أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري - الصفحة 2 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: إخــفاق (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ من ذرْوَةِ الرّمــــــــــاد ⊰

⊱ من ذرْوَةِ الرّمــــــــــاد ⊰ >>>> من ذروة الرماد ينبثق الفينيق إلى أعالي السماء باذخ الروعة والبهاء ... شعر التفعيلة >> نرجو ذكر التفعيلة في هامش القصيدة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-02-2017, 09:32 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

فكيف مسافةُ الأشواقِ أُلغيها، أُعانقُ حُلمِيَ المأمولْ؟
**
وبعد الجَدْبِ تَنْضُرُ واحةُ الرَّحماتْ
وتلك مَضارِبُ الأغرابِ فاصطبري
ولا تُهدي الرِّمَالَ جَنينَ أسراري؛

يتلعثم حرفي في حضرة هذا الكمال والجمال
النابع من قلب أذابه الشوق والحنين وتجلت فيه مشاعرالغربة
وكم لامس مشاعرنا وأمعن في تعميق الجرح
حرف مدهش راقني جداً بما حمل من
تفاؤل رغم الألم
دام لكِ الإبداع غاليتي أ. ثريا
مودتي وكل التقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-02-2017, 04:22 AM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
المصطفى العمري
عضو أكاديميّة الفينيق
المغرب

الصورة الرمزية المصطفى العمري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

المصطفى العمري غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي مشاهدة المشاركة
أيا وَشْمًا بحَرفِ النَّارِ في صَدري

وفي إغفاءةِ الذِّكرى على سُرُرٍ من النِّسيانْ
أعودُ إليكِ مخذولًا يؤرِّقُني صدَى الحِرمانْ
أنا مِنْ صُلبِ أشواقٍ إلى السُّقْيا، إلى التَّحنانْ
أنا الثمرةْ
أنا البذرةْ
أعودُ إليكِ ضُمِّيني
سأذوي.. مَن يُداويني؟
فَحيحُ الجَمرِ حين الماءُ يغمُرُهُ
يُطرِّزُ وَعيَ مَن رَحلوا ومَن عَبروا
وما صَبروا
على وحشيَّةِ الصحراءِ أو قَدَريَّةِ العطشِ
ورَجَّعَتِ الفَلا شوقًا إلى المطرِ
أيا بِئرًا بلا دَلْوٍ، وأنتِ الماءُ
والدنيا بلا ماءٍ هي الأوهامْ
أأنتِ خيانةُ الأرزاءِ تجلدُني:
فلا شجرٌ، ولا ظلٌّ، ولا عُشْبٌ، ولا طَلٌّ
وقافلةٌ تسُدُّ الأفْقَ، تحجُبُ فجرَ أيامي
أُهاجِرُ منكِ أو فيكِ أيا صحراءَ آلامي
أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري
وفي حَتميةِ المنفَى يُمازجُني احتضارُ الشمسِ والقمرِ
ومِن شُرُفاتِه تبدو فضاءاتٌ لعجزٍ يرفضُ التأويلْ
تُلَوِّحُ لي أكُفٌّ هاجَرت منها أصابعُها،
تُشيرُ إلى الغَدِ المجهولْ
أيا دمعًا بحجمِ الليلِ.. يا قدَري
وما زالتْ تُطاردُني على سفحِ المُنى ريحُ الضَّنى المغزولْ
فكيف مسافةُ الأشواقِ أُلغيها، أُعانقُ حُلمِيَ المأمولْ؟
وآنَ ممالكُ الغيماتِ تفتحُ بابَ غَيمتِنا،
وتَأذَنُ للهوى بهطولْ،
أبوحُ بسرِّ أسراري؛
يذوبُ الصخرُ عند شواطئِ البُركانْ
أُحبُّكِ يا شذى أزهارِ وادي الجِنّْ
-غُموضُ الكَونِ عَاقَرَها فباتتْ في العَراءِ تَئنّْ-
لِينداحَ الشَّذى منها مع الأنَّاتِ أُحْجِيَةً تجوبُ الكَوْنْ
وكَمْ للجِنِّ مِن شرَفٍ
إذا اشتعلتْ خُصومتُهم مع الأبناءْ
وإنْ رفعَت عقيرتَها طيورُ البغيِ
تَحدوها مزاميرُ الغَوَى التَّتريِّ؛
مَرَّ النَّصلُ بين الداءِ والأصداءْ
أأُخفي السرَّ والفنجانُ يرصُدُني
وفي كفِّيْ خطوطُ الوَجْدِ ترفِدُني
وأسْتَسْقي على عُمْري
عُقودًا في تمائمِها تعاويذُ انكسارِ الحُبّْ؟!
***
سيأتي القَطْرُ بعد مواسمِ التَّشجيرِ
والتعميرِ، فاعتبري
وبعد الجَدْبِ تَنْضُرُ واحةُ الرَّحماتْ
وتلك مَضارِبُ الأغرابِ فاصطبري
ولا تُهدي الرِّمَالَ جَنينَ أسراري؛
يمُتْ في الرَّمْلِ حُبٌّ عاشَ بالصلواتْ
خَلاصُكِ باتَ مَوسومًا بعُمقِ الجُرحِ في صَدري
فَضُمّيني .. أيا نخلاً تَبَرَّأَ من حنينِ التَّمرْ
أنا المَجبولُ مِن دِبْسٍ، ومِن شَجَنٍ، ومِن أمْسادِ ليلِ القهرْ
تماهتْ في شراييني وُرودُ الوَعدِ بالعِرفانْ
ولُفَّ الحبلُ –ظالِمَتي-على عُنُقي.. فلا غُفرانْ
*****


مُفاعَلَتُنْ وشقيقتُها
يا لهذا الوشم النائم في قعر الذكرى والمتمدد بين الضلوع.
قرأت لوحة للهروب، للعبور، للرحيل لدنيا لا يسكنها الماء.... يسكن الخواء دروب القصيد وتدوب الشمس ويختفي القمر بين أحرف الفناء. رغم الغضب الخصب و الليل اللذان يسكنان عرين القصيد فقد ظلت القفلة حبلى بضياء الأمل العريض/ الأستاذة الشاعرة ثريا نبوي شكرا لك على هذه الأحرف المليئة إحساسا وعذوبة وألما وأملا. دام لك وهج الكلم وألق الحرف. بارك الله فيك ولك. تحياتي والمودة.






ارحل بنفسك من أرض تضام بها :::: ولاتكن من فراق الأهل في حرق
مــــــن ذل بـــين أهالـــــيه ببلدتــــــه :::: فالإغتراب له من أحسن الخلق.
عن الشافعي
  رد مع اقتباس
/
قديم 04-02-2017, 11:15 PM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
فكيف مسافةُ الأشواقِ أُلغيها، أُعانقُ حُلمِيَ المأمولْ؟
**
وبعد الجَدْبِ تَنْضُرُ واحةُ الرَّحماتْ
وتلك مَضارِبُ الأغرابِ فاصطبري
ولا تُهدي الرِّمَالَ جَنينَ أسراري؛

يتلعثم حرفي في حضرة هذا الكمال والجمال
النابع من قلب أذابه الشوق والحنين وتجلت فيه مشاعرالغربة
وكم لامس مشاعرنا وأمعن في تعميق الجرح
حرف مدهش راقني جداً بما حمل من
تفاؤل رغم الألم
دام لكِ الإبداع غاليتي أ. ثريا
مودتي وكل التقدير

المُدهِشُ هو جمالُ وأناقةُ حُضورِكِ وقِراءتِكِ شاعرتي الجميلة
وكم نُعاني الغُربةَ؛ كلٌّ على خريطتِهِ؛ حتى وإنْ لَمْ يُهاجِرْ أو يُهجَّرْ
وتُمسي الغُربةُ آنذاكَ اغتِرابًا أقسى على النفسِ والقلبِ مِن غُربةِ الراحلين
نسألُ الله السلامةَ، وأنْ يرُدَّنا إليهِ ردًّا جميلًا قريبا
لِتَتَحقَّقَ أُمنيةُ الرائع: محمود درويش
"تُصبِحونَ على وطن"






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-02-2017, 01:32 AM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
نزار عوني اللبدي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية نزار عوني اللبدي

افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
فَحيحُ الجَمرِ حين الماءُ يغمُرُهُ
يُطرِّزُ وَعيَ مَن رَحلوا ومَن عَبروا
وما صَبروا
على وحشيَّةِ الصحراءِ أو قَدَريَّةِ العطشِ

حين تقرأ شعراً، أعني شعراً!!
وتريد أن تقول للشاعر شيئاً،
وتبقى تتجول بين ثنايا القصيدة
كي تختار مقطعاً مؤثراً،
ويُسقط في يدك،
لأنك ستقتبس القصيدة كلها حينها،
تجازف لمقطع ترى فيه عجباً:
وهذا ما حصل معي حين قررت اقتباس المقطع أعلاه.

صورة عجيبة فيها من الحركة والصوت والتعبير،
ما يوقفك مليّاً وأنت تسمع صوت انطفاء الجمر بالماء
فحيح!!
يا إلهي، من منكم فكر في هذا؟؟

والفحيح يطرز.. نعم .. يطرز،،
يطرز الوعي،
وعي من؟
من من رحلوا، ومن عبروا، وما صبروا،

وعندما تتساوى وحشية الصحراء مع قدرية العطش،
فلا تدري أيهما أقسى!!

الشاعرة ثريا،

من زمن لم أقرأ شعراً .. شعراً..

شكراً لك،

بكل المودة








أيها الشعرُ،
ما أجملك!


  رد مع اقتباس
/
قديم 05-02-2017, 06:45 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار عوني اللبدي مشاهدة المشاركة

حين تقرأ شعراً، أعني شعراً!!
وتريد أن تقول للشاعر شيئاً،
وتبقى تتجول بين ثنايا القصيدة
كي تختار مقطعاً مؤثراً،
ويُسقط في يدك،
لأنك ستقتبس القصيدة كلها حينها،
تجازف لمقطع ترى فيه عجباً:
وهذا ما حصل معي حين قررت اقتباس المقطع أعلاه.

صورة عجيبة فيها من الحركة والصوت والتعبير،
ما يوقفك مليّاً وأنت تسمع صوت انطفاء الجمر بالماء
فحيح!!
يا إلهي، من منكم فكر في هذا؟؟

والفحيح يطرز.. نعم .. يطرز،،
يطرز الوعي،
وعي من؟
من رحلوا، ومن عبروا، وما صبروا،

وعندما تتساوى وحشية الصحراء مع قدرية العطش،
فلا تدري أيهما أقسى!!

الشاعرة ثريا،

من زمن لم أقرأ شعراً .. شعراً..

شكراً لك،

بكل المودة


كلماتٌ مِن الياقوتِ واللآلئ نُضِّدَتْ قِلادةَ فخرٍ أُعلِّقُها في جيدِ القصيد
مِنْ شاعرٍ يكتُبُ الجمالَ قصائدَ فتكونَهُ؛ لسببٍ مُوغِلٍ في المنطقيةِ هو:
أنَّهُ شاعرٌ مُمَنطقٌ بِمَجرَّاتِ البلاغةِ والشاعريةِ والجمال
شاعرَنا المُبدع أ. نزار
شُكرًا بحجمِ الكونِ:
لهذا الكرمِ الحاتميّ
والوفاءِ السَّمَوْأَلِيّ
وأنتَ مَنْ أنتَ في سماءِ الشعر

مُروجٌ مِن البنفسَجِ وقوافِلُ ياسَمين






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-02-2017, 10:26 PM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
خالد صبر سالم
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء

الصورة الرمزية خالد صبر سالم

افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

هذه قصيدة تفوح بروعة الاداء الفني وبعمق المعاني البارعة
شاعرتنا القديرة الاستاذة ثريا
دمت بفرح وشعر وجمال
عميق الاحترام وعبق الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-02-2017, 12:55 AM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المصطفى العمري مشاهدة المشاركة
يا لهذا الوشم النائم في قعر الذكرى والمتمدد بين الضلوع.
قرأت لوحة للهروب، للعبور، للرحيل لدنيا لا يسكنها الماء.... يسكن الخواء دروب القصيد وتدوب الشمس ويختفي القمر بين أحرف الفناء. رغم الغضب الخصب و الليل اللذين يسكنان عرين القصيد فقد ظلت القفلة حبلى بضياء الأمل العريض/ الأستاذة الشاعرة ثريا نبوي شكرا لك على هذه الأحرف المليئة إحساسا وعذوبة وألما وأملا. دام لك وهج الكلم وألق الحرف. بارك الله فيك ولك. تحياتي والمودة.

ويبقى الرحيلُ أو الهجرة؛ مُحاولَتَينِ مُعَمَّدَتَينِ بآلامِ الاغترابِ بين الأهلِ والأحباب؛
للهروبِ إلى واقعٍ أجمل.. إلى وَطنٍ يرُشُّ علينا الغَدَا
وما أراكَ انتقيتَ مِنَ الشَّافعيِّ إلا ما قالَ الكثيرَ عن تَشارُكِنا هذه الآلامَ
التي يُعانيها الشعراءُ فتُفجِّرُ لُغتَهم تعبيرًا عنها واحتماءً بالأمل
و
يبقى حُضورُكَ الشاعريُّ الباذِخُ قِنْديلًا وهَّاجًا مُضيئًا دروبَ القَصْدِ والقصِيد
وما زِلتُ أحتفِظُ بِسَلَّةِ الزعفرانِ المغربية مع هذا القِنديل

باقاتُ وَردٍ وَوُدّ






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-02-2017, 07:36 AM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
علي عبود المناع
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
سوريا
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي مشاهدة المشاركة
أيا وَشْمًا بحَرفِ النَّارِ في صَدري

وفي إغفاءةِ الذِّكرى على سُرُرٍ من النِّسيانْ
أعودُ إليكِ مخذولًا يؤرِّقُني صدَى الحِرمانْ
أنا مِنْ صُلبِ أشواقٍ إلى السُّقْيا، إلى التَّحنانْ
أنا الثمرةْ
أنا البذرةْ
أعودُ إليكِ ضُمِّيني
سأذوي.. مَن يُداويني؟
فَحيحُ الجَمرِ حين الماءُ يغمُرُهُ
يُطرِّزُ وَعيَ مَن رَحلوا ومَن عَبروا
وما صَبروا
على وحشيَّةِ الصحراءِ أو قَدَريَّةِ العطشِ
ورَجَّعَتِ الفَلا شوقًا إلى المطرِ
أيا بِئرًا بلا دَلْوٍ، وأنتِ الماءُ
والدنيا بلا ماءٍ هي الأوهامْ
أأنتِ خيانةُ الأرزاءِ تجلدُني:
فلا شجرٌ، ولا ظلٌّ، ولا عُشْبٌ، ولا طَلٌّ
وقافلةٌ تسُدُّ الأفْقَ، تحجُبُ فجرَ أيامي
أُهاجِرُ منكِ أو فيكِ أيا صحراءَ آلامي
أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري
وفي حَتميةِ المنفَى يُمازجُني احتضارُ الشمسِ والقمرِ
ومِن شُرُفاتِه تبدو فضاءاتٌ لعجزٍ يرفضُ التأويلْ
تُلَوِّحُ لي أكُفٌّ هاجَرت منها أصابعُها،
تُشيرُ إلى الغَدِ المجهولْ
أيا دمعًا بحجمِ الليلِ.. يا قدَري
وما زالتْ تُطاردُني على سفحِ المُنى ريحُ الضَّنى المغزولْ
فكيف مسافةُ الأشواقِ أُلغيها، أُعانقُ حُلمِيَ المأمولْ؟
وآنَ ممالكُ الغيماتِ تفتحُ بابَ غَيمتِنا،
وتَأذَنُ للهوى بهطولْ،
أبوحُ بسرِّ أسراري؛
يذوبُ الصخرُ عند شواطئِ البُركانْ
أُحبُّكِ يا شذى أزهارِ وادي الجِنّْ
-غُموضُ الكَونِ عَاقَرَها فباتتْ في العَراءِ تَئنّْ-
لِينداحَ الشَّذى منها مع الأنَّاتِ أُحْجِيَةً تجوبُ الكَوْنْ
وكَمْ للجِنِّ مِن شرَفٍ
إذا اشتعلتْ خُصومتُهم مع الأبناءْ
وإنْ رفعَت عقيرتَها طيورُ البغيِ
تَحدوها مزاميرُ الغَوَى التَّتريِّ؛
مَرَّ النَّصلُ بين الداءِ والأصداءْ
أأُخفي السرَّ والفنجانُ يرصُدُني
وفي كفِّيْ خطوطُ الوَجْدِ ترفِدُني
وأسْتَسْقي على عُمْري
عُقودًا في تمائمِها تعاويذُ انكسارِ الحُبّْ؟!
***
سيأتي القَطْرُ بعد مواسمِ التَّشجيرِ
والتعميرِ، فاعتبري
وبعد الجَدْبِ تَنْضُرُ واحةُ الرَّحماتْ
وتلك مَضارِبُ الأغرابِ فاصطبري
ولا تُهدي الرِّمَالَ جَنينَ أسراري؛
يمُتْ في الرَّمْلِ حُبٌّ عاشَ بالصلواتْ
خَلاصُكِ باتَ مَوسومًا بعُمقِ الجُرحِ في صَدري
فَضُمّيني .. أيا نخلاً تَبَرَّأَ من حنينِ التَّمرْ
أنا المَجبولُ مِن دِبْسٍ، ومِن شَجَنٍ، ومِن أمْسادِ ليلِ القهرْ
تماهتْ في شراييني وُرودُ الوَعدِ بالعِرفانْ
ولُفَّ الحبلُ –ظالِمَتي-على عُنُقي.. فلا غُفرانْ
*****


مُفاعَلَتُنْ وشقيقتُها
أ.
معزوفة شجية
على ترتيلة مفاعلتن
أفعمت أفقي روعة
دمت ودام نبضك






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-02-2017, 05:08 PM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي عبود المناع مشاهدة المشاركة
أ.
معزوفة شجية
على ترتيلة مفاعلتن
أفعمت أفقي روعة
دمت ودام نبضك
شهادةٌ أعتزُّ بها مِن شاعرٍ شاعر
يكتُبُ الجمالَ قصائدَ شاميَّةَ العبيرِ والصُّور
مَودَّةٌ لا تبور







  رد مع اقتباس
/
قديم 23-02-2017, 09:32 PM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
عادل عبد القادر
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم
مسابقة شاعر/ شاعرة الوهج 2011
مصر

الصورة الرمزية عادل عبد القادر

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

عادل عبد القادر غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

نص جميل سامق و شاهق
لا يمكن أن أقتبس منه فقرات
بل هو النسيج المتحد عصى التجزىء
مع كل حرف أقرأه لك فى أى مكان أزداد قناعة بحجم موهبتك الفذة
و أطمع فى معرفة سيرتك الأدبية الذاتية
أريد أن أعرف كيف تكونت الثريا أدبياً ؟
و لأنى أحب القراءة لك أحب رؤية نصوصك فى أبهى حللها
و لذا أسألك
لماذا جاء النص على لسان المفرد المذكر ؟ و ليس المؤنث ؟
هل مازالت الأنثى لا تجيد التعبير عن ذاتها الا من خلال الموروث الذكرى ؟ ام هناك تقنية ما لم ألحظها ؟
محبة تليق بهذا الابداع






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-02-2017, 12:30 AM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
نفيسة التريكي
عضو مجلس إدارة
عنقاء العام 2008
عضوة تجمع أدباء الرسالة
عضوة لجنة تحكيم مسابقة شعر الرسالة
عضو ة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية نفيسة التريكي

افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

أأُخفي السرَّ والفنجانُ يرصُدُني
وفي كفِّيْ خطوطُ الوَجْدِ ترفِدُني
وأسْتَسْقي على عُمْري
عُقودًا في تمائمِها تعاويذُ انكسارِ الحُبّْ؟!

ثريا نبوي
نصك هذا باذخ منير صاعد بقوة نحو ضاد البلاغة ، تزدحم فيه الصور ازدحاما تنافسيا لتحقيق الجمال ووضوح الفكرة وتالق الخيال






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-02-2017, 06:45 PM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري



لله درّك.

وأنا لله لو أرقى على نخل لا يرفض التأويل لأعمّد صمتي بتمره وأغمّسه بدبس قافيتك وضوئها وأهدي لصوتي خلاص القصيدة.
وأنا لله ظلّ يتأوّلني إماماً هناك حيال النخيل في رحاب القصيدة.

قصيدة أكثر من رائعة.
ولك خالص احترايم وتقديري أختي الشاعرة الثريّا.






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-02-2017, 10:43 PM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد صبر سالم مشاهدة المشاركة
هذه قصيدة تفوح بروعة الاداء الفني وبعمق المعاني البارعة
شاعرتنا القديرة الاستاذة ثريا
دمت بفرح وشعر وجمال
عميق الاحترام وعبق الود
ما أبدعَ وأعطرَ أن تكون هُنا شاعرنا القديرَ الكبير أ. خالد صبر سالم
وما أجملَ الورودَ التي نثرتَها بين السطور
دُمتَ مِعطاءً حاتميّ الكرم
قلائدُ ياسمين لحروفِكَ الوِسام






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-02-2017, 10:48 PM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد صبر سالم مشاهدة المشاركة
هذه قصيدة تفوح بروعة الاداء الفني وبعمق المعاني البارعة
شاعرتنا القديرة الاستاذة ثريا
دمت بفرح وشعر وجمال
عميق الاحترام وعبق الود
ما أبدعَ وأعطرَ أن تكون هُنا شاعرنا القديرَ الكبير أ. خالد صبر سالم
وما أجملَ الورودَ التي نثرتَها بين السطور
دُمتَ مِعطاءً حاتميّ الكرم
قلائدُ ياسمين لحروفِكَ الوِسام






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-03-2017, 12:51 AM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
محمد تمار
عضو مجلس إدارة
شاعر الجنوب
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
يحمل أوسمة الأكاديميةللإبداع والعطاء
الجزائر
إحصائية العضو








آخر مواضيعي

محمد تمار غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

شامخ هذا القصيد
صرح أدبيّ يعكس جمالية لغتنا الحبيبة وقدرتها
على التعبير والتصوير إذا مسك ريشتها أديب أريب..
أبدعت حدّ الدّهشة شاعرتنا الكبيرة ثريّا نبوي..
دام ألقك أختي الفاضلة..






إذا لم أجد من يخالفني الرأي ، خالفت رأي نفسي ليستقيم رايي .
  رد مع اقتباس
/
قديم 01-03-2017, 06:02 PM رقم المشاركة : 41
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل عبد القادر مشاهدة المشاركة
نص جميل سامق و شاهق
لا يمكن أن أقتبس منه فقرات
بل هو النسيج المتحد عصى التجزىء
مع كل حرف أقرأه لك فى أى مكان أزداد قناعة بحجم موهبتك الفذة
و أطمع فى معرفة سيرتك الأدبية الذاتية
أريد أن أعرف كيف تكونت الثريا أدبياً ؟
و لأنى أحب القراءة لك أحب رؤية نصوصك فى أبهى حللها
و لذا أسألك
لماذا جاء النص على لسان المفرد المذكر ؟ و ليس المؤنث ؟
هل مازالت الأنثى لا تجيد التعبير عن ذاتها الا من خلال الموروث الذكرى ؟ ام هناك تقنية ما لم ألحظها ؟
محبة تليق بهذا الابداع
بل حُضورُكَ هو السامِقُ والشاهقُ شاعرَنا القدير
وعُذرًا؛ لن أستطيعَ الحديثَ عن كيف تكوَّنتِ الثريا أدبيًّا؟!!!
لأنَّ هذا يتضمَّنُ إقرارًا مِنِّي بأنني قامةٌ أدبية؛ فأين أنا مِن فيضِ شاعريَّتِك؟
أمَّا عن الكتابةِ على لسان المُفردِ المُذَكَّر؛ فكانت باعتبارِهِ واحدًا من الأبناءِ
الذينَ هُم - لُغويًّا عند العرب - يُمثِّلونَ المُجتمعَ بِشقَّيهِ؛ ففي التسميةِ: مُتَّسع
إذِ الشائعُ أنهم يقولونَ: الولد؛ كِنايةً عنِ الجِنسين: الذكَرِ والأُنثى.
جميلٌ أن تكونَ هُنا وجميلةٌ هي مُلاحظاتُك
مَودَّتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 01-03-2017, 09:22 PM رقم المشاركة : 42
معلومات العضو
الشاعر عبدالهادي القادود
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية الشاعر عبدالهادي القادود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

الشاعر عبدالهادي القادود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

الله ما أروعك رفيقة الحرف

إنها مسؤولية الأديب حين تشيب بين أهدابه اللحظات وتخنقه العبرات

كيف لا وما زلنا نرتدي جلباب الغياب ونطرق الأبواب

ويظل الأديب بين كل تلك التناقضات نبي الإياب وما تحمله طلاسم الضباب

الرفيقة الرفيقة ثريا نبوي

دمت بوصلة للجمال في كل مجال

طاب لي المقام على ضفاف هذا النص الفخم






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2017, 08:54 AM رقم المشاركة : 43
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نفيسة التريكي مشاهدة المشاركة
أأُخفي السرَّ والفنجانُ يرصُدُني
وفي كفِّيْ خطوطُ الوَجْدِ ترفِدُني
وأسْتَسْقي على عُمْري
عُقودًا في تمائمِها تعاويذُ انكسارِ الحُبّْ؟!

ثريا نبوي
نصك هذا باذخ منير صاعد بقوة نحو ضاد البلاغة ، تزدحم فيه الصور ازدحاما تنافسيا لتحقيق الجمال ووضوح الفكرة وتألق الخيال
ما أبدعَكِ وما أسعدني وأسعدَ النَّصَّ بوجودِكِ وقراءتِك
غَيْماتُ كرمٍ حاتميٍّ هطلت هُنا فَتألَّقَتِ السطورُ وانداحَ العِطرُ والحُبور
شُكرًا لورودِ مَحبَّةٍ ألقيتِها في القلبِ شاعرتي الوطنيةَ الثائرة
تحيةً بعطورِ الرَّنْدِ والرَّيحان






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2017, 06:41 PM رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني مشاهدة المشاركة


لله درّك.

وأنا لله لو أرقى على نخل لا يرفض التأويل لأعمّد صمتي بتمره وأغمّسه بدبس قافيتك وضوئها وأهدي لصوتي خلاص القصيدة.
وأنا لله ظلّ يتأوّلني إماماً هناك حيال النخيل في رحاب القصيدة.

قصيدة أكثر من رائعة.
ولك خالص احترامي وتقديري أختي الشاعرة الثريّا.
حُضورٌ وارِفٌ لشاعرٍ قدير يُبدِعُ نَسْجَ الحروفِ وسَكبَ الجمالِ على أرواحِنا
مِن غَيمِ قصائدِهِ السَّكوبِ؛ فَنُحلقُ معه في آفاقِ شِعرٍ يزهو على الشعر بأنهُ
إبداع المُبهر: ياسر أبي سويلم الحرزني
حَفِظَهُ اللهُ وأبقاهُ: تاجًا على هامَةِ إبداعاتِ الأبجديَّة
باقاتُ نرجِسٍ وزنبق






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2017, 06:54 PM رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد تمار مشاهدة المشاركة
شامخ هذا القصيد
صرح أدبيّ يعكس جمالية لغتنا الحبيبة وقدرتها
على التعبير والتصوير إذا مسك ريشتها أديب أريب..
أبدعت حدّ الدّهشة شاعرتنا الكبيرة ثريّا نبوي..
دام ألقك أختي الفاضلة..
تعلو حروفي مُحلِّقةً في سماءِ المَجدِ مع حُضورِكَ وقراءتِكَ الوِسام
شاعرنا الكبيرَ القدير أ. محمد تمّار
أسعدني وشرَّفَني حُضورُكَ المُزهِرُ المُثمِرُ
وما أفضتَ على حُروفي الصغيرةِ مِن بهاءِ الثناء
دُمتَ مِعطاءً حاتميَّ الكرمِ أديبَنا الأريب
ولِروعاتِ حُضورِكَ المَهيب:
مروجٌ من البنفسَجِ والتوليب






  رد مع اقتباس
/
قديم 04-03-2017, 10:23 PM رقم المشاركة : 46
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر عبدالهادي القادود مشاهدة المشاركة
الله ما أروعك رفيقة الحرف

إنها مسؤولية الأديب حين تشيب بين أهدابه اللحظات وتخنقه العبرات

كيف لا وما زلنا نرتدي جلباب الغياب ونطرق الأبواب

ويظل الأديب بين كل تلك التناقضات نبي الإياب وما تحمله طلاسم الضباب

الرفيقة الرفيقة ثريا نبوي

دمت بوصلة للجمال في كل مجال

طاب لي المقام على ضفاف هذا النص الفخم
يااااااااااااااااا ألله على روعاااااااتِ الحُضور
شرفٌ وأيُّ شرفٍ أن تكونَ هُنا شاعرَنا القدير.. مَلِكَ القوافي أينما حللتَ
ولا أنسى رائعتَكَ (خواطرُ خيْطٍ مِن الضوء) في دُنيا الوطن؛ وما أثارتْ مِن شجن
فما زالتْ تُعشِّشُ في الوِجدانِ بِكُلِّ العُنفوان
طِبْتَ ودُمتَ للشعرِ الجميلِ والتَّواصُلِ النبيل
فَما أكثرَني بِكَ وبروعاتِ حُروفِكَ ومَشاعرِك
مَوَدَّةٌ لا تبور






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-03-2017, 11:14 AM رقم المشاركة : 47
معلومات العضو
الشاعر عبدالهادي القادود
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية الشاعر عبدالهادي القادود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

الشاعر عبدالهادي القادود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثريا نبوي مشاهدة المشاركة
يااااااااااااااااا ألله على روعاااااااتِ الحُضور
شرفٌ وأيُّ شرفٍ أن تكونَ هُنا شاعرَنا القدير.. مَلِكَ القوافي أينما حللتَ
ولا أنسى رائعتَكَ (خواطرُ خيْطٍ مِن الضوء) في دُنيا الوطن؛ وما أثارتْ مِن شجن
فما زالتْ تُعشِّشُ في الوِجدانِ بِكُلِّ العُنفوان
طِبْتَ ودُمتَ للشعرِ الجميلِ والتَّواصُلِ النبيل
فَما أكثرَني بِكَ وبروعاتِ حُروفِكَ ومَشاعرِك
مَوَدَّةٌ لا تبور
ما أسعدني بهذا الإحساس النادر والرّد الوافر

رفيقة الحرف في كل ظرف شاعرتنا الكبيرة ثريا نبوي

كم ينعشني البقاء على أغصان الوفاء

كيف لا وأنتم الأقدر والأخبر والأمهر في سبر أغوار البيان في كل الأحيان

دمت ودام هديلكم دليلا للحالمين






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-06-2017, 12:41 AM رقم المشاركة : 48
معلومات العضو
ثريا نبوي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
مصر
افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

*
استقراء نص (أيا وَشْمًا بحَرفِ النَّارِ في صَدري) بقلمِ الشاعرة الناقدة القديرة أ. ثناء صالح
http://www.fonxe.net/vb/showthread.p...05#post1667405
نص القصيدة للشاعرة أ. ثريا نبوي

أيا وَشْمًا بحَرفِ النَّارِ في صَدري

وفي إغفاءةِ الذِّكرى على سُرُرٍ من النِّسيانْ
أعودُ إليكِ مخذولًا يؤرِّقُني صدَى الحِرمانْ
أنا مِنْ صُلبِ أشواقٍ إلى السُّقْيا، إلى التَّحنانْ
أنا الثمرةْ
أنا البذرةْ
أعودُ إليكِ ضُمِّيني
سأذوي.. مَن يُداويني؟
فَحيحُ الجَمرِ حين الماءُ يغمُرُهُ
يُطرِّزُ وَعيَ مَن رَحلوا ومَن عَبروا
وما صَبروا
على وحشيَّةِ الصحراءِ أو قَدَريَّةِ العطشِ
ورَجَّعَتِ الفَلا شوقًا إلى المطرِ
أيا بِئرًا بلا دَلْوٍ، وأنتِ الماءُ
والدنيا بلا ماءٍ هي الأوهامْ
أأنتِ خيانةُ الأرزاءِ تجلدُني:
فلا شجرٌ، ولا ظلٌّ، ولا عُشْبٌ، ولا طَلٌّ
وقافلةٌ تسُدُّ الأفْقَ، تحجُبُ فجرَ أيامي
أُهاجِرُ منكِ أو فيكِ أيا صحراءَ آلامي
أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري
وفي حَتميةِ المنفَى يُمازجُني احتضارُ الشمسِ والقمرِ
ومِن شُرُفاتِه تبدو فضاءاتٌ لعجزٍ يرفضُ التأويلْ
تُلَوِّحُ لي أكُفٌّ هاجَرت منها أصابعُها،
تُشيرُ إلى الغَدِ المجهولْ
أيا دمعًا بحجمِ الليلِ.. يا قدَري
وما زالتْ تُطاردُني على سفحِ المُنى ريحُ الضَّنى المغزولْ
فكيف مسافةُ الأشواقِ أُلغيها، أُعانقُ حُلمِيَ المأمولْ؟
وآنَ ممالكُ الغيماتِ تفتحُ بابَ غَيمتِنا،
وتَأذَنُ للهوى بهطولْ،
أبوحُ بسرِّ أسراري؛
يذوبُ الصخرُ عند شواطئِ البُركانْ
أُحبُّكِ يا شذا أزهارِ وادي الجِنّْ
-غُموضُ الكَونِ عَاقَرَها فباتتْ في العَراءِ تَئنّْ-
لِينداحَ الشَّذا منها مع الأنَّاتِ أُحْجِيَةً تجوبُ الكَوْنْ
وكَمْ للجِنِّ مِن شرَفٍ
إذا اشتعلتْ خُصومتُهم مع الأبناءْ
وإنْ رفعَت عقيرتَها طيورُ البغيِ
تَحدوها مزاميرُ الغَوَى التَّتريِّ؛
مَرَّ النَّصلُ بين الداءِ والأصداءْ
أأُخفي السرَّ والفنجانُ يرصُدُني
وفي كفِّيْ خطوطُ الوَجْدِ ترفِدُني
وأسْتَسْقي على عُمْري
عُقودًا في تمائمِها تعاويذُ انكسارِ الحُبّْ؟!
***
سيأتي القَطْرُ بعد مواسمِ التَّشجيرِ
والتعميرِ، فاعتبري
وبعد الجَدْبِ تَنْضُرُ واحةُ الرَّحماتْ
وتلك مَضارِبُ الأغرابِ فاصطبري
ولا تُهدي الرِّمَالَ جَنينَ أسراري؛
يمُتْ في الرَّمْلِ حُبٌّ عاشَ بالصلواتْ
خَلاصُكِ باتَ مَوسومًا بعُمقِ الجُرحِ في صَدري
فَضُمّيني .. أيا نخلاً تَبَرَّأَ من حنينِ التَّمرْ
أنا المَجبولُ مِن دِبْسٍ، ومِن شَجَنٍ، ومِن أمْسادِ ليلِ القهرْ
تماهتْ في شراييني وُرودُ الوَعدِ بالعِرفانْ
ولُفَّ الحبلُ –ظالِمَتي-على عُنُقي.. فلا غُفرانْ
*****





أيا وَشْمًا بحَرفِ النَّارِ في صَدري

اختارت الشاعرة للقصيدة عنوانا طويلا غير مستقل عنها .بل هو سطرها الشعري الأول والمرتبط عضويا بما يأتي بعده . وبنته إنشائيا على أسلوب النداء المفتوح والذي يستدعي المنادى ( مصر الأم أو القاهرة ) ، فأصبحت جملة العنوان غير المنفصلة بوابة القصيدة المفتوحة ، والتي ما أن يمر بها القارئ حتى يجد نفسه بغتة مندفعا في التيار الداخلي للمناجاة . ومعرضا لمفاجآتها المتوالية مع الجمل الشعرية المنبثقة بعدها آنيا.

أيا وَشْمًا بحَرفِ النَّارِ في صَدري

" أيا " أداة النداء للبعيد، فيما المنادى قريب ، إلى درجة أن يكون وشما ملتصقا بالصدر .
فنادت الشاعرة القريب بأداة البعد، لتشكل عفويا ومع أول كلمة في القصيدة مفارقة تصلح لتكثيف مضمون القصيدة كاملة . والتي سنقرأ فيها تفاصيل هذه المفارقة بين انخذال المحب المتقرب المحتاج ، وإهمال المحبوبة المتخلية المعرضة .

أيا وَشْمًا بحَرفِ النَّارِ في صَدري
وفي إغفاءةِ الذِّكرى على سُرُرٍ من النِّسيانْ
أعودُ إليكِ مخذولًا يؤرِّقُني صدَى الحِرمانْ
أنا مِنْ صُلبِ أشواقٍ إلى السُّقْيا، إلى التَّحنانْ
أنا الثمرةْ
أنا البذرةْ
أعودُ إليكِ ضُمِّيني
سأذوي.. مَن يُداويني؟

يؤلمك الوشم حين تحفره بالنار في جلد الصدر . ولكنه بعد ذلك يهدأ ويغفو ، ويصبح علامة باردة لذكرى غافية على سرر النسيان . ولا يمكنك إلا أن تعود إليه ( أعود إليكِ) كلما انخذلت وضج فيك صدى احتياجك غير الملبى ،فتأرقت بحرمانك لتعود وتشتكي.

أعودُ إليكِ مخذولًا يؤرِّقُني صدَى الحِرمانْ

تولد الشاعرة جملها الشعرية بالطريقة الانبثاقية نفسها التي يعمد إليها الذهن في عملية التداعي الذهني. فالرابط المعنوي بين الوشم على الصدر، وإغفاءة الذكرى على سرر النسيان هو رابط ذهني نفسي تتيحه المشابهة بين معنى الوشم ومعنى الذكرى الغافية .
ولولا جملة " أعود إليك " لما كان هناك من طريقة لمحورة معنى الوشم الذي كرسته*** الشاعرة بعنوان القصيدة ليكون مخاطبا على مدى المناجاة الداخلية في جسد القصيدة .
ثم تبدأ مع كلمة " أنا " عملية تحديد وتعريف شخصية المناجي، والذي جاءت القصيدة على لسانه، بوصفه حامل الوشم المعذب المحروم .

أنا مِنْ صُلبِ أشواقٍ إلى السُّقْيا، إلى التَّحنانْ
أنا الثمرةْ
أنا البذرةْ
لقد عودتنا لفظة " صلب " بتاريخها الدلالي المعنوي على اتخاذها كلمة مرور لدخول حقل علاقة (البنوة - الأبوة - الأمومة ) ، و(أنا من صلب أشواق إلى السقيا، إلى التحنان ) تعني: أنني أنا ابن العطش ،ابن القسوة.
أنا الثمرة " التي تنتج عن التكاثر والتوالد . و" أنا البذرة " التي ستكمل عملية التناسل.فإذن: أنا الامتداد . و" أعودُ إليكِ ضُمِّيني*** .سأذوي.. مَن يُداويني؟"...تحتاج البذرة لمن يضمها . وإذا ذوت بجفافها تعطلت ، فمن يداويها ليعيد إليها حيويتها ؟
هذا، وتكون الشاعرة قد أتمت بسؤالها الأخير فكرة المقطع التي تمثل حرمان الابن من رعاية الأم .وفي خلفية هذا التشكيل الفني تطل تصوراتنا التي شكلتها الشاعرة عن الأثار النفسية التي يعانيها الإنسان المصري المهدد بالحرمان المستمر ﻷمنه النفسي مع افتقاد العدالة وأبسط مقومات العيش الكريم .

فَحيحُ الجَمرِ حين الماءُ يغمُرُهُ
يُطرِّزُ وَعيَ مَن رَحلوا ومَن عَبروا
وما صَبروا
على وحشيَّةِ الصحراءِ أو قَدَريَّةِ العطشِ
ورَجَّعَتِ الفَلا شوقًا إلى المطرِ
إن فحيح الأفاعي ينذر بالشؤم دائما. وتستعير الشاعرة هذا الفحيح لتمنحه للجمر الذي مازال يحتفظ بجذوة النار في داخله. فإذا ما غمره الماء انطفأ.لكنه حين انطفائه يفح فحيحا مؤثرا. فلا نكاد نعرف حقيقة موقف الشاعرة من الجمر ، هل هو تعاطف معه لأنه انطفا واعترض بالفحيح على انطفائه لأنه من حيث كونه جمرا يرغب بالحفاظ على نار جمريته ؟ أم هو موقف غبطة للجمر الذي تلظى واحترق ثم تلقى أخيرًا المساعدة بالماء الذي انسكب عليه فأطفأه ليفح فحيحه امتنانا ؟ وفي كل الأحوال ، لقد كان هذا الفحيح مؤثرا في لحظته، لأنه "طرز " أي "نقش على " وعي الراحلين الذين لم يستطيعوا الصبر على وحشية العطش في تلك الصحراء القائظة .فأثر الفحيح المنقوش استمر في وعي الراحلين العابربن غير الصابرين على العطش .
وأما قسوة اللفظ " الفحيح " فهي إنذار الخطر المكروه والمستعار من صوت الأفاعي.

أيا بِئرًا بلا دَلْوٍ، وأنتِ الماءُ
والدنيا بلا ماءٍ هي الأوهامْ
"أيا بئرا بلا دلو " فيك الماء وما من وسيلة لاستخراجه منك . أنت الماء وأنت من تمنعين نفسك عنا. ..أنت من تحجبين ثرواتك ونعمتك عن محتاجيها...فكيف يفسر هذا البخل وهذا المنع سوى بالخيانة ؟

أأنتِ خيانةُ الأرزاءِ تجلدُني:
فلا شجرٌ، ولا ظلٌّ، ولا عُشْبٌ، ولا طَلٌّ
وقافلةٌ تسُدُّ الأفْقَ، تحجُبُ فجرَ أيامي
أُهاجِرُ منكِ أو فيكِ أيا صحراءَ آلامي
خيانة المتحكمين الذين لم يكترثوا بمتطلبات الحياة لشعب جفت حياته وافتقدت خضرتها ونضارتها. فلا شجر ولا ظل ولا عشب ولا طل ...إنها صحراء آلام على مد النظر . ولا يبقى سوى هجرة الظامئين بحثا عن منفى يقيهم آلام الاحتضار.

أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري
وفي حَتميةِ المنفَى يُمازجُني احتضارُ الشمسِ والقمرِ
ومِن شُرُفاتِه تبدو فضاءاتٌ لعجزٍ يرفضُ التأويلْ
تُلَوِّحُ لي أكُفٌّ هاجَرت منها أصابعُها،
تُشيرُ إلى الغَدِ المجهولْ

الهجرة التي تشبه اقتلاع الأصابع من الأكف هي الحل الوحيد للعجز الذي لا يمكن تفسيره أو معالجته، بسبب من يرغبون بتعزيزه.
نلاحظ كيف تشتغل الشاعرة برسم مساحة تعبيرية ضيقة للاحتمالات الممكنة لمصير هذا الابن الذي يمتزج باحتضار الشمس والقمر .
"فحتمية المنفى " قرار يتخذه كل مهاجر مضطر لترك وطنه خشية الموت ظمأ.والحتمية مصير مؤكد لا خيار فيه ولا احتمال. كما أن الامتزاج باحتضار الشمس والقمر في المنفى يؤكد قسوة التغرب ،ويؤكد الاحتضار الذي فر منه أصلا ذلك المنفي . فهو هارب من احتضاره في الوطن إلى احتضاره في المنفى .
ثم أن انتداب الشمس والقمر ليقوما بفعل الاحتضار يشهد على المباشرة في سوداوية*** الرؤية وانغلاقها .

وفي حَتميةِ المنفَى يُمازجُني احتضارُ الشمسِ والقمرِ
ومِن شُرُفاتِه تبدو فضاءاتٌ لعجزٍ يرفضُ التأويلْ

وحينما يلمح القارئ ظل انفراج مع لفظة " شرفات " ولفظة " فضاءات " تسرع الشاعرة لتضيف الشرفات إلى المنفى. وتنسب الفضاءات للعجز . وهو عجز غير قابل للتأويل هناك. غير قابل للحل . إذن فإذا كان ثمة انفراج، فسوف تحيطه الشاعرة باختناق وانغلاق وانبتار .إن صورة الأكف التي هاجرت منها أصابعها وهي تلوح لذلك الابن المنفي مثيرةً خوفه من الغد المجهول ، هي تشكيل فني ذو بعدين تعبيريين. فمن جهة الوطن يبقى الكف عديم الأصابع كالأرض المهجورة التي فقدت قدرتها على الفعل مع هجرة أصابعها الفاعلة . ومن جهة الابن المنفي تمثل الأكف عديمة الأصابع لحظة الانبتار أو الانفصال عن الجسد الأم ، حيث لا يبقى سوى الخوف من الغد المجهول الذي تشير إليه تلك الأكف.

تُلَوِّحُ لي أكُفٌّ هاجَرت منها أصابعُها،
تُشيرُ إلى الغَدِ المجهولْ

إن هذه التصورات الخانقة المطبقة على النفس لا يجد معها صاحبها راحة إلا بإرسال الدموع لتنهمر بحجم الليل .فيتحول الخطاب إلى استفهام يبحث عن أساليب تفريغ شحنات الهم والألم

أيا دمعًا بحجمِ الليلِ.. يا قدَري
وما زالتْ تُطاردُني على سفحِ المُنى ريحُ الضَّنى المغزولْ
فكيف مسافةُ الأشواقِ أُلغيها، أُعانقُ حُلمِيَ المأمولْ؟
وآنَ ممالكُ الغيماتِ تفتحُ بابَ غَيمتِنا،
وتَأذَنُ للهوى بهطولْ،
أبوحُ بسرِّ أسراري؛
يذوبُ الصخرُ عند شواطئِ البُركانْ
يحلم الحالم بأن ممالك الغيمات ستفتح باب غيمته لتسمح لها بالهطول أو بالتعبير عن الهوى الذي هو سر أسرار النفس. وعندها سيذوب الصخر الذي يمثل القسوة عند شواطئ البركان المنبثق بحرارة تذيب الصخر .
ويبدأ البوح بسر الأسرار:

أُحبُّكِ يا شذى أزهارِ وادي الجِنّْ
-غُموضُ الكَونِ عَاقَرَها فباتتْ في العَراءِ تَئنّْ-
لِينداحَ الشَّذى منها مع الأنَّاتِ أُحْجِيَةً تجوبُ الكَوْنْ
وكَمْ للجِنِّ مِن شرَفٍ
إذا اشتعلتْ خُصومتُهم مع الأبناءْ
وإنْ رفعَت عقيرتَها طيورُ البغيِ
تَحدوها مزاميرُ الغَوَى التَّتريِّ؛
مَرَّ النَّصلُ بين الداءِ والأصداءْ
أأُخفي السرَّ والفنجانُ يرصُدُني
وفي كفِّيْ خطوطُ الوَجْدِ ترفِدُني
وأسْتَسْقي على عُمْري
عُقودًا في تمائمِها تعاويذُ انكسارِ الحُبّْ؟!
***
تهندس الشاعرة غرائبية الموجودات في واد الجن ، حيث الأنين المتصاعد من مساحة في العراء يتخاصم فيها الجان وأبناؤهم.
وحيث ترتفع أصوات طيور البغي تصحبها مزامير الضلال التتري...
ويمر نصل السكين ليذبح أو ليقطع الصلة التاريخية بين الداء الذي يسكن جسم الابن والأصداء التي تأتيه من الخارج. هكذا عالم لا يمكت إخفاؤه إذا كانت قراءة الطالع في الفنجان ستظهر المخفي منه.
ويلبس الابن عقوده التي علق فيها تمائم وتعاويذ تمنع الحب من الانكسار.
أرادت الشاعر أن تشكل هذا العالم السحري الغريب بأسلوب تعبيري لولبي تقودنا الجملة الشعرية الغريبة فيه إلى جملة شعرية أشد غرابة وأعلى في مستوى التوهم والخيال.
كل ذلك لتثبت أن التمسك بذلك الحب هو قدر حقيقي متشعب متلولب يطوف بقلب المحب وينقله إلى عالم منفصل لا يمكن الإحاطة بتفاصيله المدهشة .
ومما يلفت النظر في المقطع السابق نفسه تغيير وتيرة الإيقاع الذي أصبح فجأة أسرع وأخف وتتابعت فيه النون الساكنة في قافية مقيدة يكاد صدى إيقاعها يشبه طرقات مبتورة على طبل بعيد ( دن ...دن..دن...)

أُحبُّكِ يا شذى أزهارِ وادي الجِنّْ
-غُموضُ الكَونِ عَاقَرَها فباتتْ في العَراءِ تَئنّْ-
لِينداحَ الشَّذى منها مع الأنَّاتِ أُحْجِيَةً تجوبُ الكَوْنْ
ولم تشأ الشاعرة بعد أن حملتنا إلى تلك الروعة المخطوفة من وادي الجن أن تعود بنا محملين باليأس الذي أودعتنا إياه مسبقا. فبدأت بحملة تعبير تبشيرية تغرس فيه بذور الأمل في نفوسنا
سيأتي القَطْرُ بعد مواسمِ التَّشجيرِ
والتعميرِ، فاعتبري
وبعد الجَدْبِ تَنْضُرُ واحةُ الرَّحماتْ
وتلك مَضارِبُ الأغرابِ فاصطبري
ولا تُهدي الرِّمَالَ جَنينَ أسراري؛
يمُتْ في الرَّمْلِ حُبٌّ عاشَ بالصلواتْ

إنها وصايا الابن المنفي وصلواته للأرض التي غادرها، أن تحفظ عهده وتنتظر عودته من مضارب الأغراب.

خَلاصُكِ باتَ مَوسومًا بعُمقِ الجُرحِ في صَدري
فَضُمّيني .. أيا نخلاً تَبَرَّأَ من حنينِ التَّمرْ
أنا المَجبولُ مِن دِبْسٍ، ومِن شَجَنٍ، ومِن أمْسادِ ليلِ القهرْ
تماهتْ في شراييني وُرودُ الوَعدِ بالعِرفانْ
ولُفَّ الحبلُ –ظالِمَتي-على عُنُقي.. فلا غُفرانْ
*****

الأمل بالخلاص موسوم بعمق الجرح الذي حمله الابن في صدره وشما. وهو عندما يطلب منها أن تضمه إليها يريدها أن تتراجع عن نفيه. فهو يسميها في هذه اللحظة " نخلا تبرأ من حنين التمر " التمر ثمر النخل فإذا تبرأت النخلة من ثمرتها فالأم متبرئة من ابنها. وعندما يطلب منها أن تضمه من جديد ذلك يعني أنها ستعلن انتماءه إليها وهو المجبول من دبس ومن شجن ومن أمساد ليل القهر . إن ما يحمله في جبلته لا يمكن أن ينساه أو يتخلى عنه. وفي حين أنها تعده وتعده بالعرفان لا بالنكران . يجد نفسه وقد التف حبل المشنقة على عنقه بنوع من أنواع الخديعة التي تمارسها عليه بوعودها الكاذبة . لذا ينقلب ضدها في آخر لحظة ومع حبل المشنقة الذي يلتف حول عنقه وينادبها : ظالمتي!
فلا غفران لها.

تماهتْ في شراييني وُرودُ الوَعدِ بالعِرفانْ
ولُفَّ الحبلُ –ظالِمَتي-على عُنُقي.. فلا غُفرانْ
*****

لقد كانت قصيدة ملحمية نقلتنا إلى أجواء أسطورية تسربت أبخرتها من كُوى التعبير الشعري وفتحاته الدقيقة . وبدت فيها الشاعرة مع ذلك الأسلوب المتحول لحظيا ذات أجنحة أسطورية فينيقية حقا. تمدها في مساحات لا ورائية .
على الرغم من أنها لم تعالج سوى قضية سياسية حياتية واقعية يعيشها الإنسان المخذول في وطنه والذي يحاول أن يقف ويثبت على قدميه في أرضه ،فتطاله حبال الخديعة السياسية لتلتف حول عنقه .
وفي الختام ، أقدم للشاعرة الفذة تحيتي القلبية ومشاركتي الوجدانية لكل ما لاح لي من إحاسيس وجدانية زخرت بها القصيدة وما أجدتُ التعبير عنها.
تقديري والتحية






  رد مع اقتباس
/
قديم 21-06-2017, 01:44 AM رقم المشاركة : 49
معلومات العضو
قصي المحمود
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية قصي المحمود

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

قصي المحمود غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

عندما أرتوي منها وأثمل سأعود إليها لأوقع بالعشرة
هو ذا الشعر إذا أردنا أن نقرأ شعراً
فمثل هذا النص الشعري المتكامل لعناصر البناء فيه
وهذا الخيال الشعري الذي رسم لنا أبهى الصور
والجمل الشعرية وصاغ لنا ملحمة اسطورية ملحمية حدَّ الدهشة
حين تقرأ قصيدة وتمسكك بكَ حتى تصل لنهايتها ترافقك الدهشة والإنبهار
فتلك قصيدة شعر تحار في وصفها وتحار حتى فيما تقول ملامحها
إنها كالموناليزا تدهشك ابتسامتها ولكنك لا يمكن لك أن تغفل عن باقي الملامح
قصيدة جلجامشية بروح أنكيدو..وشامخة كالأهرامات..خلطة التحنيط الفرعوني
وسر الخلود بين طيات أبياتها,تراكيب لغوية صيغت بهندسة معمارية استمدتها من
عمق الضاد وسحرها ,نوتات متعددة الأنغام لتصل إلينا توليفة سمفونية أطربتنا
كما كلثومية الأطلال في شرودنا عند سماعها ,حافظية الفنجان بقارئتها,دافئة كصوت الصغيرة
كل ما قالوا وما قلناه تستحقه هذه القصيدة المتماسكة الرائعة الصور ..موجوعة هي الثريا بالأوطان
ياه..ما الذي فعلت بنا الأوطان..لنوشم الصدر بالنار ونعض على وجعٍ ونساير الأقدار
شفيعي للاسترسال: هذا الاستفتاء غير المسبوق من شعراء الرَّبع للثريا وهذه المعلقة
تحياتي للأخت الثريا ثريا وأنهار دبس من نخيل العراق






  رد مع اقتباس
/
قديم 22-06-2017, 04:11 AM رقم المشاركة : 50
معلومات العضو
ناظم الصرخي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للإبداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية ناظم الصرخي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

ناظم الصرخي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أيا وشمًا بحرفِ النارِ في صدري

أُحبُّكِ يا شذا أزهارِ وادي الجِنّْ
-غُموضُ الكَونِ عَاقَرَها فباتتْ في العَراءِ تَئنّْ-
لِينداحَ الشَّذا منها مع الأنَّاتِ أُحْجِيَةً تجوبُ الكَوْنْ
وكَمْ للجِنِّ مِن شرَفٍ
إذا اشتعلتْ خُصومتُهم مع الأبناءْ
وإنْ رفعَت عقيرتَها طيورُ البغيِ
تَحدوها مزاميرُ الغَوَى التَّتريِّ؛

نص رائع جسد بعض مايجري على أرض الواقع من ألم واستلاب وحنين وعتاب وأنين وعذاب،تخللته المشاعر النبيلة والأحاسيس المرهفة والصور ‏الحكيمة والذات المعذبة شعرت بها من خلال الإبحار في مياه شعرك العذب
نص ‏لامس شغاف القلب وأخذ بتلابيب الروح
سلم يراعك ودام ابداعك أختي الغالية شاعرتنا القديرة الأستاذة ثريا نبوي
مودتي وأرق التحايا






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:35 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط