العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > ☼ بيادر فينيقية ☼

☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-2021, 01:00 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عمر مصلح
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عمر مصلح غير متواجد حالياً


افتراضي حواريات / مع شاعرة

مناورة حوارية مفترضة
عمر مصلح

كنت أظن بأنني عثرت عليَّ بعد أن فتشت عني في جموعي الفوضوية..
غير أني تفاجأت بيدي تدس رشوة بجيب شاعرة ولساني حالي يقول :
(خدي دول يامعلّمة واستري عليَّ ربنا يستر عليكي)
طالعت ما دسست، فأزبدت وأرعدت غيضاً

(بترشيني بحفنة آمال مؤجلة يا جدع؟).
(ربنا أمر بالستر يامعلمة).
(أمّال الباقيين فين؟. فين بقيتك، طلعهم يابتاع التلت ورقات)
 ماذا تريدون وماهي غايتكم، أنتم يامن تُسمَونً عمر مصلح، لا عدالة في الأرض إن لم تقتصَّ منكم.. فالفوضويون لايختلفون عن العشوائيين بشيء إلا بما ميزه عنهم (أوسكار وايلد) سيئ السمعة، وما فكرة نثر الموجودات على قارعة الفكر إلا محاولة للتشتيت، وشعرنة الأذى للإجهاز على آثامزم الواقعة بالكلمات، وأية كلمات!.

ماهي إلا بنات أفكار عاريات ــ لا تبتسم بخبث ــ فقد قصدتُ عاريات عن الصحة، والأجدى عرضهن على مختص بالأمراض الفكرية، وتوجيه اتهام لكم بارتكاب جريمة تسميم العقول، وترحيلها إلى العالم القهري، وإقامة صلاة الجنازة على المسلَّمات،وثم إقامة مجلس التأبين الصحي، ولا أنسى طبعاً تلك اللوحات التي حاولتم من خلالها شرعنة الفساد من خلال قلم رصاص، ذخيرته رصاص مسموم.. وحتى أقلام الجاف، تلك الجافة من المشاعر لقد جعلتموها طعنة في خاصرة الوعي، ولا أريد العودة إلى ألوانكم التي اعتبرتموها طعنة مخلصة في خاصرة الوجع، وماهي إلاثياب داخلية لبنات ليل استعرضتم بها في حفل أزياء تعتقدونه حداثوياً.

عفواً شاعرتي.. هل يمكنني توضيح ما التبس عليكم؟
(قلت إيه يالدلعادي بعد خدمة اتناشر سنة هنا وجاي تستكردني، وتبيعلي الشويتين دول بتوعك؟)

عفواً جميلتي.
(لأ وإيه جاي تتغزل كمان!. جميلتك ده إيه؟)

سيدتي الفاضلة : ألجمال شعاع رباني يبسطه الخالق على بعض الهياكل البشرية، ليكسوها روعة، وقد حلَّت عليكِ دونما باقي النساء.. وماقصدت غير ذلك.
أكرمني بسكوتك وإلا فضحتك أمام أمة لا إله إلا الله، وأعلنت كفرك، حين تلاعبت بلفظ قاله لفظ الجلالة، وادعيت بان للأنثى مثل حظ الذكرين.
شاعرتي الرقيقة.
(أسكت.. بلا شاعرتي الرقيقة دي، أحسن أنا مفروسة منك)
لقد أربكتنا بآرائك المسمومة، وجملك التي لا تساوي شيئاً في بورصة الفكر.
(كلماتك ديَّت ماتساويش نكلة)
 ماهي إلا كلمات، انتخبتها ممن هم ألعن منك، أولئك الذين عبثوا بأناقة الرأي كـ (جاك دريدا) الذي فكك الفكرة، وعبث بأناقة النص، وشرَّد البنيويين، ومات (رونالد بارت) نـكَداً (مات مفروس منكم انتو يابتوع الخردة اللي بتسموها تفكيك، تفكيك إيه اللي انته جاي تقول عليه؟)
 وقبل أن تهدأ أعصابي، سألصق كلماتك على جبينك، كي أؤكِّد ما أقول، ولا تعتبر ثورتي مجرد زوبعة.. إسمع، وليسمع العقال الذين تبرأوا منك رسمياً..

وحده سن العقل..
من أوجع سن الرشد
أشار عليٍّ بالتملص مني

لقد فككت المعنى التقليدي، وتلاعبت بمقدّرات المعنى الدارج، واحتلت على ذاتك كي تتملص منها.. أما هذه وثيقة إدانة عليك؟
لقد أربكتنا بعد أن كنا ومازلنا واثقين من أن للسن معنىً واحد.. لكنكم لاتركنون إلى الهدنة، فكلما تعوذنا الشيطان - القابع فيك طبعاً - عدت للـ (فَهْلَوة)، وها أنت تريد التملص من جمعك، لكي تبقى واحداً تعيث بالفكر دماراً.
أما سمعت قول الرب الرحيم ياهذا؟.
(وإنك لعلى خلق عظيم) والمنادى معروف ويسمو على كل البشر، ومع ذلك ناداه بالمفرد، (وجاي انته على آخر الزمن عاوز تقنعني انك كتير؟)
ربما تكون محقاً بذلك كونك (معجون بميِّة عفاريت، وراكبك ألف شيطان)، وإلا بماذا نفسر الفرد على أنه جمع!
(وعشان أكون حقانية) أقول أن ما تطرقت إليه قد قاله أبو ذر الغفاري، لكن الرجل أوردها فرداً، وقال بأن الفرد متشظٍ منذ الولادة، وأكدها فرويد بنظرية النوازع وعزاها للغريزة، لكنك هنا تنتهك حرمة الفرد والمجتمع، وتعتبر الواحد جمعاً، وإذا كانت قناعتك هذه مبنية على أفكار أبي حيان التوحيدي، فالتوحيدي بريء منك براءة الذئب من دم يوسف، وحتى بعض أفكاره التي كانت موضع شك، قام بدفنها قبل وفاته.
(إيمتى تموت انته بقا وتخلصنا من الهيصة اللي جاي تدوشنا فيها؟)


أيتها الأنيقة.. تريثي، لأنبيك بعض معنى حرفي.
عن أي معنى تتحدث؟
معنى القانون الذي اتخذته دستوراً بفوضويتك؟
أم قانون الفتك بالثوابت، كي تنال الرضا؟
أم بمسرحة الحدث ودمجه بالفكرة المجنونة، للوصول إلى زرع الشك بكل الثوابت؟
(إنته إيه.. مش لاقي حد يشكمك؟)

أنا أعرف - كما بقية خلق الله - بأن التسلسل المنطقي أهم قوانين رسم النص.. أدبياً كان أم فكرياً.
لكنك تعتبر "النص الشعري مخالفة مرورية في موكب ملكي"
 وهذه يمكننا السكوت عليها والاتفاق معك ضمناً (عشان متقولش مستقصداني)، ولكن بالله عليك، ماذا بشأن الفكر، فهل هو مخالفة للنسق العام أيضاً؟
فكلنا نعلم أن (واحد ناقص واحد يساوي صفر)، وأنت تدّعي أن الناتج (واحد) فهل هذا شيء يستسيغه عقل عاقل؟

أنتِ امرأة كاملة التأهيل فكرياً وجمالياً.
(جمالياً دي انا مش مسريحالها، خش بالموضوع على طول، وبلاش الحركات دي)

ألجمال الفكري قصدت، وهذا لايعني إلغاء القصد الشكلي للهيأة والأناقة.. ولكني سأتحدث عن جماليات الفكر، التي تناولها باشلار في جماليات المكان.. ألستِ الشاعرة التي اشتغلت على الإستعارة والتشبيه، بغية الإقناع الجمالي؟
إذا كان قصدك نبيلاً (ومافيهوش عين زايغة) أقول نعم.
(نعم الله عليچ.. يعني أحچي بدون اتهامات وبهذلة؟)

(تفضل بس اختصر.).
حاضر.. قال سقراط في معرض كلامه (تكلَّم كي أراك) إذاً الفكر سيد الجمال كله.
(شهِّل أصلي مش فاضيالك).
حاضر.. دفاعاً عن ما الصقتم بي من تهم، سأقول:
ألواحد لا يُجزأ إن كان القصد الذات الإلهية، وما سواه فهو جمع وحشود من علامات التعجب والإستفهام.
(إنجز)

من هنا أقول، أن الواحد البشري غير الألهي، هو عبارة عن جمع، فالرقم واحد هو جزء من تسعة، فإذا جمعنا التسعة أرقام تصاعدياً لنتج لنا الرقم خمسة وأربعين، وإذا عكسنا الآية وجمعناها تنازلياً سيكون الناتج خمسة وأربعين أيضاً، ولو طرحنا الرقم التنتزلي من الرقم التصاعدي وجمعنا الأعداد لاصبح الناتج خمسة وأربعين كذلك.
إذاً ناتج طرح الخمسة والأربعين من خمسة وأربعين هو خمسة وأربعون، وهذا يعني أن الواحد الذي ينتقص منه واحد يكون الناتج واحد.
رغم عدم قناعتي التامة، ولكنها كمعادلة رياضية مفترضة صحيحة نوعاً ما إذا اعتبرنا الأعداد أرواحاً.
ولو حللنا الرقم الناتج لكانت النتيجة واحد زائداً أربعة زائداً أربعين.. وهذا بحساب الجملزيعني مجموع كلمة آدم.
(إنته بتهبب إيه، دَوشتني)

مهلاً سيدتي.. فالواحد الأول هو الإله، والواحد المنقوص من الإله هو آدم، باعتباره نفخة من روح الله، أي خرج واحد من الواحد.. ولكن الناتج بقي واحد.
أما إذا أسقطنا هذا الرأي على المخلوق، فإن الرقم سيكون صفراً، كما قال فيثاغورس، وهنا تتحطم نظرية محي الدين ابن عربي، ولكن تبقى نظرية الصوفيين قائمة ولا غبار عليها طالما أن العملية مرهونة بالأزلي الواحدالأحد.
(يخرب بيت سنينك، هوّة انا ناقصة جنان، مش كفايه عليَّ الشعر اللي ملخبطلي تفكيري)
هذا أول برهان يبرِّئ ساحتي العقلية، وهنا بات عليَّ أن أُحسِّن صورتي المادية.
(صورتك متنيلة بستين نيله، مش عاوزة مناقشة).
حتى حين قراءتك
صك غفراني روحي
شمعة موقدة أمام وجهك المريمي المقدَّس
أتلو قدّاس التوبة
بعد إشراكي بالجمال


كل هذا يبرِّئ ساحتك، ويجعلك بعيداً عن منطقة الشك.. ولكن.
(هم أكو لكن النوب؟)
أكمل.. لا تجتزئ ما يفيدك من الذي لا يفيدك، أولست القائل
ألثم وصايا الشفاه
لأطهرني بالرضاب؟

بلى، ولكن ليبتهج قلبي.
يعني مازلت مراهقاً، وهذا يقود إلى عدم تخلصك من نوازع الذات المدنِسة لطهارة الروح.
إسألي العرافات، وسيجبنك بما خفي وكان أعظم.
سألتهن، وهذا ما جعلني ألح بالسؤال لابتزازك فكرياً.. ودعني الآن أقرأ لك ما باحت به بنات أفكاري.
هل هنَّ جميلات مثلك؟
عليَّ أن أسأل أمك إن كنت مولوداً بتسعة أشهر والا ابن سبعة.
كلنا أولاد سبعة.
عدنا للمناورة، فالـ (القالب غالب)، ولكن لا يهم دعني أتلو عليك قناعتي وترقب انطباعي عن هذا النص.











  رد مع اقتباس
/
قديم 20-08-2021, 02:34 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أحلام المصري
الإدارة العليا
شجرة الدرّ
العنقـــاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل صولجان الومضة الحكائية 2013
تحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
مصر

الصورة الرمزية أحلام المصري

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


أحلام المصري متواجد حالياً


افتراضي رد: حواريات / مع شاعرة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر مصلح مشاهدة المشاركة
مناورة حوارية مفترضة
عمر مصلح

كنت أظن بأنني عثرت عليَّ بعد أن فتشت عني في جموعي الفوضوية..
غير أني تفاجأت بيدي تدس رشوة بجيب شاعرة ولساني حالي يقول :
(خدي دول يامعلّمة واستري عليَّ ربنا يستر عليكي)
طالعت ما دسست، فأزبدت وأرعدت غيضاً

(بترشيني بحفنة آمال مؤجلة يا جدع؟).
(ربنا أمر بالستر يامعلمة).
(أمّال الباقيين فين؟. فين بقيتك، طلعهم يابتاع التلت ورقات)
 ماذا تريدون وماهي غايتكم، أنتم يامن تُسمَونً عمر مصلح، لا عدالة في الأرض إن لم تقتصَّ منكم.. فالفوضويون لايختلفون عن العشوائيين بشيء إلا بما ميزه عنهم (أوسكار وايلد) سيئ السمعة، وما فكرة نثر الموجودات على قارعة الفكر إلا محاولة للتشتيت، وشعرنة الأذى للإجهاز على آثامزم الواقعة بالكلمات، وأية كلمات!.

ماهي إلا بنات أفكار عاريات.. لا تبتسم بخبث، فقد قصدتُ عاريات عن الصحة، والأجدى عرضهن على مختص بالأمراض الفكرية، وتوجيه اتهام لكم بارتكاب جريمة تسميم العقول، وترحيلها إلى العالم القهري، وإقامة صلاة الجنازة على المسلَّمات،وثم إقامة مجلس التأبين الصحي، ولا أنسى طبعاً تلك اللوحات التي حاولتم من خلالها شرعنة الفساد من خلال قلم رصاص، ذخيرته رصاص مسموم.. وحتى أقلام الجاف، تلك الجافة من المشاعر لقد جعلتموها طعنة في خاصرة الوعي، ولا أريد العودة إلى ألوانكم التي اعتبرتموها طعنة مخلصة في خاصرة الوجع، وماهي إلاثياب داخلية لبنات ليل استعرضتم بها في حفل أزياء تعتقدونه حداثوياً.

عفواً شاعرتي.. هل يمكنني توضيح ما التبس عليكم؟
(قلت إيه يالدلعادي بعد خدمة اتناشر سنة هنا وجاي تستكردني، وتبيعلي الشويتين دول بتوعك؟)

عفواً جميلتي.
(لأ وإيه جاي تتغزل كمان!. جميلتك ده إيه؟)

سيدتي الفاضلة : ألجمال شعاع رباني يبسطه الخالق على بعض الهياكل البشرية، ليكسوها روعة، وقد حلَّت عليكِ دونما باقي النساء.. وماقصدت غير ذلك.
أكرمني بسكوتك وإلا فضحتك أمام أمة لا إله إلا الله، وأعلنت كفرك، حين تلاعبت بلفظ قاله لفظ الجلالة، وادعيت بان للأنثى مثل حظ الذكرين.
شاعرتي الرقيقة.
(أسكت.. بلا شاعرتي الرقيقة دي، أحسن أنا مفروسة منك)
لقد أربكتنا بآرائك المسمومة، وجملك التي لا تساوي شيئاً في بورصة الفكر.
(كلماتك ديَّت ماتساويش نكلة)
 ماهي إلا كلمات، انتخبتها ممن هم ألعن منك، أولئك الذين عبثوا بأناقة الرأي كـ (جاك دريدا) الذي فكك الفكرة، وعبث بأناقة النص، وشرَّد البنيويين، ومات (رونالد بارت) نـكَداً (مات مفروس منكم انتو يابتوع الخردة اللي بتسموها تفكيك، تفكيك إيه اللي انته جاي تقول عليه؟)
 وقبل أن تهدأ أعصابي، سألصق كلماتك على جبينك، كي أؤكِّد ما أقول، ولا تعتبر ثورتي مجرد زوبعة.. إسمع، وليسمع العقال الذين تبرأوا منك رسمياً..

وحده سن العقل..
من أوجع سن الرشد
أشار عليٍّ بالتملص مني

لقد فككت المعنى التقليدي، وتلاعبت بمقدّرات المعنى الدارج، واحتلت على ذاتك كي تتملص منها.. أما هذه وثيقة إدانة عليك؟
لقد أربكتنا بعد أن كنا ومازلنا واثقين من أن للسن معنىً واحد.. لكنكم لاتركنون إلى الهدنة، فكلما تعوذنا الشيطان - القابع فيك طبعاً - عدت للـ (فَهْلَوة)، وها أنت تريد التملص من جمعك، لكي تبقى واحداً تعيث بالفكر دماراً.
أما سمعت قول الرب الرحيم ياهذا؟.
(وإنك لعلى خلق عظيم) والمنادى معروف ويسمو على كل البشر، ومع ذلك ناداه بالمفرد، (وجاي انته على آخر الزمن عاوز تقنعني انك كتير؟)
ربما تكون محقاً بذلك كونك (معجون بميِّة عفاريت، وراكبك ألف شيطان)، وإلا بماذا نفسر الفرد على أنه جمع!
(وعشان أكون حقانية) أقول أن ما تطرقت إليه قد قاله أبو ذر الغفاري، لكن الرجل أوردها فرداً، وقال بأن الفرد متشظٍ منذ الولادة، وأكدها فرويد بنظرية النوازع وعزاها للغريزة، لكنك هنا تنتهك حرمة الفرد والمجتمع، وتعتبر الواحد جمع، وإذا كانت قناعتك هذه مبنية على أفكار أبي حيان التوحيدي، فالتوحيدي بريء منك براءة الذئب من دم يوسف، وحتى بعض أفكاره التي كانت موضع شك، قام بدفنها قبل وفاته.
(إيمتى تموت انته بقا وتخلصنا من الهيصة اللي جاي تدوشنا فيها؟)


أيتها الأنيقة.. تريثي، لأنبيك بعض معنى حرفي.
عن أي معنى تتحدث؟
معنى القانون الذي اتخذته دستوراً بفوضويتك؟
أم قانون الفتك بالثوابت، كي تنال الرضا؟
أم بمسرحة الحدث ودمجه بالفكرة المجنونة، للوصول إلى زرع الشك بكل الثوابت؟
(إنته إيه.. مش لاقي حد يشكمك؟)

أنا أعرف - كما بقية خلق الله - بأن التسلسل المنطقي أهم قوانين رسم النص.. أدبياً كان أم فكري.
لكنك تعتبر "النص الشعري مخالفة مرورية في موكب ملكي"
 وهذه يمكننا السكوت عليها والاتفاق معك ضمناً (عشان متقولش مستقصداني)، ولكن بالله عليك، ماذا بشأن الفكر، فهل هو مخالفة للنسق العام أيضاً؟
فكلنا نعلم أن (واحد ناقص واحد يساوي صفر)، وأنت تدّعي أن الناتج (واحد) فهل هذا شيء يستسيغه عقل عاقل؟

أنتِ امرأة كاملة التأهيل فكرياً وجمالياً.
(جمالياً دي انا مش مسريحالها، خش بالموضوع على طول، وبلاش الحركات دي)

ألجمال الفكري قصدت، وهذا لايعني إلغاء القصد الشكلي للهيأة والأناقة.. ولكني سأتحدث عن جماليات الفكر، التي تناولها باشلار في جماليات المكان.. ألستِ الشاعرة التي اشتغلت على الإستعارة والتشبيه، بغية الإقناع الجمالي؟
إذا كان قصدك نبيلاً (ومافيهوش عين زايغة) أقول نعم.
(نعم الله عليچ.. يعني أحچي بدون اتهامات وبهذلة؟)

(تفضل بس اختصر.).
حاضر.. قال سقراط في معرض كلامه (تكلَّم كي أراك) إذاً الفكر سيد الجمال كله.
(شهِّل أصلي مش فاضيالك).
حاضر.. دفاعاً عن ما الصقتم بي من تهم، سأقول:
ألواحد لا يُجزأ إن كان القصد الذات الإلهية، وما سواه فهو جمع وحشود من علامات التعجب والإستفهام.
(إنجز)

من هنا أقول، أن الواحد البشري غير الألهي، هو عبارة عن جمع، فالرقم واحد هو جزء من تسع، فإذا جمعنا التسعة أرقام تصاعدياً لنتج لنا الرقم خمسة وأربعين، وإذا عكسنا الآية وجمعناها تنازلياً سيكون الناتج خمسة وأربعين أيضاً، ولو طرحنا الرقم التنتزلي من الرقم التصاعدي وجمعنا الأعداد لاصبح الناتج خمسة وأربعين كذلك.
إذاً ناتج طرح الخمسة والأربعين من خمسة وأربعين هو خمسة وأربعون، وهذا يعني أن الواحد الذي ينتقص منه واحد يكون الناتج واحد.
رغم عدم قناعتي التامة، ولكنها كمعادلة رياضية مفترضة صحيحة نوعاً ما إذا اعتبرنا الأعداد أرواحاً.
ولو حللنا الرقم الناتج لكانت النتيجة واحد زائداً أربعة زائداً أربعين.. وهذا بحساب الجملزيعني مجموع كلمة آدم.
(إنته بتهبب إيه، دَوشتني)

مهلاً سيدتي.. فالواحد الأول هو الإله، والواحد المنقوص من الإله هو آدم، باعتباره نفخة من روح الله، أي خرج واحد من الواحد.. ولكن الناتج بقي واحد.
أما إذا أسقطنا هذا الرأي على المخلوق، فإن الرقم سيكون صفراً، كما قال فيثاغورس، وهنا تتحطم نظرية محي الدين ابن عربي، ولكن تبقى نظرية الصوفيين قائمة ولا غبار عليها طالما أن العملية مرهونة بالأزلي الواحدالأحد.
(يخرب بيت سنينك، هوّة انا ناقصة جنان، مش كفايه عليَّ الشعر اللي ملخبطلي تفكيري)
هذا أول برهان يبرِّئ ساحتي العقلية، وهنا بات عليَّ أن أُحسِّن صورتي المادية.
(صورتك متنيلة بستين نيله، مش عاوزة مناقشة).
حتى حين قراءتك
صك غفراني روحي
شمعة موقدة أمام وجهك المريمي المقدَّس
أتلو قدّاس التوبة
بعد إشراكي بالجمال


كل هذا يبرِّئ ساحتك، ويجعلك بعيداً عن منطقة الشك.. ولكن.
(هم أكو لكن النوب؟)
أكمل.. لا تجتزئ ما يفيدك من الذي لا يفيدك، أولست القائل
ألثم وصايا الشفاه
لأطهرني بالرضاب؟

بلى، ولكن ليبتهج قلبي.
يعني مازلت مراهقاً، وهذا يقود إلى عدم تخلصك من نوازع الذات المدنِسة لطهارة الروح.
إسألي العرافات، وسيجبنك بما خفي وكان أعظم.
سألتهن، وهذا ما جعلني ألح بالسؤال لابتزازك فكرياً.. ودعني الآن أقرأ لك ما باحت به بنات أفكاري.
هل هنَّ جميلات مثلك؟
عليَّ أن أسأل أمك إن كنت مولوداً بتسعة أشهر والا ابن سبعة.
كلنا أولاد سبعة.
عدنا للمناورة، فالـ (القالب غالب)، ولكن لا يهم دعني أتلو عليك قناعتي وترقب انطباعي عن هذا النص.





أعجبتني هذه الحوارية كثيرا،
و أعاود قراءتها من حين لآخر،
لأرش قلبي ببعض رذاذ ابتسامة،
فشكرا لك شاعرنا القدير أ/ عمر مصلح

دمت و هذا الإبداع الرائع

تقديري






،، أنـــ الأحلام ـــــا ،،

  رد مع اقتباس
/
قديم 20-08-2021, 09:24 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عمر مصلح
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عمر مصلح غير متواجد حالياً


Thumbs up رد: حواريات / مع شاعرة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منية الحسين مشاهدة المشاركة
قراءة واعية في نص (اعتراف في محراب المنى)
قراءة مبتكرة أزاحت لثام الحروف وسبرت أغوار النص
بمشهديةرائعة ومحاكاه تفيض حركة وحيوية،
مبدعنا القدير / عمر مصلح
دام حضور حرفك رائعا
منية الحسين.. ثروة جمالية روحاً ومعنى
وحين تصدر حكماً كهذا أتيقن بأن النص قد نال الدرجة القطعية من أمانة التوصيل، لذا أبارك نفسي وسأكرمني برضاي عن ذاتي اللدودة.
مداخلتك أيتها الفاضلة موسيقا تهدهد نوم الليل.
إحترامي.






  رد مع اقتباس
/
قديم 20-08-2021, 09:30 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عمر مصلح
عضو أكاديميّة الفينيق
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


عمر مصلح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: حواريات / مع شاعرة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري مشاهدة المشاركة
أعجبتني هذه الحوارية كثيرا،
و أعاود قراءتها من حين لآخر،
لأرش قلبي ببعض رذاذ ابتسامة،
فشكرا لك شاعرنا القدير أ/ عمر مصلح

دمت و هذا الإبداع الرائع

تقديري
شاعرتي الندية أ. أحلام المصري
حين يرسم النص ابتسامة رضا على وجه من تعي عمق وحجم الكلمة دليل قاطع على القبول.
وحين يُقبل النص قرائياً يكون قد أدى رسالته.
وهذه من نعم الله جل في علاه.. فقبول الفكرة من ذائقة لاترضى بأي شيء ثروة وعليَّ واجب الشكر والامتنان.
محبتي وعظيم تقديري.






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط