عصا الأعمى...

[محمد الصالح الجزائري]

[frame="10 10"]

الحجرة المعتمة ..لا يكاد يدرك الشيخ رابح أنه يسكنها فتحويه..أو تسكنه الحجرة فتخفي ألاما فيه..
شعور ظل يخالجه منذ أن ماتت زوجته الحاجة فاطمة وتركته في هذه الدنيا بلا أنيس اللهم طفلة ـ كانت تعيش معهما ـ هي الأخرى يتيمة الأبوين..
وتمضي أيام الشيخ رابح.. ثقيلة .. ثقل سنه.. حرب التحرير التي حفرت في أعماقه شيئا من الاعتزاز
و..كثيرا من الانكسارات والألم.. جميع رفقاء السلاح أخذوا نصيبهم من (تركة الحرب) إلا هو.. هو نفسه لا يدري لماذا حرموه (الامتيازات) التي تمنح عادة لقدماء المجاهدين.. لكنه كان دائما يقول
بلهجة مفعمة بعزة النفس : ( لا آخذ ثمنا على واجب وطني أديته عن قناعة!) ..
وذات صباح.. يقرع باب حجرته صديق له قديم.. يجلس إليه بعض الوقت.. يسرّ إليه بكلام .. لم
تستطع الطفلة مريم أن تعيه.. ثم خرج .. استعاذ الشيخ رابح بالله من الشيطان الرجيم.. ثم نادى مريم بصوت مبحوح ..ناوليني ـ طفلتي ـ تلك عصاي! سأزور الحاكم هذا المساء..قد تركت داخل
السجن الحقيقة كل الحقيقة.. سأعود مرة أخرى إلى سجني..ربما هنالك سأحتضن الحقيقة! ساعديني .. ناوليني ما كنت قد طلبته منك.. إنه الحاكم يدعوني إليه هذا المساء..
اقتربت منه مريم ..وهي لا تدرك من الأمر شيئا.. أمسكته من يده النحيفة المرتجفة كأيامه.. كسنه .. وهي تقول:من يدعوك؟ لماذا؟ أنا لا أفهم شيئا مما يحدث.. جدي هلا أخبرتني بما يحدث؟..
جدك يا ابنتي.. (تكسرت نبرته .. غارت الكلمات في حلقه..دمعت عيناه.. وهو الذي لم يبك حتى
حينما فقد الأولاد والرفاق .. وفقد فاطمة زوجته.. جمع كل قوته .. استجمع ما تبقى فيه
من شبق الحياة.. ) ثم قال لها: ناوليني .. عصاي والعباءة تلك.. أنا يا بنيتي ذلك السجين الأبدي.. حجزوا عيني ذات مرة..ثم منحوا جسمي البراءة.. فكيف سأجتاز الحواجز؟ كيف أخطو؟ لقد
منحوني ـ بنيتي ـ جرحا دفينا وعصا.. هذه المرة لا أدري إذا كنت سأعود! فخذي جرحي وأحزاني
فربما ..لن أعود...

[/frame]

[محمد الصالح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي

سلام الله ،
جميل جدا أن أجد أخي محمدا في المدينة الحالمة ،
بنص من درر الحكي ؛
توافرت فيه أدوات القص الجميل...
أجمل القصص تلك التي يكتبها الشعراء
رائع أنت
شكرا لك
مودتي

[frame="1 80"]

أخي الرائع الأديب عوض ..شكرا لك ..بوركت من رجل نبيل..محبتي واحترامي...

[/frame]

[أحمد علي]

قصة مؤثرة جد ..
المباديء لا تتجزأ والعيب ليس في الثوار ..
بل هو في كيفية إدارة الدولة قبل وبعد الثورة ..
نفقد أعز ما نملك ثم يأتي جبان متسلق يسرق ثمرة الكفاح ..



أحسنت أ. محمد صالح الجزائري


مع تحياتي وتقديري ،،

[محمد الصالح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء ميداني

الثورة يفكر بها عاقل وينفذها مجنون ويجني ثمارها جبان..تشي جيفارا..وهو قول فيه من الحقيقة شيء كما قصتك جميلة وروعة... مودتي

[frame="1 80"]أ.نداء..شكرا لك على مرور قارئ مدرك واع..أحسنت قولا..مودتي والياسمين..[/frame]

[محمد الصالح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد على

قصة مؤثرة جد ..
المباديء لا تتجزأ والعيب ليس في الثوار ..
بل هو في كيفية إدارة الدولة قبل وبعد الثورة ..
نفقد أعز ما نملك ثم يأتي جبان متسلق يسرق ثمرة الكفاح ..



أحسنت أ. محمد صالح الجزائري


مع تحياتي وتقديري ،،

[frame="1 80"]أ.أحمد..بوركت من إنسان أصيل نبيل..هي كما ذكرت..ولكن إلى متى تستمر السرقة لأغلى ما تملكه الشعوب..شكرا لك أخي الكريم على هذه القراءة الواعية..محبتي وتقديري..[/frame]

[نوال البردويل]

قصة فيها الكثير من المرارة والمعاناة التي
سببها بعض المنتفعين الذين أقصوا من له الحق في
التكريم والتمجيد وهم من حملوا مسئولية الجهاد وتحرير البلاد
رسالة ذات غرض نبيل لمن يهمهم الأمر
استمتعت بالقصة وأعجبني المضمون والسرد المتقن
تحياتي أ. محمد
وتقديري

[روضة الفارسي]

جميلة ونحمل رسائل هادفة استمتعت بها حقا أستاذ محمد الصالح

كل الاحترام والتقدير

[محمد الصالح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل

قصة فيها الكثير من المرارة والمعاناة التي
سببها بعض المنتفعين الذين أقصوا من له الحق في
التكريم والتمجيد وهم من حملوا مسئولية الجهاد وتحرير البلاد
رسالة ذات غرض نبيل لمن يهمهم الأمر
استمتعت بالقصة وأعجبني المضمون والسرد المتقن
تحياتي أ. محمد
وتقديري

[frame="1 80"]

أختي المقدسية الأستاذة الفاضلة نوال..شكرا لك على قراءتك العميقة المدركة الواعية..محبّتي وغصن الزيتون..

[/frame]

[محمد الصالح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روضة الفارسي

جميلة ونحمل رسائل هادفة استمتعت بها حقا أستاذ محمد الصالح

كل الاحترام والتقدير

[frame="1 80"]

الجارة الطيبة الأستاذة الأديبة روضة..شكرا لك على هذا المرور الأخوي الجميل..مودتي وقبائل الياسمين

..[/frame]

[محمد الفاضل]

سرد جميل ، يدخل القلب بدون استئذان
الأستاذ القدير محمد ، شكراً على امتاعنا بهذا النص الأدبي الراقي
دمت مبدعا . تحياتي

[محمد الصالح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الفاضل

سرد جميل ، يدخل القلب بدون استئذان
الأستاذ القدير محمد ، شكراً على امتاعنا بهذا النص الأدبي الراقي
دمت مبدعا . تحياتي

[frame="1 80"]أخي في كلّ فضاء الأستاذ الأديب القاص محمد الفاضل..أسعدني وآنسني مرورك الطيّب ..شكرا لك لأنك بالجوار دوما..محبتي والياسمين..[/frame]

[عباس العكري]

[محمد الصالح الجزائري]

[frame="1 80"]أخي الرائع الفنان الألق عباس أدام الله عليك نعمة الصحة والسعادة..لقلبك الفرح أخي الفاضل..[/frame]

[عباس العكري]

[محمد الصالح الجزائري]

[frame="1 80"]فنان ومبدع ومدهش أنت أخي عباس.. في كل إطلالة لك لمسة سحرية خاصة..شكرا لك من عمق العمق..[/frame]

[حسين محسن الياس]

رائعة هذه القصه
شدتني اليها لما فيها من جمال السرد
احييك اخي
مع الود

[محمد الصالح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسين محسن الياس

رائعة هذه القصه
شدتني اليها لما فيها من جمال السرد
احييك اخي
مع الود

[frame="1 80"]

وأنا أحييك أديبنا الألق الأستاذ حسين مع الود كلّه..شكرا لك على مرور دافئ جميل..

[/frame]

[خالد يوسف أبو طماعه]

تجسيد لواقع عاشته وتعيشه الحروب

من يبذل ويخلص ويقدم دمه رخيصا

للوطن لا يناله غير تلك المظالم ومن يقاتلون

وهم يجلسون في الفنادق والشقق المفروشة

يحصدون تعب وشقاء ونضال الأشراف

حدث هذا في كثير من الثورات وما يزال

من عاشوا تلك المراحل على قيد الحياة

يقاتلون الأمراض التي غزت أجسادهم وقلوبهم

أعذر ثرثرتي فقد استفزني بطل النص كثيرا

كل الود

[محمد الصالح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد يوسف أبو طماعه

تجسيد لواقع عاشته وتعيشه الحروب

من يبذل ويخلص ويقدم دمه رخيصا

للوطن لا يناله غير تلك المظالم ومن يقاتلون

وهم يجلسون في الفنادق والشقق المفروشة

يحصدون تعب وشقاء ونضال الأشراف

حدث هذا في كثير من الثورات وما يزال

من عاشوا تلك المراحل على قيد الحياة

يقاتلون الأمراض التي غزت أجسادهم وقلوبهم

أعذر ثرثرتي فقد استفزني بطل النص كثيرا

كل الود

...بعد سنة ونيّف..ها أخي خالد تعيد ما كاد يخبو ! كم أنت صادق في كلّ ما ذهبتَ إليه ! ما كانت تلك ثرثرة أبدا..أُدرك جيدا بُعد كلماتك..شكرا لك أيّهذا الأخ في الجرح والحرف معا..

[محمد الصالح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى الصالح

يقال
الشجعان يموتون أو يصابون في الحروب التي يقطف ثمرتها السياسيون الجبناء
ومن يبقى من الثوار يتم تصفيته
وهذا ما حدث في الثورة الفلسطينية والسورية والعراقية والمصرية وغيرها من الثورات

من أجمل ما قرأت فكرة ولغة وأسلوبا

دمت بكل الخير

أخي الرائع الأستاذ مصطفى..شكرا لك على الثناء الجميل في حقّ خربشتي المتواضعة..مرورك أضاء قصتي وأعادها إلى الواجهة..محبّتي واحترامي..

[محمد الصالح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن لشهب

هكذا هم الأحرار ذوي عزة وإباء.
قصة من الواقع نقلها قلم متمكن بأسلوب جميل.
كل التقدير والمحبة.

أخي الغالي الأستاذ لشهب..شكرا لك على مرور أعاد القصة إلى الضوء مرة أخرى..تحيتي وتقديري..

[محمد خالد بديوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد الصالح الجزائري

[frame="10 10"]

الحجرة المعتمة ..لا يكاد يدرك الشيخ رابح أنه يسكنها فتحويه..أو تسكنه الحجرة فتخفي ألاما فيه..
شعور ظل يخالجه منذ أن ماتت زوجته الحاجة فاطمة وتركته في هذه الدنيا بلا أنيس اللهم طفلة ـ كانت تعيش معهما ـ هي الأخرى يتيمة الأبوين..
وتمضي أيام الشيخ رابح.. ثقيلة .. ثقل سنه.. حرب التحرير التي حفرت في أعماقه شيئا من الاعتزاز
و..كثيرا من الانكسارات والألم.. جميع رفقاء السلاح أخذوا نصيبهم من (تركة الحرب) إلا هو.. هو نفسه لا يدري لماذا حرموه (الامتيازات) التي تمنح عادة لقدماء المجاهدين.. لكنه كان دائما يقول
بلهجة مفعمة بعزة النفس : ( لا آخذ ثمنا على واجب وطني أديته عن قناعة!) ..
وذات صباح.. يقرع باب حجرته صديق له قديم.. يجلس إليه بعض الوقت.. يسرّ إليه بكلام .. لم
تستطع الطفلة مريم أن تعيه.. ثم خرج .. استعاذ الشيخ رابح بالله من الشيطان الرجيم.. ثم نادى مريم بصوت مبحوح ..ناوليني ـ طفلتي ـ تلك عصاي! سأزور الحاكم هذا المساء..قد تركت داخل
السجن الحقيقة كل الحقيقة.. سأعود مرة أخرى إلى سجني..ربما هنالك سأحتضن الحقيقة! ساعديني .. ناوليني ما كنت قد طلبته منك.. إنه الحاكم يدعوني إليه هذا المساء..
اقتربت منه مريم ..وهي لا تدرك من الأمر شيئا.. أمسكته من يده النحيفة المرتجفة كأيامه.. كسنه .. وهي تقول:من يدعوك؟ لماذا؟ أنا لا أفهم شيئا مما يحدث.. جدي هلا أخبرتني بما يحدث؟..
جدك يا ابنتي.. (تكسرت نبرته .. غارت الكلمات في حلقه..دمعت عيناه.. وهو الذي لم يبك حتى
حينما فقد الأولاد والرفاق .. وفقد فاطمة زوجته.. جمع كل قوته .. استجمع ما تبقى فيه
من شبق الحياة.. ) ثم قال لها: ناوليني .. عصاي والعباءة تلك.. أنا يا بنيتي ذلك السجين الأبدي.. حجزوا عيني ذات مرة..ثم منحوا جسمي البراءة.. فكيف سأجتاز الحواجز؟ كيف أخطو؟ لقد
منحوني ـ بنيتي ـ جرحا دفينا وعصا.. هذه المرة لا أدري إذا كنت سأعود! فخذي جرحي وأحزاني
فربما ..لن أعود...

[/frame]

قص متقن. أدواته سليمة.. إتقان في التقاط صور المشهد
براعة في الحبك..وسرد يشد بالمتلقي من الحرف الى الحرف.
قفلة كانت مؤثر .. كأنها طعنة خنجر.. وكأنه كان محكوم بهذه الطعنة
ولا يدري متى التنفيذ. وها هو يعلن رغم عطاءه الكثير عن خسارته
لكل شئ. حتى بصره.. وسنوات قضاها في التحرير.

{{الحجرة المعتمة ..لا يكاد يدرك الشيخ رابح أنه يسكنها فتحويه..أو تسكنه الحجرة فتخفي ألاما فيه..}}

غاية في الوجع والعذوبة ..أنه مزج ينتج (الحزن اللذيذ) حزن تجده طازجا في كل لحظة
تلمسه فيها..او يلمسك الحزن فيها. وهذا ما اعتدنا عليه من صور رديئة وسيئة لدولنا
وحكومتنا وأنظمتنا.. زمن الفساد والرويبضة.. يكرم اللصوص والمفسدين، وينسى مثل
هذا الشيخ الذي أعطى حتى صار من المستحيل أن يستمر رغم رغبته. الجسد لن يعينه
وهو يتلمس الدرب بعصاه ..

{{ ثم قال لها: ناوليني .. عصاي والعباءة تلك.. أنا يا بنيتي ذلك السجين الأبدي.. حجزوا عيني ذات مرة..ثم منحوا جسمي البراءة.. فكيف سأجتاز الحواجز؟ كيف أخطو؟ لقد
منحوني ـ بنيتي ـ جرحا دفينا وعصا.. هذه المرة لا أدري إذا كنت سأعود! فخذي جرحي وأحزاني
فربما ..لن أعود..}}

يا لها من مأساة كأنها هوة سحيقة تبتلع الأوفياء ومن نذروا أنفسهم لأوطانهم
هوة تبتلع كل ما صنعه هؤلاء الشرفاء.. تبتلع آمالهم بكرامة مسلوبة ..وبصر
مخطوف.. ورحلة بعيدة .. لا يدري إذا كان سيعود.. فيقول بصوته المبحوح:
فخذي جرحي وأحزاني فربما.. لن أعود.

اديبنا المكرم محمد الصالح الجزائري

أنرتم الحالمة بحروفكم المضيئة.. سعداء بالقراءة لكم
ونرجو ان تعودوا إلينا بجديد يروي عطش هذا الركن الأجمل
كما أتمنى أن تبقوا على تواصلكم معنا ..هنا .. لأننا سننتظركم
دائما بشوق .. بمشاعر الدفء وأمنيات حضوركم الدائم الذي
لا ينقطع.

بوركتم وبوركت الروح محلقة وثائرة

احترامي وتقديري

[محمد الصالح الجزائري]

قراءة واعية وسبر لأغوارالقصة بحرفية كبيرة..أشكرك أخي الغالي الأديب الأريب الأستاذ بديوي على المرور الجميل والقراءة الذكية..تحيتي وتقديري..

[محمد الصالح الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن لشهب

تحية مجددا لقلم يرقى ليعانق الجمال .
كن بألف خير أخي محمد الصالح الجزائري

أخي الغالي الأديب القدير الأستاذ حسن..شكرا مجددا لك على هذا المرور الذي أسعدني كثيرا..ما أخّرني عن الفينيق سوى انقطاعات النت المتكرّرة..تحيتي واحترامي..

[محمد خالد بديوي]

نعيد هذا الجمال الممزوج بحزن لذيذ معتق الى الواجهة

تستحقه الواجهة..ويستحقها هذا النص الذي تم ترشبحه
لمسابقة القصة القصيرة.

عصا الأعمى

من النصوص الذكية والعميقة.

أرجو أن يجد مزيدا من الاهتمام والعناية.

أديبنا المكرم محمد الصالح الجزائري

بوركتم وبورك هذا الحرف الغزير

احترامي وتقديري