لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ أدب الرســالة ⊰ >>>> إنصافا للوطن ..خطاب أدبيّ أطْلقَ سراحَ الوطنِ في الضّاد ..رسالة تنصف الوطن |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-12-2018, 08:12 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
شكوى
مادامَ ورثةُ اللص الّذي سرق بقرتنا يرسلون حليبها إلى الوالي فلن يُعيدَها لنا القضاءُ .
وسيبقى جزارهم في عيونِ الهوامِ ملاك. صفقتهم خاسرةٌ ورابحةٌ لنا ولهم . مُقَدّمها مالٌ ومؤخرها أرضٌ حرام وما زال جيلٌ نابتٌ من رحمِ الأرضِ يدندنون في كتاتيبهم (ال..... عروس عُروبتِنا فلماذا لماذا لماذا أدخلتم عليها كل ..... ؟ ) لم يُبقِ الطغاةُ لحُفاةِ الأرضِ وجوعى الكرامةِ غير دموعِ القهرِ والحرمانِ . لكن اللعبةَ الوحيدةَ لفلذات أكبادنا النجباءِ أضحت الحجرَ والمقلاعَ . تقدمَ ابناءُ القريةِ بالشكوى إلى مجلسِ العارِ . وقال محامينا : نشتكي منهم عليهم لا نرجو منهم عدلاً ولكن لنبقيَ الشرارة تحت النارِ . عذراً ..... كانت مرافعةُ الشاعر المحامي طويلةً فقزمها الطغاة . كانت حروفها مجلجلةً كالرعدِ ومتفجرةً من أتونِ بركانٍ فحولوها الباعةُ المتجولينَ إلى رمادٍ .... تذروهُ ريحُ المتكالبينَ على قصعتِنا بوهمِ السلامِ . ويخرجُ علينا الأعراب من الشّرقِ المسكون بهاجسِ المجوسِ بعد أن قتلوا حاميهم الّذي ردّ عنهم عادياتِ العلجِ وحطّمَ قنا البسوس وأجبروه مجدداً على خوضِ داحس والغبراء . من الشرقِ إلى الغربِ الكلُّ مخدّرٌ ويلهجُ بما يُملى عليه بعكسِ ما نطق به الدّينُ والتّاريخُ . كان البوحُ خارجاً عن الصّلاحيةِ واكتفوا منه بالإشاراتِ والتّلميحِ وأسقطوا الأسماءَ الّتي تنفثُ سمها وفحيحها يصمُّ الأذانَ . كانت ساردةً قد أسرجت ظهرَ الخيول... فقوقعوها لتتوافقَ مع الذوقِ الرديءِ الذي صنعوه بأيديهم و يطلقون عليه زوراً وبهتاناً المزاج العام أفرغها من كل مضامينها ,وما زالوا يلحّونَ عليه باختصارها لحرفٍ واحدٍ نغمتهُ نشاز . هذه المُهَجَنةُ ليست وليدتهُ الأولى ....الأولى أجملَ وأهيفَ وأحلى وأكحلَ وأشرسَ وأشجعَ وأقدرَ ! وتجوبُ كلَّ انحاءِ العالمَ بعد ولادتها بساعات . تنحنحَ القاضي وقال لمحامي قريتنا : على من ترفع الشكوى ؟ . فتلعثمت الحروفُ في فمهِ وقال : سي ... باس ...د ... أ ... ب .. ام ... زا ... فأطبقَ الحراسُ بسرعةِ البرقِ على فمهِ لكي لا ينطقُ ببقيةِ الحروفِ ويُغضِبُ الأوثان ..... فانبرى طفلٌ طوحَ بخفّيه في الهواءِ عالياً وأصاب بهما خنزيراً كريهاً وقال : أيضا هذا الشيطانُ يلتحق بتأتأةِ محامينا الهُمام . وصاح الحاجبُ والحاجبُ من ابناء قريتنا : تؤجّلُ الجلسةُ حتى يكبرَ هذا الصّغيرُ ليحطّمَ أغلالَكم ويمحوَ عن جبينِ زمانِكم وصمةَ الذّلِ والعارِ .... بعد أن ينتزعَ من قلوبكم الجبنَ والهوانَ ويخلصَ سيلكم من الزّبدِ والغُثاءِ , ويعيدَ نسوركم إلى قممِ الجبالِ الّتي استولى عليها بغاثُ الطّيرِ وأشداقُ الليلِ الذي أقعى على الفهم , وحَرَفَ البوصلةِ وغيبَ العنوانِ . رُفعت الجلسةُ في مهابةِ الصّمتِ والعيونِ الملأى بالدّموعِ تتطلّعُ بأملٍ إلى صّغيرٍ يعيدُ هيبتها التي فقدتها بفعل متخاذلٍ خوّان . ودعا المحامي جميعَ أبناءِ قريتنا أن يحصروا تسميةَ أولادهم بثلاثة أسماء : خالد , طارق , و صلاح . ومحامينا سمّى ابنه الوحيدَ : خالد طارق صلاح جعفر حمزة ابن المحامي همام وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ |
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|