|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
14-04-2018, 04:59 PM | رقم المشاركة : 1 | |||
|
خارج {الإطار}
غرفة صغيرة، سرير بارد، عينان تستيقظان ثم تحلقان داخل الجدران الأربعة و تسقطان في ظلمة الغرفة كعصفورين تائهين في غابة قابعة في عزلة.
يتمدد، أذناه ترصدان عبر شقوق همسات و ألحان ندية تلتصق بجدار ما؛ قد يكون جدار الغرفة أو جدار جمجمته .. - لا يهم منبع الصوت، المهم أنني مازلت أسمع ..!! كلمات خرجت من بين شفتيه صامتة غير ممزوجة بأية تنهيدة، ربما يخاف أن تسمعه زوجته التي نادته يوما بالأصم، و هو يحرك أذنيه و يرفع حاجبيه و كأنه يحلل تلك الهمسات. تدفع زوجته الباب، يختلط صرير هذا الأخير بتلك السمفونية العجيبة، التي ما تزال ترن في أذنيه يستيقظ هلعا، تتبعثر كل الخيوط و ترحل و كأنها طيور مهاجرة: - أما زلت نائما أيها ....!! يدقق النظر في وجهها دون أن يقول كلمة، و كأنه يرى وجها غير وجه زوجته أو لأنه ما يزال تحت تأثير تخدير النوم. يستدير إلى الجهة الأخرى، يحط رأسه على الوسادة . زوجته التي ما تزال تنتظره في الباب أن يقول شيئا، حركت حاجبيها بشكل دائري و غادرت في صمت هي الأخرى. حاول استرجاع توازنه لينام من جديد لكنه لم يفلح، فبدأ يلعن الضوضاء و كل الأصوات المزعجة إلا تلك الهمسات الهادئة التي تركت في نفسيته لذة و سحرا جعلت مخيلته تتمدد إلى أن رأى نفسه يخرج رأسه من النافذة باحثا عن تلك الوشوشات اللذيذة و المجهولة المصدر في نفس الوقت لدرجة استيقظت فيه أمواج الشبق من جديد و بدأت تدفعه إلى اقتفاء منبع الندى فأغصانه ما عادت تقوى على الجفاء. فجأة، ارتعد جسده و قفز من سريره كمن يتخبط من المس : - أنت ثانية.. ألا تدفعين الباب بهدوء .. ماذا تريدين !؟ - لقد سمعت أنك كنت تتسلق جدار غرفة جارتنا الحسناء كالقرد..!! لهذا أتيت لأتأكد أمازلت منبطحا على السرير، رغم أنني أعرفك جيدا تخاف من ظلك..!! بقي أمامها شارد الذهن لا ينبس بكلمة، و هو يردد بصوت خافت:" هل فعلا كنت أتسلق الجدار !؟". بسط كفيه، دقق النظر فيهما جيدا وجد أنه يمتلك أصابع قرد، تملكته الهيزعة و بدأ يشعر بالاختناق، أراد أن يتحسس مؤخرته ليتأكد هل فعلا يمتلك ذيل القرد أم هي فقط هلوسات ما . نظر في جميع الاتجاهات ليقرأ الوضع؛ وجد الركاب يرمقونه بنظرات حادة، سحب يده بسرعة و تراجع خوفا من ألسنتهم الحادة، فبدأ يفكر في طريقة تريحه من هذا الأرق الصعب، فكر في المرحاض؛ هناك سيكون لوحده، كما أنه ( المرحاض) سيكون مجهزا بمرآة كبيرة .. أراد الوقوف، لكنه تراجع : " ماذا لو رأوْا الذيل!؟ سيصرخون القرد .. القرد ..!!" تمدد على الكرسي، وجهه يزداد اصفرارا، نبضات قلبه تزداد أكثر فأكثر، زوجته الحامل بالقرب منه تتوجع، فجأة سمع صراخا بالقرب منه، فتح عينيه، وجد الناس يهرولون نحو المكان الذي يجلس فيه،انفلت الكتاب من بين يديه و أغمي عليه... |
|||
15-04-2018, 12:50 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: خارج {الإطار}
سلام الله
ميمون منجزكم طمعاً في رايكم وتعقيبكم نرشح لكم هذا المنجز : http://www.fonxe.net/vb/showthread.php?t=69976 رايكم منارة ود لا يبور |
||||
15-04-2018, 11:54 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: خارج {الإطار}
تصوير رائع وسرد سلس
حقيقة يعبر عن حالة ما وصلنا إليها ومأساة القراءة هل حقا هناك مثل هذا الشخص الذي تستغرقه القراءة؟ نص يستحق الكثير تحيتي
|
||||
18-04-2018, 12:20 PM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: خارج {الإطار}
مرور للتحية والسلام عليكم مبدعنا الوارف والسكينة
ولي عودة قريبة بإذن السميع العليم لإنصاف هذا النص بقراءة أرجو أن تكون بحجدم حروفكم الشاهقة. أديبنا القدير ادريس الحديدوي بوركتم وحروكم المضيئة. احترامي وتقديري
|
||||
20-04-2018, 02:55 AM | رقم المشاركة : 5 | ||||
|
رد: خارج {الإطار}
اقتباس:
مروركم إثراء و منارة احترامي و تقديري |
||||
20-04-2018, 02:57 AM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: خارج {الإطار}
اقتباس:
شهادتكم إثراء و قيمة دمتم بألف خير احترامي و تقديري |
||||
25-04-2018, 03:45 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: خارج {الإطار}
اقتباس:
تحياتي و تقديري |
||||
26-04-2018, 06:59 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: خارج {الإطار}
جميل جدا هذا النص
سرد متماسك حتى القفلة الصادمة قفلة تدهش المتلقي وتتركه غارقا في حيرته نص يستحق عناء التعب والقراءة استوقفتني مفردة الشبق في سياق السرد استيقظت فيه أمواج الشبق من جديد لم استسغها لانها تعني الكثير وأنت العارف بهذا مفردة تستخدم لأمور استثنائية وحساسة نوعا ما استمتعت بمكوثي هنا تحياتي وتقديري
|
||||
03-05-2018, 01:08 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: خارج {الإطار}
يبدو أنه بالفعل كان خارج إطار الزمن
ربما هي الحياة ومتاعبها ما جعله يعيش هذه الحالة هروباً من الضغوطات التي تواجهه وربما من المسؤولية كل التقدير لهذا العرض المدهش تحياتي أ. ادريس |
|||
15-05-2018, 05:48 AM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: خارج {الإطار}
اقتباس:
نص رائع ..ذكي ومراوغ..يحتاج الى غير قراءة للخروج من "الإطار" والعيش حيث كان يعيش البطل. اتقان في التنقل من مشهد الى آخر ملأ ها البطل وتصرفاته فقد كان ما بين أربعة جدران ــ غرفة صغيرة ــ ضيقة ــ اصغاء لوشوشات تثيره آتية من الشقوق ..وربما ملتصقة بجدار جمجمته.!! وتعبير رائع ..ووصف شاهق: {{ عينان تستيقظان ثم تحلقان داخل الجدران الأربعة و تسقطان في ظلمة الغرفة كعصفورين تائهين في غابة قابعة في عزلة.}} يصل المتلقي للعزلة التي يعيشها (البطل ) بمنتهى الجمال والروعة والاتقان. {- لا يهم منبع الصوت، المهم أنني مازلت أسمع ..!!} هنا يتحول الحديث من الراوي الى البطل ذاته.. {تدفع زوجته الباب، يختلط صرير هذا الأخير بتلك السمفونية العجيبة، التي ما تزال ترن في أذنيه يستيقظ هلعا، تتبعثر كل الخيوط } ـــ و ترحل و كأنها طيور مهاجرة: ـــ منذ اللحظة الأولى وحتى هذه اللحظة وهو يشعر بأنه (طائر) (عصفور) ..يستسلم لمخيال واسع مدفوعا بمسببات غائبة.. وإن حضر بعضها. {{الهمسات الهادئة التي تركت في نفسيته لذة و سحرا جعلت مخيلته تتمدد إلى أن رأى نفسه يخرج رأسه من النافذة باحثا عن تلك الوشوشات اللذيذة و المجهولة المصدر في نفس الوقت لدرجة استيقظت فيه أمواج الشبق من جديد و بدأت تدفعه إلى اقتفاء منبع الندى فأغصانه ما عادت تقوى على الجفاء. فجأة، ارتعد جسده و قفز من سريره كمن يتخبط من المس :}} في هذا المشهد انتقل الى صورة مختلفة وأكثر تعقيدا.. وإن بقيت ــ الأغصان ــ إلا أنها ما عادت كما سابق عهدها.. ــ فجأة ــ ارتعد جسده و قفز من سريره كمن يتخبط من المس ــ هذا ما يؤكد على أنه ما زال في غرفته يعيش تلك الأدوار من خلال خياله وما يتصوره.. والذي انتهى به من تمتعه بالهمس الى ـــ كمن يتخبط من المس ــ وهذا يدل على أنه كان بعيدا في خياله وما يعيشه خارج واقعه.. (الى أن رأى نفسه يخرج رأسه من النافذة) باحثا عن الوشوشات اللذيذة.. {{- لقد سمعت أنك كنت تتسلق جدار غرفة جارتنا الحسناء كالقرد..!! لهذا أتيت لأتأكد أمازلت منبطحا على السرير، رغم أنني أعرفك جيدا تخاف من ظلك..!!}} مؤثر خارجي يحوله من طائر الى ــ قرد ــ { و هو يردد بصوت خافت:" هل فعلا كنت أتسلق الجدار !} استسلام للمؤثر الخارجي يدفعه لهذا السؤال رغم عدم مغادرته للغرفة.!! {{. بسط كفيه، دقق النظر فيهما جيدا وجد أنه يمتلك أصابع قرد، تملكته الهيزعة و بدأ يشعر بالاختناق، أراد أن يتحسس مؤخرته ليتأكد هل فعلا يمتلك ذيل القرد أم هي فقط هلوسات ما }} استسلام للفكرة.. استسلام لما نعت به .. تحسس الجسد ومحاولة التأكد تخبرنا عن شخصية مهزوزة.. يغلبها الشك، لافتقارها الى الثقة.. {{ أراد أن يتحسس مؤخرته ليتأكد هل فعلا يمتلك ذيل القرد أم هي فقط هلوسات ما . نظر في جميع الاتجاهات ليقرأ الوضع؛ وجد الركاب يرمقونه بنظرات حادة}} يزداد شعوره بأنه تحول الى ــ قرد ــ لكن الراوي ينقله ونحن معه الى حافلة ما ــ وجد الركاب ــ فكر في المرحاض؛ هناك سيكون لوحده، كما أنه ( المرحاض) سيكون مجهزا بمرآة كبيرة .. ــ أراد الوقوف، لكنه تراجع : " ماذا لو رأوْا الذيل!؟ سيصرخون القرد .. القرد ..!!"ــ اتساع الخيال مع الصورة التي بدأت تكبر.. وتكبر. {{تمدد على الكرسي، وجهه يزداد اصفرارا، نبضات قلبه تزداد أكثر فأكثر، زوجته الحامل بالقرب منه تتوجع، فجأة سمع صراخا بالقرب منه، فتح عينيه، وجد الناس يهرولون نحو المكان الذي يجلس فيه،انفلت الكتاب من بين يديه و أغمي عليه...}} تمدد على الكرسي .. يؤكد على انتقاله الى الحافلة مع تغير صورته عندما كان في الغرفة وما يحكم ذلك هو استجابته لمشاعره أحيانا.. ولما ينعت به أحيانا أخرى .. لكنه الآن في حال مختلف .. زوجته الحامل تتوجع.. ــ فجأة ــ يعود هذا اللفظ مرة أخرى ليبرز الحالة التي هو عليها ــ فجأة، ارتعد جسده و قفز من سريره كمن يتخبط من المس ــ
ـــ فجأة سمع صراخا بالقرب منه، فتح عينيه، ــ فتح عينيه وجد الناس يهرولون نحو المكان الذي يجلس فيه، انفلت الكتاب من بين يديه وأغمي عليه... في الأولى عاش الخيال في أعمق صوره .. وفي الثانية وجدناه يغرق في كتاب بين يديه فهل انتقل من الأولى الى الثانية .. أم أنه في الثانية التي قالت لنا عن (بطل آخر ) يعيش بين دفتي كتاب كان يقرأه هذه البطل المهزوز .. أو البطل الذي إن قرأ غرق في ما يقرأه الى حد يجعله يعيش كل حرف يمر به..!! حقيقية ومهما كانت الإجابة فإننا أمام نص شاهق كبير مدقوقة حروفه باحتراف وخبرة عالية راقية تنتقل وتتنقل بالمتلقي و ــ البطل ــ عبر محطات مختلفة و ــ خيال ــ مذهل يكاد يكون حقيقة.. وواقع بإمكانك أن تجزم بوجوده ..! أديبنا القدير ادريس الحديدوي تقنية رفيعة وسامقة لنص مختلف ونادر من روائع القص تمكن في الرصد واتقان في جعل المشاهد متصلة وكأنها قطعة واحدة على كل ما جزأها من الداخل ــ الخيال ــ والخارج ــ الحدث الفعلي للنص.. مع ابقاء الخيط الرفيع الرابط بينهما. يحتاج هذا النص الى قراءات متعددة والتوغل عميقا في مشاهده ورصد عباراته العميقة حتى يتم إنصافه.. لغة عميقة للنص وسرد آسر وحبك متين .. وقفلة مذهلة. نص متكامل رشيق رغم مراحله التي تحتاج للتأمل والقفز السريع.. لتكون داخل الإطار وخارجه في ذات اللحظة ..!! بوركتم وبوركت الروح الرائعة المحلقة
|
|||||
18-05-2018, 03:11 AM | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
رد: خارج {الإطار}
اقتباس:
زماننا أخي ما عاد كما كنّا نعرفه، و ما كلمة الشبق سوى علامة و الخفي أعظم. احترامي و تقديري |
||||
18-05-2018, 03:13 AM | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
رد: خارج {الإطار}
اقتباس:
مروركم جميل كحضوركم. احترامي و تقديري |
||||
18-05-2018, 03:14 AM | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
رد: خارج {الإطار}
اقتباس:
مروركم شرف و إثراء جزيل الشكر و الامتنان |
||||
18-05-2018, 03:25 AM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: خارج {الإطار}
اقتباس:
أديبنا القدير و البهي محمد خالد بديوي تحية كبيرة و شكر بلا ضفاف أقول أن النص يشبه حديقة تائهة، لكن عندما يجد النص القارئ الذكي و البارع تصبح الحديقة يانعة و ينتقل النص من السرداب نحو الأفق ليرى النور بنكهة نقدية جميلة همها كشف أيقونات النص و رصد جمالياته الخفية. فعلا أقف هنا كتلميذ أكتشف نصي المتواضع من جديد و أقف عند أبوابه و نوافذه المتعددة. تعجبني كثيرا قراءتكم للنصوص و نظرتكم العميقة و أتابعها في صمت . تقبل مني فائق الاحترام و التقدير و عذرا منكم على هذا التأخير في الرد لأسباب متعددة. كامل الشكر و الامتنان |
||||
|
|
|