المدرسَةُ وأنا - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :إيمان سالم)       :: طيور في عين العاصفة* (آخر رد :عبدالرحيم التدلاوي)       :: الأصمّ/ إيمان سالم (آخر رد :إيمان سالم)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :أحلام المصري)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: جبلة (آخر رد :أحلام المصري)       :: إخــفاق (آخر رد :أحلام المصري)       :: ثلاثون فجرا 1445ه‍ 🌤🏜 (آخر رد :راحيل الأيسر)       :: الا يا غزّ اشتاقك (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الأزهر يتحدث :: شعر :: صبري الصبري (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: الادب والمجتمع (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: مقدّّس يكنس المدّنس (آخر رد :ممدوح أسامة)       :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ السّـــــــــــــاخِر ⊰

⊱ السّـــــــــــــاخِر ⊰ الجد الباطن حين يكون خريج دفعة الظاهر الساخر ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-03-2018, 02:20 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
محمد طرزان العيق
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية محمد طرزان العيق

افتراضي المدرسَةُ وأنا

بمناسبة عيد المعلّْم أهدي هذه القصّة الصغيرة للمعلِّم ولروحِ أمِّي٠٠٠أليستْ الأمُّ هي المعلِّمُ الأعظمْ ؟!٠٠٠

المدرسَةُ وأنا
********************
حدثَ اليوم معي شيئ غريبٌ فعلاً٠٠٠٠ولم أجد له تفسيراً!٠ وبقدْرِ ما هو عجيبٌ غريبْ ، بقدْرِ ما هو مألوف ، وقد حَدثَ أو يحدثُ مع أيٍّ منَّا !٠٠٠٠٠
ذهبتُ الى المدرسة كما أفعلُ كلَّ يومٍ٠٠٠ جلستُ على مقعدي المخصَّصِ لي في الفصل٠ وكالمعتادِ و ككلِّ يومٍ ، كانَ يسودُ الغرفةَ ، قبلَ دخول المعلِّم ، هرَجٌ ومرَجْ ، مسبِّباً ، ضجةً تشقُّ عنان السماء ، فهذا يسلِّمُ على هذا وذاكَ يصيحُ على ذاكْ وثالثٌ -ربَّما خدَعهُ لئيمٌ خبيثْ- وأقنعَهُ بأنَّ صوتَه حنونٌ رخيمْ ، فيرفعُ التلميذُ المخدوعُ حينها , مزهوَّاً متباهياَ , عقيرَتَهُ بالغناء فتَرتَجُّ المدرسةُ من هولِ نَهيقِه و عندها ينهالُ البعضُ على المسكين صَفْعاً ويشبعونَهُ ضرباً ، بغيةَ إسكاتِه, دون جدوى٠٠٠
والحقُّ يقالْ فلقد كانَ ، برغم صوتهِ العجيب الغريب ، فنَّاناً يتحكَّمُ بحنجرتِه وحبالِها الصوتِيَّة بإقتِدارْ , حيث كان صوتُهُ يتنقَّلُ ما بين نَعيبِ البومِ و شدْوِ البلابلِ الحزينْ ، وما بين عواءِ الذئابِ الجائعة وزَقزَقةِ الحَساسِينِ المرِحَة ، ثمَّ كان يزأرُ فجأةً كالأسدِ ويتحوَّلُ صوتُه إلى قهقهةِ عفريتٍ خرجَ لتوِّهِ من مصباحِ علاء الدين ، وبقدرَةِ قادِرٍ، يَنسابُ صوتُه مقلِّداً صوتَ خريرِ الماءْ أو فحيحِ الأفعى فبالكادِ نسمَعُه، ليعود بنا بنقلَةٍ مُباغتةٍ إلى نهيقِ الحميرْ فينهي بذلكَ , وعن طيب خاطر, سيمفونيَّتَه السَّاحِرة! ٠٠٠٠
والتلاميذُ ما زالوا يتصايحونَ ويتبادلونَ الشتائِمَ والطرائِفَ وأشكالاً متفاوتةً من المزاحِ ما بينَ خَفيفٍ وثقيلْ٠ والغريبُ العَجيبُ أنّه ، برغمِ كلِّ هذه الضوضاءِ العارمةْ وحالةِ الصخَب والفوضى الشاملة، أنْ يكون بين ظهرانِينا ، تلاميذٌ يصرُّونَ على إستكمالِ نوْمِهم وكأنَّهم مازالوا في فراشِهم في بيوتهمْ ،أو لَكأنَّهم في عَالمٍ أخر٠٠٠وبالفعل كنتُ أتساءَلُ في نفسي ; كيفَ وصلوا الى المدرسةِ وهم نيامْ؟!٠٠٠٠
وقد يحدثُ ،أحياناً، أقصدُ, غالباً, إشتباكٌ بالأيادي فينقلبُ ، بالطبعِ، إلى عراكْ ، بينما تتحولُ الغرفةُ إلى حلبةِ مصارَعة وننسى ، نحن الأطفالُ أنَّنا ،أصلاً، في المدرسة٠٠٠٠٠ولا تتوقَّفُ المَعمعةُ إلَّا عند دخولِ المعلِّمِ الحُجرَةَ -برجلِهِ اليمنى ، والله أعلم- فيسودُها صمتٌ رهيب٠٠٠٠هو صمتُ القبور , فلا تسمع نَفَساً!٠٠٠٠ ونبْدوا وكأنَّ الطيرَ قدْ رانَ فوقَ رؤوسِنا أوْ أنَّ ساحراً قد مَسَّنا بعصاهِ السحريّة فتوقَّفَ الزمانُ في مَكانهِ وتجمَّدْ!٠٠٠٠ وأتساءَلُ للمرَّةِ الثانية هل كنَّا نفعلُ ذلكَ أحتراماً وتقديراً لهيْبَةِ المعلِّمِ أمْ خوفاً ورُعباً من شخصِهِ الكريمْ ، أو هلعاً من عَصاهُ التي تتلوَّى ،عادةً، تحت إبطِه ، فلقد كانتْ لينَةً مرنة ، لكنَّها جدُّ مَتينة٠٠٠وكانتْ هذه العصا ذاتُ ميزاتٍ غريبة فلقد كانت تَطولُ وتقصُرُ حسبَ مكان تواجد معلِّمنا الفاضل وكانت لا تُخطئُ هدفَها مطلقاً ولذا كان لديها ، بينَنَا ، هيبةٌ كبيرة و سَطْوة , وكنَّا نحاولُ ألَّا نقعَ في مرمَاها!٠٠ ومن فضلكم فلا تسألوني كيفَ أنِّي قد وصفتُها لكمْ فأجَدتُ الوصْفَ !، فليس من يعدُّ لسَعاتِها كالملْسوعِ نفسِهِ٠٠٠٠
إذاً ها قد دخلَ معلمنا المبجَّلُ غرفةَ الصفِّ فسادها الصمتُ فما قطَعهُ إلَّا صوتُ العريفِ (والعريفُ- لمن لا يعرِفْ- هو تلميذٌ ضَخْمُ الجثةِ وله سطوَةٌ وعلى الأغلبِ يكون خبيثاً منافقاً و قد تكون له واسطة ، أو حظوةٌ و تجمعه قرابةٌ بعيدة مع أحد المعلِّمين وفي المحلِّ الأخير فقد يكون مجتهداً ، نجيباً ومهذَّباً٠٠٠٠ويمكنُنا أنْ نصفَه بأنَّه الناطقُ الرسميُّ بإسم الفصْلِ والمسؤولُ عنه ، خلال فترة غيابِ المعلِّم و كذلك في الزمن الفاصل ما بين حِصَّتينْ)٠٠٠٠
يقطعُ العريفُ الصمْتَ مُجلجلاً ; بكلمةِ ( قِياااااامْ ), / فتخالَه إسرافيل''ملَكُ الموْت'' وقد صاح صيْحَته الرهيبة التي تُنهضُ الأمواتَ من أجْدَاثِها فينبعثوا أحياءً / ، فننهضُ على أقدامِنَا واقفينَ شَامخينْ ، كأنَّنا جنْدٌ في ساحِ الوَغَى ، نَنتظرُ أوامرَ القائِدِ المفدَّى ، فنسمعُ ,عندها, صوتاً هادئاً رَصِيناً يقول ; (جلوووسْ) فترتخي مفَاصِلُنا ونتَهاوى على مقاعِدِنا جَالسينَ قاعدينْ٠٠٠٠نعم فلقد كانَ للمعلِّم آنذاكَ هيبةٌ وإحترامٌ ورهبة ممزوجةً بخوفٍ وهَلعْ!!!٠٠٠ وكانت له قُدسيَّة وخُصوصيّة ،أمَّا عندَ الأهالي فكانَ له رصيدٌ كبيرٌ من المحبَّة والتقديرِ ويكنُّونَ له فائضَ الإحترامِ ممزوجاً بالشُّكرِ والعِرفانْ ، ويُحسَبُ له ألفُ حسابْ وكان الجميعُ يتنافسونَ على كسْبِ ودِّهُ ٠لقد كان يعتبر من عليَّةِ القوم٠٠٠ فما مِنْ وليمةٍ أو عزاءٍ أو عُرْسٍ أو مجلسِ صلحٍ إلَّا وكانتْ له فيها الصَدارة!٠٠٠٠أليس هو مربيَّ الأجيال؟!٠٠٠٠
جلسْنا فجلسَ المعلمُ على مقعده وبعد أنْ رتَّبَ طاولته وربَّتَ بحنانٍ مريبْ على عصاتِه , وضعها بكلِّ هدوءٍ و وَقَارْ في مكانٍ بارزٍ، أُعِدَّ لها خصِّيصاً ، بحيث يراهُ كلُّ التلاميذ وفي ذاتِ الوقت تكون في متناوَل يدِهِ٠٠٠ وقال ; صباحُ الخيرِ أبنائي ،نبدأ حصَّتنا بالتَّفقُّد ٠٠٠٠٠٠
هل هناكَ غيابٌ بينكمْ ؟!٠٠ فصاح العريفُ ومعه ثُلَّةٌ /أو قُلْ جوّقَةٌ/ من التلاميذ نعمْ ، نعمْ٠٠٠٠٠الكلُّ هم حاضرونَ ما عدا ''فُلان''!٠٠٠٠ ولم يكنْ ''فُلاناً'' هذا إلَّا شخصِيَ الكريم ولقد سمعتُ إسمي الثلاثي يدوِّي في الغرفة؟!!!!٠٠٠٠٠٠ تعجَّبتُ من الأمرِ ، فكيف لي أن أسمعَ أصواتَهم وهي تكرِّر إسمي دونَ أنْ أكون في الفَصلِ ٠٠٠٠شكَكْتُ في الأمرِ وإنتابتْنِي الحيرةُ ٠٠٠٠تحسَّستُ بدَني وأمْرَرْت يدي على جَسدي ، شددتُ شعْرَ رأسي بقوَّة وقرصْتُ خدِّي بشدّة , تألَّمتُ فصدرَتْ عنِّي منَ الألمِ صيحةٌ تردَّدَتْ في جَنَبَاتِ الغرفة فإلتفتَ التلاميذُ والأستاذُ معهمْ نحوَ مصدرِ الصوت٠٠٠نحوي ، و وجَّهَ المعلِّم كلامَهُ وعصاتَهُ ،التي إلتقطها فجأةً بحركةٍ بهلوانيّة عجيبة و بمهارةٍ إلى مكانِي وصاحَ قائلاً; ما بكَ يا فُلان٠٠٠
ولمَ هذا الصراخُ؟!٠٠ هل أنتَ بخيرٍ يا بُني؟!٠٠٠ تلفَّتُ حَولي يُمنةً ويسرة ونظرتُ إلى خلفي فتَيقَّنتُ بأنِّني المقصودْ٠٠٠ربطتْ الدهشةُ لساني٠٠٠٠ سرَحتُ مفكِّراً٠٠قلتُ في نفسي الحمدُ لله ، أنا إذاً في الفصْل ، طالما أنَّه يشيرُ لي بعصاه ويخاطبني !٠٠٠٠وعليهِ فكيف أكونُ غائباً عن الصفِّ وبنفس الوقت أتواجدُ فيه؟!!!٠٠٠وبينما أنا سارحٌ بأفكاري سمعتُ صوتاً يُخرجِني من مَتاهَتي٠٠٠صوتٌ مألوفُ لأُذنِي٠٠٠ إنَّه صوتُ إرتطامِ عَصاة الأستاذ بالطاولةِ حين يستشيطُ غيظاً أو حين يوَدَّ لفتَ أنظارنا لحَدثٍ جللْ٠٠٠
إستيقظتُ من ذهولي ، بينما إشرأبَّتْ الأعناقُ وتوجهتْ أنظارُ الأطفالِ نَحوي٠٠٠٠ وجأرَ المعلِّمُ بصوتِه : ما بكَ ياصبيُّ؟ ، قلْ لنا ماذا دَهاكْ ؟٠٠٠وما هذه الصَّيحةُ التي صَدرتْ عنكَ؟!٠٠٠ قلتُ واجفاً مرتبكاً وبالكادِ أُرتِّبُ كلماتي -ولا أدري إنْ كانَ صوتِي مسموعاً أو أنَّ كلماتي كانتْ مفهومةً- قلتُ : أستاذي الكريم أنا في حيرَةٍ من أمْري ، ها أنتَ تسألني وتخاطبني!!!!٠٠٠أليس هذا صحيح؟!٠٠غير أنَّ التلاميذَ أعلنوا ، بلْ و قرَّروا غيابي ، أي أنني غائبٌ عن المدرسة وبالتالي فأنا بزَعمِهمْ غيرَ موجود هنا أي أنني لستُ في الفَصْل!!!!!!٠٠٠٠لكنَّكَ يا٠٠٠٠ قاطعني المعلِّمُ وقال : عرَفنا وفهمنا أنَّك غائبْ فلماذا صرختَ وأقلقتنا وأقلقتَ زملاءك ؟!٠٠٠ قلتُ: كيف أنا غير موجود معكم وبينكم وأنت تُخاطبني وتناقشني وتسمع صوتي؟!٠٠٠
قالَ وبحزمْ : لا تجادِلْ ، فأنتَ اليومَ غائبٌ عن الفصلِ وعليكَ غداً، إنْ حضرتَ، أنْ تأتي ومعكَ وَليّ أمركَ وأنْ تقدِّمَ تبريراً لغيابك وإلَّا٠٠٠٠٠ /ورفعَ عصاته إلى الأعلى , وهي تَهتَّز إبتهاجاً/ , فأنتَ تعرفُ الباقي٠ صِحتُ : أولاً والدي مسافرٌ للعمل وثانياً٠٠٠٠ قاطعني المعلمُ مرَّة أخرى ، غاضباً : هذا شأنُكَ ومشكلتُكْ ولا تتغيَّبْ مرَّةً أخرى ، إجلس في مكانِكْ٠٠٠٠لقد أضعتَ وقتنا!!٠٠٠
وفي جُرأةٍ نادِرة بقيتُ واقفاً ، حيث أنني لم أستطعْ الإمتثالَ لطلَبه وصرختُ بأعلى صوتي : بل أنا هنا وموجودٌ بينكم!٠٠٠ ولشدَّة عَجبي ، فلقد تعاطفَ المعلّمُ معي وأدركَ ورطتي ، فقال : حسناً يابني سأتصلُ هاتفيَّاً مع منزلكم لأتأكَّد بنفسي ولأطمَئِنَّ عليكَ فأنتَ من خيرة أبنائي التلاميذ وأكثرَهم إجتهاداً وإنتظاماً!٠٠ وبالفعلِ رفع سماعة الهاتف وأدارَ قرصَهُ طالبَاً رقمَنا!!!!!٠٠٠إزدادت دهشتي ، ففغرتُ فَاهِي كالأبْلهِ متعجِّباً٠٠٠كيف أنَّهُ سيهاتفُ أمِّي وليس عندنا هاتفٌ ولا كانَ في الفصلِ أصلاً جهاز الهاتف؟!!!٠٠ وبينَما أنا حِيرتي سَمعتُ المعلِّمَ ، حقيقةً ، يخاطبُ والدتِي وفهمتُ أنَّها أكَّدتْ كلامه بأنَّني بالفعل في المنزل وبأنني سأتغيَّبُ هذا اليوم لوعكةٍ خفيفة ، أصابتني ، في معدتي وشكرتْ والدتي المعلِّمَ على إهتمامِه بي وإنتهتْ المكالمةْ!!!!٠٠٠٠
نظر معلّمِي إليَّ مبتسماً ومزهوَّاً وقال: أرأيتْ ؟٠٠٠ها قدْ سمعتَ بأُذنيكَ ، ما قالتْهُ والدتُكْ ، إجلس يابنيَّ في مقعدِكَ فأنتَ الآنَ مريضٌ ونائمٌ في سَريركَ في المنزل٠٠٠٠نتمنَّى لك الشفاء العاجل!٠٠ إجلس ولا تَشَغلْ بَالكْ٠٠٠٠ قلت مُعانداً : بل أنا ''هنا'' ولستُ ''هناك'' ٠٠٠ردَّ المعلِّمُ : ويحكَ ، أعرفكَ مهذّباَ مطيعاَ ، أنصدِّقُكَ ونكذِّبُ والدَتكَ المحترَمة ؟٠٠٠لقد أضعتَ ، يابُني ، كثيراً من وقتِ الحصَّة٠٠٠٠إجلسْ٠٠هَدَاكَ اللهْ٠٠٠وأزاح بوجهِهِ وعصاتِه عنِّي وكأنِّي صرتُ نَسياً منسيَّاً٠٠٠وبدأ بشرح درسَه!٠٠٠٠
تهالكتُ كَكوْمةٍ على مِقعدي وأنا أفكِّرُ فيما أنا فيه٠٠٠٠٠إذا كنتُ ''هنا'' في الفصل، فكيف إذاً أكونُ ''هناك'' في المنزل؟!!!!٠٠٠
أصابتني قشعريرةٌ وبَدَأتُ أهمْهمُ وأتمَلملْ٠٠٠٠صَدرتْ عني تَمتماتٌ غيرُ مفهومَة وفي لحظةٍ شعرتُ بضَغطٍ على خَاصرتي وهمَمتُ أنْ أصيحَ من الغيظِ والغَضبْ ٠٠٠٠لقد بلغ السيلٍ الزُّبى٠٠٠كيفَ تُلْغونَ وجودي ورفعتُ يدي فإذا هي ترتَطمُ بوجْهِ أُمِّي الحنونْ وهي تقولْ ما بكَ يا حبيبي ، هل أنتَ بخير يا ولَدِي!؟٠٠٠٠مضتْ عليَّ دقائقٌ وأنا أحَاولُ أن أُوقظِكَ ، دونَ جَدوى ، فلقد كُنتَ غارقاً على ما يبدو في جَدلٍ عَقيمْ ولم أفهمْ من كلامِك سوى أنا موجود ، أنا ''هنا''٠٠٠٠٠٠٠٠٠نعم ياولدي أنتَ ''هنا'' وأنا الى جَانبكَ وبالطبع أنتَ موجود وبألفِ خيرْ٠٠٠٠ قُمْ إنهضْ لأنَّك لا بدَّ ، قبل فوات الأوان ، أنْ تكونَ ''هناك'' ، في المدرسة !٠٠٠٠قمْ ياحبيبي حتى لا تتأخر عن مدرستكَ ، فزملاؤكَ التلاميذْ ومعلِّمُك ،بلا شكٍّ، هم في إنتظارك٠٠٠٠٠٠فتَّحتُ عيوني لأتصبَّحَ بوجهِ أمِّي الحنون٠٠٠٠تبسَّمتُ عانقْتُها وقبلتُّها تسعاً وتسعينَ قبلةً فلقدْ كنتُ على عَجلْ٠٠٠٠تبسَّمتُ وقلتُ لها ضَاحكاً ; يا أجملَ أُمٍّ في الدنيا٠٠٠٠صَدقْتِ يا أمَّاه ، التلاميذُ ومعلِّمُي وعَصاتُه جميعُهم في إنتظاري٠٠٠٠٠

د٠ محمد طرزان العيق
01.11.2013






  رد مع اقتباس
/
قديم 18-03-2018, 03:45 AM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: المدرسَةُ وأنا

جميلة
لولا ان الاسهاب تبناها

كل الود






  رد مع اقتباس
/
قديم 18-03-2018, 10:40 AM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محمد طرزان العيق
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية محمد طرزان العيق

افتراضي رد: المدرسَةُ وأنا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
جميلة
لولا ان الاسهاب تبناها

كل الود

أشكركم أستاذي على ملاحظتكم القيّمة والتي هي في مكانها فالإسهابُ والإطناب هي من العوارض التي قد أُبتليتُ بها!٠٠٠أحياناً أشعر بأنّه ليس بإمكاني التوقف عن السَّرد ، لا بل وأجِدُ فيه متعة٠٠٠ لا أدري ، ربَّما هذا قد نجم عن كوني كاتبٌ هاوٍ فأودُّ أن أُثبِتَ ذاتِي أمام ذاتي !٠٠ ربما أنَّ بعضَ قَصَصي مكانُه بين دفَّاتِ كتابٍ وليس على صفحات الإنترنت؟!٠٠الحل ربما يكمن في تجزئتها ٠٠٠٠لستُ أدري
كل الشكر والتقدير والإحترام!٠٠






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-03-2018, 03:26 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
نوال البردويل
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
فائزة بالمركز الثالث
مسابقة القصة القصيرة2018
عنقاء العام 2016
تحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية نوال البردويل

افتراضي رد: المدرسَةُ وأنا

لروح والدتك السلام
وتحية لكل من علمنا حرفاً
جميلة وجميل ما حملت من وفاء
كل التقدير وتحياتي






  رد مع اقتباس
/
قديم 20-03-2018, 02:34 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد طرزان العيق
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية محمد طرزان العيق

افتراضي رد: المدرسَةُ وأنا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نوال البردويل مشاهدة المشاركة
لروح والدتك السلام
وتحية لكل من علمنا حرفاً
جميلة وجميل ما حملت من وفاء كل التقدير وتحياتي
[size="5"]
شكراً لك أختي الأديبة نوال ورحم الله جميع أمواتنا والأم هي المدرسة وهي الحياة كلها٠٠٠هني نبعٌ من العطاء لا ينضب!٠
لكن ليس علينا أن ننسى المعلِّم فهو يكملُ ما قد بدأتْه الأم ، وإنْ أحبَّ مهنتَه وعمل بإخلاص فهو بحقٍّ يعتبرُ مربِّي الأجيال٠






  رد مع اقتباس
/
قديم 20-03-2018, 02:37 AM رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
محمد طرزان العيق
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية محمد طرزان العيق

افتراضي رد: المدرسَةُ وأنا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عوض بديوي مشاهدة المشاركة
سـلام مـن الله وود ،
الجمال ديدنكم
أقرأ لـكم بكل متعة ، صديقي وأستاذنا أ.د. محمد ..ومعي بذلك شـاهد ودليل :
أمـا الدليل ؛ فيجبرنا نبض حرفكم ( الخاص ...)...
أمـا الشاهـد : أوليس به الشاهد من شهد ...؟!
شـكرا للوحة وفاء بطعم الألم والمعاناة...بكل التقدير والاحترام
بورك مـدادكم
مودتي و محبتي
أخي الأستاذ عوض
تدهشني دوماً مداخلاتك الرائعة
وتلجمني روعة حروفك فأعجز عن التعليق
شكراً من القلب!٠






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط