لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-10-2017, 07:48 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
ملاحظة:
كنت قد نشرت هذه القصة منذ 2012 هنا في الفينيق ومنذ سنتين وجدتها في ركن سؤال وإجابة ومنذ ذلك الحين وانا اطلب من الادارة نقلها الى المدينة وربما طلبي المتكرر لم يـُر ولذا ارتأيت ان اعيد نشرها هنا علها هناك تحذف منحة و..مـِحـْنـة ثم .. دخلت أجواء لقطته الأخيرة وتذكرت أشياء وأشياء ، وهي تقطع المسافة ما بين بيتها والجامعة مشيا على الأقدام... كان الجو باردا جدا والفراغات المهجورة إجازة مفتوحة للريح ، وأيضا تسكن فيها فوضى النبض المرتعش الآن ،من البرد الشديد. السماء تلتحف إزارا بنيا غامقا ، وتمنع الشمس من صلاتها اليومية ، وتراتيل العبادة على قمم الجبال ،وانبساطات السهول والأودية والأنهار... أكثر من مرة لحقت قبعتها الزرقاء القاتمة بلون السواد ،تنافس الريح وتعكر مزاج السيارات المارقة ، وتضطرها للتوقف وأحيانا بهمهمة من أصحابها.. .تذمرا ؟ سبابا ؟ تحذيرا ؟ وصلت إلى "كراج علال " وانعطفت إلى زنقة ضيقة لتتفقد دراجتها النارية الايطالية النوع Scooter منذ أسبوع وهي عند الميكانيكي " با حسن " قصد ملامسة تقنية بعد الخراب الذي أحدثه لها آخوها الصغير .. """ صباح الخير با حسن ..فين وصلت لالة شهلولة ؟ "ومازال أبنيتي ..حتى العشية..واخا؟ "واخا "ردت عليه وتنحت من رائحة الزيوت المغبرة بحمم من وقود وبلاستيك ومطاط لتكمل الطريق وصوت "با حسن " يدندن *شهلولة لكن قتالة وحنينة تكوي الرجالة *... المسافة بعيدة ما بين "كراج علال " و"عين الشق " حيث الجامعة . أمتار طويلة وكثيرة ومنعطف طرقات مخيفة. بدأت زخات المطر مداعبة... ثم قوية... ثم لا يحتمل السير تحتها... وقفت عند محطة الحافلة المخصصة للجامعة ، في انتظار حافلة النصف ساعة الثانية بعد أن ضيعت الأولى... فلابد أن تكون في الموعد ، ستنشط أمسية شعرية ولا تريد أن تغضبه ...يقهرها أن تغضبه..كثيرا ما تغضبه حتى نسي كيف يغضب وتعود على أمزجتها السيئة أحيانا... يعرف بأنها تتشتت حين تكون في طقوسها الرمادية ... كانت تدندن لمارسيل خليفة / أحن إلى خبز أمي / وتأتيها نفحات صيف مشيها على الأقدام كل صبيحة أحد إلى غاية "عين الذياب " حيث البحر و صخرة "سيدي عبد الرحمن" يتركان للقصائد حرية البوح والكتابة قبل أن يمتد الشاطئ وتمتلئ الزاوية بكل الماء ،إلا من نقطة صغيرة فيها ضريح الولي الصالح تعانقهما طاولتهما المعتادة ب "مقهى الغروب " المحاذية للزاوية... لاحت أخيرا الحافلة . كانت تخرج كل رأسها من النافذة ،هروبا من رائحة العرق والأحذية والنظرات غير الـبريئة من ذوي النفوس المسكينة والمتعبة مرضا... سرت في جسدها المخبوء في المعطف الجلدي الأسود ، أجساد كثيرة: توتر...نرفزة...وزحام من شوق للقراءات والأمسية الشعرية ... عند نقطة الوصول ورؤيتها لـ Luky luk مراقبا التذاكر ..هكذا كان الطلبة يطلقون عليهما تذكرت أنها لم تأخذ التذكرة ..نسيت ..أو بالأحرى انتهت بطاقتها منذ أسبوع والمنحة متأخرة منذ أسبوع أيضا.. "شوفوا ما خلصتش ..في العشية نخلصها مضاعفة ..المنحة اليوم.. لم ينبسا بكلمة.. وهبطت هي في هدوء سلم الحافلة .. كانت مبتلة ، لم تقها القبعة ولا المعطف الجلدي قطرات المطر ولا حتى الحافلة .. كان المدرج مكتظا تبهجه أنوار الكلمات التي سيلقيها زمرة من شعراء وعابري الكلمات والقاطنين فيها والسائلين عن خبر متعة ، وإقامة خيمة تتمرد على عدن وذبيان وخمارات من وأد قديم كانت الأمسية رائعة واختتمت بفرحة الطلبة حيث جاءت أخيرا المنحة و هي تصعد الحافلة .. وفي أقل من ثانية ..جزء من ثانية..ذرة من ثانية تتوقف الحافلة على صياح الطلبة وصوت قوي لجسد ارتطم بالأرض.. هامش: "كراج علال" مكان يقع في منتصف الطريق المؤدية الى الجامعة وتوجد الكلية في نهاية خرجة البيضاء باتجاه مراكش جنوبا صباح الخير با حسن ..فين وصلت لالة شهلولة ؟ با * تصغير لمفردة بابا ولكننا نطقها مشددة الباء من الاصل الفرنسي للكلمة papa فنختصر ونقول pa شهلولة بمعنى فيها السر وظريفة ومقبولة وهذا الاسم اخذته من اغنية تونسية مشهورة للمطرب الراحل احمد حمزة *شهلولة لكن قتالة * اغنية رائعة عين الذياب منطقة ساحلية كورنيش كازابلانكا واليوم هي مدينة قائمة بذاتها حيث تتوفر على كل مرافق الحياة مساجد ومكتبات وفرجة لمد البصر عبر نافذة البحر وساكنة لا باس بها من أثرياء المدينة حيث لا توجد سوى الفيلات الفخمة وفيها يوجد اكبر شخصيات المدينة ايضا واخا * هذه المفردة تقول * حسنا* وهي من أصل آخى يؤاخي بمعنى * بكل أخوة نعم* زهراء في 2012
|
||||
23-10-2017, 08:08 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
في لحظة ما قبل قطف ثمار الانتظار خذلها صبرها ورماها على قارعة الألم
سلم مدادك غاليتي فاطمة وطاب عطاؤك دمت معطاءة بكل جميل إن أذنت لي غاليتي: مشياها على الأقدام كل صبيحة لعل الألف في "مشيها" زيدت سهوا أثناء الطباعة ،هروبا من رائحة العرق والأحذية والنظرات الغير بريئة م لربما أردت : غير البريئة محبتي التي تعلمين تقديري |
||||
23-10-2017, 08:20 PM | رقم المشاركة : 3 | |||||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
اقتباس:
بقدر ما تعطيك تأخذ منك واملنا في الله يبقى كبيرا شكرا يا الغالية وصلت همستك وسأصحح الآن ممتنة لك من القلب دمت نبراسا
|
|||||
24-10-2017, 12:04 AM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
قلب زجاجي شفاف يتقن تفاصيل اللغه ويتوغل في نبش سردي جميل متمردة تصرخ حينا وتسمع حينا اخر
واصوات داخليه تبوح في اطار وجع الروح وكأنها نبت مستقل لاحتواء دارج لاحداث المدينه لكننا نقول ما لايدرك كله لا يترك كله قصه محبوكة بسرد رائع وجميل وواقع الحال يقول كذلك كل الاحترام والتقدير لروحك الطاهرة ودي الكبير |
|||
26-10-2017, 12:44 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
اقتباس:
بارك الله فيك المبدع الفاضل عبد الكريم القراءة ماء الكتابة وهنا كانت تقديري بلا ضفاف |
||||
27-10-2017, 01:30 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
قصة ممتعة شدتني لقراءتها بقوة لجمال سردها
وأسلوبها القريب إلى النفس وأحداثها الواقعية البعيدة عن التشنج واللا معقول القفلة كانت محزنة ولكنها انسجمت مع العنوان إبداع- استمتعت جداً بالقراءة كل التقدير غاليتي الزهراء ومودتي |
|||
29-10-2017, 12:42 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
اقتباس:
شهادة اعتز بها وتحفزني على الاستمرارية في عوالم السيدة القصيرة رغم صعوبة بنائها يعجبني جدا حضورك الرائع وفي كل الاركان الله يحميك
|
|||||
02-11-2017, 02:43 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
لي عودة لهذه المنحة والمحنة
بإذن الله تعالى تحياتي |
|||
03-11-2017, 06:47 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
مرحبا بك السي خالد خويا العزيز
في كل وقت وأين تشرفني دوما تقديري بلا ضفاف
|
||||
04-11-2017, 08:26 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
جميل هذا النص
حيث أخذني لذاكرة بعيدة جدا وأنا أتسكع في جبال حلوة وبشامون وملتويات البقاع في زمن الصبا والثورة عمل حلو ولذيذ لكن لماذا كانت .. ثم في بداية النص وعند الولي الصالح .. ثم لو تخلصنا منها كلها في رأيي الخاص وهو رأي متذوق أفضل للنص وللزهراء حرية الرأي والتصرف جميل بكل صدق وفيه صور فنية أعجبتني تقديري |
|||
04-11-2017, 10:12 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
رائعة هي النصوص التي تقتنص وتزاوج بين البيئة المحلية وبين نقطة ضوء في الذاكرة الشخصية مع رتوش حرفية من الفن القصصي لتنتج نص يشد القاريء..نص فيه السردية الذاتية وما حولها من مخرجات محلية موضوعية وجمالية في البناء الروائي ..يعطي القاريء بعض اضاءات المحلية وشفرة السيرة الذاتية بطريقة حرفية سردية متقنة ومتماسكة البنيان ..
من جميل ما قرأت لقسمات وجهك الأدبي! تحياتي للأخيّة القديرة فاطمة الزهراء |
||||
05-11-2017, 05:30 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
اقتباس:
اولا دعني اشكرك كثير الشكر على اهتمامك الجاد بنصوصنا وهذا اصبح نادرا وشحيحا وقليلا ثم قراءة في الصميم ملاحظة قيمة جدا وشكرا لانك أثرتها لها تفسيران تلك الـ ثم التفسير الاول ويدخل في عملية السرد وهي كتوطئة ضمينة لفتح الباب للمتلقي عما حدث في زمن سبق لحظة المخاض وتم بموافقتها كسيرورة حكي ثانيا هذه القصة بالذات هي ضمن او كانت ضمن مشروع رواية ما بيني وبين احد المبدعين على اعتبار ان الرواية كانت ستصدر ثنائية ما بيني وبينه وكانت النصوص كما المسلسل الحرحيث الحلقات منفصلة كل منها له وحدة حدث منفصلة عن الحلقة التي تلي او التي سبقت ولكن مسلسل في بنية الصورة والتيمة ككل لكن المشروع خاب فنقلت نصوصي التي كانت مبرمجة وكانت هذه القصة بالذات ردا على قصة لذلك الشخص بالنسبة للثانية عند قبة الولي الصالح معك حق كنت اعتقد انها تنظم النفس ولكن الان اراها ثقيلة شكرا من القلب خويا العزيز
|
|||||
05-11-2017, 11:27 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
اقتباس:
شكرا لتقبلك وجهة النظر تحياتي الكبيرة |
||||
28-12-2017, 05:08 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
وشكرا لك خالد
وجهات النظر طاقة للنصوص شكرا
|
||||
09-11-2019, 02:42 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: مِنـْحة ومحـْنـة ٌ
عميدنا الفاضل رجاء انقل لي هذا النص إلى الحالمة حيث السيدة القصيرة
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|