فنجان قهوة على ضفاف حوار ما بين منوبية وزهراء

[منوبية الغضباني]

هي القوارب ياصديقتي لمّا تمخر بنا عباب المياه تقصّ حكاياتنا وتعد بالبشائر ...
فيعود النّهار منهكا رغم الضّوء يردّد خيباتنا على أجنحة الأوهام ....و"أعماقنا العامرة بالحضور"تنافس الصّحو فيحتدّ "عفريت النّفايات"يدقّ نواقيسه ليزهر الباطل و"العاطل"ويغيب الحقّ وتُفقد يدُ الأمان وتسقط نوايانا بيَمّهمْ...وتتحدّى "أمواهنا العذراءأمواههم العكرة"خلف منبع صدق به الإختلاف والتأويلات والويلات ...
أفاطم ....
أما دريْت ...أما علمت.....أنّ مرآة الباطل لا تُبصرُ ....وأنّ صماصرة الاباطيل يبيعون نُبلنا على ا لأرصفة ويصادرون أحلامنا البيضاء ...ولافرق عندهم بين أصيل وهجين ....ويُبهجُهم أن تشرب الأخلاق والمبادئ كأسها ليمرّوا فوق آهات و"وجع البدايات"
يا صديقتي
يا أخيّتي ..
ما أن نتوهّم أنّنا فزنا ودمنا على ثباتنا حتّى تخزنا أشواك الحقيقة...
كلّ قولة سوء فيك كاذبة ...
ياصديقتي
يا أخيّتي
لا شيئ يغريني غير صدقك في زمن هرع فيه الصّدق محتميا بالباطل
ولاشيئ ينمو من حولك لينوء بما خلّفته قوارب الغرق ...
فدومي شامخة وخبئي الطّوفان على راية العبور فلاماء يغمر تراب الحقيقة ...
وتعاليْ دوما هنا في هذه الزّاوية التي نحبّ ....تعاليْ نعبر الصّراط رغم براثن الوجع
فسنلهجُ بأفكارنا العاريات لتُطلَّ ضفائرُ الضّوء لكلّ العابرين ....
وليفرّ المخذولون فوق مراكب الرّيح ...مشحونين بأدرانهم .......
فما أجمل أن نصرخَ أحيانا بأعلى أصواتنا لنوفّر الرّاحة التي نُريدُ......
جعلْتني يا فاطمة أخْرجُ ما بنفسي من وجع صامت علي أستعيد نقاء روحي التي تعرفين .....وها قد حصلْ