مهمة سرية جدًا - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :صبري الصبري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-04-2020, 12:06 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هادي زاهر
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية هادي زاهر

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

هادي زاهر متواجد حالياً


افتراضي مهمة سرية جدًا

مهمة سرية جدًا

"الله معك يا بيت صامد بالجنوب.. يا التحت سقفك عالوفا ربيتنا.. مش كثير عليك ترخصلك قلوب.. بنوب ما بندشرك يا بيتنا.. بيتي ما برضى يسيب.. بيتي انا بنوب ما بندشرك يا بيتنا.. بيتي انا سلاحه.. ما بتركه للذيب ولا بعير مفتاحه"
كان ان اضطر جيش الاحتلال إلى الهروب جراء الضربات الموجعة التي تكبدها على ايادي المقاومين، القائد براك وزير التوسع الإقليمي الذي اطلق عليه لقب الجندي رقم " 1 " بين أبناء شعبه لما يتحلى به من شجاعة ورصيد عسكري في تنفيذ مهمات الخاصة سرية ومعقده، امر بالانسحاب السريع " وهرب معه من عَمِل ضد اهله خوفاً من العقاب، احتج هؤلاء على الاسلوب الذي تم به امر الانسحاب الفوري دون اعلامهم مسبقا حتى يتسنى لهم ترتيب امورهم، ولكن دولة الاحتلال ضمنت لهم مصالحهم وتم استيعابهم في شتى أماكن العمل ومنهم من استوعبه الجيش ليقوموا بقمع الفلسطينيين في الأراضي العربية المحتلة.
تم توزيع الهاربين على القرى العربية لان الاحتلال يعتقد وبحق بان من خان وطنه لا امانة له ابدًا، ولكن قائد "جيش لبنان الحر" كما أطلق عليه، كان له مكانة خاصة في قلوب المحتلين لذلك أُرسل للسكن في تل ابيب وهناك اقام دكانا لبيع الفلافل.
أحد الضباط ويدعى عامر حل واسرته في قرية تقع على جبل الكرمل واستأجرت له الدولة دارًا ليسكن فيها، كانت مكونة من طابق ارضي وإلى جانبها دار رايق وهي عالية، شرفتها تطل على الدار التي حل بها عامر، الصدمة عامر من واقعه الجديد كانت بالغة، خاصة وانه كان يعاني صحيًا مما جعله يتأفف باستمرار كما انه كان دائمًا يحدث نفسه:
*ما الذي جرى بهذه السرعة.. انه اشبه بالحلم، كنا نعتقد بان إسرائيل ستبقى في لبنان إلى الابد، خاصة وان طموحاتها في ان تكون حدودها حتى نهر الليطاني بحيث لتكون بخط مستقيم وهو ما طلبت به الحركة الصهيونية من البريطانيين، اعتقدنا بانها من المستحيل ان تنسحب وأنها ستبني مستعمراتها هناك، ولكن يبدو ان مقاومة اللبنانيين كانت قوية للغاية.. كانت اقوى من مقاومة الفلسطينيين، فالقوة بحاجة إلى قوة، ولكن إسرائيل ليست بالقوة التي يتوهم بها البعض، إن الجندي الإسرائيلي نسر في السماء وارنب على الأرض، انه أجبن خلق الله فهو ليس على استعداد أن يخاطر بحياته.. معه حق ما دام يستطيع ان يهنأ من الحياة ويحقق كل طموحاته.. لماذا يخاطر بحياته هناك من هو على استعداد لان يقوم بالمخاطرة بالنيابة عنه مقابل المال، انهم كالنسور التي تنقض على فرائسها، لا يتورعون عن قتل الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء في سبيل تحقيق أهدافهم.. انهم يقصفون حتى الملاجئ خاصة عندما يشعرون بالخطر.. إن إسرائيل هي وهم الأمة العربية.. انها كما قال السيد " اوهى من بيت العنكبوت " وهي الفرفور الذي ذنبه مغفور.. انها طفل العالم المدلل، الجميع يساعدها، حتى مصر تقوم بمحاصرة غزة كرمال عيون اسرائيل.. لماذا تقوم مصر بهذا العمل؟!!.. أي امة نحن؟ ثم ان مصر حسب التقارير الدولية هي في المكان الثاني عشر عالميا من حيث قوتها عسكرية في حين ان إسرائيل تحتل المكان السادس عشر، اعتقد ان على مصر ان تفتح حدودها مع غزة، هناك شعب محاصر تنقصه المستلزمات الأساسية للحياة الكريمة.. حرام يا ناس.. الأطفال هناك لا يشعروا بطفولتهم اسوة بأطفال العالم.. ترى هل لدى إسرائيل كما هو الحال معنا، هل هناك من هو مكلف بالقصف على مناطق مفتوحة لتبرير جرائمها.
ووجد نفسه يقول:
يا الله، إلى اين قادني تفكيري، أنى أفكر أحيانا كمقاوم وفي نفس الوقت اعمل كعميل، تبا لي.. ترى هل هذه هي الحالة التي يطلقون عليها في علم النفس انفصام الشخصية؟
واخذ يصرخ وكانت دموعه تثب على وجنتيه:
*ولكن لماذا هربت بدون ان تترك لنا المجال في ان نودع أهلنا على الأقل.
وسمع زوجته تقول:
-خلص يا زلمي اللي صار، صار.. اتكل على الله.. اعملك فنجان قهوي؟
* اعملي.. اعملي.
واخذ يشتم الذات الإلهية فاستشاطت زوجته غضبًا.
-اسكت خلي الله يوفقنا، بكفينا اللي صار فينا.
* طيب الحقيني لبرا مع القهوة بدي اتفرج على الدنيا.، بدي اخبط قدمي في الأرض.. بدي افشّ غُلّي
خرج عامر وهو يقوم بحركات تعبر عما يختلج في قلبه ثم جلس على كرسي وما هي إلا لحظة حتى قدمت زوجته ومعها القهوة، تناول الفنجان وجلست الزوجة إلى جانبه، اخذ شفة وأشعل سيجارة أخرى ونفث الدخان وعاد يتأفف، الزوجة تعود بجسمها إلى الوراء بحركة تعبر عن الاشمئزاز.
-اشو شربان على الريق ارحم حالك يا زلمي، انا شاعري معك وانت عمتتلوى من الوجع خاصة في الليل، بعدين.. ابعد دخان هاي السمامي عني.
* سمامي تسمك.. كلو منك.. بدك مصاري.. بدك مصاري.. فلوس، الفلوس بتعلي الروس هياها وطت راسنا.. ويطلق مسبه.
- هسسسس.. جارنا عَ البلكوني اتعزرناش
يرفع راسه وينظر إلى الشرفة ويلقى على جاره رايق التحية، إلا ان رايق لم يعر اهتمامه فأعاد عامر التحية بصوتِ عالٍ ولكن رايق يستمر في تجاهله، وهنا يرفع صوته أكثر:
*يا جار قلنا صباح الخير، الصباح لله.
وهنا يسأل رايق:
_تتحدث معي؟
*اه.. في غيرك
_ صباح النور
ويدخل رايق إلى داره، في حين يضرب عامر بقبضة يده على الطاولة وهو يكز على اسنانه:
*انه لا يعيرني أي اهتمام.. يستهتر بي، لقد تجاهلني وقلب شفتيه، ان نظرة الناس تتحدث الكثير، اني أرى في اعينهم الاشمئزاز.. اه ما أصعب الحياة في مجتمع لا يرغب بك.. اشعر وكأن خنجرًا غُرس في خاصرتي، ليت صحتي تساعدني على العمل، كان يمكن ان لا أفكر بوضعي.. ان لا اجتر اوجاعي، ان الفراغ.. نظره المجتمع.. البعد عن الاهل، كل ذلك يعصر كبدي.. إن العذاب النفسي أصعب من العذاب الجسدي.. اه يا ألهي ضربتان في الراس توجع.. انهم ثلاث ضربات.. ما الذي من شأنه ان يريحني لقد منعني الطبيب عن تعاطي المشروبات الروحية، قال ان كبدي لا يحتمل.. ولكن كيف أنسى؟ بدي اشرب خليني اموت فالموت ارحم من هذه الحياة.
فكر في ان يقوم بخطة ما تخرجه من وحشة الفراغ والانطواء، قال زوجته:
* لفي شي طقم صفرة.. بدنا نطلع لعند جيراننا نتعرف عليهم.
قامت الزوجة الواعية لواقع زوجها بالاستجابة لطلبه وحلوا ضيوفا على اسرة رايق وبعد السلام والكلام قال عامر:
*انا مدرك يا جار لماذا تتجاهلني، الحقيقة هي ان الواقع هو الذي آل بنا إلى التعامل مع إسرائيل، ثم أن الدول العربية برمتها تخشى من إسرائيل التي ارادت ان تحتل الجنوب لأنها تريد حدودها بشكل مستقيم كما طلبته من بلفور، ونحن في الجنوب لم يكن لنا ظهر عربي يحمينا من بطشها لذلك اضطررنا للتعامل معها من اجل لقمة العيش..
وهنا وجد رايق نفسه ينسجم في الحوار عملاً بأصول الضيافة فسأله:
_ وماذا كانت مهمتك
*انا ضابط كانت مهمتي هي القصف على إسرائيل.
قال رايق بحدة:
_ماذا.. كيف يكون ذلك؟!! اسمح لي ان أقول لك بأني لا اصدق روايتك بالرغم من عدم ثقتي بسياسة هذه الدولة التي تريد الأخضر واليابس.
*يا حبيبي إسرائيل تريد المبررات لتقصف مخيمات الفلسطينيين.
_ ولكن إسرائيل تقصف متى تريد بدون حارج او بواب.
*لا.. لا.. لا، الامر ليس بالسهولة التي تعتقدها.. هي لا تستطيع ان تقصف وتقتل كل مرة كما تشاء بدون ان توجد السبب.. بدون ان تستان وهم يبكون وتبث الصور لوكالات الانباء وبعدها تقوم بالقصف، هون مش عرب.. هون صهيونية يا حبيبي في عقل، في تخطيط.. في تهيئة ذهنية للرأي العام قبل كل العملية.






" أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوىء ما لم أحاربها "
  رد مع اقتباس
/
قديم 26-04-2020, 12:05 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
هادي زاهر
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية هادي زاهر

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

هادي زاهر متواجد حالياً


افتراضي رد: مهمة سرية جدًا

أخي جمال القضايا الملحة التي نعاني منها كثيرة وقد اجد نفسي ملزما بالتطرق اليها مواكبة لها الامر الذي يجعلنا لا ننتبه لبعض الهفوات ولا مانع في الاشارة إلى موطن الضعف في العمل بشكل محدد.. محبتي






" أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوىء ما لم أحاربها "
  رد مع اقتباس
/
قديم 14-06-2020, 10:24 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: مهمة سرية جدًا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هادي زاهر مشاهدة المشاركة
مهمة سرية جدًا

"الله معك يا بيت صامد بالجنوب.. يا التحت سقفك عالوفا ربيتنا.. مش كثير عليك ترخصلك قلوب.. بنوب ما بندشرك يا بيتنا.. بيتي ما برضى يسيب.. بيتي انا بنوب ما بندشرك يا بيتنا.. بيتي انا سلاحه.. ما بتركه للذيب ولا بعير مفتاحه"
كان ان اضطر جيش الاحتلال إلى الهروب جراء الضربات الموجعة التي تكبدها على ايادي المقاومين، القائد براك وزير التوسع الإقليمي الذي اطلق عليه لقب الجندي رقم " 1 " بين أبناء شعبه لما يتحلى به من شجاعة ورصيد عسكري في تنفيذ مهمات الخاصة سرية ومعقده، امر بالانسحاب السريع " وهرب معه من عَمِل ضد اهله خوفاً من العقاب، احتج هؤلاء على الاسلوب الذي تم به امر الانسحاب الفوري دون اعلامهم مسبقا حتى يتسنى لهم ترتيب امورهم، ولكن دولة الاحتلال ضمنت لهم مصالحهم وتم استيعابهم في شتى أماكن العمل ومنهم من استوعبه الجيش ليقوموا بقمع الفلسطينيين في الأراضي العربية المحتلة.
تم توزيع الهاربين على القرى العربية لان الاحتلال يعتقد وبحق بان من خان وطنه لا امانة له ابدًا، ولكن قائد "جيش لبنان الحر" كما أطلق عليه، كان له مكانة خاصة في قلوب المحتلين لذلك أُرسل للسكن في تل ابيب وهناك اقام دكانا لبيع الفلافل.
أحد الضباط ويدعى عامر حل واسرته في قرية تقع على جبل الكرمل واستأجرت له الدولة دارًا ليسكن فيها، كانت مكونة من طابق ارضي وإلى جانبها دار رايق وهي عالية، شرفتها تطل على الدار التي حل بها عامر، الصدمة عامر من واقعه الجديد كانت بالغة، خاصة وانه كان يعاني صحيًا مما جعله يتأفف باستمرار كما انه كان دائمًا يحدث نفسه:
*ما الذي جرى بهذه السرعة.. انه اشبه بالحلم، كنا نعتقد بان إسرائيل ستبقى في لبنان إلى الابد، خاصة وان طموحاتها في ان تكون حدودها حتى نهر الليطاني بحيث لتكون بخط مستقيم وهو ما طلبت به الحركة الصهيونية من البريطانيين، اعتقدنا بانها من المستحيل ان تنسحب وأنها ستبني مستعمراتها هناك، ولكن يبدو ان مقاومة اللبنانيين كانت قوية للغاية.. كانت اقوى من مقاومة الفلسطينيين، فالقوة بحاجة إلى قوة، ولكن إسرائيل ليست بالقوة التي يتوهم بها البعض، إن الجندي الإسرائيلي نسر في السماء وارنب على الأرض، انه أجبن خلق الله فهو ليس على استعداد أن يخاطر بحياته.. معه حق ما دام يستطيع ان يهنأ من الحياة ويحقق كل طموحاته.. لماذا يخاطر بحياته هناك من هو على استعداد لان يقوم بالمخاطرة بالنيابة عنه مقابل المال، انهم كالنسور التي تنقض على فرائسها، لا يتورعون عن قتل الأبرياء من أطفال وشيوخ ونساء في سبيل تحقيق أهدافهم.. انهم يقصفون حتى الملاجئ خاصة عندما يشعرون بالخطر.. إن إسرائيل هي وهم الأمة العربية.. انها كما قال السيد " اوهى من بيت العنكبوت " وهي الفرفور الذي ذنبه مغفور.. انها طفل العالم المدلل، الجميع يساعدها، حتى مصر تقوم بمحاصرة غزة كرمال عيون اسرائيل.. لماذا تقوم مصر بهذا العمل؟!!.. أي امة نحن؟ ثم ان مصر حسب التقارير الدولية هي في المكان الثاني عشر عالميا من حيث قوتها عسكرية في حين ان إسرائيل تحتل المكان السادس عشر، اعتقد ان على مصر ان تفتح حدودها مع غزة، هناك شعب محاصر تنقصه المستلزمات الأساسية للحياة الكريمة.. حرام يا ناس.. الأطفال هناك لا يشعروا بطفولتهم اسوة بأطفال العالم.. ترى هل لدى إسرائيل كما هو الحال معنا، هل هناك من هو مكلف بالقصف على مناطق مفتوحة لتبرير جرائمها.
ووجد نفسه يقول:
يا الله، إلى اين قادني تفكيري، أنى أفكر أحيانا كمقاوم وفي نفس الوقت اعمل كعميل، تبا لي.. ترى هل هذه هي الحالة التي يطلقون عليها في علم النفس انفصام الشخصية؟
واخذ يصرخ وكانت دموعه تثب على وجنتيه:
*ولكن لماذا هربت بدون ان تترك لنا المجال في ان نودع أهلنا على الأقل.
وسمع زوجته تقول:
-خلص يا زلمي اللي صار، صار.. اتكل على الله.. اعملك فنجان قهوي؟
* اعملي.. اعملي.
واخذ يشتم الذات الإلهية فاستشاطت زوجته غضبًا.
-اسكت خلي الله يوفقنا، بكفينا اللي صار فينا.
* طيب الحقيني لبرا مع القهوة بدي اتفرج على الدنيا.، بدي اخبط قدمي في الأرض.. بدي افشّ غُلّي
خرج عامر وهو يقوم بحركات تعبر عما يختلج في قلبه ثم جلس على كرسي وما هي إلا لحظة حتى قدمت زوجته ومعها القهوة، تناول الفنجان وجلست الزوجة إلى جانبه، اخذ شفة وأشعل سيجارة أخرى ونفث الدخان وعاد يتأفف، الزوجة تعود بجسمها إلى الوراء بحركة تعبر عن الاشمئزاز.
-اشو شربان على الريق ارحم حالك يا زلمي، انا شاعري معك وانت عمتتلوى من الوجع خاصة في الليل، بعدين.. ابعد دخان هاي السمامي عني.
* سمامي تسمك.. كلو منك.. بدك مصاري.. بدك مصاري.. فلوس، الفلوس بتعلي الروس هياها وطت راسنا.. ويطلق مسبه.
- هسسسس.. جارنا عَ البلكوني اتعزرناش
يرفع راسه وينظر إلى الشرفة ويلقى على جاره رايق التحية، إلا ان رايق لم يعر اهتمامه فأعاد عامر التحية بصوتِ عالٍ ولكن رايق يستمر في تجاهله، وهنا يرفع صوته أكثر:
*يا جار قلنا صباح الخير، الصباح لله.
وهنا يسأل رايق:
_تتحدث معي؟
*اه.. في غيرك
_ صباح النور
ويدخل رايق إلى داره، في حين يضرب عامر بقبضة يده على الطاولة وهو يكز على اسنانه:
*انه لا يعيرني أي اهتمام.. يستهتر بي، لقد تجاهلني وقلب شفتيه، ان نظرة الناس تتحدث الكثير، اني أرى في اعينهم الاشمئزاز.. اه ما أصعب الحياة في مجتمع لا يرغب بك.. اشعر وكأن خنجرًا غُرس في خاصرتي، ليت صحتي تساعدني على العمل، كان يمكن ان لا أفكر بوضعي.. ان لا اجتر اوجاعي، ان الفراغ.. نظره المجتمع.. البعد عن الاهل، كل ذلك يعصر كبدي.. إن العذاب النفسي أصعب من العذاب الجسدي.. اه يا ألهي ضربتان في الراس توجع.. انهم ثلاث ضربات.. ما الذي من شأنه ان يريحني لقد منعني الطبيب عن تعاطي المشروبات الروحية، قال ان كبدي لا يحتمل.. ولكن كيف أنسى؟ بدي اشرب خليني اموت فالموت ارحم من هذه الحياة.
فكر في ان يقوم بخطة ما تخرجه من وحشة الفراغ والانطواء، قال زوجته:
* لفي شي طقم صفرة.. بدنا نطلع لعند جيراننا نتعرف عليهم.
قامت الزوجة الواعية لواقع زوجها بالاستجابة لطلبه وحلوا ضيوفا على اسرة رايق وبعد السلام والكلام قال عامر:
*انا مدرك يا جار لماذا تتجاهلني، الحقيقة هي ان الواقع هو الذي آل بنا إلى التعامل مع إسرائيل، ثم أن الدول العربية برمتها تخشى من إسرائيل التي ارادت ان تحتل الجنوب لأنها تريد حدودها بشكل مستقيم كما طلبته من بلفور، ونحن في الجنوب لم يكن لنا ظهر عربي يحمينا من بطشها لذلك اضطررنا للتعامل معها من اجل لقمة العيش..
وهنا وجد رايق نفسه ينسجم في الحوار عملاً بأصول الضيافة فسأله:
_ وماذا كانت مهمتك
*انا ضابط كانت مهمتي هي القصف على إسرائيل.
قال رايق بحدة:
_ماذا.. كيف يكون ذلك؟!! اسمح لي ان أقول لك بأني لا اصدق روايتك بالرغم من عدم ثقتي بسياسة هذه الدولة التي تريد الأخضر واليابس.
*يا حبيبي إسرائيل تريد المبررات لتقصف مخيمات الفلسطينيين.
_ ولكن إسرائيل تقصف متى تريد بدون حارج او بواب.
*لا.. لا.. لا، الامر ليس بالسهولة التي تعتقدها.. هي لا تستطيع ان تقصف وتقتل كل مرة كما تشاء بدون ان توجد السبب.. بدون ان تستان وهم يبكون وتبث الصور لوكالات الانباء وبعدها تقوم بالقصف، هون مش عرب.. هون صهيونية يا حبيبي في عقل، في تخطيط.. في تهيئة ذهنية للرأي العام قبل كل العملية.




الأديب المكرم هادي زهران

ابتعدت قليلا عن القصة القصيرة واقتربت مما يمكن تسميته (اليوميات)
التي تكتب على شكل خواطر أو مذكرات ..أيضا كان بالإمكان تشذيب وتهذيب
النص فقد طال دون ان تضيف الإطالة شيئا جديدا .,ثم أين القفلة التي تعتمد عليها
القصة القصيرة وأين الحبك ,, تكتب عن أشياء مهمة بالفعل لكن على حساب ما يجب
أن يكون عليه النص كـــ (القصة القصيرة ) وغيرها من الأجناس الأدبية .

لا بأس من مراجعتها وإعادة الصياغة فمثل هذه المواضيع تستحق قالبا بديعا وسرد
جاذب وآسر ..وأظنك تعلم جيدا ما تقوم عليه القصة القصيرة .


بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 14-06-2020, 11:32 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: مهمة سرية جدًا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال عمران مشاهدة المشاركة
أرى أن المحترم محمد بديوى قال مايقترب مما كنت أقصد.
اخى زاهر..أنت متفاعل وموضوعاتك تواكب الحدث.والنقد والرؤى والاقتراحات تثرى العمل.
مودتي
بوركت أخي جمال فنحن مع إبراز الأحداث المهمة وخصوصا
في ما يتعلق بفلسطين المحتلة أو جنوب لبنان . لكن..ولأن الحدث
مهما يجب ان يجد قالبه الأدبي الذي كًتب به ..فهنا موضوع هام
يطرح كقصة قصيرة دون تحقيق شروط القصة ما يؤثر على الحدث
وأهميته.

شكرا لكم على اهتمامكم أخي جمال عمران

بوركتم وبورك نبض قلبكم النقي
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 13-08-2020, 02:21 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
هادي زاهر
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية هادي زاهر

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

هادي زاهر متواجد حالياً


افتراضي رد: مهمة سرية جدًا

تحياتي ومحبتي للجميع






" أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوىء ما لم أحاربها "
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:29 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط