رواية آية ... آية ألم. - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)       :: مناصرة من خلايا مشاعري (آخر رد :غلام الله بن صالح)       :: رسالة إلى جيش العدوّ المقهور (آخر رد :نفيسة التريكي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-02-2016, 01:12 AM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي آية ... آية ألم.

إهداء إلى آية بنت عبد القادر تقبلها الله بقبول حسن.
============================
يتحدث واثقا ... يتحدث متزنا ... يتحدث وكأن القصَّة لا تعنيه ... لا ترى في ملامحه ما يقول أنه جزء من سيرورة السرد ليس كله ولكنه من صميمه وما كانت لو لم يكن.
*** *** ***
أصابتها رعشة هزتْ يدها هزا عنيفا، فسقط كوب الحليب الصباحي من يدها، انكسر، اندلق ما به من بياض على كل شيء حوله، كأنه وزع نقاطه بالتساوي على الحاضرين عادلا بينهم حظوظهم.
تنهرها أمها كيف من باتت في سنها وهي على أبواب المدرسة تسقط كوبها بهذا الشكل. تتدحرج كلمات قليلة غليظة من فم الأب: دعيها مازالت صغيرة. ترد الأم بنوع من الحنق: أنت تفسدها بهذا الدلال وكأن لا أحد أنجب بنتا، وهي لم تعد صغيرة العام المقبل ستذهب إلى المدرسة. صمت الأب ولم يعلق.
*** *** ***
في آية ملامح كثيرة من أبيها سمرة البشرة ونعومة الشعر غير أنها نحيفة الجسم، كان الوالد يقول لأمها أنه في عمرها كان نحيفا، طعامها الشهي اللذيذ هو من نفخه فصرتُ أصنف مع العمالقة.
رنين صوتها يشبه المنة: جئتني مفزعا كوافد من بلاد المجاعة، لولا الحزام الذي يربط سروالك ما ثبت مكانه، ألم تكن أمك تطعمك؟ يضحك بملء فيه. وتستأنف متغنجة: ما أشهى طعام أكلته؟ يزيد ضحكه فلقد فهم أنها تضع نفسها في الميزان مع أمه وإن لم تقلها: صعامك أنتِ ... بعد أمي. وينظر في وجهها محملقا يرى غيظها ويضحك.
آية تشبه أباها في ضحكتها حين ترفع ذقنها قليلا ثم تفتح فمها محدثة قرقرة تنهاها عنها أمها وتخبرها أن البنت المؤدبة لا تضحك هكذا، لكنها تصر عليها.
تفتح فمها في نومها ويسيل لعابها على مخدتها كما هو تماما مع ثنية خفيفة في الركبة، تحملق الأم غاضبة وتقول: سبحان الله.
تتكرر سقطات آية في مشيتها ومع الأواني واللعب... وتثار حفيظة الأب لما تخطئ في توجيه الملعقة إلى فمها، حينها يقرر نقلها إلى طبيب الأطفال.
الطبيب بوجه شديد البياض محنط، لا يصلح أن يكون سببا لشفاء الصغار ففي الواقع سيزيدهم مرضا على الذي فيهم، يصلح أكثر للمشرحة، له صوت عاصمي، يعامل أهل الصحراء بنوع من الكبر فأهل الصحراء فيهم درجة من التخلف التي لا يحتملها، ويعمد إلى تجاهل الرجل إلى الحديث مع المرأة في السؤال والجواب من باب أنها الأدرى بصغيرها. وسبب له هذا الكثير من المشاكل مع بعض الرجال الغيورين وصلت لحد استعمال الأيدي... طوال سنوات تواجده في هاته الرقعة الصحراوية لم يستطع تفهم عقلية الناس.
قلـَّب الطبيب الصغيرة بين يديه كشيء... ثم خط على ورقة أمامه بعض الخطوط بفرنسية عابثة غير قابلة للقراءة... وقال: لا توجد مشكلة تنام جيدا وتأكل جيدا وستشفى... لكنها لم تشف.
تكررت الزيارات لسنتين متعاقبتين ولم يتغير شيء في آية.
في يوم كئيب أخذها إليه كقطعة قماش بالية. لم يجده في عيادته، فانطلق بها خارجا عسى أن يجد أي طبيب يمكنه المساعدة فصادفه في الباب هذا المحنط بمجرد أن رآها قال له بسرعة قبل أن يتكلم: لا يمكنني فعل شيء لها. بلهفة رد الأب: وما أفعل؟ ببرود رد المحنط: خذها إلى طبيب أعصاب.
- أين أجده؟
ببطء أخرج ورقة وكتب له العنوان.
*** *** ***
العملاق لم يعد عملاقا لم يدر إلا ودموعه تنساب على خديه وصمت برهة، ثم استأنف مخنوقا: لستُ أدري ما كان يفعله الطبيب خلال سنتين بابنتي.
طبيب الأعصاب أمرها أن تمشي على أمشاط رجليها فترنحت كالسكران، ثم قال لها ملاعبا: ضعي إصبعك على أنفك. فما وضعته إلا في المحاولة الثالثة. طلب مني صورة إشعاعية على رأسها.
رأى الصورة مليا ثم قال للزوجة: أرجو أن تنتظري خارجا.
قضيتُ معه حوالي ربع ساعة أو ثلثها كانت الأطول في حياتي، كانت عمرا كاملا، الطفلة يستحيل أن تنجو من كربتها، وإن نجت ستفقد بصرها وتتعوق رجلاها، في دماغها كيس مائي منحشر بين فصي الدماغ إلى جهة الجمجمة من الخلف، الكيس بحجم بيضة حمام، والله لم أبك ولا أعرف كيف. ولكنه الآن يبكي والدموع تنساب مرة أخرى في هدوء تبرق مع ضوء الغرفة كقطع ألماس تتدحرج على قطيفة سوداء. ارتشف من قارورة أمامه بعض الماء على رشفات متقطعة.
*** *** ***
آية تقول للطبيب في العاصمة: أنا لا أحب أن أعمى، ولا أن أفقد شعري ولا أن أتعوَّق، الموتُ أهون.
هكذا بدأت الرحلة في العاصمة، وبهذا الكلام اختلط في قلوب الأطباء والممرضين الحب بالشفقة بالبراءة وكثير من الأسى والحزن.
أفرحنا الطبيب المعالج حين أخبرنا أن الورم لا يزيد فقد أثبتت المرات الأربع للتصوير الدماغي أن الورم توقف عن النمو، وبإمكانها التعايش معه بخلطة من الصبر والصعوبة والتدريب على الوضع الجديد.
الوقت يمر وآية يتراجع وضعها، حتى أبدى أحدهم رأيه بأن نأخذها إلى عيادة خاصة للتصوير الإشعاعي، وكان رأيه وكانت الفاجعة لقد أظهر التصوير أن آية وصلت إلى مرحلة متأخرة، لقد أظهر التصوير الخامس أن الأطباء لم يكونوا ينظرون للتصويرات السابقة، إنما يبنون تقاريرهم على التقرير الأوَّل فاستنتج الطبيب أن الورم متوقف فصرخ صرخته: مستحيل.
لقد أمرنا الطبيب أن نعود بها إلى البلاد في أقرب وقت، ثم نعود بها بعد خمسة عشر يوما، ولم يعطنا من الأدوية غير مسكن.
يومها كنا في أواخر رمضان، وسائق السيارة استعجل في الخروج من العاصمة حتى ندرك المغرب في عين الحجل لنفطر هناك، توقفنا كما قال السائق ولكننا وجدنا المطاعم مغلقة، فاشترينا حليبا وتمرا وتينا وبعض البسكويت ومياها وأشياء أخرى، وواصلنا المسير. حاولت مع آية أن تأكل ولو حبة تين رفضت أصررتُ فقبلت بواحدة أخذت منها قضمة وردتها ثم عانقتني من خلفي وقالت: سامحني بابا أتعبتك معي لخمس سنوات. ثم نامت على طول الكرسي.
توقف السائق بعد ساعات في محطة للتزود بالبنزين، فتح الباب الخلفي ليرى آية، فرفعت بصرها إليه مباشرة. قال لها: ألم تنامي؟ فردَّت بهدوء: سامحني عمي عيسى أتعبتك معي. مازحها عيسى: تتقنين الحديث يا صغيرة. قابلت المزحة بمزحة مثلها: هل تحسبني مريضة فعلا؟! ضحكنا جميعا.
السيارة تنهب الأرض نهبا، وأسترقُ النظر لآية فأجدها نائمة بل مستغرقة في النوم وعلى وجهها مسحة البراءة الجميلة، وجسمها الصغير الذي أنهكه المرض والمسكنات ممدد على الكرسي الخلفي.
خيوط الشمس الأولى تنبعثُ من وراء الكثبان ... نحن بجوار البيت، ناديتُ آية ... آية ... استيقظي هيا يا كسولة، لكنها لا ترد، فتحتُ الباب لأجد وجهها كلون حبة الليمون، أسرع عيسى بغلق الباب وقال: اركب، وطار إلى المستشفى، وأخبرنا الطبيب أنها منذ ثلاث ساعات فارقت الحياة.






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-02-2016, 01:20 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: آية ... آية ألم.

سلام الله
وتحية تليق
هل هناك تتمة للسرد اعلاه كرما ؟
بمعنى هل تريدونه كسلسة سردية ؟
كل التقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 10-02-2016, 11:10 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي رد: آية ... آية ألم.

سلام عليكم
كلماتكم تدل على أن الموضوع أثار حضراتكم
بدأت الفكرة على أنها رواية قصيرة
وانتهت إلى قصة قصيرة
العديد من الأصدقاء قالوا: نفسها أطول من قصة قصيرة
ربما أحوِّلها إلى رواية قصيرة أنشرها على موقع الفينق المميز.
ألف شكر لكم






  رد مع اقتباس
/
قديم 06-03-2016, 12:54 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي رواية آية ... آية ألم.

إلى آية بنت عبد القادر رحمها الله وتقبلها بقبول حسن.
==============================
(01)
في بهو الجمعية الخيرية أرائك من نوعية رخيصة، ومجموعة من الكراسي التي توضع في الإدارات عادة موزعة بشكل دائري بحيث تشكل حلقة، تتوسط المجموعة غير المتناسقة مائدة بشكل مستطيل بسيطة المظهر.
دعيتُ لهذه الجلسة ولم يخبرني الداعي موضوعها، فلبيتُ... الجمعية خيرية لرعاية الأيتام، وأنا ككل سكان المعمورة الذين لا يترددون في مد يد المساعدة للأيتام.
ولجتُ القاعة مع الوالجين، تمَّ الترحيب بي كشخصية مهمة مع أني أعرف أني غير مهم، فلستُ من أصحاب الأموال والأرصدة البنكية، ولستُ مسؤولا حكوميا طلباتي أوامر.
أعضاء الجمعية أعرفهم بحكم الخبرة وقديم التعامل، فهم في الغالب شباب له أحلام كبيرة يرى أنه قادر على تحقيقها وسيكون لهم شأن في يوم من الأيام، ثم يتعلمون في سن الأربعين الرضاء بواقعهم والعيش حتى دون المستوى المطلوب لأنهم سيدخلون مضمار الجري وراء اللقمة ولن يكون لهم الوقت الكافي ليحلموا ويحققوا أحلامهم.
في تلك الأيام سيقولون كل الكلام الذي قاله آباؤهم الذين ذابت أحلامهم في الشهور والسنوات عن القناعة وراحة البال و"المكثر من الأصحاب مودر أخيارهم" وتستمر الحياة بهم أو بدونهم.
في الحاضرين كهل ضخم أسمر يرتدي نظارة طبية لم أره من قبل ويتعامل معه الجميع على أنه معروف لديهم، سمعتُ أحدهم يناديه باسم عبد القادر يشير إلى مكان ليجلس فيه، مكانه الذي أشار إليه يتصدر المجلس فأحسستُ بغيرة خفيفة كمن مس كوب لبن ساخن: إنه أهم مني في هذا اليوم.
تكلـَّم بوبكر وهو أصغر الحاضرين كما يبدو من ملامحه بشعره الكثيف والمنتشر في الأجواء بشكل غير منتظم على طريقة "الهيب هوب" : هذا عبد القادر. مددتُ يدي مسلما وقلت مع بسمة مصطنعة تناسب الموقف: تشرفنا بك.
وفي نفسي أقول من هذا العبد القادر الذي فاز بكرسي الصدارة وأجلستُ في الصف مع البقية، أنا ضمن البقية واحد من المجموع وهو المميز، ما فيه حتى يكون مميزا ويحضا بالصدارة؟ ذلك الكرسي يثيرني حقا.
الحركة على أشدها بين الداخل والخارج هنا فقط تنبهتُ لوجود فتاة تجلس وراء مكتب ككل أثاث المحل في تواضعه وعلى المكتب حاسوب بلون أسود يتلألأ بلونه الفضي والبنت تحرك الفارة كمن يحاول إغلاقه وهو محرج من الحاضرين.
==================================================== يتبع






  رد مع اقتباس
/
قديم 07-03-2016, 12:02 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي رد: رواية آية ... آية ألم.

شكرا أستاذ غبريني على المتابعة






  رد مع اقتباس
/
قديم 12-03-2016, 06:42 PM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي رواية آية ... آية ألم (02)

إلى آية بنت عبد القادر رحمها الله وتقبلها بقبول حسن.
========================
(02)
رنَّ هاتفي من نوعية nokia بشريحتين، يبدو أني وفيٌّ لهاته الشركة فأوَّل هاتف ملكته كان لنفس الشركة كان بخلفية صفراء وكتابة سوداء. هذا الهاتف بشاشة ملونة ولا شيء إضافي غير الشريحتين ومكان لبطاقة ذاكرة.
اسم بوبكر يلمع مع رنين الهاتف على نغم سريع: ألو أهلا بوبكر.
- أهلا بك
- كيف الحال والأحوال؟ حوار روتيني في بداية كل مكالمة لمن لم يتزوج بعد. لو كان متزوجا سأضيف حديثا عن الأولاد والأهل.
- هل لديك مشاغل اليوم بعد المغرب؟ إنها طريقة سؤال معتادة ليقول لك في النهاية هل تستطيع الحضور..؟ أو هل من الممكن أن نلتقي؟ ولستُ أفهم لم لا يقولونها مباشرة هل نستطيع الالتقاء بعد صلاة المغرب؟
بصفتي أحد القاطنين بالقفص الذهبي منذ سنوات عليَّ أن أرتب مواعيدي من جديد حتى أستطيع تلبية دعوة ما بعد المغرب، واليوم يوم جمعة يعني السوق صباحا حيث الفاتورة الأسبوعية للخضر والفواكه، ودجاجة معبئة في كيس، وسمك على حسب ظروف مرتب الشهر، في هذه البلاد يعطون الموظف مرتبا ليبقى حيا إنهم يحافظون علينا أحياء حتى تستقيم الدولة وإلا لن تكون هناك دولة حين يبقون فيها وحدهم، من هم؟ لا أعرف. كل الذي أعرفه الآن أننا في أزمة اقتصادية ولهم ثلاثة حلول أبدية: خفض سعر الصرف مقابل الدولار، زيادة الضرائب أو اختراع ضريبة جديدة، زيادة الأسعار. حلول تتكرر في كل أزمة.
اليوم أيضا الحمام الأسبوعي والتوجه إلى المسجد لصلاة الجمعة بقميص أبيض، وبعد الصلاة نقضي زمنا نسلم على بعضنا خصوصا الأشخاص الذين نلتقي بهم مرة في الأسبوع.
بعد صلاة الجمعة يبقى الكثيرون بالمسجد يرتلون سورة الكهف حتى يغفر الله خطاياهم للأسبوع السابق وثلاثة أيام زيادة. رحمة الله أوسع فالتكفير يعم حتى الأسابيع التي لم نقرأ فيها سورة الكهف، إله رحيم يراعي ظروف عبيده.
جلسة ما بعد المغرب ستفسد مع شلة الأصدقاء التي تناقش أحداث الأسبوع سياسة ورياضة واقتصاد واجتماع وكل شيء نحن خبراء في كل شيء بالفطرة.
صليتُ المغرب في مسجد ابن باديس وراء إمام تحس أنه داخل في سباق يصلي على السرعة الخامسة، من ثـَمَّ توجهتُ إلى مقر الجمعية حيث تبين لي أن بابها مفتوح والإنارة تتسلل إلى الخارج عبر مدخلها الضيق، وكل مرة ألمح أحدا داخلا من غير أن أتبين من يكون.
ألج الممر الضيق لبهو الجمعية لأرى الأرائك من النوعية الرخيصة، ربما تبرع بها أحد المحسنين.
============================ يتبع






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-03-2016, 10:50 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي رواية آية ... آية ألم (03)

إلى آية بنت عبد القادر رحمها الله وتقبلها بقبول حسن.
========================

(03)
الفوضى تعم القاعة بين الداخلين والمسلمين على بعضهم، سلامات حارة كأنهم لم يلتقوا من سنوات، مع أنهم تقريبا يوميا مع بعض في جنبات هاته الجمعية، جمعية تعنى برعاية الأيتام يطلقون عليها إيثار مقتبسين الاسم من الآية: "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".
يتدافع البعض ليجلسوا على الأريكة الطويلة المخصصة لثلاث جالسين لكن المكان لا يضيق إذا اتسعت القلوب فيجلس عليها أربعة من الوزن الخفيف. فانحصرتُ إلى الأقصى حتى يُتاح لي الاقتراب من عبد القادر ويمكنني الاتكاء على جنب الأريكة المرتفع، عصفوران والحجر واحد.
سلمني إبراهيم أوراقا وطلب مني تلخيص كلام عبد القادر، لم يتركوا لي المجال لأسأل ما الذي سألخصه، وعن أي شيء سيتحدث... حـُشرتُ في الزاوية واستسلمتُ لأمر الواقع.
قال لي بوبكر: ابدأ!
قلتُ مستغربا: أبدأ ماذا؟!
- افتتح الجلسة.
بحكم ترددنا على المساجد وحضور عقود القران كان الافتتاح سهلا: الحمد لله رب العالمين الذي بفضله تتم الصالحات، والصلاة والسلام على المصطفى المختار محمد بن عبد الله، وبعد. لم أجد ماذا بعد هاته البعد فسألتُ بوبكر: لماذا نحن مجتمعون اليوم؟
ضحك بوبكر ضحكة أعرفها، ضحكته حين يكون محرجا أو متورطا أو يريد أن يصرف أحدهم عن أمر. بقيت عيني مسمرة فيه ليعطيني جوابا.
قال: هذا عبد القادر.
قلتُ: تشرفنا وتعارفنا قبلا، ثم.
قال: سيحكي لنا عن ابنته.
- من ابنته؟
- اسمها آية قال عبد القادر بصوت جبلي قوي.
التفت إليه الحاضرون دفعة واحدة بما فيهم أنا.
======================================== يتبع






  رد مع اقتباس
/
قديم 05-04-2016, 10:01 AM رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
روضة الفارسي
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس
افتراضي رد: رواية آية ... آية ألم (03)

مرحبا أستاذ زكرياء، بداية جميلة فيها كرم واخلاق ورعاية بالأيتام، وانا مثلكم انتظر أن يحكي عبد القادر عن ابنته

كل التقدير






  رد مع اقتباس
/
قديم 30-09-2016, 12:31 AM رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي رد: رواية آية ... آية ألم (03)

أ. روضة
يسعدني مرورك
دمت






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-01-2017, 10:18 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي رد: رواية آية ... آية ألم (02)

ألف شكر
أستاذ عوض
كم أنت مبهر في مرورك






  رد مع اقتباس
/
قديم 26-03-2017, 01:04 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
هادي زاهر
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
فلسطين

الصورة الرمزية هادي زاهر

إحصائية العضو







آخر مواضيعي

هادي زاهر متواجد حالياً


افتراضي رد: آية ... آية ألم.

أخي العزيز زكريا .. سرد جميل ونهاية مفتوحة استطاعت أن تثيرني.. محبتي






" أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوىء ما لم أحاربها "
  رد مع اقتباس
/
قديم 06-05-2017, 12:05 AM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي رد: آية ... آية ألم.

أستاذ هادي زاهر
كلماتك شرف لي ألف ألف شكر.






  رد مع اقتباس
/
قديم 31-05-2018, 03:50 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: رواية آية ... آية ألم.

نتابع المتسلسلة
فهلموا
وود






  رد مع اقتباس
/
قديم 03-06-2018, 11:04 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: رواية آية ... آية ألم.

سرد رائع ومتين..ساخر في بعض المواطن.
أسجل حضوري..أتابع بشغف.

الأديب المكرم زكريا نوار

بوركتم وبورك مدادكم
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 22-07-2018, 07:27 PM رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي رد: رواية آية ... آية ألم.

العميد زياد سعيد بمرورك ومتابعتك






  رد مع اقتباس
/
قديم 22-07-2018, 07:28 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي رد: رواية آية ... آية ألم.

الأستاذ محمد خالد بديوي
راقني وسرني مرورك الجميل






  رد مع اقتباس
/
قديم 22-07-2018, 08:17 PM رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
زكريا نوار
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر
افتراضي رواية آية ... آية ألم (04)

إلى آية بنت عبد القادر رحمها الله وتقبلها بقبول حسن.
========================
(04)

آية بنت في السادسة من عمرها، التحقت بالمدرسة الابتدائية في عامها الأول، فرحة بالمئزر ومحفظتها المتدلية على كتفها والتي تبدو أكبر منها حجما، غير المتناسقة مع كتلتها الصغيرة، عندها روتين يومي يبدأ بشجار على تناول الفطور مع أمها، التي تصر على شرب كأس الحليب، الزجر والنهر من الكبير، والتمنع من الصغير، والأب في صمت مطبق ككل يوم، حتى يوجه إليه الحديث، يقول لأمها دعيها حين تجوع ستأكل.
- لا تريد أن تزعج نفسك، ستبقى هزيلة ضعيفة البنية.
تصمت برهة لتعود للثرثرة: هؤلاء هم الرجال لا يحبون أن يزعجوا أنفسهم.
يسترضي عبد القادر زوجته: هيا آية اشربي الحليب.
في البنت طبع غريب كأنها في كل مرة تنتظر أن يطلب أبوها منها نفس الشيء في كل يوم، لتستسلم لأمر الواقع وتتناول كأسها وتحاول شربه دفعة واحدة لترتاح من روتين ممل، كل يوم نفس الشيء شرب كأس حليب، وفي كل مرة تفشل في أن تدفعه لمعدتها في مرة واحدة.
لكن اليوم الأمر مختلف إنه الرابع من سبتمبر والطفلة ما تزال فرحة بالمدرسة، سيمر شهر واحد لتكتشف أنها مملة هي الأخرى، روتين متماثل كل يوم، ثم سيمر شهر آخر وتندمج في الروتين لتصبح مبرمجة: تستيقظ، ترتدي مئزرها، تدلي محفظتها على ظهرها وتتجه للمدرسة مع مجموعة من البنات اللاتي فيهن ما في النسوة، يتحدثن جميعا في وقت واحد فيكن كمجموعة من الصوص تزقزق في وقت واحد، ضجيج يجعل الرأس يتألم.
اليوم مختلف، حين أرادت آية أن ترشف حليبها مستعجلة سقط الكوب منها، ويرتفع صراخ الأم مدويا كقصف الرعد: افتحي عينيك جيدا صرت كبيرة ومازال الكأس يقع منك.
البنت لم تبال بصراخ أمها، تعودت عليه، وتسرب صوت عبد القادر: ما بك آية؟
- لا أدري! يدي رعشت وسقط الكأس.
صوت الأم مازال يُرعد: انتبهي للزجاج، من سينظف المكان الآن؟!
تنسحب الأم وضجيجها مازال يصل مختلطا غير واضح.
- انتبهي! ها أنت تتعبين أمك بعمل إضافي.
- والله لم أقصد! يدي هي التي رعشت رغما عني.
- ابتسم عبد القادر في وجه آية، ويدوي صوت الأم: زد أنت عليها واضحك في وجهها، أنا من سيتعب بالتنظيف.
تنحني الأم برفش بلاستيكي ومكنسة صغيرة وتسحب الزجاج إليه، وتأخذ منشفة من دلو الماء تمسح المكان حتى يلمع البلاط.
يشير عبد القادر لآية، تلتفتُ الصغيرة لأمها: سامحيني، والله لم أقصد، يدي هي التي ارتعشت.
تغمغم الأم: اذهبي فقط اذهبي للمدرسة.
================================================ يتبع






  رد مع اقتباس
/
قديم 22-07-2018, 09:22 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
خديجة قاسم
(إكليل الغار)
فريق العمل
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل لقب عنقاء العام 2020
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية خديجة قاسم

افتراضي رد: رواية آية ... آية ألم.

متابعة لهذا السرد مع التقدير
دمت ودام العطاء

إن أذنت لي:
ما فيه حتى يكون مميزا ويحضا بالصدارة
لعلك أردت: يحظى

كل التقدير







  رد مع اقتباس
/
قديم 22-07-2018, 09:25 PM رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
خديجة قاسم
(إكليل الغار)
فريق العمل
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل لقب عنقاء العام 2020
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية خديجة قاسم

افتراضي رد: رواية آية ... آية ألم (03)

متابعة
مع التقدير







  رد مع اقتباس
/
قديم 22-07-2018, 09:28 PM رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
خديجة قاسم
(إكليل الغار)
فريق العمل
عضو تجمع الأدب والإبداع
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل لقب عنقاء العام 2020
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
الأردن

الصورة الرمزية خديجة قاسم

افتراضي رد: رواية آية ... آية ألم (04)

أتابع
بالتوفيق







  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط