لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ وَهــــجُ القَــــوافي ⊰ >>>> للشعر العمودي >> نرجو ذكر البحر في هامش القصيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-09-2018, 03:59 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
شقاوة طفلة
شقاوة طفلة
أَبُنَيَّتي يكفيكِ إِزعاجاً أيا ثِرثَارةً فِي الحُبِّ لا تَتَكَلَّمِي أَظنَنْتِ أنَّكِ قَدْ غَدَوتِ صَبيَّةً ؟! لا تَغرَقي في العِشقِ لا تَتَوهَّمي لا تُرهقي سَمعي بِلهوٍ فاترٍ لا تَعجَلِي فِي الحُبِّ كَيلا تَندَمِي يَا طِفلَةً إِنَّ السِّنينَ طَويلَةٌ ونصيحتي بالعِشقِ ألا تحلُمي هَيَّا اذهَبِي لِطُفُولَةٍ وَسَذَاجةٍ وابنِي قُصُوراً للدُّمَى فَوقَ الطَّمِي وَتَرقَّبِي سِنَّ الهَوَى وَتَهيَّئِي لِقُدُومِ زَهرَةِ عُمرِكِ المُتَقَدمِ نَظَرَت إِلَيَّ وَقَد عَلمتُ بِأَنَّهَا اكتَأَبَت وَمَا هَدَأَت بُعَيدَ تَكَلُّمِي رَاحَت تَجُرُّ مَسِيرَهَا وَكَأَنَّمَا أَقدَامُهَا تَمشِي بِغَيرِ تَقَدُّمِ والدَّمعُ يَبرُقُ مِثل حَبَّاتِ النَّدَى فَوقَ الخُدُودِ وَثَغرِهَا المُتَغَمغِمِ فِي كُحلِ عَينيهَا شَقَاوَةُ طِفلَةٍ فِي دَمعِهَا سِحرٌ كَسِرٍّ مُبهَمِ وَتَمُرُّ أَيَّامُ الحَيَاةِ سَرِيعَةً والعُمرُ يَقفِزُ قَفزَةً للسُّلَّمِ وَأَرَى التِي قَد كُنتُ أَنقُدُ فِعلَهَا صَارَت كَعُودِ يانعٍ ومُقَلَّمِ كَبُرَت نُعُومةُ ظِفرِهَا وَتَفتَّحَت جُورِيَّةٌ فِي ثَغرِهَا المُتَبَسِّمِ بَثَّ الإِلَهُ خُلاصَةً مِن صَوتِهَا فِي صَوتِ ذَاكَ البُلبُلِ المُتَرَنِّمِ العَينُ بَحرٌ والرُّمُوشُ نَخِيلُهُ والثَّغرُ بُرٌّ أَو حُبَيبَةُ سِمسِمِ والشَّعرُ مِن شَمسِ الأَصيلِ بَرِيقُـهُ خَمرٌ شِفَاهَا مِنْ نَبيذٍ عَندَمِ فأغارُ مِن ظمأِ الطبيعةِ . حَسْبُها أنْ يَلثُمَ الطنَّانُ رِيقَ البُرعُمِ وَأَغارُ إِن هَبَّ النَّسيمُ بِنحرِهَا وَأَغَارُ مِن وَقعِ السِّواكِ عَلَى الفَمِ وأَكَادُ أَفقِدُ مُهجتي ورَبيعَهَا إنْ لامَسَ الفِنجَانُ حَدَّ المَبسَمِ فَسَأَلتُهَا عِندَ التِقَاءِ عُيُونِنَا والقَلبُ ثَارَ بِنَبضِهِ المُتَلَعثِمِ يَا مَن بِعَيني أَغرَقَت أَلحَاظَهَا حَتَّى جَرَى إِحسَاسُهَا مَجرَى الدَّمِ يَا مَن عَلى الكتفَينِ أَلقَت شَعرَهَا كَقَصيدَةٍ مِن مُولَعٍ وَمُتَيَّمِ هَل تَذكُرِينَ مَقُولَتِي لَكِ عندما كُنتِ الصَّغِيرَةَ فِي الهَوَى تَتَكَلَّمي ؟ قَالت نَعَم . عَينَاكَ تَطرُقُ ذِكرَيَا ــ ــتِ طُفُولَتِي وَسَذَاجتِي وَدُمَى الطَّمِي يَا مَن جَرَحتَ القَلبَ أَولَ مَرَّةٍ وَوَقَعتَ فَوقَ الجُرحِ وَقعَ البَلسَمِ لا تَترُكَنِّي للجِرَاحِ فَرِيسةً يَا تَارِكاً قَلبِي حَبيسَ جَهَنَّمِ ما زِلتَ مَن يُفضِي عَلَى رُوحيْ الهَوَى فَيضَ البَرِيقِ عَلى غَديرٍ مُلهَمِ وَنَقَشْتَ حُبَّكَ فِي الفُؤادِ كَأَنَّما وَشْمٌ تَرَصَّعَ فِي حُدُودِ المِعصَمِ أَنتَ الذي مَا زِلتُ أَعشَقُ رَسمَهُ والعَيشُ دُونَكَ شَهدُهُ كالعَلقَمِ فَأَرَاكَ فِي قَلبي رَهِينَ مَحَبَّتي وَأَرَاكَ فِي صَفوِ السَّمَا والأَنجُمِ وَأَرَى بِلَمحَةِ طَرفِ عَينِكَ حِدَّةً تَخشَى مَلامِحَهَا عُيُونُ الأَدهَمِ فَأَسَرتَ قَلبِيَ مُنذُ أَولِ نَظرَةٍ وَتَرَكتَنِي حَيرى بِتِيهِ الطَلسَمِ أَنَا لَستُ أَرجُو مِن فُؤادِكَ حَيثُ لَن يُخلِي سَبِيلَ أَسيرِهِ المُستَسلِمِ سِوَىْ أَن يُضَمِّدَ جُرحَ قَلبِيَ بَعدَ أَن يُفضِي إِلَيهِ بِنَظرَةٍ كَالهَيثَمِ هلَّا حَظَيتُ من الحبيبِ بِنَظرةٍ أمْ لا ؟؛ لكي أدعو الأنَامَ لِمَأتمي فَأَجَبتُهَا لا تَحزَنِي يَا دُميَتِي كُفِّي اللسَانَ عَن الحَدِيثِ المُؤلِمِ رَقرَاقَةَ الدَّمعِ اهدَئِي لا تُرهِقِي ثَغراً تَفتَّقَ مِن رَقِيقِ المَيسِمِ يَا حُلوَةَ الرِّيقِ التِي عَلَّمتُهَا لُغَةَ الهَوَى لا بُدَّ أَنَّكِ تَعلَمِي إِن كَانَ مِن صَفوِ الخَليجِ وِدَادُكم شَغَفي بِكُم قَطراتُهُ مِن زَمزَمِ أوْ كانَ دينارٌ بجيبكِ كامنٌ فَبدفءِ ذَاتِ الجيبِ يحلُمُ درهمي فاستوطِني قَلبي وصُكِّي بَابَهُ وعلى السُّويداءِ الوثيرةِ فارتمي فَتَنَفَّسَت صَعُدَاءَهَا واغرَورَقَت أَلحَاظُهَا وَتَنَهَّدَت بِتَبَسُّمِ وَتَحَوَّلَت مِن طِفلَةٍ تَبكِي إِلَى حُورِيَّةٍ بَسَمَاتُهَا مِلءُ الفَمِ - الكامل - |
|||
14-09-2018, 05:36 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: شقاوة طفلة
سلام الله
ميمون منجزكم طمعاً في رايكم وتعقيبكم نرشح لكم هذا المنجز : http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=72178 رايكم منارة ود لا يبور |
||||
14-09-2018, 08:58 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: شقاوة طفلة
اقتباس:
احترامي |
||||
14-09-2018, 09:42 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: شقاوة طفلة
سرد ماتع لقصّة حبّ جميلة
بارك الله فيك أخي محمد.. يَا طِفلَةً إِنَّ السِّنينَ طَويلَةٌ ونصيحتي بالعِشقِ ألا تحلُمي أحسب أنّ طفلة هنا نكرة مقصودة .. العَينُ بَحرٌ والرُّمُوشُ نَخِيلُهُ والثَّغرُ بُرٌّ أَو حُبَيبَةَ سِمسِمِ حبيبةُ.. والشَّعرُ مِن شَمسِ الأَصيلِ شَقَارُهُ خَمرٌ شِفَاهَا مِنْ نَبيذٍ عَندَمِ هل شقار مصدر شقر؟ .. شفاها ؟ ما زِلتَ مَن يُفضِي عَلَى رُوحيْ الهَوَى فَيضَ البَرِيقِ عَلى غَديرٍ مُلهَمِ الصفة عادة تسهم في بيان الموصوف أمّا هنا فوجدت أنّ جملة " غدير ملهم " اكتنفها الغموض .. وَأَرَى بِلَمحَةِ طَرفِ عَينِكَ حِدَّةً تَخشَى مَلامِحَهَا عُيُونُ الأَدهَمِ الأدهم..لم أتبيّن قصدك .. أَنَا لَستُ أَرجُو مِن فُؤادِكَ حَيثُ لَن يُخلِي سَبِيلَ أَسيرَهُ المُستَسلِمِ أسيرِهِ.. رَقرَاقَةُ الدَّمعِ اهدَئِي لا تُرهِقِي ثَغراً تَفتَّقَ مِن رَقِيقِ المَيسِمِ رقراقةَ.. يَا حُلوَةَ الرِّيقِ التِي عَلَّمتُهَا لُغَةَ الهَوَى لا بُدَّ لَكِ أَن تَعلَمِي راجع العجز .. وَتَحَوَّلَت مِن طِفلَةٍ تَبكِي إِلَى حُورِيَّةٍ بَسَمَاتُهَا مِلؤُ الفَمِ ملء.. شكرا تليق بك أخي محمد خالص المودّة
|
||||
14-09-2018, 10:03 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: شقاوة طفلة
اقتباس:
بالنسبة لـ ( طفلة ) هي نكرة مقصودة بالفعل والغرض منها التحقير . ( حبيبة ) أراك محقاً ( شقار ) استخدمتها بمعنى اللون الأشقر ، ولكن يبدو أنها ليست كما ظننت (غدير ملهم ) تشبيه روحها بالغدير الملهَم وتشبيه الهوى بالبريق على صفحات الغدير . ( الأدهم ) هو الجواد الأسود وهو ذو عيون سوداء فيها من القوة وحدة النظر ما يلفت . هذا ما قصدته وبقية الملاحظات سيتم تعديلها ، مع وافر احترامي وتقديري لكل ما أشرت له . كن بالجوار أيها الأنيق |
||||
14-09-2018, 11:55 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: شقاوة طفلة
من الممتع الجميل هذا البوح و أزداد إمتاعا بسياحة محمد ثمار فيه بارك الله في علمه و قلمه.
و بارك في حلمك و كرمك و روحك الكريمة. استمتعت غاية المتعة و أنا أتجول في هذا الحرف الغيداق. دم بخير |
|||
15-09-2018, 01:48 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: شقاوة طفلة
اقتباس:
الله على جمال ورقّة القصيد وما حمله من قصة ماتعة عشناها فوق اوراقك بكل مشاعرنا وحواسنا. وكم امتعنا هذا الحوار الدافئ الذي تدفق هنا كشلال من شهد روى بعذوبته الذائقة. عود احمد شاعرنا القدير كم افتقدنا هذا البوح الليلكي الماتع وهذا النبض السامق دمت برقي وأناقة الحضور ودام المداد. كل الود والورد
|
|||||
15-09-2018, 02:07 PM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: شقاوة طفلة
الله الله ما أبدع ما قرأت
قصة بليغة التصويرات رائعة الإحساس وصفتها فأبدعت الأوصاف دام إبداعك الراقي و بديع حرفك |
|||
16-09-2018, 04:09 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: شقاوة طفلة
قصيدة ماتعة ونبض جميل
دمت بهذا التألق والإبداع أخي الكريم تحياتي وبيادر الياسمين |
|||
16-09-2018, 03:19 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: شقاوة طفلة
ما شاء الله نفس شعري طويل وغنى على مستوى الصورة أبدعت بهذه الأقصوصة الشعرية الهادفة أخي محمد.
تحيتي وتقديري
|
||||
17-09-2018, 06:07 AM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: شقاوة طفلة
قصيدة رائعة بحوارها وتسلسلها الجميل وما حملت
من تصوير لمراحل حب نما وترعرع وأثمر رائعة جداً استمتعت بقراءتها عوداً محموداً أ. محمد كل التقدير وتحياتي |
|||
21-09-2018, 05:36 PM | رقم المشاركة : 12 | |||
|
رد: شقاوة طفلة
|
|||
26-09-2018, 06:08 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: شقاوة طفلة
اقتباس:
أشكرك على ما فاض به كرمك من ثناءٍ وإطراء تحيتي لمرورك العبق |
||||
18-07-2023, 11:32 PM | رقم المشاركة : 14 | |||
|
رد: شقاوة طفلة
|
|||
29-10-2023, 09:18 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: شقاوة طفلة
شعر جميل، ولغة مموسقة
جميل ما قرأت هنا كل التقدير
|
||||
30-10-2023, 05:25 PM | رقم المشاركة : 16 | |||
|
رد: شقاوة طفلة
قصية رائعة ممتعة لا مست يها فرحة قلبك وانت تكتبها
مليئة بصدق المشاعر وبراءة النسج الجميل مودتي |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|