الفينيق محمود غنيم يليق به الضوء " زياد السعودي " - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > 🌿 فينيقيو بيــــديا ⋘

🌿 فينيقيو بيــــديا ⋘ موسوعات .. بجهود فينيقية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-04-2010, 08:09 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي الفينيق محمود غنيم يليق به الضوء " زياد السعودي "

سلام الله

تعودنا ان نضع نصا
تحت الضوء ومن خلاله نشتغل
هنا ووفاءً لتجربة عظيمة
نستميح روح محمود غنيم الف عذر
لنضعه تحت الضوء
اذ به يليق الضوء






سيرة
---------


ولد محمود غنيم عام 1901م في قرية مليج وهي إحدى قرى محافظة المنوفية، وتفتَّحت عيناه على خضرة الريف وهدوئه ونقائه وقيمه فتأثر بهذه الطبيعة البكر، فكانت بمثابة رافد من روافد الأصالة والانحياز إلى الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وقد نشأ في أسرة يحترف أفرادُها مهنتَي الزراعة والتجارة، وهي من أكثر المِهَن شيوعًا في الريف المصري.
بدأ محمود غنيم حياته التعليمية شأنه شأن الكثيرين من عمالقة الأدب والفكر المسلمين في القرن العشرين في الكُتاب، وحفِظ القرآن الكريم، ثم نهل من علوم العربية والعلوم الشرعية، وبعد مرحلة الكتَّاب التحق وهو ابن الثالثة عشرة بالمعهد الأحمدي الأزهري بطنطا، وظل به أربع سنوات، ثم التحق بمدرسة القضاء الشرعي، وقد ظل فيها أعوامًا ثلاثة، وقبل أن يحصل على شهادتها تم إلغاء دراسته بها، لكنَّه لم يقف عند هذا الحد، فالتحق بأحد المعاهد الدينية ونال منه الشهادة الثانوية، وبعد ذلك التحق بمدرسة دار العلوم، وكان ذلك عام 1925م، وتخرَّج فيها عام 1929م.




رحلته مع الشعر

-----------------


بدأ محمود غنيم رحلته مع الشعر منذ صباه المبكر، واشتدَّ عوده في فن الشعر حتى استوى على سوقه وتبارت المجلات المختلفة في نشر أشعاره ومن هذه المجلات والجرائد ما هو داخل القطر المصري ومنها ما هو خارجه، فمن المجلات والجرائد داخل مصر: السياسة الأسبوعية، والبلاغ الأسبوعي، والرسالة، والثقافة، والأهرام، والمصري، وأبولو، ودار العلوم...، ومن المجلات خارج القطر المصري: مجلة الحج السعودية، والعُصبة الأندلسية، وكانت تصدُر في البرازيل.




دواوينه
-------------

جمع محمود غنيم أشعاره ونَشَرها في دواوين، وكان قد جمع ديوانه الأول وهو "صرخة في واد" عام 1947م، وتقدم به لأول مسابقة شعرية يُعدها مجمع اللغة العربية بالقاهرة ففاز بالجائزة الأولى.
أما ديوانه الثاني فكان بعنوان: "في ظلال الثورة"، وقد جمعه مما كان ينشره في الصحف والمجلات في المناسبات المتعددة، ونال عنه جائزة الدولة التشجيعية عام 1963م.
ومن دواوينه كذلك ديوان "رجع الصدى"، وقد اجتهد الشاعر في طباعته لكن القدَر لم يمهله، فانتقل إلى جوار ربه، وتمت طباعة الديوان بعد وفاته (طبع هذا الديوان عام 1399هـ = 1979م، وقد طبعته دار الشعب)، ومن سمات هذا الديوان البارزة تمجيد الكثير من قصائده للمبادئ والقيم الإسلامية التي تأثَّر فيها الشاعر بتاريخ الإسلام العظيم على مر عصوره.


مؤلفـــــاته
----------------


أولا: الدواوين الشعرية

· " صرخة فى واد " 1947م مطبعة الإعتماد ونشرته لجنة البيان العربى ، نال عليه الجائزة الأولى من المجمع اللغوى 1948م .

· " فى ظلال الثورة " 1962م طبعة دار المعارف بالقاهرة ، نال عليه جائزة الدولة 1963م .

· " رجع الصدى " طبع بعد وفاته 1986م - طبعة دار الشعب .

· " الأعمال الكاملة " المجلد الأول ويضم جميع هذه الدواوين ، طبعة دار الغد بمعرفة أبنائه بإشراف رابطة الأدب الحديث .

ثانيا: المسرحيات الشعرية

· " المروءة المقنعة " 1944م دار الكتـاب العربى .

· " الجاه المستعار " 1945م مجلة دار العلوم العدد ( ، ) .

· "يومان للنعمان " 1958م .

· " غرام يزيد " 1949م لجنة البيان العربى 1950م ، نال عليها جائزة وزارة الشئون الإجتماعية الأولى 1950م .

· " النصر لمصر أوهزيمة لويس التاسع " دار القلم 1961م ، نال عنها جائزة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب .

· كتاب أغانى الريف لم يصدر بعد .

· كتاب حديقة التلاميذ مع آخرين وبه جزء كبير عن شعر الأطفال " الجزى الأول " .

ثالثا: الدراسات الأدبية والنقدية

· كتاب حفنى ناصف سلسلة من أعلام العرب 1960م .

· كتاب خمس من شعراء الوطنية الهيئة العامة للكتاب الجزء الأول مع آخرين ( كتب عن الشاعر أحمد الكاشف ) وذلك إلى جانب مئات المقالات والدراسات النقدية نشرتها الصحف والمجلات الأدبية مثل (الرسالة – مجلة المجمع اللغوى – مجلة الهلال – الوعى الإسلامى – قافلة الزيـت – رابطـة العـالم الإسلامى ) وذلك على إمتداد نصف قرن .

رابعا: تحقيق التراث

أسهم فى تحقيق الجزء الحادى والعشرين والثانى والعشرين من كتاب الأغانى لأبى فرج الأصفهانى





نهج محمد غنيم الشعري
-------------------------

محمود غنيم في شعره يتبع الخليل في أوزانه والشعر العربي على مر عصوره في قوافيه وأغراضه مع تناوله لما جد من موضوعات عصرية، وهو بذلك ينتمي إلى المدرسة التي أطلق عليها بعض النقاد مدرسة المحافظين والتي من زعمائها "البارودي" و"شوقي" و"حافظ إبراهيم" وغيرهم من الأعلام، ويرفض الشعر الحر، ويتضح ذلك من قصيدة له بعنوان: "حديث خرافة" يقول فيها:
حملنا راية الشعر *** مدى حين من الدهر
فرفرف ظلها فوق *** مدار الأنجم الزهر
إلى أن جاء نشء بيـ *** ن مأفون ومغتر
وقالوا شعركم عبد *** دعونا نأت بالحر
فخلينا المجال لهم *** فدسوا الشعر في القبر

وله آراء نقدية تبرز هذا النهج الشعري ذكرها مقدم ديوانه "رجع الصدى" مستخلصًا إياها من مقال كتبه "غنيم" في مجلة الهلال بعنوان "الشعر المنحل لا الشعر الحر" وأبرز هذه الآراء يتمثل في:
أن النقد لابد وأن ينأى عن الميول والأهواء.

يمجد الشعر الذي يلتزم بالعمود الشعري الذي عرف عن العرب أصالة وصياغة.

ينكر رأي الذين يعيبون شعر المناسبات؛ لأن كلام الله تعالى- وهو القرآن الكريم- نزل في مناسبات متعددة.




يرى أن الوضوح لازم في الشعر شأن العرب المطبوعين، وينسج على منوال "البحتري"، والشعر المعقد ليس إلا صدى لنفوس أصحابه المعقدة.

يستنكر ما يقال إن هذا الغرض قديم، ولا بأس عنده بشعر المدح والرثاء.



هذه وجهة الشاعر النقدية والتي نراها واضحة في إبداعاته المختلفة من سهولة ممتنعة، ووضوح مقبول، ورقة رائقة، وإنشاده العديد من قصائد المناسبات وكتابته في الأغراض المختلفة من مدح ورثاء وغير ذلك، أما رأي الشاعر في الشعر الحر، فإننا نختلف معه في هذا الرأي.

وعلى كلٍّ فقد كان "محمود غنيم" صوتًا شعريًا متميزًا في عصرنا الحديث، لم ينل حظه من الشهرة مثلما نالها الآخرون، ونختم الحديث عنه بشكواه من الضيم والإهمال، وانقلاب الموازين لدى الناس في أذواقهم، يقول:
إلى من أشتكي يا رب ضيمي **** أرى نفسي غريبًا بين قومي
لقد هتفوا لـ"محمود شكوكو" **** وما شعروا بـ"محمود غنيمِ"




نبذة عن الراحل محمود غنيم

كان محمود غنيم ـ رحمه الله تعالى ـ من ذلك الرعيل الذي شرب حب الشعر العربي الجزل، بديباجته الرائعة، وصوره الدافئة، ومعانيه المتألقة، وأخيلته المجنحة، وهو إلى ذلك شاعر مصري أصيل، عذب البيان، سلس العبارة، موسيقي اللفظ.

ولد الشاعر محمود غنيم (1902 ـ1972م) في الريف المصري، وبالضبط في قرية "مليج" وهي إحدى قرى محافظة المنوفية بمصر، وقد عاش وسط أسرة تتمتَّع بسمعة طيبة، وتحترف الزراعة والتجارة.

وقد عاش الشاعر سبعين عاماً قضاها كلها في كفاح طويل: فقد عاش أليفاً للمحن وخطوب الأيام التي هيأته ليكون في طليعة شعراء العربية وأدبائها فحولة وأصالة وصدقاً والتزاماً.

النشأة الثقافية:

بدأ الشاعر غنيم حياته العلمية بدخوله الكتَّاب لحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ "على عيسي" في قريته "مليج". وفي الثالثة عشرة من عمره التحق بمعهد طنطا الأزهري، ومكث فيها أربع سنوات ثم التحق بمدرسة القضاء حيث مكث فيها ثلاث سنوات (1919 ـ1923). وقبل أن ينهي دراسته فيها تم إلغاؤها، فالتحق بالمعاهد الدينية (1923ـ1924) ونال منها الشهادة الثانوية، وعين مدرساً في المدارس الأولية في بعض القرى.

وفي عام 1925م التحق بدار العلوم وتخرج منها سنة 1929م، فعين مدرساً حيث مارس هذه المهنة تسع سنوات نظم خلالها أعذب قصائده وأجملها.

وفي سنة 1938م انتقل إلى القاهرة، وفيها وجد الفرصة للاتصال بالشعراء والأدباء ودور النشر والصحف والمجلات الأدبية، ونظراً لمجهوده الثقافي عُين مفتشاً أول للغة العربية، ثم عميداً لمفتشي اللغة العربية.

ويشير الشاعر إلى حياته الأولى في قصيدته "حنين إلى الماضي"، وهي إحدى قصائد ديوانه المخطوط، فيقول:

سـلام عليها في "مليج" مثـابة حفظت بها السبـــع القصار المثانيا

سلامٌ على طنطا ومعهدها الذي نظمــتُ به قبل البلوغ القوافــيا

سلامٌ على دار القضــاء وأهلها ورَبعٍ من العرفان أصــبح خــاويا

سلامٌ عـلى دار العلوم وعهـدها وهيهات هذا العهـد يرجـــع ثانيا

لم تهدأ قريحة محمود غنيم في البحث والاطلاع؛ لذلك تختلط نشأته الثقافية بظروف عمله، فقد كان يدرس ويثقف وهو يعمل، وكان يعمل وهو يدرس وينمي معارفه.

فعندما عاش الشاعر في "كوم حمادة" تسع سنوات عمل مدرساً في مدرستها الإبتدائية، وفي أوائل عهده بالوظيفة تزوج من أسرة كريمة في بلدته، واستقبل أول مولود له بقصيدته "تحية مولود".

وفي هذه الفترة نظم أحلى قصائده، منها: لا تخدعوني بالمنى، الأمل الطائح، فجيعة في ساعة، العيد والأزمة، راتبي، والأسد السجين؛ التي يرمز فيها لنفسه ولحياته في هذه القرية الريفية المتواضعة.



شعره في الإسلام وحضارته ومجده
-------------------------------------

حين نرصد المظاهر الإسلامية في شعر "محمود غنيم" ندرك أنَّه يخصص جانباً من دواوينه ويجعله تحت هذا المسمى "إسلاميات"، وكما سبق؛ فقد كانت البيئة التي عاش فيها لها أثرها العميق في توجه الشاعر إلى هذا الغرض، وفي اتساع آفاق الرؤية الإسلامية وتأثيرها في شاعريته. ورؤية الشاعر الشعرية الدائرة في فلك التصور الإسلامي يمكن أن نحدد بعض معالمها في الظواهر الآتية:

1 ـ الرؤية الحضارية للمد الإسلامي:

وهذه الرؤية الحضارية للوجود الإسلامي في بعض تجاربه الشعرية يبثها من وحي زيارته للأراضي المقدَّسة، حين قام بأداء فريضة الحج.. فهو يبثُّ المكان أشجانه، ويشتاق إلى المشاعر المقدَّسة، وفي الوقت ذاته: لا ينسى واقع المسلمين، فيدعوهم أن يكونوا على قلب رجل واحد.. فيقول:

دار النبـــــوة ذنبي عنك أبعدني وحسن ظـني بربي مــنك أدناني

قد كـنت ألقاك في لوحي وفي كتبي وفي سطـور أحــــاديثي وقرآني

ثم يشيد الشاعر بفضل رسالة الإسلام التي انطلقت من مكَّة المكرَّمة ومن المدينة المنوَّرة.. وتمتزج هذه الرؤية الحضارية لدور الإسلام الفاعل والمؤثر في حركة الحياة بمشاعر التضرع والمناجاة.. ففي نهاية قصيدة: "في أرض النبوة" يتأثر الشاعر بمعاني القرآن الكريم.. في أسلوب مشرق واضح.. يقول:

يا ربّ قد عشت في دنياي مغتربــا ويلاه إن أغترب في العالم الثاني

أستغفر الله من كفـــران نعمـته بل فوق ما أستحق.. الله أعطاني

ألم يجــــدني أخا غي فأرشدني وهائماً غير ذي مـأوى فآواني

2 ـ الأحداث والمواقف الإسلامية:

كان غنيم عامر القلب بالإيمان بحضارة بلاده وتراثها وعقيدتها السماوية الخالدة. وقد أعلن ثورته على الحضارة الغربية في قصيدته "ثورة على الحضارة". وكتب يمجِّد حضارة الإسلام، ويأسى لغزو الحضارة الغربية لها، ولاحتلال الغرب مكانة حضارتنا الخالدة، وذلك في قصيدته المشهورة "وقفة على طلل".

وحينما نتأمل هذا المعلم نجد أنَّه لم يعن بتسجيل الأحداث التاريخية الإسلامية عناية كبيرة، حيث لم يسجل المناسبات الإسلامية التي ألف الشعراء أن ينظموا في ظرفها الزمني قصائدهم كلما حان موعد المناسبة.

وكأنَّ الشاعر يعلن بهذا المسلك الفني أنَّ التاريخ الإسلامي ليس أحداثاً تروى، وله تصوير رائع في قصيدته (الركب المقدَّس) وهو يتابع الهجرة المباركة من مكة إلى المدينة ويرصد آثار ذلك الحدث الإسلامي.

3 ـ التأملية في ظلال الرؤية الإسلامية:

إنَّ التأمل في شعر غنيم لا يمثل تياراً رئيسياً، فشعره ينزع إلى تجسيد العاطفية وإذكاء المشاعر الإسلامية، ولا يقحم تجربته في شعاب الفكر.. بحيث تخبو العاطفة، ويعلو صوت الذهن، وإيقاع الفكر.. وشاعريته لم تبتعد كثيراً عن آفاق التجربة التأملية، ولكن التأمل في شعره ممتزج بالعواطف الحارة والمشاعر الإنسانية الدافئة، ولا يلقيه التأمل بعيداً عن ظلال الرؤية الإسلامية.




وفــاته
---------

في عام 1938م صدر قرار بنقل الشاعر إلى القاهرة مدرساً للغة العربية، بمساع كريمة من بعض محبي الأدب والشعر، ومن بينهم "أنطون الجميل" رئيس تحرير الأهرام آنذاك. وقد شكره الشاعر بقصيدة عندما أتى إلى القاهرة، واختير لمدرسة "الأورمان" المشهورة.

وهناك عاش مع الشعراء والأدباء ودور النشر والصحف والمجلات، وفي مقدمة هذه المجلات "مجلة الرسالة" التي كانت تنشر له آنذاك شعره باحتفاء كبير.

وقد رقي إلى منصب "مفتش" للغة العربية، وأخيراً وصلت بالشاعر خطاه إلى منصب: "عميد اللغة العربية" بوزارة التربية والتعليم، وكان ذلك آخر عهده بالمناصب.

واختير عضواً بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وقويت علاقاته بالأدباء والمفكرين وبالصحف ودور النشر؛ حتى ذاع صيته ولمع نجمه وبات من المرموقين في عالم الأدب بوجه عام والشعر بوجه خاص، كما نال كثيراً من الجوائز على أعماله الشعرية التي كان من أجلها ديوانه (صرخة في واد) الذي كان أساس صرح مجده الشعري.

ذهب غنيم إلى الديار المقدَّسة لأداء فريضة الحج، وقال في ذلك قصيدتيه (في أرض النبوة) و(حمائم الحرم).. بعدها توالت الأحداث ووهنت صحته ، وقد صوَّر ضعف حالته في قصيدته (حنين إلى الماضي) وهي إحدى قصائد ديوانه المخطوط.

وفي عام 1972م ودع الشاعر الحياة بعد أن خلَّف لنا ثروة شعرية عظيمة، وشيعه أحبابه وتلاميذه بدموع غزار، وطوى الموت خليفة "حافظ"، بعد أن سجَّل في التاريخ صفحات جليلة في خدمة أمته ووطنه وعروبته.. وإسلامه ولغة القرآن الكريم وآدابها وتراثها الخالد.





• مسرحياته الشعرية:
يذكر الأستاذ الدكتور "محمد أحمد سلامة" في تقدمته لديوان "رجع الصدى" أن لـ"محمود غنيم" العديد من المسرحيات الشعرية فيقول: "ومما هو جدير بالذكر أن الشاعر الراحل "محمود غنيم" ربما غاب عن كثير من النقاد والأدباء خمس مسرحيات تسلكه في عداد الشعراء المسرحيين، تسلكه مع "شوقي" و"عزيز أباظة"، وقد سألته في لقائي معه: لماذا لم تمثل مسرحياتك كمسرحيات "شوقي" و"عزيز أباظة"؟ وكان رده: أما "شوقي" فقد مثل له بحكم نفوذه، وأما "عزيز أباظة" فقد مثل له بحكم نفوذ أسرته، أما أنا فلا قريب ولا رحم"، وأكثر هذه المسرحيات مستمد من التاريخ العربي الإسلامي.



محمود غنيم من الرواد
--------------

تجلت مواهبه الشعرية وهو لا يزال فى مراحل الدراسة المبكرة وكانت أول قصائده المنشورة فى رثاء الزعيم الراحل محمد فريد وهو لم يبلغ بعد السادسة عشر من عمره .

· حظيت بعد ذلك تجاربه الأولى بترحيب الصحف اليومية والمجلات الأدبية حيث نشر شعره فى الرسالة ، وأبوللو والثقافة والسياسة الأسبوعية والبلاغ الأسبوعى وتصدرت قصيدته فى رثاء سعد زغلول كتاب دموع الشعراء على سعد زغلول 1927م .

· حصل ديوانه الأول ( صرخة فى واد ) على الجائزه الأولى فى أول مسابقة شعرية ينظمها المجمع اللغوى على مستوى الأقطار العربية ذ1947م .

· حصل ديوانه الثانى فى ظلال الثورة على جائزة الدولة 1962م .

· تم إصدار ديوانه الثالث بعد وفاته 1986م ( رجع الصدى ) بمعرفة الأسرة

· بادر أبنائه بإصدار أعماله الشعرية الكاملة فى طبعة أنيقة 1993م إحياءً لذكراه وتذكيرا ً بدوره فى مجال الشعر العربى المعاصر.

· يعد محمود غنيم من رواد لمسرح الشعرى بعد شوقى حيث يضم نتاجه الشعرى خمس مسرحيات شعرية وكلها تتخذ من التاريخ العربى والإسلامى مادة لها وهى ( المروءة المقنعة 1944- الجاه المستعار 1945- غرام يزيد 1950- يومان للنعمان 1958- النصر لمصر أو هزيمـة لويس التاسع 1960 ) وانه بهذه المسرحيات الشعرية اعتبر من عمالقة شعراء المسرح فى العصر الحديث.

· كان غنيم شاعرا ً متعدد الجوانب يبدع فى شتى الأغراض القومية والإجتماعية والوجدانية والفكاهية ببراعة منقطعة النظير حيث كان شعره يضرب فى صميم الحياة وعمقها وقد جمع بـين القوة والسلاسة وأصبح من كبار شعراء العالم العربى ومثل مصر فى العديد من المهرجانات العربيـة وكانت قصائده تهز المحافل الأدبية وقد أطلق عليه النقاد خليفة حافظ ابراهيم .

· من أبرز معالم شعره ميله إلى الوضوح مع قوة الأداء وإرتفاع الأسلوب وحسن إنتقاء الألفاظ إلى جانب صدق العاطفة والإحساس ومقياس جودة الشعر عنده سيرورته وخفته على ألسنة الرواة .

· اختير الشاعر عضوا ً بلجنة الشعر بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والأداب وكان له دور بارز فى الدفاع عن الشعر العربى فى المعارك الأدبية التى شهدتها الساحة الثقافية مع نهاية الخمسينات عند ظهور مايسمى الشعر الحر .

· إقترب غنيم من الجمعيات الأدبية المعنية بأمور الشعر منذ ثلاثينيات هذا القرن مثل " مدرسة البعث " "الديوان" "جماعة أبوللو" " جماعة أدباء العروبة " "رابطة الأدب الحديث " وغيرها .

· إلا أنه إتخذ موقفا مستقلا ً من هذه الإتجاهات يعتمد على رؤيته الخاصة وأهمية التجديد وتطويع الشعر التقليدى لمقتضيات العصر والأفكار الحديثة فى إطار من المحافظة على الشكل الذى عرف به حتى أن البعض يراه ظاهرة متفردة تعز على أى مدرسة أدبية .

· يتميز غنيم بغزارة شعره الإسلامى وتشكيله بعد عميقا ً فى شعره إضافة إلى أنه يعكس الروح الإسلامية الغالبة على موضوعاته بصفة عامة مع تنوع موضوعات شعره الإسلامى كما أن وضوح الفكرة الإسلامية فى شعره كل الوضوح حتى أنها لا تشكل لدية اتجاها فحسب بل منهجا ً إسلاميا ً متكامل الأبعاد والملامح .

· وأما القول بأن هذا الشاعر كان خليفة لحافظ ابراهيم أو شبيها بالبحترى فقد يـرى المـرء أن هـذا القول يقلل من قيمة هذا الشاعر خاصة أنه لاينطبق عليه تماما ً فلو كان كذلك لما تميـز بهذه الخصائص الكثيرة والمتنوعة التى أحصاها مؤرخوه ودارسوه ولكانت شاعريته الخاصة قد ذابت فى التأثر بهذين الشاعرين الكبيرين يضاف إلى ذلك تميز هذا الشاعر بإسهاماته الجليلـة فـى المسـرح الشعرى هذه الإسهامات لم تتوفر لشاعر النيل حافظ ابراهيم والشاعر القديم البحترى .



دراسات عن الشاعر
----------------------

" محدود غنيم وشعره " رسالة دكتوراه محمد أحمد سلامة ، كلية اللغه العربيه بالقاهرة 1974م " .

· المسرح الشعرى عند محمود غنيم " رسالة ماجستير علاء عبد الفتاح - كلية اللغة العربية بالزقازيق 1996م " .

· " التجديد فى شعر المحافظين فى مصر " رسالة ماجستير- ياسر أحمد عكاشة - كلية اللغة العربية بالزقازيق 1997م .

· الصور البيانية فى شعر محمود غنيم رسالة دكتوراه- كوثر سيد يوسف - كلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة ، لم تناقش بعد .

· الواقع الإجتماعى فى شعر محمود غنيم رسالة ماجستير – على السيد محمد زايد - كلية اللغة العربية إيتاى البارود نوقشت يونية 2004م .

· الإتجاه الوطنى بين محمود غنيم وهاشم الرفاعى رسالة ماجستير ، رفعت محمد عثمان – كلية اللغة العربية بالمنصورة نوقشت 2002م .

· الإتجاه الدينى بين الشاعر محمود غنيم والشاعر محمد مصطفى الماحى رسالة ماجستير ، ابراهيم محمود أمين حجازى - كلية اللغة العربية بالمنصورة - لم تناقش بعد .

· محمود غنيم شاعر الإسلام والعروبة الأديب والناقد أحمد مصطفى حافظ 2004 م " تحت الطبع "






نماذج من شعره
----------

النيل و السودان

محمود غنيم



سائلاه : أأنت نبع الجنان أم جنى النحل أم رضاب الغوانى ؟


أم رحيق طالت عليه الليالى لم يعتق أمثاله فى الدنان ؟

سائلاه : أبين عبريه ماء ٌ أم لــُــجين ٌ و عنبر ٌ سائلان ؟


شِيبَ آذيُّهُ فكان عقيقاً و صفا فهو ذوب حب الجُمان

و أطافت به الرياح رُخاء ً فهو حُــلم فى خاطر الوسنان

و أطافت به الأعاصير هوجاً فهو طيش الشباب فى عنفوان

و سخا فهو حاتمى ّ العطايا و طغا فهو عارم الطغيان

يَرِد الناس حوضه أبد الدهــ ـر و لا يشتكى من النقصان

شق مجراه و ابتنى شاطئيه بيديه مهندس الأكوان

أنا أهواه ما سقى يانع الرو ض ، و ما بلَّ غــُــلــَّة الظمآن

أنا أهواه ما حييتُ فإن مـــ ــتُ فحوكوا من عُشبه أكفانى

***

أيها النيل كم لبثت َ و من أيـ ـن تفجرت ؟ ما درى الثقلان

سابق أنت للمجرة أم أحـــ ـدث عهداً أم أنتما توأمان ؟

يا سجل التاريخ حدث بما عا ينت َ ليس السماع مثل العيان

قد شهدت َ الإنسان يأوى كهوفاً و يؤاخى فصائل الحيوان

و شهدت الإنسان ينتطح السحـ ـب و يأوى رفاته الهرمان

حدث الناس عن فراعين مصر كيف بذوا الشعوب فى البنيان

حدث الناس عن بسالة عمرو و جنود الفاروق فى الميدان

أنت يا نيل معرض للحضارا ت و شتى الشعوب و الأديان

أفأبصرت كالحنيفة ديناً أو رسولاً يحكى فتى عدنان ؟

***

يا رقيق البنان كيف حفرت الصــ ـخر بالظفر ، يا رقيق البنان ؟

كيف دانت لك الهضاب العواتى كيف لانت صلابة الصوَّان ؟

كيف جبت َ الفلا بغير دليل و ملأت الصحراء بالعمران ؟

حوَّلت كيمياؤك الترب تبراً و نفخت الحياة فى الصفوان

ليت شعرى أساحر بعصاه أنت أم أنت عالــِم روحانى ؟

رب حقل كسوته بعد عرى فإذا الحقل أخضر الطيلسان

ما بكت أو غنت سواقيك لكن لك رتــَّـلن آية الشكران

أنت يا نيل فاتح ٌ فتح المد ن بغير الحديد و النيران

***

فيك حييت كل ذات شراع تتهادى تهادى النشوان

الجوارى روائح و غواد ٍ فيك يرقصن كالجوارى الحسان

صور تبعث التأمل و الشعـ ـر ، و توحى برائعات المعانى

أيها الفلك إن بلغت بنا السو دان فاهدأ فقد بلغنا الأمانى

***

بلد قاته و قاتنى النيـ ـل و رواه مثلما روانى

جمعتنى به شريعة طه و هداه منهاجها و هدانى

بلد ردَّدت لياليه شعرى و شجاها من لحنه ما شجانى

نحن خلان ، رب روح و روح فى سماء القريض يلتقيان

أترانى فى موسم الحج يممـ ـت حماكم أطوف بالأركان ؟

أم ترانى حسبت زمزم يجرى ماؤها حيث يلتقى الرافدان؟

جيرة النيل ، أرضكم فوق ظهر الـ أرض نفح من جنة الرضوان

أمة أمها الطبيعة و النيـ ـل أبوها الأب الأبرُّ الحانى

و شعاع تزجيه شمس ضحوك ذات دل و مبسم فتان

و كنوز لم يكشف الستر عنها و أراض عذراء غير عوان

أيها النيل إن شطك رمز الـ ـخلد فى ذلك الوجود الفانى

من أياديك يا زمان و ما أنـ ـدرها رحلتى إلى السودان

أنا في فى منزلى و عشيرى آنس بالمكان و القطان

ربط الله بيننا برباطيـ ـن وثيقين : الضاد و القرآن




مالي و للنجم يرعاني و أرعاه

مالـي وللنجـم يرعانـي وأرعــاه=أمسى كلانا يعـاف الغمـض جفنـاه

لي فيـك يـا ليـل آهـات أرددهـا=أواه لـو أجـدت المـحـزون أواه

لا تحسبنـي محبـا أشتكـي وصبـا=أهون ما فـي سبيـل الحـب ألقـاه

إنـي تذكـرت والذكـرى مؤرقـة=مجـدا تلـيـدا بأيديـنـا أضعـنـاه

ويح العروبة كان الكـون مسرحهـا=فأصبحـت تتـوارى فـي زوايــاه

أنى اتجهت إلى الإسـلام فـي بلـد=تجده كالطيـر مقصوصـا جناحـاه

كـم صرفتنـا يـد كنـا نصرفـهـا=وبـات يملكـنـا شـعـب ملكـنـاه

هل تطلبون مـن المختـار معجـزة=يكفيه شعـب مـن الأجـداث أحيـاه

من وحد العرب حتى صار واترهـم=إذا رأى ولــد المـوتـور آخــاه

وكيف ساس رعـاة الشـاة مملكـة=ما ساسها قيصر مـن قبـل أو شـاه

ورحب الناس بالإسـلام حيـن رأوا=أن الإخـاء وأن الـعـدل مـغـزاه

يامن يـرى عمـرا تكسـوه بردتـه=والزيـت أدم لـه والكـوخ مـأواه

يهتز كسـرى علـى كرسيـه فرقـا=من هولـه وملـوك الـروم تخشـاه

هـي الحنيفـة عيـن الله تكلـؤهـا=فكلمـا حاولـوا تشويههـا شاهـوا

سـل المعالـي عنـا إننـا عــرب=شعارنـا المجـد يهوانـا ونـهـواه

هي العروبـة لفـظ إن نطقـت بـه=فالشرق والضـاد والإسـلام معنـاه

استرشد الغرب بالماضـي فأرشـده=ونحـن كـان لنـا مـاض نسيـنـاه

إنا مشينا وراء الغـرب نقبـس مـن=ضيـائـه فأصابـتـنـا شـظـايـاه

بالله سل خلف بحر الروم عن عرب=بالأمس كانوا هنا مـا بالهـم تاهـوا

فإن تراءت لك الحمراء عـن كثـب=فسائل الصرح أيـن المجـد والجـاه

وانزل دمشق وخاطب صخر مسجدها=عمـن بنـاه لعـل الصخـر ينعـاه

وطف ببغداد وابحث فـي مقابرهـا=عل امرءا من بنـي العبـاس تلقـاه

أين الرشيد وقد طـاف الغمـام بـه=فحيـن جــاوز بـغـداد تـحـداه

هـذي معالـم خـرس كـل واحـدة=منهـن قامـت خطيبـا فاغـرا فـاه

الله يشهـد مـا قلـبـت سيرتـهـم=يوما وأخطـأ دمـع العيـن مجـراه

ماض نعيـش علـى أنقاضـه أممـا=ونستمد القـوى مـن وحـي ذكـراه

لا در در امـرئ يطـري أوائـلـه=فخرا...ويطرق إن ساءلتـه ماهـو!

إنـي لأعتبـر الإســلام جامـعـة=للشـرق لا محـض ديـن سنـه الله

أرواحنـا تتلاقـى فـيـه خافـقـة=كالنحـل إذ يتلاقـى فـي خـلايـاه

دستوره الوحـي والمختـار عاهلـه=والمسلمـون وإن شتـوا رعـايـاه

اللهم قـد أصبحـت أهواؤنـا شيعـا=فامنن علينـا بـراع أنـت ترضـاه

راع يعيـد إلـى الإسـلام سيرتـه=يرعـى بنيـه وعيـن الله تـرعـاه





اعداد
عبير محمد / مصر ... سلام الباسل / فلسطين
زياد السعودي / الاردن







 
/
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط