قراءة أدبية في مروج الحلم لفاطمة الزهراءالعلوي

[منوبية الغضباني]

مــُرُوج ُ الـْحـُلـُم ِ
http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=57735&page=2

مروج الحلم
عنوان له مدلول وعلاقة بمضمون النّص
فهو متكوّن من مفردتين تنهضان على تعبير استعاري وإيحائيّ في ذات الآن
فالمروج ج لمرج والمرج هو الأرض الواسعة التي تنبت كثيرا وتمرج فيها الدّواب
والحلم هو مايراه الإنسان عند نومه
فبضمهما تتسّع امكانات الحلم وعلى هذا الإتّساع تقيم المبدعة الزهراء نصّها وتبني شعريّة الحلم داخل معاناة بدأت التّعبير عنها بهذا المقطع
[gdwl]فـي مـُرُوجِ الحـُلـُم ِالـْتـَقـْينا
كـُنـْتَ على رَصِيفِ الْجِهـَة ِ الغـَربـِيّة لـِلْحـِكـَايـَة ِ
وكنت ُ في وسـَط الحديث ، بقية َ نـِهاية
وكـَانـُونُ التُّفـــَّاحـَاتِ المنسية دفئا يــُرتـــِّب ُ ورقات البياض...
كـُنـّا قـَاب َ قوسين منا
حدّثـُتـُكـ َ عن سِنين َ خـَانـَتها المـَواجـِع ُ
عن قـَاربٍ شـَاخـَت ْ أعوادُهُ على موانئ َ مـِن ْ رُخـَام[/gdwl]
فالبداية تنبئ بتأزّم حاد لمروج حلم تباعدت فيها المواقع
فهو في الجهة الغربية من الحكاية والجهة الغربية بها رمزية لشجرة السّدر التي تنثني بجذعها المنهوك جهة الغرب حيث دفنت حبيبة حبيبها جهة الغرب(قصّة عوّاد وحبيبته زينب)...
أمّا هي فكانت وسط الحديث بقيّة نهاية
ونلاحظ هنا تنافر وسط مع بقية نهاية فكأنّ تسارع النهاية أدرك الحكاية وهي في الوسط ...كما نلاحظ النّفس الهادئ للذأت الكاتبة وهي تعرّفنا على هويّة الحكاية بتموقع دقيق في الزّمن والمكان ( رصيف جهة غربية ...قاب قوسين منّا...سنين )
وكان ...
وكانت.
وكانون التّفاحات المنسيّة دفنا يرتّب ورقات البياض
فالحالة في الزّمان والمكان ممغنطة بشجن وانهاء يلغيان أنفاس حلم خلناه في مروجه يرتع.
فاللغة شعريّة دافقة بلحظات شعوريّة جديرة بالتّأمّل والتمّحص وكم رأيتها تأخذ بالوجدان عند القول
كنّا قاب قوسين منّا
ليتولد البعد الدرامي في حديثها إليه عن
سنين خانتها المواجع(حلم يضيق مع سنين خانتها المواجع)
قارب شاخت أعواده على موانئ من رخام(مهارة المبدعة في تصوير المعاناة (قارب شاخت اعواده والموانئ من رخام فكأنّما شيئا غير عاديّ يحصل ليعمّق الإحساس عند المتلقي بحيرة الحيرة ومزيد من القلق والتّوتر )
...ليحدثّه هوعن

حدثتني عن المطر الخـَجـُولِ
وعن أرض نــــَسيتْ ضـِحـْكــَتها على عـَتـَبة غـِيـّاب ٍ
خـَبـَّرتـَني عـَن ْ أهــْوَال الخـُطى في مــَوَاسـِمِ الذكـْرى
عن أهوال الخطى.......
وعن الأغـْنياتِ المـُسـَافراتِ سـَرابـًا.....
فهنا يتمازج الكلام بينهما وتتمدّد مروج الحلم لتبسط جغرافية الكلمات لمروج حلم أمطارها خجولة وأرضها نسيت ضحكتها على عتبة غياب...وأغنيات سافرت في السراب..وخطى وأهوال....
فالصورة تأخذنا الى حال تكتنفه الإنكسارات والخيبات
ولكن المقاطع الأخيرة تتحدّد بنفس وكيان غير الأول
نفس يشطب الخذلان والشجن بواسطة عبور ابداعي ينهض على مروج حلم بعمق الذّات المبدعة وعلى هذا النحو يكون الإنفلات لمروج حلم بالقول
أيهذا الساكن عرائشَ النبض
على مـَـــرْمـَى شوق :
شرفتان و خصلة ُ شـِعـــْر ٍ
و قـُــــبلة ما تـَــــزال عذراء َ
وزحمة ٌ من نظرات ٍ ، ترقرقت في قلبي شجرة َبلوط ٍ و تـَــدفـّقـَتْ هـَمـْسًا نـَـــــــدِيـّا

أيهذا الساكن عرائشَ النبض ِ
شيء ما فيكـ َ ، يتهجى فرحا المساءُ
شيء ٌ ما فيكـ َ يأتي بالنوارس الزرقاء َ...
شيءٌ ما فيكَـ يجعلني امرأة ً بـــــ عدة انسيابات...
فاللغة تقفز منتصرة لدحر وخنق ومعاداة مشاعر الضيق لتغدو متألّقة تتهجّى الفرح بايقاع تسع وتسعين رجفة فؤاد...وسبع سنبلات خضر غير يابسات

وهكذا هي روح المبدع بأحوالها المربكة تظلّ غريبة تتبارى على أزمنة الحلم وقد أرهقتها هواجسها .
قديرتنا الزّهراء....يا إمرأة الإنسيابات المذهلة
معذرة على اقتحام دروب ابداعك وقد أكون نأيت عن مقاصدك ...والنّص يصبح ملكا لقارئه بعد المخاض .

[بياض احمد]

انشقاق اللحظة التي تريد الانضمام
إلى موانئ الذاكرة التي لا ترسو
وكيف نحاكي شيئا لم يعد ممكنا
انمحى على سرير البقاء
يبقى للذكرى وميض لا ينتهي
على نعش السحاب
ترتج لتحيا
على تلافيف الفؤاد
وتطفو البراءة
أول رعشة
من روضة تعانق تلال البقاء لحظة الانفراد
يسمو الشعر
برونق العاطفة
وتبقى للكتابة أريجها
هو الطعم الذي ينفرد به الشاعر
بعطر المفردات الدامعة
ورعشة الفؤاد
بوركت أختي الفاضلة تحليل متميز
شكرا لك أختي
وشكرا لشاعرتنا فاطمة الزهراء
على هذه الوردة الجميلة
مودتي

[منوبية الغضباني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بياض احمد

انشقاق اللحظة التي تريد الانضمام
إلى موانئ الذاكرة التي لا ترسو
وكيف نحاكي شيئا لم يعد ممكنا
انمحى على سرير البقاء
يبقى للذكرى وميض لا ينتهي
على نعش السحاب
ترتج لتحيا
على تلافيف الفؤاد
وتطفو البراءة
أول رعشة
من روضة تعانق تلال البقاء لحظة الانفراد
يسمو الشعر
برونق العاطفة
وتبقى للكتابة أريجها
هو الطعم الذي ينفرد به الشاعر
بعطر المفردات الدامعة
ورعشة الفؤاد
بوركت أختي الفاضلة تحليل متميز
شكرا لك أختي
وشكرا لشاعرتنا فاطمة الزهراء
على هذه الوردة الجميلة
مودتي

ما أروع مرورك أخي القدير بياض أحمد فقد قلت أشياء جميلة وعميقة حول نصّ مبدعتنا زهراء الفينيق
كلّ أمتناني لمتابعتك وإهتمامك بهذه المحاولة المتواضعة منّي في قراءة هذا النّص الرّائع
شكرا أستاذ بياض

[فاطمة الزهراء العلوي]

مرور أول لاحيي الغالية منوبية
ولي عودة مساء
شكرا صديقتي الحبيبة بحجم محبتي لهذا الحرف

[بياض احمد]

اهلا بك اختي
كانت بصمة رائعة للاخت دعد كامل
ورونق الكتابة في التجلي
بين اناملك اختي
اطال الله عمرك اختي
والف الف شكر للقراءة المتميزة
اتنمى ان تكوني بخير اختي فاطمة الزهراء

[فاطمة الزهراء العلوي]

نكتشف نزيفنا في القراءة التي تعتني باهتمام وبجدية وبحضور في احرفنا
فنرانا عبر القراءة

كنت هنا طويلا
قرأت كثيرا وانشقت بياضات كثيرة في عمق الصورة حيث أدركتني لحظة مخاض

انحناء لسموك الرائع يا المنوبية القلم الجاد العميق
ووردة لقلبك البحر

[فاطمة الزهراء العلوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بياض احمد

انشقاق اللحظة التي تريد الانضمام
إلى موانئ الذاكرة التي لا ترسو
وكيف نحاكي شيئا لم يعد ممكنا
انمحى على سرير البقاء
يبقى للذكرى وميض لا ينتهي
على نعش السحاب
ترتج لتحيا
على تلافيف الفؤاد
وتطفو البراءة
أول رعشة
من روضة تعانق تلال البقاء لحظة الانفراد
يسمو الشعر
برونق العاطفة
وتبقى للكتابة أريجها
هو الطعم الذي ينفرد به الشاعر
بعطر المفردات الدامعة
ورعشة الفؤاد
بوركت أختي الفاضلة تحليل متميز
شكرا لك أختي
وشكرا لشاعرتنا فاطمة الزهراء
على هذه الوردة الجميلة
مودتي

شكرا كبيرة اخي الفاضل بياض
هو بعض مما عندكم
بارك الله فيك
وتحية مجددة للمنوبية

[منوبية الغضباني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

نكتشف نزيفنا في القراءة التي تعتني باهتمام وبجدية وبحضور في احرفنا
فنرانا عبر القراءة

كنت هنا طويلا
قرأت كثيرا وانشقت بياضات كثيرة في عمق الصورة حيث أدركتني لحظة مخاض

انحناء لسموك الرائع يا المنوبية القلم الجاد العميق
ووردة لقلبك البحر

نصّ المبدع يا زهراء الحبيبة هو الاساس في شدّ اهتمام المتلقي ورغبته لولوج مضامينه في تهويمة قد تحيد وتقصر عن إدراكها...وتبقى القراءة ردة فعل لدفقات النّص فينا وأصداءه التي تتزامن مع تصفّحه وقراءته ...
فشكرا لأنّك منحتنا نصّا رائعا توسعنا في مدلوله من وجهة نظرنا المتواضعة.
كلّ التّقدير سيّدتي .