ضوء جهاد بدران على نص/في مركب بلا شراع سأصل/أ. لطفي العبيدي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-2018, 10:01 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي ضوء جهاد بدران على نص/في مركب بلا شراع سأصل/أ. لطفي العبيدي

النص : في مركب بلا شراع سأصل
الناص : لطفي العبيدي
قراءة : جهاد بدران
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


النص:

الموتى يحملون جرار الماء

و العطش يسكن مدن الوباء و الريح

لماذا لا يأتي الإثم الآن؟

ينحني ظهر الحصانِ بلا صهيل

و يعجّ بالفراغ المؤبّد مكان العشب و اليبس،

لماذا يقرأ الصبح جراح الشمسِ حين يوقظه الدفء المرير؟

و سرير الموتِ يسجىّ،.

يغطّي أرجل الشعراء في قصائدٍ يعجنها بالتراب

سيجيءُ النهار بلا وجهٍ

لا محالةَ

لا نهاية ترعدُ في صلب اللامعنى

و يجيء رجلُ الشارع يشيّعُ أضواء الطريق للطريق_

أتحرّر من عاتق الليل

و من مأساة الخوف المحشو بالهوس

إنني حرّ ما دمتُ

أكتب خارج القافية

سأجلسُ بعيداً عن إيقاع الصخب المشلول

و أدمنُ الهدوء في غياب المشهد الذي

يتكرّرُ خلف أسْوار الوجوه و الأقنعة...
..........................

القراءة:

يا لروعة هذه اللوحة الفنية العميقة ..التي رُسمت بريشة فنان محترف
ما هذا البوح الذي أفرز في الذهن تساؤلات كانت تتفرع منها الأفكار والفكر المضيء.. هي ليست كلمات كالعادة أو ترتيب سطور جمالية...إنما قطعت بمنتهاها كل الجمال والتألق..إذ أخذت بنا لعصر اليوم وما يدور في هذه الأمة من فتن وما آلت إليه الحروب ..وذات النفس التي تغربلت وجُبلت من تراب المحن والمآسي والمعاناة...
هذه الخاطرة أخذت بي لتأويلات عدة ودلالات مختلفة وقدمت رموزاً سقطت على حال العربي اليوم...ومصير الإنسان عبر زمن تضاءلت فيه القوى وازدادت فيه أبواب الظلم وأدعيائه...
من العنوان استطعت اصطياد فريستي من الخيال والفكر الذي سبح بين جوانب الإنسانية ومصيرها التي آلت إليه اليوم..

//في مركب بلا شراع سأصل..//

عنوان ضخم بجوفه وعمقه..ودراسته وافية التفاصيل ضخمة المحتوى..
وهو من أوله وأول النص لآخره مترابط ومندمج وفق منظومة الفكر العميق...
فهو يوضح لنا تلك المقاومة العظيمة للباطل..سيجدف بما فيه من قوة ليصل لمبتغاه...هذا كناية عن قوة التحمل والصبر والثبات وعدم اليأس..ومشحون بالطاقة العظيمة التي تصل لبر الأمان..فإن كان المركب بلا شراع ..وهو إسقاط على حال الأمة أو الوطن في أي مكان ..لا نعدم الحيلة ولا نعدم القدرة الذاتية والقدرة الفكرية والتخطيط والبناء..بل نكمل التجديف وإن فقدنا الشراع..لأن قوة التحدي هي التي تدفع عن المركب الضعف والهزال والغبار والوحل...
وهذه رسالة بحد ذاتها يقدمها الكاتب لكل فرد في كل وطن..أن بالإصرار والعزيمة والقوة تستطيع أن تصل لهدفك مهما فقدت من طاقات وغايات وحتى لو فقدت رأس القوم وقادتهم...المهم العمل لا الصمت والضعف والإستسلام والخنوع..بالإرادة وتحريك الفكر يستطيع الشعب أن يسقط كل ظالم ويصل لمبتغاه...

//الموتى يحملون جرار الماء
و العطش يسكن مدن الوباء و الريح
لماذا لا يأتي الاثم الآن؟
ينحني ظهر الحصانِ بلا صهيل
و يعجّ بالفراغ المؤبّد مكان العشب و اليبس,
لماذا يقرأ الصبح جراح الشمسِ حين يوقظه الدفء المرير؟//..

الكاتب هنا يوضح صورة الموتى الأحياء الذين لا فائدة لهم..إذ كيف يحملون الجرار من الماء وهم موتى وهذا دليل على المشقة نتيجة عملية الحمل..عدا على أن الجرار ممتلئة أو فارغة..دليل على زمن الوهن وقلة الماء..وكذلك العطش يفترش مدن الوباء والريح...وهذا كناية عن الظلم الموجود برغم تواجد الماء إلا أن العطش موجود..وهذه رسالة أخرى من الكاتب لهذه الأمة أن القدرة والوسائل موجودة لتحقيق المآرب إلا أن القلوب والعقول في التدبير والتدريب ميتة...
والضمائر مدفونة...
ويدعم حديثه بقوله:

//ينحني ظهر الحصانِ بلا صهيل//..

وهذا دليل على الذل والإنكسار لأمة كانت قوية ولها مجدها وحضارتها التي تحدت كل أذرع الظلم والكفر وانتصرت عليهم..لتكون اليوم كالحصان الذي ينحني ذلا..وهذا تشبيه رهيب وذكي وفيه حرفية يدل على براعة الكاتب وقدرته في توظيف الحرف بمهارة عالية..إذ كيف ينحني ظهر حصان إلا إذا كان ذليلاً بلا فارس يقوده ويوجهه للوجهة الصحيحة في تحقيق وجوده والحصول على مكان عيشه الآمن..لا صهيل يصدر منه..لأنه لا يقاتل ولا يجابه عدو..قد مات معنوياً بلا قائد يحضه على النسيوثر ويدعمه قوة ليثبت دوره في مجابهة العدو..والصهيل إنما صوت الحرية والدفاع عن الأراضي المقدسة..والخيل معقود في جبينها الخير ليوم القيامة لقدرتها على الدفاع بأصالتها عن كل شبر في الأرض..فلا قيمة للحصان وتحقيق نصر بلا فارس يقودها ويوجهها ..وهذا كناية عن عدم وجود ازفرسان المقاتلة في سبيل الله وثم الوطن..
وصورة أخرى إبداعية حد الدهشة بقوله:

//لماذا يقرأ الصبح جراح الشمسِ حين يوقظه الدفء المرير؟//..

صورة متقنة للألم والمعاناة والتي يصورها الكاتب بأوصاف موجعة متقنة...
صورة الصبح والحياة الجديدة وهو يقرأ جراح الشمس..جراح الأمة وهذه البلاد النازفة في كل مكان...يحمل الدفء بمرارته ليحاول مسح الحزن عن وجه الأرض الثكلى..
الصبح يقرأ جراح الشمس حين يحس بوجود العبث بحرارة الشمس ودفئها المسلوب..حين يصحو وقد اغتصبت حرارتها وشاع الإسى بينها وتحول شراعها نحو القهر وعدم الأمان..بعد أن أصبح الدفء مشاعرً للبرودة وبدأ يتضاءل بيتها الدافئ..وهذا كناية عن تواجد وتدخل الغرباء في منظومتها الطبيعية لتحويلها عن مسارها الصحيح..وهذا يدعم الهزال وقلة الحيلة في الدفاع عن أمة تحتاج لفرسانها الأبطال..
ويكمل الكاتب لوحته الفذة البارعة المدهشة
بقوله:

//و سرير الموتِ يسجىّ,.
يغطّي أرجل الشعراء في قصائدٍ يعجنها بالتراب
سيجيءُ النهار بلا وجهٍ
لا محالةَ
لا نهاية ترعدُ في صلب اللامعنى
و يجيء رجلُ الشارع يشيّعُ أضواء الطريق للطريق_
أتحرّر من عاتق الليل
و من مأساة الخوف المحشو بالهوس//..

لوحات مبهرة ..ماعاد فيها للشعراء إلا بعض أنفاس يغطيهم سرير الموت بقصائد جبلت من التراب...من وحي المعاناة التي تشهدها الأرض ما حملت من شهداء...لم يعد لهم تأثير وقد تآكلت قصائهم لوجود الصدى للخروف الثائرة..
وسيجيء النهار لكنه قاتم بلا وجه مضيء للدروب..ليأتي الليل وهو كناية عن الظلم والقهر التي يسكن الوطن...يريد التحرر من الخوف الشديد الذي وصفه الكاتب بالهوس..وهو كناية عن شدته الذي يسكن النفوس وعن الصمت الفظيع المتوارث في كل حدود الأوطان ..التحرر من الخوف لا يأتي إلا بالضوء والتحدي والإرادة..وأصبح ضوء الطريق للطريق لا للمارين ولا للمواطن الخي..بل تحولت قبلته عن الطريق للإنسان ليكون للطريق فقط..دليل الذل والقهر..
وينهي الكاتب خريدته البارعة النسج بقوله:

//انني حرّ ما دمتُ
أكتب خارج القافية
سأجلسُ بعيداً عن ايقاع الصخب المشلول
و أدمنُ الهدوء في غياب المشهد الذي
يتكرّرُ خلف أسْوار الوجوه و الاقنعة//..

والحرية لا تكون إلا عندما تتكسر القيود المفروضة لتتكسر معها النفوس الصامتة ..بلا شلل وانعدام حيلة...لينعم الفرد بنعمة الهدوء من ضجيج الحرب والدمار ..وبعيداً عن تلك النفوس المريضة المزيفة التي ترتدي ألف قناع ومتعددة الوجوه متقلبة المزاج بكل ما يحمل من فكر منزوع...
الشاعر الكبير المبدع الراقي
أ.لطفي العبيدي
لوحتكم هذه كانت لوحة ماسية حملت بين جوانبها الكثير من التأويلات والدلالات والرموز..
وانساقت للفكر أن يجدد نظم أفكار جديدة دلت على وجود مفكر وكاتب مقتدر لبق في اختيار الأفكار وطرح المضامين وفي عمق النص وبين تجاويفه الفذة...
سعدت في المثول أمام قامة حرفكم المبارك الفذ البديع الذي يدل على قوة لغتكم وعمق فكركم المضيء..
وفقكم الله ورعاكم وسدد خطاكم لرضاه

جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:40 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط