العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ أدب الرســالة ⊰

⊱ أدب الرســالة ⊰ >>>> إنصافا للوطن ..خطاب أدبيّ أطْلقَ سراحَ الوطنِ في الضّاد ..رسالة تنصف الوطن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-2020, 04:09 AM رقم المشاركة : 76
معلومات العضو
مرام منير
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية مرام منير

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مرام منير غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

أديرُ وجْهي للْبحر ِ

انعكاسُ الْأمواج ِ مرآتـي

تحضُنُني بِحرارة

صَدري مشتاقٌ

الشاعر الكبير محمد خالد النبالي
البوح مشتاق
احساس يغمره انين
لكنه حملنا على بساط الهوى الى ريح البحر
مشتاق البوح
انا ....
لك التحايا







القطرات القليلة تصنع جدولا
  رد مع اقتباس
/
قديم 06-06-2020, 01:37 PM رقم المشاركة : 77
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد خالد النبالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل ابراهيم حجاج مشاهدة المشاركة
انصاع القصيد لأثير الموج..
فانتج رذاذا بطعم الجمال...
كن بالقرب من ذاك البحر..
مقدس سر القصيد
حضور انيق وجميل
شكرا من القلب صديقي






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-06-2020, 01:38 PM رقم المشاركة : 78
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد خالد النبالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حرية عبد السلام مشاهدة المشاركة
لندخل معك أيها النبالي إلى دائرتك التي تجتر مرض الفصول
حتى الحلم مرورته علقت بين أنياب الوقت فأصبح الدفن في دهشة
الزمن والشحوب يمارس شحوبه بين أصابع الدفء
هكذا سافرنا معك إلى حيث اِنعكاس الضوء إلى الأمواج التي
خرجت زفراتها من العمق حد الإنفجار
إلى الرسم وهو يتهاوى داخل جوف الرمل يُخفي تلك الحقيقة
التي كنا نبحث عنها في عمق الدواخل
ليبقى الغموض يلف الوقت ونبقى في دهشة تكاد تذيب ملح الشفاه
وتبقى الأحلام مذبوحة والفصول جريحة والطريق إلى الحقيقة معبد بأشواك الصبار
النص لم يكن وليد الحاضر لكنه رسم بفنية عالية ما نعيشه اليوم
أحييك شاعرنا المتألق على هذا البُعد الذي جسدته حروفك المتألقة
تقديري والود أيها النبالي
الاخت الاديبة حرية دوما تسعديني بهذا الثراء والاضافة والغوص والقراءة العميقة
جميل أن غمرتني بجميل فضلك وحسن إطلالتك على قصيدتي حيث قرأت وأثنيت علي ، شكرا لك لتكرمك
تحياتي واحترامي






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-06-2020, 01:39 PM رقم المشاركة : 79
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد خالد النبالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيفان عثمان مشاهدة المشاركة
الله استاذ محمد
نص رااااااائع
لا تعليق
تقديري للابداع
إيفان
وكثير من الشكر الاجمل صديقي






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-06-2020, 03:34 PM رقم المشاركة : 80
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


جهاد بدران غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي مشاهدة المشاركة
الدائرةُ الْمغلقة

نيسانُ مريضْ

الْـحفّارونَ قرّروا الدَّفْنَ دونَ تَأبين

عَقْلـُكَ ولِسانـُكَ مَريْضانِ

شُروقُ الشَّمْسِ

تحوَّلَ غربًا عنْ أرْض ِ الشّحوبِ

فلا شمسَ فوقَ أشجاري

الْأوراقُ تَتساقَط

جالِسٌ مُتَقوْقِعُ أكوِّمُ أصابِعي

الدِّفءُ مجْرمٌ هارِبْ

والصَّقيعٌ بَيْنَ الْأكُفِّ

أديرُ وجْهي للْبحر ِ

انعكاسُ الْأمواج ِ مرآتـي

تحضُنُني بِحرارة

صَدري مشتاقٌ

والْأمواج ِ ارْتحالٌ لعالم ٍ آخرَ

أرسمُ عَلى الشّاطئ قلْبًا يتهاوى

أينَ الْـحقيقة؟

كلُّ الْأشياء تُعاكسُ النَّبضَ

غموضُ الْـقاع ِ لا يعرِفـُهُ أحد

أسرارُ الْـموتِ والْموج الْأسْود

عَلى شفاهِ الْبـُؤْس ِ مِلحٌ ومنفى

والطريقُ انْتِظارْ

والْأحلامُ مذبوحَةٌ ٌ عَلى مقصلةِ الشّيطانِ

الرَّبيعُ مخطوفٌ جَريحٌ

عَليَّ الْعودة لداخلِ الدَّائرةِ الْـمُغْلقَة

هَلْ سينفجرُ الدُّمَّلُ

ويّذْهَبُ الْخريفْ؟


ــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد خالد النبالي
ديوان خريف الوطن
الله الله الله
ما أجمل ما التقط قلمي من سحر وجمال وهو يقلب نفاس الحروف على منصة الفينيق هنا وبين جماليات ما بحث عن قامة أدبية وقلم بارع حد الدهشة.. الدهشة تكمن بين أضلع هذه اللوحة المميزة وما حملت بين عروقها من جمال وبراعة ورموز اجتمعت كلها تخت نبض هذا القلم الرائع الفاخر..
من أجمل ما قرأت، من بلاغة وتراكيب إبداعية متفردة، وما تسلحت الحروف من معالم مختلفة على الصعيد التشجر المعنوي والبنائي والرمزية..
فالدائرة المغلقة، لها دلالات عدة ومفاهيم مختلفة على جميع الأصعدة، فالدائرة ما هي إلا خط منحني مغلق، قد حدّد حجم مراده في مساحة قيّد حجمها بناء على الحدث الحاصل، ومتى كسر قيد الخط المنحني فإنه سيتحول من قيد إلى اتساعا للمدى، ومن خط منحني إلى تفكيكه حتى يصل لخط مستقيم تستقيم عليه النواتج والمعاني والمرام والأهداف المتشعبة..

سأعود للرد على هذه الخميلة الذهبية بشكل أوسع تستحق الإفراد لها بضوء ينير جوانبها ويفكك شيفرة حروفها لتشرق معالمها نحو النور ولدى المتلقي..
قريباً سيكون لي عودة بإذن الله تعالى
حفظكم الله شاعرنا الكبير البارع المبدع
أ.محمد خالد النبالي
وحفظ قلمكم المتميز المتفرد والذي يدل على حرفيتكم ومهارتكم في توظيف الحرف ليصل لقمة السمو والجمال..
رضي الله عنكم وأرضاكم
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-06-2020, 03:46 PM رقم المشاركة : 81
معلومات العضو
الحمصي مصطفى
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
سوريا

الصورة الرمزية الحمصي مصطفى

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


الحمصي مصطفى غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

كثير وجع في هذا النص البديع صوراً وأسلوباً ..
هو خريف الأمنيات ، والربيع الذابل ..
الأفكار التي تتلاطم كالأمواج دون برّ ترسو عليه ..
تقديري لأستاذنا العزيز النبالي






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-06-2020, 02:31 PM رقم المشاركة : 82
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد خالد النبالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرام منير مشاهدة المشاركة
أديرُ وجْهي للْبحر ِ

انعكاسُ الْأمواج ِ مرآتـي

تحضُنُني بِحرارة

صَدري مشتاقٌ

الشاعر الكبير محمد خالد النبالي
البوح مشتاق
احساس يغمره انين
لكنه حملنا على بساط الهوى الى ريح البحر
مشتاق البوح
انا ....
لك التحايا
هو حضورك شهق اعجاب
شكرا يليق وعظيم امتناني






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-06-2020, 06:44 PM رقم المشاركة : 83
معلومات العضو
حنان عبد الله
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية حنان عبد الله

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


حنان عبد الله غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي مشاهدة المشاركة
الدائرةُ الْمغلقة

نيسانُ مريضْ

الْـحفّارونَ قرّروا الدَّفْنَ دونَ تَأبين

عَقْلـُكَ ولِسانـُكَ مَريْضانِ

شُروقُ الشَّمْسِ

تحوَّلَ غربًا عنْ أرْض ِ الشّحوبِ

فلا شمسَ فوقَ أشجاري

الْأوراقُ تَتساقَط

جالِسٌ مُتَقوْقِعُ أكوِّمُ أصابِعي

الدِّفءُ مجْرمٌ هارِبْ

والصَّقيعٌ بَيْنَ الْأكُفِّ

أديرُ وجْهي للْبحر ِ

انعكاسُ الْأمواج ِ مرآتـي

تحضُنُني بِحرارة

صَدري مشتاقٌ

والْأمواج ِ ارْتحالٌ لعالم ٍ آخرَ

أرسمُ عَلى الشّاطئ قلْبًا يتهاوى

أينَ الْـحقيقة؟

كلُّ الْأشياء تُعاكسُ النَّبضَ

غموضُ الْـقاع ِ لا يعرِفـُهُ أحد

أسرارُ الْـموتِ والْموج الْأسْود

عَلى شفاهِ الْبـُؤْس ِ مِلحٌ ومنفى

والطريقُ انْتِظارْ

والْأحلامُ مذبوحَةٌ ٌ عَلى مقصلةِ الشّيطانِ

الرَّبيعُ مخطوفٌ جَريحٌ

عَليَّ الْعودة لداخلِ الدَّائرةِ الْـمُغْلقَة

هَلْ سينفجرُ الدُّمَّلُ

ويّذْهَبُ الْخريفْ؟


ــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد خالد النبالي
ديوان خريف الوطن
الله الله روعة ،،نص رشيق عميق ،
يزخر بالمحسنات البديعية التي تشف عن النبض الراقي
تحياتي ودام لإبداع






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-06-2020, 10:08 AM رقم المشاركة : 84
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد خالد النبالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
الله الله الله
ما أجمل ما التقط قلمي من سحر وجمال وهو يقلب نفاس الحروف على منصة الفينيق هنا وبين جماليات ما بحث عن قامة أدبية وقلم بارع حد الدهشة.. الدهشة تكمن بين أضلع هذه اللوحة المميزة وما حملت بين عروقها من جمال وبراعة ورموز اجتمعت كلها تخت نبض هذا القلم الرائع الفاخر..
من أجمل ما قرأت، من بلاغة وتراكيب إبداعية متفردة، وما تسلحت الحروف من معالم مختلفة على الصعيد التشجر المعنوي والبنائي والرمزية..
فالدائرة المغلقة، لها دلالات عدة ومفاهيم مختلفة على جميع الأصعدة، فالدائرة ما هي إلا خط منحني مغلق، قد حدّد حجم مراده في مساحة قيّد حجمها بناء على الحدث الحاصل، ومتى كسر قيد الخط المنحني فإنه سيتحول من قيد إلى اتساعا للمدى، ومن خط منحني إلى تفكيكه حتى يصل لخط مستقيم تستقيم عليه النواتج والمعاني والمرام والأهداف المتشعبة..

سأعود للرد على هذه الخميلة الذهبية بشكل أوسع تستحق الإفراد لها بضوء ينير جوانبها ويفكك شيفرة حروفها لتشرق معالمها نحو النور ولدى المتلقي..
قريباً سيكون لي عودة بإذن الله تعالى
حفظكم الله شاعرنا الكبير البارع المبدع
أ.محمد خالد النبالي
وحفظ قلمكم المتميز المتفرد والذي يدل على حرفيتكم ومهارتكم في توظيف الحرف ليصل لقمة السمو والجمال..
رضي الله عنكم وأرضاكم
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية
صباح يليق شاعرتنا ما اسعدني وانت تغدقين علي بهذا الثراء والضوء
وقد منحت نصي أكثر مما يستحق ورغم هذا وجدتك قرأت بعمق الدائرة وحفرت بالذات ومنحت النص بعدا اخر جماليا وهنا اقف عاجزا عن هذا الهطول
شكري وامتناني بتفضلك قراءة النص
احترامي






  رد مع اقتباس
/
قديم 16-06-2020, 10:09 AM رقم المشاركة : 85
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد خالد النبالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحمصي مصطفى مشاهدة المشاركة
كثير وجع في هذا النص البديع صوراً وأسلوباً ..
هو خريف الأمنيات ، والربيع الذابل ..
الأفكار التي تتلاطم كالأمواج دون برّ ترسو عليه ..
تقديري لأستاذنا العزيز النبالي
شكراً من القلب وبوركت وبورك الأدب الجامع لنا وقد أغدقت علي احترامي






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-08-2020, 08:27 PM رقم المشاركة : 86
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


جهاد بدران غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد النبالي مشاهدة المشاركة
الدائرةُ الْمغلقة

نيسانُ مريضْ

الْـحفّارونَ قرّروا الدَّفْنَ دونَ تَأبين

عَقْلـُكَ ولِسانـُكَ مَريْضانِ

شُروقُ الشَّمْسِ

تحوَّلَ غربًا عنْ أرْض ِ الشّحوبِ

فلا شمسَ فوقَ أشجاري

الْأوراقُ تَتساقَط

جالِسٌ مُتَقوْقِعُ أكوِّمُ أصابِعي

الدِّفءُ مجْرمٌ هارِبْ

والصَّقيعٌ بَيْنَ الْأكُفِّ

أديرُ وجْهي للْبحر ِ

انعكاسُ الْأمواج ِ مرآتـي

تحضُنُني بِحرارة

صَدري مشتاقٌ

والْأمواج ِ ارْتحالٌ لعالم ٍ آخرَ

أرسمُ عَلى الشّاطئ قلْبًا يتهاوى

أينَ الْـحقيقة؟

كلُّ الْأشياء تُعاكسُ النَّبضَ

غموضُ الْـقاع ِ لا يعرِفـُهُ أحد

أسرارُ الْـموتِ والْموج الْأسْود

عَلى شفاهِ الْبـُؤْس ِ مِلحٌ ومنفى

والطريقُ انْتِظارْ

والْأحلامُ مذبوحَةٌ ٌ عَلى مقصلةِ الشّيطانِ

الرَّبيعُ مخطوفٌ جَريحٌ

عَليَّ الْعودة لداخلِ الدَّائرةِ الْـمُغْلقَة

هَلْ سينفجرُ الدُّمَّلُ

ويّذْهَبُ الْخريفْ؟


ــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد خالد النبالي
ديوان خريف الوطن
الدائرةُ الْمغلقة
من خلال هذا العنوان، نستطيع رسم أبعاد الكلام وفهم محتوى النص وفق تأويلات متعددة، كلٌّ حسب مدى فكره وخياله، وللمتلقي حرية السبح بين أمواج الكلام.. عندما تكون الدائرة مغلقة، تعني انحصار الشيء في بقعة واحدة، تتجدد وتتسع مع متغيرات خارجية، ولكن ضمن إطار محدد يجمعها، تدور فيه الأحداث من نقطة واحدة لتعود إلى نفس النقطة، ليستمر الحدث وهو يلوك نفس الوقائع ومجريات الحياة، في اتجاهات متساوية، تلتقي في نقطة تجمّع واحدة في رأس الخرطوم
لذلك استخدم الكاتب الدائرة كرمز يوحي لأبعاد متعددة بهدف توصيل فكرته وفق غطاء محكم يجعل المتلقي في إثارة لتحليل هذه المعطيات من الرموز داخل هذا النص المنسوج بحكمة وقوة...
فالرمز في الأدب إيحاء تعبيري غير مباشر، عن معالم النفس المستترة، والرمزية إيحاء لأفكار الشاعر والكاتب، ولعواطفه المدفونة، من خلال توضيح المعنى بتأثير غامض خفيّ، مما يتيح للمعنى الانطلاق في مدى واسع جداً، وغير مباشر للمحتوى المقصود، كي يسمح للمتلقي التغذي عليها بعقله وفكره، والسباحة بين السطور وفق خياله الخصب، مما يثير الصورة المركبة لتكتمل بحد ذاتها، وتعقد سبل التأويل والتحليل وهي تقبع بين يدي المتلقي..
لذلك فالرمز لون مميز وجميل لمجال التعبير الأدبي...
من هنا سننطلق لرمزية الدائرة كشكل من أشكال الهندسة، والتي تحمل قوانين لا تتجزأ أبداً وغير قابلة للمساومة، والتلاعب بثبات قوانينها..
لكل دائرة مركز، وأعلى المركز قمة تعلو بحجم الدائرة لتكوّن مخروطاً، وكلما اقتربنا من المركز فقد تملقكنا العلو للقمة، وليس كل إنسان يستطيع الوصول للمركز ثم الوصول للقمة، وهذا يحتاج طواف كثير تماشياً مع خطوط الدائرة للمس المركز وتحقيق الذات، وهنا يحضرنا الكعبة المشرفة والطواف حولها لنيل السمو والرفعة بالروح نحو خالقنا، ومن خلال لمس المركز والتي تتواجد فيه الكعبة نصل لقمة العبودية والطاعة إذا كانت النية السليمة صحيحة الاتجاه وسليمة التوجه نحو القبلة، وكلما اقتربنا نحو المركز كلما حققنا من طهارة الروح والتحلق نحو أبواب السماء، لذلك من خلال رمزية الدائرة نجد فيها دلالات البحث عن النقاء من خلال اقتراب الذات نحو المركز ونحو قمة المخروط، لأنه من يصل للقمة فقد امتلك زمام الأمور وحلق نحو الشفافية وحقق المن الروحي والفكري..
لذلك من خلال الدائرة، نستطيع أن نُجمل القول، بأن البشر إنما يدورون في دائرة الحياة باختلاف أصنافهم وأجناسهم، وكلٌّ يبحث عن التسامي بالروح لتحقيق الأمن الذاتي ليعيش بسلام روحي وحرية مطلقة، من خلال ما يبذل من حراك وجهد واهتزاز لعملية الفكر بما في ذلك تلك المشاعر التي تحدد المصير، فمنهم من حقق ذلك، ومنهم ما يزال أول الطريق، ومنهم ما يزال في الوسط، وهذا يعتمد على مدى استقلالية الروح ومدى اتساع الإرادة في الجهد للوصول نحو القمة، ومنهم ما يزال يدور في حلقة مفرغة لم يحقق شيئاً ولم يفلح بعد في هذه الحياة من تحقيق أهدافه ومراده..
وبما أننا نتحدث عن الدائرة، فهذا يأخذنا لتأويلات عديدة، ومنها، أننا نعيد ونكرر نفس خطوات دروبنا، إذ نمشي من نقطة واحدة لنعود لها بعد مشوار وجهد كبير، كننا نجترّ نفس المسافة في حلقة مفرغة،، وهذا يعطينا الضوء الأحمر في مسيرتنا الحياتية، بمفهوم اجترار نفس الخطوات ونفس الفكر والتفكير ونفس العمل، لا نحاول التجديد في الكل لنسمو للقمة والرفعة،، وهذا ما يجعل مجتمعاتنا تسير بنفس الدفّة لا تغيير ولا تجديد في حراك أي مجال مما ذكرته.. ونبقى متقوقعين في نفس التبعية ونفس أنفاس الحياة، فلا ننظر للضوء ولا للنور حيث الطاقة والتجديد..
وللدائرة تأويلات ومعالم كثيرة لا حصر لها..

يبدأ الشاعر لوحته المتميزة بكلمتين:

/نيسانُ مريضْ/
الشاعر يبدأ لوحته بجملة إسمية، وهذا ينقلنا للتدبر بأبعاد هذه الجملة الخالية من أي فعل يحرك رواكد الكلمات ويعلن مسير الحدث..
/نيسان/ هو من الأشهر الأكثر استعمالاً واستخداماً للشعراء والكتاب، لما يحمله من معالم كثيرة وأحداث يطويها حدثت فيه إن كانت أحداثاً مفرحة أو أحداثاً مؤلمة، وفي كل حال فهو يعتبر منذ القدم كشهر له طقوسه الخاصة لما يحتويه من مرحلة الإزهار وتفتح كل الورد والزهور في هذا الشهر كربيعاً مخضراً تبتسم فيه الأرض وتزهو بالفرح والنشوة من جمال ما تحصده في هذا الشهر الفاتن المبهر بجمال ما فيه من طبيعة الله الساحرة..
لكن الشاعر هنا جعل نيسان مريضاً، ليعبر عن فترة الإزهار والربيع، أنها قد أصابها الخلل والمرض، وهذا يعود لربط أحداثه بأحداث حصلت مع الشاعر مؤلمة جداً، كناية عن علة تتفاقم في وسط أيامه وسنين عمره، ليعبر لنا عنها بمرض نيسان ، وهذا تعبير مذهل ومتقن جدا يستحضره الشاعر ليُخرج مكنونات أعماقه وما نتج عنها من وجع وحزن..
ووجود الجملة الإسمية في بداية اللوحة الفنية هذه، تعني ركود الوجع والألم بلا حراك لتغييره أو اندفاع لاستبداله..وهذا يعتبر توظيف فيه من الذكاء والفطنة ما يملي اللوحة أكثر بهاء وسحراً..
ويستمر الشاعر في تشريح الحدث عن مرض نيسان، وما فيه من تفصيل يعتمده كي يوضح لنا قيمة هذا الشهر إذا ما اكتمل فيه العلل والمرض..
يقول:

/الْـحفّارونَ قرّروا الدَّفْنَ دونَ تَأبين/
من نيسان المريض تصاعد الحدث، ليصل لدرجات الموت وبعده، من خلال قول الشاعر أن الحفّارون الذين يعدّون حفر القبور لدفن الميت، جعلهم هم من يقرر في عدم قيام حفلة تأبين لروح الميت، وهو ثَناء على المرء بعد موته وتَعداد مآثره ومَناقبه، رثاء.، وكأنه فقد ءهله وأحبته وأصدقاءه، ليكون مصيره بلا ذكر أو ثناء، ويكون مصيره بأيدي الحفارين، كناية عن فقدان الأهل ومن له صلة بهم، كناية عن عدم وجود الأخلاء المخلصين، كناية عن انتهاء الحب والمودة والتقارب بين الناس، كناية عن شدة الوجع الذي يشعر به الشاعر، وكأنه من الظلم قد انقطع عن البشر وتواصلهم المحمود..

/عَقْلـُكَ ولِسانـُكَ مَريْضانِ/

كل ما ذكرته سابقاً كان نتيجة حتمية من علة ومرض في العقل المدبر المفكر ومرض باللسان الناطق بكل اللهجات، كالنطق بالعدل والحق في وجه كل ظالم،
كالتعبير عن مشاعر الذات، كالتنفيس عن مكنونات الذات بحرية وانطلاق دون خوف أو تكميم الأفواه، كقول الحق في وجه كل ظالم، كانتقاد الواقع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو العقل واللسان وهما السلاح الذي يتسلح به كل حر ثائر ، إذا فقدهما فقد فقد طعم الحياة..
لذلك كان توظيف اللسان والعقل في حلية الاتقان وسحر التوظيف...

/شُروقُ الشَّمْسِ

تحوَّلَ غربًا عنْ أرْض ِ الشّحوبِ

فلا شمسَ فوقَ أشجاري

الْأوراقُ تَتساقَط/

هذه الأوصاف جاءت متطابقة لأرض الواقع، تلامس أحداثه بدقة، وتعرّي أحداثه برمز مبطن يكتشفه ويخرج معالمه من يتدبر ويتأمّل بين سطوره، لأننا مع واقع الظلم الذي نعيشه ومع حكم الطغاة الذي يمارسونه مع الشعب المسكين، إنما يعكس غروب الشمس عليه، على النفوس لتضيق بالحياة ذرعاً،
إذ كمّموا خيوط الشمس أن تفرد ضوءها على بلاد الشرق، بعد أن حزموا أمتعتها الغرب واستحلوها مكرهة..فبات عليها الإنسان بلا ظلّ ولا نور ولا فضاء، وهذا وصف دقيق استخدمه الشاعر ليعبّر عن حكم الضائقة التي يمرّ بها في واقعه المؤلم.. وهي تُجزئ عن تأويلات عامة وشخصية، تليق بكل الأبعاد والدلالات، وتصلح لكل ضائقة أو محنة أو ابتلاء..

/جالِسٌ مُتَقوْقِعُ أكوِّمُ أصابِعي

الدِّفءُ مجْرمٌ هارِبْ

والصَّقيعٌ بَيْنَ الْأكُفِّ/

يا لهذا الوصف البارع المتقن بتراكيبه وفنيّته وحرفيّته، فهو يقدّر بألف قصيدة وحكاية..
عملية الجلوس، كناية عن عدم الحراك والتغيير والتجديد، واستحضار لأمور فكرية وخيالية، فالتفكر والتدبر والخيال يحتاج جلوساً هادئاً لاستخراج منابته وتحديد معالم هوية التفكير، لكن هذا الجلوس كان من نوع آخر، فقد كان يتقوقع على ذاته وأصابعه قد تكوّمت، وهذا دليل وكناية عن الهمّ الشديد والحزن العظيم الذي ألمّ بالشاعر.. وعملية التقوقع تعني الاعتكاف في الذات، وهذا الاعتكاف عبارة عن تقليب مواطن الذات وبسط ما فيها من آلام وقهر ومحاسبتها على ما وصلت إليه، لكن مع تكويم الأصابع، هذا دليل على عدم القدرة على عمل أي شيء أو تغيير
دفة الحياة، وكأنه فقد الأمل من كل شيء، وهذا ما يثبت القول حين عبّر عن ذلك بالصقيع بين الأكفّ، برودة شديدة، وهي كناية عن فقدان الدفء والحنان والفرح، ربما من خلال فقد أحد المقربين للشاعر الذي كان له بصمة مؤثرة فيه وكان كل حياته وقطعة من قلبه..
الأوصاف جاءت بتدبير مطلق وحكمة وفطنة من لدن هذا الفكر والخيال المشبع بتلاوين البلاغة والفصاحة..

/أديرُ وجْهي للْبحر ِ***

انعكاسُ الْأمواج ِ مرآتـي

تحضُنُني بِحرارة

صَدري مشتاقٌ***

والْأمواج ِ ارْتحالٌ لعالم ٍ آخرَ

أرسمُ عَلى الشّاطئ قلْبًا يتهاوى/

تتلاحق الصور الإبداعية والتي حيكت بأثواب البلاغة المطرز بخيوط من حرير، وقد قيلت بمشاعر الصدق بعد أن امتلأت كل الحواس نطقاً بالوجع، وقد رسم الشاعر الصورة في جميع حيثياتها بطريقة متقنة أنطقت الواقع وأخرجت جُلّ المضامين وزفرات الذات بذبذبات رحيل ما حدث في واقع الشاعر مما دفعه لاستخراج نبضات حسه بقوة الحرف والبيان..

/أديرُ وجْهي للْبحر ِ***

انعكاسُ الْأمواج ِ مرآتـي/

عملية توجيه الوجه للبحر، هي بحد ذاتها الوقوف والصمود أمام عظمة أمواجه، وهذه نقطة تدلنا على قمة الصبر والتحدي والصمود رغم ما حمله من وجع، ثم اتخذ من المرآة كسلاح لانعكاس الذات وتموجاتها وتقلبات الألم فيها كشدة ثوان الأمواج وغضبتها، وهذا كناية عن توهج وارتطام الذات بتقلبات الحياة الموجعة.
المرآة رمز لها دلالات عدة، تعتبر من عناصر الخيال، يأخذها حيث يحلق فيها لبعاد النفس وقراءة الذات كصورة الأنا وما تحملها من مزايا مختلفة، يتحدث المرء عبرها ما في داخله من ثرثرات ومشاعر، تدخل معه من خلال ذاكرة الوعي التي تقلبه وفق الأحداث، وكإسقاط لأفكاره وواقعه المعاش، حيث القسوة التي يعيشها وحيث الآلام من خلال صمت المرايا الذي يعكس كل ما في الذات الشاعرة ما بين الواقع والحلم، وما بين المرارة والظلم والفرح.

/انعكاسُ الْأمواج ِ مرآتـي/

فالداخل النفسي وما نتج عنه قد أوضحه الشاعر كالأمواج، تتلاطم فيه ثورة الحياة وتخبطاتها بكل المعايير..

/أينَ الْـحقيقة؟

كلُّ الْأشياء تُعاكسُ النَّبضَ

غموضُ الْـقاع ِ لا يعرِفـُهُ أحد/

وهنا نجتمع مع الشاعر في أجمل الصور والأوصاف، وهو يصف تلك الظلمة التي عبّر عنها في /القاع/ حيث تعاند وتعاكس النبض الذي من الممكن أن تنبض الحياة بطبيعتها وبلا عوائق، وهذا الغموض وما يكتنفه السواد لا يعرفه أحد، وكنه استحضر المرآة لتعكس دواخله ومشاعره الموجعة، بحيث لا يشعر به ولا يعرفه أحد.. وكأنه يريد القول أنه يعيش الوجع لوحده لا يشاطره أحد كي يخفف عنه ثقل الهموم وجلدها...

/أسرارُ الْـموتِ والْموج الْأسْود

عَلى شفاهِ الْبـُؤْس ِ مِلحٌ ومنفى

والطريقُ انْتِظارْ/

وهنا تتضح معالم الطريق وهوية النص حين يستعير الموت ليكون معجم دربه وسِفر روحه وهو يسير على ضفاف هذه الحياة..الشاعر استعمل الأنسنة كثيراً وهذا يخدم المحسنات البلاغية والتي تدعم ألفاظ الشاعر بالمتانة والقوة وجمالية التراكيب...


/والْأحلامُ مذبوحَةٌ ٌ عَلى مقصلةِ الشّيطانِ

الرَّبيعُ مخطوفٌ جَريحٌ***

عَليَّ الْعودة لداخلِ الدَّائرةِ الْـمُغْلقَة***

هَلْ سينفجرُ الدُّمَّلُ

ويّذْهَبُ الْخريفْ؟/

يا لروعة هذه الصور المذهلة، والتي لخصت كل ذات الشاعر من آلام وجروح،وما حملت أعماقه من طفح الانفجار وما امتلأ من رواكد الحياة المثخنة بالجراح، فالربيع الذي يدل ازدهار ورغد وفرح الشاعر قد ظهر ذبولاً امتصه الخريف من الحياة، وهنا يريد العودة لداخل الدائرة والتي قصد بها دوران الوجع وعودته من حيث ابتدأ، فالدائرة كانت رمز الوجع والألم المتكرر الذي يلوك بعضه بعضاً، وأنه داخلها لم يخرج لربيع الحياة بل بات مع الخريف خريفاً آخر أذبل عمره من كثرة السياط..
وهنا تنعس الدائرة على أوطاننا التي باتت في بؤرة وجع واحدة تتكرر في كل البلاد...

العنوان: الدائرة المغلقة
لي ملاحظة على العنوان..
صفة المغلقة هي صفة مرافقة للدائرة، لأن الدائرة بحد ذاتها مغلقة، وهي خط منحني مغلق، ولو فتح هذا الخط لما اعتبرت بمعناها وخطوطها دائرة...
لذلك لو استخدم الشاعر صفة أخرى لها كان أفضل..
وهذا من زاوية نظري ووجهتها المتواضعة، ولكل شاعر له رؤيته الخاصة وينظر بمنظار حرفه وأبعاده، وأنا أحترم كل رؤية تتماشى مع نظرة الحرف الملائمة لهدف الشاعر ...

الشاعر الكبير البارع المتألق حرفه وقلمه
أ.محمد خالد النبالي
قدمتم نصاً بارعاً حد الدهشة.. الدهشة تكمن بين أضلع هذه اللوحة المميزة وما حملت بين عروقها من جمال وبراعة ورموز اجتمعت كلها تحت نبض هذا القلم الرائع الفاخر..
من أجمل ما قرأت، من بلاغة وتراكيب إبداعية متفردة، وما تسلحت الحروف من معالم مختلفة على الصعيد التشجر المعنوي والبنائي والرمزي..
حفظ الله لكم قلمكم المتميز المتفرد والذي يدل على حرفيتكم ومهارتكم في توظيف الحرف ليصل لقمة السمو والجمال..
رضي الله عنكم وأرضاكم
ووفقكم لحبه ونوره وزادكم علماً كثيراً
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-08-2020, 10:25 PM رقم المشاركة : 87
معلومات العضو
جوتيار تمر
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
كردستان العراق

الصورة الرمزية جوتيار تمر

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


جوتيار تمر غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

- البعد الكتابي حيث الكتابة الافقية وبدون تشطير وتوزيع المفردات والتخلّي عن الوزن والقافية , حيث تكون الفقرات متجاورة ومتواصلة.
- البعد اللغوي حيث تتجلّى طاقات اللغة وتتفجّر بطريقة ابداعية مدهشة والايحاء ونقل الشعور العميق.

نحن امام نص يمزج بين التناغم وبين السردية التعبيرية.

محبتي وتقديري
جوتيار






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-12-2020, 01:39 PM رقم المشاركة : 88
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد خالد النبالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان عبد الله مشاهدة المشاركة
الله الله روعة ،،نص رشيق عميق ،
يزخر بالمحسنات البديعية التي تشف عن النبض الراقي
تحياتي ودام لإبداع

حضور جميل وحرفك يحمل الق وبهاء ينثر العطر تحياتي ورد وياسمين
سلام معطر






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-12-2020, 01:49 PM رقم المشاركة : 89
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد خالد النبالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جهاد بدران مشاهدة المشاركة
الدائرةُ الْمغلقة
من خلال هذا العنوان، نستطيع رسم أبعاد الكلام وفهم محتوى النص وفق تأويلات متعددة، كلٌّ حسب مدى فكره وخياله، وللمتلقي حرية السبح بين أمواج الكلام.. عندما تكون الدائرة مغلقة، تعني انحصار الشيء في بقعة واحدة، تتجدد وتتسع مع متغيرات خارجية، ولكن ضمن إطار محدد يجمعها، تدور فيه الأحداث من نقطة واحدة لتعود إلى نفس النقطة، ليستمر الحدث وهو يلوك نفس الوقائع ومجريات الحياة، في اتجاهات متساوية، تلتقي في نقطة تجمّع واحدة في رأس الخرطوم
لذلك استخدم الكاتب الدائرة كرمز يوحي لأبعاد متعددة بهدف توصيل فكرته وفق غطاء محكم يجعل المتلقي في إثارة لتحليل هذه المعطيات من الرموز داخل هذا النص المنسوج بحكمة وقوة...
فالرمز في الأدب إيحاء تعبيري غير مباشر، عن معالم النفس المستترة، والرمزية إيحاء لأفكار الشاعر والكاتب، ولعواطفه المدفونة، من خلال توضيح المعنى بتأثير غامض خفيّ، مما يتيح للمعنى الانطلاق في مدى واسع جداً، وغير مباشر للمحتوى المقصود، كي يسمح للمتلقي التغذي عليها بعقله وفكره، والسباحة بين السطور وفق خياله الخصب، مما يثير الصورة المركبة لتكتمل بحد ذاتها، وتعقد سبل التأويل والتحليل وهي تقبع بين يدي المتلقي..
لذلك فالرمز لون مميز وجميل لمجال التعبير الأدبي...
من هنا سننطلق لرمزية الدائرة كشكل من أشكال الهندسة، والتي تحمل قوانين لا تتجزأ أبداً وغير قابلة للمساومة، والتلاعب بثبات قوانينها..
لكل دائرة مركز، وأعلى المركز قمة تعلو بحجم الدائرة لتكوّن مخروطاً، وكلما اقتربنا من المركز فقد تملقكنا العلو للقمة، وليس كل إنسان يستطيع الوصول للمركز ثم الوصول للقمة، وهذا يحتاج طواف كثير تماشياً مع خطوط الدائرة للمس المركز وتحقيق الذات، وهنا يحضرنا الكعبة المشرفة والطواف حولها لنيل السمو والرفعة بالروح نحو خالقنا، ومن خلال لمس المركز والتي تتواجد فيه الكعبة نصل لقمة العبودية والطاعة إذا كانت النية السليمة صحيحة الاتجاه وسليمة التوجه نحو القبلة، وكلما اقتربنا نحو المركز كلما حققنا من طهارة الروح والتحلق نحو أبواب السماء، لذلك من خلال رمزية الدائرة نجد فيها دلالات البحث عن النقاء من خلال اقتراب الذات نحو المركز ونحو قمة المخروط، لأنه من يصل للقمة فقد امتلك زمام الأمور وحلق نحو الشفافية وحقق المن الروحي والفكري..
لذلك من خلال الدائرة، نستطيع أن نُجمل القول، بأن البشر إنما يدورون في دائرة الحياة باختلاف أصنافهم وأجناسهم، وكلٌّ يبحث عن التسامي بالروح لتحقيق الأمن الذاتي ليعيش بسلام روحي وحرية مطلقة، من خلال ما يبذل من حراك وجهد واهتزاز لعملية الفكر بما في ذلك تلك المشاعر التي تحدد المصير، فمنهم من حقق ذلك، ومنهم ما يزال أول الطريق، ومنهم ما يزال في الوسط، وهذا يعتمد على مدى استقلالية الروح ومدى اتساع الإرادة في الجهد للوصول نحو القمة، ومنهم ما يزال يدور في حلقة مفرغة لم يحقق شيئاً ولم يفلح بعد في هذه الحياة من تحقيق أهدافه ومراده..
وبما أننا نتحدث عن الدائرة، فهذا يأخذنا لتأويلات عديدة، ومنها، أننا نعيد ونكرر نفس خطوات دروبنا، إذ نمشي من نقطة واحدة لنعود لها بعد مشوار وجهد كبير، كننا نجترّ نفس المسافة في حلقة مفرغة،، وهذا يعطينا الضوء الأحمر في مسيرتنا الحياتية، بمفهوم اجترار نفس الخطوات ونفس الفكر والتفكير ونفس العمل، لا نحاول التجديد في الكل لنسمو للقمة والرفعة،، وهذا ما يجعل مجتمعاتنا تسير بنفس الدفّة لا تغيير ولا تجديد في حراك أي مجال مما ذكرته.. ونبقى متقوقعين في نفس التبعية ونفس أنفاس الحياة، فلا ننظر للضوء ولا للنور حيث الطاقة والتجديد..
وللدائرة تأويلات ومعالم كثيرة لا حصر لها..

يبدأ الشاعر لوحته المتميزة بكلمتين:

/نيسانُ مريضْ/
الشاعر يبدأ لوحته بجملة إسمية، وهذا ينقلنا للتدبر بأبعاد هذه الجملة الخالية من أي فعل يحرك رواكد الكلمات ويعلن مسير الحدث..
/نيسان/ هو من الأشهر الأكثر استعمالاً واستخداماً للشعراء والكتاب، لما يحمله من معالم كثيرة وأحداث يطويها حدثت فيه إن كانت أحداثاً مفرحة أو أحداثاً مؤلمة، وفي كل حال فهو يعتبر منذ القدم كشهر له طقوسه الخاصة لما يحتويه من مرحلة الإزهار وتفتح كل الورد والزهور في هذا الشهر كربيعاً مخضراً تبتسم فيه الأرض وتزهو بالفرح والنشوة من جمال ما تحصده في هذا الشهر الفاتن المبهر بجمال ما فيه من طبيعة الله الساحرة..
لكن الشاعر هنا جعل نيسان مريضاً، ليعبر عن فترة الإزهار والربيع، أنها قد أصابها الخلل والمرض، وهذا يعود لربط أحداثه بأحداث حصلت مع الشاعر مؤلمة جداً، كناية عن علة تتفاقم في وسط أيامه وسنين عمره، ليعبر لنا عنها بمرض نيسان ، وهذا تعبير مذهل ومتقن جدا يستحضره الشاعر ليُخرج مكنونات أعماقه وما نتج عنها من وجع وحزن..
ووجود الجملة الإسمية في بداية اللوحة الفنية هذه، تعني ركود الوجع والألم بلا حراك لتغييره أو اندفاع لاستبداله..وهذا يعتبر توظيف فيه من الذكاء والفطنة ما يملي اللوحة أكثر بهاء وسحراً..
ويستمر الشاعر في تشريح الحدث عن مرض نيسان، وما فيه من تفصيل يعتمده كي يوضح لنا قيمة هذا الشهر إذا ما اكتمل فيه العلل والمرض..
يقول:

/الْـحفّارونَ قرّروا الدَّفْنَ دونَ تَأبين/
من نيسان المريض تصاعد الحدث، ليصل لدرجات الموت وبعده، من خلال قول الشاعر أن الحفّارون الذين يعدّون حفر القبور لدفن الميت، جعلهم هم من يقرر في عدم قيام حفلة تأبين لروح الميت، وهو ثَناء على المرء بعد موته وتَعداد مآثره ومَناقبه، رثاء.، وكأنه فقد ءهله وأحبته وأصدقاءه، ليكون مصيره بلا ذكر أو ثناء، ويكون مصيره بأيدي الحفارين، كناية عن فقدان الأهل ومن له صلة بهم، كناية عن عدم وجود الأخلاء المخلصين، كناية عن انتهاء الحب والمودة والتقارب بين الناس، كناية عن شدة الوجع الذي يشعر به الشاعر، وكأنه من الظلم قد انقطع عن البشر وتواصلهم المحمود..

/عَقْلـُكَ ولِسانـُكَ مَريْضانِ/

كل ما ذكرته سابقاً كان نتيجة حتمية من علة ومرض في العقل المدبر المفكر ومرض باللسان الناطق بكل اللهجات، كالنطق بالعدل والحق في وجه كل ظالم،
كالتعبير عن مشاعر الذات، كالتنفيس عن مكنونات الذات بحرية وانطلاق دون خوف أو تكميم الأفواه، كقول الحق في وجه كل ظالم، كانتقاد الواقع والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هو العقل واللسان وهما السلاح الذي يتسلح به كل حر ثائر ، إذا فقدهما فقد فقد طعم الحياة..
لذلك كان توظيف اللسان والعقل في حلية الاتقان وسحر التوظيف...

/شُروقُ الشَّمْسِ

تحوَّلَ غربًا عنْ أرْض ِ الشّحوبِ

فلا شمسَ فوقَ أشجاري

الْأوراقُ تَتساقَط/

هذه الأوصاف جاءت متطابقة لأرض الواقع، تلامس أحداثه بدقة، وتعرّي أحداثه برمز مبطن يكتشفه ويخرج معالمه من يتدبر ويتأمّل بين سطوره، لأننا مع واقع الظلم الذي نعيشه ومع حكم الطغاة الذي يمارسونه مع الشعب المسكين، إنما يعكس غروب الشمس عليه، على النفوس لتضيق بالحياة ذرعاً،
إذ كمّموا خيوط الشمس أن تفرد ضوءها على بلاد الشرق، بعد أن حزموا أمتعتها الغرب واستحلوها مكرهة..فبات عليها الإنسان بلا ظلّ ولا نور ولا فضاء، وهذا وصف دقيق استخدمه الشاعر ليعبّر عن حكم الضائقة التي يمرّ بها في واقعه المؤلم.. وهي تُجزئ عن تأويلات عامة وشخصية، تليق بكل الأبعاد والدلالات، وتصلح لكل ضائقة أو محنة أو ابتلاء..

/جالِسٌ مُتَقوْقِعُ أكوِّمُ أصابِعي

الدِّفءُ مجْرمٌ هارِبْ

والصَّقيعٌ بَيْنَ الْأكُفِّ/

يا لهذا الوصف البارع المتقن بتراكيبه وفنيّته وحرفيّته، فهو يقدّر بألف قصيدة وحكاية..
عملية الجلوس، كناية عن عدم الحراك والتغيير والتجديد، واستحضار لأمور فكرية وخيالية، فالتفكر والتدبر والخيال يحتاج جلوساً هادئاً لاستخراج منابته وتحديد معالم هوية التفكير، لكن هذا الجلوس كان من نوع آخر، فقد كان يتقوقع على ذاته وأصابعه قد تكوّمت، وهذا دليل وكناية عن الهمّ الشديد والحزن العظيم الذي ألمّ بالشاعر.. وعملية التقوقع تعني الاعتكاف في الذات، وهذا الاعتكاف عبارة عن تقليب مواطن الذات وبسط ما فيها من آلام وقهر ومحاسبتها على ما وصلت إليه، لكن مع تكويم الأصابع، هذا دليل على عدم القدرة على عمل أي شيء أو تغيير
دفة الحياة، وكأنه فقد الأمل من كل شيء، وهذا ما يثبت القول حين عبّر عن ذلك بالصقيع بين الأكفّ، برودة شديدة، وهي كناية عن فقدان الدفء والحنان والفرح، ربما من خلال فقد أحد المقربين للشاعر الذي كان له بصمة مؤثرة فيه وكان كل حياته وقطعة من قلبه..
الأوصاف جاءت بتدبير مطلق وحكمة وفطنة من لدن هذا الفكر والخيال المشبع بتلاوين البلاغة والفصاحة..

/أديرُ وجْهي للْبحر ِ***

انعكاسُ الْأمواج ِ مرآتـي

تحضُنُني بِحرارة

صَدري مشتاقٌ***

والْأمواج ِ ارْتحالٌ لعالم ٍ آخرَ

أرسمُ عَلى الشّاطئ قلْبًا يتهاوى/

تتلاحق الصور الإبداعية والتي حيكت بأثواب البلاغة المطرز بخيوط من حرير، وقد قيلت بمشاعر الصدق بعد أن امتلأت كل الحواس نطقاً بالوجع، وقد رسم الشاعر الصورة في جميع حيثياتها بطريقة متقنة أنطقت الواقع وأخرجت جُلّ المضامين وزفرات الذات بذبذبات رحيل ما حدث في واقع الشاعر مما دفعه لاستخراج نبضات حسه بقوة الحرف والبيان..

/أديرُ وجْهي للْبحر ِ***

انعكاسُ الْأمواج ِ مرآتـي/

عملية توجيه الوجه للبحر، هي بحد ذاتها الوقوف والصمود أمام عظمة أمواجه، وهذه نقطة تدلنا على قمة الصبر والتحدي والصمود رغم ما حمله من وجع، ثم اتخذ من المرآة كسلاح لانعكاس الذات وتموجاتها وتقلبات الألم فيها كشدة ثوان الأمواج وغضبتها، وهذا كناية عن توهج وارتطام الذات بتقلبات الحياة الموجعة.
المرآة رمز لها دلالات عدة، تعتبر من عناصر الخيال، يأخذها حيث يحلق فيها لبعاد النفس وقراءة الذات كصورة الأنا وما تحملها من مزايا مختلفة، يتحدث المرء عبرها ما في داخله من ثرثرات ومشاعر، تدخل معه من خلال ذاكرة الوعي التي تقلبه وفق الأحداث، وكإسقاط لأفكاره وواقعه المعاش، حيث القسوة التي يعيشها وحيث الآلام من خلال صمت المرايا الذي يعكس كل ما في الذات الشاعرة ما بين الواقع والحلم، وما بين المرارة والظلم والفرح.

/انعكاسُ الْأمواج ِ مرآتـي/

فالداخل النفسي وما نتج عنه قد أوضحه الشاعر كالأمواج، تتلاطم فيه ثورة الحياة وتخبطاتها بكل المعايير..

/أينَ الْـحقيقة؟

كلُّ الْأشياء تُعاكسُ النَّبضَ

غموضُ الْـقاع ِ لا يعرِفـُهُ أحد/

وهنا نجتمع مع الشاعر في أجمل الصور والأوصاف، وهو يصف تلك الظلمة التي عبّر عنها في /القاع/ حيث تعاند وتعاكس النبض الذي من الممكن أن تنبض الحياة بطبيعتها وبلا عوائق، وهذا الغموض وما يكتنفه السواد لا يعرفه أحد، وكنه استحضر المرآة لتعكس دواخله ومشاعره الموجعة، بحيث لا يشعر به ولا يعرفه أحد.. وكأنه يريد القول أنه يعيش الوجع لوحده لا يشاطره أحد كي يخفف عنه ثقل الهموم وجلدها...

/أسرارُ الْـموتِ والْموج الْأسْود

عَلى شفاهِ الْبـُؤْس ِ مِلحٌ ومنفى

والطريقُ انْتِظارْ/

وهنا تتضح معالم الطريق وهوية النص حين يستعير الموت ليكون معجم دربه وسِفر روحه وهو يسير على ضفاف هذه الحياة..الشاعر استعمل الأنسنة كثيراً وهذا يخدم المحسنات البلاغية والتي تدعم ألفاظ الشاعر بالمتانة والقوة وجمالية التراكيب...


/والْأحلامُ مذبوحَةٌ ٌ عَلى مقصلةِ الشّيطانِ

الرَّبيعُ مخطوفٌ جَريحٌ***

عَليَّ الْعودة لداخلِ الدَّائرةِ الْـمُغْلقَة***

هَلْ سينفجرُ الدُّمَّلُ

ويّذْهَبُ الْخريفْ؟/

يا لروعة هذه الصور المذهلة، والتي لخصت كل ذات الشاعر من آلام وجروح،وما حملت أعماقه من طفح الانفجار وما امتلأ من رواكد الحياة المثخنة بالجراح، فالربيع الذي يدل ازدهار ورغد وفرح الشاعر قد ظهر ذبولاً امتصه الخريف من الحياة، وهنا يريد العودة لداخل الدائرة والتي قصد بها دوران الوجع وعودته من حيث ابتدأ، فالدائرة كانت رمز الوجع والألم المتكرر الذي يلوك بعضه بعضاً، وأنه داخلها لم يخرج لربيع الحياة بل بات مع الخريف خريفاً آخر أذبل عمره من كثرة السياط..
وهنا تنعس الدائرة على أوطاننا التي باتت في بؤرة وجع واحدة تتكرر في كل البلاد...

العنوان: الدائرة المغلقة
لي ملاحظة على العنوان..
صفة المغلقة هي صفة مرافقة للدائرة، لأن الدائرة بحد ذاتها مغلقة، وهي خط منحني مغلق، ولو فتح هذا الخط لما اعتبرت بمعناها وخطوطها دائرة...
لذلك لو استخدم الشاعر صفة أخرى لها كان أفضل..
وهذا من زاوية نظري ووجهتها المتواضعة، ولكل شاعر له رؤيته الخاصة وينظر بمنظار حرفه وأبعاده، وأنا أحترم كل رؤية تتماشى مع نظرة الحرف الملائمة لهدف الشاعر ...

الشاعر الكبير البارع المتألق حرفه وقلمه
أ.محمد خالد النبالي
قدمتم نصاً بارعاً حد الدهشة.. الدهشة تكمن بين أضلع هذه اللوحة المميزة وما حملت بين عروقها من جمال وبراعة ورموز اجتمعت كلها تحت نبض هذا القلم الرائع الفاخر..
من أجمل ما قرأت، من بلاغة وتراكيب إبداعية متفردة، وما تسلحت الحروف من معالم مختلفة على الصعيد التشجر المعنوي والبنائي والرمزي..
حفظ الله لكم قلمكم المتميز المتفرد والذي يدل على حرفيتكم ومهارتكم في توظيف الحرف ليصل لقمة السمو والجمال..
رضي الله عنكم وأرضاكم
ووفقكم لحبه ونوره وزادكم علماً كثيراً
.
.
.
.
.
جهاد بدران
فلسطينية

هذه قراءة مدهشة وأذهلتني لفك الرموز وتحليل عميق لخبايا النص انها رؤية الشاعرة والناقدة الأخت جهاد بدران والتي تعطي بلا حدود من الوقت والجهد كل هذا لحبها للأدب وقد اسعدني هذا لغوص حد العمق بل الغرق بين خبايا النص وبين ثنايا الربيع حيث قطفت من كل الزهور وردة بلون مختلف
حتى شكلة ضمة زاهية الألوان ومهما قلت لا افيك الحق شاعرتنا القديرة .
امتناني لهذا الغدق
لمرورك طعم خاص يفوق مذاق الشهد
شكرا من القلب بهطول عطرك هنا الجميل تقديري وشكري
قوافل من الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-12-2020, 01:50 PM رقم المشاركة : 90
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


محمد خالد النبالي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الدائرةُ المغلقة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
- البعد الكتابي حيث الكتابة الافقية وبدون تشطير وتوزيع المفردات والتخلّي عن الوزن والقافية , حيث تكون الفقرات متجاورة ومتواصلة.
- البعد اللغوي حيث تتجلّى طاقات اللغة وتتفجّر بطريقة ابداعية مدهشة والايحاء ونقل الشعور العميق.

نحن امام نص يمزج بين التناغم وبين السردية التعبيرية.

محبتي وتقديري
جوتيار
استاذي وشاعرنا القدير جوتيار تمر
ودوما تذكرني الأرواح النقية بتاريخ الزهر وعنوان الياسمين
شكرا يليق شكرا لهذا الكرم بالمرور والقراءة






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:02 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط