( أجنحة القوافي ـ صلاح ريان/ رقم الايداع : ص.ر/ 08/ 2013) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: رفيف (آخر رد :صبري الصبري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-2016, 03:53 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي ( أجنحة القوافي ـ صلاح ريان/ رقم الايداع : ص.ر/ 08/ 2013)



عرش الجمال
ــــــــــــــــــــــــــــــ

:وُلِدَتْ على شَفَةِ اُلجَمالِ قصيدتي
وتَعَهَّدَتْ إِرضاعُها آهاتي
وتَنَفَّسَتْ نَبضَ اُلقلوبِ مِنَ اُلجَوَى
واُستَنشَقَتْ بِشِفاهِنا القُبلاتِ
وتَلَفَّعَتْ بقريحتي وصبابتي
وتَكَحَّلَتْ مِن ريشتي ودواتي
وَحَبَتْ على صدر الوِدادِ ولم تزلْ
حتى اُستوت في رَونَقٍ وثباتِ
وتَرَعرَعَتْ بِمُروجِ حُسنِ حبيتي
مَهدِ اُلجَمالِ ومَعهَدِ الإِنباتِ
يا وَيحَ مُلهمَتي وَسَيلَ قصائدي
كم أَرهَقَتْ مِن كاتبٍ وَرُواةِ
تدرينَ يا قمرَ اُلنساءِ وشمسَها
كم مِن سنائِكِ أَشرقت ظُلماتي
تدرينَ يا عرشَ اُلجَمالِ وتاجَهُ
ومَليكةً تسمو على المَلِكاتِ
مَن شَكَّ أَنَّ اللهَ أَنزلَ آيةً
فجمالُ وجهُكِ أَعظمِ الآياتِ
تدرينَ كم قلبي عَلَتهُ مَسَرَّةٌ
إذ قالَ ثغرُكِ أَجمَلَ الكلماتِ
لمَّا تَبَسَّمَ قالَ قد أَفنَيتَني
ونثرتَ بينَ القافياتِ رُفاتي
قالت لِأَنَّكَ يا حَببيَ شاعرٌ
أَسقيتَ من نهرِ الجَمالِ صفاتي
فاُخضرَّ عودُ اُلحُسنِ واُنبَلَجَ اُلضُّحى
نوراً عليَّ فأَينَعَت قسَماتي
وتأَلَّقت روحي وأَنعَشَني الهوى
والقلبُ ذَوَّبَهُ اُلقَصيدُ وذاتي
قالت أُحِبُّكَ يا مُدامَةَ سَكرَتي
وأَروحُ مَسلوبَ اُلفؤادِ وآتي
قالت رأيتكَ في اُلمَنامِ تَضُمُّني
وعلى شِفاهِكَ ذُقتُ طَعمَ حياتي
وبِلَحظِ عَينِكَ قد رَأَيتُ عَوالِماً
لِلحُبِّ أَيقَظَ حُسنُها شَهواتي
فاُعصِفْ طليقَ اُلقيدِ فِي القلبِ اُلجَوى
حتى وَلَو أَذكَى اُلغرامُ مَمَاتي
لا تَحرِمِ اُلقلبَ اُلشَّغوفَ رَغائِبَاً
مِمَّا لَدَيكَ وَتُوهِنِ اُلبَسَماتِ
يا قُرَّةَ اُلعَينينِ أنتَ غَمَامَتي
وأَنا اُلنَّباتُ أُناغِمِ اُلقَطَراتِ
مُذ حَلَّ حُبُّكَ في الفُؤادِ أَذاقَهُ
كُلَّ اُلرَّغائِبِ واُنقَضَت آهاتي
واُلعَينُ أَبصرتِ اُلضِّياءَ وَلَم تَزَل
ترنو إِليكَ وأَقشَعَت دَمعاتي
فأَجَبتُها أَنتِ اُلمِهادُ لأَحرُفي
تَلهو لَديكِ وتَنتَشي نَبَضاتي
وكم اُرتقت في وَصفِ حُسنِكِ أَحرُفي
وكم اُنقضت في وصفِهِ ساعاتي
كم يا غِلافَ اُلرُّوحِ قُلتُ قَصيدةً
مُتَعَثِّراً وأَقَلتِ لِي عَثَراتي
وكم اُستقيتُ مِنَ اُلجَمالِ قوافياً
حَتى اُرتوَيتُ وأَينَعَتْ كَلِماتي
فأنا اُلمَدينُ إِلى جَمالِكِ شاعراً
وإِلى نَقاءِ اُلحُبِّ وَاُلهَمَساتِ
وإِلى عَطائِكِ فِي اُلحَنانِ تَفانِيَاً
واُلصَّفحِ عَن شَطَطِي وعَن زَلّاتي
أنا ما وَفَيتُكِ إِذ وَصَفتُكِ قائلاً
سِرَّ اُلوُجودِ وَمُنتَهى اُللَّذاتِ



لا تخافي
ــــــــــــــــــــــــ

دَعي الشعراءَ تنتعلُ القوافي
وتدعوا للنزالِ ولا تخافي
فإن بدؤوا فمن حيثُ انتهينا
وإن راموا اللِّحاقَ فبالخوافي
إذا اتخذوا قميصاً من حروفٍ
فقد أبليتُ من حرفٍ لِحافي
ركبنا والعتاقُ هيَ المطايا
وإن ركبوا.. على النوق العجافِ
رُؤوساً أينعتْ وأنا أبوها
تُبادِرُها حروفيَ بالقطافِ
تَرَينَ بأنَّ لي في الحربِ نِدَّأ؟
وإن مَلؤوا البسيطةَ باصطفافِ
دعيهم أُشعلُ النيرانَ فيهم
وأمنعُ من تلهُّبها المَطافي
فكم وصفوا ارتجاليَ فيكِ شعراً
جُنوحاً ليسَ يُخجِلُني اتِّصافي
أقِرُّ لهم بأنِّي ذُبتُ وَجداً
وأَصدِفُ ليسَ يَشفعُ لي اعترافي
أكانَ الصَّبُّ مُقترفِ الخطايا
بمن يهوى لِيُهلكني اقترافي
فلا أنا بالصبورِ على التنائي
ولا يحيا المُحبُّ على الكفافِ
ففي عينيكِ للعينِ اعتكافٌ
يطولُ ولا يَشيبُ بهِ اعتكافي
وفي حرم القلوب يطوفُ شعري
يسوقُ الهديَ من نظمٍ خرافي
وأجري للحجيج الشعرَ نهراً
وعُذّالي تذودُ على ضِفافي
تَمُرُّ ضوامرٌ ظمئى بمائي
فتقوى بالورودِ على اختلافي
دعيني والتَّقلُّبُ في شجوني
على وجدِ الفؤادِ وفي شِغافي
فإن وَهَنَتْ عِظامُ الشِّعرِ مِنِّي
وزانَ الشيبُ ناصيةَ القوافي
قضيتُ كما النّسورِ بهِ انتحاراً
على شرفِ القريضِ بلا ارتجافِ
فإن عابوا عليَّ لكِ انتصاري
فمِن حسدٍ لِشعريَ واحترافي
فلا أنا بالمُضيِّعِ فيك حُبَّاً
ولا أنا بالمُبَطِّئُكِ انتصافي
فلا والله لا يُرضي عذولي
سوى ضعفي ولحنِيَ وانحرافي
وتسليمي له عرشَ القوافي
وإقصائي وبُعديَ وانعطافي
ولكنّي أتيتُ بها لفيفاً
على حُسنٍ يطيبُ بهِ التفافي
ومَهَّدّتُ الطريقَ بكلِّ فَجٍ
وما عبرت خُطاك من الرِّصاف
ومِن حرفِ القصيدِ فرشتُ صرحاً
تَمُرُّ بهِ اليَّ وأنتَ حافي



قولوا لقاتلتي
ـــــــــــــــــــــــــــ

ما القولُ يُجدي والهمومُ ضوامرُ
بين الضلوع فلا تبقي ولا تذرُ ؟
والنفسُ أعيتها سهامُ زمانها
والقلبُ كادَ من الاهاتِ ينفطرُ
وشحوبُ حجرُ العين من جريانها
يعصي الجمالَ وقلبُ الحسنِ يعتصرُ
لا تحسبوا بعضَ ابتساماتي التي
تبدو عليَّ حقيقاتٌ لها اثرُ
أو بعضَ أشعاري وبعضَ خواطري
حولَ الجمال وفيها الشمسُ والقمرُ
كم بتُّ من ليلٍ ألملمُ عَبرةَ
للأمنياتِ وكادَ الصمتُ ينتحرُ
يا قسمةٌ يا حظُّ يا اعجوبةٌ
أو كدّتُ أصرُخُ يا أيّامُ يا قدرُ
يا حقدُ يا سوءُ الظنونِ جهالةً
يا لائمينَ ويا ظلمٌ ويا بشرُ
كم كدتُّ أُبدي ما بداخلِ مُهجتي
كم كادَ أصلُ جدارِ السرِّ يندثرُ
كم خاصمت روحي إليكِ عواصفٌ
من الهواجس تطفو ثم تنحسرُ
ويطوفُ طيفُ النائباتِ كأنهُ
يشكو الندامةَ حتى جاءَ يَعتذرُ
أسِفٌ على الإسرفِ في تطوافهِ
خوفاً عليَّ وما أذكى به نظرُ
حتى ضياءُ الروحِ أسرعَ للدُّجى
يَخبو التّألقُ في عينيَّ والبصرُ
ورجعتُ صحراءً بغير جداولٍ
تجري لديَّ ولا ينمو بها الشجرُ
حتى وما عادَ السَّحابُ يُظلني
عندَ المسيرِ ولم يَسّاقط المطرُ
حتى عصافيري هجرنَ مشارفي
حتى نجوميّ لم يُغري بها السَّهرُ
حتى ترانيمي التي احببتُها
عزَّتْ عليَّ وما ازدانت بها العِبرُ
حتى ركابُ القافياتِ أَضلَّني
بينَ الحروفِ وباتت مِلئُها الخطرُ
والغدوُ لم يبقى كسابق عهدِهِ
نحوَ القلوبِ ولا الإصباحُ والسحرُ
والليلُ ما عادت نجومُ سمائهِ
يَهوى التجولُ في إشراقها النظرُ
قولوا لقاتلتي بغير جريرةٍ
هل كان ذنبيَ مما ليسَ يُغتفرُ
قولوا لها هل كان بعضُ سهامِها
إلا لقتليّ والآهاتُ تنتحرُ
فسلي فؤادَكِ كم أنارَ بأحرُفي
صبحَ الجَمالِ وكم يَجري بها القدرُ
ولكم عبرتُ بُحورَ حُسنِكِ شاعراً
بالقافياتِ .. حروفُ الشوقِ كم عبروا
وكم انتشرتُ وكم عبرتُ عوالماً
سبقاً إليكِ وأجنادي كم انتشروا
فلتنزعي سهمَ الصُدودِ سُوَيعةً
حتى اقولُ وداعاً ثم أستتِرُ



سأكفر بالهوى ما دمت حيا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ساكفرُ بالهوى ما دمتُ حيّا
وأهجرُ كلَّ عاشقةٍ مَلِيّا
وأحرقُ ما لدَيّ منَ القوافي
وأحبسُ أدمُعي في مُقلتيا
وأشربُ من كؤوسِ الصبر مُراً
وأطوي الشوقَ في الاعماق طيّا
أعضُّ على الجراحِ ولا أُراعي
ولو رَدَّ النّوى صبَّاً شقيّا
وأَرتادُ المَصارِعَ في التَّناجي
وأتي الجاهلينَ بها نبيّا
أُبَصِّرُهُمْ بتجربتي وحُزني
وآلامي وأَعرضُ ما لديّا
جراحاتي سُهاديَ وانتظاري
عذاباتي التي تقضي عليّا
وأُخرجُهُم من الظلماتِ حتى
أَقيهمْ ما مَررتُ بهِ فتيّا
وأَشرحُ من عباراتِ التّناجي
طلاسِمَ ناظريكِ وناظريّا
فيا أهلَ القلوبِ لكم عِظاتٌ
بتجربتي فمن يُصغي إليّا ؟
أنا منْ أَلهَمَ العُشّاقَ شِعراً
ومن أَدنى القلوبَ لهُ نجيّا
ومن جعلَ التناجيَ ذا شجونٍ
يُساقِطُ في الهوى رُطباً جنيّا
أنا الصّبُّ الذي أفنيتُ عمري
وأشعاري وما أبقيتُ شيا
بذلتُ نفائسي عن طيبِ نفسٍ
وكنتُ بما أجودُ بهِ سخيّا
لأَجتازَ الحواجزَ في هواها
وأشربُ من شفاهِ الحُبِّ ريّا
وأَتَّخِذُ اللواحظَ لي مَقيلاً
وصدرَ الشوقِ مُتّكئاً هنيّا
وكم ذلّلتُ ناصيةَ القوافي
وكم اطلقتُ نحوكِ ساعِديّا
جعلتُ حروفَ إِسمَكِ في الأغاني
شُموساً والبَهاءُ بها حَفِيّا
أتذكرُ كيفَ كنتَ تَسيرُ جنبي
تُعَلِّقُ إِصبَعَيكَ بإِصبَعَيّا
تُعانِقُني أمامَ الناسِ عصفاً
فتُدهِشُني وأَرفعُ حاجبيّا
أتذكرُ كيفَ سِرتَ على عُيوني
بخطوكَ تستثيرُ الشوقَ فِيّا
وكنتَ كما العصافيرِ اللّواتي
تُرفرفُ كيْ تَحُطَّ براحتيّا
وكم في العيشِ أَقتحِمُ المَنايا
ولكني لديكَ فتاً صَبيّا
ألينُ براحتيكَ أَذِلُّ طوعاً
تَجوسُ شفاهُ ثغركَ وَجنتيّا
فما زالَ الفؤادُ بهِ صُدودٌ
وما زالَ الذي أرجو قصِيّا
وكم طالَ انتظاريَ في دروبٍ
رَجَوتُ بأَنْ تَمُرَّ بها عَشِيّا
ولكن لو يُساقُ إِليَّ عُمراً
كَعُمري ما بلغتُ بهِ رَضِيّا
وما زالتْ جراحيَ دامياتٍ
وقلبُ الحبِّ جبَّاراً عَصِيّا
فقد طافَ المَشيبُ على الحنايا
طوافاً ما عرفتُ لهُ سَمِيّا
وقلبُ حبيبتي جُلمودُ صخرٍ
وسَيْري فيكِ أَدمى أخمَصَيّا
قِطافي بعدَ جُهديَ في هواها
وُعوداً كالقيودِ بِمِعصَمَيّا
فيا أهلَ الهوى آليتُ نفسي
طبيبَ العاشقينَ أخاً وَفِيّا




هل ستأتي
ـــــــــــــــــــــــــ

كلـمـا فـاضـتْ مـشـاعـرْ
بــيـــن طــيَّـــاتِ الـقــلــوبْ
عالجت نفسـي الأمانـي
غـيــرَ أنَّــــي لــــن أتــــوب
فالحنـيـنُ إلـيـكَ شـهــداً
والـحـيــاةُ إلــــى غــــروب
دعني أسعـى مثـل طفـلٍ
يــــروهِ الــثّــديَ الـحـلــوب
واصفحِ الصّفحَ المُحلى
إنــنــي أهــــوى الــذنـــوب
لـيـسـت الأيـــامُ تـكـفـي
فـــي مـسـاحـاتِ الــــدروب
ليـس لــي قلبـيـنِ حـتـى
أتّــقـــي كُـــــلَّ الــخــطــوب
انـت لــي كــلُّ الامـانـي
انــتَ يـــا خـالــي الـعـيـوب
نبـضُـكَ الحـانـي تسـلـل
فــي الحـشـا بـيـن الثـقـوب
ضُمّنـي بـيـن الحنـايـا
ضـمـنــي بــيــن الـجـيــوب
هـل ستأتـي يـا حياتـي
هـــل كــمــا كــنــا تــــؤوب



أنا يا قدسنا قادم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذكرتُ طفولتي الأولى
وجداتي وخالِ وعمْ
وفلاحينَ قريتنا
وإخواني وأبِّ وأُمْ
وجدي مع سنابله
وكم غنى وكم رنَّمْ
وفي يوم من الأيام
صفو الليل طابَ وعمْ
غفوتُ بحضن والدتي
على لمساتها الأنعمْ
على كلماتها الحلوه
على ترنيمها الأنغمْ
على تصفيف ناصيتي
بمشط أناملٍ أكرمْ
على قصصٍ من التاريخ
تحكي الحادث الأعظمْ
تُقبِّلُ جفنيَ المسدول
والإبهام والمعصمْ
وترفع خدِّيَ العُلويَّ
نحو الثغروالمبسمْ
وكنتُ إذا تحرك سا
عدي قالت بُنيَّ نعمْ
وإن هبت بيَ النسمات
غطت ساعدي وقدمْ
وكنتُ إذا هتفتُ بها
تصيحُ بُنيَّ كيفَ وكمْ
غفوتُ على سواعدها
ورحتُ بغفوتي احلمْ
رايتُ ابي وأعمامي
بباب القدس يتقدمْ
ويحملُ في يدٍ رشاشَ
في أُخراهُ كان علمْ
ويهتفُ يالَ مُلهمتي
بأن الموت ليس عدمْ
ويال القبة الصفراء
والأقصى وكل حرمْ
ويصرخ يال ثاراتي
على المحتل والمجرمْ
ويرفعُ صوته جبلاً
أنا يا قدسنا قادمْ
صحوتُ على ترنُّمِها
أنا يا قدسنا قادمْ




افقي وعمودي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بدأتُ كلامـي = بقولي سـلام
كلامي وجيزٌ = بلغتُ الختـام
بقولي بلغـتُ = أردتُ مـقــام
سلامُ الختامِ = مقامُ الكـرام

الابيات تقرا افقي وعمودي بنفس اللفظ



لا عليك
ــــــــــــــــــــــــ

لا عليك
لا عليكَ حبيبَ قلبي لا عليك
ليس في سرِّ الجمالِ كما لديك
ليس يُحزنني بأن جُرِحَ الفؤادُ على يديك
ليس أغلى من لُحيظاتٍ اذوبُ بناظريك
أو إن ذهبتُ بغفوةٍ في ساعديك
حبيبَ قلبي لا عليك
كن كما يحلو إليك
كن سهاماً في فؤادي
كن حدوداً في بلادي
كن هُتافات المنادي
كن صدى صوتي بوادي
لن تجد مثلي يُظلل حاجبيك
او مناديلا تجففُ مُقلتيك
حبيب قلبي لا عليك
ليس في الإشفاقِ عيبٌ إن رفِقتُ بخافقيك
ليس حتى من يلومُكَ إن حملتَ الشمسَ في أُرجوحتيك
لن تطوفَ الانجمُ الصمّاءُ حولكَ أو عليك
كل ما ترجوهُ يأتي كي يُقبِّل أخمصيك
ليس في الإرهاقِ ذنبٌ
سر على جسدي ولا لومٌ عليك
لا عليك حبيب قلبي
لا عليك



وحدي حبيبكِ
ــــــــــــــــــــــــــــ

أنا لستُ بالغرِّ الذي يُغري به
عذبُ الكلام وإنما أتحلّــــــــــمُ
لستُ الجهولَ بأي قولٍ ترضهِ
لكنني دون الرضى أتفهّـمُ
وأقول ما تهوى المسامع ريثما
يصحو الغشيم ويستقيمُ ويندمُ
وأُجيدُ تربيةَ القلوبِ فِراسةً
منى وصبراً رغم أنِّي أعلــــــمُ
وأردُّ بالحُسنى وأُشعِرُكِ الرضى
مع أن في الأحشاءِ قلباً يُكلمُ
صبري لأهل الفضل كان فضيلةً
درجتْ عليه النفسُ لا تتحطَّمُ
قولي لقد أخطأتَ ليس كما ترى
لكنني أليتُ لا أتكلــــــــــــمُ
قولي أسأتَ الظنّ قولي أنني
وحدي حبيبَكِ وادعُني أتقـــــدّمُ
وأفيضُ مما تشتهينَ خواطراً
لتقرَّ عينٌ بالذي تتوهّـــــــــــــمُ
كم ذقتُ أصنافَ التجاربَ مرةً
كم علمتني كم بها أتعلَّــــــــــــمُ
أولا ترينَ بأنني رغم الذي
تجنينَ أبدو ما بدى لكِ .. أبكـــــــــمُ
وخبرتُ أًصنافَ المعاشر كلِّها
والخافياتِ على اللبيبِ وأعظمُ
إلا إشاراتٍ لعلك تفهمي
أن الوفا أزكى الدروبَ وأسلـــــــــمُ
إلا إشاراتٍ إليكٍ حبيبتي
...................................



داس على الجراح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تهادى حين سارَ على فؤادي
وأنشدَ لحنَ قافيةِ السُّهادِ
وأبطأ في الخطى وبه دلالٌ
على كرهي وبالغَ في عنادي
وداسَ على الجراح ولم يراعي
هيامي بعده في كل وادي
ومرَّ على رفاتيَ في غرور
تجاهلني وأبخسني التنادي
فيا لله ما أقسى حبيبي
عليَّ وما أشدَّ له ودادي
يزيدُ تجبرا وأزيدُ شوقاً
وأدنو وهو يرغب في ابتعادي
وكم سافرتُ في صحراء وجدي
غريبا ظامئاً من غير زاد
وكم ناديتُ في ليلِ الأماني
تبدَّدَ في المدى صوتُ المنادي
وكم شيدّتُ من عذب القوافي
بروجا شامخاتِ بلا عماد
ألستُ جعلتُ حُسنكِ لي مُروجاً
أُنسِّقها فخالفني حصادي
فما ذنب الذي أضناه وجدٌ
وطافَ العمرَ باسمكِ وهو حادي
أليس الحبُّ أن ألقى حبيبي
على شوقٍ وساعِده وِسادي
ويُنجزني الذي أرجوهُ طوعاً
ويشبعني العناقَ بلا عِدادِ
فهل ميعادُ وصلكِ يوم موتي
وهل يجدي الوصالُ على رُقادي ؟



قبل الهديه
ــــــــــــــــــــــ

فــي بـعـضِ أيــام الربـيـع تشـوقـت
نـفـسـي لـقـطـفِ الـــوردِ بـالألــوان
فخـرجـتُ منـشـرحَ الـفـؤادِ لغايـتـي
وأخـــذتُ سـلَّــةَ جَـدَّتــي وحـصـانـي
وعبرتُ فوق القدس حاضرةِ السَّنـا
زَجْـرُ الحصـانِ وقـد فـقـدتُ عنـانـي
وأديـرُ جيـديَ كـي أطـوفَ بنـاظـري
فـــوق الـروابــيَ أستـثـيـرُ حـنـانـي
وجمعتُ من زهـر البنفسـج عشـرةً
ومثـالُـهـا مـــن زهـــرةِ الـريـحـانِ
وثـلاثُ أضعـافٍ لهـا مــن نـرجـسٍ
وثـــلاثُ أضـعــافٍ حـصــاةَ لِــبــانِ
وقرنـفـلاً عـشــراً ونـعـنـعَ عـشــرةً
واليـاسـمـسـنُ يـزيــدهــا بـثــمــانِ
والأُقــحـــوان يـزيــدهــا بــثــلاثــةٍ
والـزنـبـق الـبــري كـمـثـل الــبــانِ
وجعـلـتُ نـصـف الياسمـيـن قـلائـداً
والـبـاقـيــاتُ جـعـلـتـهــا تــيــجــاني
وجعلـتُ نصـف الأُقحـوان أسـاوراً
وكتـبـتُ بالنـصـف الأخـيـر مـعــانِ
لتزيـنَ معصمـكِ الجمـيـلَ أزاهــري
وعـلــى جبـيـنـكِ لـلــورود أغــانــي
وغرستُ حولـكِ مـن روائـع سلَّتـي
تُسـقـى بـفـيـض محـبـتـي وحـنـانـي
وجـعـلـتُ بـاقــاتٍ لأهـــل المـنـتـدى
وجـعـلـتُ أُخـــرى لـلــذي يـلـقـانـي
وجـعـلــتُ أربــعــةً إلــيــكِ هــديــة
وجـعـلـتُ أربـعــةً لـمــن يـهـوانــي
ورميـتُ منـهـا فــي البـحـور ثـلاثـة
تُنـسـي البـحـورَ حــلاوةَ المـرجـانِ
وجـعـلــتُ بــاقــاتٍ لـعـيـنـكِ قـبـلــةً
مهـمـا رأت تـلـكَ الـــورود تـرانــي
ويظـلُّ فـيـك مــن الــورود دوافـعـاً
حــتــى يــقــرَّ الـقـلــبُ والـعـيـنــانِ
للزعـفـران عـلـى جـوانــب سَـلّـتـي
عَـبَـقـاً يــــذوبُ بِـفِـطــرَةِ الإنــســانِ
ويـزيــدُ إذكـــاءَ المَـحَـبَّـةِ جَــــذوَةً
ويُـفـسِّـرُ الآهـــاتِ حــــولَ جَـنـانــي
فوجدتُ من عَبقِ الزهـور بمُهجتـي
طـيـفـاً يُفـضِّـلـنـي عــلــى أقــرانــي
أغرى الفؤادَ متى استراحَ بساحتي
وإذا تــحـــرّكَ جــفــنُــهُ أغـــرانـــي
إن قـالَ حـرفـاً مــالَ رأســيَ نـحـوَهُ
وتبـسَّـمَـت شـفـتـي وقـــالَ لِـسـانـي
إنــي أُحِـبُّـكِ رغــمَ أنـفـيَ صـاغــرأً
حتـى ولـو عَصـفُ الهـوى أشقانـي
مُــدِّي يَـديــكِ لِـكــي أُقـبــلَ راحـهــا
ويــذوبُ فــي إحسـاسـهـا وجـدانــي
وجعـلـتُ قـلـبـيَ مـرتـعـأً لِسهـامِـهـا
فـأصـابـنـي ســهــمٌ لــهــا أردانــــي
وتـــلاهُ سـهــمٌ آخــــرٌ لــــم يـنـثـنـي
حـتــى اسـتـقـرّ بـخـافـقـي أحـيـانــي
أنا إن نسيـتُ معـاكِ روحـيَ ساعـةً
فلتعـلـمـي أنــــتِ ألــــذي أنـسـانــي
لِـكـلامِ حُـبِّـكِ فـــي الـفــؤادِ حَـــلاوةً
وهــواكِ فــي قـلـبـي كـقـلـبٍ ثـانــي
فـهـواكِ لــي خـيـرُ الـعـطـاءِ أُحُـبُّــهُ
سُبـحـانَ يــا حُـبِّـي الــذي أعطـانـي
لـو كُنـتُ مَسـلـوبَ الرَّغـائـبِ كُلِّـهـا
إلا هـــــواكِ لَـقــلــتُ ذاكَ كــفــانــي
ولَسِـرتُ بيـن النـاس ارفـعُ هامتـي
أسـمـو عـلـى الــوزراءِ والأعـيـان
كـم يـا حبيبـيَ طفـتُ باسمـكَ هاتـفـاً
بـيـن القصـيـدِ وأنــتَ مــن نـادانــي
قـل لـي مـتـى تـرضـى بقلـبـيَ جـنـةً
وتـقـولُ لــي أنــتَ الــذي أرضـانــي
كم كان شعريَ في الهوى سهماً لهُ
أثـــرُ الـسِّـهــام وكَـبـحُــهُ أعـيـانــي
يــا ويــحَ حُـبُّـكِ هــل أقــولُ قتلتِـنـي
أم بــــتُّ مُـنـتـحـراً أنــــا بـسِـنـانــي
لــي فــي هــواهُ فـنـاءٌ بــتُّ أُدمـنــهُ
أفـنـيــهِ فــــيَّ كــمــا بــــه أفـنـانــي
وأَزيــدُ تقـلـيـبَ الـشــرابِ لِيَنـتـشـي
حُــبَّـــاً كــمـــا تـقـلـيـبُـهُ أنــشــانــي
يا معشرَ العُشاق من شربَ الهوى
شـهــداً وإسـكــاراً كـمــا أسـقـانــي
قـل لـي بربـك هــل كفيـتُـكَ شـاعـراً
أسـقــي الـحـنـانَ لِقـلـبـكَ الـظـمـآن
أفـرغـتُ قلـبـي فـــي فـــؤادكِ كـلَّــهُ
وتـركــتُ قـلـبـيَ فـارغــاً ولــهــانِ
وجعلـتُ مـن قلـبـي لقلـبـكِ روضــة
يـلـهـو ويــمــرحُ واثــبــاً فــــي آنِ
أعـلـو بــه بـيـن الــذراع وعـاتـقـي
طـــوراً وطـــوراً أخـتـفـي لـيـرانــي
ويــــؤوبُ مـتـكـئـاً عــلــىَّ كــلالــةً
يـغـفـو وأمــســحُ رأســــه بـبـنـانـي
وأضـمُّــهُ بـيــن الـضـلـوعِ مـخـافـة
مــن نسـمـةٍ ملـئـت عـلــيَّ مـكـانـي
لــــولا قـلـوبــاً أن تـبـيــدَ صـبـابــةً
لـمـلـئـتُ كــــل الـمـنـتـدى ألــحــانِ
لـكـن سـلامـاً يـــا حـضــورُ كـفـايـةً
مــا كــان مـنـي أن أُطـيـلَ زمـانـي



مولاي
ـــــــــــــــــــــ

جلالُ الليلِ حرَّكَ بي شُجوني
ونامتْ أَعيُنُ الأَحياءِ دوني
وطافَ السُّهدُ أَرجاءَ الخلايا
وخالفَ بانتباهَتِهِ سُكوني
وغالبني على النومِ اشتياقي
وأغرقَ من ترَدُّدِهِ جُفوني
فقمتُ على ذراعِ الشوقِ أحبو
أُجاهِدُ لا يُساعدُني فُتوني
وناديتُ الطوائِفَ حولَ روحي
لِتَحمِلني إِليكَ فأَبعدوني
تركتُ عوالِقِ الدُّنيا ورائي
وفارقتُ الترابَ وفارقوني
وجئتُ بحُسنِ ظنِّيَ لا أُراعي
قليلَ الصالحاتِ على ظنوني
على مَتنِ الرَّجاءِ حَمَلتُ روحي
فلم تُبقِ الذنوبُ على مُتوني
لسانُ الذلِّ أَعياهُ التباكي
وأَسقَطَ من بلاغَتِهِ فُنوني
وكم ذُلِّي إِليكَ يزيدُ قدري
على شرفٍ وتورقُ بي غُصوني
أتيتُكَ مُثقلاً بالهمِّ كَلاً
على ضُرٍّ وتُثقِلُني دُيوني
وما الإلحاحُ في نَجوايَ إلا
مَخافةَ أَن يُعاجِلَني مَنوني
فيا مولايَ قد طالَ انتحابي
وباتَ البَثُّ شأناً من شُؤوني
فهل يا ربُّ يَشفعُ لي رجائي
كما قالَ الثِّقاةُ وأَرشَدوني
بَنَا العادونَ من مَكرٍ حُصوناً
ومن آيِ الكِتابِ عَلَتْ حُصوني
وكم أَيقظتُ ساكِنَةَ الليالي
بِعَبرَةِ عاشقٍ فتثاقلوني
رأوا أَنِّي تَجاوَزَ بي نِدائِي
وخافوا أن يُخالِطَني جُنوني
ولو ذاقَ العَذولُ لذيذَ بَوحي
لما عابوا عليَّ وعاتبوني
أتيتُ اللهَ أَرجوهُ التَّداني
فهوني يا صعابَ الوصلِ هوني
ومُعتَرِفاً بما قد كانَ مِنِّي
وأَبدَيتُ النَّدامَةَ فاقبَلوني
فهل ترضى وتغفرَ لي ذنوبي
وتبسُطَ ما تقرُّ بهِ عُيوني
فمن لِحوائِجِ الملهوفِ حتى
يقولُ لها إذا ما شاءَ كوني



ياسيدي
ـــــــــــــــــــــــــ

يا ربُّ صلي على النبي محمدٍ
وعلى جميع الأنبياءِ سلامُ
صلي على المبعوث فينا رحمةً
حتى تبيدَ وتنتهي الأقلامُ
صلي على هذا النبي المصطفى
نور القلوب إذا ادلهمَّ ظلامُ
وعلى ذويهِ الطاهرينَ وآلهِ
والوارثينَ لهديهِ الأَعلامُ
يا ربُّ وارزقني مَحَبَّةَ أحمدٍ
حتى يَفيضَ على الفؤادِ غرامُ
يا لائِميَّ لقد عشقتُ مُحمَّداً
فإذا نسيتكمُ فلستُ أُلامُ
لمَّا تذوَّقتُ المَحَبَّةَ خِلتنيْ
طيراً يُحلِّقُ في الجنانِ هِيامُ
يختالُ بين الطير وهو أَقلُّهُمْ
ويَطيرُ فوقَ النِّسر وهو نَعامُ
إن كنتُ ما عايشتُ عصركَ سيدي
فلعلني ألقاكَ حينَ أنامُ
يا سيدي يا نورَ قلبيَ مُهجتيْ
تهفو إليكَ وتعذبُ الأحلامُ
فاقبل مَحَبَّةَ مَن عَلتهُ ندامةٌ
عما مَضت حُبلى به الأيامُ
صلى عليك الله في آلائهِ
وعلا بذكركَ حيثُ صرتَ ترامُ
ودعى خلائقه لحُبِّكَ كُلَّها
وحَباكَ فوقَ العالمينَ مَقامُ
إن كان في موتي لقائُكَ إنَّنِي
قد بتُّ أرجو المَوتَ وهوَ حرامُ
سبحانَ من أسرى بأحمدَ ليلةً
ليقومَ دونَ الأنبياءِ إمامُ
وعلا بهِ بينَ النجوم مُعاجزاً
سُننَ الوجودِ الشاهقاتِ عِظامُ
ودنا بهِ حتى رآهُ حقيقةً
ورآهُ أُخرى والأُ مورُ جِسامُ
جبريلُ لم يدنو دُنوَكَ في السما
واجتزتَ ما كانت عليه حرامُ
ما زاغ من بصرٍ لديك وما طغى
عند اللقاءِ ولا دهاكَ ظلامُ
وحملتَ خمسَ الساجدين لربهم
لتطيبَ نجوى أو يطيبَ قيامُ
سُبحانَ من نصرَ النبيَّ مُهاجراً
بالعنكبوتِ وما أقامَ حَمامُ
كسرتْ خيوطُ العنكبوتِ سُيوفهم
لمَّا على غارِ النَّبيِّ أقاموا
واللهِ ما أوفاكَ حَقَّكَ مادحٌ
بشراً ولا أوفتْ لك الأقلامُ




تعاتبني
ــــــــــــــــــــــ

تعاتبني وتُسرفُ في عتابي
وقد طافَ المشيبُ على شبابي
على أنّي عشقتُ ولي حبيبٌ
رمتني بالغرورِ وبالتصابي
تقولُ لمن تناسلتْ القوافي
ومن أضنى الفؤادَ ومن تُحابي
ومن أيِّ العيونِ رمتكَ سهماً
وتسألُ من تفننَ في خِضابي
تقولُ الستُ بالأشعارِ أولى
وأقربُ للضلوعِ من الثيابِ
ألستُ أنا الأحقُّ وأنتَ مني
سراجُ الروحِ تشرقُ في رحابي
الستَ سحابةَ الأنداءِ تحبو
مع الإصباحِ تهطلُ في هضابي
فتزهرُ بي مروجُ الحسنِ حتى
يطيبُ بيَ المقيلُ على ترابي
وهل يمّمتَ تلتمسُ التناجي
كما تهوي العطاشُ الى السراب
تراودني عن السرِّ المُخبا
تقاسِمُني الحفاظَ على خِطابي
يحولُ الناسُ دونَ رِضاكَ عنّي
بكلِّ يدٍ تدُقُّ عليَّ بابي
فما لِعذولتي ولِمَيلِ قلبي
وما ذنبُ المُعذبِ يا عذابي
فقلتُ لها أردُّ اللومَ عنّي
أتكفيكِ الإشارةُ عن جَوابي
فلي في وصلِ عاشقتي حياةٌ
كما للأرضِ في ماءِ السحابِ



الحمد لله
ــــــــــــــــــــــ

ألحمدُ للهِ حَمداً لا يُخالِطُهُ
شيءٌ من الشِّركِ أو شيءٌ من الظُّلُمِ
ألحمدُ للهِ حمداً دائماً أبداً
لا يعتريهِ زوالُ الكونِ من عدمِ
ألحمدُ للهِ حمداً مُجلِبَاً فرحاً
حمداً يُزيلُ صنوفَ الهمِّ والسَّقمِ
ألحمدُ للهِ ملءُ اُلأرضِ ما اُتّسعَت
مِلءُ اُلسماءِ ومِلءُ اُلّلوحِ واُلقَلَمِ
ألحمدُ للهِ حَمداً مُبصِراً عَلَمَاً
يُهدى به الكونُ او يَطفو على الأُممِ
ألحمدُ للهِ حَمداً فَوقَ ما اُحتَمَلَت
كلُّ اُلمَحامِدِ من شكرٍ على نِعَمِ
ألحمدُ للهِ حَمداً ما ظَفِرنَ به
كلُّ اُلنُّفوسِ ولا في اُلنَّومِ واُلحُلمِ
ألحمدُ للهِ حتَّى نلتقي نَظَرَاً
في نَضرَةِ اُلوَجهِ واُلرِّضوانِ واُلنِّعمِ
ألحمدُ للهِ حَمداً أَستَطِبُّ به
من اُلذُّنوبِ وما جَرَّت من اُلنِّقَمِ
الحمدُ للهِ إنِّي بِتُّ أَعرِفُهُ
من اُلعَطاءِ ومن جودٍ ومن كَرَمِ
ألحمدُ للهِ يا إِخوانِيَ اُنبَسَقَت
تِلكَ اُلمَحامِدُ من فَضلٍ له عَرِمِ
ألحمدُ للهِ ما كُنَّا لِنَحمَدهُ
لولاه قالَ لِهذا اُلحَمدِ فلتَقُمِ
ألحمدُ للهِ لا أَلقى سِواهُ مَعي
إذا كَبَوتُ وَزَلّت بالخُطى قدمي
ألحمدُ للهِ والأشياءُ فانيةً
في هذه الدّارِ لا تَبقى ولا تَدُمِ
ألحمدُ للهِ لا حمداً لِفانِيَةٍ
ولا بقاءَ لِغيرِ اللهِ من قِدَمِ
ألحمدُ للهِ إِنِّي بِتُّ أَنشُدُهُ
حَتَّى يكونَ بِيَومِ اللهِ لِي عَلَمِي
ألحمدُ للهِ يا أَشهادُ تَشهَدُ لِي
أَنِّي أُسَبِّحُ حَمدَ اللهِ مِلءُ فَمِي
ألحمدُ للهِ في تَقسيمِ نِعمَتِهِ
بينَ اُلعِبادِ بِأَمرِ اللهِ فانقَسِمِ
ألحمدُ للهِ حَمداً ما اُستقامَ لَهُ
أَمرُ اُلوجود ِ ألا باللهِ فاستَقِمِ
ألحمدُ للهِ ما قامت له قَدمٌ
إلى اُلصلاةِ بإذن اللهِ فلتقُمِ
ألحمدُ للهِ ما اُلتَئَمَت لنا هِمَمٌ
على الصلاةِ بِفَضلِ اللهِ فالتَئِمِ
ألحمدُ للهِ ما سَجَدَ اُلأَنامُ لَهُ
من صَفوَةِ اُلخَلقِ من عُربٍ ومن عَجَمِ
الحمدُ لله ما صُمنا له رَغباً
نرجو رضاهُ ونمنا وهو لم ينمِ
ألحمدُ للهِ ما أَجريتُ قافيةً
على اُلشِّفاهِ بِحَمدِ اللهِ فانتَظِمِ
ألحمدُ للهِ ما عِشنا بِعافِيَةٍ
من مِنَّةِ اللهِ لا من خُبثِ أو وَرَمِ
ألحمدُ للهِ ما رَفَّت لنا مُهَجٌ
أَلحمدُ للهِ ما ضَخَّ اُلفُؤادُ دَمِي
ألحمدُ للهِ حَمدَاً عالِيَاً بُنِيَتْ
له قواعِدُ قامَت في ذُرى قِمَمِ
أَلحمدُ للهِ حَمدَاً كالمَنارِ على
أَعلى الشَّوامِخِ أو نورٌ على هَرَمِ
ألحمدُ للهِ حَمداً باقِيَاً خَلَفَاً
بعدَ اُلمَمَاتِ مُنيرَاً قامَ من عَدِمِ
ألحمدُ للهِ ما شَعَّت شُموسُ له
على اُلمَجَرَّةِ أَو أَشرَقنَ في أُمَمِ
ألحمدُ للهِ سيفٌ قاطعٌ بِدَعاً
إذا ثَلِمنَ فَسَيفٌ غَيرَ مُنثَلِمِ
ألحمدُ للهِ ما اُنسَجَمَت له سُنَنٌ
مع اُلوجودِ مَدى اُلأَيّامِ فانسَجِمِ
ألحمدُ للهِ ما أًحلى اُلسُجودَ له
وهُم نِيامُ وعينُ اللهِ لَم تَنَمِ
ألحمدُ للهِ حَمدَاً لا شَبيهَ له
بينَ اُلمَحامِدِ حَمدَ اُلخالِصِ اُلسَّلَمِ
ألحمدُ للهِ رَبُّ اُلنّاسِ قاطِبَةً
رَبُّ اُلنُّجومِ ورَبُّ اُلبَيتِ واُلحَرَمِ
ألحمدُ للهِ ما أَوحى على بَشَرٍ
منَ اُلكِتابِ بِهَديٍ مِنهُ لِلأُمَمِ
ألحمدُ للهِ ما أَجرى على مُضَغٍ
خَيرَ اُلصّلاةِ على خَيرِ اُلوَرى عَلَمِي
ألحمدُ للهِ حَمداً لا نَفاذَ لَهُ
لو مَدَّهُ اُلبَحرُ والأشجارُ بالقَلَمِ
وعَلى اُلنَّبِيِّ صلاةً غير فانِيَة ٍ
مَعَ اُلفَناءِ ولا تُعدَم مَعَ اُلعَدَمِ



سيدتي
ــــــــــــــــــــــ

الحرف تعثَّر في شفتي
ومداد الحرف بأوراقي
ألوانٌ تخنق ألواناً
والشوق يطارد أشواقي
فإذا ناديتك عاشقتي
أخشى أن يغضب عشاقي
أخشى من حرب دامية
ما بين الأرض وآفاقي
ما بين الشمس وبين الليل وبين الفجر وأحداقي
ما بين الإنس وبين الجنِّ
وبين الرَّسم وبين الفنِّ
وبين الموت وأرزاقي
سيدتي
ألكل يريدك زوجته
والبعض يريدك إبنته
والدهر يريدك بسمته
وأردتك حبي وعناقي
لكنَّ أنينك سيدتي
ناداني فجَّر أعماقي
ناداني جاب مخيلتي
ناداني طاف بذاكرتي ... ناداني داعب أخلاقي
لكنَّ أنينك سيدتي
ناداني
ناداني
ناداني من بين رفاقي
من شرق النَّهر يناديني
من غرب النَّهر ينايني
من قبل الفجر يناديني ... ناداني بعد الأغساق
ناداني بعد الأغساق
سيدتي
أسماؤك صارت أغنيةً
أسماؤك صارت أحجيةً
أسماؤك كل الأذواق
كل الأذواق
أسماؤك أحلى الأسماء
أسماؤك أرضي وسمائي
أسماؤك خبزي أو مائي
أو حتى جرحي ودوائي
أسماؤك حتى
ترياقي
أسماؤك مسرى وبُراقي
أسماؤك أقصى وتلاقي
أسماؤك كانت سيدتي
أسماؤك كانت
اسماؤك قبلتنا الاولى
أسماؤك معراجٌ أعلى
أسماؤك ساحاتٌ أحلى
أسماؤك مئذنةٌ ثكلى
أسماؤك بحرُ الإغراق
أسماؤك قبة صخرتنا
أسماؤك منبر عزَّتنا
أسماؤك ضد الإخفاق
أسماؤك ضد الإخفاق ... أسماؤك ضد الإخفاق
فحملت الروح على الراحِ
وعصبت القلب بإلحاحِ
ونسيت همومي وجراحي
وأتيتك أَحرق إحراقي
وأتيتك أَحرقُ إحراقي
سيدتي
وعبرتُ السَّاحَ إلى السَّاحِ
وعبرتُ مدينة أشباحي
رغم الأنواء وإملاقي
رغم الأنواء وإملاقي
وهتفت بإسمك ملهمتي
وهتفت بإسمك ملزمتي
وهتفت بإسمك عاصمتي
فذوتْ أوتار الأبواق
فذوتْ أوتارُ الأبواق
وتدلَّت مني أعناقي .. وتفرق أهلي ورفاقي
واضيقَّت عنِّي أرزاقي
وسمعتُ حروفا مبهمة ً... ورأيت متونا مثقلة ً
لم تُبقي للدَّمع مآقي
لم تبقي للدَّمع مآقي
سيدتي
ما رأيكِ يا نصفَ فؤادي
يا أهلي أنتِ وأجدادي
يا نصفي
يا ثورةَ فكري يا عصفي
ما رأيكِ يا سيفَ عنادي
ما رأيك
ما رأيك يا أصل مِهادي
أن لا أشتاقَ وتشتاقي
أن لا أشتاقَ وتشتاقي
أن لا أشتاقَ وتشتاقي
سيدتي
نادتني نفسي خافتة ً
قالت والبسمة تخنقها
قالت :
هذا للقدس استحقاقي
والباقي يدفعه الباقي
موتي أو نعشي أو قبري
كلٌ للقدس استحقاقي ... والباقي يدفعه الباقي
والباقي يدفعه الباقي
والباقي
يدفعه الباقي



أحاسيس
ــــــــــــــــــــ

أنا لستُ في الشُّعراءِ حادِيَ عِيسِهِمْ
أو حــارسَــاً لِـرِحـالِـهِـمْ إنْ مــالــوا
ليسَـتْ حُروفـي فـي المَـزادِ بِضاعَـةً
يُــغـــري زبـائِــنَــهُ بــهـــا الــــــدَّلالُ
ليسـتْ عـلـى شَـفَـةِ الـعَـواذِلِ حُـجَّـةٌ
فاسترسَلـوا فـي العَـذلِ مَهمـا قالـوا
لـيـسـتْ مُـجَــرَّدَ دُمـيَــةٍ يَـلـهـو بـهــا
عُـشَّــاقُ شِـعــرِيَ أَو بِـهــا أَخــتــالُ
بَل رُوحُ شِعري مِن خَواطِرِ مُهجَتـي
تَطـفـو عَـلـى شَـفـتـي بِـهــا الآمـــالُ
شِـعـري أَحاسـيـسٌ تـمـوجُ بِخافِـقـي
مَـــوجَ الـشُّـمــوخِ كَـأَنَّـهُــنَّ جِــبــالُ
وبــهِ أَغـاريـدُ الـحُـروفِ لِـمَــنْ لَـــهُ
شَـفَـةٌ بـهـا بَـعـضُ الـحُـروفِ ثِـقــالُ
شِعـري حِكـايَـةُ مَــن أُحِــبُّ عَجيـبَـةٌ
أَذكــــى بِــهــا الإِدبـــــارُ والإِقــبـــالُ
شِـعــري رَســــولٌ لِـلـذيــنَ أُحِـبُّـهُــمْ
أَعـيــى بِـــهِ الـتَّـجــوالُ والـتَّـرحــالُ
كـم قُلـتُ شِعـراً فـي جَـمـالِ حَبيبَـتـي
كـــم تــــاهَ فــــي تَــــردادِهِ الــزَّجــالُ
كـم قُلـتُ شِـعـراً كــم كَتَـبـتُ رِسـالَـةً
كـم طـابَ يـا عُمـري بِـهـا الإِرســالُ
إِن تَجعَلـي شِعـري بِوَصفِـكِ سـاحَـةً
يَــزوَرُّ مِــن طــولِ الـمَــدى الـخَـيَّـالُ
ولـو اجتَمَعـنَ علـى المَحامِـلِ جُملَـةٌ
لَتَـثـاقَـلَـتْ مِــــن حَـمـلِـهِـنَّ جِــمـــالُ
كـم أَسـدَلَ الشُّعـراءُ سِتـرَ قَصيـدِهِـمْ
وَقَصـيـدَتـي مَـــا شـابَـهـا الإِســــدالُ
أنـا إِنْ نَظَمـتُ قَصـيـدَةً أَســري بِـهـا
بَــيــنَ الـقُـلــوبِ فَـتُـفـتَـحِ الأَقــفـــالُ
ويَـطـيـرُ ذوقُ العاشِـقـيـنَ مُـرَفـرِفَــاً
بَـيــنَ الـحُــروفِ وتُـرفَــعُ الأَغـــلالُ
وَعَـلــيَّ يَـنـهـالُ الـثَّـنــاءُ مُـزاحِـمَــاً
إِعـجـابَــهُــم بـالـنَّــظــمِ إذ يَــنــهـــالُ
في الحُـبِّ أَكتُـبُ مـا أُحِـسُّ بِمُهجَتـي
لا أَدَّعِـــــــي قَـــــــولاً ولا أَحـــتــــالُ
لَـو أنَّ مَـن أَهــوى تَـبـوحُ بِشوقِـهـا
لَـتَـبَــدَّلَــتْ بِـقَـصـيـدَتــي الأَقـــــــوالُ
أَكـثـرتُ مِــن ذِكــرِ الحَبـيـبِ تَشَـوُّقـاً
وَحَـبـيـبَــتــي يَـنـتـابُــهــا الإِقـــــــلالُ
أذكـى حَبيـبُ القَلـبِ بِالهَجـرِ الجَـوى
وَتَقَـطَّـعَـتْ مِـــن هَـجــرِهِ الأَوصـــالُ
يـــا لَـيـتَــهُ يَــــدري بِــمــا يَنـتـابـنـي
إذْ فــــي تَــذَكُّــرِ هَـمــسِــهِ أُغــتـــالُ
أَو لَــيــتَــهُ يَــــــدري بِــــــأَنَّ وَراءَهُ
طـافَـتْ عَـلَـيَّ مِــنَ الـسُّـهـادِ ظِـــلالُ
يـــا لَـيـتَـهُ يَـبـكــي عَــلَــيَّ تَـحَـسُّــراً
إِن قَـصَّــرَتْ فِـــي وَصـلِــهِ الآجـــالُ
إِنْ تُهمِـلـي حُـبِّــي إِلـيــكِ سَتَـنـدَمِـي
حَـتـمَـاً وَيُـجــري دَمـعَــكِ الإِهــمَــالُ
مــا كـنـتُ مُبـدِلَـكِ الـوِصـالَ بِـجَـفـوَةٍ
يـومــاً ولا مِـــن مَـذهَـبــي الإِبــــدالُ
أَشعلـتُ فـي قلـبـي اللَّهـيـبَ صَبـابَـةً
لـكـنَّـهـا مـــــا راعَــهـــا الإِشــعـــالُ
ما ذُقتُ في حُبِّي المَذَلَّـةَ فـي الهـوى
يـومــاً ومـــا شـــابَ الــهَــوى إِذلالُ
عَلَّـمـتِـنـي فــــنَّ الــجِــدالِ كــراهَــةً
مــا زانَ هـمـسُ العاشـقـيـنَ جِـــدالُ
مَــن يَسقِـنـي قَـطـرَ الحَنـيـنِ مَـحَـبَّـةً
تَــجــري إِلــيـــهِ مَـحَـبَّـتــي شَـــــلَّالُ
لا تفهـمـي أَنِّـــي أَمـــوتُ بِحَـسـرَتـي
وعــلـــى مُــتـــونِ الـقـافــيــاتِ دَلالُ
وعلـى شِفـارِ الـرُّوحِ أَكتُـمُ غُصَّـتِـي
وَيَبـيـنُ فِــي نَـظــمِ القَـصـيـدِ جَـمــالُ
لــو كُـنـتِ مُنصِـفَـةً لَكُـنـتِ لِمُهجَـتِـي
قَـمــراً تُــحِــبُّ شُــروقَــهُ الآصــــالُ
أو تَترُكـيـنَ الـغُـصـنَ فـــي خَفـقـاتِـهِ
وَتُـغــادِريــنَ وَيَـنـتَـهــي الإشـــكـــالُ



عقد الأصداف
ـــــــــــــــــــــــــــ

جرت العاده في فلسطين ان تقيم المدارس حفل وداع في اخر كل سنة دراسيه لطلبه الثانويه العامه ( الصف الثاني عشر)
وفي سنة 2008 كانت ابنتي من خريجي الثانويه العامه ومن المشاركين في الحفل فطلبت مني كلمة شكر ووداع للهيئه التدريسيه والمجلس المحلي الذي كان قد اقام بناء جديدا للمدرسه فكانت هذه القصيده. بعنوان حفل مدرسي او( عقد الاصداف) وقد استخدمت القصيده في عدة احتفالات مدرسيه في فلسطين وخارجها .

أجريتُ في كلِّ البُحورِ سفينتي
وجمعتُ أصدافاً منَ القيعانِ
أمعنتُ فيها ناظِريَّ مُطَوَّلاً
قلَّبتُها في راحَتي بِبَناني
لأَميزَ أنفَسها وأَجوَدَ ما بها
وأشدَّها عِشقاً لَدى الإنسانِ
وجعلتُها عِقداً تَلألأ في الدُّجى
وجعلتُ خيطَ العِقدِ من وجداني
لِتُناسبَ الذوقَ الرفيعَ لديكمُ
فلكم جزيلُ الشكرِ والعِرفانِ
يا هيئَةَ التَّدريسِ ألفُ تحيَّةٍ
وقَّادَةٍ ضاءَت لها أركاني
تترى تشابكَ بعضُها مع بعضِها
هَتَفت بها روحي وكلّ كياني
كخمائِلٍ خفقتْ بِهِنَّ نسائمٌ
فتمايلت من شِدَّةِ الخفقانِ
كجداولٍ تجري بمُنحدراتِها
وتصايَحَت من شِدَّةِ الجَريانِ
كالمَوجِ يَدفعُ بعضَهُ بعضاً إلى
حيثُ الرغائِبُ قُبلَةِ الشُّطآن
لا غُصَّةً بالبَحرِ أو هجراً لهُ
لكنَّ مَرجِعُها إلى الهيجانِ
كحدائقٍ صدَحَتْ بِهنَّ بلابلٌ
وتتطايرت من روعةِ الألحانِ
كالنَّحلِ فوقَ الجُلّنارِ تكاثفت
لِدَوِيِّها وقعٌ على الآذانِ
من فضلكم عِلمي وحُسنُ تَعَلُّمي
من فضلِكم نظمي وحُسنُ بياني
لو عَزَّ شعري عنكمُ لنبذتُهُ
لو عَزَّ إلقائي قطعتُ لِساني
والحاضرينَ أخُصُّكُم بتحيةٍ
في دعمِكُم للعلمِ كُلَّ تفاني
وبناؤكم للصرحِ خيرُ مَثوبةٍ
وبناؤهُ دربٌ من الإتقانِ
ولكلِّ من ظهرت به لمساتهم
أنتم مثالُ الفضلِ والإحسانِ
ولوالدَيَّ تَذلُّلي ورجاوتي
طولَ البقاءِ وقرةَ العينانِ
فلطالما سهروا وفارقَ جفنَهُم
نومٌ لتهنأ دونهم أجفاني
ولطالما خاضوا غِماراً دونها
نفسُ الكريمِ بعزةٍ وتفاني
هذا سلاحي يومَ كلِّ كريهةٍ
وإذا أَمِنتُ وإنْ دَعَتْ أوطاني
ألجهلُ صحراءٌ كتابيَ جدولٌ
شتَّانَ بينَ الرَّيِّ والظمآنِ
ألعلمُ شمسٌ والجهالةُ ظلمةٌ
ليسَ البصيرُ خُطاهُ كالعُميانِ
فأنا ومدرستي كنخلةِ مريمٍ
وشهادتي رطباً جنيَّاً دانِ
أحببتُ مدرستي وبِتُّ مُفارقاً
لِحَبيبتي فليشهدِ الثقلانِ
عهدٌ عليَّ بأَنْ أظلَّ كمن لهُ
قلبٌ بأضلعِهِ وقلبٌ ثاني



طبيب الحب
ـــــــــــــــــــــــــــ

ذهبتُ الى الطبيبِ غداً
أشكو ما يُؤرقني
وأحملُ سَلَّة َ الأوجاع ِ
أهاتٌ تمزقني
وأحلامٌ تُعلقني
تُؤرجحني
بين الخُلدِ الإيواءِ
بينَ الجَذبِ والإقصاءِ
بين الصمتِ
والتفكير ِ
والتحليل ِ
والتدبير ِ
أكتُمها وتُنطِقني
وأحملُ دفتر الإدمان ِ
أكتبُ قصة ً سلفتْ
وأهربُ من خيالاتي
تُطاردني
تُباغتني
تُفاجئني
وأسكن كوكبَ الهجرانِ أسبقها وتسبقني
وارجعُ في قيودِ الحب
مأسوراً يُطوقني
ويوصدُ خلفيَ الأبواب َقسراً لا يُفارقني
ورحتُ أفرُّ من جسدي
ومن رأسي
ومن خلدي
وحتى في دُجى كفني يُلاحقني
همستُ الى طبيب الحبِّ
هل حقاً ستسعفني؟
هل حقاً ستسعفني؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أشار إلى أساس الداءِ حتى كادَ يَصعقني
أشار إالى مُعذبتي
ولم يرحم
ولم يرفق بقلبي ذلك المجروحِ
لم يرحم
حملتُ رسائلَ الأشواق ِ
سرتُ حبستُ أنفاسي
وقلبي كادَ يَسبقني
فعانقني
عانقني
عانقني
حبيبي ذلكَ المجنونُ عانقني
واطلقني
وعانقني واطلقني
وراح بحُرقةِ الآهات ِ يَحرقني
وطوَّقَ جيديَ المذبوحَ
طوَّقَ
جيديَ المذبوحَ حتى كادَ يَخنقني
وفي تنهيدةِ الملتاع علقني
وراحَ يزيدُ في التنهيدِ
حتى كادَ يشنقني
علمتُ بأنني لو مِتُّ
علمتُ
بأنني
لو مِتُّ
حتماً لنْ يُفارقني
لنْ
يُفارقني
حبيبي



إلى عيني ومن فيها
ـــــــــــــــــــــــــــــ

إلى قلبي
إلى روحي
إلى نفسي
ومن أجرى مآقيها
إلى الأشواق ِوالبَسَمات ِ
والأحزان ِوالآهات ِ
إلى التَّنهيدِ والزَّفرات ِ
إلى من كانَ يُجريها
إلى طيفٍ منَ الأَعماق ِ يَعلو عاصفاً فيها
يُؤَرِّقها
يُسَهِّدُها
يُعَذِّبُها ويُبكيها
ويَركُضُ داميَ الأَقدام ِ سَبقاً في أقاصيها
ويَرقدُ باكيَ العينين ِ صَمتاً لا يُناجيها
ويَحبسُها
ويُطلقها
ويُقصيها ويُدنيها
حبيبي
حبيبي يا غلافَ الروح ِ
حبيبي أيُّها المجروح
حبيبي أيُّها المَذبوح هدياً كيْ تُفاديها
أتدري كم من الاهات ِ في شفتيَّ تُذكيها
أتدري كم من الأشعار تغلي في أوانيها
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أتدري أن أشجاني
وتنهيدي وأحزاني
وقافيةِ الهوى الحاني
على أغلالها الصَّماءِ تبكي من يُغنيها
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أتدري أنَّ بُستاني
عصافيري وأغصاني
وأزهاري وأفناني
وأشعاري وألحاني
ما عادت كماضيها
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأصحابي وخِلاّني
وغزلاني
قد أَخلتْ مَراعيها
؟؟؟؟؟؟
أتدري يا مِهادَ الشعر ِ
أنكَ من يُؤرِّقني
وتدري أنكَ الجاني
وأنكَ في رُؤى الأَحلام ِ أقداراً أُلاقيها؟
وأنكَ قاسيَ الأَطباع ِ
تنثرُ حوليَ الأوجاع ْ
وأنكَ من يُداويها
؟؟؟؟؟؟
حبيبي
حبيبي انتَ يا عُمري
ويا شمسي
ويا قمري
ويا بحراً من الأشواق ِ
يا كوناً من الآفاق ِ
يا صوتاً من الأعماق ِ
يا روحي وحاديها
يا ميلاديَ الأولْ
يا موتي
ويا سيفاً يُقطِّعُها ويُحييها
أتدري أنَّ لي كونينْ
وفي الأحشاءِ لي قلبينْ
ودونَ النفس لي نفسينْ
وخلفَ العين لي عينين
تُجدِّفُ في شواطيها
؟؟؟؟؟؟؟
حبيبي
أتذكرُ كم تَواعدنا
وتذكرُ كم تلاقينا
وكم سِرنا
توَقفنا
تأَمَّلنا
وأَسرعنا وأَبطانا
تلفَّتنا
تناجينا
تدانينا
تعانقنا
تمادينا
تبادلنا من القبلات ِ أَجيالاً نُربِّيها
؟؟؟؟؟؟
على شفتين ِ ما فُطِمَتْ
ولا شبَّتْ ولا كَبُرَتْ
ولا شاختْ
ولا ذبُلتْ
وأنَّا كُلما فاضتْ مياهُ الحبِّ نَسقيها
؟؟؟؟؟؟
نُغذِّيها
نُنَمِّيها
فتورقُ أَجملُ البسمات ِ زهراً في نواحيها
أتذكرُ إذ تُقبِّلني
تُطوِّقني وتأسِرُني
تأَرجحُني
وتجذبني وتطلقني
تجاوزنا جدارَ الصمت ِ فانفجرتْ معانيها
؟؟؟؟؟؟؟
تلاومُني
تعاتبُني
على التَّحديق ِ في عينيكَ
في صمت ٍ يُغلَّفُني
ولكني
ولكني
أعودُ اليكَ مُبتسماً
ومُنشرحاً
ومُبتهلاً
بأني كنتُ في عينيكَ أُبحرُ في مَوانيها
وقد مَزقتُ أشرعتي ولم أُلقي مراسيها
وأنكَ كنتَ تُغرقني
وترفعُني
وتغرقني
وترفعني وتلثمني
وانكَ تشعلُ النيرانَ في شفتيَّ تحرقني
وتسدلُ رمشكَ السِّحريَّ في همس ٍ وتُطفئني
ترفرفُ في سماءِ الروح ِ شمساً ساطعاً فيها
؟؟؟؟؟؟
إلى عيني ومن فيها
حبيبي



عدد النصوص : (20)



المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

أجنحة القوافي ـ صلاح ريان
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع : ص.ر/ 08/ 2013
تاريخ الايداع : 14 - 11 - 2013








  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط