ما تبَّت يَداهْ

[زياد السعودي]

ساعيد ترتيب القصيدة بعدما سقط المقدس
واعيد ترتيب الحقيقة بعدما صمت المسدس ..(التغلبي الحماد عدنان)

فتَرَ الوطيسُ فلا اضْطِرامْ
والخيلُ نامت في أعِنَّتِها
وجافاها الطّرادْ
لمّا طَغَت سُدَفُ الظّلامْ
سُحِقَتْ بلادْ
لمّا نَبا حَدُّ الحُسامْ
ذُلّت عِبادْ
لمّا كَبا عُرْسُ البنادِقِ والعَتادْ
كتِفُ السّلاحْ قد اسْتراحْ
فلا يدٌ قُربَ الزِّنادْ
فتَرَ الوطيسُ فلا احْتدام
والعُرْبُ أثْخنها الخِصامْ
دُكَّ البِناءْ ضُربتْ خِيامْ
سُفِكَت دِماءْ والحقُّ نامْ
بُحَّ النِّداءْ فجرَ الكلامْ
جُعْنا لِكيْ نبْني الجُيوشْ
فتعدّدت وتمدّدت تحمي العُروشْ
فجيوشنا ليست لنا
هي للطواغيت التي تدعى نظام
زمَنُ الرّويبضَةِ اسْتعرْ
لمْ يُبقِ حُلْما لم يذَرْ
زَمَنٌ سَرابٌ ماؤهُ
صَدِيَ البَشَرْ
لَمْ يَنْتَشِلْهُمْ مِنْ أُوَامْ
كَثُرَ الذين تأمْركوا
كَثُرَ الذين تَصهْينوا
إلَّا الفِدَائيَّ المُقاوِمَ والمُناضِلَ عنْ ثراهْ
تبّتْ أيادينا وما تبَّت يَداهْ
ذاكَ الّذي رضَعَ البسالةَ والإباءْ
ذاكَ الّذي بدمائِهِ مُهِرتْ
سجِلاتُ الشّهادةِ والسّناء
ذاكَ الّذي قد ظلّلتْ أهْدابُهُ
طُهرَ الطّريقِ إلى السّماءْ
هُوَ وحْدَهُ شينُ الشّهادةِ والشّهيدْ
هُوَ غُرّةُ المجْدِ التليدْ
حُرٌّ ويحسُدهُ العَبيدْ
هُوَ وحْدَهُ
خاءُ الخلود ..راء الرجاء
هُوَ وحْدَهُ
من تجْتَبيهِ الياءُ في رجعِ النّداءْ
هُوَ وحْدَهُ
ميمُ المقاومةِ التي قَدْ سطّرت معنى الفداء