|
⊱ من ذرْوَةِ الرّمــــــــــاد ⊰ >>>> من ذروة الرماد ينبثق الفينيق إلى أعالي السماء باذخ الروعة والبهاء ... شعر التفعيلة >> نرجو ذكر التفعيلة في هامش القصيدة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-12-2017, 05:22 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
وصيةُ قريةٍ لابنها الراحل !
وصية قرية لابنها الراحل !
وصية " رامة الجليل " إلى ابنها الراحل الإنسان البطل " سميح القاسم " ! د. نديم حسين أُسعدتَ مساءً يا ابنَ الخيرِ " سميحَ " الخيرِ ، تغفو النجمةُ عند الصبحِ لتولدَ ليلاً ، فوقَ الخلوةِ والمسجدِ وفناء الدَيرِ ! ونرى داليةً تعصرُ للوجعِ الغائبِ عنبًا والغائبُ يحضرُ ، يحضن بردًا ، يوسِعُ هذا المنزلِ دفئًا ، يوقِظ قنديلاً في ليل بلادي وترى طاعنةً في الحزن تنادي : مارس أزمانكَ يا ولدي ، لكنْ ، لا تعشق في الغربةِ غيري !! ......................................... أُودِعتَ صباحًا يا ابن النورِ " سميحَ " الخيرِ ، للشاعر قلبانِ ونصفُ القلبِ ، وبابٌ يُغلقُ ريحـًا كي تغفو في الليل بلادٌ ، للشاعر ضمةُ أشعارٍ يقطفها عن وجه حفيدَهْ . وخزانةُ وجـْدٍ للشالِ الكشميريِّ الباقي وكـُتـَيفٌ توْدِعـُهُ عـُشَّ عزاءٍ أنثى العصفورِ ، تُراقصُهُ فتبيـْضُ الأوراقُ قصيدهْ . زقزقتَ لليلٍ آتٍ ، لن تبقى أنثى العصفورِ على سـُنـَنِ الأعشاشِ وحيدَهْ . فالشِعرُ الأبيضُ يا ولدي للزمن الأسوَدِ ، قـُم واكتُب قصـَّتَكَ على وسـَنِ البـُردى ، تـَلقاهُ هناكْ ! واقرأ قصـَّتكَ لجمهورٍ من أنهارٍ ، كي يغفو في القلبِ ملاكْ ! لكنْ ، إيـَّاكَ " أبا وطنٍ " أن تذبحَ في القصـَّةِ طَيريْ ! ....................................... صحـَّاكَ الموتُ ، فرُحتَ تعانقُ خلف جدار الموتِ رفاقا .. مثل الفارسِ يمضي صوبَ الرمحِ عـِناقا .. وصحا نجمٌ عند الليلِ ليذهبَ فجرًا ، فوق الخلوة والمسجد وفناء الدَّيرِ ! قـُم رافق روحك يا وترًا تكفيهِ شطيرةُ موال ، وانهضْ من نغمٍ فضـِّيٍ ، تُطلـِقـُكَ الأرضُ المأسوره ! فبلادك روحٌ في معنـًى أردتهُ الألفُ المقصوره ! قـُم وانقع في الجبصِ العسليِّ عيون بلادٍ مكسوره ! سِر كيفَ تشاءُ ، لديك المتـَّسـَعُ الباقي كي تكسرَ قانونَ السيرِ ! لكنْ ، إياكَ " أبا وطنٍ " أن تنهرَ في الفصحى طيريْ !! ................................ وقطفتَ لغائبةٍ عنبًا ، وسكبتَ لدلوكَ آخرَ بحرٍ كي تغسلَ آثام التيهْ ! وأسَرتَ سرابًا في موقـِعةِ الرملِ الأُولى ومكثتَ لتقرضَ بيتًا يسكنُ فيكَ لتسكنَ فيـهْ ! ليس جزافًا أن أسماكَ القَومُ سميحًا ! لستَ نبيا وابنَ نبيٍّ ، أنت جدارٌ يحمي الأرضَ لكي تحميهْ ! خانكَ جسمُكَ ، ما جمـَّلتَ خيانةَ جسمكَ ، قلتَ : أموتُ ، فهل يكفيهْ ؟ قـُم وامضِ حثيثًا كالصقرِ الحالمِ ، فـُكَّ رباطًا بعدَ رباطْ . تلكَ " الشامُ " تخيـِّرُ صبـًّا ، وتباركُ فاهُ " الفُسطاطْ " . ما زال المتسَعُ الباقي كي ترجع أدراجَ السيرِ ! لكنْ ، إياكَ " أبا وطنٍ " أن تلكزَ من عـُبـِّكَ طَيري ! أُسعـِدتَ رجوعـًا يا ابن الخيرِ " سميحَ " الشـِّعرِ ، " سميحَ " الصـَّبوةِ والبيتِ العامرِ والخيرِ !!. |
||||
|
|
|