زاوية : صباحكم أجمل/ بقلم زياد الجيوسي - الصفحة 8 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ عناقيد من بوح الروح ⊰

⊱ عناقيد من بوح الروح ⊰ للنصوص التعاقبية المتسلسلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-2008, 03:47 PM رقم المشاركة : 176
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *سلطان الزيادنة مشاهدة المشاركة
صباحات جميلة تلك التي ترسمها بريشتك استاذي
دمت ودام مدادك
أخي سلطان
وليجعل الله كل صباحاتك جميلة
هو الحلم بالصباح الأجمل
بمودة

زياد






  رد مع اقتباس
/
قديم 22-01-2008, 04:23 PM رقم المشاركة : 177
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *سلطان الزيادنة مشاهدة المشاركة
نتابع معك ايها الغيداق كل صباحات قلمك وروحك
وكنت اتمنى لو جعلتها كسلسلة في زرقاء اليمامة
ما رأيك؟
ود يكبر
أخي سلطان
وجودك يسعدني
ويسعد رام الله التي تشتاق
معكم دوماً
لا مانع لدي بما تقول ان كان يناسب الفنيق
رتب ما تشاء
وأنا معكم
زياد






  رد مع اقتباس
/
قديم 22-01-2008, 04:24 PM رقم المشاركة : 178
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *ضياء البرغوثي مشاهدة المشاركة
أخي زياد ، هاهي صباحات رام الله وكل صباحات الوطن تستمر في الاشراق
رغم الجراح المثخنة التي نزف بها وطننا الحبيب ،

أضم صوتي لصوتك ، في صرختك الصادقة في الدعوة للوحدة ولم شعث بيتنا الفلسطيني الحبيب .

دمت بود أخي العزيز .
ضياء يا صديقي
وهل لنا غير الوحدة من سبيل
بها تنهض الهمة
وبها يكون لنا صباح أجمل
بمودة
زياد






  رد مع اقتباس
/
قديم 22-01-2008, 10:14 PM رقم المشاركة : 179
معلومات العضو
عدنان الفضلي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع والعطاء
العراق

الصورة الرمزية عدنان الفضلي

افتراضي


صباح آخر
تضمخ برام الله
فمنحنا عطراً واشياء اخر

/
/

متابع لانثيالاتك
كونها تاتي لي باصالة وطن



لاعدمتك



الفضلي






مازلت أنتظرني عندي
  رد مع اقتباس
/
قديم 23-01-2008, 02:44 PM رقم المشاركة : 180
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عدنان الفضلي مشاهدة المشاركة

صباح آخر
تضمخ برام الله
فمنحنا عطراً واشياء اخر

/
/

متابع لانثيالاتك
كونها تاتي لي باصالة وطن



لاعدمتك



الفضلي
الفضلي الجميل
هي رام الله التي تحلم بلقاء كل أحبتها
تحدثكم حديث الوطن
تنتظركم مع فجر لا بد آت
فجر الحرية
دمت بألق ومحبة

زياد






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-01-2008, 02:48 PM رقم المشاركة : 181
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي صباحكم أجمل/ يا خوفي من عتم الليل

الأربعاء,كانون الثاني 23, 2008



صباحكم أجمل/ يا خوفي من عتم الليل
مطر.. مطر.. مطر.. عيناك غابة نخيل ساعة السحر، هذا البيت من الشعر للكبير الراحل بدر شاكر السياب أول ما يخطر ببالي بعد حمد المولى على تساقط الغيث، فبعد أيام من المطر جاء الرئيس بوش إلى رام الله، جاء وهو غير مرحب به من الفعاليات الشعبية والوطنية، وبسبب الأمطار قدم بموكب سيارات بدل المروحية، ولكنه قبل أن يغادر رام الله، كان المطر قد توقف والغيوم قد انقشعت، فغادرنا بمروحيته التي أزعجت السكان والطيور، حتى أن الحمائم على نافذتي فزعت وهربت لتختبئ، فصوت المروحيات كان بالغ الإزعاج، والحمام رمز السلام، شعر أن الضيف الغير مرحب به شعبياً، ستجر زيارته ويلات على شعبنا بدل السلام، وهكذا كان.. فقد توقف المطر حتى أمس صباحاً، وطغى البرد وموجات من الصقيع، فدمر محصول الخضار وارتفعت الأسعار، وتفهم الرئيس بوش حق "إسرائيل المظلومة" والمعرضة للعدوان الفلسطيني بالدفاع عن النفس، هذه المسكينة التي يحتل شعبنا الفلسطيني أراضيها، ويقيم دولته على أراضيها التي أغتصبها منها، ولا يكف عن قتل سكانها بالمروحيات والمدفعية، ولا تكف قواته عن اجتياح مدنها ومخيماتها وأسر أبنائها واغتيالهم، وأيضا يضرب شعبنا الفلسطيني بكل الاتفاقيات الدولية بعرض الحائط، فيقطع الكهرباء والماء والوقود عن إسرائيل المسكينة، ويترك سكانها بدون أبسط وسائل الحياة، فتفهم الرئيس بوش حقها بالدفاع عن النفس جيداً، وكانت شاشات الفضائيات عبر العالم كله شاهداً على مفاهيم الدفاع عن النفس، حسب المفهوم الأمريكي والإسرائيلي.
غزة وشعبنا هناك غرق بدم الشهداء وأنات الجرحى، غرق بالظلام والجوع وانعدام مياه الشرب وفيضان مياه المجاري، إضافة للبرد القارص الذي يخترق العظام، وكم كانت روحي تشعر بالألم يمزقها، وأنا أستمع لأصدقائي في غزة الذين لا ناقة لهم ولا جمل، وهم يعانون كل هذه المعاناة والألم، وإن خفف عنيّ قليلاً هذه الهبة الشعبية التي انتشرت في الوطن العربي الكبير، متخطية الحكام وأولي الأمر، وتوافقت مع مسيرات ومظاهرات غضب سادت الأرض المحتلة كلها، فالشعب واحد والألم واحد، بغض النظر عن كل الصراعات التي أوصلتنا إلى هذه النقطة.
مطر يتساقط يبشر بخير قادم ومستقبل لعله يكون أجمل، وها هي رام الله تغسل روحها بقطرات المطر وتتطهر من كل أثار خفافيش الظلام، فترتدي حلة جميلة من الغيوم التي تغسل شوارعها ومساكنها، وتساهم بغسل روحي من الآم سادتها خلال الأيام الماضية، فكم شعرت بألم الروح في الأيام الماضية وكم هي قسوة السجن في مدينتي منذ سنوات طويلة، حين علمت من أخي الأصغر أن والدتي التي لم أراها منذ سنوات طوال، قد أصيبت منذ ثلاثة أيام بكسر في عظم الفخذ ونقلت للمشفى، وفي الأمس أجريت لها عملية جراحية، وأنا هنا أسير رام الله وهي أسيرة عمان، ولا أقدر أن أكون بجانبها، ولا أمتلك إلا الهاتف أكلمها دقائق معدودة لا تغني ولا تسمن عن جوع شوق للقاء أمي وقهوة أمي، مضافاً لذلك وفاة شاب بعمر الورود بحادث سيارة، ابن لعائلة كل أفرادها أصدقائي، فغادرنا "وجد زعرور" في لحظة خاطفة، تاركاً في النفوس ألما وفي الروح لوعة، ومساء الأمس في بيت العزاء سالت دموعي التي حاولت أن أواريها، حين قدمت العزاء لوالدته الشاعرة الرقيقة والطيبة، فأمسكت بيدي وهي لا تقوى على الوقوف وتقول لي: "شايف يا خوي يا زياد شو صار"، فأحبس الدمعة في العين محاولاً أن لا تسيل أمامها وأنا أشد من أزرها، وفي لحظة قفزت صورته أمامي حين كنت أشارك بحفل تخريجه من المدرسة قبل شهور معدودة، وأنا التقط له ولأسرته الصور مسجلاً الفرحة في العيون، لأرى الأمس دموع الحزن والألم في عيون أهله ومحبيه جميعاً، فلكم العزاء يا أصدقائي باسم وسوزان وونيس وداليا، والموسيقار عيسى والشاعر عماد، فوجد فقيدنا جميعاً، غادرنا وترك الوجد في النفوس والأرواح، فله الرحمة ولنا جميعاً العزاء.
رام الله تضم حبي وألمي وجراحي بين جناحيها، هي وطيفي فقط من يخفف الحزن الذي يسكن النفس، فغادرت بيت العزاء وجلت قليلا تحت المطر برفقة صديقي الشاعر العطاري بسيارته، لأتركه بعدها وأحتسي كوباً من الشاي بالنعناع في كافتيريا أرتاح فيها مع أصدقاء، ومن ثم أغادر ورام الله المكان رغم البرد الشديد سيراً على الأقدام، رافضاً كل عروض إيصالي بسيارة لصومعتي، فقد كنت بحاجة لأن أعانق برد رام الله ومساء رام الله، فسرت على أقدامي باتجاه الصومعة وأنا أشعر برام الله تحضنني وتبث الدفء في روحي، رأيت رام الله تسير بجواري بشعرها الأسود الفاحم المنسدل على كتفيها، ووجهها الأسمر المشوب بالحمرة وابتسامتها الوضاءة، كما تتجسد مدينة كأجمل النساء، شعرت بطيفي يضمني ويمنحني الدفء والحنان، ما أجملك يا طيفي وفيك "أنا رأيت النور الذي يخرج من معبد".
في مقالي الأربعاء الماضي تحدثت عن شارع النـزهة في رام الله، مناشداً بلدية رام الله أن تدعه لنا للنـزهة وتبعد عنه شر البنايات المرتفعة التي ستخنق منا القلب، وفي نفس اليوم كنت أتلقى من الصديق الوسيم المهندس محمود عبد الله، نائب رئيسة البلدية رسالة يقول فيها: " في البداية شكرا لك على النصيحة وعلى كتاباتك الشيقة، بخصوص المشروع المقترح ليس تجاريا ولكن مكاتب لجميع القطع في المنطقة، في الواقع أن الناس يستطيعون بناء محلات تجارية وشقق سكنية، ويتم تأجير الشقق مكاتب إذا ما أبقينا الحال كما هو حاليا، وتكون لكل شقة موقف لسيارة واحدة، ولا تستطيع البلدية اتخاذ إجراءات خاصة لمواقف السيارات، ويكون البناء غير قابل للتغيير، وعندما نقترح مكاتب يمنع البناء التجاري ويسمح بمكاتب أو سكن في جميع الطوابق بغض النظر عن عدد الطوابق، ويجب توفير موقف سيارة لكل 70 متر مربع وليس لكل شقة، هذا توضيح للوضع وليس دعوة مني لقبول الرأي، فالمعلومة الصحيحة مهمة.. مع الاحترام".. والحقيقة أني ممتن للمهندس محمود ومجلس البلدية سعة صدرهم وتقبلهم للنقد وتجاوبهم مع الملاحظات، إلا أني أكرر ما قلته في ردي على الرسالة وهو: "أخي محمود.. تحية وشكر للتوضيح، وآمل أن لا تكون ملاحظاتي تسبب لأحد في المجلس إزعاجا، فلا مصلحة لي سوى انتمائي لهذه المدينة الجميلة التي أحب، ولا أمتلك لا بيتاً فيها ولا مصلحة تجارية، وبغض النظر عن اسم التصنيف تجاري أو مكاتب، فلست ضليعاً في هذه المصطلحات، إلا أني كمواطن منتمٍ للمدينة، ومن وجهة نظر جمالية محضة، لا أقبل بفكرة البنايات المرتفعة، وأشعر بها تخنق منا الروح والقلب، وأعتقد أنه يمكن للبلدية منع ترخيص أي شقة سكنية تستخدم كمكتب، وأعتقد أن البلدية تقوم أو المفترض أن تقوم بالتدقيق على المكان المطلوب له الترخيص.. دمت بمحبة".
هي رام الله المعشوقة والحب وذكريات الطفولة، منذ وطأت أقدامنا إياها وسكنا في حدود بلدية بيتونيا ولرام الله أقرب، في تلك المنطقة الجميلة التي تحدثت عنها في مقالي السابق، والتي سأكمل الحديث عنها في مقالات لاحقة إن كان في العمر بقية، هي رام الله التي لا يفارق حبها كتاباتي منذ سنوات، وهذه الصباحات التي دخلت عامها الثالث تشهد على ذلك، فلا تلموني في حبها، ولا على أي نقد لا غاية له إلا مصلحة المدينة التي أحب، فأنا كنت وما زلت أخشى على رام الله والوطن كله من عتم الليل.
أقف لنافذتي أرقب قطرات المطر، أحتسي كوباً من الشاي الأخضر المغاربي بالنعناع، أضم روح طيفي البعيد القريب، أستمع لشدو فيروز تشدو:
"أنا خوفي من عتم الليل، والليل حرامي، يا حبيبي تع قبل الليل يا عيني لا تنامي، يا حبيبي لا تغيب كتير، بتتأخر ليليه أنا ما بدي هدايا حرير واسواره عيديه، بدي من عشيه نقعد بالسهرية، صوتك يضحك ملو البيت ويضوي أيامي، وعدوني عيونك بالنوم ورجعوا سهروني، وراح اليوم وميت يوم ما عادوا سألوني".
صباحكم أجمل.
زياد جيوسي
رام الله المحتلة 23\1\2008
http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com/






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-01-2008, 04:43 PM رقم المشاركة : 182
معلومات العضو
ضياء البرغوثي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للإبداع الأدبي
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية ضياء البرغوثي

افتراضي

تحية لروحك أخي زياد ،

وما زلنا نعانق صباحات رام الله بنبض حروف العابق بالجمال زياد ،

أسد الله صباحاتك أخي زياد ،


ما زلت عند وعدي .

دمت بكــــل ود .






  رد مع اقتباس
/
قديم 24-01-2008, 03:14 PM رقم المشاركة : 183
معلومات العضو
سلام الباسل
عضو أكاديمية الفينيق
لأكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
عضو تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية سلام الباسل

افتراضي




مطر.. مطر.. مطر.. عيناك غابة نخيل ساعة السحر،
يقفز هذا البيت
الى اذهاننا كل مطر

الجيوسي
تمطرنا دائما
بصباحات جميلة
كل التقدير
سلام







  رد مع اقتباس
/
قديم 24-01-2008, 03:19 PM رقم المشاركة : 184
معلومات العضو
سلام الباسل
عضو أكاديمية الفينيق
لأكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
عضو تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية سلام الباسل

افتراضي




صباحات
بنكهة الارض
تحية لك وللوطن

كل التقدير
سلام







  رد مع اقتباس
/
قديم 25-01-2008, 08:15 PM رقم المشاركة : 185
معلومات العضو
سامح عوده
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية سامح عوده

افتراضي




الرائع زياد جيوسي ..

أيها الماطر .. ( ذوقا ً .. ) .. المشبع عشقا ً لوطن .. يعشق المطر
ها انت تفتح الذاكرة .. وتشرع أبواب الذاكرة .. على مصراعيها ..
بين .. ال ( فرح .. ) ..

وحفنات الوجع ..
بدأت مع السياب .. وذكريات المطر .. وها هو كانون السياب .. يستيقظ من جديد
لنردد مع ( ترنيمة .. ) .. المطر ..
اما عن المبكي .. ( فحدث .. ) .. ولا حرج .. وقد نثرت الملح على الجرح .. !!
وانت أول من عرف طعم الجرح .. والملح حينما يكون دواءً للامعاء الخاوية ..
لبوش .. لا أهلا ولا سهلا ً .. وأنت تعرف موقفي مسبقا ً .. لكن موازين السياسة
وقرفها قد تدفعك الى أمور لن ترضي عامة الشعب !!
اما لغزة فلها من القلب الف سلام .. ولشعبنا الصابر الف تحية
لا يختلف على ان حصار غزة امر ظالم .. وهو انتهاك لحقوقنا الشرعية ..
ولكن ربما يلزمنا الان مراجعة شاملة لما فات وما سياتي ..
في رام الله ..
أمطار .. وفعاليات .. وأقلام واعده .. نعم
وهناك ( البزنس .. ) .. الذي ربما يأكل كل ما هو تراثي .. في تلك المدينة
التي لها في التاريخ .. والجغرافيا .. وفي العشق مكانه خاصة ..
ولهم أقول اتركوا رام الله وشانها واذهبوا الى مناطق جديدة لتشيدوا فيها ابنيتكم
مودتي











sameho120@hotmail.com
http://www.dardasha.net/montada/uplo...1168087429.gif
مــــــــدونـــــــتي ...
sameho120@yahoo.com
[/b][/size][/center]
  رد مع اقتباس
/
قديم 25-01-2008, 10:48 PM رقم المشاركة : 186
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي

زياد جيوسي

صباحكم عطر جنة

اثراء انتم سيدي


كل الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-01-2008, 09:18 PM رقم المشاركة : 187
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *سلام الباسل مشاهدة المشاركة



صباحات
بنكهة الارض
تحية لك وللوطن

كل التقدير
سلام

الأخت سلام
"هذه الأرض التي تمتص جلد الشهداء
تعد الشمس بقمح وكواكب
نحن في أحشائها ملح وماء
وعلى أحضانها جرح يحارب"
وهكذا صباحات لوطن هو وشعبنا
جرح يحارب
بمودة
زياد






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-01-2008, 10:34 PM رقم المشاركة : 188
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية عبدالله مشاهدة المشاركة
عناق لصباح آخر من صباحاتك المفعمة بالدفء
تساقطت اليوم بضع قطرات من المطر..
انسابت في سماءاتنا تشكل مراثي قلوبنا

لا أدري..

أبكتني هذه الحروف


شكرا زياد / كن بخير

ودّ وياسمين
ايا سمية
في الوطن والأسر في الوطن
لا أمتلك الا أن أعاتق الوطن
أحتضن المدينة
ارنو كل صباح للشمس
احلم بفجر حرية قادم
وفي الأمسيات أتصيد القمر بين الغيوم
لعله يحمل شوقاً لأحبة في المنافي والشتات
تفصلنا عنهم حراب الجند السوداء
ومرور السنوات
دمت بود ووطن
زياد






  رد مع اقتباس
/
قديم 27-01-2008, 10:38 AM رقم المشاركة : 189
معلومات العضو
سلطان الزيادنة
عضو مؤسس
أكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية سلطان الزيادنة

افتراضي

صباحك وطن
قمت بما اردت
نتابع معك صباحاتك الاجمل
ود






  رد مع اقتباس
/
قديم 28-01-2008, 01:52 AM رقم المشاركة : 190
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *سلطان الزيادنة مشاهدة المشاركة
صباحك وطن
قمت بما اردت
نتابع معك صباحاتك الاجمل
ود
دمت ايها الأجمل
معكم دوما
زياد






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-01-2008, 02:16 PM رقم المشاركة : 191
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي صباحكم أجمل \ ثلج ثلج

الأربعاء,كانون الثاني 30, 2008

صباحكم أجمل \ ثلج ثلج

رام الله ترتدي فستان زفافها الأبيض، الثلوج بدأت تتساقط منذ الليل، وما زالت تتساقط ندفاً جميلة، أطل من نافذتي في هذا الصباح المبكر قبل صحو الطيور، فأرى الشوارع والبنايات ترتدي حلة بيضاء ناصعة البياض، جميلة رام الله في الشتاء كما هي جميلة في كل الفصول، ففي الشتاء ورغم بردها الشديد يكون لها نكهة خاصة وجميلة، تمازج بين الثلج والمطر، الجبل وهواء الساحل الذي تطل عليه من بعيد، وفي الخريف لها جمال أوراق الذهب المتطايرة، فأراها ابنة الخريف، وفي الربيع تزدهي بحلتها الخضراء وأزهارها المتنوعة الشكل والجمال والعبق، وفي الصيف تكون ذات نسمات ناعمة ترد الروح، فهكذا كانت مصيف فلسطين، جميلة في كل أوقاتها.
أمطار وثلوج، نعمة من المولى بعد انتظار طال، فنحن في "الكوانين" ولم تكن الأمطار حسب المعتاد، ونحن بحاجة لمطر السماء ورحمة المولى، فمعظم الينابيع قد جفت مع الزمن، وأحواض المياه وضع الاحتلال يده عليها، وغالبية الآبار الارتوازية تحت يد الاحتلال، يستولي على مياهنا ويبيعنا إياها بكميات قليلة، بينما المستوطنات القابعة كالسرطان على أرضنا تتمتع بمياهنا، ونحن نعاني من شح المياه في الصيف.
طوال الأمس كانت تهطل الأمطار ويتخللها حبات البرد أو كما كنا نسميها حب العزيز، وكانت الرياح قوية بما يمنع الحركة، فكانت المدينة رام الله شبه فارغة مقارنة بالأحوال العادية، ولعل نشرات الأخبار التي تحدثت عن الثلوج والاستعدادات لمواجهتها لعبت هي الأخرى دورها بخلو الشوارع من المارة باكراً، فالمعروف أن رام الله يتضاعف عدد سكانها نهاراً من خلال حركة القرى المجاورة، المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمدينة.
منذ أيام شهدت المدينة كم من المسيرات الشعبية الكبيرة، فوفاة "حكيم الثورة وضميرها"، كان لها وقعها الكبير على نفوس الناس، فالحكيم مناضل تاريخي ومتميز بمسيرته، قد يختلف الكثيرون مع نهجه وفكره، لكن لا أحد يختلف أنه كان مناضل صلباً ونقياً، فتأثرت بوفاته كثيراً، وشاركت بالجنازة الرمزية التي أقيمت له بالتوافق مع جنازته الرسمية في عمّان، وقلت في نفسي: ها هو أحد أنقى المناضلين والقادة قد رحل، فمن يا ترى بقي من هذا الرعيل الأول للثورة الفلسطينية المعاصرة، فالحكيم حظي على احترام الجميع عبر تاريخه، وأذكر أني التقيت به بمناسبات عدة ضمن مجموع من الناس، فترك في نفسي أثراً طيباً، ورغم أني لم أقتنع بفكره العقائدي، إلا أنه بقي في ذاكرتي كأحد العمالقة الكبار الذين لا يمكن نسيانهم بسهولة، والذين يجبرون المرء على احترامهم.
الفن رغم كل الظروف التي تمر على روح المرء يبقى هو من يبث الأمل في الروح، ومن هنا كان"العشاء الأخير في رام الله"، عنوان لعمل مسرحي متميز حضرته على قصر الثقافة الخميس الماضي، وكان من الجمال أني لم أتمالك نفسي حين رجعت أن أنكب على حاسوبي وأكتب عنه نصاً طويلاً، فقد افتقدنا المسرحيات المتميزة منذ فترة، وأول الأمس كنت مدعواً من قبل مسرح القصبة لحضور اجتماع تقييمي لمهرجان القصبة السينمائي الدولي، وإن لم أفاجئ بعدد الحضور الذي لم يزد عن ستة أشخاص بما فيهم من حضر متأخراً، فقد اعتدت على ذلك بأكثر من مناسبة، وفي نفس الوقت لا اسمع في الأحاديث الجانبية من أبناء عالم السينما إلا الشكوى والتذمر، فيا ترى لما لا نجدهم حين يستدعي الأمر وجودهم؟
في الأيام الماضية ورغم البرد وبسبب بعض من الآم نفسية سادت روحي، كنت الجأ للمشي لمسافات طويلة، فليس مثل السير على الأقدام وتنشق الهواء المنعش من علاج للروح، الوحدة صعبة جداً، والأسر في رام الله رغم عشقي الكبير لها بدون حركة متعب جداً، وخاصة حين يكون هناك حدث يتمنى المرء أن يكون فيه، لكن لا يمتلك من أمره شيئاً، فيكبت ألمه وقهره، وحينها الجأ للسير كي استرد روحي المتعبة، وهذا المسير أعادني من جديد لذكريات الطفولة واستكمالها، ففي بيتونيا لصيقة رام الله كانت بداية عشق رام الله، وقد تحدثت سابقاً عن المنطقة التي سكناها وجمالها وأهلها الطيبين، وكانت إجازة الصيف فرصة للتعرف على الحي الصغير والمنطقة المحيطة فيه، الممتلئة بالبساتين والجمال، وما أن انتهى الصيف حتى كنت في مدرسة بيتونيا التي كانت إعدادية بتلك الفترة، وكان ما يسعدني أنني أصبحت وشقيقي الصديق جهاد في مدرسة واحدة، فكان هو في الأول الابتدائي وأنا في الثالث، نذهب سوياً للمدرسة التي كانت بعيدة نسبياً ونعود سوياً، نرتدي اللباس "الكاكي" كجنود في ساحة وغى، نحلق شعورنا على درجة الصفر، وما زلت أذكر كيف بكى شقيقي حين قصوا له شعره أول مرة، لكنه اعتاد على ذلك كما اعتدنا قبله، والحقيقة أنه لم تترك مدرسة على روحي من أثر مثلما تركت مدرسة بيتونيا، ولم يترك مدرسون بصماتهم على شخصيتي كما هم مدرسوها، فكانت خير مدرسة لم أنساها ابداً، وخير مدرسون خالدون في النفس والروح، وخير مكتبة مدرسية كان لها الفضل الكبـير على توجهاتي الأدبية، فمنها كانت البداية وعلى يدي أستاذي الكبير المرحوم أبو حازم، خالد الأسمر مدرس العربية، الذي كان يوجه اهتماماً خاصاً لطلابه بالتركيز على المطالعة الخارجية، وعلى كتابة مواضيع الإنشاء وقراءة الشعر، فقد كان مدرسونا يمتازون بالعطاء والاهتمام بالطالب، فالمدرس بتلك الفترة كان يمثل قيمة اجتماعية وتربوية كبيرة، كان يعيش بوضع مادي مريح نسبياً، وله مكانته الخاصة والمحترمة في المجتمع ويندر أن يرد له أحد طلباً ، لذا كان للمدرس تأثيره في المجتمع المحيط، فهو المدرس والموجه والمصلح الاجتماعي، هيبة واحترام، وليس كما نرى في هذه الأيام من انحدار بوضعه المادي والاجتماعي، حتى أن سمة العمل بعد الدوام لتأمين بعض من احتياجات الحياة، أصبحت سمة منتشرة، مما أدى لتأثر العطاء والقدرة، وتغير المناهج وأساليبها، فأين جيل العطاء الذي عايشناه من اليوم؟، ومن ممن درسوا بفترتي التي أتحدث عنها يمكنه أن ينسى تأثير المدرس وهيبته، من يمكنه أن ينسى الأساتذة الكبار مثل المرحوم خالد الأسمر والمرحوم الشيخ عطا، والأساتذة الآخرين نخلة زيت وإبراهيم الطوبجي وإبراهيم الطرشة وعزمي الخواجا والمرحوم الأستاذ سماره وغيرهم الكثير.
الثلج يتساقط ندفاً جميلة وأنا أقف لنافذتي، التقط بعض الصور لهذا الجمال، أحتسي كوباً من الشاي الأخضر بالنعناع، هذه العادة الجميلة التي علمني إياها أصدقائي المغاربة منذ فترة الدراسة الجامعية، لا صحف وصلتني اليوم ولا مجال لالتقاط بث الفضائيات، تقطع للكهرباء كالعادة بين وقت وآخر، فيضيع بعض ما أكتب إن لم أكن قد حفظته، الحمائم والعصافير لم تخرج من أوكانها وأعشاشها، فلم تمنحني جمال عزفها في هذا الصباح، ترف روح طيفي الجميل في فضاء صومعتي، فيروز تشدو بصوتها المميز:
"ثلج ثلج عم بشتي الدنيا ثلج، والنجمات حيرانين، وزهور الطرقات بردانين، والغيمات تعبانين، عا التلة خيمات مضويين، ومغارة سهرانه فيها طفل صغير ،بعيونه الحليانة حب كتير كتير، ثلج ثلج شتي خير وحب وثلج على كل قلب وكل مرج ألفه وخير وحب مثل الثلج".
صباحكم أجمل.
زياد جيوسي
رام الله المحتلة 30\1\2008
http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com/
مدونة أطياف متمردة








  رد مع اقتباس
/
قديم 06-02-2008, 03:02 PM رقم المشاركة : 192
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي صباحكم أجمل \ رام الله بتحلى أكثر بشجرها الأخضر

الأربعاء,شباط 06, 2008


صباحكم أجمل \ رام الله بتحلى أكثر بشجرها الأخضر
عنوان صباح اليوم هو شعار حملة تشجير رام الله، هذه الحملة التي انطلقت في الأمس صباحاً من جوار مقر الرئيس الشهيد، حملة أطلقتها بلدية رام الله بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس البلدية لهذه المدينة العريقة، حملة ستزرع فيها آلاف الأشجار، وبدأت بزراعة الشجرة الأولى قرب ضريح الرئيس، زيتونة مباركة كهذه الأرض المباركة، مبادرة جميلة من مجلس البلدية ممثلا بالأخت جانيت ميخائيل رئيسة المجلس وأعضاء المجلس جميعاً وكادر البلدية، وبالتعاون مع القطاع الخاص وخاصة المصارف، فهذا القطاع بدأ يدرك كم له من دور في المساهمة بالتطوير، لا أن ينغلق على ذاته وعمله الخاص، وقد كان حفل انطلاقة حملة التشجير برعاية وزير الحكم المحلي، ورئيس ديوان الرئاسة ومشاركة وزير الزراعة والمحافظ وممثلي المصارف والقطاع الخاص، وضمن حشد كبير من المواطنين والمتطوعين لزرع الأشجار، فلعلنا نستعيد لرام الله غطائها الشجري ولونها الأخضر، وأن نستعيد زرع الشجر بجانب بناء الحجر، لا أن ندع الحجر يقتلع الشجر ويحل محله، وخاصة أن الاحتلال يضع نصب عينيه قلع الأشجار من بلادنا وتحطيمها، حتى بلغت الأشجار المقتلعة والمدمرة من الاحتلال ما يزيد عن مليون ونصف شجرة، المفترض أن نزرع مقابل كل شجرة عشرة أشجار، فالمعركة مع الاحتلال تشمل كل النواحي، فهو يستهدف البشر والشجر والحجر، فكلما دمر بيتاً علينا أن نبني بيوت، وكلما قطع شجرة علينا أن نزرع أشجاراً، وكلما استشهد لنا بطل شهيد، ستأتي "النشميات" بعشرة أبطال يكملون المسيرة، وقد سرني لقائي العديد من أصدقائي هناك، ومنهم صديقي التوأم الدكتور هاني الحروب، الذي استغل طريق عودتنا ليستعرض قدراته عليّ بالزراعة وطرقها وأساليبها، مستفيداً من معرفته أني رغم عشقي للشجر والنبات لم أعش يوماً في القرية وبالتالي لم أمارس الزراعة والفلاحة.
صباحك أخضر يا رام الله، صباحك الحب والجمال وشروق الشمس بعد موسم الثلوج التي لم يبقى إلا بقايا منها، صباحك أخضر بلون الربيع القادم والدائم، ربيع الأزهار والأشجار وربيع الحرية، كم كنت سعيداً وربما كنت كما قال لي الأخ سمير عميرة عضو مجلس البلدية، أسعد الموجودين بحملة التشجير ، حتى أني شعرت بالدفء يتسرب لكل خلايا جسدي، فنزعت معطفي رغم برد الجو وبقيت مرتدياً قميصاً بدون معطف ولا رداء صوفي، لعله الفرح برؤية الأشجار، وعودة بعض مما افتقدناه بث الفرح والدفء في روحي وجسدي، فمبارك لك يا رام الله ردائك الجديد، ومبارك لنا ولادة الأشجار الجديدة بعد أن شعرت بالأسى على أشجار قتلها تراكم الثلوج عليها، فلم تحتمل وخرت صريعة بعد أن صمدت مئات السنين، ومبارك هذا الجهد الرائع يا بلدية رام الله، ومبارك لنا جميعا مئوية تأسيس بلدية تعمل كل جهدها لتجعلنا نحب رام الله أكثر.
الفرح يستجلب الفرح، والشجر يستحضر الشعر، فكان المساء جلسة شعرية جميلة للشاعرة روز شوملي في المركز الثقافي الفرنسي الألماني، حيث ألقت مجموعة من أشعارها الجميلة والمؤثرة، وسط تفاعل من الحضور ومناقشات جميلة، أزالت الشعور بالبرد في الخارج، خرجت بعدها وسرت في الشوارع رغم البرد الشديد الذي كنا نقول عنه: "برد يقص المسمار"، كناية عن شدته، وبعد جولة لم تطل كنت بطريقي للصومعة أبحث عن قليل من دفء وأعد طعامي لليوم التالي، ومن ثم أتفقد بريدي وأقرأ قليلاً قبل النوم.
هي رام الله في هذا الصباح، فأستذكر ابنة لرام الله تقيم في المهجر والمنفى، قارئة جيدة لصباحات رام الله، خاطبتني يشدها الحديث الذي أتحدثه من الذاكرة عن المدينة، تشدها الصور التي تلتقطها عدستي، فيثور الحنين في روحها فتحدثني عن بيتها وطفولتها، ومن باب المصادفة أن تكون المنطقة التي أقيم بها حالياً، شهدت الكثير من طفولتها، فقالت: أنها بمقدار ما شعرت بالفرح، إلا أنها بكت حين بدأت أحاديثي تعيد وهج الذاكرة لها، فاستذكرت رام الله والطفولة والجمال، فهكذا هي رام الله تغرس بالذاكرة ولا يمكن نسيانها أبداً.
أول الأمس ومع سطوع الشمس بعد الثلوج، وجدتها فرصة للسير في شارع الإذاعة حتى وصلت لمسرح عشتار، فوجدتها فرصة لزيارة الأحبة هناك لأهنئهم مواجهة على المسرحية الرائعة "العشاء الأخير في فلسطين"، ومن هناك عدت ماراً بطريقي ببيت صديقي الكاتب جميل حامد، فجلسنا تحت شجرتي الجوز والسرو نحتسي القهوة، نستمع لزقزقة العصافير التي كانت فرحة بنور الشمس، فعدت بالذاكرة لتلك الفترة التي امتدت عامين من السكن في بيتونيا درست خلالها الثالث والرابع الابتدائيين هناك، قبل أن نرحل لرام الله بالسكن، وبقيت عاماً آخر درست فيه الخامس الابتدائي في نفس المدرسة، قبل أن انتقل لمدرسة البيرة الجديدة لدراسة الصف السادس الابتدائي في الأعوام 66\1967 ، فبيتونيا والمنطقة التي سكنا بها والتي كانت أقرب لرام الله بالمسافة منها لقلب بيتونيا، كانت غابة من الأشجار وخاصة السرو والصنوبر، وكانت العصافير تصدح باستمرار، وإن كنت قد تحدثت في المرات الماضية عن المنطقة وجمالها، وعن مدرسة بيتونيا وتأثيرها، فأني أستذكر الآن أنه إن كنت قد تعلمت الدرس الأول بالمقاومة بالحجر في مدرسة خليل السكاكيني في القدس، وكانت الثورة الجزائرية هي الموجه الأول لروح المقاومة في أرواحنا بتلك الفترة، إلا أن مدرسة بيتونيا كانت المعلم الأول لي بأسلوب نضالي جديد، المشاركة بالمظاهرات حيث شاركت أقراني وزملاء المدرسة، المظاهرة الأولى في حياتي احتجاجاً على تصريحات الرئيس الحبيب بورقيبة، أثناء زيارته للأردن والضفة الغربية من فلسطين، وإن لم تخني الذاكرة فقد كان ذلك في عام 1964، وفي تلك الفترة بدأت أطل من خلال مجلة آخر ساعة والمصور المصريتين على القومية العربية والقائد جمال عبد الناصر، وعلى ثورة السلال باليمن، فقد كان والدي كغالبية الناس بتلك الفترة من أشد المعجبين بناصر، وكان يحضر هذه المجلات فألتهمها التهاماً، وكنت أستمع لأحاديثه عن ناصر والسلال بإعجاب شديد، إضافة لتأثير بعض الأساتذة من أصحاب الفكر القومي علينا كطلبة صغار بالسن، من خلال أحاديثهم لنا عن القومية العربية والوحدة العربية من الماء للخليج.
أما الجانب الآخر من تأثير مدرسة بيتونيا على روحي، فقد كان حضوري مع طلبة المدرسة أول فيلم سينمائي في حياتي، فيلم جميلة بوحريد المناضلة الجزائرية المعروفة، فقد أخذنا أساتذتنا لحضور الفيلم في قاعة سينما دنيا في رام الله، هذه الدار الفاخرة للعروض والتي جرى هدمها قبل حوالي عشرة سنوات، لتتحول ساحتها إلى موقف للسيارات، ومن ثم إلى مشروع لمبنى تجاري ضخم يحمل نفس الاسم، وقد كان هذا الفيلم الأول في الذاكرة البداية لعشقي فن السينما واهتمامي به، وفي الجانب الآخر كانت المدرسة حريصة على إقامة حفل فني في نهاية كل عام دراسي، تتخلله مسرحية صغيرة من إعداد وتمثيل الطلبة، لذا نشأت على عشق المسرح ومتابعته عندما كانت تتاح لي الفرصة، وفي المرحلة التي تلت إنهائي الثانوية وبدء دراستي الجامعية، كنت من رواد المسرح الدائمين في دمشق وبغداد، وما زلت حتى الآن متابعاً للسينما والمسرح، ولعلي في مقالات قادمة أستذكر هذا الجانب من حياتي بتفصيل أكبر.
صباح آخر تفاجئني الأخبار فيه بتجدد العدوان على غزة وأهلنا هناك، فيستشهد تسعة ويتجدد الحصار، فالاحتلال لا يتوقف عن القتل سواء في غزة أو الضفة، والساسة ما زالوا لم يدركوا أن انقسامنا هو من يشجع العدو علينا، فإلى متى أيها السادة يستمر هذا الصراع؟
فنجان قهوتي وطيفي البعيد القريب الساكن الروح، هديل الحمام على نافذتي، شمس مشرقة وجو بارد، وشدو فيروز يشدني ككل صباح:
"بظل فيه اتنين، عيون حلوه وإيد يعمروا ضيعتي الخضرا على مد العين، وصغيره ومسيره على الغيم، بتزوغ وبتحكي عصافيرها، شو بيمرق عليها رياح وضيم، وبتظلها تلاقي نواطيرها".
صباحكم أجمل.

زياد جيوسي
رام الله المحتلة 6\2\2008
http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com/
مدونة أطياف متمردة






  رد مع اقتباس
/
قديم 13-02-2008, 01:44 PM رقم المشاركة : 193
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي صباحكم أجمل\ غِمار الزهر

من بيوت رام الله القديمة والجميلة
عمره الآن تجاوز الثمانون عام
"بعدستي الشخصية"





صباحكم أجمل\ غِمار الزهر

يعود إلينا المطر من جديد، فتحتفل به الأرض وتحتفل به رام الله، فهو يترافق مع حملة التشجير التي بدأت، حملة تقوم بها البلدية بالتعاون مع القطاع الخاص والفعاليات الشعبية، وتعد هذه الحملة أنموذجا يجب العمل على تطبيقه في المجالس والبلديات الأخرى، فهو ليس جهداً حكومياً لينتظر الجميع الحكومة لتقوم به، بل مبادرات ذاتية وشعبية يمكن لكل من ينتمي لوطنه أن يقوم بها، إن توفرت الرغبة في المصلحة العامة، والانتماء للأرض والوطن.
رغم صباحات رام الله الشديدة البرودة هذه الأيام، إلا أن مساءها يحمل في طياته دفئاً ثقافياً وفنياً، ففي مساء الأربعاء الماضي كنا على لقاء مع أمسية والكاتب أكرم مسلم في أمسية لطيفة قرأ لنا فيها بعض مما كتبه عن انطباعاته عن مدينة هامبورغ في ألمانيا، ضمن مشروع "مداد" الذي بادر إليه معهد غوته، وكانت أمسية جميلة في المركز الثقافي الفرنسي الألماني في مدينة رام الله، ومساء الخميس كنا على موعد مع الرائعة المسرحية "أبو حليمة" على خشبة مسرح القصبة، والتي جعلت الجمهور يضحك على طريقة شر البلية ما يضحك، فقد أبدع الفنان إسماعيل الدباغ وهو يتقمص شخصية أبو حليمة الذي يمثل حالات الفلسطيني، ما بين النكبة والشتات والمخيم والقسوة والأنظمة والجيوش والثوار، ليعود و"يبحث عن فلسطين في فلسطين ولا يجدها"، ومساء السبت كنا على موعد مع نادي القراءة في مكتبة بلدية البيرة شقيقة رام الله التوأم، ومحاضرة جميلة عن: "ما بعد الحداثة" للصديق الدكتور زياد الترتير، وان اضطررت للاعتذار والمغادرة حين أنهى أبو طارق الحديث وقبل المناقشة التي فاتتني لارتباطي بدعوة أخرى، والحقيقة أن أسلوب الدكتور زياد مميز وجميل، فهو متحدث في المحاضرة لا قارئ عن ورق، مما يجعل التجاوب معه مميزاً، ورغم أني كنت تعب يومي الجمعة والسبت ولم أغادر فراشي إلا للمحاضرة، إلا أني شعرت بالراحة هناك وتمنيت لو حضرت المناقشة، وإن لم يفتني أن أتحاور معه لاحقاً في سيرنا المسائي بعد الفعاليات التي نلتقي بها عادة، ونقوم بالسير رغم البرد على الأقدام، حتى أوصله قرب بيته وأعود لأكمل السير ومداعبة الغيوم والنجمات في سماء رام الله ونسماتها الباردة الجميلة، والتي رغم كل جمالها لا بد من الاحتياط بالملابس الثقيلة والتي بالكاد تتمكن من تخفيف حدة البرد.
ارتباطي الآخر كان دعوة من حزب وطني يساري لحضور جانب من دورة لشبيبة الحزب عن المؤسسات، والحقيقة شعرت بالسرور وأنا أرى هذا العدد من الشباب والشابات وهم يتناقشون ويتحاورون، فقلت في نفسي: آمل أن يكون شبابنا وشاباتنا جميعاً بهذا الوعي الجميل، ولعل من أجمل ما صادفني هناك أني التقيت مع صديقي الإذاعي نديم عبده، هذا الشاب النشيط بالإذاعة والتغطيات للأحداث، الدمث الخلق والطيب المعشر، وحين دعينا لتناول العشاء همست بأذنه: يا صديقي ألسنا بحضرة حزب يساري؟ فقال: نعم.. فقلت له: وهل حزب يساري يعقد دورة مثل هذه ويكون العشاء "هامبرغر" والمشروب الغازي "كوكاكولا"؟.. أليس الأجدر الانتباه لذلك والطلب من مطعم الفندق أن يقدم العصير من صناعتنا الوطنية، ويقدم عشاءً مرتبطاً بنا كوجبة "مجدرة" مثلاً، وكيف يمكن لهذا الحزب أن يقوي الانتماء الوطني بحس شبيبته، وهو يقدم لهم ضمناً ثقافة "الهمبرغر والكوكاكولا".
وأما مساء الاثنين الأول من أمس فكنت بدعوة من أحد المراكز الأهلية في جلسة حوارية حول مفهوم العنف واللاعنف، ويظهر أن هناك من يحاول استنساخ تجربة "المهاتما غاندي" إلى هنا، رغم أن كافة الظروف الذاتية والموضوعية مختلفة تماماً، فلا مجال للمقارنة بين الاحتلال البريطاني للهند الذي كان يهدف للسيطرة على الموارد، وبين الاحتلال الاستيطاني الإحلالي في فلسطين، الذي يستهدف إحلال شتات الأرض بدلاً من السكان الأصليين الضاربين الجذور في هذه الأرض المقدسة، احتلال يطرد السكان من أرضهم ويدمر مساكنهم وأشجارهم، ويعتبر وطننا "وعد الرب" لهم، فهناك فارق كبير بين الحالتين وفارق كبير بين الكفاح المشروع من أجل الحرية وبين تعبير "العنف".
ومن هناك كنت مرة أخرى في أمسية ثقافية في المركز الثقافي الفرنسي الألماني، على لقاء مع الأسير المحرر محمود الصفدي، والذي قضى في سجون الاحتلال ثمانية عشر عاماً متواصلة، والذي الهم الكاتبة والصحفية الإسرائيلية "أميرة هاس"، من خلال تواصل استمر خمسة شهور وهو بالمعتقل، أن تكتب مسرحية "همس" والتي تعرض منذ بداية العام بشكل يومي في فرنسا، ولا تجد في المسرح مقعداً شاغراً، فحدثنا عن تجربة الاعتقال الطويل وكيف يمكن للمناضل في الأسر أن يتمكن من محاصرة الحصار، وأن يحيل السجن إلى مدرسة وتجربة مميزة، فمحمود حصل على الشهادة الجامعية الأولى في السجن.
والملاحظ أن المركز الثقافي الفرنسي الألماني بدأ يفرض حضوره منذ فترة على الساحة الثقافية والفنية في رام الله، في ظل تراجع الأداء في العديد من المراكز الثقافية حتى باتت لا تقدم إلا فعالية واحدة بين الفترة والأخرى، مقارنة بفترة سابقة كانت بعض هذه المراكز تسيطر على الساحة ثقافياً وفنياً، وكان لها برامج شهرية تغطي الشهر تقريباً في النشاطات.
رغم دفء الأمسيات في رام الله ثقافياً وفنياً، إلا أن ليلها ما زال يشهد غزوات خفافيش الظلام، فمنذ أيام ولا تكاد ليلة تخلو من دخول قوات الاحتلال للمدينة بعد منتصف الليل، تعيث خراباً وتشن حملات اعتقالات وتخريب، ففي العديد من الليالي الماضية، كنت أصحو على أصواتهم وتفجيراتهم، فيطير من عيوني النوم وأنا أرى هذه الخفافيش التي تأتي بعتمة الليل، تعيث بليل المدينة الهادئ وتحيله إلى ليل طويل وأرق متواصل، فمن المستحيل أن نتعايش مع احتلال يصر على إبراز وجهه البشع دوماً بالقتل والأسر والتخريب، لكنه الاحتلال ليس له وجه آخر.
أقف لنافذتي وأستعيد الذكرى وراء الذكرى، أستعيد شريط طفولتي وانتقال من بيتونيا إلى منطقة تدعى "سطح مرحبا" في أطراف البيرة، إلى بيت جديد وجميل، ولعل من أجمل ما فيه أنه مرتبط بالشبكة الكهربائية، فكل سنواتي السابقة كانت بلا كهرباء، أدرس على "لمبة الجاز"، وأتناول الطعام على "صينية القش الملون"، الموضوعة على مائدة قصيرة الأرجل كنا نسميها "الطبلية"، نجلس حولها على "الحصير" المصنوع من القش، وأنام على "جنبية" مصنوعة من مزق الألبسة التي بليت، وأتعاون مع إخوتي على نقل الماء من البئر بواسطة "الدلو" المصنوع من بقايا دواليب السيارات، فالماء كان من الأمطار و غيث السماء يتجمع في البئر، لننقله بجهد كبير إلى الخزان الإسمنتي فوق سطح البيت في بيتونيا، ونطحن العدس والفول على "الجاروشة" الحجرية التي كانت ملكاً لجيراننا، وان بقيت في مدرستي في بيتونيا عام آخر، كنا نعاني خلاله من الحر والبرد وطول المسافة للوصول للمدرسة أنا وشقيقي جهاد والعودة منها، إلا أن هذا العام كرس في روحي حب رام الله أكثر وأكثر، فكنت اتأخر عن البيت في العودة وأنا أجول شوارعها، أرتاح تحت أشجارها وعلى حواف أسوار البيوت والشوارع، فلم تبقى شجرة إلا وعرفتها وربطتني بها صداقة ومحبة، أقرأ بمجلات أستعيرها، أو كتب من مكتبة المدرسة تحت ظلالها، لذا حين عدت لرام الله بعد غياب ثلاثين عاماً، كنت أبحث عما تبقى من أشجارها التي عرفتها، وأتألم على كل شجرة تقطع أو تموت، فأشعر بأني أودع عزيز وغالي.
صباح آخر بعد ليلة قلقة، الأمطار هطلت طوال الأمس والليل بحب وجمال، رام الله تمارس عشق الاغتسال بالمطر وتتطهر من آثار القدم الهمجية، طيفي تجول روحه في فضائي، فنجان قهوة تشاركني فيه روح طيفي الحلو الشقي وحروف خمسة لم تفارق ليلي القلق، فيروز تشدو ككل صباح:
"هون نحنا هون، لوين بدنا نروح يا قلب يا مشبك عالدهر، عا سنين العمر، وضو القمر مشلوح، عا أهلنا الحلوين، عا بيوت غرقانين بالعطر بغمار الزهر، هون راح نبقى نسعد ونشقى، ونزرع الشجرة حدها الغنية، وللدني نحكي حكاية الهية".
صباحكم أجمل..

زياد جيوسي
رام الله المحتلة 13\2\2008
http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com/
مدونة أطياف متمردة







  رد مع اقتباس
/
قديم 20-02-2008, 02:32 PM رقم المشاركة : 194
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي صباحكم أجمل\ أرض العالي تعلا

الأربعاء,شباط 20, 2008


صباحكم أجمل\ أرض العالي تعلا


شجرة تاريخية تحطمت بالعاصفة الثلجية في رام الله
"بعدستي الشخصية"


صباحكم أجمل\ أرض العالي تعلا

منذ أسبوع والأرصاد الجوية والصحافة والإعلام تتحدث عن الثلوج وموجة البرد والصقيع القادمة، وما أن بدأت موجة الرياح والمطر أو أمس الاثنين مساء، إلا والكل استعد أن الغزو الأبيض قادم لا محالة صباح الثلاثاء، غزو قد يستمر عدة أيام ويعطل كل شيء تماماً، هكذا كانت أجواء رام الله النفسية وحديثها الوحيد تقريباً، وفي الأمس وفي السادسة والنصف صباحاً كانت الهواتف تدق عليّ تسألني كيف الوضع في المدينة، فبحكم أني تقريباً في وسط المدينة فقد حولني المعارف والأصدقاء القاطنين في الضواحي والمناطق الخارجية عن المدينة إلى نقطة استعلام، ولم تكن هناك من ثلوج أبدا بل قليل من حبات البرد وأمطار وبرد شديد، بحيث كان الجو لا يسمح بالمغامرة للخروج والتجوال كالعادة، لذا بقيت جالساً أحتسي الشاي تارة والقهوة تارة أخرى والتهم بعض من قطع حلويات دمشقية وصلتني بالأمس من هناك، من صديقة عزيزة وغالية فأخرجت من تلافيف الذاكرة ذكرى أيام دمشق والشام، التي عشت بها بعض من زمن لا ينسى، وأشعلت شوق لتلك البلاد الجميلة بعد غياب اثنان وثلاثون عاماً عنها، بقيت حتى الثامنة أتأمل المطر لتأتي موجة بسيطة من الثلج لم تستقر أبدا، ولأكتشف أن المؤسسات قد عطلت أعمالها، وأن المواطنين استعدوا للثلج فلم يخرج أحد، وأن الشوارع استمرت فارغة وكأنه حظر تجوال، ولم تفتح معظم المحلات أبوابها، فحرمنا من الحركة وحرمنا من الثلوج أيضاً، وإن لم يحرمنا الله من نعمة المطر الذي لم يتوقف حتى ساعة نومي.
كان الضباب يغطي المدينة، وكلما فتحت النافذة قليلاً لتغيير الهواء كان البرد يقتحم الصومعة، فلم أجد إلا أن أجدد طقوس الوالدة في طفولتنا، حين كانت تقاوم البرد بإعداد وجبة شهية من العدس الجميل، فمارست هذا الطقس الجميل وأعددت وجبة عدس جميلة لم يشاركني بها إلا صديقي التوأم الدكتور هاني الحروب، محاطة بالفجل والبصل والفلفل بنوعيه الأخضر الحار والشطة والليمون، فقد اختفى باقي أصدقاء الصومعة في أوكانهم ولم يحضر أحد منهم.
ورغم البرد الشديد قضيت أوقاتا جميلة خلف زجاج النافذة اتأمل المطر الذي ينقر زجاج نافذتي، وأتأمل الضباب الذي غطى المدينة فحجب الرؤية، وإن أزعجني أن الحمام لم يخرج ويزورني ويتناول وجبته اليومية، ويمتعني بهديله الجميل، فقضيت النهار بين وقفة إلى النافذة وقراءة في ديوان شعر جميل وصلني، والرد على بعض الرسائل حين تتكرم الشبكة العنكبوتية بالعمل، واستعادة ذكريات وحلم بحل وعدت به ينهي أسري الذي يكاد يكمل أحد عشر عاماً في مدينتي الجميلة رام الله، بدون أن أتمكن من الحركة حتى لأقرب مدينة، أو السفر لعمان الطفولة والشباب ورؤية الأهل والأحبة والأصدقاء وبيتي وأسرتي.
هذه الأجواء أعادت للذاكرة ذكريات الطفولة والرغبة بمواصلة الحديث عنها، فقد انتقلنا من بيتونيا إلى سطح مرحبا من أحياء البيرة شقيقة رام الله التوأم، في بيت واسع وجميل ومستقل، لكنه كعادة والدي بعيد عن الجوار، وهذا كان يسبب لي معاناة في إحضار الأغراض لوالدتي من البقالة الأقرب، والتي تكون بعيدة عن بيتنا عادة، ولعل هذا ما غرس في داخلي القدرة على المشي لمسافات، بحيث أصبح السير على الأقدام هواية يومية أمارسها أينما كنت، ولكن أكثر شيء أزعجني في بيتنا الجديد رغم جماله وسعته، أن المنطقة تفتقد الغطاء الشجري، وأن الأراضي متروكة لا تنبت بها إلا العواسج والأشواك، مما أدى لوجود الأفاعي التي قتلت منها والدتي العديد حين كانت تتسلل إلى شرفة البيت أو حديقته الجرداء، والتي استغلتها الوالدة بالزراعة بحيث أحالتها إلى حديقة جميلة معطاء، ولكني افتقدت الجلوس بين الأشجار وأكل الفاكهة الطازجة عن الشجر مباشرة في بساتين بيتونيا، فأصبحت أكتفي بالجلوس على الشرفة المطلة على شارع القدس أقرأ الكتب والمجلات، أو العب مع شقيقي الأصغر جهاد صديق الطفولة والمشيب.
النقلة من بيتونيا للسكن الجديد كانت نقلة حضارية كبيرة، فهنا لدينا كهرباء وليس "لمبة الجاز"، وبادر الوالد بإحضار ثلاجة لحفظ الطعام وموقد يعمل على الغاز، وأصبح لدينا مذياع نستمع منه إلى صوت العرب والمسلسلات الإذاعية، ولم أعد أسمع ضجيج "بابور الجاز" في إعداد الطعام والشاي، وأصبح لي ولأخوتي غرفة خاصة بنا، ولم نعد ننام وندرس في المطبخ كما كنا في بيتونيا، وصرت استحم بحوض استحمام "بانيو"وماء يسخن بواسطة "كيزر" يعمل على الحطب، بدلاً من الاستحمام ب "اللجن أو الطشت" المعدني، وتسخين الماء على "بابور الجاز"، والأهم بالنسبة لي كان أن الماء يضخ بواسطة مضخة كهربائية من البئر إلى الخزان فوق أسطوح البيت، فارتحت من انتشال الماء بالدلو ورفعه إلى السطح، فاكتشفت كم للحضارة ممثلة بالكهرباء من فوائد رائعة وعظيمة.
عام دراسي كامل بقيت في مدرسة بيتونيا رغم الرحيل، متحملا السير الطويل وبرد الشتاء وحر الصيف في الذهاب والإياب من المدرسة، فأكملت فيها ثلاث سنوات دراسية من أجمل سنوات الدراسة في حياتي، حتى انتقلت لدراسة الصف السادس الابتدائي في مدرسة البيرة الجديدة، والتي لم تترك في روحي أي أثر طيب، حتى أن مستواي الدراسي تراجع فيها، ولا اعلم إن كان السبب هو تغير الأجواء بين المنطقتين، أم تغير نمط المدرسين وقسوتهم في التعامل، أم تغير أسلوب المدرسين الذين اعتدت عليهم عن المدرسين الجدد، وإن كنت قد أحببت مدرس اللغة الانكليزية المرحوم الأستاذ هاشم، ولكنها فترة قصيرة حتى كان طريح فراش المرض لينتقل إلى رحمة الله تعالى بعدها، وسرنا في جنازته متأثرين ومتألمين، حتى واريناه الثرى في مقبرة البيرة، وحين عدت للوطن وقفت بجانب المقبرة لأقرأ الفاتحة على روحه، فمن المستحيل أن أعثر على قبره بداخل المقبرة بعد هذه السنين وأنا لا أعرف إلا اسمه الأول، والمقبرة قد توسعت كثيراً عبر ثلاثين عاماً من الغياب القسري.
عامان قضيتهما بهذا البيت الجديد حتى حصول حرب حزيران والهزيمة المنكرة التي لحقت بالجيوش العربية ووقوعنا تحت الاحتلال، لكن هذه الفترة شهدت مني عشق خاص لرام الله، فقد كان يحلو لي التجوال فيها، بيوتها جميلة وأشجارها وارفة وكثيفة، أهلها طيبون فلا مجال للشعور بالغربة فيها، شوارعها نظيفة وهوائها منعش وجميل، وفي الصيف كنا نشهد فيها مهرجان رام الله ومهرجان البيرة، وكانت بتلك الفترة مصيف فلسطين والأردن، وقبلة الزوار العرب وخاصة من الخليج، فكانت "الدشاديش" البيضاء تملأ شوارعها صيفاً، وفي تلك الفترة أيضاً سمعت عن الانطلاقة الأولى للثورة الفلسطينية، في الأول من العام الف وتسعمائة وخمس وستين، وسمعنا باسم الشهيد الأول في الثورة المعاصرة الشهيد أحمد موسى والأسير الأول محمود بكر حجازي، وفي هذه المرحلة الطفولية سمعت عن انقلاب في الجزائر ضد أحمد بن بيلا وخلعه من الحكم، فتألمت لأن بن بيلا ارتبط بذهني كمجاهد وقائد لثورة الجزائر التي تركت أكبر الأثر في روح طفل، ولعل الحدث الأبرز مشاركتي بمظاهرة ضد الاحتلال على اثر غارة السموع البشعة التي تركت العديد من الشهداء المدنيين الفلسطينيين والعسكريين من الجيش الأردني، إضافة لهدم بيوت بالعشرات ومدرسة ومسجد وعشرات الجرحى، فتحرك الشارع غاضبا بمظاهرات استمرت أسبوعين، وفي اليوم الأول الذي خرجت به مع الطلبة تعرضت للضرب بهراوة من شرطي، والحقيقة لم أكن أدرك لماذا أُضرب وأنا أشارك بمظاهرة احتجاجية، ولم أنسى شكل الشرطي حتى أتيح لي أن أراه بعد فترة يريد أن يصعد بحافلة ركاب، فسارعت بضربه بحجر انتقاما من ضربه لي وسارعت بالفرار، وشعرت أني استعدت كرامتي الطولية المهدورة على هراواته، وان كان هذا سلوك طفولي شعرت كم كان ردة فعل طفولية حين كبرت، فالشرطي يتلقى الأمر وينفذ حرصاً على راتبه ووظيفته لا غير.
صباح آخر يا رام الله مع المطر والبرد وفنجان قهوة جميل وقطعة حلوى دمشقية طيبة، وروح طيفي ترف في فضاء صومعتي، وفيروز تشدو بكل الجمال:
"يا حبي الراجع أهلا، يا غالي وغالي أهلا، صارت سمانا أحلا والجبال إليّ عنا أعلى، شفتك والدنيا قبالي، وأيام تعن عا بالي، ويا ثلج ثلوج عا العالي، ويا ارض العالي تعلا، عا الدنيا كلها تعلا".
صباحكم أجمل.

زياد جيوسي
رام الله المحتلة 20\2\2008
http://ziadjayyosi1955.maktoobblog.com/
مدونة أطياف متمردة






  رد مع اقتباس
/
قديم 20-02-2008, 03:16 PM رقم المشاركة : 195
معلومات العضو
عبد الوهاب أحمد مزارعة
عضو اكاديميّة الفينيق
اليمن

الصورة الرمزية عبد الوهاب أحمد مزارعة

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

0 دموع المطر
0 اعذروني
0 العيد
0 سأموت خلسة
0 مسكون
0 فقط

عبد الوهاب أحمد مزارعة غير متواجد حالياً


افتراضي

مرحى لك
ود يتواصل






أنــــــــــــــا بــــــــــــــدعـــــــــــــــــــة
و كل الذين
يحلـــــــمون
يـؤمنــــــون
يـحـــــــبون
يـعـمرون الأرض
[color=#FF0000][size=5]بِِــــــــــــــــــــــــــــــــــدَع
[move=right][color=#008000]بِِــــــــــــــــــــــــــــــــــدَع
[/color][/move]
[/color][/size]
  رد مع اقتباس
/
قديم 20-02-2008, 03:24 PM رقم المشاركة : 196
معلومات العضو
سلطان الزيادنة
عضو مؤسس
أكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع الأدبي والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية سلطان الزيادنة

افتراضي

يتواصل الجيوسي بنشر صباحاته الجميلة
ونواصل تنشق نسيمها الرطيب

ود كبير






  رد مع اقتباس
/
قديم 20-02-2008, 03:32 PM رقم المشاركة : 197
معلومات العضو
سامح عوده
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية سامح عوده

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الزيادنة مشاهدة المشاركة
يتواصل الجيوسي بنشر صباحاته الجميلة
ونواصل تنشق نسيمها الرطيب

ود كبير



لا .. ( يوجد .. ) ..

أجمل ( من .. ) .. صباحات الجيوسي
وهي تطوف بنا الدروب .. ( وتعبر .. ) .. بنا الطرقات
وهي تحكي لنا .. ( حكاية .. ) .. الوطن .. وتروي لنا تفاصل
الوقت ..
والفصول ..













sameho120@hotmail.com
http://www.dardasha.net/montada/uplo...1168087429.gif
مــــــــدونـــــــتي ...
sameho120@yahoo.com
[/b][/size][/center]
  رد مع اقتباس
/
قديم 25-02-2008, 03:56 PM رقم المشاركة : 198
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمية عبدالله مشاهدة المشاركة

كم يحلو لي المكوث هنا بين صباحاتك المليئة بدفء لا يقاوم..
أحببت رام الله بشوارعها وأشجارها.. حتى الحمام وكأني أسمعه هديله

كل شيء هنا يشعرني بالحياة / الحنين



كن بخير دائما








ودّ وياسمين


الأخت سمية
ولعله ليس ببعيد فجر حرية جميل
فتعيشي دفء صباحات رام الله في رام الله نفسها
وفي فيء زيتون الوطن
ونسمات بحره وجليله
رام الله كما كل فلسطين تحب جميع أحبتها
اهلا بك دوما في صباحات رام الله والوطن
دمت بوطن وصباح أجمل
زياد






  رد مع اقتباس
/
قديم 25-02-2008, 04:00 PM رقم المشاركة : 199
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الوهاب أحمد مزارعة مشاهدة المشاركة
مرحى لك
ود يتواصل
دمت ايها الغالي
بصباح أجمل
مرحبا بك
بود
زياد






  رد مع اقتباس
/
قديم 25-02-2008, 04:05 PM رقم المشاركة : 200
معلومات العضو
زياد جيوسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديميّة للعطاء
رابطة الفينيق / القدس
فلسطين

الصورة الرمزية زياد جيوسي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الزيادنة مشاهدة المشاركة
يتواصل الجيوسي بنشر صباحاته الجميلة
ونواصل تنشق نسيمها الرطيب

ود كبير
صديقي الشاعر سلطان
صباحات الوطن تتواصل بأنفاسكم الطيبة
ووجود الأحبة في عبقها
فهي منكم ولكم
يا جمال الأرض وعبقها
دمت بوطن وصباح أجمل
زياد






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط