|
⊱ ذاكرة⊰ ان التهمهم الغياب ... لن تلتهمهم الذاكرة |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-07-2010, 08:23 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
[img3]http://www.factofarabs.net/images/palestine.gif[/img3]
ثَمّةَ أُناسٍ يقولون عنّي أنني مجنون. بعضهم ينظرُ لي بعين السخرية، والآخر بطرفِ الشفقةِ الخجولة. حسناً، أنا لستُ مجنوناً، ولا حتّى مختلفاً، أنا أفكّر وأعمل، بطريقة لا تعجبهم . فقد كنتُ أقضي مُعظم نهاريَ في المسجد، أتحدّثُ وأخطبُ في الناسِ، عن ضرورةِ الجهادِ في هذا الزمنِ السيّئ. الجهادُ ضِدَّ النفسِ، وضِدَّ اليهودِ وأمريكا الخائنة. وأحثّهم على التفكّرِ في سوادِ أنفاقِ حياتنا التي لا بَصيصَ نورٍ يلوحُ منها. عنِ السوءِ الذي تردّينا فيهِ حتّى أدْرَكَنا العجزُ وأصبحنا بهائمَ اللهِ في برسيمهِ، بعدَ أنْ كُنّا خيرَ أمّةٍ أُخرجت للناسِ. وفي المساءِ أتنقّلُ بينَ محطّاتِ الأخبارِ، لأرى القهرَ بعيني، وأسمعَ الذُلّ بأذنـي؛ أوبينَ الكُتبِ فأنبشُ أكاذيبَ إسرائيل الحاقدةِ على البشريّة، وليسَ فقط على العربِ أوالمُسلمين. في المسجدِ، تلتفُّ بعضُ الشبيبةِ حولي، أُناقشهم ويناقشوني. يصدّقونَ على كلامي وبعضهم يرفضه. ثُمّ، وغالباً بعدَ يومٍ واحدٍ فقط، يأتي إليّ أبوأحدهم أوأخوه فيشتمني، ويطلبُ منّي الاهتمامَ بأموريَ الخاصّةِ، وعدمِ تعبئةِ أدمغةَِ الصغارِ بالغثِّ من الكلام. أحياناً، يُنهي أحدُهم حَديثَهُ بالبصقِ عليّ، إذ أسأله: هلّا قُلتَ لي ما هوالكلامُ السمين، الذي يُعجبكم فِعلاً؟ جارُنا أبوممدوحٍ، صديقُ والدي منذُ القديمِ، يتلبّسُ أحياناً روحهُ- رحِمَهُ الله- ويخاطبني:أنتَ غريبٌ يا عِمران، لمَ لا تهتمّ بدروسك أوالبحثِ عن عَمل، أليسَ أفضلُ لكَ مِن جعلِ نفسكَ أُضحوكةً للناسِ بكلامكَ الفارغ؟ أخبرْتُهُ بقسوةٍ لا تُشبهني، أنّ كلاميَ ليسَ فارغاً، وأنَّنا نتّجهُ كعربٍ مُسلمين للجحيم، بكاملِ التأهّبِ وأعلى درجاتِ الاستعداد. أخْبرتُه أنّ أمريكا تَعملُ كـ"baby sitter " لنا، فتُعطينا المخدّرَ والمُهدّئَ كي تَضمَنَ بكمنا، ثمّ تمتصُّ دماءنا ونحن نيام؛ وترعى ابنتها الشرعيّة بحقوقنا نحن، وتغذّيها بمستقبلِ شبابنا لا شبابها هي. حديثنا يومها كان طويلاً، طويلاً جدّاً لم أعدْ أذكُره كلّه. لكنني قُلت فيهِ أنّ شعوبنا مُستغلّةٌ في سَبيلِ قَوتِها، وأنّ شبابنا يأخذونَ دروساً إعلاميّة مركّزة في الانحِلالِ ليبتعدوا عمّا يجمعهم بحقٍّ ألا وهوَ الدّين ومن ثمّ العروبة. وأنَّ العصبيّةَ بعدَ أن ألغاها نَبيُّ الإسلامِ عادتْ كما كانت بل وأسوأ. وأننا نتبجّحُ ونفتخرُ بمحمّدٍ، ونحنُ أشدّ الناسِ بُعداً عنهُ وعن مِنهاجه. وأنّنا أكثرُ أنانيّة من عَلقةٍ تَمتصُّ دماءَ مُضيفها. طلبَ يومَها منّي أبوممدوح إتمامَ دِراسَتي إن كنتُ أريد إفادةَ وطني فعلاً، فصرختُ كم منَ العلمِ مهدورٌ في بِلادي، وكم مِن تعيسٍ بشهادةٍ عاليةٍ يتعلّمُ حديثاً صُنعة اِصطيادِ الذُباب. هزَّ رأسَهُ وكأنّهُ يئسَ منّي ورحلَ دونَ أن يَنِبس. الشيخُ أبوبكري كانَ حالهُ معي أسوأ، إذ كانَ يخطبُ الجُمعة في الناس. كانتِ خِطبتهُ عن المهرِ والزواجِ ومؤخّرِ الصَّداق والنفقة. ضَحكتُ مِنهُ حتّى كِدتُ أقعُ على ظهري. رفعتُ صوتي وسألته: هل تتحدّثُ عن الزواجِ وقد صيّرتهُ عقولكم وأفعالكم شيئاً مقرفاً؟ هلْ تتحدّثُ عن أشياءٍ نحنُ نجهلها، أم نتعمّد الجهلَ بها؟ أرجوكَ تحدّثْ عن شيءٍ لهُ قيمةٌ أكثر. فالشباب، وخلالَ السنواتِ القادمةِ سيتوقّفُ في ظِلِّ هذه الأحوالِ عن طَلبِ الزّواج، سيلجأ للعرفيّ والمِسيار وكلّ ما خفّ حِملهُ ورخُصَ ثمنهُ لأننا تلقّينا الذلّ تلقيناً فاستطعمناه . ما رأيك إذاً يا شيخ، أن تتحدّثَ عن الجُرأةِ في الحقّ؟ عن عدمِ السّكوتِ عن الظُلم؟ عن حاجتنا لخشية الله؟ عن حاجَتنا للكرامةِ فعلاً. أما كان أجدادُنا أعزّ البشر؟ أليسَ لنا من ميراثهم أيّ نصيب؟؟ صرخَ الشيخ يومها: اخرسْ أيّها المعتوه. ما أنتَ إلّا أحمق جاهل. ثمّ، من قالَ لك أنّك عربيّ؟ أوأجدادك عرب؟ أنت مجرّد تركيّ هجين ودخيل! ألم تنظر لنفسك أولأبيك؟ لجميع أفراد عائلتك ؟ أنتم لستم عربا ، لذا لا تنتسب لهم غصباً وابتعد عن مسجدي الآن. ضحكتُ ملءَ أشداقي من ثورته، سألتُهُ هل أنتَ شيخٌ حقّاً ؟ ما الذي لا يجعلني عربيّاً ؟ لونُ بَشَرَتي أم لونُ شعري؟ ما الذي يُميّزُ العربَ قُل لي؟ سَمَارَهُم أم شُعورهم السّوداء؟ ما رأيكَ بالأفارقةِ يا شيخي أواللاتينيين؟كلّهم سُمرٌ وعيونهم سوداء، هل هم عربٌ على هذا؟ً قل لي؟ ماتَ جَدّي شهيداً في حربِ العربِ ضدّ المُستعمرِ، وجدُّ جدّي مدفونٌ هُنا. ثُمَّ إنّه لا يعنيكَ أكثرُ من كوني أَشهَدُ أن لا إلهَ إلّا الله وأنَّ مُحمّداً عبدهُ ورسوله، هذا وحده كافٍ ليحْرُم عليك طردي من المسجد.. أدرتُ ظهري وذهبتُ ولم أعُد أذهبُ لذاكَ المسجِدِ أبداً. اعتكفتُ في البيتِ والهمُّ يأكلُ في طبقي، عليَّ أن أفعلَ شيئاً ما. لذا قررتُ التطوّعَ في الجيش، وممارسةُ ما أعظُ بِهِ دونَ انتظارٍ لأحد. عِندما قدّمتُ أوراقيَ للالتحاقِ بالجيش، رفضوني؛ الحُجّة أنني ولدٌ وحيدٌ لأمّه. أقسمتُ لهم أنّني وحيدٌ ليس فقط لأمّي، بلْ وحيدٌ جِدّا في هذه الحياة. كلّهم ماتوا حتّى جدّتي التي ربّتني، لبّت نداءَ ربّها مُنذُ عامين. سِخروا مِنّي كأنّني مجنونٌ فعلاً، وعِندما ألحَحتُ في الطلب، شدّني أحدُهم مِن كتفي وألقاني خارجـاً. عُدتُ أجرجرُ قدميّ إلى البيت يتآكلني العذاب. حتّى أنّك ترفضُ من يُريد خدمتكَ أيّها الوطن، فقط قل لي لماذا.؟ أيّامٌ أخرى مرّتْ، وأنا لا أعي ماذا سأفعل، تحوّلتُ إلى كائنٍ يستهجن كلّ ما حوله، ونفسه أيضاً.. إلى أن شاهدتُ ذلك القذر يوماً وهويضربها. نعم، شاهدتُ بأمّ عيني على شاشة التلفاز أمس، جنديّ يهوديٌّ مُعفّن، يضرِبُ عجوزاً كجدّتي بعقب بندقيّته. طاشَ منّي العقلُ وما عادَ ثاوياً، وألفُ هاجسٍ بدأ يعتمرني.. أخيراً عَرفتُ ماذا سأفعل. لملمتُ أشيائي وأغلقتُ مسكني، وسافرتُ على أوّلِ حافلة. ذاهبٌ أنا لفلسطين، حيثُ أعرفُ شخصاً ما كان جارا لنا هنا، ثمّ عاد إلى بلاده. قلتُ لنفسي سأعيشُ كما يعيشون، سأقاتلُ معهم، وسأموتُ إن ماتوا، لا فرق. عِند الحدودِ، صادفتُ الكثيرَ من القذرين، كنت أودّ لوأنّني أحملُ رشّاشاً فأبيدهم، أوأقلّهُ، تمنّيت لوأبْصِق في وجوههم وألعنهم. الجوّ كانَ شديدُ الحرارةِ، لكنني كنتُ أرتعشُ كمن يهذي من الحمّى. سألني كَبيرُهم الأقذر: لمَ أنتَ ذاهبٌ هناك؟ قلتُ له أنّ خالةَ والدتي مريضةٌ، وأنني في طريقي لعيادتها. -ألم تجد سوى الآن؟ أخبرته أنّها إجازاتي الصيفيّة، وكما هوظاهر على جوازي، فأنا أعشقُ السفر. رانَ لي قليلاً بعد أن قلّب وثائقي في يده، ختمَ الجواز، ثمّ أدار ظهره وبصق هو.. غير مهمّ، المهمّ أن أدخل فلسطين. في كلّ شبرٍ، وعند كلّ تقاطع هنالك حاجز. وجوهُ الناسِ قد تؤلم ناظريها، لكنّها بالفعل غيرُ حزينة، منقوشٌ عليها التجلّد والصبر الجميل، الأنفة والشموخ، والتسليم المطلق بنذالتنا – نحن إخوانهم. استبدّ بي الحرّ أكثر وأضناني العطش، وأنا أتنقّلُ مِن مكانٍ لآخر، اسْتدلُّ على عُنوانِ مُنذر في مدينته، ولمّا أجده. وعندما عثرتُ فجأة، عمّن يقودني إليه، وقبلَ حاجزٍ ما بخطواتٍ قليلة..تمثّلَ لي ذاتُ المشهدِ وذاتُ المشاعِرِ المنكوبة.. جُنديّ قَذرٌ أحمق، ينكأُ فتاة في ميعة الصبا، بعقب بندقيّته طالباً منها نَزعَ عباءتِها، مُتذرّعاً بإخفائها شيء ما. لا أدري أهوالحرّ أم العطش، أوحتّى القهر ما أفقدني وعيي.. إلّا أنّ ما أذكره تماما هوالآتي : أذكرُ أنني توحّشت فجأة ،تركتُ أغراضي كالملسوعِ على الإسفلتِ وانقضضتُ على ذلك المتوحّش، أعملتُ فيه ركلاً وسبّاً لتخليصها، وطبعاً، ما كان لوحده. شيءٌ ما من خلفي هبطَ على رأسي، آلةٌ حادّة. فارَ الدمُ حارّاً مِن رأسي على إثرها.وكأنّ الدم كان وقوداً فأشعلني. تابعتُ الصُّراخَ والركلَ بقوّةٍ أكبرْ، وكيفما طالت يدايَ وحيثما وصلت. يا وحوش يا سفلة ، يا قتلة يا مخادعين..أنتم سببُ انهيارنا، أنتم كفّار خرّبتم بلادنـا،لوّثتم عِرضنا يا أقذار البشر، يا شرذمة الخلق.. تحوّلت نافورةُ الدمِ في رأسي لشلّالٍ أغرقني..أيادٍ كثيرة تتنازعني وبعضها يدفعني. كنتُ متألّماً جدّا، ولا زلت أتخبّطُ في الصياح، وأتلقّى الضرب، ورأسي يؤلمني بشدّة.. من وسط الألم والدم، شاهدتُ فجأةً وجهَ جدّتي.. فنسيت الألم أو،غادرني هو. أردتُ أن أقوم فأركض وأحضنها، فقد اشتقتها كثيراً.. لكنّ وجهها ما كان باسماً كعادته، بل متألّماًً. كنتُ سعيداً جدّا برؤيتها، فما عُدت أشعرُ بِشيء،لا أسمع شيء، ولا أرى إلّاها وسطَ مرجٍ أخضرَ واسعٌ جميل.. أخذت أجري بسرعة لألحقها، خِفتُ أن تختفي. سمعتُ صوتَ بُكائِها ..سألتها أتبكين عليّ، هزّت رأسها بأن نعم.. ابتسمتُ وقلتُ لها: لا تحزني أبداً عليّ فأنا بخير، أنا لم أعُدْ متألّماً. رجوتُها أن لا تبكي، حتّى وإن كُنتُ سأموت. سألتُها ما هوَ الموت؟ ما هي الحياة؟ أنا أحيا يا جدّتي ولكنّ في أعماقيَ يقبعُ إنسانٌ ميْت، إنسانٌ حياتُه تُشبه اللاشيء، فارغةٌ حتّى من أيّ شيء، كلّنا هكذا يا جدّتي، كُلّنا.. لذا، لا تبتئسي بموتي أبداً يا جدّتي، فالموتُ في بلادي، يُشبه الحياة كثيراً. |
||||
06-07-2010, 08:45 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
الرائعة ... مي
جميل جداً ان أقرأك كقاصة .. حرفك مميز وراقي شكراً لك فقد |
||||
06-07-2010, 08:34 PM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
أميرة الحرف مي محمد
تعرفين كما يعرف الجميع أنني لا أجامل لذلك لن أصفق لك اليوم نصك اليوم جميل جدا يمثل عناصر القصة الناجحة جميعها ولكن بسطحية كبيرة فالعقدة في النص جاءت عادية جدا وأغلب الحوارات بدت وكأنها أجساد غريبة أدمجت في النص جريان الأحداث بدا فيه تدخلك الواضح ولا يحسب ذلك لك يحسب لك في النص تناولك هذا الغرض النبيل وبعض العبارات العميقة جدا والتي تثير الأسئلة يحسب لك أناقة اللغة التي بلغت حدها حسنا المشهد العام للنص من بدايته حتى قفلته جاء مكررا مبتذلا وتعرفين لا شك ان هذا المشهد عولج بالأسلوب ذاته في كثير من المسلسلات والأفلام والكتب وماذا إذن؟ هل علينا ألا نكتب شيئا مكررا والجواب هو لا بالطبع لنا أن نكتب ذلك ولكن كيف سنتلافى وهدة الإسفاف والسطحية حينها وكيف سنؤدي ما يأمله منا جمهور ادبي واع والجواب بسيط: يشفع للتكرار في الفكرة أو الغرض او حتى المشهد ما يلي أن يهتم الكاتب بالأفكار الجزئية فيحاول ما استطاع التجديد فيها وإثارة ذهن القارئ أن يهتم الكاتب بالابتكارات اللغوية التي تأسر القارئ وتغني آفاقه أيضا علينا أن نلتفت أكثر للصور في النص والأمثلة والرموز فنمحها الكثير من جهدنا حتى نأخذ بلب القارئ إلى ما يجعله يرقى مع النص أيضا ولعل أهم ما يجب هو طرح الاسئلة المفتوحة العمقية والتي سوف تخلق علاقة تشاركية بين النص وقارئه ومن الجدير بالاهتمام أن نوسع مجالا لواحدة أو أكثر من القضايا الكبرى التي تثير قلق وفكر القارئ وتبعث في نفسه الأسلئة مثل الموت والحياة أو الصدق والدين أو الأمل أو اليأس أو القدر وذلك بطريقة لا تبدو معها هذه القضايا مفتعلة أو دخيلة على النص مي ايتها الكاتبة الجميلة والله إني أعرف أي مبدعة أنت وأي قلم هو قلمك وما كنت اوجه حديثي إليك ولكن إلى كل الكتاب الجميلين وتالله لم اجعل صفحتك منبرا للبوح إلا أنني أجد ذاتي اكثر ما أجدها في قلمك أنت وتلك الاميرة جيلان فاغفري ثقل ظلي........ ودمت مبدعة وصاحبة القلم الجميل الامير نزار |
|||
08-07-2010, 01:27 AM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
اقتباس:
لو قلت لك : أنني أسعد من قلبي بمرورك الراقي ، و أنني أحسّ من خلال ردودك بروعة و نقاء روحك هل تصدّقين؟ أنا - صدقاً- أشعر بهذا و أكثر.. فالروعة تزداد روعة أكثر بمرورك الجميل ، و قراءتك. شكرا لك جزيلا. مــيّ |
|||||
08-07-2010, 01:52 AM | رقم المشاركة : 5 | |||||||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
أهلا بالأمير نزار ، أمير شعراءنا : يسرّني هذا النقد و التحليل الواعي الجميل للقصّة ، و إن اعتقدت للحظة ، أنّه قد يزعجني ، فكن مطمئنّا ،ما يصبّ في صالحي لا يزعجني البتّة . بالنسبة للقصّة : حسناً ، سأعترف بأمر - بغضّ النظر عمّا أشرت له- ، أخذت على نفسي قليلا، عدم واقعيّتها فقط ، ربّما هي تركيبة غريبة مزعزعة كنسخة عن حلم مثلا . لكن: اقتباس:
صحيح أنني اتّبعت فيها ما يظهر هنا ،على أنّه نمط القصّة الكلاسيكي من حيث البناء الدرامي في البداية ، التعريف بالشخصيّة ، العقدة الآخذة في تشكيل المحور الرئيسي الممهّد للحبكة وصولا للخاتمة و هكذا أمور ؛ لكنّني أبدلتُ -عمدا- جزئيّة واحدة من مكانها ، فيس هنالك من "حبكة" تأتي أو ذروة تلاحق حدثيّة ، إنّما تصاعد أحداث يقاد من أوّل السبيل لآخره حيث تشتدّ الأزمة و تقطع للنهاية .. أيّ أن الحبكة أو العقدة هي نهاية القصّة و يلاحظ هذا من سير الحدث . اقتباس:
ليس فيها من حوارات . "القيل و القال" أو ما أشير إليه هنا : " حوار" هي مجرّد حديث نفس ، لأنّني استخدم في السرد : الشخص الأوّل أو الراوي : أنا ، فالأحداث و المقالات كلّها صادرة عن : أنا . لا حواريّة بين أنا و أنا تكون "مألوفة" ، هي أصداء أو تراجعات من ذكريات مخزونة تختلط بوقائع معاشة عند الشخصيّة الرئيسيّة . اقتباس:
محمّد الأمين : و جودك أضفى الجمال بنقد واع أشكرك من صميم قلبي ، لتكبي نفسك عنائه .. جزيل الشكر و الامتنان . مــيّ |
|||||||
08-07-2010, 02:08 AM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
لذا، لا تبتئسي بموتي أبداً يا جدّتي، فالموتُ في بلادي، يُشبه الحياة كثيراً.
قفلة مميزة جذبتني جدا و كأنني على موعد معها قبل لحظات كنت أفكر ما جدوى الحياة ؟ الغالية مي اينما تذهبين مبدعة انت محبتي |
|||
08-07-2010, 02:11 AM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
صديقتي مي الكاتبة الجميلة تحية وبع
فوالله إنني سرت جدا بتواصلك الجميل هذا وسأشير إلى بعض الأمور ثم امضي العقدة في النص عادية جدا وقصدت بذلك ان تنامي الأحداث كان معدا مسبقا ومتوقعا من القارئ وقلت أنا ذلك الامر لم يكن ليؤخذ عليك لو أن الفكرة العامة لم تكن عادية ولكن لو أنك جئت بعنصر الدهشة في تطوير الأحداث وتناميها لكان أجود حسنا وأغلب الحوارات بدت وكأنها أجساد غريبة أدمجت في النص هنا تحدثت عن الحوار مع صديق الوالد ولم أقصد المنولوجات الداخلية وأيضا المشهد العام للنص من بدايته حتى قفلته جاء مكررا مبتذلا هنا أوضحت ما قصدته التكرار لم يكن على مستوى بيئة النص الداخلية ولكنه تكرار لمشهد كثيرا ما تم تصويره في المسلسلات والأفلام والكتب..... ثم إنه أنت كاتبة كاتبة وأديبة أديبة وقد أشرت في ردي الأول لبعض الامور العامة التي بصراحة قد تنقص قلمك الجميل ولكنك تظلين استاذة و شتاء عمر ذاهل التي اذهلتني تشهد لك وتحية لكاتبة الضمائر الامير نزار |
|||
08-07-2010, 02:58 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
ابتسمتُ وقلتُ لها: لا تحزني أبداً عليّ فأنا بخير، أنا لم أعُدْ متألّماً. رجوتُها أن لا تبكي، حتّى وإن كُنتُ سأموت. سألتُها ما هوَ الموت؟ ما هي الحياة؟
أنا أحيا يا جدّتي ولكنّ في أعماقيَ يقبعُ إنسانٌ ميْت، إنسانٌ حياتُه تُشبه اللاشيء، فارغةٌ حتّى من أيّ شيء، كلّنا هكذا يا جدّتي، كُلّنا.. لذا، لا تبتئسي بموتي أبداً يا جدّتي، فالموتُ في بلادي، يُشبه الحياة كثيراً. المبدعة مي قلمك يغوص في وجع أمة يطرح مشاكلها بلسان توحدت فيه لهجات عدة المنولوج الداخلي خدم السرد وجعلنا نسير والأحداث الى آخر خط دمت بألق الإبداع غاليتي تقبلي مروري المتواضع محبتي ووردي |
|||
08-07-2010, 03:05 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
...
حبيبتي مي , دوما ما أغبكط على الكم والكيف " لم أقرأ بعد" ولكني أتهيأ نفسيا لهذا الكم ولكني ويعلم الله أشعر بالمتعة إذ أقرأ لك , فانت دوما " متطورة" وأقصد ما أقول. سأعود للقراءة , وقبلها أشكر من خلالك الأمير نزار على رقة ذكره لي كثير محبة وفيض تقدير ... |
|||
08-07-2010, 03:07 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
المبدعة مي
جرح الامة كبير وهذا اليهودي اللعين ومن ترعاه لازالوا يشوهون صورنا . نص جميل . محبتي. |
|||
08-07-2010, 10:36 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
الصديقة مي لغة محكمة وسرد معقول أصاب المعنى بجمال كل الود يا حبيبة |
||||
10-07-2010, 09:18 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
اقتباس:
الصبا العزيزة : أرقّ شكر لشخصك الكريم ، و لمرورك العاطر .. لا زلت " أعبث" في جدوى الحياة ، لكننا أعتقد ، لن نعرف جدواها إلا عند بلوغنا نهايتها .. و هذا ما يجعل الأمر عسيرا عليّ .. فيض شكر لروحك كما تستحقّين . مــيّ |
|||||
10-07-2010, 09:23 PM | رقم المشاركة : 13 | |||||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
اقتباس:
أعتقدنا توصّلنا إلى اتّفاق يقتضي إرسال باقة زهور لك أليس كذلك؟ حسنا ، سأفعل علما بأنّ كلّ ما قلته بدأت أو كنت قد بدأت أستشعره و إن قليلا قبل ،و أيضا ، حتّى الحوار كان مونولوج ..لكنّك على حقّ . أتعبت نفسك مشكورا جزيل الشكر ، لك منّي كل امتنان . مــيّ |
|||||
14-07-2010, 03:19 PM | رقم المشاركة : 14 | |||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
...
مرحبا مي, سيدة القصة , الراوية الرائعة وها قد عدتُ , ونهلت إلى الرواء جميلة قصتك , جاذب سردك , أخاذة لغويتك ربما كان الأمير نزار محقا فيما أورد عن سطحية العقدة , ولكني أقول أن لا ضير .. إذ كان مرماكِ مختلفا .. لا ينشد عقدة ولحظة انفراج .. بل إلى مغزى الثورة وقد أثرتِ حقا وأثريتِ والله بجميل العبارات ومتانة تركيبها وقوة ألفاظها .. شكرا مجددا , السلام لقلبك دعيني فقط أناولك معول بعض الخفايا لتقتلعيها و يتسق بدرك: كانتِ خِطبتهُ عن المهرِ والزواجِ = هي خُطبة بضم الخاء من الخطابة , أما خِطبة بكسر الخاء وهي الفترة التي تسبق النكاح . ولا أرى إلّاها = والصحيح إلا هي فلا يجوز وصل الضمائر ب"إلا" إلا للضرورة الشعرية, وإن كانت فتعدّ من ركائك اللغة والدليل على ذلك أن القرآن المعظم لم يأت مسبقا بمثلها , وإنما قوله تعالى " الله الذي لا إله إلا هو ..." وغيره من الآيات المحكمات محبة ... |
|||
31-07-2010, 04:24 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: الموتُ في بِلادي يُشبِهُ الحياة
الجميلة : جليلة :
شكرا لقراءتك العميقة ، و لحضورك الأخّاذ..أنار الصفحة و الفؤاد معا.. ألف شكر و باقة ورد لحضورك.. جيلان الصديقة : في كلّ مرور ألق ، و عطر ورد ينتثر في الأرجاء .. شكرا من القلب .. الأستاذ الفاضل قوادري علي : ما بعد مرورك من شرف يمنّ على روحي بالسعادة..أكثر.. هنيئا لي بإعجاب كاتب راقٍ مثلكم. جزيل الاحترام و المودّة. روضتي الغالية : قبل أن تداعب أناملك وجه الصفحة ، أراها تعزف مودة و حبّا في قلبي.. الودّ موصول من القلب ، دائم بإذن الله.. شكرا مــيّ |
||||
|
|
|