(الرؤيا الوجودية على وفق حقول مدلولات الأبعاد الكونية والأسطورية ) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-10-2016, 01:09 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عباس باني المالكي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
العراق

الصورة الرمزية عباس باني المالكي

افتراضي (الرؤيا الوجودية وفق حقول مدلولات الأبعاد الكونية والأسطورية )

(الرؤيا الوجودية وفق حقول مدلولات الأبعاد الكونية والأسطورية )
مجموعة (قبرها أم ربيئة وادي السلام )لشاعر جواد الحطاب
أن الارتكاز على البؤرة المعنوية التي تؤدي إلى تشجر المعنى من خلال الدلالة الموحدة ، التي تجعل من النصوص نصوصا تشجريه غير خاضعة للزمن ، لأن النص هنا لا يعطي تاريخ استنهاض المعنى من المكان ، بل يعطي دلالات ترتبط ارتباطا تجذريا بهذا المكان ، لهذا تصبح النصوص جميعها مفتوحة على فضاءات دلالية متنقلة في مضمون الإشارة الموحية ، التي تنمو المساحة الشعرية من خلالها و بشكل تعطي كل التصورات الفهمية ضمن دلالاتها التي لا تعطي أنساق مبعثرة بعيدة عن مركز النص ( البؤرة الدلالية ) أي أن البؤرة التي تنتج أكثر من دالة على وفق الدالة الأولى ، فهي تنمو على وفق هواجس الحس الفهمي للشاعر ويكون الزمن الخارجي زمن هامشي لأن المعنى ينتج داخل وجدان الشاعر و يأخذ أبعادا معنوية متغيرة في الدالة الثابتة في الرمز الذي يحتوي كل تصوراته الشعورية تجاه الثيمة الأساسية التي حققت البؤرة الدلالية ، وتكون هذه البؤرة الشجرية ، المحرك لكل المعاني التي يطرحها الشاعر ضمن مناخاته التركيبة لصوره الذهنية . هذا نجده في مجموعة الشاعر جواب الحطاب ( قبرها أم ربيئة وادي السلام) و هنا البؤرة الدالة هي أم الشاعر (بدرية نعمة) ، حيث نلاحظ أن الرموز الأستعارية والإيحاءات منحها التموضع وحسب الحالة الشعورية ، لكي تعطي التوليف الشعري الذي يقارب الذهنية الصورية ، فيتحول كل هذا إلى الضمير المحرك لأحداث النص وهي (الأم) ، مما يؤدي إلى خلق اللحظات الرابطة بمعناها عنده، ويجعل نصه جامحا وتستفزا في لعبة الغياب والحضور والوجود والعدم ، وقد أستطاع أن يوحد الأنساق من أجل أن يعطي نسق واحدة ضمن البؤرة الدلالية التي تتشجر إلى أكثر من دالة ضمن مركزيتها الرؤيوية البؤرية :-
عنوان المجموعة :-
جواد الحطاب
و
بدرية نعمة ...
قبرها
أم ربيئة وادي السلام


نلاحظ عنوان المجموعة الذي يعطي تشجر البؤرة الأساسية التي بنيت على العنوان ، وقد أصبح الشاعر الجزء الذي يتحرك ضمن المعاني الكامنة داخلها ،وقد صار الارتباط تفاعليا بحسه الوجودي في تكوين التصور الأشاري الذي ينمو داخل الدلالات في نصوص المجموعة أي أنه أصبح الجزء الأساسي في توزيع المعاني على وفق دلالاتها التركيبية ، لهذا يكون الزمن هو زمن خارج الدالة ، لأن الانتقال من ذاته التصورية في تحقيق الفهم للمعنى ، و الخروج من هذا إلى المكان النهائي بالفقد (ربيئة وادي السلام) والذي يمثل الغياب التام ، أي أنه حقق الترابط الدلالي ما بين ذاته ووادي السلام الذي يمثل غياب ( الأم) ، فهو لا يطرح مشاعره من خارج النص بل هو أصبح الصوت الداخلي للنصوص ، وقد أتقن لعبة التشظي داخلها ، ما جعل الإيحاء الصوري المنعكس من داخل ذاته التي تشعر بالفقد إلى الصور المرئية المحسوسة ( وادي السلام) ، ما جعلها تتوزع على المعاني في ذهنية الحدث وتوظيفها بشكل أساسي ومعنوي. نجده يبدأ مجموعته (أنا الآن من دون بدرية نعمة ؟!!!!) وينهي هذه المجموعة ( فما أعتدت النوم بعيدا عن شيلتك البيضاء ... كأحزان القديسين ) وبين كل هذا يسعى إلى تركيب التكنيك الشعري الذي يوظف الصور بكل تفاصيلها كي يحدد فعل الاستعارة التي تخضع إلى تركيب الأنساق التي تعمق مشاعره بدلالاتها الحضورية ضمن المكان الذي يكون الفضاء المنتج للعلاقات والمفارقات لكي يغير التسميات حسب حالة هذا المكان ، ما يخلق الترابط المعنوي التوحيدي ، الذي يؤدي إلى المعنى الواحد المتشجر إلى عدة معاني، لأنها لا تخضع للزمن بل أن الزمن هنا حالة طارئة وليس ثابتة بقدر تعمق المكان الانتقالي ، لأن الشاعر بني المعاني في لحظة الفقد وأنتقل بها إلى الرموز الموحية بمكان الفقد النهائي ....
ص 13
أقول لصور القديسين
للأولياء الذين تراقبني
بحنو وإشفاق
أنا في حرز مكين ،فمعي؛بدرية نعمة
لكن يحدث للمرة الأولى ؛
أن تتركني بدرية نعمة
وتذهب – لوحدها – بزيارة مجهولة !!
الشاعر أستطاع أن يتحكم برموز هاجسه وحسب تموضعها والذي يكون هو جزء منها بل هو الجزء الأساس، أي ليس حسب تصوراته الذهنية ، بل ينقل إحساساته الجوانية التي تستلب عليه فهو ثابت في مكانه وينقل ما يحدث له بعد الفقد ، حيث يوحي بالإشارة الأستعارية إلى بداية الفقد أو البداية التي سوف توصلها الى الزمن المجهول ( الموت) فألاولياء الذين يراقبون ( أقول لصور القديسين /للأولياء الذين تراقبني /بحنو وإشفاق) ما هم إلا أشارة إلى الزمن المجهول ل(بدرية نعمة ) ، فصور الأولياء ما هو إلا الزمن الموحي بغيابهم ، وهنا تتحقق دلالتان الدلالة الأولى أن ( بدرية نعمة ) سوف تذهب إلى الزمن الأخر والدلالة الأخرى كون الزمن الذي سوف ترحل له ما هو إلا زمن الأولياء والقديسين، وما هذه إلا أشارة يقينية لانتمائه بحتمية الفقد وأنها سوف ترحل، وحتى وأن رحلت، فسوف ترحل إلى زمن أفضل من الزمن الذي تعيشه الآن، لأنه زمن الأولياء والقديسين ، وهذا تبرير ضمني لكي لا يشعر بأتساع مساحة الفقد الذي سوف يعيشه من خلال فقدها ، والشاعر يحاول أن يعظم الزمن الأخر ليقلل الصدمة التركيبية في فقده . لأنه يعيش أقصى حالة الوجع والألم وهو يرى (الأم) تقترب من الرحيل إلى المجهول ، ولكي يخرج من هذه الحالة ويعود إلى الواقع من صفنته، ويعيد انتباهه بجملته الاعتراضية (أنا في حرز مكين ،فمعي؛بدرية نعمة) والتي تشكل له الجملة التي تبعده عن الاستغراق والتفكير بفقد والدته ، لكنه متيقن أنها سوف ترحل (لكن يحدث للمرة الأولى ؛/أن تتركني بدرية نعمة ،وتذهب – لوحدها – بزيارة مجهولة !!) والشاعر أتقن لعبة الاندماج مع روح النص ليوسع المعنى الأشاري في تحقيق النص ككيان له امتداده الروحي في معناه الوجداني ويكون هو الصوت الداخلي له، أي أنه يستقر في داخلة ولا يخرج منه إلا بجملته (أنا في حرز مكين ،فمعي؛بدرية نعمة) والذي جعله يعيش هذه الحالة هو عمق الإحساس بفقده لوالدته والتي كانت تمتلك التأثير الكبير في مسيرته في الحياة ، ففي هذا النص أستطاع أن يبني عدة محاور المحور الأول هو الاستغراق التام داخل النص ، والمحور الثاني هو الخروج من هذا الاستغراق بجملته الاعتراضية كما ذكرت .

ص18-19
يا ابنة الآلهة والكواكب التسعة
يا بنت اثني عشر وليا ..
في الفالة والنحري
في الزهرة ورفيقتها
نقش الأجداد على جبينك مواقع النجوم
بالأثمد والنبل
بشحم الرماد
رسموا خرائط عودتهم للأرض على يديك
وها .. عدت إلى الأرض.
هنا الشاعر يرتقي بالأم إلى مستوى الرمز ، يستطيع أن يبني عليه فكرته التأويلية، التي تعطي الأبعاد الدلالية ، توازي ما يريد الشاعر أن يقرنه مع مشاعره ، ويضمنها قيمتها الوجودية . ويعطيها الامتداد الإنساني عالي القيمة في مسيرة حياته ، لكي يخفف صدمة فقده لها ، و يعوض أحساسة بالفقد الداخلي ، وبهذا يرتقي بها إلى مستوى الفكرة الصورية والتي تنتج الرؤيا الوجودية وفق حقول الدلالات التي ترمز المعاني إلى حد يماثلها ما تمثل الأم من قيمة حضورية في رموز الإنسان إلى حد التقديس الفهمي في عمق قيمتها ، ومن خلال الرؤيا البصرية وفق الفكرة الاستبدالية لكي يقارب حسه الوجودي (يا ابنة الآلهة والكواكب التسعة /يا بنت اثني عشر وليا ..) وهنا يوظف الفعل المثيولوجي لكي يوسع من دلالاته الوجدانية والحسية ويقارب ما يريد أن يعطيها من قيم عليا. الشاعر هنا دخل منطقة الوجع والضنك ،يضيق عليه صدره الذي يؤدي إلى حالة من الكآبة والقلق والاختناق الذي يوصله إلى حالة اليأس بفقد والدته (بدرية نعمة) والسبب في كل هذه حالة اقتراب وفاة الأم والذي يؤدي بدوره إلى انحصار تفكيره المنطقي ويصل إلى المنطقة الحرجة ، المؤدية إلى تشتت فكره خارج مناخات مدلولات الإنسان ويصعد بها إلى مدلولات الأبعاد الكونية والأسطورية، فالكواكب التسعة تمثل الكواكب الكونية كلها ، ويعطيها الدالة القريبة الى ابنة الآلهة ، أي أنه أتى بالعناصر الغيبية المثيولوجية في حضور الإنسان على وفق دلالاتها ، و يعطيها إلى رموز الروح التي صعدت إلى الآلهة بعد وفاتها ، فيحدد قدسية انتماءها (يا بنت اثني عشر وليا .) لكي يحدد فعلها الإيماني وقدسية فعلها الإنساني في الحياة، لكي لا تبدو فكرته غريبة عن قيمة الأم و أيمانها الحقيقي وفعلها في الخشوع ، لهذا يحاول أن يجد التبرير، ما بين مدلولا ته الوجودية العالية في منهجية الكون الأسطوري التي أعطاها إلى رمز الأم ، وبعد أن تأكد من وفاتها ورحيل الروح إلى خالقها ، يحاول أن يعطي هذا الجسد الحضور الحضاري على وفق أنساق انتماء الأم إلى حضارة سومر (في الفالة والنحري/في الزهرة ورفيقتها /نقش الأجداد على جبينك مواقع النجوم /بالأثمد والنبل /بشحم الرماد /رسموا خرائط عودتهم للأرض على يديك /وها .. عدت إلى الأرض.) و المعروف في حضارة السومريين أنهم كانوا ينقشون الوشم على جسد المرأة ، ويحددون الكثير من علامات الكون والطبيعة ، وحسب اعتقادهم بالرموز ومقدار حضورها وتأثيرها عليهم في حياتهم ، وهم ينقشون هذه الرموز بواسطة بالأثمد والنبل وباستخدام الرماد ، حيث ينقشون نجمة الزهرة (1) التي ترمز لهم رمز الحياة والبعث من جديد ، وهي امتداد التاريخي .محاولا أن يقتنع أنها لن تغيب عن الوجود بل هي باقية فيه أو سوف تعود إليه ، وتعود الحياة لها (رسموا خرائط عودتهم للأرض على يديك /وها .. عدت إلى الأرض.) وحدث هذا بعد أن تأكد أن روحها قد غادرتها ، يحاول أن يجعل من هذا الجسد الرمز الوجودي الخالد في ماهية الإنسان ، لهذا يمتد به إلى العمق الأسطوري ، لكي يعطيه بعدا أكبر من البعد الآني ليجعل منه الرمز خالد ، لا يفنى رغم مغادرة روحه، أي أنها باقية في عالم الوجود ، وهنا أشارة دلالية إلى ما كان يفعلونه الفراعنة ، بتحنيط الجسد مثلما كانوا يؤمنون بخلود الإنسان بخلود الجسد ، لأنهم يؤمنون إذا لم يحنط الجسد تنعدم فرصة العودة الى الحياة بعد الموت ( وها ..عدت إلى الأرض )أي يجعلها خالدة في عالم الخلود .

ص22 في الروزخونيات
...بتراثاتها
أنشغل الفقهاء بدفع الرأي القائل إنك ميتة،
أو أنك تعيشين الآن حياة " سلبية
أو .. أنك ..ميتة بالكاد .
فحياتك المسكوت عنها في ‘‘ وادي السلام "
هي ما يشتغل العلماء على تبينه الآن
:النوم من دون تأويل
شروحات غير مستوفية ،مع ذكر الشيء بما يناسبه
لصعود بدرية نعمة إلى حوليات النجف الكبرى...
لعدم قناعته بوفاة والدته يحاول أن يسخر من كل الأدعات التي تفسر موتها ، حتى وأن جاءت من فقهاء الروزخونيات، لأن قناعته بخلودها ، وأنها خالدة في الحياة ،و حاول أن ينقل جسدها إلى الماضي السحيق من خلال تبيان الوشم الذي نقش عليه والتي تمثل طقوس و الرموز السومريين ، لكي يتم الارتقاء بالجسد إلى مستوى الأسطورة والخلود في الوجود الإنساني ، حيث تمثل هذه الرموز، العناوين المؤثرة في حياة السومريين وقيمتها التخيلية في الأيمان بها.و كونها تحدد قناعاتهم الثابتة في حياتهم ، وأنها رموز تمثل حركة الحياة المؤثرة عليهم في كل فصولها، ومن خلالها تصنف حركة الطبيعة إلى مستوى رموز الآلهة ، يعود الشاعر إلى الفقهاء ، بعد أن أتوجهه إلى التاريخ الأسطوري وثبت خلود جسدها . يعود ليؤكد خلود روحها من خلال السخرية بالفقهاء الذين يؤكدون بموتها ضمن قناعتهم الروزخونية ،لكنه يرفض هذا ويصر على عدم موتها ، وأنها أرتقت وحتى حسب حوليات النجف الكبرى ، لهذا يحاول أن يناقش قناعاته من خلال الروزخونيات ودلالاته الفقهية ( في الروزخونيات /...بتراثاتها /أنشغل الفقهاء بدفع الرأي القائل إنك ميتة، /أو أنك تعيشين الآن حياة " سلبية /أو .. أنك ..ميتة بالكاد . ) وهو لا يبحث عن القناعة بموتها بل يسخر من كل من يؤكد هذا، لأن قناعته الثابتة أنها أرتقت إلى الخلود ولم تمت ، فكل هذه الأقوال هي مجرد حالات سلبية تريد أن تؤكد ( أو... أنك .. ميته بالكاد) أي أنه يرفض أي فكرة تريد أن تقول بموتها (فحياتك المسكوت عنها في ‘‘ وادي السلام " /هي ما يشتغل العلماء على تبينه الآن :النوم من دون تأويل /شروحات غير مستوفية ،مع ذكر الشيء بما يناسبه ) فكل من يقول هذا، فهو يدعي ما يناسبه من القول، وليس كما تؤكد الحقيقة التي تقول أنها خالدة ، وأن ما حدث إلا هو نوم دون تأويل ،أي أنها نائمة فقط ، وكل ما يقول عكس هذا ، أنها مجرد شروحات غير مستوفية الحقيقة. فهي صعدت بروحها وجسدها إلى زمن الخلود (لصعود بدرية نعمة إلى حوليات النجف الكبرى...)والتي تؤكدها حتى حوليات النجف الكبرى بصعودها ،
ص30
يحدث للمرة الأولى
أيوجد قبر للإيجار جوارك
فما اعتدت النوم بعيدا عن شيلتك البيضاء
كأحزان القديسين ...
بعد أن حاول أن يرتقي ب(بدرية نعمة ) إلى مستوى الخلود، يعود ويحاول أن يؤكد عليه ،وكيف أنه لا يستطيع أن يصل إلى خلودها كما هو(يحدث للمرة الأولى /أيوجد قبر للإيجار جوارك) إلا من خلال مجاورته لها ليبين حجم قديستها وعلوها ،وأنه لا يستطيع الوصول لبدريته إلا عن طريق المجاورة ، فهي الحالة البيضاء بما تعني له في الحياة ، التي لا يستطيع هو أن احتواءها . هذا توضيح كبير أختصر أو أكد على ما طرحه سابقا بخلود الأم،من خلال التمازج التبريري و التضمين المعنوي ضمن الإشارة غير المباشرة الموحية بالمعنى الذي يريده ، وكأنه الصوت الحقيقي أمام الأصوات الأخرى التي تحاول أن لا تتطابق مع صوته ، لهذا يصر على صوته من خلال صوت النص وليس خارجه ،و نجد أن جملته الشعرية الشعورية ليست تصادمية بل جملة قناعية ترتبط بالموروث الميثولوجي والتي تبين مدى الخلود ، ولكي لا يبتعد عن التضمين الإدراكي ،يحاول أن يضعنا بصورة أيمانها وانتمائها الديني التقديسي (يا بنت اثني عشر وليا ..) وأنها سوف تكون مع القديسين( فما اعتدت النوم بعيدا عن شيلتك البيضاء /كأحزان القديسين ...) المجموعة هي رحلة في أسفار موت الإنسان ومدونات الخلود على وفق أنساق الإرث الحضاري لوادي الرافدين ( السومريين ) ضمن رمز الأم وخلودها في الحياة ، وكذلك هي مناقشة حجم الخلود في أساطير الأولين، الذي يمثلون ارثنا الثقافي والمعنوي ، والتي تستند عليه قناعاتنا في الارتقاء بالحياة الحضارية ، لذلك يمكننا القول على أن ( ربيئة وادي السلام ) أدت لقائها مقدرة الشاعر على التحكم بالأنساق التضامنية التي توسع المعنى ضمن أفقها الدلالي والتي تعطي البعد التصوري في تركيب الجملة الشعرية .


(1)انانا العذراء: ملكة السماء وابنة انكي والهة الخصب وهي ابنة الإله (سين) وهي تمثل نجمة الزهراء وتقابل عشتار فيما بعد











هكذا أنا...
أعشق كالأنبياء
وأموت بلا كفن
  رد مع اقتباس
/
قديم 27-10-2016, 12:53 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عباس باني المالكي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
العراق

الصورة الرمزية عباس باني المالكي

افتراضي رد: (الرؤيا الوجودية على وفق حقول مدلولات الأبعاد الكونية والأسطورية )

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
سلام الله وود ،
استمتعت بالمجموعة دونما قراءة لها ؛
ذلك أن أخانا وأستاذنا العباس نقلها بنقد المبدع المسؤول...
نقد نحتاجه لنصوصنا لا ريب
وأ. الجواد يستحق الضوء والاحتفاء...
مبارك منجزكم ميمون
وشكرا للرفد والإثراء...
بورك المداد
مودتي و محبتي
صديقي العزيز أستاذ عوض
دائما مرورك يثري النصوص .. شكرا لمعناك الوارف بكل هذا الألق المبدع والقدير .. وافر محبتي وتقديري








هكذا أنا...
أعشق كالأنبياء
وأموت بلا كفن
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:13 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط