قراءة الراقية // جهاد بدران .. لنص طفرة / أحمد علي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-12-2020, 01:07 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أحمد علي
عضو أكاديمية الفينيق
السهم المصري
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحمد علي

افتراضي قراءة الراقية // جهاد بدران .. لنص طفرة / أحمد علي

قراءة الأستاذة الراقية جهاد بدران .. لنص طفرة ..


طفرة ! //أحمد علي
طفرة ..!
حينما أينع رأسه ،
وحان قطافه .
اقتادوه حيث مقصلته ،
اندفع إليها بشموخ عجيب ،
سقطت من فمه حبة الأرز .
ذرف دمعة ،
قبيل تنفيذ الحكم،
استدعوا المهندس التقني لعلاج التسربات..

......
النص لا ينقصه سوى الإبحار بين سطوره واستخراج درره المتعددة، فهو يحمل تأويلات عدة، تجتمع ما بين الحكم عليه بالإعدام، وما بين معالم اقتصادية وسياسة تستوجب الوقوف عندها بدليل حبة الأرز التي سقطت من فمه، وبين ذرف الدمعة وعلاقتهم بالمهندس التقني الذي يرسم أبعاد الفساد والخراب لتصليحه ذلك، فالتصليح للتسربات المختلفة التي سبّبها الفساد وعدم السيطرة عليه هو إعدام من ينطق بالحق وينتقد السياسة، ولا يستطيع أحد إصلاح الفساد إلا بخبير وأخصائي ومهندس كي يرمم ما أفسدته تلك السياسة..

عنوان /طفرة/ تفتح باب التأويل على مصراعيه..
فلو فتشنا عن معنى كلمة طفرة لوجدنا في المعجم الوسيط أنه:
- انتقال سريع من حالة إلى أخرى، تطوّر، ارتفاع مفاجئ..
- طفرةاجتماعية: تغيُّر يطرأ على البنية الاجتماعيّة بشكل مفاجئ..
- طَفْرَةاقتصاديّة: فترة انتعاش اقتصادي..
وكل هذه المعاني عبارة عن احتمالات واردة مع محتوى النص..
وما ينقصنا الآن هو عملية دمج العلاقة ما بين العنوان وما تحت النص من تأويلات ، وما بين سطوره من معالم تتماشى مع دلالات القصة القصيرة جداً..
فهل سنجد في القصة وبين أروقتها طفرة اجتماعية وطفرة اقتصادية؟

مع أول خطوات النص، ما يلي:

/حينما أينع رأسه ،
وحان قطافه ./

من خلال الفعل الماضي/أينع/ يعني نضج وحان قطافه، يأخذنا هذا الفعل لاتجاهات ومعاني مختلفة، ويذكرنا بالمقولة التاريخية للحجاج الثقفي الشهيرة، والتي ما تزال تتناقلها الأجيال حتى عصرنا هذا، حين بدأ يخطب في الناس بقوله: "إني لأرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها".. وبقدر بلاغتها وفصاحتها وقوتها، بقدر قسوتها وظلمها، إذا ما فسرنا معالمها وجسّدنا قشورها ونواتها على واقع اليوم..
فلو أخذنا من مفاهيمها ورسمنا الواقع اليوم، لوجدنا فيها قسوة الحاضر وظلم حكام الأرض وملوكها وأمرائها لشعوبهم، باختلاف أجناسهم وهوياتهم.
بالرغم من أننا نستطيع أن نأخذ تأويلات عدة من هذه العبارة، إلا أنني سأقف على تأويل ما يحدث اليوم، والظلم الذي يستشري بين الشعوب وعلى هذه الأرض،
وسأفسر ذلك على الأساليب الوحشية التي تنتهجها السلطات الحاكمة اتجاه المواطنين..
/حينما أينع رأسه ،
وحان قطافه ./ هذا نموذج فردي خاص لشخص واحد، لكن هو يعكس نماذج الجماعة على أوسع نطاقها..
نعود لما تحمل هذه العبارة من رموز وإشارات، ودلالات تشير للبعد الذي تحمله..وتذكرنا بأيام الحكام السابقين الذين كانوا يتفنّنون بأنواع التعذيب للشعوب البريئة، فهم نسخة أصلية عن حكام اليوم، لكن الذي يختلف، هو نوع الأدوات التي يستخدمونها في عقاب وظلم وتعذيب الأبرياء، نفس النهج والمعاملة ولكن بطرق مختلفة متطورة مع تطور التكنولوجيا...
المهم تتطور العلوم والتكنلوجيا، ولكن فكر الحاكم العربي ما زال في جمود، أو نقول في قولبة خاصة تحكمها التبعية، ولا يملكون إلا أن يكونوا كالروبوت، يعملون وفق زر التشغيل الذي يعمل عن بُعد، هذا حال العقول الخاملة التي تخشى أن تعلو وترتقي وتسمو، لأن هناك من يدوسها إذا استعمل زر الصحو والتفكير...
فعندما يبدأ المواطن بالجهر بالحق وقول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه يعتبر من هؤلاء المهددين بقطع رقابهم، لأن المواطن يجب أن يبقى أبكم، أصم، أعمى، ولا يستعمل إلا إصبع الإبهام، للبصم على أقوال الحكام.. ومن يرفع رأسه للأعلى، فليجهز عنقه للقطع..
فهذه العبارة التي استحضرها الكاتب في لوحته، ما كانت إلا تعبيراً عما يحصل اليوم، وما ينتج عن ذلك من ثورات واحتجاجات في كل بقعة من أمتنا العربية والإسلامية..

/اقتادوه حيث مقصلته ،
اندفع إليها بشموخ عجيب ،/

من خلال هذه الألفاظ، نشعر أن الذي اقتادوه ليس مواطن عادي من عامة الشعب، كما شعرنا في القسم الأول من القصة القصيرة جدا /حينما أينع رأسه ،
وحان قطافه ./ والتي قلنا فيها أنها تصلح للمواطن الذي ينتقد الحكام ويقول الحق دون خوف أو وجل، لكن مع هذه الفقرة، فهي تصلح لأكثر من تأويل، ما بين تأويلها الذي يسقط على المواطن العادي، وآخر يسقط كناية عن مجموع الحكام الذين باعوا أوطانهم وشعوبهم وضمائرهم وهوياتهم لأجل مناصبهم وللتطبيع مع المحتل والتبعية العمياء للغرب، وقد حان وقت سقوطهم بين عمالقة الظلم الكبار من أصحاب الرؤوس الكبيرة التابعة للدول الكبرى التي تتحكم بمصير العالم بأسره..
فكلمة /مقصلته/ تعني مقصلة مجهزة ومعدة لشخصية مهمة كبيرة، وإلا لكان الكاتب قد كتبها بلا هاء الضمير، وجعلها بدون الهاء المخصصة لتصبح/اقتادوه حيث المقصلة،/ وهنا فرق كبير بين تحضير عملية الإعدام لشخص عادي وبين شخصية مهمة بالنسبة لهم، لذلك تم تجهيزها جيدا لتنفيذ الحكم..

/اندفع إليها بشموخ عجيب ،/

عملية الاندفاع من ذات المحكوم عليه، وما يحمل من شموخ عجيب، هذا دليل على عظمة قوته وعدم رضوخه للضعف كما كان سابقاً وهو يترأس حكمه لبلاده، ومثل هذه الشخصيات تأبى الانكسار حتى على حافة الإعدام والموت. فلا يريد أن يراه الشعب ذليلاً، بل يحافظ على شموخه بين أنياب الإعدام..
ويمكن تأويل هذا المشهد المذهل، بطريقة أخرى، كأن يكون هذا قائد عظيم وعلى حق، رفض الخضوع والذل للدول العظمى فأرادوا إعدامه بعد تجهيز مقصلته بما يليق بمنصبه، وخوف أن يفسد أحد من زعماء العالم، عليهم تنفيذ الحكم..
وهذا القائد لأنه على حق ويريد أن يحافظ على دولته بلا تبعية أو ينساق كالدمى لهم، برفضه قوانينهم، أدى إلى نتيجة حتمية هي الإعدام والتخلص ممن يعارضهم، لذلك نرى هذه الشخصية بشموخ عظيم لأن الحق على وجهه وهو يرفض الذبول أو الوقوع في شباكهم الملعونة، فكان اندفاعه وشموخه نتيجة قوة وصلابة رأيه بعدم الانصياع للذل والهوان وتدمير شعبه، فهو بهذا الشموخ هو أعظم معنى للانتصار عليهم ولتعليم الشعوب أن تبقى متماسكة برأيها بلا انصياع لأي ظلم أو تفتيت لجذور الوطن... ومن خلال هذا المعنى سيتولد طفرة اجتماعية وسياسية جديدة بمعالم هذا العصر الجديد..

/سقطت من فمه حبة الأرز ./

بسقوط حبة الأرز من الفم، وقبيل تنفيذ الحكم، دليل إما على أنه كان يأكل أموال الشعب ويتلاعب ويكسب الاقتصاد لصالحه لتنفيذ مطامعه، حتى استشرى الجوع بين العامة، حتى أمسك بكل معامل الاقتصاد والتصرف بها كان بيده، وإما يكون دليلاً على أن إعدامه دليلاً على انتهاء وسقوط انتعاش فترة نمو الاقتصاد في عهده، ليكون سقوط الاقتصاد بموته..
وربما قصد الكاتب من حبة الأرز، بدل كسرة الخبز، تأويلاً للتعامل مع الصين والهند في الاقتصاد والتجارة، لأن زراعة الأرز، بدأت في وادي نهر يانغستي الموجود في الصين، وذلك قبل ألفي عام قبل الميلاد، ومن المعروف أيضاً وجود نبات الأرز في الهند..

/ذرف دمعة ،
قبيل تنفيذ الحكم،
استدعوا المهندس التقني لعلاج التسربات./

عملية وجود الدمعة/ذرف دمعة ،/كناية عن طبيعة الإنسان والفطرة التي جُبل عليها، وهو يشعر بالوجع والضعف الشديد أمام عظمة الله في دنوّ الأجل وانتهائه، لاستقبال عالم الآخرة، وهذه رهبة الموت، أو يمكن أن تكون علامة التوبة والخشية وهو بين يدي الله، أو أنه شعر بأن قوّته وسلطته التي كان عليها قد ذهبت هباء منثورا.
والمجال مفتوح للتأويلات مع هذه القصة بكل حروفها..

وأما وجود كلمة المهندس، يعزز قيمة الأمر من تنفيذ الحكم، بحيث يعملون بطريقة مهنية ومستعدون بذل كل ما بوسعهم، فقط، لتنفيذ قراراتهم وأن تتم بطريقة سليمة جدا..واستدعاء المهندس لتصليح التسربات، تأخذنا لمناحي عديدة، فهم يريدون أصحاب الاختصاص لوضع خطة متقنة لمنع التسربات، أي التدخل في تنفيذ الحكم من الغير كالدول الأخرى، فهم لا يريدون التشويش على مسار التنفيذ، وهذا قد حصل مع شخصيات عظيمة، لو عدنا للتاريخ سابقاً، فالتسريبات كناية عن ظهور أياً كان والذي يمكن أن يغير دفة الحُكم. والمهندس كناية عن السياسات المتبعة اليوم في إطار تنفيذ رغبات ذاتية لا تخدم إلا فئة قليلة خاصة وليست عامة...
وخلاصة ذلك، يمكن لهذه الرؤوس أن تكون من العامة التي تقف أمام الباطل بالحق، وإما أن تكون رؤوساً ذبلت وانتهت صلاحياتها بعد أن كانت في حكمها القمة، ليكون مصيرها مزابل التاريخ بعد أن اقتصت من شعوبها وحكمت ظلماً وذلاً لأفرادها..

الكاتب والأديب الراقي المبدع
أ.أحمد علي
كنا في صحبة قصة قصيرة جداً بارعة النسج، تحمل تأويلات عدة، تدل على براعتكم ومهارتكم في تنظيم وبناء الحرف..
دمتم في حفظ الله ورعايته
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية






سهم مصري ..
عابـــــــــــر سبيــــــــــــــــــــــل .. !
  رد مع اقتباس
/
قديم 08-01-2021, 06:36 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

افتراضي رد: قراءة الراقية // جهاد بدران .. لنص طفرة / أحمد علي

قراءة جميلة و مبدعة لنص رائع
شكرا لصاحب النص
المبدع أ/ أحمد علي
و شكرا للشاعرة المبدعة أ/ جهاد بدران
على هذه القراءة الإبداعية
كل التقدير






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 08-01-2021, 08:52 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أحمد علي
عضو أكاديمية الفينيق
السهم المصري
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحمد علي

افتراضي رد: قراءة الراقية // جهاد بدران .. لنص طفرة / أحمد علي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
قراءة جميلة و مبدعة لنص رائع
شكرا لصاحب النص
المبدع أ/ أحمد علي
و شكرا للشاعرة المبدعة أ/ جهاد بدران
على هذه القراءة الإبداعية
كل التقدير

الشكر موصول للأديبة والناقدة جهاد بدران ،
ولك / الراقية أ. احلام المصري
لكرم الحضور ..

تحياتي وتقديري ..






سهم مصري ..
عابـــــــــــر سبيــــــــــــــــــــــل .. !
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط