فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الدكتور ميمون مسلك * المغرب * / - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-03-2012, 07:46 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الدكتور ميمون مسلك * المغرب * /

ضيف الحوار الدكتورمسلك ميمون
إعداد : فاطمة الزهراء العلوي
شارك في الحوار : القاص الجزائري عبد الرشيد حاجب





فاطمة الزهراء
مقدمة


الكاتب الناقد الدكتور مسلك ميمون قلم مميز في عالم الإبداع والرؤية النقدية التي تفتح سؤال الكتابة على انفراجات عديدة ، مؤسسة لفعل الكتابة الحقيقي...
أديب وناقد جاد ومتعة الحوار معه رائعة.. نشكر بداية الأستاذ عبد الرشيد حاجب الذي عرفنا على الدكتور مسلك

نرحب به

الدكتور مسلك مساء النور ومرحبا بك معنا في هذا اللقاء الذي تعودنا عليه مع أصدقائنا الكتاب والشعراء و الأدباء
نستهل هذا اللقاء أستاذي ببطاقة شخصية لحضرتك بالقدر الذي ترغب به ، حتى يتمكن القارئ الكريم أن يتعرف عن كثب عن الدكتور مسلك ميمون ..تفضل سيدي:


الدكتور مسلك :

: بسم الله ، السلام عليكم ، أشكرك الأستاذة أم مهدي على هذا اللقاء الثقافي الأدبي... من جهتي ،أنتمي إلى مدينة وجدة ، مدينة حدودية في أقٌصى شرق المغرب, كما أنني نشأت وسط أسرة متوسطة من أب مغربي وأم جزائرية . قضيت طفولة عادية ، درست في الكتاب على عهد جيلي ،ثم تابعت دراستي في التعليم العام . كان والدي رغم أميته ، يشجعني على الدراسة و يتمنى أن أكون مهندسا أو طبيباً . و لكن خيبت آماله في ذلك ،إذ كان الأدب يستهويني و يملك عنى كلّ حواسي و اهتما مي، إذ حفظت المعلقات و أنا دون الرابعة عشرة . و كتبت الشّعر و القصة دون السابعة عشرة .. و كانت هوايتي المفضلة المطالعة و اقتناء الكتب بشكل غريب ...
في غير ذلك ،مارست التّعليم الابتدائي، و الثانوي، و الجامعي ، و أصبح تخصصي في البلاغة و النقد ..نشرت من الكتب لحد الآن :
ـ مصطلحات العروض و القافية من خلال لسان العرب.
ـ بنية القصيدة عند ابن زيدون .
ـ أثر القرآن في تأليف بديع الزمان .
ـ مفهوم الشعر عند ابن سلام الجمحي
ـ و مقالات في النقد في مختلف المجلات العربية...و بعض المواقع الالكترونية....

تعليق فاطمة

تبارك الله ، أستاذ مسلك ، مزيدا من النجاحات ، ومزيدا من العطاء الأدبي الذي يمنحنا تأشيرة المواصلة عبر القراءة
واعتقد أيضا بان أحلامنا التي تقولنا حقيقة في الواقع ، هي التي لا نفصح عنها وهي التي تختبئ في اللامفكر فيه لتكون الوجه الحقيقي لنا في الحياة طيب ننتقل إلى أول سؤال دكتور مسلك :


{ العمل الإبداعي هو الإنسان أو لاشيء على الإطلاق}
هل صناعة الأدب اليوم من خلال الشبكة العنكبوتية ، تعمق هذه النظرة أم تؤسس لاختلال التوازن ؟

الدكتور مسلك :


:ما من شيء يبدعه الإنسان إلا و هو يعبر عنه : من حيث حياته ، و سلوكه ، و تفكيره ...و ليس هناك البتة ، إبداع خارج دائرة المبدع و اهتماماته.
بالنسبة للشبكة العنكبوتية ، فقد أثرت العملية الإبداعية . و أظهرت المخبوء من الإبداع ، الذي كان ينتظر النشر الورقي دون أن يصل إليه ، أو يبلغ مراميه . و لكن في ذات الوقت نشرت السيئ و جعلته مشاعاً .. يقلده المتأدبون عن غير وعي . و ذلك في غياب النقد و التّوجيه ، و انعدام ثقافة نقدية ..و خصال و عادات قرائية .

فاطمة الزهراء
نرحب بالاستاذ القدير عبد الرشيد حاجب الذي ينضم الينا في هذا الحوار الشيق مع دكتورنا العزيز مسلك
تفضل استاذي عبد الرشيد..

الاستاذ عبد الرشيد
شكرا اختي فاطمة وارحب بدوري بالدكتور واستاذي القدير مسلك
في نفس سياق السؤال السابق ومن وجهة اخرى وحتى نعزز وجهات النظر

دكتور مسلك ميمون ، لقد لفت قولكم : ( كان الأدب يستهويني و يملك عنى كلّ حواسي و اهتما مي، إذ حفظت المعلقات و أنا دون الرابعة عشرة . و كتبت الشّعر و القصة دون السابعة عشرة .. و كانت هوايتي المفضلة المطالعة و اقتناء الكتب بشكل غريب ... ) بل سأكون صريحا وأقول إنه آلمني لما آلت إليه حال الأدب عندنا . إن هذا العشق للأدب الذي تتكلمون عنه كانت تواكبه حركة مشروع نهضة ما ، لا تهمنا تفاصيله هنا بقدر ما تهمنا خيبات الأمل خاصة ونحن نرى تهميشا لا يطاق لما اعتبره الكثيرون يوما سر وجودهم ، واعتقدوا أنهم سيكونون طلائع الأمة كما كان طه حسين والعقاد وغيرهما ... واليوم نرى كتابا أشك أن بعضهم قرأ كتابا واحدا بتركيز وانتباه ، وهو ما ذكرني بقول الأستاذ القاص عبد الحميد غرباوي يوما لأحدهم : ( كم من قصة أو مجموعة قصصية قرأت لتكتب القصة ؟) هل يمكننا الكلام هنا عن أزمة ثقافية مزدوجة ، أي تهميش الجيل المستنير من جهة ، والتصفيق للخواء الذي يحمله الجيل الجديد كعملية إمعان في الإنتقام من جيل مشروع النهضة ، واجتثاثه من الأساس؟

الدكتور مسلك

مساء الخير استاذ عبد الرشيد وشكرا

أعتقد أن المسألة لا تظهر و كأنها عملية مدبرة بليل .المسألة ببساطة تعود للجو العام العربي الذي أمسى يؤثر سلبا بعضه في بعض . و هو عموما جو اللامبالاة و التراخي و الاهمال و اعتبار الأدب و الفن و الثقافة .. إنتاج اللامردودية و اللا نفعية ...لا يهتم به إلا المهوسون و أصحاب الحالات النفسية الخاصة ... تلك نظرة المسؤول العربي ، الذي من المفروض أن يكون الداعي للأدب و الفن و الناهض بضروب الثقافة ...فهل من حكامنا من له هذه النزعة ؟ حتما لا .و بطبيعة الحال الحاشية و الملأ ..و الأتباع الأوفياء .. لا يخرجون عن رؤية الحاكم و الحكم . و تبقى الآداب و الفنون و الثقافات لدى فئة تؤمن بها و بأحقيتها في حياة الشعوب ، رغم الضغط و الحصار و قلة ذات اليد ...و هم في ذلك كالقابض على الجمر ..و ما دام هذه الفئة باقية و مستمرة في جهاد أسطوري .. فلا يخشى شيء .



