طريق واحد ...سماوات مختلفة

[زينة زكي]

........سماء أولى .................................

عبرت نظراتها زجاج الباص..المقعد قبل الأخير ونافذة يمنى ، كما هي العادة دائما ..
ضيّع الضوء لباقته هذا الصباح أيضا..لم يحسن إلقاء سلامه على عينيها.. صارت تلك عادته مذ احترف غميضة الغياب . لكنه الربيع..لا يغيب الضوء عن الربيع بأكثر مما يحتمل .

تلك الشمس تبدو خرقاء جدا.. بل هي تقف على عتبات الحمق. لمَ لا تملك كل مفاتيح أسرار فتنتها كما يفعل المطر ؟
ذلك الدفء..وجوده عبث إن كان لا يسعفها في إغراء فرح غرّ يتمطى مللا تحت ظلال قلبها كقط" أنغورا" يغازل خطاه المخملية كأنها ليست خطاه..
هو لا ينجح حتى في استفزاز حب شجرة " ميموزا " نصف عجوز..سيطول مخاض انتظارها شهرا أو شهرين آخرين لتلد أزهارا تمجد عجز الدفء في إغراء الفرح بصفرة مبهجة.
عادت نظراتها إلى داخل الباص ، الثرثرات هي هي...تحرث الألسن حقول الكلام وتزرعه الشفاه ..تجف قنوات اللعاب ولا ينبت شيء..بذور حروف تشكو العقم.

تعود نظراتها إلى خارج الباص..لن تتحمل أن يصيب حروفها العقم ولا أن يصيب نظراتها أيضا.
أزمة المرور هي نفسها أيضا..تُغيّر فقط أماكن مواعيدها والزمن الذي تواعده. الطريق هو نفسه ..يطيله حزنها أكثر، وحين تفرح يقصر فتتمنى لو يطول.
تبتسم للفكرة ولتناقضات الأنثى فيها ثم تدرك أن ابتسامتها تلك رد لا إرادي منها لأيدي العشب الأخضر التي ترتفع لتحييها كحجة حضور لربيع متهم بالغياب..
أرسلت نظراتها الى الشمس الخرقاء..ليست خرقاء تماما كما أوهمها حبها للمطر...ذلك المخادع. تماما ككل مزهو بفتنته يعبث بقدرة الخرقى على إدراك مكامن فتنتهم . للمطر حين يأتي نوايا مضمرة ليسرق من الشمس عزاء خيبات الدفء فيها..

تقول الشمس " هذا عزائي ، وحدي أملك القدرة على جعل الارض تصحو من نومها لتتثاءب خضرة على جوانب طريق يسافر كل يوم مع همسات امراة دون ان يبرح مكانه " .

[زينة زكي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء ميداني

في الصور الجميلة تتدفق الحروف منتشية بعطر يراع كان مداده من ماء الذهب

مودتي
نداء

ينتشي العطر نفسه بأنفاس من ياسمين الشام ..
عاشت سوريا بجمال من يحملون روحها ..كل الود سيدتي

[زينة زكي]

يسعدني أن يروقك شتات أفكاري وهمسها لي ..
الطريق واحد ..السماوات مختلفة وكان هذا النص أول سماء ..سيكون هناك مزيد بإذن من بيده أمر كل شيء وعلمه .
خالص الود أستاذي ..

[فاطمة الزهراء العلوي]

السلام عليك الأخت زينة
ننتظر المزيد من غيثك وحرفك الجميل
بالنسبة للنص المفردات العامية رجاء توضع ما بين معقوفتين
ونتابع
تقديري

[محمد خالد بديوي]

أربع سنوات مرت على نشر هذا النص البديع ..لكنه وللأسف
لم يكتمل ,,,شكرا للفاضلة الزهراء على جلب هذا النص للواجهة
وعلى أمل ان تظهر صاحبته وتكمل ما بدأته.


ما زلنا في السماء الأولى ..رغم وجود سموات مختلفة .

الأديبة زينة زكي

خالص مودتي
واحترامي وتقديري