|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
30-06-2020, 07:30 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
الطبيب والسلحفاة 2
الطبيب والسلحفاة
سأروي لكم حكاية سلحفاتي . أو حكايتي مع السلحفاة . قمت بافتتاح عيادة لي في الطابق الأرضي لمنزلي حيث هناك حديقة أركن إليها في أوقات الفراغ ، وما أكثرها ! أما السلحفاة ، فيعود دَافِع ألفَتِي بها حين التقطها من أحد الشوارع الإسفلتية حتى لا تتأذّى بدواليب الحافلات فتنفق . صارت دميّتي ونديمتي أرعاها وأقدم لها شرحات الخيار والخس وفي بعض الأحيان " أطبشها " وأقدم لها الهليون والأرضي شوكي والمانجا العويسي . ذات يوم اختفت السلحفاة فأدركت لاحقًا في إِبَّان معرفتي المتواضعة بسلوكيات عالم الحيوان أنها في حالة بيات شتوي . ربما تكون قد طمرت جسدها تحت التراب بعيدا عن أعين الحُساد ! أقبل الربيع وأتى"البستاني" كعادته في كل حول يزرع يروي يزبِّل ، ويرش النباتات لمحاربة الآفات . كان يحب الطرب والشْدو ، وأدائه فيه جميلا . فجأة توقف عن الغناء فأدركت أن هناك مصيبة . هرولت نحو الحديقة . لقد صدق ظني ، فضربت جبيني بكف يدي من قسوة المشهد . هوى البستاني بفأسه ونزع عن ظهر السلحفاة قطعة من درعها الواقي ، تصدَّع وتناثر الجزء المتضرر منه وظهر للعيان لحمها العاري والدم ينزف . شعرت بالبرد يسري في أوصالي وكأن هذا المخلوق جزء من كياني وابن من ابنائي . على الفور قمت بمعالجة الموقف وتَطْبِيب مكان الإصابة . غسلت الجرح وطهرته بالماء والملح ثم عجنت بودرة الزنك بزيت القرنفل . مِيزَة هذه العجينة أنها تخفف الألم وتعقم الجروح وتساعد على سرعة الإلتئام . وتعتبر هذه الخلطة عَضُد طبيب الأسنان ومنجدته في كل وقت ، فباتت رائحة زيت القرنفل ترافق أطباء الأسنان في حلّهم وترحالهم . قمت بإغلاق مكان القطعة المصابة بعجينة الزنك السحرية ، فما أن جفت صارت صلبة كمثيلاتها من درع السلحفاة . وبذلك أكون قد أنقذتها من موت محقق وعادت إلى نشاطها العادي وكأن شيئا لم يكن . بعد مرور سنة بالتمام والكمال حَضَرَ البستاني كعادته يقلّم الأشجار وينكش الأرض ... فضرب السلحفاة وأَلْحَقَ ضَرَرا مُهْلِكا في نفس دائرة الخطر من ظهرها السقيم والمُعالج ، وكأن الفأس كانت مبصرة ! وهكذا تكون قد رحلت سلحفاتي في بيات قهري تاركة لي ذكراها . |
|||
30-06-2020, 09:27 PM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
اقتباس:
أهلا وألف مرحبا بطبيبنا المبدع فوزي بيترو هناك علاقات رغم أنها بلا لغة إلا أنها تتطور وأقصد العلاقة إلى حد كبير من الألفة والإنسجام ..لا يدرك هذا كل الناس..قلة هم من يقومون بهذا بود ومتعة فيصبح الحيوان أو النبتة من اهتماماتهم التي يصير لها مع الأيام الوقت الخاص ويزداد الاهتمام ومن مر بهكذا تجربة يعرف مدى تأثيرها على نفس الإنسان . الطبيب والسلحفاة ...ربما أنها تحتاج إلى بعض العناية من حضرتكم ليكتمل الإبداع وتفيض المتعة من جديد على المتلقي فقد أحسست بتسرع القلم وكأنه يريد أن ينتهي من الكتابة ما جعل النص يبدو وكأن شيئا ما ينقصه . هناك مراحل تتواتر في القصة ولكن بشكل متسارع لم يخدم الحبك ما جعل القفلة على وجعها باهتة ومتوقعة ... المرحلة الأولى احضارها من الشارع ووضعها في حديقة العيادة وإطعامها وهناك لمحت إشارة رهيبة موجعة حين قلتم ... {{حيث هناك حديقة أركن إليها في أوقات الفراغ ، وما أكثرها !}} وما أكثرها حملت الكثير ووضحت حاجة المرء إلى (دمية) يعتني بها وتعتني به ..وسيان إن كانت الدمية متحركة أو ساكنة ، لكنها أكثر ما تظهر في حياتنا عندما يبدأ الفراغ بالتكاثر .!! وكانت المرحلة الثانية اختفاءها ودخولها السبات الشتوي ,, مشهد البستاني في المرة الأولى لم يتوقعه الطبيب وإن كان قد عالج الأمر ..لكن تكرار المشهد يثير التساؤل حول سبب عدم الانتباه ومنع تكرار ما حدث ..وكم (أدين السبات الشتوي ) الذي يجعلها تختفي عن العين الراصدة مايجعلها في مؤخرة الصور التي تعرضها الذاكرة.! في قفلة النص ... {{بعد مرور سنة بالتمام والكمال حَضَرَ البستاني كعادته يقلّم الأشجار وينكش الأرض ... فضرب السلحفاة وأَلْحَقَ ضَرَرا مُهْلِكا في نفس دائرة الخطر من ظهرها السقيم والمُعالج ، وكأن الفأس كانت مبصرة ! وهكذا تكون قد رحلت سلحفاتي في بيات قهري تاركة لي ذكراها .}} ما بين البيات الشتوي والبيات القهري مسافة حزن ومساحات وجع و (كأن الفأس مبصرة!) صورة قوية قد تحيلنا إلى تأويلات أخرى للفأس والسلحفاة ..والبستاني ..والطبيب .. وللنص كله بالنظر إليه وما فيه إلى رموز تحتاج إلى تفكيك شيفرتها وما قصد منها الناص.!! عموما التنقل السريع دون العناية كثيرا بحبكة تحقق الدهشة هو أكثر ما قهرني ..فرغم عمق الطرح إلا أن القفلة كانت عادية ومن الممكن توقعها وأخيرا وجدتك هنا قادرا على كتابة القصة القصيرة بقدرات كبيرة وواعية فهل أطمع من حضرتكم إن سمح لكم الوقت ببعض التعديل حتى تكتمل اللوحة الجميلة والمشعة.!! الأديب الدكتور فوزي بيترو بوركتم وبوك نبض قلبكم الناصع احترامي وتقديري
|
|||||
30-06-2020, 09:28 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
تكريما للناص الدكتور فوزي بيترو
أثبت النص
|
||||
30-06-2020, 09:34 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
وكأنّ اللحظات تعود لتبصِر ذات الدوّامة ، ولكن بكلمتها الفصل ..
دمتَ أيها النبيل فوزي بأنيق مداد .. وطبتَ والخيرات ..
|
||||
01-07-2020, 07:54 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
اقتباس:
لكن رؤيا المتلقي قد تنجذب نحو الظرف القاهر الذي نحن فيه . قد يتسائل أحدهم قائلا : أين نحن وهذه الحكاية من قتل وتجويع وتدمير ، ويا لهوا المفارقة حين نرى الطبيب بتألم ويطبب سلحفاة . الحدوتة التي بين أيدينا هي حكاية المحبة هو سلاح لو أدركنا قيمته لامتلكنا الدنيا وكسبنا أرواحنا قبل تذهب سدى ! أعترف لك بأن كتابة النص كانت بحاجة إلى رعاية وعناية قبل أن أتسرّع بنشرها . يسعدني ويشرفني مروركم والتعليق والملاحظات أستاذ محمد خالد بديوي . أشكرك وتحياتي فوزي بيترو |
||||
02-07-2020, 02:51 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
اقتباس:
أعلم جيدا ان أنسنة السلحفاة لم يكن هدفا للطبيب، فقد عثر عليها {{ قمت بافتتاح عيادة لي في الطابق الأرضي لمنزلي حيث هناك حديقة أركن إليها في أوقات الفراغ ، وما أكثرها !}} وما أكثرها إيحاء أو إشارة إلى شئ ما لم يقله النص,,(بقصد ..أو بدون قصد) مع أني أرجح تعمد كتابتها ووضعها في آخر الفقرة . الحالة هنا ليست أنسنة لكنها وكما تفضلتم (ألفة) محاولات للهروب من اتساع الفراغ الذي يحيط ببطل القصة.. {{ قد يتسائل أحدهم قائلا : أين نحن وهذه الحكاية من قتل وتجويع وتدمير}} هذا الشخص إن كان موجودا فعلا فقد أخطأ القراءة ، فنحن نرى القتل والتجويع والظلم والدمار في الوقت الذي نعتني فيه بقطة مدللة ..فهل العناية بالقطة يمثل خرقا لقانون المشاعر والأحاسيس حتى تتم هذه المقارنة التي لا تخضع لأي منطق.!! {{الحدوتة التي بين أيدينا هي حكاية المحبة هو سلاح لو أدركنا قيمته لامتلكنا الدنيا وكسبنا أرواحنا قبل تذهب سدى !}} أشرت لهذه النقطة بقولي: {{هناك علاقات رغم أنها بلا لغة إلا أنها تتطور وأقصد العلاقة إلى حد كبير من الألفة والإنسجام ..لا يدرك هذا كل الناس..قلة هم من يقومون بهذا بود ومتعة فيصبح الحيوان أو النبتة من اهتماماتهم التي يصير لها مع الأيام الوقت الخاص ويزداد الاهتمام ومن مر بهكذا تجربة يعرف مدى تأثيرها على نفس الإنسان .}} ثم أن جسدي ارتعش في قفلة مع التأكيد على أنني لفت انتباهي قولكم {{وكأن الفأس كانت مبصرة ! وهكذا تكون قد رحلت سلحفاتي في بيات قهري تاركة لي ذكراها .}} الفأس المبصرة أخرجتني من الدائرة الضيقة للنص إلى دائرة أوسع لتشمل ما يحدث من قتل وإادة للإنسان ,,لكنني تراجعت عن الفكرة هذه وركزت على ( البيات القهري) المرتبطة بقوة مع جملة (في أوقات فراغي وما أكثرها) هنا هنا تلمس الوجع وتحولات الإنسان عبر هذا الزمن والفترة التي يعيشها ..التركيز على الألفة والمحبة والعودة إلى إنسانيتنا قبل ان نفقد كل شئ . أخيرا : لا أدري إن كنت شاهدت الفيلم الأمريكي لتوم هانكس Cast Away قصة الرجل الذ سقطت طائرته وهو في رحلة عمل ليجد نفسه وحيدا في جزيرة عاش فيها لسنوات قام خلالها من استخدام (كرة ) للعبة الكرة الطائرة ورسم عليها ملامح بشرية ووضعها على جذع شجرة وأخذ يحادثها لسنوات قبل ان يجد طريقة لصنع قارب أوصله لسفينة نقل كبيرة لكنه وخلال رحلته في القارب سقطت منه الكرة وضاعت وكم تألم لفقدها وضياعها ..لماذا .. وهل هذا ممكن ..نعم هذا يحدث في القلوب المحبة وما تحمل من حب وسلام وألفة. الدكتور العزيز فوزي بيترو أردت من خلال هذا التعليق أن أوضح أنني لم أتوقف عند أنسنة السلحفاة او أي سئ آخر مركزا على الذكريات المؤلمة والفقد ..واتساع الفراغ في حياة الإنسان مع كل يوم يمر. بوركتم وبورك قلبكم الناصع احترامي وتقديري
|
|||||
02-07-2020, 06:37 PM | رقم المشاركة : 7 | |||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
الدكتور العزيز فوزي بيترو
أردت من خلال هذا التعليق أن أوضح أنني لم أتوقف عند أنسنة السلحفاة او أي سئ آخر مركزا على الذكريات المؤلمة والفقد ..واتساع الفراغ في حياة الإنسان مع كل يوم يمر. ..................................................................................................................... تركيزكم على الذكريات المؤلمة والفقد ..واتساع الفراغ في حياة الإنسان مع كل يوم يمر. تكون قد وضعت أصبعكم على الجرح ، وعلاج الجروح هو بالضماد الجيّد والبعد عن الأعين " المبصرة " . استمتعت بحواركم هنا أخي محمد خالد بديوي تحياتي فوزي بيترو |
|||
02-07-2020, 08:20 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
اقتباس:
وعلاج الجروح ....
{{ هو بالضماد الجيّد والبعد عن الأعين " المبصرة " }} حكمة من حكيم خبير لن أنساها ما حييت ..شكرا لتفاعلكم وسعة صدركم الأديب الدكتور فوزي بيترو . طبتم وطاب مساؤكم وكل أوقاتكم احترامي وتقديري
|
|||||
02-07-2020, 09:55 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
يا للسلحفاة تعيسة الحظ !!ويا ويح قلبي من عامل يعمل مسرعا لينهي عمله ليغادر!! وألوم أيضا الطبيب الذي رغم محبته للسلحفاة لم يحذر العامل بخصوص وجود سلحفاته في الأرض رغم عمق ارتباطه بها ووقت فراغه الطويل .
نص محزن للغاية .. بورك نبضك البديع
|
||||
02-07-2020, 10:00 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
حتمًا طبتَ والخيرات ..
|
||||
02-07-2020, 10:38 PM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
اقتباس:
وعلى رأي " شكوكو " : يا قلبي يا كتاكت ياما انت شايف وساكت ! العين التي من المفروض أنها ترعانا برعايتها تجوّعنا وتسرق خيراتنا العين في ضربة الفأس الثانية كانت تعرف طريقها . تحياتي أختنا لبنى علي تحياتي فوزي بيترو |
||||
02-07-2020, 10:39 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
اقتباس:
من العيون المتربصّة بها . أسعدني مرورك والتعليق تحياتي فوزي بيترو |
||||
02-07-2020, 11:58 PM | رقم المشاركة : 13 | |||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
تفاصيل الرعاية و التطبيب التي لقيتها السلحفاة المصابة و كل ما رافق الوصف من معلومات حول أهمية و فعالية المواد المستخدمة للتسريع في التآم الجرح جعلت للنهاية وقعا أقسى و أكبر .. فكانت صادمة تكرر الخطأ و تلقي الضربة في نفس المكان الذي تمت معالجته أمر محزن و مستفز حتى أني قلت لو أصيبت بمكان آخر كان بالإمكان إنقاذها .. لو!!! سرد جميل و سلس زاد من متعة القراءة و التشويق بالنسبة لي .. شكرا على هذا النسج الجميل مبدعنا الفاضل د.فوزي تحياتي و تقديري .. |
|||
04-07-2020, 06:40 AM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
نص اختزل لنا حكمة بجمالية السرد والفكرة
|
||||
04-07-2020, 07:38 PM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
اقتباس:
والمواد المستخدمة في العلاج الماء والملح وبودرة الزنك وزيت القرنفل واقعيا وصحيحا الخيال في القصة هو في رمزيتها . شكرا للمرور والتعليق أستاذة إيمان تحياتي فوزي بيترو |
||||
04-07-2020, 07:39 PM | رقم المشاركة : 16 | |||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
أشكرك أستاذ قصي
أسعدني مروركم والتعليق تحياتي فوزي بيترو |
|||
05-07-2020, 11:24 AM | رقم المشاركة : 17 | |||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
اقتباس:
ما أجملك وما أعذب صراحتك
{{تطبيب السلحفاة المصابة كان حقيقيا والمواد المستخدمة في العلاج الماء والملح وبودرة الزنك وزيت القرنفل واقعيا وصحيحا}} لا عيب في نقل الواقع إلى الخيال أو إلى (الكتابة) كما أنه لا عيب في نقل الخيال إلى الواقع .! أما عن (الرمزية فقد تمكنت منها ووضعت مفتاحها بعين الفأس وتعمد تكرار الحدث لا يتحمل الدكتور مسؤوليته، هذا إذا ما نظرنا إلى البستاني نظرة مريبة وعين الفأس التي كانت تدرك ما تريده بالضبط .!! مزج الواقع بالخيال ينتج نصوصا ثرية على الأغلب ويعتمد هذا على ثقافة الكاتب ..والدكتور فوزي نجح إلى حد بعيد ..وقد ناقشته بفنيات القصة القسيرة فقط التي تحتاج إى بعض العمل لا غير ..عموما العمل ناجح جدا بدليل هذا النقاش الذي أثاره واختلاف الآراء. صباحكم السعد والورد دكتور فوزي احترامي وتقديري
|
|||||
05-07-2020, 07:11 PM | رقم المشاركة : 18 | ||||
|
رد: الطبيب والسلحفاة 2
اقتباس:
نَشِّنت يا فالح ! وقد كانت هذه من أشهر الإفيهات التي كان يرددها الفنان استيفان روستي في أعماله . والفأس كانت مبصرة ، هي الغاية والقصد من هذه الأقصوصة . نجاحي أو فشلي بإيصال الرسالة هي في قبول المتلقي للنص أو رفضه . تحياتي لأخي محمد خالد بدويوي فوزي بيترو |
||||
|
|
|