فاطمة الزهراء

نعم دكتور الوجه السلبي لهذه التكنولوجية الجد متقدمة في تقريب الصلة الإبداعية بين الأقلام على امتداد جغرافية الوطن أنها سمحت أيضا وبالضوء الأخضر لانتشار اللاأدب .طيب ...في نفس سياق السؤال الأول ونبقى دائماً أستاذ مسلك في نفس المدار،
الكاتب الجيد يسرق ، والرديء يقلد ، تقول مقولة نقدية / ومن هو الكاتب الحقيقي إذن ؟؟

الدكتور مسلك :


لا أرى هذه القولة صائبة . الكاتب الجيد لا يسرق . قد تروقه أفكار ما، فيعمد إلى صياغتها ، و بلورتها في قالب فنّي ، هذا لا يعدّ سرقة، لأنّ الأفكار مشاعة بين الناس، و ليست ملكا لأحد . و لكن التّعبير ، و الأسلوب ، والمنهجية ...كلّ ذلك يختلف بين كاتب و آخر،و في ذلك تتجلى عملية الإبداع الأدبي و الفني ....
و لا أعتبر الكاتب المقلد رديئاً ، لأنّه في النهاية يقلد أشياء جميلة . إنّما الكاتب الرديء من لم يتقن أدواته التّعبيرية ، و من لم يصدر عن ذات نفسه ، و كلّما نعق ناعق احتذى به بدون تمييز ،و لا إدراك ، و لا وعي .

تعليق فاطمة الزهراء

:تحضرني هذه المقولة تماشيا مع ما جاء في ردك دكتور :{ إن الكاتب ملزم باقتناص لحظات الضعف الإنساني ، والتعمق في أغوار النفس البشرية وإزاحة قناعها الخارجي الذي تطالع به الآخرين} احمد إبراهيم الفقيه

ولذلك أي كتابة تخرج عن هذه التوليفة ما بين الجواني والبراني ، هي كتابة خارج عن إطار ما يسمى أدب وقد تدخل في إطار النعيق إن صح التعبير


نبقى دكتور مسلك في إطار الكتابة ولا نبرحها


"فن القصة القصيرة ، يحتاج إلى قدر كبير من التأمل والسكون ، أستطيع أن أقارن بين عمل القاص والحرفي اليدوي الذي تطبع بطباع الزهد والقناعة ، والاعتكاف على صفات ومزايا يتطلبها فنه " محمد خضير "قاص عراقي "

ماذا تقول دكتور في هذا الفن الذي يتربع الآن على سرديات القول ؟ كيف يمكن التحكم في ميكانيزماته التي تؤسس لبنيته
كالتكثيف والاختزال ..



الدكتور مسلك



: دعيني بداية أنفي هذه المقارنة غير المعقولة بين عمل القاص و الحرفي اليدوي . و لا أوافق ما ذهب إليه القاص محمد خضر . لأنّ القاص مبدع يبحث عن الجديد، و يبلور القديم في ثوب من الحداثة و الابتكار، هو لا يكرر نفسه ، بل لا يأتي بأصناف متشابهة كاللوحة و بديلها في الرسم . بل القصة التي يكتبها اليوم ، لن و لن يكرر مثيلها في إنتاجه أبداً . بينما الحرفي اليدوي ، فهو يغرق في النّمطية و التّكرار ، كصانع الجرار الطينية ، أو السجّاد ، أو الحلي ...فهو اعتاد نمطاً ما ، و وجد الإقبال عليه ، فأصبح لا يرى غيره بديلا ... و من تمّ كان البون شاسعاً بين الرجلين : القاص و الحرفي.

بالنسبة لفنّ القصّة ، يستسهله الكثيرون ، علماً أنّه ليس من السهولة في شيء ، فليس كلّ من أخذ قلماً و ورقة و كتب إنشاء و وصفاً ، أو في أحسن الحالات خاطرة مضمخة بهواجس و هذيان... أصبح قصاصاً يشار إليه بالبنان . القصة فنّ متعة ألحكي، و القاص رجل ألحكي و صاحبه بامتياز . و لن يكون كذلك إلا بامتلاك ميكانيزمات العملية السردية ....تلك العملية التى تتأتى بالعمل و الممارسة و التّدريب ..و حسن الإطلاع و التتبع لما ينشر من نقد و تنظير ...إذاً فهي عملية ليست بالسهلة ، إلا بالنسبة للموهوب الذي يستشعر التدفق السردي ، و اندلاق ألحكي يسري على لسانه بيسر و متعة، فيترجمه و يوثقه كتابة ...

فاطمة الزهراء:


طبعا لك ذلك أستاذي وربما فقط كما قرأتها إن المقارنة التي ذهب إليها الأستاذ محمد هي من باب الصبر على النحت بالكلمة ، لأنه ليس سهلا الخوض في التجربة القصصية كتابة وتوفيقا
من هنا ربما جاءت الحرفية لأنها تتطلب مهارة وصبرا... وعميق ما جاء في ردك دكتور مسلك
يقول الناقد المغربي أستاذي " نجيب العوفي " في نفس ما ذهبت إليه :

{إن فن القصة القصيرة اليوم هو أحد أكثر " الرادارات " الأدبية قدرة على التقاط إيقاعات وذبذبات العصر ، وتسقط أدق خوالجه ولواعج النفس البشرية .أضحت على قصرها وصغرها مستودعا للأسئلة الكبيرة الساخنة } .

طيب ننتقل إلى الجائزة كمحفز قوي للإبداع

لكن ورغم الاعتراف من / الأخر / الغرب / على خصوبة العطاء العربي والثقافة العربية إلا أن الجائزة مغيبة عن القلم العربي في أكبر المحافل التتويجية ، إن صح القول ونذكر استثناء المبدع " نجيب محفوظ"
لم يعود السبب ؟ من المسئول هنا ؟؟

الدكتور مسلك:


الجائزة ليست معياراً و لا مقياساً للجودة . و بخاصة في زماننا الأغبر هذا ، الذي اختلت فيه الموازين ، و تبدلت القيم ، و ضاعت الحقيقة ... و أصبحت السياسة هي القائد و الراعي لكل مشروع : و كن معي أو أنت ضدي . و الغلبة للأقوى ، و الفوضى الخلاقة ، و أنا و بعدي الطوفان ، و العولمة الكاسحة ، و البرغماتية المتوحشة ... يصعب أن نجد جائزة خالصة للفن و الفنان ، و للأدب و الأديب ..بل جل الجوائز أصبحت بنكهة و لون السياسة . حتى على أعلي مستوى كجائزة نوبل مثلا .
و لكن مع ذلك تبقى للجوائز حيثياتها المحفزة ، التي تدعو المبدع أن يجتهد أكثر و يشق طريق الإبداع بإصرار و وعي و اهتمام . أمّا عن العرب و الجوائز ، و كونك ذكرت المرحوم نجيب محفوظ .فهو يستحق أكثر من جائزة . و لو كان غربيا لتوجوه ذهباً و منذ سنين . و إن فعلوا ذلك أخيراً. فينبغي السؤال لماذا لم يمنح الجائزة على أعماله كلّها ،أو على الأقل عن صنف منها ؟ و لماذا بالضبط ( أولاد حارتنا ) ؟ الجواب : لأنها صادفت هوى في أنفسهم ، يتماشى و نظرتهم للدين و السّلوك و المعاملات .
الأديب العربي ينبغي أن يكرم عربياً أولا . و لدينا من الأدباء الذين يستحقون أرفع الجوائز و هم كثر، في مجال الرواية و القصّة و الشّعر و النقد. فإذا لم يلتفت إليهم أبناء جلدتهم، فكيف ننتظر التكريم يأتي من الآخر ؟ العيب فينا أولا و أخيراً،و ليتنا نشعر بذلك ...

فاطمة الزهراء

نعود إلى بنية النص وعلاقته بالآخر/ القراءة / المتلقي/ كحضور لازم في العملية الأدبية ككل

{النص يزداد كثافة ويكتسب دعما آخر بالقراءة } ادوارد الخراط
ما الذي يمكن أن يغيب القراءة / نقدا / في العمل الأدبي ؟

الدكتور مسلك :


مسألة القراءة و النقد مسألتان شائكتان في عالمنا العربي : لا نقول ليست هناك قراءة و نقد . فقد نغمط القراء و النقاد حقهم . و لكن نقول و بكلّ أسف شديد أن القراءة لا تواكب عدد السكان ، و لا تمثل إلا رقماً هزيلا في المجال الإحصائي. لقد جاء في تقرير اليونسكو أنه في تسعة عشر دولة عربية يوجد نحو ثمانية ملايين طفل لا يترددون على المدارس الابتدائية ، و سجلت أعلى نسبة للأمية في العراق 61 في المائة و في المغرب 45 في المائة و في مصر 42 في المائة و في الأردن 12 في المائة ... بينما لا تتجاوز الأمية في أوروبا 3 في المائة .
و حسب تقرير صحافي نشر مؤخراً في لبنان فإن العالم العربي يعيش أزمة حادة في ما يتعلق بالقراءة ، و يقول التقرير إن كل 300ألف عربي يقرؤون كتاباً واحداً في العام . و يشمل التقرير المثقفين و الكتاب و صناع القرار.
و حسب إحصائيات عام 1996فإن ما تطبعه دور النشر العربية مجتمعة لا يصل إلى نصف ما تنشره إسرائيل ...أمام وضع مزر كهذا ، ماذا يمكن القول عن النقد و العملية النقدية ؟ عندنا نقاد رغم قلتهم يحاولون إثراء الساحة الأدبية بآرائهم و أبحاثهم و دراساتهم ، إلا أنهم لم يستطيعوا خلق ثقافة نقدية ، توجه الناشئة، و تهذب المتأدبين و تعلي من شان الأدب العربي بالكشف عن درره ، و مكنوناته ، و خصائصه و مميزاته ...


فاطمة الزهراء:


إذن لابد من انتفاضة ثورية جذرية تعيد الاعتبار للثقافة الأدبية العربية وهذه الانتفاضة تحتاج إلى حضور فعلي إضافة إلى القول كلم
تفضل استاذ عبد الرشيد

الاستاذ عبد الرشيد


اسمح لي دكتور مسلك ميمون بتعليق صغير على مسألة القراءة وشبه انعدامها في الوطن العربي . أنا أوافقم الرأي تماما بأننا نعيش حالة من الضياع على مستوى القراءة لكن لذلك أسبابه الموضوعية التي يتعمد الكثيرون تجاهلها . أعتقد أن الكتابة وجدت أصلا للإمتاع ولإشباع الفضول البشري ، ونحن نلاحظ أن تطور التقنيات في عصرنا هي ما جعل الكتاب يتقهقر أمام ما تقدمه الوسائل الأخرى من ترفيه ، وما تملكه من قدرة أيضا على استكناه كثير من الإشكالات كالسينما مثلا على مستوى السرد والأغنية على مستوى الشعر .ألا يعني هذا أننا نتجه تلقائيا نحو إلغاء القراءة لتحل محلها وسائل أخرى ؟ بعبارة أخرى هل حلمنا بإعادة العصر الذهبي للقراءة / الكتاب مازال ممكنا ؟

الدكتور مسلك
في اعتقادي أن القراءة ستبقى ..رغم ظهور الكتاب الالكتروني . فكثير من الأصدقاء أكدوا لي أنهم لا يستطعون قراءة رواية على الانترنيت . و الكثير أيضا أكد لي أن متعة الكتاب لا تعادلها أي متعة أخرى من أي وسيلة كيفما كانت ..و من جهتي لا زلت مرتبطا بالكتاب الورقي رغم الانترنيت و ما أصبحت توفره من امكانات ... فهل هي مسألة عادة و تعود؟ لا أدري و لكن ما استقر في ذهني أن القراءة لا يمكن أن تتوقف يوما ما .. لأنها عصب الفكر و العلم و الثقافة . صحيح قد تقل و تتضاءل ، و يهجر الكتاب إلى حين ...و لكن القراءة رغم ذلك ستبقى ...و تنشيطها بين القراء و المثقفين ممكن جدا إذا توفرت الارادة و العزيمة من القمة إلى القاعدة و ذلك بالقضاء على الأمية أو التخفيف من حدتها و نشر التمدرس في المدن و القرى و منع الهدر المدرسي و العناية بتعليم الفتيات . و كذلك العناية بالنشر و التوزيع .. و دعم الكتاب من طرف الدولة ... كل ذلك يساهم في نشر القراءة ....
حقا بين جيلنا و الأجيال الحالية هوة سحيقة في مجال القراءة .. و لكن أومن بردمها و تجاوزها إذا توفرت الارادة و العزيمة..

فاطمة الزهراء


طيب لا نبرح هذا الأفق العلائقي ما بين الكتابة والمتلقي والواقع المعاش

الإنسان لا يفكر في شخصه{ وإنما يفكر في التواصل مع غيره ممن يتفاعل معهم من البشر وبما يضطرب فيه من الأحوال والألم }.

كيف يمكن للكلمة أن تعبر نافذة التواصل حياديا ومعطيات الواقع مؤلمة إلى حد الوجع أحيانا
نتحدث هنا دكتور عن الإبداع والواقع الإنساني المتأزم؟

تفضل دكتور :

الدكتور مسلك :

: لا شك أنّ الواقع صعب و مرير. و كلُّ و ظروفه الخاصّة ...يعيشها وِفق إمكاناته و استعداداته ...و لكن الإبداع هو ليس بالضرورة نقل هذا الواقع أو استنساخه أو تصويره صورة فوتوغرافية.... ذلك ليس إبداعاً و لا فناً ..ذاك مجرد تقرير عن حدث أو حوادث معيشية. و مهما بلغ التقرير من جودة اللّغة ـ و سلاسة الأسلوب ،و صدق التّعبير، لا يعدو أن يكون تقريراً ليس إلا .
بينما الإبداع لمسة فنية، لا تعنى بالإخبار، بقدر ما تعنى بالتأمل و التساؤل .و النص الإبداعي الذي يخلو من هذا هو نص تقريري إخباري .

منذ زمن بعيد قرأت قصة قصيرة " لإرنست إمنغواي " تحكي قصة هجرة القرويين لقراهم هروباً من و ويلات الحرب العالمية و في سيل متدفق من البشر الفار بنفسه بحثاً عن ملجأ أمن كان رجل عجوز يحمل بعض متاعه ، لا يفكر في نفسه، و لا في الحرب، و لا في ما أحدثته من دمار و خراب ...كان همه كل همه ، في عنزته التي تركها وراءه ، ترى من سيهتم بها ؟
إذاً اختصرت القصة الحرب العالمية الكبرى بكلّ ما لها و ما عليها ،بقضها و قضيضها في همّ الرجل العجوز ، و تفكيره في عنزته ؟ و تلك لعبة الفن و الإبداع ...


فاطمة الزهراء:
نعم دكتور ، فالكتابة الوصفية هي نقل عقيم لما هو عليه الواقع فالتجربة الكتابية هي في العمق وصولا إلى التغيير وإحداثه والعمل على إحداثه كقوة محركة ومساهمة في إيجاد الحل والخروج مما هو عليه هذا الواقع.

نعمق السؤال السابق دكتور مسلك ،حرية المعرفة والتعبير مرهونة بالواقع لأنها { جوهر كل إبداع خلاق بالواقع والعصب الأساس للتنوع الإبداعي ، وما يستتبع ذلك من بناء عقل نقدي قادر على الفرز والتقييم لكل ما يتلقاه من أفكار وبناء على منهج عقلي متطور يرفض كل وسائل التلقين }

كيف يساهم هذا الواقع في انطلاق هذه الحرية من زاوية رؤية القاص/الناقد الدكتور مسلك ؟

الدكتور مسلك :

أعتقد أنّ الحرية مكسب ثمين ، بل لا تقدر بثمن ..و لكن الحرية عندي سلوك و ممارسة و مسؤولية ، لا أفكار مجردة . فكم من شعوب ناضلت و دفعت الغالي و النفيس من أجل تحررها و استقلالها . و لكنّها في النهاية و جدت نفسها استبدلت مستعمراً خارجياً بآخر داخلي ..و من أبناء جنسها ....يذيقها الذل و المهانة لربما أفظع من المستعمر الخارجي...و كم من مبدع في ظل الحرية يسمح لنفسه بالحرية المطلقة ، فيتيه في مجال الفوضى باسم الحرية .
و البعض يرى أنّ لا إبداع في غياب الحرية . و لا أرى هذا شرطاً أساسياً و ضرورياً باعتبار أنّ الروائع الفنية و الأدبية جاء بها أصحابها في ظروف قاسية اجتماعيا و سياسياً .. فهذا أمامنا الأدب الفلسطيني شعراً و قصة و رواية كلّه جاء تحت الاحتلال و الحصار و الذل و المهانة . و لكن لا أحد يجادل في فنية هذا الأدب ،و أحياناً في روعته. بل ماذا أقول ما قرأت شخصياً أروع و أجمل من بعض تحف كتبت في زنزانات السجون...و كلامي هذا لا يفهم منه أن لا بد من القمع و الاستبداد ليكون الإبداع . و لكن أعود فأقول إن عامل الحرية نسبي في العملية الإبداعية . فلا نجعله شرطاً للإبداع . ثم إنّ المبدع مبدع في جميع الظروف و الأحوال... و قد يتفاوت إبداعه جودة و رقياً و عمقاً حسب نفسيته و ظروفه ...كما أنّ غير المبدع ، فهو غير مبدع، حتى في ظلّ الحرية المطلقة .


فاطمة الزهراء
:تماما دكتور مسلك ،ننتقل إلى جو آخر من الأسئلة نضفي يها جوا لطيفا

ما هي أجمل ذكرى مع الشبكة العنكبوتية للدكتور مسلك أو أسوأها؟؟
و شكرا جزيلا.

الدكتور مسلك :


: أجمل ذكرى يوم ظهرت قراءاتي القصصية العشرية في كتاب إلكتروني من إعداد و تنسيق الأخ والصديق الأستاذ عبد الرشيد حاجب . فكانت مفاجأة سارة ، و سرعان ما أصبح الكتاب يتطاير كفراش من موقع لآخر... أحصيت آخر مرة عدد المواقع التي نشر فيها الكتاب بين خاصة و عامة : أحصيت ثلاثة و تسعين موقعا عدا المواقع التي نشرته دون استئذان أو إخبار و التي أكتشفها من حين لأخر ...و إذا قلت بأن الكتاب أصبح في كل هذه المواقع ،علينا أن نتصور كم من الرواد قاموا بتحميله لأنفسهم ...

تعليق فاطمة الزهراء:

أود إن سمحت لي أستاذي أن أشكر الأستاذ القاص عبد الرشيد على ما يقدمه من اهتمام وحضور جدي في عملية الكتابة والنقد ويوسع مجالات القراءة بهكذا حضور

الدكتور مسلك يتابع :

أمّا أسوء ذكرى فقد كتبت قصيدة طويلة في رثاء صديق عزيز، كتبتها دفعة واحدة على الحاسوب .و في ما أنا بصدد تنقيحها النهائي انقطع التيار الكهربائي فضاعت القصيدة . لأنها لم تكن محفظة . فتضاعف حزني مرتين: فقدان الصديق و ضياع القصيدة . حاولت إعادة كتابتها من جديد ...و لكنها لم تكن كالأولى أبداً.

تعليق فاطمة الزهراء
نعم دكتور مسلك من أصعب اللحظات أن تفقد الصديق والقصيدة
رحم الله صديقك العزيز والهمك وعائلته الصبر والسلوان..
وعشت تقريبا نفس التجربة وأنا اكتب في ذكرى ابي رحمه الله

الدكتور مسلك :
رحم الله جميع موتانا ،في ختام هذه الدردشة أشكرك أم مهدي على هذه الالتفاتة . كما أشكرك على ما تقومين به من جهد في تنشيط الموقع .... و دمت بخير ...


فاطمة الزهراء:

وأنا بدوري أشكرك دكتور مسلك على قبولك دعوتنا وحضورك بهذا التألق الأدبي الجميل للأديب الناقد ،والإنسان الطيب الكريم.. واشكر استاذي عبد الرشيد حاجب الذي أغنى الحضور باسئلته وشارك معي هذا اللقاء المميز لاستاذنا والدكتور العزيز مسلك

شكرا جزيلا لكم انتم أحبتنا.. وفي انتظار لقاء آخر ووجه أدبي أخر
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم.
كان اللقاء يوم:
16/05/2010







الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 08-04-2012, 09:13 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الدكتور ميمون مسلك * المغرب * /

الوارفة الزهراء
جهد محمود
وشكرا على الرفد الجميل
وباسمنا وجهي كرما الدعوة للاديب المبدع
ليقاسمنا رغيف البوح الفينيقي

ودنا






  رد مع اقتباس
/
قديم 09-04-2012, 10:03 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
سلطان الزيادنة
عضو مؤسس
أكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية سلطان الزيادنة

افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الدكتور ميمون مسلك * المغرب * /

حوار شائق ومثرٍ

الشكر للوارفة الزهراء ومن حاورت


تقديري والاحترام






  رد مع اقتباس
/
قديم 09-04-2012, 01:09 PM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الدكتور ميمون مسلك * المغرب * /

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
الوارفة الزهراء
جهد محمود
وشكرا على الرفد الجميل
وباسمنا وجهي كرما الدعوة للاديب المبدع
ليقاسمنا رغيف البوح الفينيقي

ودنا

مرحبا بعميدنا الطيب القدير الزياد
مرورك يراودني حبا مستميتا للحرف
شكرا لك بحجم الفضاء

وثم
لقد وجهت لخه دعوة منذ مدة ولكنه قليل التواجد
اتمنى ان يرد علينا فهو مدرسة في النقد صراحة وان كان يستخدم قليلا من القسوة


تحيتي لك استاذي مسلك اينما تكون والى وجة الحبيبة اجمل التحيات

وشكرا






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 09-04-2012, 01:28 PM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الدكتور ميمون مسلك * المغرب * /

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الزيادنة مشاهدة المشاركة
حوار شائق ومثرٍ

الشكر للوارفة الزهراء ومن حاورت


تقديري والاحترام


وكبيرة هي شكرا لك مديرنا القدير السلطان
كم جميل سيدي ان تتابعنا هنا
افرح كثيرا بزيارتك للحرف

تقديري

زهراء






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 24-10-2019, 11:18 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الدكتور ميمون مسلك * المغرب * /

كان تحديا كبيرا هذا الحوار
كان من المستحيل ان يقبل الدكتور مسلك بحوار مع مبتدئة
لذلك اعيد هذه الصفحة إلى الواجهة نرجسية
أينما كنت دكتور مسلك أحييك من هنا إلى حيث الاطلس الجميل
تقديري






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 03-09-2021, 06:13 PM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: فنجان الزهراء وحوار بلا ضفاف مع/ الدكتور ميمون مسلك * المغرب * /

الدكتور الناقد المغربي من وجدة المغربية ميمون مسلك
جمعتني به أروقة أدبية مختلفة أهمها أكاديمية القصة القصيرة جدا
وحاورته مع الاستاذ حاجب
https://maslak.wata.cc/?p=2738






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:51 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط