|
☼ بيادر فينيقية ☼ دراسات ..تحليل نقد ..حوارات ..جلسات .. سؤال و إجابة ..على جناح الود |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
30-09-2009, 11:23 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
قراءة في قصيدة /امرأة في وطني/ لجوتيار تمر
قراءة في قصيدة ---------------------------------------------------------------------------------------امرأة في وطني لجوتيار تمر النص امرأة في وطني أرى امرأة ....في وطني منهكة الحواس كانت فسحة للهفوات كلما باحت بصحوها للنّدى كانت تعرف أن العشق في وطن يذبح من الوريد الى الوريد ندم مرّ... رأيتها تصلب فوق ركح المشهد الأخير للعشق تدفن دمها في الملح.........وتنشف اخر كلمة أحبك حبيبي........ يدفعون الشهوات كما يدفعون عبور انثى نحو العشب الى حتفها......... امرأة تنسى وجهها في الطين وتمضي الى سيف في العنق او ربما تنسى ضفيرتها عند الحبيب 24-10-1999 جوتيار تمر امرأة في وطني //الموفقيــــة في اختيار العنوان كانت شديدة فقد جهّز أنفاسنا لشهقات آتية وزفرات ...... ألم أرى امرأة ....في وطني منهكة الحواس بداية تُدخلنا إلى دائرة الحكاية المنتظرة والتي أوحى بها العنوان بالرغم أنَّ (امرأة) جاءت خالية الوفاض من أي آية للتعريف لكن (في وطني) استدركتها ...... (منهكة الحواس) وأيُّ امرأة في الوطن ليست منهكة الحواس تسليط ضوء على ماهيّة الوطن أكثر من ماهيّة المرأة لتحديد ملامح وطن دون أوطان كانت فسحة للهفوات كلما باحت بصحوها للنّدى (كانت) ....... توحي أنّ الحاضر بات رهين الاعتقال من أيّ فعل وإن كان مجزوماً وكذلك للحتمية لما سيورد أنّه وقع يقيناً (كانت فسحة للهفوات) تاء التأنيث في كانت تعطي الحق في اقتراف أي فعل ضدّها ... لم أقابل امرأة ليستْ فُسحة للهفوات، سواء هفوات الرجل، أو القبيلة وأعرافها، أو الأسرة وتقاليدها (كلّما) أتت لتؤكد استمراريّة الجُنحة (باحت بصحوها للنّدى) هي امرأة أنثى رقيقة فبوحها يحتمله الندى وتتلألأ لرقّته حبّاته .. لا تتبخّر ! (كانت فسحة للهفوات كلما باحت بصحوها للنّدى) تدّل على استمرارية السماحة في تقبّل الهفوات مادامت هي صاحية و مدركة ... هل يعني أنّه على المرأة النوم أو الموت ؟! تركيبة تحمل عمق المدلول بالرغم من جمال البساطة في الطرح كانت تعرف أن العشق في وطن يذبح من الوريد الى الوريد استدراك يعلّل ما جاء فيما سبقها (كانت) تكرارية الفعل يؤكد على وحدة الزمن وتكامل الصورة لوضعها .. وتسليط المزيد من الضوء على كنه هذه المرأة التي توسد لها العنوان وافترش لها النص وكذلك للحتمية لما سيورد أنّه وقع يقيناً ... جاءت (تعرف) لتؤكد أنّ الإدراك غير غائب، ومع هذا القهر يغلب عليها ويضعها التسلّط الممارس ضدّها في دائرة الاستكانة (كانت تعرف أنّ العشق في وطن يذبح من الوريد إلى الوريد) لمْ تأتِ هذه الجملة لإظهار عمل الفعل (تعرف)، قدر ما جاءت لتوحي، أنّها بالرغم من المعرفة تتمرّد، غير آبهة لما تشكّله هذه المعرفة .... وهنا تشكّل خطر وهدر دماء كما يأتي في (يُذبح من الوريد إلى الوريد) ندم مرّ... أوثبت هذه الجملة إلى ذهني ..... صورة المذنب الذي يُقدم على اقتراف الذنب، وهو مدرك تماماً لِما هو مقدمٌ عليه وما هي عاقبته، بالرغم من ذلك أقدم على الذنب ولحقه الندم // أوجز فأحسن وتركنا نسترسل! رأيتها تصلب فوق ركح المشهد الأخير للعشق بدأ النص بـ (أرى) يستحضر ذهننا للحاضر الموجع وجاء هنا (رأيت) ........ ذات الفعل الذي في صيغته هنا تتلاشى معها أيّ خيوط توصله بالحاضر، بل وسجنته في زنزانة الماضي المحكم، ولكنّه لم يمنع استمرارية تدفّق الحدث، والمحتم تقريرياً أنّ الفعل قد وقع لا جدال فيه (تُصلب فوق ركح .......) هذه - بدايةً - تُرجعني للجملة السابقة (ندم مرّ ...) ممّا رأى من أمر الصلب، نثر الراوي امتعاضه قبل أنْ يُقدّم السبب، ثم ألحقه به ليؤكد أنّ الشعور حقيقةً مسنودٌ على صورة واقعية، فيدخل في حالة إطلاق الزفرات - كما سيأتي في ما يلي - التي أُحدثت من ذاك الشعور (الندم)، فكان تمازج في الإحساس بين الراوي وبين المرأة المروي عنها والواقعة تحت ذات الشعور (ندم) ليعيش الراوي الحالة التي تعيشها المرأة، فيستطيع أنْ يُخبر عنها بكل صدق (رأيتها تصلب فوق ركح المشهد الأخير للعشق) المشهد فيه إيحاء على قلّة الحيلة من قبل ليس المرأة فقط بل و الراوي كذلك ..... وإلا لما طغى نفس الشعور (ندم) على كليهما وهو كذلك يترك انطباعاً أنّ الوضع مفروض قانوناً لا يُحطّم بالرغم من الجور الذي يكتنفه ! هذه الصورة تترك فينا مدى الإصرار والتمادي الذي تمارسه المرأة في ذنبها المقترف (العشق) بالرغم من الشعور بالندم ..... وهنا نقف لنسأل عن ماهية هذا الشعور المتولد لديهما أبدأ بالمرأة ..... هل هو الندم الطبيعي الناتج من اقتراف ذنب العشق أم الندم عن الوضع المشترك لكل امرأة، الوضع الذي ينمّ عن ضعف وقلّة الحيلة والشعور بالقهر للقيود التي فرضتها هذه القوانين العرفية الراوي ..... هل هو التشارك في ندمها .. أم الندم على كونه واقفاً متفرّجاً ولم يتدخّل ليُحدث تغييراً ولو بسيطاً ليبعد هذا الظلم المفروض عنوة عليها جاء الفعل (تُصلب) هنا ليدخلنا في المشهد الأخير، ويُخبرنا عن النهاية الحتميّة لعشق امرأة، ليست أي امرأة ولكن (امرأة في وطني) ليأخذنا كذلك إلى استحضار مشاهد صلبٍ حدثت من ذي قبل، مثل قصّـة صلب عيسى عليه السلام، الذي نجّاه الله تعالى، لن أدخل في الإيدلوجية المعروفة، لكن اقتبس منها التماثل في الحدث والنتيجة الحدث الخروج عن الملّة واقتراف ما يُعد خطيئة والنتيجة إخراج المقترف من الدنيا إلى العدم عن طريق الصلب ليكون عبرة ! رأيتها تصلب فوق ركح المشهد الأخير للعشق تدفن دمها في الملح.........وتنشف اخر كلمة أحبك حبيبي........ قامت بإجهاض العشق المقترف من قِبلها ! تُصلب .. تدفن .. تنشف أفعال خدمت لعملية الإجهاض والصورة المتكاملة تضعنا معها في إطار (مايحدث حقاً) (امرأة في وطني) تقترف العشق ...... لكنّه عشق كذنب .. محكوم عليه بالعدم والإعدام والحكم يُنفذ لا محالة .... سواء من قبلهم أو غالباً من قبلها ..... لأنّها في دائرة الاستكانة والرضا بالهوان بالرغم أنّ الإقدام لاقتراف العشق يُعلن عن تمرد إلا أنّه تمرّد مكمّم يشتعل داخل مدفأة القلب ويخمد فيه ويشتعل ويخمد .. دون أي ثورة أو حمم لكنّ حتى البركان النائم في سبات أحياناً يثور ! وهذا كلّه يأخذنا إلى حقيقة المرأة قد تعشق ولكنّها لا تستطيع الإفصاح فتجهض عشقها وإنْ أفصحت تُعاقب بإجهاضه من قِبلهم يدفعون الشهوات كما يدفعون عبور انثى نحو العشب الى حتفها......... تتمّة لامتعاض الراوي من الوضع الراهن وتصريحه بالرفض عن القبول والاستكانة لهكذا وضع يُدخلنا في دائرة السؤال عن من هو هذا الراوي ووضع ألف علامة استفهام وتعجّب حوله وقد تأخذنا ظنوننا إلى كونه حبيبها أو كونه عاشقاً لم تُنصفه الأعراف أو كونه راوي لوضع ألمّ به وجرى معه تعاطفه ! (عبور انثى نحو العشب) يوحي إلى طلبها في عشقها للحياة إذ أنّ العشب يوحي بالحياة والاستمرارية (يدفعون الشهوات كما يدفعون عبور انثى نحو العشب الى حتفها.........) تؤكد على أن وأد الأنثى ما يزال سارياً وإن كانت لا يهال عليها التراب فور ولادتها ولكنّها تُوأد في كل لحظة من حياتها وفي اللحظة التي تُريد فيها الحياة لقلبها يُوارونها التراب ....... ولكن بجبن فلا يُقدمون هم على ذلك بل (يدفعونها) إليه دفعاً لتقوم به ضد نفسها نيابة عنهم كم كان الفعل (يدفعون) مؤثراً كم يترك من دلالات على السلوكيات الخسيسة المتخّذة ضد المرأة في واقعنا الحاضر والتي تتحرك نحو الوراء كلّما تقدّم العالم امرأة تنسى وجهها في الطين وتمضي الى سيف في العنق او ربما تنسى ضفيرتها عند الحبيب وفي آخر النص يُقدّم هذا التقرير عن (امرأة في وطني) كموجز إخباري يُحدّثنا عن ماهيّة المرأة في (امرأة في وطني) وهو يُحدّثنا بشمولية الواقع المفروض على كل امرأة تقريباً في الوطن والمقدِع لأبجديات الحقوق الإنسانية الواجب توافرها لها والمجهِض لأيّ مقوّمات للبشرية فيها بممارسة الاضطهاد عليها (امرأة تنسى وجهها في الطين) صورة توحي بطمس ملامحها ومعالمها ككائن بشري أنثوي وخضوعها الملزوم قسراً وقهراً (وتمضي إلى سيف في العنق) صورة توحي مدى عبودية المرأة وفقدها لحريّتها واستقلاليتها وأيضاً خضوعها لإرادتهم (أو ربّما تنسى ضفيرتها عند الحبيب) صورة تُعطينا دلالات عن عشق يُرمى وعاشقة تمضي وتتناسى أيّام الهوى رغماً حتى لا توقظ غضب الأعراف عليها (الحبيب) جاءت الكلمة معرّفة لتوجهنا إلى النظر أنّ وجود العشق كان حقيقة .. تكتمل بوجود الحبيب وإعطاءه البطاقة التعريفية هو إنّما لتبيين مدى التضحية التي تُقدمها المرأة .. ومدى المعاناة التي تعيشها في إنكار حقيقة جليّة واضحة وضوح الشمس ألا وهي عشقها لذلك الحبيب (انتهى بحمد الله) فرحناز سجّاد حسين فاضل
في الثلاثين من أيلول 2009م في تمام التاسعة وخمسين دقيقة صباحاً
|
||||
01-10-2009, 09:34 PM | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
رد: قراءة في قصيدة /امرأة في وطني/ لجوتيار تمر
قراءة رائعة لنصٍ رائع
وما بين الروعتين ينهض من برعمه الحرف الثاقب ليضيء القصيد ويأتي بعد حين بثمر حلو هي فرحناز الــ تزرع المعاني لآلىء على جيد النصوص قراءة ممتعة ولا أجمل كثير امتنان وشكر وبانتظار القادم كل الود سلام |
||||
05-10-2009, 01:30 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: قراءة في قصيدة /امرأة في وطني/ لجوتيار تمر
فرحناز العزيزة...
قراءة تحفر في المعقول واللامعقول، وتغرس في المعنى معاني اضافية تمنطق المكنون وفق رؤية سامقة عميقة، اتخذت من الصعيدين الجواني والبراني ممراً لتأثيث الرؤية، بالفعل قراءتك كانت مكملة للنص وشغلت مساحة كبيرة منه، لذا لم يكن امامي سوى نسخها، وساحاول اتن اعطيها لمن يترجمها الى لغتي الام( الكردية) وبعد اذنك اكيد ساتحاول نشرها باسمك في احدى مجلاتنا المحلية . تقديري ومحبتي واحترامي فرحناز........ جوتيار |
||||
12-10-2009, 07:56 AM | رقم المشاركة : 4 | |||||
|
رد: قراءة في قصيدة /امرأة في وطني/ لجوتيار تمر
اقتباس:
القديرة / سلام هل فرحناز تستحق كلّ هذا الفيض من الإطراء ؟! إنّها أوّل محاولة لي في قراءة كاملة لنص وفعلاً أحتاج للنقد والتوجيه ولا أجدني إلا أحمل لك باقات الشكر لرقيق كلماتك في حقّي .. والذي أتمنّى أنّي استحقها بالفعل كل التقدير والاحترام لك أخيتي تحايا أختك /
|
|||||
12-10-2009, 08:06 AM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: قراءة في قصيدة /امرأة في وطني/ لجوتيار تمر
اقتباس:
الكريم / جوتيار تمر هي لك تصرّف بها أنّى شئت ولي رجاء لو نشرتها حبّذا لو أحصل على نسخة للذكرى ولك كل الشكر والامتنان وعميق الاحترام والتقدير تحايا أختك /
|
|||||
18-01-2010, 04:08 PM | رقم المشاركة : 6 | ||||
|
رد: قراءة في قصيدة /امرأة في وطني/ لجوتيار تمر
|
||||
18-01-2010, 04:26 PM | رقم المشاركة : 7 | ||||
|
رد: قراءة في قصيدة /امرأة في وطني/ لجوتيار تمر
قراءة جميلة ونص اروع واختيار موفق
|
||||
28-01-2010, 06:41 PM | رقم المشاركة : 8 | |||||
|
رد: قراءة في قصيدة /امرأة في وطني/ لجوتيار تمر
اقتباس:
عميدنا ماذا عساني أقول أثقل الله ميزان حسناتك الشكر الشكر تقديري واحترامي تحايا
|
|||||
28-01-2010, 06:44 PM | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
رد: قراءة في قصيدة /امرأة في وطني/ لجوتيار تمر
فعلاً نص المكرّم جو جميل ويحرّك الأقلام المكرّمة فاطمة ناشر شكراً للحبور بالحضور تقديري والاحترام تحايا
|
||||
16-04-2010, 04:49 PM | رقم المشاركة : 10 | ||||
|
رد: قراءة في قصيدة /امرأة في وطني/ لجوتيار تمر
شكراً لجميع من مر هنا........وترك بصمته
محبتي جوتيار |
||||
17-04-2010, 03:58 AM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: قراءة في قصيدة /امرأة في وطني/ لجوتيار تمر
اقتباس:
العزيز جو شكراً لمرورك دمتَ وارفاً كل التقدير أجمل تحية
|
|||||
|
|
|