الرفيـــــ قان

[عبير هلال]

التقيا على الرصيف العاري من المشاة في هذا الوقت،أو لنقل أنهما اصطدما ببعضهما وهما يسجلان انتصاراً جديداً على الطرق المزدحمة..
اعتذرا لبعضهما..نظرات الكهل توجهت نحوَ قطع الحلوى اللذيذة التي يحملها الرجل الآخر الذي يبدو أنهُ في الستين وفي الحقيقة لم يتجاوز الأربعين..قدّمَ الحلوى للعجوز ..ربما بنية الاعتذار أو ربما لأنهُ تمنى أن يجد من يؤنس وحدتهُ..
- "أنا العم صابر أو هكذا يلقبني أهل قريتي."
- "وأنا ودود.." ومدَ يدهُ ليتصافح مع العم صابر.." ما رأيك أن نذهب للمتنزه القريب وننهي كل هذه الحلوى الطازجة."
ونظرَ إلى علبة الحلوى الشهية التي يحملها بيده اليسرى وكأنها كنزهُ الثمين ..لو تركه فستسرقهُ العصافير التي تزقزق على نافذة أحلامه المنهكة من فواتير عليه أن يسددها للحياة.
أومأ العجوز برأسه، واتكأ على عكازته..
سارا سوياً وكل منهما يسبح بدنياه،وكلٌ خائف أن ينبس بكلمة ، أن ينقطع الخيط الرفيع الذي يربط عمريهما بعقاقير الآلام ..
_"لنجلس هنا"، قال الرجل الفذ وعيناهُ البنيتان براقتان من وهج الشمس وكأنهما المحيط ..
- "لمَ لا ؟ " أجابهُ العجوز..
وضعا علبة الحلوى بينهما والتهماها بسرعة البرق ..
نظرَ الرجل للعجوز وقالَ لهُ وهوَ يبتسم :" أتعلم يا عم صابر أني مريض بالسكري منذ أعوام طويلة..كنتُ كلما أشتهي الحلوى تعظني زوجتي وإن لم تفعل يعظني أولادي .أعلم أنهم يحبونني ولكنني أحب الحلوى كثيراً ومتمسك بها كتمسك عمود الكهرباء الموجود في ناصية شارعنا بقاعدته ..
فهل يا ترى علينا أن نصرع الصعوبات والأخطار المحيطة بنا حتى لا تصرعنا، أم علينا أن نسلم مصائرنا لمن سيطعمنا قطع حلوى من اختياره وبالوقت الذي يحدده؟
صديقي العزيز،لا أعلم لمَ اليوم بالذات قررت التمرد والتهام الحلوى اللذيذة التي طالما حلمت بها ..مشاركتك أسعدتني
كثيراً فكلانا لا يود العودة للزنزانة..
انفجرَ العم صابر ضاحكاً :"أتعلم يا بني، يجب علينا بينَ الوقت والآخر أن ُنطعّم الحياة بالقليل من السكر فهذا لن يضر..
تنهدَ الإثنان واسترسلَ العجوز في كلامه:" لي حفيد يحب المقامرات..هوَ من كان يصنع لنا الحلوى ويلتهمها كلها بحجة أنني مريض بالسكري، وأنه لا يود أن يفقدني كما فقد والديه، ولكن أنا من فقدته ولا تسألني كيف..لأنني لا أود تذكر تلك الليلة المشؤومة..من يومها وأنا أتمنى ألا يتحكم بنا أصحاب رؤوس الأموال ويسحقوا جهودنا ..من حينها سيسدد عنا الفواتير المكدسة؟؟
نظرَ عامل النظافة للرجل ذي الشعر الأسود الداكن وللكهل من بعيد وتساءل بأعماق نفسه:" إلى متى ينويان الجلوس في المتنزه فهوَ مرهق، يريد انهاء التنظيف والعودة لبيته ليرتاح من عناء نهار آخر ينقضي من سلسلة طويلة من أيام تليها..
تقليب الرزنامة يومياً أضحى هوايتهُ المفضلة للتأكد أنهُ قد تخلص من يوم بائس آخر ولى ولن يعود..
العد التنازلي هوَ ما يصبرهُ على تحمل الأعباء وضحكات أطفال ينتظرونهُ على الباب بحفاوة كل مساء..
توجهَ عامل النظافة نحوه نحوهما وهوَ لا يعلم أفضل طريقة يخبرهما فيها بلباقة أنَ المتنزه سيغلق بعدَ قليل ..
تأملهما لبرهة ثمَ أطلقَ شهقة ..
كلاهما كانَ يضع رأسهُ على كتف رفيقهِ وعيونهما مفتوحة على وسعها والشمس محتجزة فيهما..
مرت سحابة عابرة لتعلن بدورها عن انتهاء نهار مظلم ملبد بالغيوم،قبل اعلان بدء العام الجديد بثوان معدودة.

[سلطان الزيادنة]

قصة متينة ومُدارة بشكل متقن وحرفي

الوارفة أميرة عبدالله

سعدت بما قرأت

منتظراً مزيدك بتوق وكذا مزيد حضورك الباهي على صفحاتنا والزملاء

تقديري والاحترام

[فاطمة الزهراء العلوي]

ترحيب اول بـ نتالي العزيزة
ولي لحظة اخرى للقراءة
مرحبا نورت الفنييق

زهراء

[زياد السعودي]

الرحب الرحب
اشتغالكم ملفت داخل القصة
وقفلتكم حملت الدهشة
ميمون منجزكم وكل التقدير

[يوسف هداي الشمري]

نص جميل بل هو رائع..
كتبتيه بفنية محكمة..

تثبلي مروري ودمت بخير..

[فاطمة الزهراء العلوي]

قرأتك مختلفة تماما هنا نتالي
جميلة هذه القصة بناء ولغة
كل يوم يتأكد عمق حرفك
فلك البشرى نتالي

زهراء

[عبير هلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلطان الزيادنة

قصة متينة ومُدارة بشكل متقن وحرفي

الوارفة أميرة عبدالله

سعدت بما قرأت

منتظراً مزيدك بتوق وكذا مزيد حضورك الباهي على صفحاتنا والزملاء

تقديري والاحترام

القدير سلطان

وتواجد هوَ للروعة عنوان

لك مني أرق تحياتي

وعميق شكري

[عبير هلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

ترحيب اول بـ نتالي العزيزة
ولي لحظة اخرى للقراءة
مرحبا نورت الفنييق

زهراء

غاليتي الرائعة

فاطمة الزهراء

يسلموا على الترحيب الجميل

المبهج للقلب

محبتي وورودي

أتمنى أن تعذريني للتاخر عن الرد

لظروف

[ليندة كامل]

سلام عليكم
جميل قصك عزيزتي اميرة
يستحق الصدارة

[تسنيم الحبيب]

السلام عليكم

الأديبة المكرمة
أميرة عبد الله

الأدب الذي يسلط الضوء على المهمشين ويرسم تلك الزوايا باحترافية ، هو الأدب الخالد الذي يبقى ويترك أثرا مديدا لا يزول..
هنا قرات نصا سرديا مسبوكا ، وينم على أخيلة مبدعة ولغة سردية محترفة توائم الحدث وروح النص ، وعدسة قاصة ذكية الالتقاط لصور الحياة.

كل التقدير.

[ميسون احمد]

اميرة
اسلوب سلس ومتقن .... سرد متين للاحداث .... وتصوير رائع للواقع
اجدتي اخيتي ودي واحترامي

[احمد داود الطريفي]

جميلة

راقية

متقنة .. وبتفنن

مودتي

[روضة الفارسي]

الحبيبة أميرة قصة متقنة وجميلة

أثريت الركن أيتها المبدعة

تحياااتي

أختك روضة

[عبد الله نفاخ]

صديقتي المبدعة
فعلاً أمسكت بقلبي في هذه القصة
كنت فيها مكتملة القدرة على إحداث التأثير و الدهشة
دمت بروعتك
و حفظك الله لنا

[عبير هلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

ترحيب اول بـ نتالي العزيزة
ولي لحظة اخرى للقراءة
مرحبا نورت الفنييق

زهراء

غاليتي الزهراء

كم أبهجني هذا الترحيب

الجميل

محبتي وأكثر

همسة : اعذري تأخري بالرد بسبب ضعف النت عندي

[عبير هلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي

الرحب الرحب
اشتغالكم ملفت داخل القصة
وقفلتكم حملت الدهشة
ميمون منجزكم وكل التقدير

القدير زياد

ما أبهجني بهذه الطلة البهية !!


طلة هيَ للروعة عنوان


لك مني أرق تحياتي

وأعطرها

[خالد يوسف أبو طماعه]

الأستاذة القديرة / أميرة عبد الله
لي عودة بإذن الله
أردت إعادته " النص " لتتمكني من الرد على الزملاء
همسة ....
نتمنى مشاركتك الزملاء نصوصهم
لتعم الفائدة ونكسب ود بعضنا
تحيتي وتقديري

[خالد عمر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أميرة عبد الله

التقيا على الرصيف العاري من المشاة في هذا الوقت،أو لنقل أنهما اصطدما ببعضهما وهما يسجلان انتصاراً جديداً على الطرق المزدحمة..
اعتذرا لبعضهما..نظرات الكهل توجهت نحوَ قطع الحلوى اللذيذة التي يحملها الرجل الآخر الذي يبدو أنهُ في الستين وفي الحقيقة لم يتجاوز الأربعين..قدّمَ الحلوى للعجوز ..ربما بنية الاعتذار أو ربما لأنهُ تمنى أن يجد من يؤنس وحدتهُ..
- "أنا العم صابر أو هكذا يلقبني أهل قريتي."
- "وأنا ودود.." ومدَ يدهُ ليتصافح مع العم صابر.." ما رأيك أن نذهب للمتنزه القريب وننهي كل هذه الحلوى الطازجة."
ونظرَ إلى علبة الحلوى الشهية التي يحملها بيده اليسرى وكأنها كنزهُ الثمين ..لو تركه فستسرقهُ العصافير التي تزقزق على نافذة أحلامه المنهكة من فواتير عليه أن يسددها للحياة.
أومأ العجوز برأسه، واتكأ على عكازته..
سارا سوياً وكل منهما يسبح بدنياه،وكلٌ خائف أن ينبس بكلمة ، أن ينقطع الخيط الرفيع الذي يربط عمريهما بعقاقير الآلام ..
_"لنجلس هنا"، قال الرجل الفذ وعيناهُ البنيتان براقتان من وهج الشمس وكأنهما المحيط ..
- "لمَ لا ؟ " أجابهُ العجوز..
وضعا علبة الحلوى بينهما والتهماها بسرعة البرق ..
نظرَ الرجل للعجوز وقالَ لهُ وهوَ يبتسم :" أتعلم يا عم صابر أني مريض بالسكري منذ أعوام طويلة..كنتُ كلما أشتهي الحلوى تعظني زوجتي وإن لم تفعل يعظني أولادي .أعلم أنهم يحبونني ولكنني أحب الحلوى كثيراً ومتمسك بها كتمسك عمود الكهرباء الموجود في ناصية شارعنا بقاعدته ..
فهل يا ترى علينا أن نصرع الصعوبات والأخطار المحيطة بنا حتى لا تصرعنا، أم علينا أن نسلم مصائرنا لمن سيطعمنا قطع حلوى من اختياره وبالوقت الذي يحدده؟
صديقي العزيز،لا أعلم لمَ اليوم بالذات قررت التمرد والتهام الحلوى اللذيذة التي طالما حلمت بها ..مشاركتك أسعدتني
كثيراً فكلانا لا يود العودة للزنزانة..
انفجرَ العم صابر ضاحكاً :"أتعلم يا بني، يجب علينا بينَ الوقت والآخر أن ُنطعّم الحياة بالقليل من السكر فهذا لن يضر..
تنهدَ الإثنان واسترسلَ العجوز في كلامه:" لي حفيد يحب المقامرات..هوَ من كان يصنع لنا الحلوى ويلتهمها كلها بحجة أنني مريض بالسكري، وأنه لا يود أن يفقدني كما فقد والديه، ولكن أنا من فقدته ولا تسألني كيف..لأنني لا أود تذكر تلك الليلة المشؤومة..من يومها وأنا أتمنى ألا يتحكم بنا أصحاب رؤوس الأموال ويسحقوا جهودنا ..من حينها سيسدد عنا الفواتير المكدسة؟؟
نظرَ عامل النظافة للرجل ذي الشعر الأسود الداكن وللكهل من بعيد وتساءل بأعماق نفسه:" إلى متى ينويان الجلوس في المتنزه فهوَ مرهق، يريد انهاء التنظيف والعودة لبيته ليرتاح من عناء نهار آخر ينقضي من سلسلة طويلة من أيام تليها..
تقليب الزنامة يومياً أضحى هوايتهُ المفضلة للتأكد أنهُ قد تخلص من يوم بائس آخر ولى ولن يعود..
العد التنازلي هوَ ما يصبرهُ على تحمل الأعباء وضحكات أطفال ينتظرونهُ على الباب بحفاوة كل مساء..
توجهَ عامل النظافة نحوها وهوَ لا يعلم أفضل طريقة يخبرهما فيها بلباقة أنَ المتنزه سيغلق بعدَ قليل ..
تأملهما لبرهة ثمَ أطلقَ شهقة ..
كلاهما كانَ يضع رأسهُ على كتف رفيقهِ وعيونهما مفتوحة على وسعها والشمس محتجزة فيهما..
مرت سحابة عابرة لتعلن بدورها عن انتهاء نهار مظلم ملبد بالغيوم،قبل اعلان بدء العام الجديد بثوان معدودة.

الأمــيـرة ..كـنــت أمـيـرة فـي إدارة أحـداث الـقـصـة بـاتـقـان و احـكـام..
سـعـدت بـالـقـراءة هـنـا
مـع كـل الـود و الـورد

[أمين خير الدين]

أميره عبدالله
تستحقين الامارة عن جدارة
قصة مكثفة الترميز "لو تركه فستسرقهُ العصافير التي تزقزق على نافذة أحلامه المنهكة من فواتير عليه أن يسددها للحياة"ومرورا بظل عمود الكهرباء "ومتمسك بها كتمسك عمود الكهرباء الموجود في ناصية شارعنا بقاعدته .."
حتى الاحتفال ب"أم علينا أن نسلم مصائرنا لمن سيطعمنا قطع حلوى من اختياره وبالوقت الذي يحدده؟"
وغيرها من الرموز التي لها طعم الحلوى
حتى القفلة لها نكهة الحلوى اللذيذة
قرأت وتمتعت
تحياتي

هذا نص احترافي عميق بامتياز

بطلان في القصة وثالث يدخل ينهي المشهد كاملا

الله الله

ما أروعك

أتكلم بصدق فقد قرأت النص عدة مرات من قبل ولم أنتبه إلى هذه الحرفية

رائعة جدا

أبدعت

قوافل ود

تحياتي

[عبير هلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف هداي الشمري

نص جميل بل هو رائع..
كتبتيه بفنية محكمة..

تقبلي مروري ودمت بخير..

القدير يوسف

الأجمل هي طلتك البهية

والأروع هي شهادتك الكبيرة بحقي

الله يسعدك

أيها الراقي

عميق شكري لك

[عبير هلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن الطباع

الوارفة أميرة عبد الله

أشكرك على طرحكِ الاجمل من جميل
أسجل اعجابي وبأنتظـار جديدك
دمتِ ودام ابداعك وعطـائك
لكِ مني أطيب وأرق التحايا



تقبلي مروري المتواضع

أديبنا القدير

كلماتك الرائعة

هيَ وسام شرف

أتقلدهُ بكل فخر

الله يسعدك

بورك قلبك وقلمك

[عبير هلال]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء العلوي

قرأتك مختلفة تماما هنا نتالي
جميلة هذه القصة بناء ولغة
كل يوم يتأكد عمق حرفك
فلك البشرى نتالي

زهراء

غاليتي فاطمة الزهراء

أستاذتي الرائعة

شهادتك الجميلة بحقي

جعلتني مغتبطة

بشراك لي تعني لي الكثير

وجعلتني أتامل خيرا


محبتي وورودي

[فاطمة يوسف عبد الرحيم]

العزيزة أميرة
تحية حب وتقدير
قصة من نوع السهل الممتنع
أسلوب سردي رائع
وأردت تكريس فكرة "أنّه يجب أن نعيش الحياة بكل ظروفها ونستسيغ حلاوتها مع مرارتها"

[محمد خالد بديوي]

الفاضلة اميرة عبدالله ..

لا بأس من بعض الحلوى .. والموت سيأتي بكل الاحوال
رائعة بسرد جميل ومتقن .. سلم حرفك
مودتي والتقدير