لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-10-2013, 11:02 PM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
لن أتركك تركب القطار وحيدا
=============== لم تكن مجرد رسالة تحوي كلمات قليلة. كانت رسالة بحجم بحر يحوي بين ضفتيه أحلام قرية. كانت رسالة بعدد كلمات كتب مكتبته التي ظل سنوات يقرأها، وعشق كل كلمة فيها، ثم أودعها في عقلي الشابين. رسالة أعادت له الحياة والثقة في نفسه بعد أن فقدها، بعد أن رماه اليأس بعيدا كقذيفة، وجعله يترنح حتى الموت. رسالة جعلت حلمه الكبير ينبض قلبه من جديد.. حلم في أن يرى هذه القرية الكالح وجهها، الموشوم بالكآبة والحرمان والغضب والقهر كوجه امرأة فقدت كل ابنائها وزوجها في لحظة واحدة، إلى وجه آخر ترتسم ملامحه بالسعادة والفرح. كاد كل ما بناه وشيده طيلة أعوام بعمر هذين الشابين أن يضيع. أعادت له تلك الرسالة الأمل مرة أخرى. جاءته الرسالة مباغتة كومضة حلم. لم يصدقها. عاود قراءتها مرة ومرات على جهازه المحمول: - "انتظرنا في ذات المكان عند الساعة الثامنة مساء". لم ينتظر.. ذهب إلى هناك، وجلس قبل الميعاد بأربع ساعات، في ذات المكانوانتظرهما، فوق الأريكة، تحت الشجرة الوارفة الظلال عند أول القرية ناحية محطة القطار.. ذاك المكان الشاهد على كل شيء بناه معهما، على كلمة زرعها في رأسيهما.. جلس،ولكنه لم يجلس.. بل حلق عاليا في سماء زرقاء صافية.. حلق بأحلامه بعيدا إلى حيث كانا كزهرتين نبتتا وترعرعتا أمام عينيه، وسط صحراء قاحلة. سقاهما بماء حبه، وغذاهما بكل كلمة قرأها وحواها رأسه، وحرص عليهما ليل نهار حتى أصبحا شابين يافعين. إبراهيم وعلي. ولداه اللذان لم ينجبهما، كبرا لحظة بعد لحظة، وفي كل لحظة كان حاضرا معهما.. في فرحهما.. في حزنهما.. في آلامهما.. في كل شيء .لا يخطوان خطوة واحدة إلا ويأتيان إليه، وسعادة تطل من عينيهما ليستشيراه: - ما رأيك يا أبا الأحباب. هكذا لقبوه في القرية: أبو الأحباب. اعترافا منهم بحبه للقرية وكل مافيها، يعشق كل ذرة من ترابها، يود لو أن يراها كأعظم مدينة في العالم. وأحيانا أخرى كانوا ينادونه بأبي المعارف. قال أحدهم عليه ذات يوم: يضع كل كتب مكتبته في رأسه. وكم كانت فرحته بهما كبيرة باتساع بحر، حينما جاءاه بالخبر: - نجحنا ..لم يلتفت أو يبتسم إلا بعد أن قالا: - وبمجموع كلية الطب! - ياه.. أخيرا! شهق بها، نطقها قلبه، قبل أن تضع حروفها على لسانه. ذرفت من عينيّه الدموع بغزارة.. لم يستطع إيقاف جريانها.. تركها؛ لتروي جفاف هذه القرية البائسة، التي طالما بخلت بأكثر من الشهادة الثانوية الصناعية أو الزراعية. أخذهما في حضنه. طار معهما في الأحلام والأمنيات السعيدة. حلقوا عاليا وطافوا عبر الأزمنة والأمكنة. انتشى بفرحة كفرحة أم عاد إليها وحيدها بعد فقد الأمل في عودته. فرحة كفرحة قرية تزينت، وتبهرجت، ودوت في أجواء سمائها طلقات النيران إحتفاء .فرحة عرفها في كل الوجوه المتعبة، التي كان يقابلها في الحقول الذابلة، العطشى لمثل هذه الفرحة. سهر معهما لليلتين، لينسقوا الملفين بعناية واهتمام رجاء في أن تكون الكلية واحدة. كأن أبواب السماء كانت مفتوحة لدعوته بعد صلاة الفجر. جاء الخبر بالتحاقهما بكلية طب القصر العيني.قال منتشيا: - هل يمكن أن تأتي هكذا الأفراح تباعا؟! هل باتت تتدفق علي كتدفق ماء نهر عذب؟! رغم ذلك، كان يراوده قلق مبهم يطرده بسرعة حتى لا يستقر قي قلبه وعقله! وهو يردد مع نفسه: - لم لا؟ وهل أصبحت الفرحة عزيزة علينا في هذه القرية؟ كان يوم سفرهما بمثابة خروج الروح من جسده.قال لهما: - أشعر بأن روحي ستسافر معكما. لمعت الدموع في عيونهما،وقالا: - فراقك صعب يا أبا الأحباب! رد عليهما: - فراقكما أصعب! ولكن عزائي أن تبقيا معا، لا يفرقكما شيء، ولا يباعد بينكما أي سبب. ضحكا، وقال علي: - لن يفرقنا إلا الموت. أوصاهما: - حافظا على تفوقكما، ولا تغرقا في بحور أضواء العاصمة المتلألئة. سافرا، وأرسلا رسالة له فور وصولهما: - "سكنا في حجرة واحدة بالمدينة الجامعية." لم يفترقا كما عاهداه، ظلا معا في كل مكان وزمان. كان مدد أخبارهما لا ينقطع عنه للحظة واحدة، يظل يحادثهما لأكثر من ساعة يوميا، وقلبه ينز ألما لبعدهما عنه. مضت ست سنوات كلحظة خاطفة، ونجاحهما ينمو ويكبر مع كبر أحلامهما. كان كل شيء في القرية يمضي هادئا هدوءا غير معتاد، كهدوء يسبق العاصفة.كغيمة صيف بيضاء في سماء صافية، سرعان ما يدكن لونها، ويعقبها برق ورعد يخشوه في القرية كخشية الموت. أتاه الخبر بشجار طفلين من عائلتي علي وإبراهيم، أعقبه معركة دامية سقط فيها أبو علي مضرجا في دمائه. أصبح كل شيء بعدها كبحر هائج، يتلاعب بسفينة، ويأبى أن لا يترك طوق نجاة لأحد فيها. ولولت أم علي، وانتحبت طويلا. ارتدت ثيابها السود، ثم جمعت أولادها دون علي. قالت بلهجة آمرة بعد هروب القاتل: - أبوكم ثمنه غال. نظروا إليها بقلق، وعيون مرتجفة.. بحزم قررت: - سنأخذ أفضل من في عائلتهم. رحلت العصافير بعيدا، وحلقت بدلا منها غربان أخذت تنعق وتنعق. شعر علي بثمة أمر يحاك خلف الأبواب المغلقة. أخبر أبا الأحباب بالهمسات التي تدور من وراء ظهره. استدرج أحد إخوته، فأخبره بقرار أمه. سقط عليه كسقوط كتلة لهب. أسرع وارتمى في حضن أمه، وحاول إثناءها.. توسل إليها. كانت كفورة بركان في قمة جبل.نهرته وحذرته.خيرته بين أمرين كلاهما يذبحه: - إما أنا أو هو. وإياك أن تخبر أحد.. حتى أبي الأحباب، وإلا خسرتني حتى الموت! أصبح بعدها كطائر ذبيح يتقلب من الألم .قال له أبو الأحباب: - أشعر بأنك لأول مرة في حياتك تخفي عني شيئا. لم يجبه. سافر، وافترق عن إبراهيم دون إبداء أية أسباب. حاول معه إبراهيم دون فائدة. هاتف إبراهيم أبا الأحباب، وقال: - لا أعرف لما فارقني. شعر أبو الأحباب بالحزن يتدافع إلى قلبه كموج بحر، جعله كالرهينة بين يديه يتلاعب به كيفما يشاء. حرك كل رواكد عقله، وهاتف يهمس في أذنه: " هل سقط علي في الشرك؟ وهدّ في لحظة واحدة كل ما بنيته معهما. هدّ أحلام قرية جديدة كنا ننتظرها. تأكد بأن علي يخفي في صدره أمر ما، وقال لإبراهيم: - أهدأ، واتركه حتى تنسيه الأيام، ففراق أبوه صعب.. سيعود إليك.. أبدا لن يستطيع فراقك. مضت الأيام بعد ذلك علي أبي الأحباب مر طعم دورانها، ترزح كسنون رماح فوق صدره.. تدميه، وتتركه يبكي، ثم يلهج بعدها بالدعاء ليفرج كربهما، وكرب قرية بأكملها، ملت الشقاء والبكاء. هاتفه إبراهيم ثانية، وأخبره بعودته، وقال له بحزن: - لأول مرة منذ سفرنا سأعود وحيدا! ركب القطار، وجلس في مقعده. أخذ يرنو إلى أديم القطار بألم ووجع.تلفت يمينا، فلم يجد جواره علي. زاد ألمه ووجعه، ولاحت في عينيه دمعات .أغمض عينيه، وحاول أن ينام. بوغت بلمس أصابع فوق كتفه. ارتعد جسده، وفتح عينيه بهلع.تفاجأ بصديقه علي، فصرخ بصوت عال لفت انتباه كل ركاب العربة: - علي! أضاف: - ما الذي جاء بك؟! ارتمى علي في حضنه، وقال له بصوت يختلط بالبكاء: - لن أتركك تركب القطار وحيدا! قال إبراهيم: - ولكنك تركتني وحيدا. دفن علي رأسه في صدر إبراهيم، وقال معتذرا: - سامحني! دام عناقهما طويلا، ثم جلسا بعدها وتحدثا .لحظتها كان صراع عنيف يدور في عقل علي يدفعه إلى الجنون، تهمس أعماقه: - "أخبره" " لا أخبره". استقر أخيرا، وقص عليه كل ماجرى. فغر فاه إبراهيم مندهشا، لايصدق ما سمع، قال صارخا: - ما ذنبي أنا في قتل والدك! هو بمثابة أبي كما تعلم. ظل السؤال عالقا بلا إجابة. اتفق معه علي في أن يأخذه معه إلى أمه. قال له: - هي تحبك كما تعلم، وتعتبرك مثلي تماما.. لا بد أن قلبها سيلين عندما تراك. لم ينتظرا. بلهفة أرسلا رسالة إلى أبي الأحباب.قرأها أبو الأحباب، وهو غير مصدق لنفسه. - "انتظرنا في ذات المكان عند الساعة الثامنة مساء ". رقص قلبه من الفرحة. مضت الساعات عليه ببطيء شديد، وكأنها عقاربها تخشى الدوران. مضت الساعات حتى لاح له وجه القطار، وسمع صفارته. تأهب بفرحة لاستقبالهما؛ لاستقبال الحلم الذي ولد من جديد .لم يكن وحده في استقبالهما، كان هناك آخر ينتظر باهتمام. كان أخو علي.. ينتظر نزول إبراهيم. تسلل كذئب في الظلام،و اختبأ بين الأشجار. انتظر نزوله بعيون مترقبة مفتوحة عن آخرهما. كانت المسافة قريبة، غير أن ضوء اللمبة المتهالك، أعاق الرؤية بوضوح. انتظر نزوله، ثم أطلق رصاصته بلا هوادة ودون انتظار بمجرد رؤية شبح جسده. تراءى له سقوط مكفنا في قميصه وبنطاله. غير أن الشبح كان شبحين؛ فأطلق عواء مذعورا. لحظتها وقف أبو الأحباب مكانه، تسمر جسده، وعجز عن الحركة كتمثال. كانت عيناه علي قدر اتساعهما تنظران إلى الجسدين المسجيين أمامه وقد اختلطت دماؤهما. رأى علي يرنو إلى إبراهيم نظرة الوداع. سمعه ينطق كلماته الأخيرة، التي كانت يقينا في رأس أبي الأحباب الجامد قد هدمت كل الأحلام والأمنيات؛ لتبقي القرية ترفل في سوادها إلي أبعد نهاية. سمعه وقد أطلق أنته الأخيرة لصديقه: - ألم أقل لك لن أتركك تركب القطار وحيدا!
|
||||
22-10-2013, 07:26 AM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
العنوان وحده قصة قصيرة يفتح الباب لمرور الروح
و تأتي قضية الأخذ بالثأر بكل أبعادها مسجلة هنا في حرفك كم ستدفع البلاد من دماء لن يتوقف نهرها طالما جرى بهكذا ظلم قديري الراقي حارس كامل كل الشكر و التقدير لنصك الراقي و تسليطك الضوء على قضية لا تتوقف عن الحضور مودتي و كل تقديري عايده |
||||
23-10-2013, 12:31 AM | رقم المشاركة : 3 | |||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
أهلا أخي حارس
تعودنا ان تجهض أحلامنا إما بسبب التهميش الذي نعاني منه من طرف من يقومون بشؤون دنيانا، أو بسبب التقالد البالية التي تعشش في أعماقنا، و منها ظاهرة الانتقام،هذه الظاهرة التي خلفت الكثير من المآسي. بناء النص جيد، و في تشويق يمسك بالقارئ. تحياتي أخي حارس. |
|||
24-10-2013, 08:46 PM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
اقتباس:
الثأر مأساة تعاني منها القرى والأرياف عندنا القتل بلا ثمن وبلا سبب سعدت بقراءتك ومرورك تحيتي وتقديري
|
|||||
26-10-2013, 03:44 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
اقتباس:
سعيد بقراءتك كما العادة والتقاليد البالية لامناص منها طالما بقيت العقول خاوية تحيتي وتقديري
|
|||||
02-11-2013, 08:23 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
نص جميل كتب بأسلوب سلس
لغة جميلة متينة وسرد مشوق الثأر مشكلة قديمة جديدة لن تنتهي في زمن لم يعد للجهل فيه مكان لكنها عقلية عقيمة ومزرية في فكرها جميلة القصة وأتت على مشكلة اجتماعية كبيرة ما تزال حاضرة للآن وبشكل شبه يومي شكرا لك أخي حارس على متعة الكتابة محبتي
|
||||
08-11-2013, 12:31 AM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
اقتباس:
نعم الثأر آفة تأكل الأخضر واليابس و تكون قاسية وخاصة عندما تراها أم عينيك تحيتي وتقديري
|
|||||
11-11-2013, 11:36 AM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
قصة جميلة جدا بنية ولغة وسردا وعمقا
تهاني كل الشكرا على إثراءالمدينة تحياتي |
||||
14-11-2013, 01:14 AM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
..
هذا النص يستحق التثبيت قضية وطنية وسرد متقن محكم النص يتحدث بنفسه عن نفسه نص شامخ أبدعت أبدعت تقديري |
|||
14-11-2013, 09:46 PM | رقم المشاركة : 10 | |||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
اقتباس:
أشكرك أشكرك تحيتي وتقديري
|
|||||
15-11-2013, 12:18 AM | رقم المشاركة : 11 | |||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
أسلوب سلس ومشوق
سلط الضوء على مسألة الثأر التي حصدت الكثير في طياتها الضغينة.... القصة رائعة المبنى لفظا ومعنى دام إبداعك احترامي |
|||
15-11-2013, 06:59 PM | رقم المشاركة : 12 | |||||||||||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
أخي حارس
نفنى وبعض العادات والتقاليد البالية والتي ينبغي أن تفنى لا تفنى والأخذ بالثأر إحداها قصة مبنية بإتقان وباسلوب مشوق قرأتُ وأُعْجِبْتُ تحياتي
|
|||||||||||||
16-11-2013, 12:16 PM | رقم المشاركة : 13 | |||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
اقتباس:
أشكرك على كلماتك الغالية بصدق دائما نتعلم منك ودائما أخذ نصائحك على طريق البناء دمت صديقا رائعا أخي الحبيب تحيتي وتقديري
|
|||||
16-11-2013, 03:00 PM | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
الرائع حارس كامل :
باهتمام أتابع سردك لنصوصك ..لديك قدرة على الاحتفاظ بالقارئ لنهاية النص وهذا يعني للناص والقاص الكثير .. دمت بكل ود
|
||||
20-11-2013, 10:05 PM | رقم المشاركة : 15 | |||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
اقتباس:
كالنار يأكل و لايترك أشكرك أختي خديجة تحيتي وتقديري
|
|||||
20-11-2013, 10:06 PM | رقم المشاركة : 16 | |||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
اقتباس:
أشكرك وسعيد بإشادتك تحيتي وتقديري
|
|||||
22-11-2013, 01:16 PM | رقم المشاركة : 17 | |||||
|
رد: لن أتركك تركب القطار وحيدا(قصة قصيرة)
اقتباس:
وهذا يجعلني في غاية السعادة تحيتي وتقديري
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|