|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
16-11-2017, 11:05 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
القلب الوفي
القلب الوفي
لعل منظر الكلب الجالس على حافة قبر صاحبه والحزن باد عليه والدموع تكاد تنزلق من عينيه قد زلزل عاطفة الرجل الواقف على بعد خطوات من القبر المجاور والذي يدفن فيه صديقه . ما الذي جعله يراقب الكلب بجوارح يقظة وجاءت مساهمته في مراسم دفن الصديق بصورة باهتة ؟ الإجابة ، أننا سنذهب كل إلى حياته وننسى الميت في اليوم التالي . أما الكلب فسيبقى وفيّا لصاحبه إلى أن ينفق ويموت . ترامى إلى الحي خبر عجيب يقول أن الكلب لم يزل جالسا قرب قبر صاحبه دون أكل ولا شرب وقد مر على ذلك أياما . عند ذاك تجلّت الحماسة في نفس الرجل ، انطلق إلى المقبرة واشتد حزنه على الكلب ، فهبَّ يحضنه ويلاعبه ويقدم له القليل من الطعام والشراب ، لكن دون فائدة . فحمله بين يديه كأنه ابن من أبنائه . وما يدري أهل الحي إلا والرجل الطيب يدخل بيته مع الكلب المكلوم الذي عطف عليه . لم يبخل عليه لا بطبيب ولا دواء . تحسّنت حالته وغدا يأكل ويشرب لكن لم تغادره حالة الحزن فلا "هوهوة" ولا ترقيص لذيل . لكن سرعان ما تقهقر صحيا . تخلى عن نضارته الطارئة فآوى إلى حالة الإكتئاب التي ألَمَّت به وبصورة أشَدّ من سابقتها . الحق أن الرجل لم يعد يطيق حالة الكلب هذه . غير أن معاملته له لم تتغير ، ظل يغمره بعطف صادق يضيف إلى حزنه عليه عناء جديدا . ذات مساء ، وعند ذهاب الرجل لسريره وجد عاصفة في انتظاره ، لم يكن يتوقعها . الكلب يرقص ذيله فرحا وأبدى استعداده لأي تنازلات في الأكل والشرب . لا تتصوروا الكم الهائل من السعادة التي هبطت على الرجل . هرول الكلب نحو باب البيت الخارجي وبدأ ينبح نباحا غريبا . ظن الرجل في البداية أن الكلب يريد أن يفعلها بالحديقة . الكلب ينبح وينظر وراءه نحو الرجل كي يسير خلفه إلى أن وصلا إلى أحد المنازل توقف وازدادت حدة النباح مما أزعج سكان الحي وبالخصوص ساكن المنزل الواقف الكلب أمامه . وما أن فتح صاحب البيت بابه مستفسرا إلا وركض الكلب نحوه يتمسح بطرف ثوبه يلعق خديه ويقبله ويركع تحت قدميه . سأل الرجل صاحب البيت بحرارة : ــ هل أنت صاحب هذا الكلب ؟ فقال له مندهشا : ــ طبعا لا . ثم أكمل قائلا حين لمس من الرجل لهفة ورجاء لمعرفة المزيد : ــ اليوم خرجت من المستشفى بعد أن تمت عملية زرع قلب لي بنجاح ، ويعود فضل شفائي وبقائي حيا لشخص كريم تبرع بقلبه بعد الحادث المروري المميت الذي تعرّض له . |
|||
18-11-2017, 12:08 PM | رقم المشاركة : 2 | |||
|
رد: القلب الوفي
بقي وفيا لصاحبه، ولم يشعر بدفء الحياة إلا حين شم رائحة قلب صاحبه في جسم جديد.
نحن بحاجة للقلوب المحبة، وللوفاء. شاهدت شريطا قصيرا لقطة لم تشأ مغادرة قبر صاحبها. مودتي |
|||
18-11-2017, 02:24 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: القلب الوفي
نص نبيل بحرف نبيل ..
تحياتي وفائق تقديري |
||||
21-11-2017, 06:37 PM | رقم المشاركة : 4 | |||
|
رد: القلب الوفي
سبحان الله
هو ذا الوفاء وصدق العاطفة النابعة من القلب دون مصالح أو منفعة خاصة جميل نصك هادف ليت البشر يتعلمون ويطبقون كل التقدير وتحياتي . |
|||
03-12-2017, 07:02 PM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: القلب الوفي
اقتباس:
والكلاب أيضا وفيّة والعصافير والقرود وحتى الضباع والثعالب والذئاب . فمتى يا رب يصير للبشر قلوب وفيّة وتحب ؟! تحياتي لك أخي عبد الكريم فوزي بيترو |
||||
03-12-2017, 07:03 PM | رقم المشاركة : 6 | |||
|
رد: القلب الوفي
النبل والأصالة بطلّتكم الكريمة أخي قصي تحياتي فوزي بيترو |
|||
03-12-2017, 07:05 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: القلب الوفي
اقتباس:
ليت البشر يتعلمون ويطبقون من وين يا حسرة ؟ طالما أن هناك مصالح ومنافع فالوفاء والمحبة بثمن وقد ينقلب عدو الأمس رفيقا ونديما اليوم ونحن في " أخبار " اليوم سنجد أن حدسي قد تحقق ! سلام لك أختي نوال فوزي بيترو |
||||
19-12-2017, 11:36 AM | رقم المشاركة : 8 | |||
|
رد: القلب الوفي
الوفاء صفة يفتقدها كثير من البشر
وربما أصبح عملة نادرة جدا في هذا الزمن الذي تعاظمت فيه المصالح على كل شيء حتى بتنا نرى الإنسان في هيئة .. غول .. لا يهمه سوى ملء كرشه وجيبه ورصيده الكلاب فيها صفة الوفاء لكن بهذه الصورة التي رسمت بقالب سردي جميل لا أدري بكل صدق وربما تحدث مثل هذه الأمور ربما جميل وسلس هذا الرسم تحياتي |
|||
21-12-2017, 01:52 AM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: القلب الوفي
اقتباس:
وقد أسعدني إشارتكم للقالب السردي ... تحياتي فوزي بيترو |
||||
21-12-2017, 02:22 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: القلب الوفي
اقتباس:
نحن لن نزعل من بعضنا البعض بسب حرف البلاد ضاعت وانحرقت وانسرقت والمحبة هي الأصل . للتندر في اللهجة العامية نقول كلمة " تشَلب " عوضا عن حرف الكاف . وعلية يصير العنوان الجديد هو " التشلب الوفي " . وأجمل صباح لك أخي الشكري فوزي بيترو |
||||
21-12-2017, 02:40 PM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: القلب الوفي
شكرا لتقبلك واعجابك بالقالب السردي
بالنسبة للعنوان القلب الوفي أعتقد أن النص يتحدث عن وفاء الكلب لا عن صاحبه والنشلب هي مفردة عامية وانقرضت تقريبا في عصر الحداثة وسرعة التكنولوجيا حتى أصبح يطلق على القلب .. ألب.. وهكذا من أكل الحروف الأصلية حتى ضاعت اللغة كما في اللهجة المصرية وهذا ما يسمى بالغزو الثقافي وهو قديم جدا |
|||
21-12-2017, 02:52 PM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: القلب الوفي
اقتباس:
يقال عن الأداة التي يستعملها طبيب الأسنان لقلع الأضراس بالكلابة . وهذه نسبة إلى الكلب ألله يعزّك . وربنا ما يعوزك لطبيب أسنان . أول ما يشوفوا مريض بيكلّبوا فيه ! الناس حتاكل بعض يا ابو حميد . |
||||
21-12-2017, 02:58 PM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: القلب الوفي
اقتباس:
ربما أكون تسرّعت باختياره . أما في موضوع المفردة العامية " التشلب " . نعم انقرضت هنا في محيطنا بجبل الحسين والرابية ... لكنها موجودة هناك في الريف وفي البادية . اسألني أنا ، كنت على مقربة منهم خلال عملي هناك . وأجمل تحية لك أخي خالد يوسف |
||||
28-12-2017, 06:11 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: القلب الوفي
اخي الكاتب فوزي بيترو انه عبرة قوية للغاية وقد ذكرتني بحديث جرى بيني وبين طبيبة اسنان، دفعني فضولي وسألتها:
بماذا يعمل زوجك؟ قالت انه مروض كلاب فسألتها باستغراب: طبيبة وزوجك يعمل مروض كلاب؟!! قالت: فيما الاستغراب..إن مصاحبة الكلاب افضل من مصاحبة البشر فالبشر من المتوقع دائمًا ان يخونوا ولكن الكلاب فمن الغير معقول أن يخونوا طبعًا هذه نظرة تشائومية لا نحبذها ولكن للاسف فيها الكثير من الحقيقة محبتي
|
||||
29-12-2017, 01:39 AM | رقم المشاركة : 15 | ||||
|
رد: القلب الوفي
اقتباس:
تحياتي لك أخي هادي زاهر فوزي بيترو |
||||
|
|
|