الاديب حسني فريز يليق به الضوء / زياد السعودي - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > 🌿 فينيقيو بيــــديا ⋘

🌿 فينيقيو بيــــديا ⋘ موسوعات .. بجهود فينيقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-08-2011, 10:46 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي الاديب حسني فريز يليق به الضوء / زياد السعودي



نستميح روح
الاديب حسني فريز
ونحن نضعه تحت الضوء
وبه يليق الضوء



سيرة
______



حسني فريز (1907-1990)


ولد حسني فريز خزنة كاتبي في مدينة السلط سنة 1907 لأب دمشقي الأصل من أسرة خزنة كاتبي، وأم نابلسية. تلقّى دراسته الأولى في كتاتيب السلط، ومدارسها، وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة السلط الثانوية سنة 1927 بتفوّق، فاختــارته وزارة التربية والتعليم- المعارف آنذاك- في أول بعثة دراسيّة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث قضى هناك خمس سنوات يدرس الآداب، وتخرّج ببكالوريوس آداب سنة 1932م.


بعد تخرّجه عمل في التدريس بين السلط، وعمّان، والكرك إذ درّس الأدب العربي والتاريخ، والجغرافيا. أصبح مديراً لمدرسة السلط الثانوية سنة 1944م، ثمّ مفّتشاً في وزارة التربية والتعليم، ثمّ مراقباً للاستيراد والتصدير سنة 1952، وظلّ في وظيفته إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1958، ثم أعيد تعيينه ثانية في الخدمة سنة 1959 مساعداً لوكيل وزارة التربية والتعليم، ثم وكيلاً للوزارة سنة 1962، إلى أنْ أحيل على التقاعد ثانية سنة 1963، ولكنّه لم يلبث أن عيّن مستشاراً أدبيّاً في وزارة الإعلام. ظلّ حسني فريز يكتب مقالة أسبوعية في صحيفة الرأي الأردنية عدّة سنوات، وكانت آخر مقالة كتبها قبل وفاته بيوم واحد.




مؤلفاته
_____



الشعر:

هياكل الحبّ، مطبعة الاعتدال، دمشق، 1938.
بلادي، د. ن. عمّان، 1954.
غزل وزجل (شعر شعبي)، مطبعة ومكتبة شوقي، عمان، 1977.
هياكل الحب، (ضمّ الديوانين هياكل الحب وبلادي)، مطبعة السعادة، مصر، 1948، ومكتبة الاستقلال عمان، ط2، 1948، ومطبعة الشرق ومكتبتها، عمان، ط3، 1978.
هياكل الحب، ج‍1، (ضمّ الديوان مسرحياته): الطوفان، مع الآلهة على الاكروبول، الحب يعلو)، دائرة الثقافة والفنون، عمان، 1986.
الزهور (قصة شعرية)، بالاشتراك مع عبد الحليم عباس، د.ن، د.ت.

القصص:

مغامرات حمار، (للأطفال)، د.ت، بيروت، 1940.
مغامرات تائبة، دار الكتاب العربي، بيروت، 1966، ط2، دار الفكر، عمان، 1974.
عروة وعفراء، (قصص تمثيلية)، مطبعة الشروق ومكتبتها، عمان، 1971.
قصص من بلدي، مطبعة الشرق ومكتبتها، عمان، 1975.
قصص وتمثيليات، مكتبة العلماء، عمان، 1980.
شجرة التفاح، (للأطفال)، وزارة التربية والتعليم، عمان، 1981.
قلب القرد، (للأطفال) وزارة التربية والتعليم، عمان، 1981.
العطر والتراب،و دار ابن رشد،عمان، 1981.
جنّة الحبّ، وزارة الثقافة والتراث القومي، عمان، 1988.
قصص ونقدات، د.ن، عمان، د.ت.
الدراسات:
عبد الحليم عباس، بالاشتراك مع د. جميل علوش، رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1979.
ملامح من الماضي والحاضر، (ذكريات وخواطر)، دائـرة الثقافة والفنــون، عمان، 1981.
مع رفاق العمر، (خواطر وسيرة ذاتية)، منشورات رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1982.
الترجمة:


ألّف حسني فريز عدداً من الكتب المدرسية باللغة العربية، والإنجليزية، وعني بترجمة بعض الأعمال من الإنجليزية إلى العربيّة، منها:
كليوبترا: حياتها وعصرها، عمّان، د. ت.
أساطير الإغريق والرومان، تأليف ه‍ . أ. جيربر، دائرة الثقافة والفنون، عمان، 1976.
طاغور، عبقريّة ألهمت الشرق والغرب، تأليف: كريشنا كريبلام، اللجنة الأردنية للتعريب بالتعاون مع دار الكاتب العربي، عمّان، د.ت.
بريطانيا والعرب، أرنولد توينبي، وزارة الإعلام، عمّان، د. ت.
قصص من شكسبير، هـ· ج، وايت، وآخرون، مكتبة الاستقلال، د. ت.
من مراجع ترجمته:
أبو صوفة (محمّد): من أعلام الأدب والفكر في الأردن، مكتبة الأقصى، عمّان، 1983 ·
عيسى (راشد)، حسني فريز شاعراً، رسالة ماجستير، الجامعة الأردنية·
قطامي (سمير): الحركة الأدبية في الأردن، وزارة الثقافة، عمان، 1987 ·
الناعوري (عيسى): الحركة الشعرية في الضفة الشرقية من المملكة الأردنية الهاشمية، وزارة الثقافة والشباب، عمان، 1980 ·




حسني فريز: شاعر وأديب ومعلم


ناغى الجمال وناداهُ على وجل
وخفّ بالوحي يُدني باسم الأمل
بالشعرِ يبعثهُ زهراً وينشدهُ
عطراً ويذخره للموقف الجلل
في منبجٍ نسمت همّاته وذكت
وإينعت في ظلال الحب والغزل


لم يغب ذكر حسني فريز شاعر السلط عن مجالس شعراء ومثقفي الوطن الذين يستذكرون قدرة هذا الأديب والمربي على تطويع اللغة وبناء مداميك شعرية لا سيما في الغزل والوطنيات.
"شاعر السلط" أو شاعر "الحب والبلد" كما يطيب للبعض تسميته، من مواليد السلط عام 1907 غير أنه لم يَعرف اليوم والشهر الذي ولِدَ فيهما. اسمه حسني فريز الحاج حسين من عائلة خزنة كاتبي التي تتحدر من أصول دمشقية. جاء جده الى السلط في منتصف القرن التاسع عشر وأصبح من أبنائها البارين وأنشأ تجارةً فيها.
عاش الابن البكر في بيئة "فقيرة" في كنف أسرة يقودها والد مُحب للشعر والنحت إذ كان من بين من ساهموا في زخرفة باب المسجد الحسيني في عمان. والدة هذا الشاعر تتحدر من نابلس، وقد قيل في وصفها إنها "مستشارة لجاراتها تحفظ الأمثال التي حفظتها عنها وتجيد التمثيل". لحسني فريز أخوان وأربع شقيقات.
تزوج أديبنا من سيدة خليلية عُرف عنها الثقافة العالية كما تتحدث الفرنسية والتركية والعربية. أنجب الزوجان ست بنات أكبرهن نوار ولذلك يُكنى "بإبي نوار".

ظلم ذوي القربى

تشير بعض المراجع الثقافية إلى أن حسني فريز "حاول التقرب إلى افراد عائلة خزنة كاتبة خلال دراسته في الجامعة الأميركية في الشام لكنه لم يجد قبولاً منهم فغضب وحذف اسم عائلته من شهادتهِ الجامعية واكتفى باسم والده ليشتهر به".
عَمِل في طفولتهِ مع والده في أعمال البناء وبيع الخضار (الكوسا) قبل أن يشتري والده دكاناً صغيراً اصبح مصدر رزق للعائلة. وكان يذكُر خلال حديثهِ عن تلك المرحلة أنه "عرف حارات السلط كلها وهو في العاشرة من عمره تقريباً وجلس في معظم بيوت فلاحيها".

المعلم العتيق

نسبت إليه مدرسة حسني فريز الأساسية وهي من أعرق مدارس قصبة السلط تأسست عام 1968 بمحاذاة جامعة البلقاء التطبيقية. سميت هذه المدرسة باسمه عرفان لحسني فريز لما قدمه للعلم والتعليم في الأردن. كذلك أطلق أمانة العاصمة اسمه على أحد شوارع جبل اللويبدة تخليدا لذكراه.
اتسمت شخصية "أبو نوّار" بصفات عدّة تشكلت من خلاصة عوامل أثرت في حياته كالبيئة السلطية المحببة الى قلبه التي عاشها بحذافيرها وتفاصيلها الدقيقة. في هذه البيئة هام الشاعر/المعلم بين الخضرة الدائمة والماء الدافق وسط الينابيع والكروم.
بدأ الأديب الكبير بمداعبة نمنمات الشعر منذ نعومة أظفاره. ويقول في ذلك إنه بدأ نظم الشعر عندما كان في الخامس الإبتدائي. ومع انتقاله إلى مقاعد الثانوية "استقام الوزن والمعنى والأسلوب" في شعر فريز . أول قصيدة نُشرت له في ذلك الحين نشرت في مجلة الوفاق بعنوان (متى) .




الجامعة تصقل فريز

وكان لدراستهِ الجامعية أثر في تنمية قدراتهِ الشعرية واتساع آفاقهِ في تلك المرحلة المهمة من عمره. يبرر فريز طغيان الحب والغزل والرومانسية على أشعاره في مقدمة ديوانهِ (هياكل الحب)، إذ يقول الشاعر المرهف: "من هنا كان إنتاج الشباب موصوفاً بحرارة العاطفة وبساطة الفكرة بعكس أدب الكهول والشيوخ". وكان شعره مليئا بالحب والشوق والنشوة والكبرياء.

أثر االمدرسة في تشكيل الموهبة

ولا ينكر حسني فريز تأثرة بأساتذته في المدرسة الثانوية في السلط ولاحقا في الجامعة الأميركية في بيروت. إذ بدت هذه التأثيرات واضحة في أفكاره وإتجاهاته السياسية القومية والاجتماعية. وبينما تقبل الشاب القادم من بيئة ريفية أنماط الحياة الغربية، بقي حنينه وانتماؤه في ذات الوقت لمحيطه العربي مناديا بالوحدة والتطور.
وأشار حسني فريز الى ذلك في قوله إن "دراستي في بيروت أثرت فيّ كثيراً فقد جئتها قروياً بدوياً. وما لدي من خجل وجهل بالحياة الاجتماعية ينبغي ان يتغير، فليس ما يفعله الشباب من تعلم الرقص جريمة والاستمتاع بالموسيقى الغربية خروجاً على حب العروبة ولا كفراً بالشيح والقيصوم. وكان لا بد أن ينقضي وقت قبل أن ارى فأغير وابدل".

حب الوطن

وكما كان لحسني فريز في الشعر الوطني والتغني بالأرض كذلك تغنّى بالقومية العربية بالارتكاز إلى بعد نظر سياسي في الكثير من القضايا العربية. فها هي قصيدته في بغداد تحكي واقعها الحالي
بغداد ليل الهوى حال تعطره أنفاسٌ واري الهوى بالشوق مشتعل
وران ليل الهوى والشك في بلدٍ تناحرت فيه اشتاتٌ من المِلل
وعمّ فيه فسادٌ عارم ومشت عدوى القطيعةِ من عُلو الى سفل
وللحب نصيب في حياة شاعرنا الذي كان يقول "شيئان لهما أعمق الأثر في حياتي الحب بمعناه العام للمرأة والطبيعة والصديق والقيم، والكره للإستعمار والظلم والإستبداد والفقر وما يعاكس الحب والصفاء".
وقد صبغت تلك العوامل شخصية حسني فريز الذي عرف كطيبة القلب وحلو المعشر، حب الوطن والسلط المُلهمة، مبادراً في تقديم العون لكل من يطرق بابه على الرغم من ظروفه المعيشية المتواضعة. فقد كان راتبه الوظيفي ومكافآته المالية من مساهماته في الصحف والمجلات هي مصدر عيشه.

بشاشة وصفاء

وعُرف عن فريز مرحه واللماحية العالية مقرونة بسخرية ومناوشات طريفة ذات مرام سياسية. وتحدثت مصادر عن أنه سليط اللسان ضيق الصدر حاد الخصومة. كان مطالعاً جيدا للقصص والروايات العربية كالمقامات والشعر لكبار الأدباء العرب، كذلك كان قارئاً للادب الغربي من شعر وروايات ومسرحيات أمثال شكسبير والروايات الروسية والفرنسية والألمانية.





موضوع: قصيده من حسني فريز ومتري عبدالله من الاردن


لقد قضى المغفور له سلطان باشا الأطرش عشر سنوات في المنفى، وكان من أبرز ما نتج عن المعاهدة الفرنسية السورية (1936) صدور العفو عن سلطان ورفاقه . وقد جرى لسلطان ورفاقه احتفال وداعي كبير في منزل حسين باشا الطراونة( كان من رجالات الرعيل الأول المشهود لهم على الصعيد الوطني وكانت له مواقف رائعة في حب الوطن ومقاومة المستعمر، ترأس حزب المؤتمر الوطني الأردني الذي ضم زعامات من مختلف مناطق الأردن وقد توفاه الله عام 1951.) ألقيت فيه الكلمات المؤثرة والتي تدل على ما يحمله الأهالي من تقدير وإكبار للمجاهدين . وكان مما قيل قصيدة رائعة للأديب الكبير حسني فريز بعنوان " البطولة الخالدة" جاء فيها:

ربة الشعر والمنى والخيال كيف شاهدت سيد الأبطال؟
ورأيت الفتى المدجج عزما يملأ الهند بالرماح العوالي
ورأيت الموحدون في ساحة المجد وسلطانها أبا الأشبال
كيف شاهدته؟ يخوض في الهول ويفري الصفوف كالأجبال
يزأر الزأرة المخيفة في القوم فتبدو معالم الأعوال
ذهلوا عندما رأوه من كل فج طالعا في مهابة وجلال!!
ظل يوري البيداء حتى تناءى كل سيف عن الوغى والنزال
أيها النسر لا عدمناك نسراً افعم البيد بالحيا والنصال
حلق الآن لا تضرك جيوش أنت فوق الجيوش والأقيال
حلق الآن واجعل الأفق داراً ليس تؤذيك فجّة من صلال
نحن لا نقبل الخديعة والضيم وعيش العبيد والأنذال
نحن من دوحة العلى خُلقنا وربينا في سرحها والظلال
وافترعنا العلى ورضنا الدياجي وعشقنا جلائل الأعمال
ابشروا يا نسور فقد بسم الفجر ولاحت بواكير الآمال
ها هي الشام قد أطلت عليكم عند طود من المكارم عالي
لبست أحلى الحلي وتجلى تاجها مشرقا فريد اللآلي
صنع سلطان وزيد وصياح وكل العقال والجهال
غنما يبني الفخار كماة ما دروا في الحرب معنى الكلال
أي قول، مهما سما القول، واف بمديح الرجال كل الرجال
قم نشيع سلطان في موكب النصر ونحني الرؤوس بالإجلال

كما ألقى الشاعر متري عبد الله حمارنة قصيدة مؤثرة تفيض حماساً باسم " ثورة الحق" وهذه أبيات منها:
ثاروا على الظلم والطغيان إذ ثاروا لم تثنهم عن طلاب الحق أخطار
أبناء معروف ما ذلوا ولا ختعوا فالذل في عرفهم ما بعده عار
ضراغم العرب هبت من مكامنها تحمي عرائنها والدهر أدوار
هبّوا لدفع الأذى عن حوض موطنهم ما عاقهم عن بلوغ القصد بتّار
لا الفقر عن طلب العلياء أقعدهم لا السجن لا الفتك لا التشريد لا النار
شعب يدين بدين السلم ما سلموا لكن إذا سيمت الأوطان كفار
تدافعوا يدفعون الحيف وانطلقوا كأنهم مرجل بالهول فوّار
واستشهدوا في سبيل الحق ما نكصوا فالموت في سبيل العليا لا العار
في موكب المجد قد سارت جحافلهم كأنهم لقرىً أو نزهة ساروا
ما ذل شعب بنو معروف ذادته آسادهم لبلاد الشام أسوار
في وقعة ،الكفر، أمجاد مخلدة وفي "المسيفرة" الشمّاء آثار
سل "ميشو" عن فعلهم في سهل "مزرعة" الفرد منهم على الآلاف كرّار
قد قادهم في ميادين العلى بطل ماضي العزيمة في الهوجاء مغوار
هي البطولة قد أعطت مقالدها "سلطان" وهي لباري القوس تختار
إن البطولة في الميدان منبتها والتضحيات لها وزن ومعيار
لم يرضَ بالذل شعب من أشاوسه " زيد، علي وصيّاح" ومن ثاروا
عُد للبلاد أبا منصور مغتبطاً قد شعشعت في دياجي اليأس أنوار
عُد رافع الرأس منصوراً قد نضجت في دوحة المجد بعد الصبر أثمار
صونوا البلاد من الأحزاب واتّحدوا فالحكم دون وئام الشعب ينهار
عودوا إلى الوطن الغالي يواكبكم مجد ونصر وإجلال وإكبار




أبيات شعرية ثلاثة كافية لأن تعشق حسني فريز و تفهم الواقع السياسي ؟
بقلم محمود عواد الدباس


لم تكن الابيات الشعرية التي نظمها الراحل حسني فريز في حب مدينة السلط أو ثانويتها الاولى ، هي السبب الرئيس وراء قناعتي الاكيدة بهذا المفكر الكبير و الذي كان الشعر اداته التعبيرية الاساسية تجاه الكثير من القضايا و الشؤون الوطنية .

ولكنها أبيات شعرية ثلاثة قالها الرجل بتاريخ 13- 5- 1976م ضمن قصيدة شعرية طويلة تتكون من 42 بياتا شعريا ، قالها بحضور الملك الباني الحسين طيب الله ثراه في الاحتفال باليوبيل الذهبي لمدرسة السلط الثانوية ، و هذه الابيات هي

ان الحياة عجيبة الاؤها و عجيبة في صنعة الاهوال
قد ينفع الجد الدؤوب وقد نرى في الجد اخفاقا وسؤ مال
انظر اليهم كيف اينع حظهم و هم حثالة معشر و توالي


تصورا أن حسني فريز قال هذه الابيات الشعرية الثلاثة في ذاك العام ، أي في عقد السبعينيات من القرن الماضي ، ذلك العقد الذي كنا نحن الشباب نظن أنه عقد اردني فريد انتج رجالا و نخب سياسية قوية و متميزة .

هل كان حسني فريز يقصد وقتها النخب السياسية القائمة و المسيطرة ائنذاك و يصفها " بحثالة المعشر " و" بالتوالي " أم انها نبؤوة شاعر لقدام الايام ، و نسئل بكل صدق و شجاعة اليست هذه الابيات تصلح وصفا دقيقا للمشهد السياسي الاردني و الواقع الحالي للعديدين من اعضاء النخب السياسية المسيطرة حاليا ، هؤلاء الذين لا نعرف لماذا جاءوا و لا نعرف لماذا ذهبوا أو سيذهبون ؟

سبق لحسني فريز أن دفع مسبقا ثمنا لقناعاته السياسية و الفكرية عندما تم نقله اواسط خمسينيات القرن الماضي من عمله في مجال التدريس الى عمل لا يتقنه وهو " مراقب للتصدير و الاستيراد " في وزارة الاقتصاد الوطني ، ليتم في عام 1958م الاستغناء عن خدماته ، حتى تم انصافه بعد ذلك من الشهيد هزاع المجالي رئيسا الوزراء وقتها ، و يعيده الى عمله في مجال تدريس الاجيال ، لينتهى التقدم الوظيفي بحسني فريز الى تولي موقع الامين العام لوزراة التربية بداية ستينيات القرن الماضي و بعدها مستشارا في الاعلام و اللعة العربية ، مواصلا انتاجه الادبي الزاخر بالكثير من المعاني و القيم و الافكار الانسانية و الثائرة .

و تشاء الاقدار وبعد مرور قرابة ربع قرن من الزمان ، ليكسب فريز معركة الوجود و الوعي الذاتي المتقدم ، عنما كتب حيدر محمود قصيدة في مئوية فريز تضمنت الرد على الابيات الشعرية الثلاثة التي قالها فريز 1976م ، و هذه الابيات الحيدرية هي




الغارقون بوحل الارض

لا احدا منهم و أن كان ذا مال يساويكا
تغدو الميلاين صفرا بعد صاحبها
و الشعر طول المدى يبقى ويبقكا


يتأمل الكثيرون من شبابنا الحصول على موقع وظيفي متقدم ، و اسئل هنا هل يظن الغالبية العظمى منهم أنهم سيحصلون على شيىء و الجواب حتما " لا " ، و السبب أن النخب السياسية العتيقة قد اعادة انتاج نفسها ، بل أنها قد وفرت لابنائها امكانية اكتساب الكثير من المهارات التي تضمن لهم امكانية الاستمرار في قيادة دفة البلاد و العباد .... حكم هؤلاء القطاع العام الغني فلم افلس القطاع العام ذهبوا الى القطاع الخاص ، لكنهم يعودون الى المنصب العام عند الحاجة لتشريع قوانيين تضمن الحفاظ على مصالحهم الخاصة ، و اتقنوا اللغة الانجليرية من بدايات مبكرة عندما وضعوا ابنائهم في المدارس المتخصصة اكثر من غيرها بهذا الجانب ، و لان " الانجليزية " اصبحت مطلبا اساسيا بحكم العولمة ، لذلك فابناؤهم مؤهلون لاشغال هذه الوظائف الكبرى و هكذا ، و بالمحصلة تبقى مساحة صغيرة جدا بحجم حبة الاسبرين من الشواغر الهامة يتنافس عليها الالاف من ابناء الوطن من الطامحين أو الطامعين أو النابهين للحصول عليها .

اقولها صراحة أن قلة قليلة ممن شغلوا المنصب العام قد ترك بصمة في ذهني ، و السبب في ذلك أننا نقدم الانتماء الاجتماعي و الطبقي على القدرات الذهنية و السياسية في الشخص الذي سيتولى احد المناصب الهامة ، و بالمحصلة يصبح الاداء العام للدولة بأكملها ضعيفا لأنه مجموع حالات الضعف الفكري و الثقافي و السياسي للكثيرين من مسؤولي الدولة .

علينا أن نعترف نحن جيل الشباب أن مقولة " أن لكل مجتهد نصيب " هى كذبة رسمية بامتياز و هي خديعة كبرى ، مذكرا في الوقت نفسه أن وجود استثناءات قليلة هنا أو هنالك لا تلغي حقيقة الحكم الذهني الذي اطلقته و الذي هو محصلة الكم الكبير من الملاحظات الاستقرائه التي توصل الى تلك النتيجة .

ختاما ما احوجنا نحن " الواهمون " اليوم من جيل الشباب أن تكون صريحين مع أنفسنا لأن الحقيقة التي ليس منها هروب أن امكانية الحراك العامودي صعبة على الغالبية العظمى من ابناء جيلنا ممن تبقى من الطبقة الوسطى ، و الذاكرة الوطنية تقول عمل اجدادنا بمعية اجدادهم ، و عمل ابائنا بمعية ابائهم ، و نحن نعمل بمعية احفادهم ، و قديما قالت العرب " من يرفض أن يصحو من نومه فعليك أن تثقل غطائه أكثر كي ينام اعمق "، رفعت الاقلام و جفت الصحف .




مع حسني فريز .. وعشرون سنة مضت

* نايف النوايسة


أحسن الدكتور هاني العمد صنعاً حين جمع مؤخراً في ثلاثة مجلدات كبيرة مقالات الأديب الكبير المرحوم حسني فريز التي نشرها في جريدة الرأي ، لقد رحلت مع مقالات الراحل الكبير مرة أخرى ووجدت نفسي متعالقاً معه بسيلْ من الذكريات لا ينقطع ، لقد كان لا يتوانى لحظة واحدة عن تفقد أصدقائه مهما كانت أعمارهم ومواقعهم ، فمالنا لا نذكره بعد عقدين من الزمن..أو لم يكن مثالاً في النبل والأخلاق والملاحة ، وكان مجلسه ندوة لا تبعث على الملل ولا تهبط في طروحاتها الى سفاسف الأمور؟،

جمعتني وإياه لأول مرة جلسة عابرة عند أحد الزملاء في دائرة الثقافة والفنون.. كنت اسمع به وأقرأ مقالاته وشعره وكتبه وحين التقيته أعربت له عن إعجاب حقيقي فطبطب على ظهري ـ وحقه ذلك ـ إذ يكبرني آنذاك بأكثر من أربعين سنة ، وتعمقت العلاقة بيننننا بعد ان نُقلت الى هذه الدائرة فأصبح من برنامجي اليومي ان ألتقيه فضلا عن أساتذة كبار أمثال روكس بن زايد العزيزي وسليمان موسى وإبراهيم العجلوني وعزمي خميس والدكتور حسين جمعة.

كان مدار الحديث دائما معه هو تعليق على مقالة كتبها في الرأي أو قصيدة أنهى كتابتها أو مادة لأحد زملائه فيختلط الجد مع الهزل وعليّ ان أتلقّط من تحليلاته ونكاته ما فيه الفائدة ، وحينما يلتفت صوبي أحس بالرهبة ، غير أن بسمته الرقيقة تسبق كلامه فأطمئن ، فيبادرني قائلا: لقد قرأت مقالتك اليوم وأعجبني فيها كذا وكذا ، وأما الذي لم يعجبني فهو الذي لم تكتبه بعد ، وأخاف كثيرا من هذا النقد ، لذلك كنت ألجأ الى القراءة الدائمة والواعية ، وأن لا أكتب إلاّ بعد أن أحفظ (درسي تماما) ، فأدركت في ما بعد أن ما عناه هو(لا تقدم على الكتابة إلاّ بعد ان تكون مقتنعا بان ما تكتبه يشتمل على موضوع عظيم وتستوعبه لغة سليمة).

وشرعت في أواخر السبعينيات بكتابة القصة القصيرة وقصة الأطفال ولم أدرً ان يوما بطوله سيكون لمواجهتي بما كتبت وبحضور بعض الزملاء ، كنت تلميذا عاقلا وأنا استمع لملاحظاته( لماذا مطلع القصة كذا ، لماذا الشخصية عندك باهتة ، لماذا النهاية عندك سريعة وكأنك خائف؟) ، كان يضع تجربته بكاملها أمام زملائه ومحبيه وما علمت ان أحدا ممن أعرف من الزملاء ذكر استأذنا الراحل بما يكره.

ذات يوم عرضت عليه مجموعتي( أبو المكارم) وهو مكونة من تسع قصص موجهة للأطفال وكان اسمها الأول( الرجل الأحمر والرجل الأصفر) وكنت انوي نشرها ، فقرأها بإمعان ووضع عليها ملاحظاته المفيدة وكان ان طلب مني قلْب اسمها لتكون( أبو المكارم) ، وحينما طبعت هذه المجموعة كان هو أول الكاتبين عنها في جريدة الرأي.

قلت له ذات يوم من أيام عام :1980 ما رأي أستاذنا الكريم بزيارة الى المزار في الكرك؟ التفت نحوي باسما وقال: اشتاق كثيرا الى الكرك لقد خدمت فيها في الثلاثينيات مدرسا ، أنا موافق لكن ما المطلوب مني؟ قلت: ان تلقي محاضرة عن الشعر وان يستمع إليك جمهور المثقفين. فوافق ، وتمت الزيارة والمحاضرة وأدركت أنني حققت له من السعادة ما كان يتوقعها حين جمعته ببعض كبار السن وحين وقف على المستوى المتقدم من الوعي الثقافي عند أبناء المزار.

والتقيته كثيرا بعد ان تقاعدت من وزارة الثقافة كان آخرها في منتصف سنة 1988 حين عرضت عليه ان يقرأ معجمي(أسماء الأدوات واللوازم في التراث العربي) ، فأكبر فيّ هذا التوجه ورحب بذلك ، وفي اليوم الثاني أرسلت مخطوطة المعجم إليه ، ومضى وقت مناسب على حضانته لهذا المخطوط ، وفي منتصف تشرين الثاني من العام نفسه وجدت معجمي عند الأستاذ عزمي خميس ، ووجدت في ملاحظاته ما دفعني الى التعجيل بطباعته ، وأفرحني كثيرا كلمته الجميلة الدافئة التي توجت بها المعجم وأنهاها بالعبارة التاليةإنني آمل ان يرى هذا القاموس النور فأنه تحفة نادرة) ، لقد دفعتني هذه الملاحظة لإنجاز المعجم مهما كانت الظروف ، وكان يسألني عن المراحل التي قطعتها في الإعداد ، ويختطفه الموت في التسعينيات ، وبعد عشر سنين من وفاته يصدر معجمي.

قد نختلف معه في كثير من آرائه ولكننا تعلمنا منه ان المحبة هي المائدة التي يصطف حولها المتحاورون مهما كانت خلافاتهم في القضايا التي تهمهم ، وحسبه انه كان يردد دائما ان القضايا المصيرية لا تحتمل وجهات نظر كثيرة وكان ديدنه ان الإنسان بدون عقله(ما بسوى شيء) وان الحياة لا يمكن احتمالها بدون حرية.. رحم الله أديبنا انه قامة ثقافية لا تنسى وعلم كبير لا يختفي.




الشاعر راشد عيسى يتصفح ذاكرة فريز الشعرية

بتاريخ يوم الاثنين, 10 مايو 2010 08:08 نوارس أدبية


إربد - أحمد الخطيب - تصفح الشاعر د. راشد عيسى، مساء أول من أمس، في الندوة التي أقيمت بالتعاون مع منتدى إربد الثقافي، ذاكرة الشاعر والأديب الراحل حسني فريز، واتجاهاته الشعرية والإبداعية، والمراحل التي مرّ به فريز في محاولة لتأسيس مناخ أدبي، تعدّدت فصولهُ وثماره بين الشعر والقصة والمقالة والمسرح الشعري والرواية والأغنية.
عدّ الشاعر د. راشد عيسى في مستهل الندوة التي أدارها الشاعر والمسرحي حسن ناجي، الشاعر فريز أحد شعراء الجيل الرائد الذين ملأوا الساحة الثقافية بالشعر والنثر، وتحملوا أعباء تأسيس القاعدة الأدبية الأولى في مستهل الربع الثاني من القرن العشرين، لافتاً بأن أهم ملمح في تجربة فريز هو تنوع الانتاج الأدبي وغزارته بما يتضمن ذلك الانتاج من رؤى فكرية هادفة إلى التنوير الفكري الشامل بتشكيلاته الوطنية والإنسانية والوجدانية والاجتماعية.
وأشار في سياق الندوات الأسبوعية التي تنظمها مديرية ثقافة إربد، تحت عنوان «كاتب وكتاب»، إلى أن فريز لم يكن شاعراً وأديباً فحسب، بل كان مربياً مسئولاً وناقداً اجتماعياً مسكوناً بهاجس الإصلاح، وتعديل المائل من الأحوال، فنجده في القصائد التي جاءت في مرحلة عمرية تجاوزت ثورة الشباب بكثر من القصائد الوطنية الممجدة للأحداث السياسية الكبيرة في الأقطار العربية، لذلك جاءت قصائد ديوانه الثاني « بلادي « وفيما نظمه بعدها سياسية في أغلبها تحكي عن قضايا العروبة بعاطفة صادقة.
ولفت إلى أن السبب بعدم الالتفات إلى شعرية فريز ناتج عن كثرة شعر الأخوانيات، وتعدد الاتجاهات الأدبية لديه، منوهاً إلى أنه لو أخلص للشعر وحده لأصبح زعيماً للاتجاه الرومانسي في الأردن.
إلى ذك استعرض الشاعر د. عيسى نموذجين من شعر فريز وهما: « السندييانة العجوز: التي كتبها عام 1938م، و « البطولة الخالدة « والتي ألقاها في الكرك عام 1937م، موضحاً أن الشاعر فريز جعل من قصيدة « السنديانة العجوز» رمزاً عما يعانيه هو من تقدم في العمر وغربة وعزلة، فيما اعتبر قصيدة « البطولة الخالدة» من عيون القصائد في بلاد الشام لحسن السبك والعاطفة القوية، إضافة إلى ما تحويه من نماذج من الصور الغريبة والجميلة.




نماذج شعرية للفريز
----------------------


قال حسني فريز في وداع صديق لــه:
-------------------------------------


ألا إنما الدنيا صديــــق تصاحبـــــــه ومبدؤ حق قلَ في الناس صاحبه
ترى في صديق الصدق عزماً وهمة ويهديك للحق الذي أنت طالـــبــه
فمن فاتــــه هــــذان فهــــــو مضلل ولو ملك الدنيا لضاقت مذاهبــــه
وعاش بغيضــــاً أو غبياً مغفــــــــلاً ومات شقياً لم تحقق رغائبـــــــه

شجرة الرمان
--------------


تأمل في محاسنها
وفي أوراقها الخضر
وفي أزهارها الحمراء
أو أغصانها الشقر
فمن ألوانها تعطيك
لون الورد والفجر
تقول وأنت تشهدها
جمال بارع السحر .



من الرعيل الاول : حسني فريز رائد الحركة الشعرية في الأردن
-------------------------------------------------------------


إعداد الدكتور : محمد العناقرة

يُعد الحديث عن شخصية الشاعر حسني فريز حديثا عن أحد شعراء الجيل الرائد فقد عُرف عنه امتلاكه لملكة الشعر والنثر عدا عن ذلك فقد تنوع إنتاجه الأدبي فقد كتب الشعر والقصة والمقال النقدي وأسس للمسرح الشعري وكتب أيضاً الحواريات والأوبريتات والتمثيليات والزجل الشعبي والأغاني وله الكثير من المؤلفات باللغة الإنجليزية وكتب للأطفال الأناشيد والقصص والحكايات.

ولد حسني فريز في مدينة السلط عام 1907 ونشأ فيها ودرس في كتاتيبها وفي المدرسة الحكومية العثمانية ثم في المعهد الهاشمي وتخرج في مدرسة السلط الثانوية في عام 1927 ، بعد ذلك أرسل في بعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وقد تخرج فيها سنة 1932 وبدأ عمله في التدريس لمواد التاريخ والجغرافيا والأدب في مدينة السلط ثم في مدينة الكرك حيث أمضى فيها عامين نظم خلالهما أغلب قصائد ديوانه الأول هياكل الحب. وعندما عاد من مدينة الكرك عام 1938 عمل مديراً لمدرسة السلط الثانوية ومفتشاً في المعارف ثم عُينّ مراقباً للاستيراد والتصدير عام م1952 وبعد ست سنوات أحيل للتقاعد وفي عام 1959 أعيد حسني فريز إلى الخدمة بوظيفة مساعد وكيل وزارة التربية ثم وكيلاً للوزارة بعد ثلاث سنوات أحيل بعدها إلى التقاعد مرة أخرى فعين مستشاراً أدبياً في وزارة الإعلام.

جاء جده حسين بن مصطفى خزنه كاتبي من دمشق وأقام في مدينة السلط وكان له دكان (بقال) وكان له معرفة بالتجارة أما والده فقد ولد في مدينة السلط عام ,1885 وكان له إلمام بعدة حرف فقد كان نحاتاً بارعاً وكذلك كان صاحب فكاهة.

وعلى الرغم من الأحداث الصاخبة التي كانت تعج بها الساحة السياسية إلا أنه لم يكن له مشاركة سياسية مباشرة ولكنه عبر عن مواقفه السياسية بالشعر الذي كان يحكي هموم الناس والتعبير عن أحوالهم والدعوة إلى الوحدة العربية. جاءت ثقافة حسني فريز وحسه الأدبي مما قرأه من الأدب العربي القديم والأدب الأوروبي وتأثره بالأساليب الشعرية عند شوقي ومطران وحافظ إبراهيم وبشارة الخوري والرصافي والزركلي.

أتقن حسني فريز اللغة الإنجليزية فقد ترجم أساطير الإغريق والرومان ورابندارانات طاغور وكذلك الكتب المدرسية وقد ساهم وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الدولية في مجال الثقافة والتربية. وعلى الصعيد المحلي فقد كان له إسهامات في مجالس الأميرعبد الله الأدبية وقد أصدر ما يزيد على عشرين كتاباً في مختلف الفنون الأدبية ، وامتاز بنشاطه الأدبي الغزير. وشعره محكم النسيج متين الأسلوب جزل في اللفظ وقوي العبارة عميق الوجدان وثقافة متمكنة ولعل السبب في ذلك يعود لتأثره بالقرآن الكريم حيث كان مواضباً على تلاوة القرآن وحفظه. كانت مجموعة هياكل الحب والتي أصدرها عام م1938 أول مجموعة شعرية أصدرها وثاني مجموعة شعرية لشاعر أردني حيث كانت الأولى للشاعر فؤاد الخطيب والتي كانت تحمل عنوان "أغاني الصبا" وفي هذه المجموعة "هياكل الحب" انتمى حسني فريز إلى المدرسة الرومانسية فعمل الشاعر على إعلاء شأن العاطفة في الحب ومجّد الموسيقى والخيال ودعا إلى رجوع الشاعر لذاته والتعبير عن شاعريته بطريقة رقيقه وشفافة ومما يجدر ذكره أن حسني فريز قد كتب قصائد هذا الديوان في فورة شبابه فكانت قصائده عاصفة العاطفة واسعة الخيال تميل إلى الترميز وفضاء المعنى.

وفي عام 1954 أصدر مجموعته الثانية (بلادي) حيث كانت تضم قصائد وطنية ألقاها في مناسبات سياسية مختلفة تحكي عن قضايا العروبة بصدق العاطفة وفي عام م1978 أعاد طباعة المجموعتين في ديوان واحد حمل عنوان (هياكل الحب) وقد ألف العديد من المسرحيات التي بقيت بصمة واضحة لاهتمام حسني فريز بالمسرح الشعري وتطويره وهي: الطوفان ، مع الألهه على الأكروبول والحب يعلو ومريم وبرباس ، والوليمة ، وهزلية الشاعر والتاجر.

كان الشاعر حسني فريز شاعراً وأديباً ومربياً قديراً ومفكراً نقد ما يدور حوله من خلال شعره وقصائده وسعى أيضاً ومن خلال قصائده إلى الإصلاح والتعديل معبراً عن صدق انتمائه لقيم الخير والحق والعدالة. كتب قصائد في العديد من المناسبات الوطنية والمحلية وكذلك في المناسبات القومية فكتب عن الثورة العربية الكبرى وعن القضية الفلسطينية وثورة الجزائر وبور سعيد. وعن سلخ لواء الإسكندرون وغيرها من القضايا الوطنية.

أطلق على نفسه لقب (فتى جلعاد) في البدايات وقد أهتم بالشعر الشعبي فعمل على إصدار ديوان" غزل وزجل" عام 1977 وقد اشتمل على ثلاثة أوبريتات وهي"موال الحب ، الشاعر ، ليلى" وفيها مجموعة من الأناشيد والقصائد للأطفال وله خمس روايات وثلاث مجموعات قصصية وكتابات في السيرة ومسرحيتان نثريتان وخمسة كتب مترجمة وثلاثة كتب باللغة الإنجليزية وثلاث مجموعات قصصية للأطفال وكذلك فقد شارك في تأليف عدد كبير من الكتب المدرسية لجميع المراحل الدراسية وفي موضوعات مختلفة وله كتابات مشتركة مع روكس العزيزي ومحمود العابدي وجميل علوش وله كتابات في العديد من الصحف والمجلات والدوريات.

تأثر حسني فريز في قصائده بعدد من الشعراء العرب وهو بحق يعد أحد أهم الرواد في الحركة الشعرية في الأردن وهي امتداد لحركة الشعر العربي و يمكن للقارئ أن يلاحظ السمات الفنية والسرد الدرامي والعاطفة الغزيرة المتأججة والصورة الشعرية واللغة الكافية في قصائد حسني فريز.

وأشار المحققان أن في كتاب"الأعمال الشعرية الكاملة لحسني فريز" فقالوا: كان فريز يؤلف بحس المعلم والمربي الغيور والناقد المحب والمفكر المشتعل حماسة ومصداقية لانتصار قيم الحق ومبادئ الجمال ومواقف الخير. فلقد قدس الحب في شعره وغنى للوحدة القومية والحلم العربي ونقد الواقع الاجتماعي وساهم في التأليف التربوي والكتب المدرسية للمراحل المختلفة أيما إسهام.

أما التشكيل الفني في قصائد فريز فهو قائم على اعتماده البحور الشعرية الخليلية ومجزوءاتها وتمجيد هذه البحور إلى حد مهاجمة الشعر الحر في مواقف كثيرة ومعروفة عدا عن تأثره بفحول الشعراء العرب وله قصائد عارض فيها قصائدهم وهو من الرواد في الحركة الشعرية في الأردن والتي كانت امتداد لحركة الشعر العربي ، فمن الطبيعي أن يكون الشعر في الأردن صدى متأثراً ومعكوساً عن اتجاهات الشعر وأبنيته في المدارس الأدبية في كل من مصر ولبنان والعراق وسوريا ويمكن أن نلاحظ مجموعة من السمات الفنية في البناء المعماري لقصائد حسني فريز عامة ومنها: السرد الدرامي الذي يقدم القصيدة في بناء قصصي والحوار المسرحي ، والغنانية الرحبة والعاطفة المتأججة ، واللغة الكافية لنقل المعنى الأول والصورة الشعرية القريبة غير المركبة. فلقد كان رحمه الله يعلي أمر الرؤيا في القصيدة بوجدان ساخن وكأنه يرى في القصيدة أداة تغيير فعالة.رحم الله الشاعر الأردني الكبير حسني فريز وأسكنه فسيح جناته..





اعداد :

عبير محمد / مصر ... سلطان الزيادنة / الاردن
زياد السعودي / الاردن







  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:50 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط