|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-08-2015, 02:27 AM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الضريح
نظر الى الأعلى بعينين حالمتين وبادرني قٌائلا:
-لماذا يختار هؤلاء الموت في أقاصي الأمصار ونتوءات الجبال ؟ لم أجشم نفسي إكراهات مزالق الإختيار فأجبته بكل بعفوية: -لأن قطرات الغيث تتنزل عموديا من السماء كان علينا أن نعبر الشعب المنبجس بماء شفاف كآيات الإشراق ثم نتجه صعودا في مسارب المعراج . الشمس حالمة تدر دفقات دفء على الأعشاب النافرة برؤوسها الى الأعلى تباهي شجر الصنوبر بصفاء خضرتها ، في أقاصي الأديم الأزرق طائر يرسم دوائر تتسع كلما امعن في التحليق ثم يمرق سهما فاتكا من كنانة السماء ، يتسفل الأجواء عله يظفر بما حده البصر الثاقب ،قال رفيقي : -أتراه يتخطف من عليائه نزولا ضحية تدكي جذوة اللهب المستعر في شرايينه قوة الحياة والاستعلاء.؟ قلت له : - تلك سنن الطبيعة حتى تستمر الحياة؟،انظر باختلاجات تأملاتك ترى الحياة في تعاقبها تتعالق في تلاحم العمودي بالأفقي الشيئ الذي يفتح للحياة كوات الأمل . لم يقل شيئا ولكنه أدرك سر إصرار هؤلاء على ختم حيواتهم على قمم الجبال نعاند إلتواءات المسارب المحجرة ،تبرز نتوءات بيوتات واطئة من بعيد تتسفل بتناثرها قاعدة يعتليها سمو ارتفاعمؤلم ،تشمخ قبة بيضاء بقرميدها الأخضر مطلة على السفوح المسننة،تحتضن بآيات عيونها التي لا تنام الزرع والضرع وهسيس من ساروا ليلا ومن أقبلوا في افلاق الإصباحات قال رفيقي وقد انهكه المعراج : -أتذكر يوم تسفلنا هذه السفوح في صمت الحملان ؟ إبتلعنا الضباب بسماكة عباءاته ،لم نلتفت الى الخلف ، انسحبنا كهسيس الريح ولم ننظر الى الوراء لم ألتفت إليه وضعت في أذنيي وقرا، ما عدت أستلذ نكهة الإسترجاع ،،يستوطنني حزن في بياض علو القمم الباسقة بخلودها الأزلي ، فالنكوص اجتراح للذاكرة وعدوان يكلم النفس ويفتت الروح قال وهو يلملم بعض شتات قوى مبتورة من جسد منخور : -أتراها لا تزال تذكرني بعد انفراط عقد العمر في الترقب والإنتظار ، لا أدري ...لعل معاول النسيان عملت في هدم أطلال ذاكرتها المتيبسة فاستوطنها البياض؟ إقتعدت حجرا أبيض وأومأت الى الشفق المنفلت من عقال الصخور الصماء: -انظر حتى الروح تتنزل من السماء ثم ما تلبث أن تعاود العروج حين يمحي بياض الذاكرة ولكن البقايا المنزوية في منعرجات الروح تتمسك بإشراقات أمل منفلت من اليأس والقنوط حتى تدرك المأمول. إبتسمت في مكر وأنا أتأمل كلوم الذات ،فأنا ماكان ليذكرني أحد في الذهاب وفي الإياب جلونا عطن الهم عن شفيف الروح بتفكه أسود، نظرت الى أعلى القمم المسننة المشرئبة الى الأعلى و ابتسمت أدركت سر تخلص اليابانيين في معترك الأسطورة من المسنيين ونفيهم الى أعلى الجبل المقدس لينفقوا في عليائه ، استدرجتنا نتوءات صخور والتواءاتها، تضيق المسافات والقبة علم يلحظنا ببريق ماكر مستتر وتربص ملتبس قال صديقي : ليت شعري لما لا يتدحرج هؤلاء لينفقوا في السفوح كباقي خلق الله؟ألا يمكن أن تجد ضريحا في استواء البطاح؟. قلت :أولياء الله الصالحين لا يرضون إلاّ أن يتكبدوا مشاق الصّعود إلى أعالى الهضاب و الجبال ليموتوا هناك. لم يحصل أبدا أن تدحرج أحدهم فمات في السّفح. قيمون على ما يلج في الأرض وما يعرج منها الى السماء، يستغشون ثيابهم ويستهلكون متون أسفارهم يلوذون بآيات السمو ليدرأوا عن البلاد والعباد غوايات التسفل حتى تعرج أ رواحهم الى ملكوت الله. في مآقي الجبل تتوارى ألآف الحكايا عن العاكفين في القبة البيضاء والبادين عن أركانها ،يعتمرون إليها من كل فج عميق راجلين وعلى كل ضامر ، يحملون مع يأسهم إلتماعات أمل مهدور على دماء قرابين تعسف بها أيديهم رجاء الظفر بكرمات حراس الأوراد ،يتضرعون إليهم أياما ولا يتسفلون المنحدر إلا بعد أن يؤذن لهم عبر الرؤيا. يندحرون مستبشرين و قد تطهرت نفوسهم وزايلت سحناتهم آيات الحزن ، يؤبون الى ديارهم لا يلوون على شيئ غير خواء أيامهم وبريق أمل. جلدتنا شمس تتربع فوق هاماتنا ، بعد كأد سنجوس البيوت الواطئة ،سينجلى هم جثم على خرائب الروح، هل تكون هناك في انتظاره كما هو ديدنها كلما طوح به البين عن لعنة الصخر و المدر ؟ يقفون هناك ، شعت ، غبر ، نظراتهم حزينة وتائهة وقلوبهم هواء،أبصرونا من بعيد فاستكانوا الى دروشتهم ،هم هناك منذ الأزل يعيشون على وهم القبة وما تجود به أكف الحجاج ، يبيعون الشمع والبخور ،يقايضون أشياء كثيرة ،سبحات ومناديل وتمور ،يقنعون بالنزر القليل ،. رأيتهم يختلسون النظر و يسترقون السمع حين وطئنا الدروب المتربة ،تصدر عنهم همهمات مستعصية على الإفهام ،ينكصون على أعقابهم معتصمين ببيان صمت مريب ،حتى إذا ضاقت بهم المسالك نبذوا عيهم وقالوا :ألم نكن تبعا لكم ؟ قلنا :بلى ، قالوا : فلما هجرتمونا بعد أن استقامت الخطوط أفقيا؟ نظرنا اليهم تتلبسهم الدروشة و المسكنه وقلنا: لتكتشفوا دواخل نفوسكم وتكسروا القيود وترسموا الخطوط الهادية لمعايشكم صاحوا : والضريح المنتصب فوق هامات بيوتنا مصدر اقواتنا وسر بقائنا، ما نحن فاعلون؟، قلنا :الم يامر الله أن يطهر البيت للعابدين والسجد الركوع ومضت أعينهم باشراقات راضية ثم أنصرفوا لا يلوون على شيئ وقبل أن تلتهمهم الأزقة المتربة عادوا نظروا الى صديقي بحزن وقالوا :رحلت بعد ضاقت بها الدنيا بما رحبت ، رقبت أوبتك تجالد الزمن ،فلما استياست خلصت الى ربها .قال صديقى : أين مرقدها ؟ ،اشاروا الى القبة البيضاء |
|||
29-08-2015, 02:41 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: الضريح
مرور للترحيب
بالكاتب القدير الجامعي بوشتى حللت أهلا في مضارب الفينيق نتمنى أن يطيب لكم المقام بيننا تقديري
|
||||
29-08-2015, 03:06 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: الضريح
شكرا اخي يوسف بترحيبك الدافء
الدال على رحابة الصدر ورقة الشعور دام لكم الابداع |
|||
29-08-2015, 04:28 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: الضريح
سلام الله
مرور اول بغية تثمين منجزكم ولنا عودة لتناول وليدات حروفكم كثير ود |
||||
29-08-2015, 10:07 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: الضريح
ثقافة الضريح في الموروث
وتوثيق سفر الرّوح واستعراض مدهش لعلاقة العامودي بالافقي من خلال اسقاط المفهوم "الحياتي" على هذه العلاقة وتوظيف الاسطورة لمحاكاة المشهد / الحبكة من خلال قالب سردي فلسفي ولغة "ترميزية" وصفية بليغة فتحت النص على التأويل ميمون منجزكم الاستثناء وكل الود |
||||
29-08-2015, 11:20 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: الضريح
ألف مرحبا بمبدعنا السي الجامعي بوشتى في رحاب الفينيق
مرور أول زيارة للضريح وترحيبا بهذا الغرس السردي الرائع ثم لي عودة بحول لله لقراءة على مهل مرحبا بك أخي
|
||||
30-08-2015, 02:58 AM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: الضريح
اقتباس:
واملنا رحب في مقارباتكم للتدرج بالسرود واشكالها الى مدارج التجريب خصوصا إذا كانت القاربات نتاج القراءة العالمة المشبعة بثقافة متشعبة المضان شكرا سيدي زياد مودتي |
||||
30-08-2015, 03:08 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: الضريح
اقتباس:
قد يعجز القلم عن شكركم على حفاوة الترحيب إلا ان اكبر ترحيب تتجلى بذوره في التعامل مع النصوص المبدعة مقاربة ونقدا وتوجيها حتى تنمو الفسيلة السردية نموا فنيا في عوالم الابداع ومتخيلاتها مودتي |
||||
30-08-2015, 09:54 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: الضريح
بكل صدق النص فلسفي
ولم أستطع الولوج والاشتباك بما يليق سننتظر قراءة الزملاء تحياتي
|
||||
30-08-2015, 11:24 AM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: الضريح
اقتباس:
سلام الله أخي الفاضل شكرا على ردك الطيب الجميل كان لابد من الترحيب بك سيدي أولا وحين أعد بأن أعود أعود ثم راقني بل أنا في حضرة مبدع رائع ، فحثك على أن نحاور النص ، هذا يقول بأن الإبداع بخير حسنا ... قصة عميقة تسلط الضوء على وهم الاسترزاق بواسطة الولي الصالح تسلط الضوء على هذا الوهم الذي يجعل خيط الربط ما بين العبد والعبد وربه بينما لا خيط ولا واسطة ما بيننا وبين ربنا الكريم فالولي الصالح عبد كباقي عباد الله/ ولو كان يستطيع لاستطاع لنفسه ، ونفى عنها هذا الذي يحدث باسمه ادعاء وجورا ترى لم تشرق رؤاهم عند القبة والضريح؟؟ لم بـُنيت في مخيلة الوعي الشعبي الجماعي هذي الهيبة ؟؟ وهذا الإيمان المنفلت بأن الولي الصالح قاب قوسين من ضوء الحقيقة المطلقة ؟؟ ثم القبة والقمة؟؟ مفردتان غنيتان بالمعنى والقمة تفسر ربما هذا الذي ينمو في مخيلة تعيش وتقتات على الدعاء؟؟ ثم تدين القصة في عمق ما تحمله ما يحدث من فوضى / ربما مقصودة من طرف من يرغبون في استمراريتها / لـ يتسع الليل وكواليسه لما يقررون فلينشغل الشعب بالأولياء ، وليذبح لهم القرابين وليخرج من ملته لا يهم مادامت الكواليس ستخلو للقابضين على جمر التسيير. قصة فلسفية الرؤية عميقة / طر حت قضية الأولياء الصالحين وفي عمق الطرح بديل هكذا قرأتها هل قراءتي صحيحة؟؟ ربما فالنص غني بعمقه وبرمزيته العالية / وهذي الرمزية والعمق ستأتيهما القراءات من كل فج . همسة: بعض الهفوات الرقنية مرت أخي شيئ ؟؟ وغياب همزة القطع أحيانا؟ ؟ وشعت .؟؟ تدكي ؟؟
|
|||||
30-08-2015, 11:34 AM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: الضريح
اقتباس:
شكرا للزهراء على الولوج الجميل بين نثايا النص ربما أنك تعرفين طيبعة الحدث كونه بالمغرب العربي أكثر منا ربما التبس علي الأمر وربما لم يسمح الظرف بالولوج لي كما يليق تحيتي لك ولكاتب النص
|
|||||
30-08-2015, 12:32 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
رد: الضريح
اقتباس:
هي محاولة النص عال الرمزية ويغري بالقراءة تركت لك رسالة برابط
|
|||||
31-08-2015, 06:03 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: الضريح
اقتباس:
قراءتك للنص السردي قراءة الناقد العالم المتسلح بأدوات التفكيك لمساءلة النصوص ومن ثمة فتح مسالك التأويل حتى تتعدد القراءات وتتشابك الدلالات ،فمقاربتك لتيمة الضريح وما يترتب عليه من استغلال للبسطاء أمر لا مراء فيه شكرا ناقدتنا الححصيفة بقلمها |
||||
|
|
|