العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-02-2014, 01:40 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
يوسف قبلان سلامة
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
لبنان
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


يوسف قبلان سلامة غير متواجد حالياً


افتراضي صراع روحيّ في القارّة الشّمالية (رُعْب)

صراع روحيّ في القارّة الشماليّة (رُعْب)

الجزء الأوّل
تحت الضّغط النّفسي و في مواجهة الخطر بدت الأجواء أمامه عجيبة. فقد بدا أنّه على حافّة كهف و أن الغيوم صارت حمراء كالدّم، بل مُشتَعِلة. إنه بركان، بُركان جحيميّ. و فجأة سمع صوت يقول له: انتبِه، لا تدع الشّعور السّلبي يُسيطِر عليك، فسيقودك للانتحار دون شك. أثبُت، واجِه. حدث صمت مُهيب، ثم صعدت أصداء أصوات قائلة: حاولنا و كان الفشل من نصيبنا، فماذا تُراكَ فاعل؟ حذااار.
أحنى البطل رأسه رافِعاً سيفه الذي بدا كَشُعلة ناريّة متوهّجة لا حَدّ لِحرارتها. ثم هوى راكِعاً مُتّكئاً عليه، سانِداً مُقدمة رأسه على قبضة السّيف الذي غُرِس في الأرض. فصعد بُخار و كادت الأرض تشتعل تحته، إلاّ أن نسيماً بارِداً هَبّ فجأة و أطفأها. و حدث أن...
مهلاً عزيزاً القارِئ، قد تبدو هذه الرّواية كقصّة مغامرة لِبطل أسطوري في الأدغال، لكنّها في الحقيقة أعظم من ذلك بكثير؛ فلستُ أعتقد بأنّها خُرافة بل حقيقة لا مُراء فيها، و إليك البُرهان.
كُنت في أحد الأيّام جالِساً في إحدى قُرى ألاسكا، في منطقة كالصّحراء الثّلجيّة. أحببتُ كَرسّام أن أرسم بيوت الأسكيمو و سُكّانِها، و لِسوء حظّي لم أعثر على مشهد فريد ألوّن بِه لوحتي. فابتعَدت في إحدى الليالي مُرتَقياً هضبة ثلجيّة غير آبهٍ بالمخاطِر، و رحت أستعرض كفنّان متجوّل المناطِق التي زرتها في هذه البلاد النّائية. و قد شعرت بِغيظ شديد إذ لم أجد ما كنت آمله. و فجأة هبّ هواء منعِش لفح وجهي بنسيمِهِ المُنعِش. ثم ظهرت نجوم كثيرة في السّماء لم أر ككثرتها في حياتي! فقلت في نفسي: لن أعود إلى منزلي خالي الوِفاض، بل سأرسم النّجوم كما هي مُقَدّراً المسافات و الزوايا و الارتفاعات الحائلة بين بعضها البعض، بِنسبة حجم الورقة لِتبدو الورقة نسخة عن السّماء. فَلِم لا؟ سأحاوِل. ورحت أرسم النجوم على الورقة دون أن أنظر إليها، بل مُقَدّراً المسافات بحسب إلهامِي، و ذاكِرتي. فور انتهائي من الرّسم شاهدت شُهُباً ذات عِدّة ألوان تختَرِق كَبِدَ السّماء. فلم يُضيّع الفُرصة، بل رسمها بِحسَب مسارِها و انحِرافها و حجمها، و كان عددها بالعشرات. وكان كُل شهاب ذو لون مُعيّن. كل ذلك و أنا أنظر إلى وجه السّماء دون أنزِل عينيّ مُجَدّداً. و فجأة، تَبَدّد كًل شيء، واكتست السماء بالغيوم، فأبرقَت، وانطلق صوت الرّعد كصوت أسد مُزَمجِر مُخيف اختَرَق أعصابي و عظامي. وضعت اورقي في جيب قميصي، واتّجهت إلى منزل لِسُكّان الإسكيمو. إنّه فندق ثلجي ذو ثلاثة طوابِق. دخل غرفته و أقفل النّور.
وهُنا نريد أن نُعْلِم القارِئ بأنه من عجائب البيوت الثّلجية أنّها تختزِن الدّفئ بِشكا لافِت، حتى يخال المرء أنه في غُرفة ذات تدفِئة.
قال: كنت مندَهِشاً مِمّا حَصَل، وعند انتصاف الليل جاءت زوجَتي من غرفة الجلوس بعد مشاهدتها لِبِرنامج تلفزيوني عن الطّبيعة. عانقتني، لكن ياللهول، ففي تلك العتمة خِلتُ أنّي رأيت أن وجهها قد انمَسَخَ إلى هَيئة مُرعِبة، شخص ذو أنياب و شعر طويل، وعيون حمراء بَرّاقة، وأنف كالسّيف. فم ذِئب بِوَجه إنسان. لكنّي عزوت ذلك للحالة النّفسيّة الغريبة التي مَرَرْتُ بِها، لكنّي استسلَمْتُ للنوم.
استيقظت باكِراً، وقَبّلت زوجتي الجميلة الغالية، و خرجت لِرؤية الوَرَقَة. فانبَهَرتُ لِدَرَجة لا توصَف. لقد حملت الورقة أشكالاً هندسيّة مُتَكَرّرة ومُعَقّدة تُشبه الأهرامات الثلاثيّة الأبعاد، كأن الأبعاد الكونيّة قد اجتمعت فيها، فضلاً عن الألوان المُندَمِجة ببعضها البَعض بِشكل يعجز الفِكر عن وصفِه؛ صورة لا توحي بأنّها للسّماء، ولا أعتَقِد بأن أيّ عالم فلك يُمكِن أن يُحَلّل ما جاء فيها.
وبينما كنت أتأمل فيها، شاهدت صورة المِسخ الذي رأيته ليلاً، و كانت أصابع يده ذات مخالِب حادّة و طويلة كالشّفرة، و كان يؤشّر لي به أن اقتَرِب. تمالكت نفسي قليلاً لكن سُرعام ما شهقتُ شهقة ذُعر. فدخلت زوجتي الغُرفة، و تحلّق سكان الفندق الصّغير حولي، و حملوني إلى الدّاخِل واضِعين الورقة في جيبي.
فرويت لهم ما حدث، فلم يُصدّقوا ما قلته، و نعتوني بالواهِم. ومِمّا زاد الطّين بِلّة أن تراهن صاحب الفندُق معي، طالِباً مني اصطحابه إلى المكان الذي ظهرت النّجوم عنده في الليل. و إنه إن لم يُشاهِد ما رويته لهم فسيأخذ كل مالي. خِلته يمزَح، و توجّهت بِهِ مع عدد كبير من رُوّاد الفندق إلى المكان.
هيّأ الجميع آلاتهم السينمائيّة، و كل ما توفّر لهم من وسائل اتّصال، و أذاعوا الخبر في العالم عبر الإنترنِت. لكن المفاجِئة الصّاعِقة صرّحت بأنه لم يوجد أي شيء مِمّا ذكرتُه عن النّجوم. فأسقِطَ في يدي، و خَسِرْتُ الصّفقة، و اضطررت كرجل ذا كلمة أن أحوّل له كُل ممتلكاتي عبر المَصرِف الذي أودع نُقودي فيه.
أويتُ إلى فِراشي حزيناً و مُكتَئباً و يائساً؛ إذ سأمكث مع زوجتي هناك حتّى يتسَنّى لي إيجاد عمل ما أجمع من خِلالهِ ثروة مُعيّنة فأعود إلى وطني في نيويورك.
لم يبقى سوى زوجتي لِتواسيني، فانتظرتها في غُرفتي. و جعلت أمضي الوقت بالتأمّل في ورقة النّحس هذه. لكنّي شعرت بأنها تحمل سِراً خطيراً، فاحتفظت بِها مُرغماً.
إلاّ أن زوجتي لم تأتي، فَجُنّ جنوني، سألتُ عنها لكن أحداً لم يعلم عنها شيئاً. و قد قيل لي أن صاحب الفندق مريض، و أن مروحيّة نقلته إلى مستشفى في ولاية ديترويت.
فاضطررت أن أخرج، و قد دفع بي الجنون للصراخ حتّى أصابتني عَلّها تسمعني، و قد أصابتني بُحّة شديدة على إثر ذلك. صعدت إلى تلك التلّة، وسمعت حركة ما. توجّهت إلى مصدر الصّوت لأجد ما لم يكن في الحُسبان، و ما لم تُحْمَد عُقْباه. كان صاحِب الفُندق اللعين يمارِس الجِنس مع تلك الزوجة السّاقِطة في الماء، على بُعد مترين من باب جليدي دائريّ غريب. وللحال أخرَجت سِكّيناً من جيبي و رميته بِه. فإذا بالخنجر يدور بِسرعة كبيرة حول محوره كعقرب السّاعة مُختَرِقاً صدر ذلك الوغد من وسطه، أمّا تلك المرأة فغاصت في الماء لِشِدة ذعرِها و اخْتَفَت.
و فجأة، رأيت يد الرّجل مؤشّرة بإصبعها نحوي، قائلاً بِصوت المُحتَضِر: مَزّق الورقة و إلاّ فالويل لك. ثم أخرج ورقة نقديّة من فِئة دولار واحد أمريكيّ. كنت قد صدمت بسبب معرفته أني أحوز ورقة كهذه، لكني قلت له: إنها ورقة فنيّة لا تقدر بِثمن، و لن أساوم عليها و لو أعطيت مال الدّنيا، فهي ورقة فنيّة لن تعرف قيمتها أيها الكاذِب. لكنه بدا أنه يشير لِرمز الهرم الذي على الورقة النّقديّة. ثم راح يُؤشّر لِنفسه: فقلت له: اذهب لى الجحيم، فلن تكون إلا على رأسها. و في تلك اللحظة غار في الماء، و أقفِل الباب الضّخم عليه تِلقائيّاً.
يتبع...
مِن كِتاب الهَرَم الذّهبي
عن دار العنقاء للنّشر والتّوزيع






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-02-2014, 11:50 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
روضة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


روضة الفارسي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صراع روحيّ في القارّة الشّمالية

نص سردي متقن يترواح بين الواقع و الرمز
مكتوب من لدن متمكن ويضا بفكر إنساني عميق .
أشكرك على الُإثراء أديبنا يوسف
روضة






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-02-2014, 11:06 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
يوسف قبلان سلامة
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
لبنان
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


يوسف قبلان سلامة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صراع روحيّ في القارّة الشّمالية

إلى الأستاذة الكبيرة والعزيزة جِدّاً روضة الفارِسي،
لكِ مِنّا أطيب وأصدق التحيّات، وألف شكر لمروكِ الكريم المُشرِق دائماً بنور الإخلاص والوفاء.
أخوكم يوسف قبلان سلامة






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-02-2014, 12:46 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صراع روحيّ في القارّة الشّمالية

سرد طيب
فما بين الخيال والواقع شعرة حلم ترويه
ونتابع معك


همسة:
بعض الهفوات
بِشكا لافِت، *-* تقصد بشكل

وهُنا نريد أن نُعْلِم القارِئ بأنه من عجائب البيوت الثّلجية أنّها تختزِن الدّفئ بِشكا لافِت، حتى يخال المرء أنه في غُرفة ذات تدفِئة.** بدت لي الجملة هنا حشو
فما دخل القارىء في شؤون السرد ؟؟
كان بالإمكان التخلي عن مفردة { وهنا نريد ان نعلم}

لم يبقى سوى زوجتي لِتواسيني ** لم تبق
إلاّ أن زوجتي لم تأتي، لم تأت
وضعت اورقي في جيب قميصي** تقصد أوراقي

وتقديري لحرفك أستاذ يوسف






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 28-02-2014, 01:48 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
يوسف قبلان سلامة
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
لبنان
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


يوسف قبلان سلامة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صراع روحيّ في القارّة الشّمالية

إلى حضرة الأستاذة فاطمة الزّهراء العلوي المحتَرَمة،
تحيّة طيّبة وبعد،
شكراً لمروركِ، ولكم مِنّا الاحترام والتّقدير.
أمّا بخصوص القِصّة، فقد وجِدَت القِصّة بشكل عام، ليتمّ تلقّيها من القارئ بشكل عام وقد تكون موّجهة كرسالة خاصّة لأشخاص معيّنين لهدف معيّن. قد تكون موجّة إمّا للأخ، للأخت، للصّديق، أو الزوجة، أو الزّوج، الحبيب أو الحبيبة، إلخ...
أمّا أنا فحسبي أن أرضي خالِقي، الله عز وجل، في كل شيء، آمِلاً أن تنال الإعجاب والتقدير. وكل إنسان حُرّ في رأيه.
أما الكلمة التي ذكرتِها حضرتك، فهي لا تُلزِم أحداً بأمر ما. إنها من باب المعلومة.
وفي اللغة الإنجليزيّة تعني، "To inform".
وأود أن أكرّر ، إن القارئ حُرّ في تفسيرها.
مُجّدّدا، شكر وتقدير لمرورك الكريم.






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-03-2014, 04:44 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صراع روحيّ في القارّة الشّمالية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف قبلان سلامة مشاهدة المشاركة
إلى حضرة الأستاذة فاطمة الزّهراء العلوي المحتَرَمة،
تحيّة طيّبة وبعد،
شكراً لمروركِ، ولكم مِنّا الاحترام والتّقدير.
أمّا بخصوص القِصّة، فقد وجِدَت القِصّة بشكل عام، ليتمّ تلقّيها من القارئ بشكل عام وقد تكون موّجهة كرسالة خاصّة لأشخاص معيّنين لهدف معيّن. قد تكون موجّة إمّا للأخ، للأخت، للصّديق، أو الزوجة، أو الزّوج، الحبيب أو الحبيبة، إلخ...
أمّا أنا فحسبي أن أرضي خالِقي، الله عز وجل، في كل شيء، آمِلاً أن تنال الإعجاب والتقدير. وكل إنسان حُرّ في رأيه.
أما الكلمة التي ذكرتِها حضرتك، فهي لا تُلزِم أحداً بأمر ما. إنها من باب المعلومة.
وفي اللغة الإنجليزيّة تعني، "to inform".
وأود أن أكرّر ، إن القارئ حُرّ في تفسيرها.
مُجّدّدا، شكر وتقدير لمرورك الكريم.

للكتابة حريتها
وللقراءة حريتها
وبعيدا عن معنى المفردة بالانجليزية او بالفرنسية لان الحديث يطول في هذا المجال
المهم
من فضلك حرر الهفوات النحوية التي أشرت إليها لتكون قراءتي قد حققت تواصلا

ولك مني وافر التقدير والاحترام






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 01-03-2014, 07:09 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
يوسف قبلان سلامة
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
لبنان
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


يوسف قبلان سلامة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صراع روحيّ في القارّة الشّمالية

أهلاً وسهلاً بالأديبة المحترمة السيّدة فاطمة الزّهراء العلوي،
تحيّة طيّبة وبعد،
وللغات الأخرى، لها عندنا، أيضاً منزلتها واحترامها، وكرامتها وقد يضطر المرء للتوضيح، بعيداً عن إطالة الحديث الذي يزول بدوره، بعد التوضيح؛ فما عنيتُه هو توضيح المعنى لجملتي التي أشرتم إليها بكلمة واحدة، وليس لفتح موضوع آخر على الإطلاق. نحن نكتب مايمليه علينا ضميرنا وشكراً.
محبتنا واحترامنا لحضرتكم.






  رد مع اقتباس
/
قديم 02-03-2014, 01:46 PM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


فاطمة الزهراء العلوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صراع روحيّ في القارّة الشّمالية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف قبلان سلامة مشاهدة المشاركة
أهلاً وسهلاً بالأديبة المحترمة السيّدة فاطمة الزّهراء العلوي،
تحيّة طيّبة وبعد،
وللغات الأخرى، لها عندنا، أيضاً منزلتها واحترامها، وكرامتها وقد يضطر المرء للتوضيح، بعيداً عن إطالة الحديث الذي يزول بدوره، بعد التوضيح؛ فما عنيتُه هو توضيح المعنى لجملتي التي أشرتم إليها بكلمة واحدة، وليس لفتح موضوع آخر على الإطلاق. نحن نكتب مايمليه علينا ضميرنا وشكراً.
محبتنا واحترامنا لحضرتكم.
واحترامي الكبير لحضرتك الاستاذ يوسف
واتابع معك باقي الاجزاء
تقديري






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 12-03-2014, 07:42 PM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
محمود مليكة
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تونس
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمود مليكة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صراع روحيّ في القارّة الشّمالية

العزيز يوسف :

بداية رواية تستأثر بالاهتمام لتداخل الواقع و الخيال فيها .

سحرني حقا وصف السماء و النجوم و تقلّب الطبيعة في تلك الاصقاع الثلجية الغامضة الغريبة .

للجانب الانساني الاجتماعي تطوّرات لاحقة على ما أعتقد فلك منّا كلّ التحفيز و نرجو المتعة و الاستفادة للجميع .

بوركت يوسف و سلمت .






  رد مع اقتباس
/
قديم 13-03-2014, 04:24 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
يوسف قبلان سلامة
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
لبنان
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


يوسف قبلان سلامة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صراع روحيّ في القارّة الشّمالية

أخي الأستاذ العزيز محمود مليكة المحتَرَم،
تقديرنا العظيم والخاص لِحضرتكم، ولكلماتكم المفعمة بالحياة وكل ما هو جليل.
ألف شكر لمروركم الكريم.
اخوكم المُخلِص،
يوسف قبلان سلامة






  رد مع اقتباس
/
قديم 07-11-2014, 12:44 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
يوسف قبلان سلامة
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
لبنان
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


يوسف قبلان سلامة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: صراع روحيّ في القارّة الشّمالية

الجُزء الثّاني (رُعب)
كانت مجريات تلك الحادِثة المشؤومة ملازمة إيّاه ملازمة السّوار بالمِعصم، فلم يستطع النوم لِمدة ثلاثة أيام بسبب الحالة النّفسيّة الصّعبة والغريبة التي انتابته. أما الأغرب فهو نقش الخطوط الهندسيّة لِنجوم السّماء كالنّار في ذاكرته؛ فكُلّما أغمض عينيه كان يراها.
راح يحاول نسيانها فلم يستطيع. أمّا الأغرب من ذلك فهو رؤيته لذلك الوحش في نومه في كل يوم، وهو يظهر له عن بُعد حامِلاً سيفاً أحمر، و عيناه تُشِع بِلون بُرتقالي وهو يضحك ضحكات هستيريّة، ثم تارة يختفي وطوراً يظهر في عِدّة اتّجاهات، ثم يضحك، ولِضحكه صدى غريباً. فكان يَستيقظ يوميّاً كُل ثلاث ساعات. كان يُفَكّر بزوجته الزّانية التي سمع أنّها خرجت سِرّاً من الماء عائدة إلى نيويورك.
لم يَبُح لأحد عمّا كان يُشاهِدهُ، الأمر الذي سبب له ضغطاً نفسيّاً أعظم. فقد خاف أن تحدُث كارِثة نتيجة إفشائه السّر. ثم تابع حديثه قائلاً:
كنت و ما زلت على حب كبير بالتّعَلّم، فقد كنت آمَل أن أجد اللوحة المميّزة التي ستضعني في مصاف أعظم الفَنّانين كليوناردو دا فينشي، وبوشيه، وغيرهم. لكن الحظ لم يحالِفني. لكني أعتقِد بأن هذه اللوحة تحمل معنى عميقاً مخفيّاً خلق الخطوط الهندسيّة العجيبة التي رسمتها. ولكن كيف لي أن أبعثها إلى الأكاديميّة العُليا لِيتم الإعتِراف بِها.
تحدّثت مع نزلاء الفندق بمواضيع كثيرة، لا سيما عن الجمال الرّيفي لِمدينة نيويورك ونهر الهدسون الذي يمر فيها، ذلك النّهر الذي أحب مشاهدته، والذي خلّده الكاتِب الأمريكيّ الكبير واشنطن إرفينغ. لقد أثار اسم الكاتِب موجة من التّرحيب الكبير من قِبَل جُلسائي. و بعد ذلك صعدت إلى غرفتي وقمت بإعداد كوب من الشّاي، استلقيت على سريري، و جعلت أتأمّل الصّورة العجيبة مُجَدّداً، فاتِحاً النافِذة، و لكن، و لِسوء الأقدار، ظهر ذلك المسخ مُجَدّدا دون سابِق إنذار. قرصت ذراعي لأتأكّد من أني بِكامِل وعيي، فتأكّد لي ذلك. كان ذلك الشيطان يُصدر أصواتاً كفحيح أضخم أفعى يمكن أن توجد. أما الأمر الأغرب فهو حركة الغيوم و الرياح و الأمطار (في الصّورة) كانت تتحرّك وِفقاً لإتّجاه عينيه. كان الوحش يضبِط، أو يتحكّم بالقوّة المندَفِعة، فتارة يقويها، و طوراً يُخَفّفها أو يُفلِتها؛ تماماً كالمياه المندَفِعة من خرطوم المياه. إنّه مخلوق غريب دخل عالم الأرض من عالم آخر مُحدِثاً فيها تأثيراً غريباً. و فجأة تكوّن في يده السيف ذو أسنان حادّة، و تُرسٌ شعاعي، ثم رأيت ثيابا غريبة تريد إلباسه و كانت تقتَرِب شيئاً فشيئاً من جسمه. كان يُحَدّق نحوي بنظرات ناريّة قائلاً: لا. ترى ما الذي قصده بهذه الكلِمة. و في الحال شعرت بِقوّة ما تحل عليّ و بِصوت صفير حاد في أذني. لِتتمَثّل لي تلك الظّواهِر الخارِقة أمامي لكن دون مُشاهدتها بالعين المُجَرّدة؛ عرفت أن سيّاله قد لَبِسني، و بأنه قَبِل التّحدّي.
عزيز القارِئ: هل تظُن أن للشّر سلطان على البشر، لتحريكهم كما يشاء هو؟ أؤكّد لك بالنّفي؛ فكل شيء مؤقّت، وإن حدث، يحصل ضمن فترة زمنيّة محدودة، ليتلاشى بعدها إلى الأبد. وتذكّر قول السيّد المسيح له المجد: من يصبِر لى المنتهى فهذا يَخلُص. إذَنْ لِنتابِع...
تحوّلت حياتي جحيماً، مُرتَقِباً فِكاك أسري من هذا الوحش المُرعِب الذي أصبح أنا. فكان يظهر لي كل ثلاث ساعات في النوم، لكنه لم يمكّن مني بالرّغم من الخوف الذي كان يَعْتريني.
جعلت أقرأ الكتاب المُقَدّس ولا سيما سِفر الرّؤيا. حتّى توقّفت عيناي عند رقم الوحش 666. لقد تأكّد لي بأننا في الأيّام الأخيرة، فوجود قوّة رهيبة كهذه على الأرض، تطلق حِممها الجحيميّة لَهي خير دليل على ضربها يوماً ما بيد من حديد.
لكن الأمر لن يُحَل بالقوّة، فأنا لا أؤمِن بذلك، فالسّلام حقيقة سماويّة شِئنا ذلك أم أبَيْنا. و فجأة شعرت بأني أغرَق، أغرق في اليابِسة بِبِطئ، في هوّة الموتّ! شعرت بأني سأنزل إلى درك جُهنّمي شبيه بِعالمنا الأرضي حيث سيُسيطر عَلَيّ ذلك العفريت إلى الأبد فيظهر لي في كل لحظة مُجرياً خوارِق ليجعلني منظراُ و لعبة أمام الخليقة، اختل توازنها النّفسي ليتحكم بِها كاللعبة التي تحركها الخيطان. شعرت بأنني أنزل بهدوؤ، فجعلت أرَدّد اسم الله عز وجل شاعِراً بتأنيب ضميريّ رهيب. فالموازين الطبيعيّة اختَلّت، وها المياه تجرِف الشّوارِع، والصّواعِق تضرب المدن و النّاس بوحشيّة لا تُجارى. وفي الحال شاهدت هذه الصّواعِق تستحيل شهباً. كنت في هذه الأثناء قد غرقت إلى ركبتَيّ. ورحت أحلل عدد الوحش المذكور، وإليكم ماذا وجدت.
إن الرسالات السّماويّة التي جاء بِها الأنبياء عبر الأزمِنة هي واحِدة، لكن بالمقابِل، كان الشّر يعمل على التمرّد وعصيان الأوامِر الإلهيّة، فخلق عوالِم معاكسة لها و قَلّدها بِحسب العِلم الذي اختَزَنَه. و حاول أن يعكِس كل ما يجيء على لسان الأنبياء من خوارِق وأعمال. ولا سيما بتأليه نفسه بالتمَرّد، جاعِلا نفسه البِداية و النّهاية. إلى أن وصل الأمر إلى تناول الفِكر الفَلسَفي للثّالوث، الذي استنتجه بعض فلاسِفة رعايا الكنائس ؛ وهكذا نستطيع أن نقول بأنه كما يوجد هذا الثالوث عند بعض (من يؤمنون بالله بإخلاص)، كذلك يوجد ثالوث لِبعض المدّعين أن أعمالهم حسنة، لكن أعمالهم بعيدة عن وصايا الله عز و جَلّ. فكما يقول ذلك الفِكر الفلسفي: الله عز و جل متجسّد بالكامِل في كًل أقنوم، وأنها هي الله وحده. إذن يكون ثلاثة في واحد في الآب، و ثلاثة في واحد في الإبن، و ثلاثة في واحد في الرّوح القًدُس. إذَن ثلاثة و ثلاثة و ثلاثة يقابلهم ثلاثة و ثلاثة و ثلاثة في عالَم الشّر؛ لأرواح قامت بتقليد الفِكر الفلسفي محوّلة إيّاه للشّر. و يكون المجموع في كل جِهة 666.
أود أن ألفِت انتباه القارئ الكريم بأنه أثناء تحليل بطل القِصّة لِعدد الوحش، حدث أن انقسم البرق إلى كرتين بَلّوريّتين عند قطبيّ الأرض. و بينما كان يحلل هتف قائلا وجدت الحل إنه كامِن في ذلك السيّال الفِكري و سوف يبيد. و فجأة غطّت قُبّة كهربائيّة الأرض. و حدث أن اختَل توازن كل شيء بحيث بِتّ أرى ذرّات نوويّة تقفز كالجراد، و كانت تلسع البشر لسعات نوويّة. حينئذ تمنّى البشر الموت، لكنه أشاح بِجهه عنهم. كانت الذرات تنطلِق كالشّهُب في الفضاء.
كانت القبّة و الأرض قد تحوّلتا لكرة ناريّة. تراءت لي الشخصيّات السّت من السّماء تريد تشجيعي. لكن أشباحاً شريرة ظهرت بالمقابِل واضعة أيديها حول عنقي لِخَنْقي. فتجمّعت الأفكار في عقلي، و شعرت بِضغط نفسيّ رهيب لا يوصَف.
تذكّرت التيجان العشر الموجودة على رأس الوحش المذكور في سِفر الرّؤيا. أيضاً عند تحليلها تكون 3+3+3 أي تسعة أمّا الواحِد الإضافي فهو الذي يجمعها فيكون العدد عشرة. ومجموع العشرة و العشرة الأخرى على كِلا جانبي الخير و الشّر مُتساو.
يا إلهي! شعرت بأنني أردد العبارة المقدّسة: بحق الله و النّبي الحبيب الهادي و الشّخصيّات السّت و السيّال العشرين.
فقدت وعيي دون أن أشعر بألم الموت. استيقظت لأجد نفسي في جَنّة لم يخلُق الله عز و جل واحِدة مثلها. و كان هناك وجه أثيريّ لِرجل جبّار مُقتَدِر يظهر في كبد السّماء المُشرِقة. كنت راكِعاً و مُتّكِئاً على سيف ناريّ و سمعت صوتاً يقول كل شيء قد تم.
كان السيف منغرِساً في لوح حجري كان يُمَثّل صورة تلك العاهِرة و عشيقها اللعين، وقد أصبحا من الماضي الآفِل.
وقد لاحظت أن ذلك الحلم و تلك الظواهِر ما عادَت لِتراودني قط لأن الله عز و جل حمل عنّا جميع عذاباتِنا الرّهيبة، مُلقاً إيّاها في جُهَنّم حيث ينال الأشرار المصير نفسه.
وللحال نهضت، ورحت أجول في أرجاء هذه الجنّة حيث التحقت بِموكب رفاقي المنتصرين.
بِقلم يوسف قبلان سلامة
في 6-3-2013
السّاعة 5:50 بعد الظّهر.
ملاحظة هامّة جِداً: إن الأحداث الوارِدة في القِصّة هي من محض الخيال و لا تَمُتّ للحقيقة بصِلَة، كما أنه لا عِلاقة البَتّة لِفَلسَفَةِ اللاّهوت بالعقيدة الدّاهشيّة من أي ناحية كانت.






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط