة ....
والكثير من الغضب
كي أستقر على أرض تهجع فيها مدافن البراءة
بعدما اغتصبتها الذئاب
وفقا لشريعة الافتراض
على ضوء النار المقدسة
مباركة من النبض العقيم

سر الخراب غلق السماوات
ها نحن نستلذ الصعود ..
في إدراك الجحيم
على الظهور صرر خيبات
ماذا لو فكت الريح واحدة منها؟
من أين نحصل على شهقة هواء نقي؟
يبدو أن القهر سلبنا أجمل ما فينا
بعد عملية قيصرية
تم فيها استئصال الرحم
كي يتوقف العطاء
ويدخل الحب عصر المنفى

كلنا في حاجة إلى ترتيب حواسنا
ضبط إيقاع النبض الذي ..
يتمرغ كل ليلة ..
في مستنقع الرذيلة
نحتاج إلى ترميم شروخ الأرواح ..
بعيدا عن المرايا الكاذبة ..
الوجوه المحنطة على الزجاج ..
وأدعية الشفاء المطرزة بالورد الاصطناعي
نحتاج ثورة ضد مائدة اللؤم
التي أشبعت بطن التحلل
أطلقت العيون تطوف كل ليلة
حول كعبة الضياع
تقول للشيطان :
اشملنا بنارك
فنحن للطاغوت عابدون






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2012, 04:03 PM رقم المشاركة : 118
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

سأدخل هجعتي
أقتات الصمت
كي ينمو السكوت
لن أداعب الظلام
بأغنيات لا تلامس
قلب الليل
ولا تهز نبض الفراغ
ليتمايل عل إيقاع
قيثارتي المكسورة
لن ألون الصبح
بدمعي الأخضر
كيما يغار الربيع
فيعدل عن عبور حقول
شتلت فيها الحلم
سقيته عذب الأرق
سيجته بأمنيات شامخات
على أغصانه علقت تمائم
تحركها الريح
على امتداد الحنين
فيغمر الشوق كل الجهات

لعينيك....كان احتراقي
على زجاج الدمع
كان رقصي
وعلى عتباتك احتضاري
فلملم ما مضى من ضحكاتي
وكل الآتي من ابتهالاتي
أقم حفل تأبين
يليق برحيل القصيد
زين أبراج الأمس
بابتسامات اللقاء
ارتباكات الخجل
وارتعاشات الأنامل
حين كنا على عطر الياسمين
ننظم الشعر
وعلى هدير البحر
نرتقي حبل الصعود
نحو شامخات الوجد

الآن ....سأتوضأ بالبرق
أبسمل في سكون الليل
لترتاح أحلامنا الثكلى
سأدعو الله
أن يتغمد ما نثرنا من قصائد
بالرحمة الواسعة
ويمنحها الشفق مثوى
إن ضاقت الصدور
وعز السكن في الفؤاد






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2012, 04:05 PM رقم المشاركة : 119
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع



سأخلع غربتي الليلة
أدخل عنفوان الضجيج
بمرثية شامخة
لضحكات مزيفة
جمدها الاندهاش على شاشة الفراغ

سيتدفق العمر شلال أبجديات
تعتق الروح من قيود الجلد
ليخرج الفكر من هوامش المنطق
على حصان هوائي
يغادر موقد المخاض
بالغمام يغتسل
من نجيع الصبر

ستعود الطفولة إلى عرائسها
تضرب الأجراس
تقيم الأعراس
تلك حالة إشباع يحتاجها الحلم
كي يتسع أللا شعور
يتخفف من الإرباك والارتباك
ليمنح الأشياء ماهيتها المبتردة

المسام ستروي الأجساد المتعبة
بما يجود به الجفاف من زخات
لن تسمن الجوع
لكنها ستساعد على ممارسة الصمت
وترقب اتجاه الريح
كي نتهيأ للانصياع
دون قيد أو شرط
تلك أماني الليل
حين نشر خيمته
وزع قناديله
على لحظات الأرق
ليغويها بالانتظار
تحت الظلال المسكونة بالخوف

المرآة والوهم
توأما الهذيان السيامي
لأجلهما يطرز الفراغ حواشي السراب
بصور منتقاة ألوانها
وألفاظ مبتكرة حروفها
وصلاة ذات فضائل لا حدود لها
تجعل العيون تلمع
وسط زحمة القيظ
ضجيج القهر
تصير الأيدي أكبر حجما
لتدغدغ جذور الصحو
تخبو تحت قاموس أفكار خائبة
تجعل مراجعة الانكسار
حلو المذاق
سهل الابتلاع
يكفي فقط أن نستعيد بعض لحظات
من فرحة مزيفة
ليذوب الألم في مصهر الأحلام
ننتشي بالانجراف الجميل
حتى اللقاء مع النجوم المشردة
على أطراف الأرض
هناك يصير الجرح بلسما للجرح
توزع البسمات بسخاء
حد انصهار القهر في القهر
يصبح العالم جميلا
تتبادل فيه القارات أماكنها
تغادر الفصول عصر النزيف
يضحك الخريف ملء اصفراره

انتهى الحلم
إنها الخيبة الفاعلة
الكاسرة للمرايا
والفاقئة لعيون الفجر الكاذبة
فهل تجوز صلاة الاستسقاء
لمن كسر وضوءه
عند اشتعال الوعي؟






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2012, 04:20 PM رقم المشاركة : 120
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

ظامئة حروفي الليلة
تحتاج أن تسقيها
معزوفة حنين
منها ترتوي
حتى انبثاق الأمل
تفتح براعم الفرح
لا أريد لسيل الدمع أن يمتد
ملوحته قد تحرق
سنابل الوجد
تغرق وعد الأمس
في وحل النسيان
فنغدو كأننا .....
لم نكن يوما سوى
إكسير هذيان

استل شعلة الشوق
من رماد اليأس
من أوجاع الليل
أصنع قلادة
أزين بها جبهة الانتظار
كيما تحصد العيون المتربصة
سحر المطر القادم

شرعت أبواب روحي
لزغرودة صباح
ربما تأتي ...
وقد يكسرها الندم
عند منتصف الحيرة
ليحتل الانحسار خاصرة الريح
تمتص عاصفة الغضب
شهد الأمسيات الماضيات

أوغل في سراديب الغموض
في زوايا العزلة
أصهر الحروف
لينسج الحنين من نزيف الأرق
حبلا يشد وثاق اللحظة
إلى رحم أمس
لا ينتمي إلى ركام العمر

في حضرة الغياب
شيعت حنجرة الشعر
الظنون السوداء
على أوتار الروح
عزفت لحن امتداد
ليصبح الرحيل أرض لقاء
صهيل الصمت أغنية
تزفنا نحو سامقات الوجد
يعتلي العمر
صهو الجنون ويمضي
يهد جدران المحال
يشرب نخب الإصرار
على ضوء قمر
يبدد الحزن
ويعلنني مملكة انطلاق

هل لي الآن .....
أن أمشط خيوط الفجر
لينبثق النيزك من صليل الوجع
يتوضأ الفكر من وخزات الرفض
أرمم ما تآكل من أسوار الروح؟
هل لي أن ....
أغمس أجنحتي في حوض فرحة
لأحلق بعيدا عن جسد
رصعه الحريق؟
عن أنفاس يخنقها التسويف؟
لأحط على واحة عذراء
لم تطأها خطا الأرق
ولا لوث تربتها
لعاب الغواية

هو محض حلم
أنجبه الدخان دونما صهيل
على شاشة الأفق عنواني
لا تخطئه رماح الوجع

ألوذ بحضن الانزواء
على الملمح ابتسامة رضا
لا تبرح الوجه ..
مهما أمعن الزمن في الجفا
وسقاني خمر احتراق !






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2012, 04:22 PM رقم المشاركة : 121
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

محض عثرة كنت
في مشوار بهيم
محض ضحكة مكسورة
لوثت حقل القصيد

الاحلام سئمت الانتظار
على وجه المرايا المتشظية
كلما حاولنا الانتقال
نحو الجهة اليسرى
للقسوة الممتدة
وجدنا انفسنا منفيين
خارج حدود الجسد
عند نقطة العبور نحو الخافق

كانت مجرد غواية
جعلتنا ننزح من النور
نحو كواكب غريبة
قالوا ان النجوم فيها
تنير عتمات التناهيد


من عيوب الرضا بالمكتوب
التأخر في قلب موازين العد
قبول الرغيف الناشف
لان قسمته سهلة
لا تحتاج الى دخول متاهة المعادلات
الجلوس الى مائدة الصمت
لا يحتاج منا غسل الكلمات
ولا تشذيب النفس
مادام الحوار غارقا
في ظلمات الكظم
حين يستسلم الجرح للجلد
يصبح الاحتراق خضوعا
الاستنزاف هواية
نمارسها على الذات
كي تغادر الاحلام العناد
وتركب صهو الاعتياد
حين يقلق الشعر
لا يعرف الحديث بهدوء
ولا يجيد نظم القوافي
لكن جلبته تسيل
نحو الاحشاء
لتعيد تكوين ما انهار منا
فهل تفلح القوافي
في ترميم ما بعثره القهر؟






  رد مع اقتباس
/
قديم 29-10-2012, 04:24 PM رقم المشاركة : 122
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

سال لعاب العشق مدرارا
بين زجاج وازرار
وايام عجاف
شتلت اجزاءنا
على امتداد حقول الخيبة
يد العبث
حزمت خصر الريح
بجدائل أنوثة
خسرت كل رهاناتها
بين قدم الصمت
وكعب الانهيار
عيون الانتظار مخمورة
ترقب انبلاج الليل
لتغادر ابراج الحذر
تنظم الى قافلة ضياع
قضت العمر في عد النمل
الداخل والخارج من مغارة الحب
الداخل مفقود
والخارج مجنون
اشجار الفوضى القت بظلالها
المثقلة بالسواد
على اطراف الكون
هنا شيشة....هنا نخاسة
هنا غرزة ...وهناك خمارة
بارت المعاني في اركان الموت
ما عادت تروي ظمأ العطاشى
المؤرقين على حواشي الورق
هي ايام نتداولها
من ساءه ملتقى
سره فايس...
العيون مع الفلك تدور
حول مثلث الموت تدور
مثلث منه ولاشك
تقوم قيامة النائمين
على ازرار الكيبورد


هي مرآة واحدة تعكسنا جميعا
من السراب الى السراب
تدفعنا للامتثال
للالاعيب المبقعة بالجزر
الحاكمة على اللاشعور بالانجراف الجميل
حتى اخر نقطة في اللاوعي ...واللاعودة






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-10-2012, 01:04 AM رقم المشاركة : 123
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

عليك بتر العضو الشاغر
الزحف نحو المساحات الخضراء
حيث يمكن ملاءمة الروح
مع تلك البذرة الكامنة
في الاعماق
تلك البذرة الوحيدة والمتميزة
التي تصرخ فينا
كلما زاحمها الغياب
اجتاحها فصل الظمأ
هي في حاجة الى زخات
تغسل الغبار عن ملمحها
ليتسرب الهواء
الى شرايينها المتصلبة
عليك ان تمارس صلاة الاشراق
تقرأ طقوس الانبعاث
لتمنح الامك انينا حقيقيا
يتحدى فصول النزيف
خيوط اللهيب
حين تتسلق جيدك
وانت ترسم بالكلمات
وعدك المحموم
لا تسمح للريح
ان تخضعك لاختبار الصمود
امام عواصف مجهولة
كي تهييء نفسك لمهرجان مقبل
وتكون قاسي الكلمة
فارغا من ابجديات جارحة
دع الشعر معقودا
تحت اللسان
وجهز نفسك كي تسمع ..وترى
دون ان تقف على باب السؤال
تعلم كيف تكون برجا من جليد
لتعيش معجزة اللامبالاة
في زمن سدت فيه منافذ الهروب
ولو من اجل العدو
في دروب متاهة
لوثتها حروف
نزحت من اوطانها
تنكرت لترابها الاحمر
لتموت على وجه الزجاج الصلد
كما تموت الاحلام
فوق الوسادة






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-10-2012, 01:11 AM رقم المشاركة : 124
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

الكآبة تعتلي وجه الفجر
العنكبوت يلف خيوطه
حول عنق الظهيرة
من يلقي عصاه اليوم
ليزهر الغروب
تنفتح الاسارير
على صخر زمن
أينع فيه الندم
تربع القلق
على عرش انتكاس ؟
تائهة عيون الصبر
بين دموع الحيرة
وهمزات الشياطين

ماذا لو القيت خطاب الامس
بين ضلوع الآن؟؟
هل تتسع الشرايين
لتمر جموع الخيبات
نحو ميدان الريح
ليتنفس الجرح
قبل الطعنة الاخيرة ؟

العبرات تتسكع على اطراف الارض
تطلب اللجوء نحو الطوفان
من التعب تنسج أحضانا
من رحم الغضب ترتوي
على جدع الموت تنام
فكيف تنجب الهدوء
وقد ضاجعت الاحتراق ؟

هي اوجاع نتقاسمها
من امتص اليوم حليب الوهم
رضع غدا نزف الاشجار
من بات على انغام الغزل
أصبح حضنا للايتام
حساء الاحلام
ماعاد يشبع جوع الطفولة
اعلان التوبة بين يدي العاصفة
لا يبني وطنا وسط لهاث الغاب
فمتى نركب صهوة الغيظ
نحرر ذواتنا من الصبر
من ادوات التسويف
وخطابات تجيد امتصاص الغضب؟
لنظل جميعا عند صباحات قتيلة

لابد من هجرة جماعية
نحو بلاد النار
لتدفأ أطرافنا التي اعتلاها الصدأ
تصرخ الجراح ملء نزيفها
من نهر اخطائها تشرب
لتمنح القوة لما مات منها
تسرق الشعلة
من عيون الليل قبل اطباقها
وقتها فقط...
سيمرح الزهر في حضن الشمس

بئس ما كان وهما جميلا
ونعم ما كان واقعا مريرا
يسقينا نخب الحياة
قبل تشييع ما تبقى منا






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-10-2012, 01:34 AM رقم المشاركة : 125
معلومات العضو
مالكة حبرشيد
عضو أدكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


مالكة حبرشيد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: ذاكرة الوجع

النهار صمت تدلى من كل الجهات
السماء كآبة على امتداد السراب
العيون مومياء تحدق في الفراغ
وانا في رحم المجهول انتفض
يمتد الليل عنقود وجع
يداعب خد الحنين
في الافق ينبثق قمران جريحان
كلاهما يحمل فوق الصدر
دواوين حلم
اعتلاها الغبار
أتعبها التيه
على اسفلت الانتظار
حتى صارت الحروف
غابات أنين
مدت النقاط كفوفها نحو السماء
تستجدي الفجر القادم
أن يمن عليها بزخات فرح
والا يعتلي العصيان
ويمضي ......
فعلى الجنبات أمنيات
مازالت تدفع الخوف
تنازل اللاجدوى
كي تعيد البشرى
لمن شل الحزن خافقه
قد تهتز دقات البقاء
يشتعل اوار العشق
في شرايين احتلها الجليد
أيا عاصفة الوعيد
أما حان وقت انسحابك
من خراب الروح؟
أما مللت ظلمات الجسد
وعثرات الخافق المتعب؟
لتوقفي انفلات الزمن
مع ذبذبات التنهدات؟
لا تستبيحي انفاسي
فالعمر ما عاد فيه
متسع للهدر
ولا هو قادر على
أن يتوزع مع الرياح اللقيطة
في دروب مبتورة
مخنوقة بدخان العبث
وما ارتسم على جدران الخطيئة
من شهوات
ها انت تحتفلين بميلادك المليون
لاجتياح افكاري
واعتلاء عرش دواخلي
كل بلاد الحب تحررت
من بطش العجز
الا أنا .....
مازلت مصلوبة
على تلة انهيار
يقذفني ليل الامس
نحوظهيرة اليوم
لا الأمس اكتمل قمره
ولا اليوم استدارقرص شمسه






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:03 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط