(دموع حائرة ــ محمد صافي / رقم الايداع : م.ص / 14 / 2011) - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ 📜 ▆ 📜 دار العنقاء 📜 ▆ 📜 ▂ > 🔰 سجلات الايداع>>>

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-2012, 05:54 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

الصورة الرمزية المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني

افتراضي (دموع حائرة ــ محمد صافي / رقم الايداع : م.ص / 14 / 2011)

دُمُوْعٌ مِنَ الجَهْلِ
ــــــــــــــــــــــــــ

نَادَتْ حَنَاجِــــرُ لَيْلِ المِلْـــحِ غَاضِبَــةً
يَابْنَ الخَلِيْفَةِ عُـدْ ضَـــاقَ العُـــلاءُ بِنَا
الحِقْدُ يَنْعَـمُ فِـــي أَوْجِ الرِّيَـــاءِ كَمَـــا
رَأْسُ البَغِيْضِ عَلَى البَغْضَاءِ قَدْ وَسَنَا
وَالظُّلمُ يَرْكُضُ نَحْــوَ اللَّيْلِ مُـــرْتَبِكَاً
لَهُ عُيُــوْنٌ بِهَا فِسْــــقٌ يَــــرَى الجُبَنَا
لِكُلِّ عَاصِفَةٍ فِــي الأَرْضِ مَعْصِيَــــةٌ
تَرْتَجُّ فِيْـنَا وَحَبْــلُ الصَّمْـــتِ يَشْنَقُنــا
مَــا بَالُهــــا ثـورةُ الأَحْــــزَانِ تَتْبَعُنَا
فِي مَنْبَــــعِ الدَّاءِ تَغْتَــــالُ الَّذِي وَهِنَا
تَنْمُـــو جُـــذُوْعٌ مِنَ الإِغْوَاءِ صَامِتَـةً
لَهَا مِنَ الغَرْقَــدِ المَلعُــــوْنِ مَا ائْتَمَنَا
مَــاذَا سَنَنْسَى مِنَ الأَوْجَاعِ يَا وَلَدِي
وَالأَمْسُ يُوْقِظُ جُرْحَـاً مَــــاتَ وِانْدَفَنَا
رِوَايَةُ الخَـــوْفِ تَـــرْوِيْ أَنَّ صَوْلَتَنَا
مِـنَّا عَلَيْـنَا وَعَقْــلُ الجُبْــــنِ يَقْصفُنَــا
حَتَّى غَـــدَا العُمْرُ يَبْكِيْ دَمْعَةً ذُرِفَتْ
لِكَـي تُسَجِّـــلَ فِـــي التَّارِيْـــخِ فُرْقَتَنَا
لا تَصْلِبُوْنَا عَلَــى وَهْـــمٍ وَتَعْتَصِمُوا
لا تَسْأَلُـوْنَا عَــنِ القَلـــبِ الَّـذِي طُعِنَا
تَحْنُو عَلَى هَمَسَــاتِ الغَيْــثِ طَاغِيَـةٌ
هَـذَا احْتِنَــاءٌ غَــــرُوْرٌ قَـدْ يُدَاهِمُـــنَا
تَوَارَتِ النَّفْسُ خَلــفَ الجَهْــلِ وَاأَسَفَا
فَمَــــا ظَنَنَّـــا بِـأَنَّ الجَهْــــلَ لَعْنَتُـنَــا
سَتَنْحَنِــي شِيْمَـــــةُ الأَوْهَــــامِ بَاكِيَـةً
إِذَا الحَقِيْقَةُ رُمْحٌ صَــــابَ مَـــنْ لَسَنَا
عِشْ فِي الفُــؤَادِ وَلا تُسْـــدِلْ سَتَائِرَهُ
إِنَّ الفُــــؤَادَ سَيَحْمِــــي فَجْــــرَ أُمَّتِنَا



يَكْفِيْكُمْ مُزَاحْ
ـــــــــــــــــــ


جَسَدِيْ المُحَنَّطُ قُرْبَ مُخْتَبَرِ القِتَالْ
مَعْذُوْرَةٌ رُوْحِي
تُقَلِّبُ دَفْتَرَ الأَوْجَاعِ فَوْقَ سَحَابَةٍ
سَمَّيْتُهَا مِسْكَ الخِتَامْ
كُلُّ المَنَابِعِ أَقْبَلَتْ زَمَنَ الرَّحِيْلْ
إِنَّ الصَّلاةَ تَفَرَّقَتْ
قُوْمُوْا لِصَيْدِكُمُ الثَّمِيْنْ
أَسَفِيْ عَلَى الكَفَّيْنِ قَدْ
خَتَمَا على جُدْرَانِنَا خَتْمَ الدَّمِ ...
وَاسْتَحْضَرَا مِنْ كُلِّ عَاصٍ مَأْثَمَاً
وَتَخَفَّيَا خَلْفَ القِنَاعْ
قُلْ لِلبِحَارِ تَقَدَّمِي
كَي تَغْسِلِي وَجْهَ الصَّبَاحِ مِنَ الدُّخَانْ
نِصْفُ الخَرِيْطَةِ يَشْتَرِي
قِمَمَاً مِنَ الأَوْهَامِ مِنْ سُوْقِ الجَبَانْ
يَا مَوْتُ هَيَّا فَاسْتَعِدْ
لِتُسِنَّ مِخْلَبَكَ الحَدِيْدِيَّ القَوِيَّ هُنَاكَ مَنْ
يَتَحَدَّثُوْنَ بِلَعْنَةٍ لُغَةَ الجِنَانْ
كَيْفَ الحَمَامُ سَيَحْمِلُ الذِّكرَى
وَنَابُ الخَوفِ يُمْسِكُ بِالهَوَاءْ
فَإِذَا تَخَاصَمَ بَيْنَ أَوْرِدَتِي مِنَ الأَضْلاعِ ضِلعٌ غَاضِبٌ
يَتَبَعْثَرُ الرِّيْحُ المُلَطَّخ ُ بِالدِّمَاءِ كَأَنَّهُ
غَيْبُوْبَةٌ فَوْقَ العُرُوْشِ تُوَدِّعُ الأَحْلامَ وَالغُصْنَ المُطَرَّزَ بِالسَّلامْ
هَلْ مِنْ مُجِيْبٍ بَعْدُ عَنْ قَتْلِ الجَمَالْ
هِيَ هَذِه الدُّنْيَا التِي
ما زَالَ فِيْهَا أَلفُ فِرْعَوْنٍ يُنَقِّبُ عَنْ سُؤَالْ
جَاءَ السُّؤَالُ مكبلاً بعلامةِ التسآلْ
فَالآنَ فَلتَخْرُجْ وَوَاجِهْ دُمْيَتِي
أَنِّي عَرِفْتُكَ مِنْ خُرَافَةِ وَجْهِكَ المَسْجُوْنِ خَلْفَ خُرَافَةٍ
فَاكْشِفْ عَنِ العَيْنَيْنِ يَا نَبْعَ العَناءْ
فَالأَرْضُ قَبَّلَهَا الوَهَنْ
وَاللَّيْلُ عَانَقَهُ الوَسَنْ
وَالعَيْنُ كَبَّلَهَا العَمَى
نَضَجَتْ وُرُوْدُ اللَّيْلِ كَمْ شَرِبَتْ دِمَاءً يَا رِفَاقْ
يَا سَاكِني الليْلاءِ جِئْنَا خَلـْفَكُمْ
والصَّمْتُ فِي أَوْجَاعِنَا كَي تَقْبَلُوْنَا فِيْ الوِئَامْ
لا تُغْلِقُوا نَبْعَ السَّلامْ
عَيْنُ الدِّيَانَةِ أَدْمَعَتْ خَلْفَ السَّرَابْ
وَخَيَارُنَا نَبْقَى نُدَاعِبُ هَمَّنَا
وَيْلٌ عَلَى التِّبْيَانِ خَبَّأَهُ الظَّلامْ
وَاسْتَسْلَمَتْ أَنَّاتُـهُ تَحْتَ الضِّلالْ
كُفُّوا عَنِ التَّمْثِيْلِ يَكْفِيْكُمْ مُزَاحْ




ما زِلْتُ حَيَّاً
ــــــــــــــــــ

مَا بَالُهَا الأَشجارُ تَذْرُفُ دَمْعَةً
وَأنا على جذعِ الأَسَى
فِي جُعْبَتِي غُصْنٌ مِنَ الزَّيْتُونِ
تَرْوِيهِ الْعُرُوبَةُ مِنْ دَمِي ...

يَا حَامِلينَ الذَنْبَ أَيْنَ قِيَامُكُمْ
بَانَتْ خَبَايَاكُمْ فَلاَ تُلْقُوا عَلَيَّ عَزَاءكُمْ
الصَّمْتُ خَاطَبَ مُهْجَتِي
عَنْ ظُلْمِكُمْ ... عَنْ حِقْدِكُمْ
فَلْتَصْلِبُونِي وَاقْتُلُونِي وَاصْنَعُوا
مِنْ لَحْمِ قَلْبِي ثَوْبَكُمْ
وَمِنَ العِظَاْمِ تَقَاْسَمُوْا
لا دَمْعَةٌ فِيْ مُقْلَتِيْ تَشْكُوْ ذِئَاْبَ الغَدْرِ
لَوْ نَهَشَتْ عِظَاْمِيْ عِنْوَةً

ما زِلْتُ حَيَّاً أَغزُلُ الأَشْعَاْرَ
مِنْ نَسْلِ العَنَاْكِبِ فَوْقَ مِرْآةٍ تَحَطَّمَ شَكْلُهَاْ
لا تَسْأَلُوا عَنِّيْ أُجِيْبُ فَإِنَّنِي
حِبْرٌ تَهَمَّشَ بَيْنَ أَوْرَاْقِ الزَّمَنْ
إِسْمِي فِلِسْطِيْنُ الهَوِيَّةِ لَوْ بَحَثُّمْ عَنْ مَكَاْنِي
فَابْلِغُوْنِيْ سَوْفَ أَبْكِيْ لَحْظَةً
قبلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ لِنَكْبَتِي
هَذَا الزَّمَانُ يُنَقِـّبُ ...
عَنْ ثورةٍ فِيهَا الْوَفَاءُ سَنَا
وَيَرْبُو فِي الرؤى

ما زِلْتُ حَيَّاً مِثْلَ طَيْرٍ يَحْمِلُ الأَوْهَاْمَ فَوْقَ جَنَاْحَهُ ...
الْعَيْنُ لاَ تَبْكِي فَكَبَّلَهَا الْعَمَى
وَالرِّمْشُ قَالَ بِرَعْشَةٍ
إنَّ الْمَسَاءَ تَأَرْجَحَا

لا تَسْأَلُوْنِي عَنْ وَفَاْءٍ فِي حَجَرْ
ما زِلْتُ أَبْحَثُ عَنْ دِيَاْرِيْ فِيْ السَّحَرْ
ذَاْكَ المُخَيَّمُ لَيْسَ أَرْضِيْ
أَعْرِفُ السَّبَع وَحَيْفَاْ جَاْءَ فِيْ كُرَّاْسَتِيْ مُنْذُ الصِّغَرْ
هَذِي البِلادُ بِلادُنَاْ لا تَنْحَنِيْ مَهْمَاْ الظَّلامُ تَمَرَّدَا
يَا نَجْمَةَ اللَّيْلِ الْجَمِيلِ فَأيْنَ أَنْتِ
مِنَ الظَّلَامِ حزينةً
أيُّ الدَّقَائِقِ وَالثَّوَانِي فِي رِحَالِ المُنْتَقِمْ
عُودِي كَمَا الْمَاضِي
فَلنْ أَبْكِي لأنَّ الْيَومَ قَلْبِي قَدْ بَكَى

فَلْتَفْرَحِي وَتُزَغْرِدِي يَا قَلْعَتِي ...
الوَقْتُ يَسْرِقُ نَفْسَهُ
يَتَقَرَّبُ وَيُهَيِّئُ اللَّونَ البَغيظَ
بِطَاقَةً لِمُرُورِنَا عَبْرَ الأنينِ بِشاهدِ الليلِ الْكَحِيلِ
كَأَنَّنَا فِي الدَّرْبِ نَمْضِي وَحْدَنَا

فَبِكُلِّ مَنْدِيْلٍ سَلامَاً قَدْ تَعَطَّرَ مِنْ عُيُوْنِ الأُمَّهَاْتِ
بِلَيْلَةٍ فِيْهَاْ الدُّمُوْعُ نُزُوْلهُ فَاْقَ المَطَرْ
إِنَّ البَنَاْدِقَ تَسْتَرِيْحُ هُنَاْ قَلِيْلاً تَشْتَكِيْ صَمْتَاً أَلا أَنْتُمْ بَشَرْ !
لنْ تَأْسِرُوْنِيْ مَيِّتَاً
ما زِلْتُ حَيَّاً فَوْقَ أَرْضِيْ مِنْ لِواءِ المجدِ أَصْنَعُ قُوَّتِيْ
وأقودُ مملَكَةَ الوفاءِ بثورتي



صَرْخَةٌ فِي الظَّلامْ
ــــــــــــــــــــــــــــ


نَبْــعُ الدِّمَــــاءِ أسـِيـــرٌ بَيْنَ أَوْدِيَتِـــي
وَصَرْخَةُ الْحَقِّ فِي الأَجْــدَاثِ تَخْتَنِــقُ
مَالِــي أُلَمْـلِـــمُ أَشْـــلائِــي وَأَحْمِـلُهَـــا
فَالْقَلْــبُ مِـــنْ نَقَمَـــاتِ الـذُّل ِّ يَنْفَلِـــقُ
أَنَا الَّــذِي قَدَّمَــتْ رُوْحِـــي مَوَاجِعَهَــا
عَلَـــى بِسَـــاطٍ مِــنَ النِّسْيَــانِ يَنْبَثِــقُ
تُصِيْبُنِــي لُغَـــةُ الأَنْــذَالِ ضَــاحِكَــــةً
فَالكَــوْنُ أَلْسُنَـــةٌ لِلــزَّيـْف ِ تـَخـْتَلِـــقُ
نَزَعْـتُ عَنِّي وِثَـاقَ الخَـوْفِ يَا وَطَنِي
وَجِئْــتُ مُــزْدَلِفَـــاً يَرْمِي بِـيَ الشَّفَــقُ
لا تَخْتَبِــئْ يَا حَلِيْفي خَلفَ أَشْــرِعَتِي
أَنْتَ العُيُوْنُ الَّتِـي يَبْكِي لَهَـــا الــوَرَقُ
حُزْنِي عَلَيْكَ فَلا تَلــــهُـو بِضَحْكَتِهِــمْ
ضِحْــكُ النِّفَـــاقِ مَعَ الطُّغْيَـــانِ يَتَّفِــقُ
هُمْ يَلْبِسُوْنَ ثِيَــابَ الطُّهْـــرِ مَخْبَــأَهُمْ
هُمْ أَوْهَمُــوْكَ بِحُبٍّ ضَـــرَّ مَنْ وَثَقُـــوا
فِي العَيْــنِ أَحْلامُهُــمْ بَانَتْ مَلامِـحُهَـا
وَهْمُ المَلامِــحُ حَتْمــاً سَــوْفَ يَنْـــزَلِقُ
لا يُـدْرِكُــــوْنَ بِــأَنَّ الــرُّوْحَ فَـانِيَــةٌ
وَقَــدْ نَسُــوا أَنَّهُــمْ مِـــنْ طِيْنَةٍ خُلِقُـــوا
عِشْرُوْنَ عَامَاً مِنَ الإِغْوَاءِ مَـوْلِدَهُــمْ
حَتَّــى بَدَى عَارُهُمْ بِالإِسْــم ِ يَلْتَصِــقُ
أَشْجَـــارُهُمْ كُلُّهَـــا كــُرْهٌ فَكَيْـــفَ إِذَاً
نَـرْجُوا ثِمَارًا لِغُصْن ٍصَــارَ يَحْتَــرِقُ
خَلْــفَ المَنَـابِـرِ قَـدْ زَكُّــوا بِأُضْحِـيَةٍ
وَالدّمْعُ وَهْـمٌ عَلَــى الأَوْطَــانِ يَنْــدَلِقُ
إِنَّ الحَيَـــاةَ عَـنِ العَيْنَيْـنِ قَـدْ حُجِبَتْ
وَالطَّـائِفُــــوْنَ بِهَــــا يَنْتَـــابُهُـــمْ نَـزَقُ
تَمْشِي هُنَــا جُثَثُ الأَوْهَـامِ يَـا سِعَتِـي
كَـأَنَّ خُطوَتهُـــمْ تَجْتَـــازُهَا الطُّـرُقُ
فَلْتُــوْقِفِـي يَا جُسُوْرَ الحُزْنِ خُطْوَتَهُمْ
وَاسْتَيْقِظِي وَافْتَحِي دَرْبَاً لِمَنْ صَـدَقُوا
قَضَيْتُ عُمْـــرِيَ وَالأَحْـلامُ بَاخِـرَتِي
سَارَتْ تُفَتِّشُ عَنْ أَحْزَانِ مَنْ غَـرِقُوا
أَرْسُـــو بقَافِيَتِـي فَـــوْقَ الْجَبِينِ وَقَـدْ
صَـارَتْ حُـــــرُوْفِيَ للأَشْعَـارِ تَسْتَبِقُ
إِنِّي سَأَحْمِلُ مِنْ أَرْحَـــامِ أَدْعِيَتِــــي
وَحْـيًــا أَعِيْدُ بِهِ أَرْوَاحَ مَنْ سَبَقُـــوا
وأُخْرِجُ النُّوْرَ مِــنْ خَيْمَـاتِ ظُلمَتِنَـا
وَأَسْكُبُ الشِّعْــرَ كَالطُّـوْفَانِ يَنْطَلِــقُ



يَغْتَاْلُنِي حُــزْنِي
ـــــــــــــــــــــــ

عِطْرُ الطُفُوْلَةِ فِيْ ثِيَـــاْبِ قَصِيْــدَتِي
يَجْرِي فَتُمْسِكُهُ الحُـــرُوْفُ وَيَجْفَـــلُ
يَغْتَاْلُنِي حُــزْنِي عَلَـــى عَتَبِ الأَسَى
وَالرُّعْبُ فِـي جفْــنِ الصِّبَــاْ مُتَوَغِّلُ
أَيَضِيْعُ نِصْفِيَ فِــيْ الجِـــرَاْحِ تَشَبُّثَاً
أَمْ لَحْظَـــةٌ فِيْهَـــاْ الــرُؤَىْ تَتَــأَمَّــلُ
بَاْنَتْ عَلَىْ وَجْهِ القَصِيْـــدِ مَلامِـحِي
والشِّعْرُ نَسْــجٌ فِي القُلـــوْبِ يُجَـــدَّلُ
أَهْرَقْتُ عُمْــرِيَ رُبَّ قَلْــبٍ خَـــافِقٍ
أَوْ رُبَّ عَـيْـــنٍ جِفْــنُـهَــــاْ يَـتَبَلَّـــلُ
فَالوَرْدُ يَبْحَــثُ هَاْمِسَـــاً عَـــنْ مَاْئهِ
وَالغُصْنُ يُبْصِرُ فِي الرِّوَاْءِ وَيَخْجَلُ
فَوْقَ الأَكُـفِ تَعِيْشُ أَنْفَـــاْسُ الرُّبَى
وَالرُّوْحُ تَسْعَــى لِلنَّـــجَاْةِ وَتَسْــــأَلُ
للهِ تَشْكُــــو حُزْنَهَــا مِــنْ خَــــاْفِقِي
وَتُعَـاْنِدُ الصَّمْــتَ التَّلِـيْـدَ وَتَجْهَــــلُ
يَاْ مَـوْتُ قَلْبِــــي قَدْ تَقَــــرَّحَ وَرْدُهُ
وَجَعِي يُمَــزِّقُ مُهْجَتِـــي مَـنْ يَقْبَــلُ
عَجَبِي لأَنِّـي مِثْلُ طَيْــــرٍ عَــــاْلِقٍ
وَسَــطَ السَّمَــاءِ كَعَــــاشِقٍ يَتَــــرَفَّلُ
فِإِذَاْ تَمَــاْيَلَ فَالسُّقُــــوْطُ مَصِيْــــرُهُ
وَإِذَاْ أَتَـــاْهُ المَــــوْتُ صَــارَ يُهَلِّــلُ
الليْلُ شَقْشَــقَ فِي الظَّهِيْـــرَةِ بَـاْبـُهُ
وَالنَّجْـــمُ يِبْكِــي دَمْعَــــةً تَتَوَسَّـــلُ
رَقَصَتْ عَلَى وَتَرِ العَذَاْبِ صَبَاْبَتِي
وَتَجَمَّعَتْ كُـــلُ الجِــــرَاْحِ تُهَلْهِــلُ
يَاْ ظَبْيَتِــي رِفْقَــــاً تَوَبَّــخَ مَوْجِعِـي
والحُــزْنُ يَرْقُصُ كَالنَّسِيْجِ وَيُغْــزَلُ
مَعْصُوْمَـــةُ العَيْنَيْــنِ قَاْفِلَتِـــي فَـلا
رَدَّتْ سَبِيْـلاً فِـــي الضِّـــرَامِ تُخَيِّلُ
ما زَاْلَ فِي الرُّكْـنِ البَعِيْدِ مَسَــاْرُهَا
يَـاْ كَاْذِبَـــاً وَالنَّـــاْسُ فِيْــكَ تُجَمِّـــلُ
كُنْ وَجْهُكَ المَسْجُوْنُ خَلْفَ خُرَاْفَــةٍ
وَاتْرُكْ زَمَانَكَ فِي الجَمَـــالِ يُسَجَّـلُ
مَاْلِـي أُرَاْقِـــبُ صَيْحَتِيْ وَتَمَـــرُّدِي
الشُّكْــــرُ أَلْفَــاً لِلَّـــذِيْ قَــدْ يَعْـــدِلُ




بِلادِي
ــــــــ

أَتَيْتُ أُغَنِّي لِأَرضِي بِشِعْــرِي
فِلِسْطِيْنُ أُمِّــي وَنَبْـعُ الوَفَـــاءِ
بِلادِي وَأَنْتِ عَـرِيْنُ الرِّجَــالِ
تَنَفَّسْـتُ مِنْـكِ شُمُـــوْخَ الوَلاءِ
فَعَزْمِي يَهِدُّ صُمُــوْدَ الجِبَـــالِ
وَقَلْبِي كَسَيْـفٍ عَنِيْــدَ اللُّحَـــاءِ
رَضَعْتُ الشَّهَــامَةَ مُنْذُ صِبَايَ
وَعَيْنِي اسْتَفَــاقَتْ بِغَيْـــرِ نِدَاءِ
رَأَيْتُ الهِــلالَ كَطَيْــرٍ يُنَــادِي
وَيَحْمِـلُ شَوْقِــي لِيَـوْمِ اللِّقَـــاءِ
وَطَيْفِــي أَتَانِــي بِوَعْـــدٍ لِأَنِّـي
رَسَمْتُ النِّضَالَ بِلَوْنِ العُـــلاءِ
حَمَلْتُ الأَمَانِي بِقَلبِي وَسَارَتْ
خُطَـــايَ تَذُوْبُ بِنَهْـــرِ الدِّمَاءِ
إِلَيْكِ صَـرَخْتُ بِوَجْــهِ الفَسَـادِ
وَهَبْتُكِ رُوْحِي وَكُـلَّ الصَّفَــاءِ
لَيَالِي وَقَفْتُ أُضَمِّــدُ جُرْحِـــي
وَعَيْنِــي تَئِنُّ فَهَـلْ مِنْ شِفَـــاءِ
لِمَاذَا البِحَـارُ تُرِيْـــدُ غَرِيْقَــــاً
وَمَوْجُ العَـذَابِ يُقَبِّـــلُ دَائِــــي
هُنَـاكَ الأَيَــادِي تُقَطِّـعُ لَحْمَـــاً
وَقُدْسُ العُرُوْبَـةِ تَحْتَ العَنَـــاءِ
فَأَيْنَ الأَمَانُ لِيَحْمِــي جِــدَارِي
وَأَيْنَ الوَفَـــاءُ بِحَــقِّ السَّمَـــاءِ



ثِيَابُ الصَّمت
ــــــــــــــــــــ


يـــا لوعــــةَ اللَّبْـــلابِ فلتتـــوسَّمي
طَيْفَ الهُدى يأتـي بلـــونِ المَوســــمِ
هُزِّي بِجذعِ الحُـــبِّ يا وَجهَ الضُّحـى
ليتـوهَ مـــا بينَ الضَّفائِــــرِ مَبْسَمِـــي
يَرْسُـــو بِجِفْنَيْكِ الهَــــوى فَتَكَحَّلِـــي
عينــاكِ مِـــرآةُ الدُّجَـــــى والأنجُــــمِ
آنَستِ فـــي حَــــيِّ الجَمـــــالِ فَأَتْقِنِي
رَسْـــمَ الشِّفــــاهِ بِِلــــونِكِ المُتَلَعْثِــــمِ
خَبَّأتُ سِــرَّ نَبَاهَتِــــي فِـــي نَهْــــرِكِ
المُنسابِ فـوقَ ضِفافِـــيَ المُستسلِــــمِ
مَرْمَى الصَّبابَةِ مِـــنْ أَعـزِّ مَـــواهِبي
شُــدِّي بِأقوَاسِـــي لأَطــلقَ أَسْهُمِــــي
جَاءَتْ ثِيَابُ الصَّمــتِ تَحمِـــــلُ وِدَّنَا
حتَّـــى هَفَـــا بيــنَ الثِّيــــابِ تَكَتُّمِــي
مَسعـايَ فــوقَ النَّهـــدِ أَزرَعُ أَحْرُفِي
لأَصـوغَ عُمـــرَاً يَستنيـــرُ بأنجُمِــــي
الشِّعْرُ يَنْعَــمُ فِـــي حُــــرُوفِ قَصيدةٍ
زُرِعتْ على جِسْرِ النُّهـودِ الأَعْظَـــمِ
كوني كما الأشجــــارُ تحجــبُ ظِلَّنــا
قبلَ الغُروبِ ,ومــنْ لُقاحِـــيْ لَملِمي
قَرَّرْتُ أَبحثُ فِي صَدَى الأرحامِ عَنْ
نبــــعِ المحبـــةِ والأريـــجِ المُلـــهِمِ
يـا وردةَ الأحـــلامِ رُشِّــــي نَشْــــوَةً
بينَ الجَوانـــحِ كَــــي يَفيـقَ مُتَيَّــــمي
وَلْتَعصُري اللَّوعينِ خَلـفَ سَـــريرَةٍ
حتَّــى يَذوقَ القلـــبُ طَعـــمَ الزَّمزَمِ
سَقطتْ علـى خَـــدِّ الوَســــادَةِ لَهفتي
هــاتـــي بِلُـــجٍّ ســـــاذجٍ وَتَيَمَّـمِـــي
فتجَــرَّعَتْ مِنـــكِ العُيــــونُ حَــلاوَةً
مِيْلِـــي كَغُصْـــنٍ نَاظِـــــرٍ مُتَبَسِّــــمِ
لا خَمْرَ بَعدَ اليَــومِ يُعصَـــرُ خُلـــوَةً
صُبِّــي الخُمُـــورَ لِرَوْعِنَا المُتَفَهِّــــمِ



في حضرةِ الهذيان
ــــــــــــــــــــــــــــــ


إنَّ الحديثَ عَنِ اشتياقي منهجٌ
لغتي كزهرِ البيلسانِ تهلُّ راقصةً على
وَتَرِ القصائدِ باحترافْ
كمْ صاحَ شوقُ الصبوةِ اللجيِّ في جسدي وكمْ
مِنْ همسةٍ فردتْ جناحيها على عرشِ الكلامْ
هيَّا نُسافرُ حَيثُ وِديانُ الجَمالْ
وتذوَّقي طعمَ الرُّضابْ
في حضرةِ الهذيانِ توَّجني الهوى
بلباسهِ المصنوع ِ من خيطِ الغرامْ
هذا الغرامُ حكايةُ الجسدينِ في الأفقِ المعتَّقِ بالهُيامْ
يا حاملاً كأسَ الغرامِ رأيْتُ صبوةَ لذَّتي
معجونةً شَوقاً تمرَّدَ واستفاقْ
عبثاً أنادي أنَّ بينَ الوردتينِ فراشةً
تشدو على لحنِ الخدودْ
جاءَ الفؤادُ رسولُنَا يلتفُّ حولَ منامِنا
في لحظةِ الفردوسِ حتى كادَ يخفينا الظلامْ
تُهنا نفتِّشُ عَنْ طريقٍ في ثيابِ الصمت ِما
مِنْ وردةٍ أوراقُها ذَبُلتْ فنبعُ الغصنِ يجري لا يَزالْ
قومي لِنُخْمِدَ شوقَنَا
ونعانقَ الأغصانَ مزجاً تحتَ عنوانِ المساءْ
كلُّ الورودِ تقاطرتْ عسلاً على
خدِ الوسادةِ قبلَ أنْ يأتيْ اللقاحْ
بانتْ ملامحُ لهفتي بينَ القصيدةِ تستغيثُ كأنها
عاصٍ يُمارسُ بالذنوبِ ولا يُلامْ
آهٍ يراودُ مهجتي شَبَقٌ تَجَسَّدَ في ضِرامْ
فالعشقُ منقوشٌ على جدرانِ شهوتِنا شِعارٌ كالوِسامْ
هاتي سواعِدَكِ التي
تبني من الأشواقِ جسراً يحملُ الذكرى
وينقُلُها لجيلٍ مستهامْ



قولي لهم
ـــــــــــــــ

قُوْلِــــيْ لَهُــــمْ إِنَّ الحَــــدِيْثَ يَطُــــوْلُ
وَبِأَنَّ شَوْقِيَ فِـــي الغَــرَاْمِ ثَقِيْــــلُ
عِشْتُ الضَّنَىْ وَالـرُّوْحُ تَكْتُـــمُ نَـــاْرَهَاْ
وَنَسِيْــــــتُ أَنَّ مَلَــاْمِحِــــــيْ سَتَقُــــوْلُ
وَحْدِيْ أُسَاْفِرُ فِـي الفُــؤَاْدِ مُسَــاْلِمَاً
أَشْكُــوْ حَنِيْنِـــيْ وَالأَنِيْـــنُ يَسِيْـــلُ
قُوْلِيْ لَهُمْ قَـــدْ جُـــنَّ فِــيَّ مُحَمَّـــدٌ
حَبْلُ الجُنَوْنِ مِــنَ الشَّجى مَقْتُــوْلُ
فَإِلَىْ جُنُــوْنِ العِشْــقِ تِلْكَ تَحِيَّـتِـي
قَلْبِيْ إِلَــىْ قَلْـــبِ الحَبِيْـــبِ يَمِيْـــلُ
أَحْتَــاْجُ أمْـــزِجُ لَوْعَتِـي كَمُتَيَّـــمٍ
فِيْ غُرْبَةِ اللَّيْــلِ الجَمِيْـــلِ ذَهُــوْلُ
فِيْكِ الجَمَــــاْلُ كَبَيْلَسَانٍ ضَاحِكٍ
يَجْـــرِيْ لِغُصْــنٍ تَعْتَلِيْهِ حُقُـــوْلُ
فَلتَصْعَدِي غُصْنِــي بِرِفْقٍ سَاذِجٍ
هَـــذَا المَسَـــــاءُ يَقُــــوْدُنَـــا المَجْهُـــوْلُ
تَسْعَـى إِلَى النَّهْدَيْنِ أَلْسُنَةُ الهَوَى
وَاللَّيْــــــلُ بِــالتَّنْـهِيْـــدِ صَـــارَ يَفــــولُ
فَمِنَ العُيُوْنِ تَكَـــاْدُ تَنْطُقُ مُهْجَتِي
وَمِـــنَ الشِّفَـاْهِ فَصَبْــوَتِيْ سَتَسِيْــلُ
أَهْدِيْكِ شَوْقَاً مِنْ صَمِيْمِيْ وَاعْلَمِي
أَنَّ السَّعَــــاْدَةَ وَقْتُهَــــاْ مَعْسُـــوْلُ
أَدْمَنْتُـــكِ يــاْ زَهْــــرَةً فَــوَّاْحَـــةً
أَدْمَنْتُ عشْقُـكِ لِلْــوَرَىْ سَأَقُـــوْلُ
يَاْهَمْسَةً فِــي الظِّلِّ أَيْنَــعَ طَيْفُهَــا
رَيَّاْنَـــةٌ نَحْـــوَ العَنَــــاْنِ تَجُـــوْلُ
حَوْرَاْءُ ثَوْبُ الحُـــبِّ يَرْسُمُ شَوْقَهَا
واللَّوْعُ فِـــي نَبْعِ الهُيَـــامِ غَلِيْـــلُ
وَرْدِيَّةٌ فِي القَلْــبِ شَعْشَــعَ نُوْرُهَا
نُـوْرٌ سَنَـــاْ بَيْنَ الضِّيَـــاْءِ سَبِيْــلُ
فَتَأَمَّلِــي مَاْ جَـــاْءَ يَلْفَــحُ لَهْفَتِــي
نَبعُ المحبـــةِ في الثيـــابِ يَجـولُ
إنْ تَـاْهَ ظِلِّـــيْ فَاتْبَعِـــيْ أَذْيَـــاْلُهُ
حَتَّىْ وَإِنْ بَلَــغَ المَـدَىْ مَجْبُــــوْلُ





صَبَاْحُ الخَيْرِ مَـوْلَاْتِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ


طَوَيْتُ كِتَــاْبَ أَحْـــزَانِي
وَعُدتُّ لِنَبْـــعِ شُطْــــآنِي
صَبَــــاْحُ الخَيْرِ مَــوْلَاْتِي
نَسِيْمُ العِشْــقِ أَشْجَــــانِي
وَقَفْـتُ بِبَاْبـِــكِ العَـــاْرِي
أُقَلِّـــبُ ثَـــوْبَ أَجْفَـــانِي
صَرِيْعُ الشَّــوْقِ أَلْهَمَنِــي
أَبُــوْحُ بِصَمْتِ وِجْــدَانِي
وَبَاتَ الحُــبُّ يَعْــزِفُنِــي
يُرَتِّلُ صَـــوْتَ أَلْحَــانِي
إِلَيْكِ رَحِيْـقَ أَزْهَــــاْرِي
عَلَـــى خَــــدٍّ وَرُمَّـــانِ
صَبَاْحُ الخَيْــرِ مُلْهِمَتِــي
قَـوَاْمُ الجِسْــمِ أَشْقَــــانِي
أَتَــاكِ البَــحْـرُ مُـبْتَسِــماً
وَصَوْتُ المَوْجِ أَضْنَانِي
لَهِيْــبُ النَّهْــدِ أَشْعَلَنِـــي
وَهَمْـسُ اللَّيْلِ أَحْيَــــانِي
يَذُوْبُ الثَّلْـجُ مِــنْ نَاْرِي
وَعَـذْبُ المَــاْءِ يَلْقَـــانِي
بَــــرَاْكِيْـــنٌ وَأَنْهَــــــاْرٌ
تَسِيْـرُ بِغَيْــرِ حِسْبَــــانِ
فَكَـــمْ هَفَّــتْ مَشَــاعِرُنَا
نُعِيْــدُ اللَّــوْعَ مِنْ ثَـانِي
فَإِنِّـــيْ اليَــوْمَ لَنْ أَشْدُو
لِأَنَّ الصَّمْــتَ أَشْـــدَانِي
أُنَــاْدِيْ السَّعْدَ يَحْضُنُنِي
وَحُــزْنُ العُمْرِ يَنْسَــانِي
سَقَاْنِيْ الحُبُّ مِـنْ كَأْسٍ
وَأَظْمَــأَ طَيْفَ وِجْــدَانِي
رَآكِ النَّـاْسُ فِيْ نَهْــرِي
فَعُوْدِي تَحْتَ أَغْصَـانِي



أمطريني عشقاً
ــــــــــــــــــــــــ


شَهْوَةُ الأَقْلَاْمِ عَاْدَتْ
تَنْجبُ الأَفْرَاحَ شِعْرَاً
فَوْقَ أَوْرَاْقِيْ اليَتِيْمَةْ
أَمْطِرِيْنِيْ مِنْ سَمَاْءِ العِشْقِ
كَأْسَاً زَنْجَبِيْلاً
وَاضْرِبِيْ فِيْ بَحْرِ أَشْوَاْقِيْ
عَصَاْةَ الهَذَيَاْنْ
لَمْ أَكُنْ فِيْ الفُلْكِ نَجْماً
لَمْ أَكُنْ فِيْ البَحْرِ مَوْجاً
لَمْ أَكُنْ فِيْ الحُبِّ شِعْراً أَوْ رَسُوْلا
يَاْ سُلافَ العِشْقِ كَمْ مِنْ خَفْقَةٍ
فِيْ القَلْبِ نَاْدَتْ
عَاْنِقِيْنِي
ضَاْحِكَاً أَوْ بَاْكِيَاً بَيْنَ السَّنَاْبِلْ
خَبِّئِيْنِيْ بَيْنَ أَوْرَاْقِ الدَّفَاْتِرْ
جَرِّدِيْنِي مِنْ لِبَاْسِ
الحُزْنِ مِنْ مِلْحِ الخَمِيْلَةْ
وَاْسُرِيْنِي فِي جِنَاْحِ
اللَّيْلِ فِيْ ثُغْرِ المَضَاْجِعْ
أَيُّ حُبٍّ يُسْكرُ السَّكْرَاْنَ بَعْدَ الحُبِّ
خَمْراً فِيْ كُؤُوْسِ العَاْشِقِيْنَاْ
كَيْفَ أَمْضِيْ فَوْقَ جُدْرَاْنِ الأُنُوْثَةْ
بَاْحِثَاً عَنْ لَيْلَتِي فِي
نَبْعِ شُطْآنِي الغَزِيْرَةْ



وادي اللقاء
ـــــــــــــــــــ

أَحْضَرتُ فـي وادي اللقـــاءِ قصيدةً
ورويتُ فيهـا الحزنَ مــن أقــداحِ
تلكَ القصيدةُ قدْ نمـــا فيهـا الهوى
واستسلمتْ لغةُ المنــى لريــاحِي
جاءتْ عيونُ الشعرِ تبصرُ لوعتي
قلْ للهـوى أطـلقْ إلـيَّ ســــراحي
يا سـاكنَ الســدينِ جئتكَ هائمـــاً
شَبَقٌ يراودنــي علــى الإفصــاحِ
رفَّـتْ نـوارسُ حُـبِّـنــا وتفـتحـتْ
كــلُّ الـورودِ بغصننـــا الفــــواحِ
غصنُ المحبةِ مثمـرٌ فيهِ الشجـى
يـا شتلــةَ الخمــرِ اهتدي بلقـــاحِ
صبري توقفَ واستُبيحتْ شمعتي
والعمرُ يمضــي حاضنَ الأرواحِ
نزفتْ ليالي الحـبِّ بينَ جوانحي
فأنــا المتيــمُ تستغيــثُ جراحــي
وَلِبُعْدِكِ الكلماتُ تنــزفُ حبــرَها
وينـــامُ قلبــي دامعــــاً بوشـــاحِ
فيهزني نوحُ الأسى يـا حُلــوتي
والهـــمُّ يحملنـــي بغيــرِ مـــزاحِ



يَاْسَيِّدَتِي
ــــــــــــ

يَاْسَيِّدَتِيْ
كَمْ أَهْوَىْ لَحْنَ
الأَمْطَاْرِ المَنْثُوْرَةِ فَوْقَ
ذِراعِ الكَلماتْ

يَاْسَيِّدَتِيْ
مَنْ قَاْلَ بِأَنَّ الحُبَّ يَزُوْلُ بِيَوْمٍ مَا

الحُبُّ كَمَرْكَبَةٍ خَلْفَ الشُّطْآنِ تَسِيْرُ
بِأَشْرِعَةٍ فِيْ قَلْبِ العُشَّاقْ

مَا زِلْتُ أُفَتِّشُ عَنْ مِرْآةٍ تَخْجَلُ
مِنِّيْ أَوْ فِنْجَاْنٍ يَقْرَأُنِي
أَيُّ الخَدَّيْنِ سَيَرْقُصُ بَعْدَ الآنَ بِلا خَجَلٍ !
مَا زِلْتُ أُخَبِّئُ سُنْبُلَةً
بَيْنَ النَّهْدَيْنِِ وَجَدْوَلَ مَاءٍ
يُطْفِئُ نَاْرَاً مِنْ شَغَفِيْ
هَذَا الهَذَيَاْنُ رَسُوْلاً مِنْ وَحْيِي
بَعْضِي يَتَنَاْثَرُ كَالمَجْنُوْنِ فَشَيئٌ مِنِّيْ يَعْصِرُ شَوْقَاً
وَالرَّعَشَاْتُ تُلاطِمُ رُوْحِي
طُوْبَىْ فالليْلاءُ تُغَنِّيْ شِعْرَاً

يَاْسَيِّدَتِي
أَيُّ امْرَأَةٍ مِنْ أَجْلِ الحُبِّ
يَمُوْتُ لَهَا السُّلْطَاْنُ وَيَقْفِزُ
قُرْصُ الشَّمْسِ إِلَى الدَّوَرَانِ بِلا مَلَلٍ !
هَيَّا انْتَفِضِي كَمْ أَهْوَاْكِ ياْ فَاْتِنَتِيْ
فَلْيَعْذُرْنِي هذا القَلْبُ المَجْنُوْنُ
فَلَيْسَ فِرَارَاً مِنْ وَلَهِي

يَاْسَيِّدَتِيْ
فَكَتَبْتُ بِرِيْشَةِ خَيْلِي
فَوْقَ سُطُوْرِ اللَّيْلِ ضَيَاْءً مِنْ شَمْعِي
أَنْتِ الأَشْعَاْرُ تَعِيْشُ طَوِيْلاً فِيْ كُتُبِي
أَنْتِ الحَوْرَاْءُ بِثَوْبِ الحُبِّ عَلَىْ صَدْرِي
أَنْتِ العَذْرَاْءُ بِبَحْرِيْ هَيَّا اغْتَسِلِي
كَيْ أَصْطَاْدَ قَلِيْلاً مِنْ شَهْوِي
وَأَطُوْفَ بِمَوْجِي أَبْحَثُ
عَنْ ثُغْرٍ لَاْ يَهْرُبُ كَلا مِنْ زَبَدِي



العشق المستحيل
ــــــــــــــــــــــــــ


أيُّ القصـائدِ قـــدْ تبيحُ مشـــاعري
في خاطري شوقُ المواجــعِ طافحُ
ما بالُ قلبي في الغـــــرامِ مســـافرٌ
فـي مشيـــةِ الظمــــآنِ حــــرٌ لافحُ
فجـــرٌ حـــزينٌ قدْ أتــى لحـــدائقي
كيفَ الشجىْ معْ ذا الهوى يتصافحُ
لا تـعـــدلوا ميــــلَ القـــوافي إنـــهُ
حزني طويلٌ في القصيـدةِ ســـابحُ
إني ألملمُ فـــي الجـــــراحِ كأنمـــا
للحبِ نهجٌ فـــي القلوبِ يصــــالحُ
بابُ الجنـانِ لقـــدْ سمعتُ صهيلُــهُ
والحلــمُ أشقانـــي لعشقــي فاضـحُ
بينَ الحــروفِ عَـنِ الوفــاءِ فإنني
لا زلـتُ أبحثُ والزمــانُ يســامحُ
سأبايـــعُ الأيـامَ ســـرّ مواجعــــي
حتــى ظنــونـــي لا تـأمـّنُ ذابـــحُ
وجعي كسيفِ الملـحِ جفَّ عنـــادهُ
والتفَّ حـولَ صبابتـــي يتمـــازحُ
فــي الروضِ أبني للــولاءِ قصيدةً
سأعودُ للذكـــرى وقلبــي جامـــحُ
في الصـدرِ أحملُ إسمــهُ وكيـــانهُ
هذا فــؤادي كيفَ أصبـحَ جـــارحُ



أتخطفني
ــــــــــــــــ


قــَالَتْ بِهَمْــس ٍ أَيـــــا هَــــذَا أتَخْطِفُــنِي
بَـاتَ اللقــــاءُ وَرَاءَ الْبَحْـــر ِ يـَسْتـَتِــــرُ
الدَّهْرُ يَمْضِـــى بِنَــــا والقلـــبُ مُشتعــلٌ
وَالْحُــزْنُ وَالْيَـأْسُ فــوقَ الراحِ يَنْتَشِــــرُ
إنَّ الْجُنــــُونَ الــذي مَـــــا زَالَ قُدْوَتُنَـــا
في همســـةِ الروحِ مُلتـــاعاً بـــهِ سَفـــرُ
صمـتٌ عنيدٌ بَدى فِــي العيــنِ ينكــرني
هَلْ يخرجُ الحبُّ مِنْ حُزْنِي وَ يَنْتَصِرُ ؟
فالشوقُ يزجـــي لأغصانٍ بهـــا عبــقٌ
أوراقُ حــبٍّ شذاهـــا الطيبُ والزهــــرُ
هــــذا حنينـــي مِـــــنَ الآلامِ ينفــجــــرُ
والروح تبكي كما الْمَصْلُـوبُ يَحْتَضِـــرُ
كلُّ الأمـــانــي بكَــأْسِ الْمُـــرِّ تعتصـــرُ
والعشـقُ كفـــــرٌ فقدْ يغتالـــــهُ السَهَــــرُ
أُخْفِي بِقَلْبِي سِهَـامَ الْحُــــزْنِ من قلقـــي
حتـــى أُضمِّدَ جُرحــــاً بـــاتَ ينتصـــرُ



مَرَّتْ وَمَا مَرَّتْ
ـــــــــــــــــــــــ

مَرَّتْ وَمَا مَرَّتْ لِتُخْفِــي حُسْنَهَـــا
فَتَبَسَّــمَ الثَّغْــرُ الرَّقِيـــقُ وَسَلَـّمَــــا
عَيْنِــي يُغَـــازِلُهَـا الْجَمَـــالُ تَدَلُّـلاً
وَالْعَقْـلُ أَوْشَـكَ بِالْجُنُــونِ تَوَسِّمَــا
قُلْـتُ الْجَمَـــالُ وَأَنْتِ مِنْــهُ بَدِيعَــةٌ
حسنـــاءُ تجدي للفــــؤادِ تَخَاصما
ظَلَّتْ تُكَــابِرُ وَالْهِيَـــامُ يخونـهــــا
طَبْعُ الثـَّرِيـَّــةِ إنْ أَحَبَـّتْ مُعْدَمَـــا
إنَّ السََّكِيــنَـةَ خَلْفَهَـــا قَـدْ أَبْعَــدَتْ
وَالسَّعْدُ وَلّـى قَدْ يَكُـــونُ مُحْـــرّمَا
فَتَنَهَّــدَتْ ,وَأَنَــا الْحَـبِيـبُ أَمَامَهَــا
وَالدَّمْـعُ غَيْث ٌ وَالِّْلسَـــانُ تَلَعْثَمَـــا
فَأَتَتْ تَدَاعِبُ شَعْرَهَا حَـوْلِي ,وَمَـا
كانَ الزمانُ علـــيّ دهـــراً أرقمــا
خَوْفِي مِـنَ الْأَهْـدَابِ سَهْــمٌ قَـــاتِلٌ
عَلَّ السِّهَـــام ِ تكون يومــاً بَلْسَمَـا
قَالَتْ بَـلَى وَالْصّمتُ فِي عَينِي أَنَا
وَالْيَأْسُ سَلَّــمَ وَالْغُـــرُورُ تَكَلَّمَــــا
عَزَّ الْفُـؤَادُ إلَـــى الْمَجِـيءِ تَلَهُّفـــاً
يَا لَيْتَ شوقي فِي الْعُيُـــونِ وَمِنْهُمَا
شَجَنُ الصَّبَـابَةِ يـَعْتَرِينِـي فَاتْرُكي
قَلْبِـــي لإنـِّـــي لاَ أُرِيـــدُ الْعَلْقَمَـا



يا أمتي
ـــــــــــ

ألقيتُ أَوْرَاقِي عَلَى الصُّنْدُوق ِ
لاَ دَاعِي تَفِيضُ مَشَاعِرِي والْحُزْنُ
يبكي ليلةً تتجشمُ ...

هَلْ تَسْمَعُونِي الْيَوْمَ فَي صَمْتٍ
لأني لا أزالُ بصمتكمْ متوغلُ ...

يَا أُمَّتِي إِنِّي سَأَمْكُثُ
بِضْعَ أَيَّام ٍ أُفتشُ بَاحِثاً
خَلْفَ الشَّوَارِع ِ عَنْ
بَسَاتِينِ الأَمَانَي, بَاحِثاً
عَنْ شَاعِر ٍ يُلْقِي البيانَ ,
منقـِّباً عَنْ ثَوِرَةٍ
خَلفَ الْقِنَاع ِ تُهلهلُ ...

يَا أُمَّتِي فِي الصُّبْحِ
إِنِّي قَدْ أَرَى ظِلاًّ يَهُزُّ
بِصَخْرَةٍ عَلْيَاءَ
يَقْتُلُهَا الزَّمَانُ بِلَا سَبَبْ ...

أَدْرِي وَ لَكِنْ لاَ أَرَى
بَعْدَ النَّذَالَةِ وَ اللَّهَبْ ...

يا أمتي
فِي وَقْتِنَا دُرَرٌ يُضَمِّدُ جُرحنا...
سأقُولُ للموهومِ حَتَّى لَا يَرَى
مِنْ خَلْفِهِ الزَّمَنَ البَعِيدَ
تَرَى بِنَفْسِكَ خادماً ...
لاَ لَنْ تَقُولَ لـَكَ اللَّعِينَة ُ
فِي فِرَاشِ الْحُبِّ كَلَّا
يَجْتَبِيكَ اللهُ مِنْ ظُلُمَاتِهَا...

فالخوفُ يحرقُنَا قِفِي يَا أُمَّتِى
وَابْكِي قَلِيلاً فَالزَّمَانُ لِقَتْلِنَا لَا يَسْأَلُ



القدس
ــــــــــــ

الْعـَهـْدُ عـَهـْدِي أَتى وَالنـَّصـْرُ مـُنـْتـَظــَرٌ
والْقُـدْسُ روحـِي بـِهـَـا الأَنجاسُ وَالدَّجَلُ
هـَذَا كـِتـَابـِــي فـَلا َ يـُخْـفـَى عـَلـَى أَحـَد ٍ
يا لـَيـْتَ أَشـْعـَارَنـــَا يـَبْقَى بـِهـَا الزَّجـَـلُ
القـُــــــدْسُ فـِيهـَــــا تـَوَارِيــخٌ نـُقـَـدِّرُهـَا
مـَنـْقـُــوشـَةٌ عـَلَّهـَــا ذِكـْـــرَى لـَنــَا أَجـَلُ
العـَيـْنُ مِنْ دَمـْعِهـَا ضَاقَتْ عَلَى بَصَري
يـَوْمــــــًا لـِرُؤْيـَــا زَمـَــانٍ عـَلّـَهُ الأَمـَلُ
فالْجـُنـْدُ في الْقـُدْس ِ يَعـْلُو فَوْقَ مـَنْصِبـِهَا
لا َيـَعـْلـَـمــــُونَ الـْوَفـَـا يـَوْمـاً إِذَا سُئـِلُوا
أَمـْجـَادُنـَـــا يـَكـْتـُبُ التـَّارِيخُ مـِـنْ زَمَن ٍ
قـَبـْلَ المـَوَالـِيدِ قـَالـُـــوا إِنـَّهـُـــمْ قـُـتـِلـُوا
الزَّهـْرُ وَالـمـَاءُ فـِـرْدَوْسٌ عـَلـَـى قبـَبٍ
يَخْبُو عـَلـَيـْـهـِمْ وَهـْـمْ فـِيـهــا بلاَ وَجـَـلُ
يـَــا أُمـَّـتـِــي قـُدْسـنــا مـَجـْدٌ بـَلَاغـَتـُهـَا
الكـُّلُّ فـِيـهـَا كـَمـَـا الأَزْهـَـارُ تـَكـْـتـَمــلُ
لاَ تـَحـْزَني إِنـَّنـا بـَاقـُــونَ فـَابـْتـَسـِمـِــي
يا قـُدْسُ مَســرَى نـَبينـَا الجَيْـشُ ينْفَصِلُ
يـَا أُمـُّتـِــي رَايـَتـِــــي الِإســـلَام ُ أَحْمِلُها
أَمْضي بها لــَوْ تـَضَاهى حدُّهــا الجـَبـَلُ



ذهب الوفاء
ـــــــــــــــــــ

صَلَوَاتُ رَبِّــي وَالسَّــــلامُ بِدَايَتِـــي
فَعَنِِ الْوَفَـاءِ يَــــا سَمَـــــاءُ تَكَلَّمـــي
جُوِدِي إِلَى قَلْبِ الطُّغَــــاةِ بِسُنْبُــــلٍ
وَارْمِي سِهَامَ الْعِزِّ صَــــوْبَ المِعْصَم ِ
مَا هَـذِهِ الدُّنْيَـــا تُقَبِّــــلُ وَجْنَتِــــي !
والظلــمُ يَقطـــع مهجتـــي بالصيــلم ِ
ذَهَـبَ الْوَفَــــاءُ زَمَانُــــهُ وَاسْتَسْلَمَـا
وَالْعَدْلُ فِـي زَمَنِـــي يَبَـاعُ بِدِرْهَــــم ِ
لَا خَيْرَ فِيمَـــنْ قَالَ حُلْمِـــي مَقْعَــدٌ
لَا إسْمَ يَعْلُو فَــوْقَ إسْــــمِ الأَكْــــرَم ِ
فَانْظُرْ إِلَــى تِرْكِ الُأسُــــودِ عَرِينَهَـا
مِنْهُمْ أَتَـى نَحْـــوَ السَّــــرَابِ بِـلاَ دَم ِ
فَاحْمَرَّ جِفْنِي يَا دُمُـــوعِي فَاسْقُطِـي
فَوْقَ الْخُدُودِ غَــزِيـرَةً وَاسْتَسْلِمِـــي
صَــوْتُ الغُرَابِ نَخَافهُ فِـي أَرْضِنَـا
حَقَّاً نَعِيْــــشُ بِـلا لِسَــــانٍ مُحْكَــــم ِ
فَابْـــنُ الْفَقِيــرِ كِتَـابُــــهُ لَا يُغْـلَــــقُ
وَابْنُ الْخَسِيسِ علَاوَةٌ مِـــنْ مَظْلَـــمِ
وَابْنُ الرِّيَاءِ مَنَامهُ ثَــــوْبُ الحِمَـى
وَابْنُ الرِّجَالِ بِضَاعَةٌ فِي المَوْسِــم ِ
بَيْنَ الأَفَاعِي كَيْفَ عَاشَتْ وَرْدَتِي ؟
إنَّ الأَفَاعِــي فِي الحَــدَائِق ِ مَأْثَـــم ِ
فَاتَ الأَوَانُ فَيَا رِيَاحَ الصِّــدْقِ عُــو
دِي وَانْصِفِي الْقَمَـرَيْنِ بَعْـــدَ الْمَلْحَم ِ
صَبْــراً جَمِيْـلاً فَالصَّبَـــاحُ يُشَقْشِـقُ
وَاللِّيْلُ يَمْضِيْ سَـاذِجَاً مِـــنْ عَالَـــم ِ



جدار القدس
ــــــــــــــــــــــ

نــادى جـــدارُ القــدسِ صــوتاً عاليـا
مــــرّ الغــــزاةُ بخلســـةٍ قـــدْ أدبـروا
أرضُ العــــروبةِ كالعــروسِ فدنستْ
مَــــنْ يــاتــــرى يبكـــي عليهـا غائرُ
أينَ الزعيـــمُ يفـــرُّ مِــنْ دمــعِ العلــم ْ
أينَ الكــــلامُ عَـــنِ الأمــــانةِ سـائـــرُ
القـــــدسُ تبكــــي دمعـــةً لا تحتمـــلْ
مَــنْ قلبــهُ فـي الكذبِ يَزعِــمُ طاهـــرُ
كمْ مِنْ حبيبٍ غابَ عنْ أرضِ الوطنْ
كــــمْ مِــــنْ زعيــــمٍ هاربـــاً يتــآمـرُ
نــومُ الضمـيـرِ جـــريمـــةٌ لا تُغفــــرُ
حــــقُ الضيــــاءِ زمانـــهُ قـدْ سافـــرُ
عبــــرُ البحــــارِ فسلّمـــتْ مرســاتنا
يابحــــرُ ما كـــانَ الغــــريقُ مكابـــرُ
داســـــوا المنــــايا رملنا واستعمـروا
يــا شعبنـــا للظلـــمِ قــــمْ وتصــابـــرُ
لا للخــــرابِ بنــــاءهُ فــي أرضنــــا
لا للظـــلامِ يمـــــرُّ يمضــي كــاســرُ
مهمــــا رســــولُ المجدِ غابَ سيعلـمُ
ويعـــودُ لفلسطيـنُ أرضــي صــابـــرُ
سيروا رِجالُ العهدِ فــي زمـنِ المحنْ
واللهُ للقـــــدسِ العـــروبــةِ نـــاصـــرُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدد النصوص : ( 20 ) نص






المنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
أكاديمية الفينيق للأدب العربي

دموع حائرة ــ محمد صافي
المادة محمية بموجب حقوق المؤلف عضو تجمع أكاديميّة الفينيق لحماية الحقوق الابداعية
رقم الايداع : م.ص / 14 / 2011
تاريخ الايداع : 22 - 6 - 2011








  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط