باقة من اعمال فاطمة الزهراء العلوي في دائرة االنقد بقلم مجدي الجراح

[فاطمة الزهراء العلوي]

مجموعة من قصائد الشاعرة المبدعة فاطمة الزهراء العلوي في دائرة التحليل والنقد.

بقلم الشاعر والناقد مجدي الجراح
دونك حبيبي
يخشع الموج سهوبا
من دجى
يرتحل الليل في غابات المنفى
والقصيدة مكتهلة
بسماسرة الغبن واللعنة
هنا حالتين متناقضتين تشير الشاعرة إلى وجودهما وذلك بعبارة واحدة في مستهل قصيدتها (دونك حبيبي) الحالة الأولى وهي حضور الحبيب والثانية غيابه وهي الحالة الطارئة هنا والتي يحتوي وصفها في اغلب مفردات القصيدة هذا الغياب هو شكل مركب من أمواج خاشعة من حقول ممتدة من الظلام والخشوع فيه من القدسية والجلال ما يعطي بعدا نفسيا لمهابة الحدث واستعمال الشاعرة تعبير دونك كان موفقا من حيث رصف كل الأشياء حول فكرة غيابه واستعمال الحركة والضوء في رسم الصورة الحسية المرافقة له .
والليل حين يرتحل فانه حينئذ يقيم في قلب صاحبه يرافقه حيث روحة المنفية فالغابات والمنفى والليل ثقوبا سودا تبتلع الضوء وكل الأشياء الجميلة التي ميزت حضوره الطاغي. حتى القصائد خلت من عبق الشعور ومكتهلة بمشاعر الغبن.
دونك مدارات تقول وجه الحقول
ثلجا اسودا ريحا عاتية
مطرا عقيما
مطرا عند حصن
العشق ينبت مكتئبا
دونك تكتشفني قهوتي السوداء
هنا وفي قلب الشاعرة تخرج صفات الأشياء من ثوب البديهة وتتلون بصبغة الروح المعذبة فالثلج يمسي اسودا والمطر يمسي عقيما وهي صورة تتقدم على عقم السحاب إلى عقم الماء بحد ذاته لأنه فقد صفه الإنماء إلا حين يسقط عند قلاع العشق الموصدة فانه حينذاك ينبت كآبة لا تسمن ولا تغني من حنين وفي نهاية هذه الفقرة وعلى شرفة الذات ترتشف فنجان من القهوة وتطرح مفاضلة بين مرارة وسوداوية الخارج مع الداخل وتعلن بوضوح أن لا شيء يعدل سواد ومرارة الداخل حين تظلم الروح بفقدان الحبيب
. ارتجافة
عمودية تمخر العظم
والأحلام تتأرجح
على سارية البكاء
مرة باسمة .. مرة انتظارا
وأحيانا جدباء
التأرجح يصنع في النفس أحاسيس تتنقل بين الثقل وخفة الوزن إنها عناوين للارتجاف العمودي التي تنقلنا من النقيض إلى النقيض فتحفر عميقا في قلب الشعور فكان العظم تعبيرا ملائما لهذا العمق وكان الإبحار فيه كما السفينة تمخر عباب البحر إمعانا في وصف حده الشعور وتقلباته والتأرجح كذلك للأحلام بين اليأس والأمل وبين القنوط والرجاء يتعدى الوصف المعنوي إلى الوصف الحسي لأنه يحدث فوق السارية هناك حيث يشعر راكب السفينة بخلجات البحر وأمواجه العنيفة بأشد ما يمكن ولكنه ومن خلال هذا الموقع يمكنه وهو يمارس وجع الوداع ووجع الانتظار النظر إلى البعيد لقد برعت الشاعرة في خلق صور متكاملة ومتناسقة في إطار ترابط منطقي ووحدة موضوعية احتفظت من خلالها بخلفية واحدة للمشاهد المتنوعة وبتحديد أكثر وبنظرة فاحصة للفقرة السابقة نجد العناصر التالية البحر والموج والسفينة والسارية في مقابل السفر والتأرجح والحلم والانتظار مكونات أساسية لمشهد واحد متخم بحيوية الصور الشعرية المثقلة بالمعاني .
حبيبي
..نافذتي. مثلي تعرف
نافذتي ممزوجة من نار وماء
من ضحك..وبكاء
نافذتي ..افياؤها بلا أقنعة
بعمر الشمس زاهية بك
هذه الفقرة تحمل صورة تمثل إطلالة الشاعرة إلى العالم الخارجي هناك ومن نافذتها تمارس علاقتها بالآخر علاقة الداخل بالخارج وهي تمثل حدود وصفة هذه العلاقة وتفاعلها معها حيث تبرز على شكل متناقضات من نار وماء من ضحك وبكاء كل ذلك أصبح معروفا للحبيب لأنها تبرز من هذه النافذة صفاتها الواضحة والصادقة والدائمة فعبرت الشاعرة إلى قلب هذه المعاني بكلمتين جامعتين عمر الشمس فالعمر يعني الديمومة والشمس تحمل الضوء ووضوح النهار وألوانه الزاهية وحيويته الدافقة وهي مبعث الحياة والدفء
حبيبي
صرت تعرف ارتحالي فيك وحبي
..فعلمني
كيف أبحر فيك
دون أن تلفظني
شطـآن النسيان
لقد حددت الشاعرة خياراتها وباشرت في ارتحالها إلى عالمه بتوجيهات من قلبها المحب ولكن الجديد هنا معرفة الحبيب لهذه الحقيقة ولذلك تطلب منه أن يعلمها كيف تتعامل مع سقوطها في سطوة العشق وكيف تمضي وتبحر بمشاعرها نحوه إلى أقصى مدى دون أن يلفها النسيان يوما ويرميها على الشاطئ مثل صدفة خاوية .
حبيبي
..يا مهجة القلب
شواهد لغتي مارستني
فيك عشقا
في لحظة ارتماء قطعت بها الشاعرة آخر حبال التلميح تعلن حبها حيث اللغة سيدة ذاتها تمضي معبرة عن فيض الشعور وكأنها هي من يمارس العشق فتضيق المسافة بن المعبر والمعبر عنه.
احبك وأتعهد للعالم ...الوفاء
هنا تخبره بحبها ولكنها تتعهد للعالم بالوفاء وهذا يلقي الضوء على مقدار ثقتها بمشاعرها نحوه ومقدار وفائها فهل يقابل هذا الشعور وذلك الوفاء بما هو أهل له ؟ ربما يكون هذا التساؤل ما بقي في عقل الشاعرة ولم تكتبه فرب سطر فارغ ابلغ من سطر ممتلئ.

مستحيل ان اخوض
ظلمة الليل وحدي
...واسمك يطوف بي ارض الله
يأخذني الى الدنيا رخاء
ظلمة الليل والوحدة خلجات من وحشة الروح يستحيل ان تقربها لان طيفه يسكن في داخلها اسمه يرتحل معه بل هو ربان يطوف بها الى دنيا الرخاء والاستحالة الاستحالة ترافق القصيدة من البداية الى النهاية كل استحالة لامر ما هي نتيجة لسبب اخر راسخ وننتقل الان الى استحالة اخرى
مستحيل
ان يقتلع صمتك جوعي اليك
وفي اعماق الصدر
حنين ينشرني اعترافا
في اكواب من زنجبيل
يؤسسني نوارس لأحلام المساء
رغم الصد رغم الالغاء
هنا توصيف لعمق شعورها تجاه من تحب هذا الحب الذي تجاوز حدود التفاعل مع صمته وسلبيته وحتى الصد والالغاء وقد ترجم هذا الشعور على شكل احتياج كبير اليه وقد وصفت الشاعرة هذه الحالة بالجوع الذي لا حل له الا بالوصل واقتلاع الجوع الذي ينغرس في اعماقها كالشجرة ليس بالامر السهل بل هو مستحيل في نظرها ان هذا الحب الذي يفيض عن حدود الكتمان الى افاق البوح يضوع وينتشر وله مذاق ومزاج الزنجبيل ولا يخفى احد ان مزاج شراب اهل الجنة الزنجبيل . هذا الشعور يجعل احلامها تحلق كالنوارس ذلك الطائر الابيض الذي يعشق الشطان يقيم على حواف اليابسة والماء ويستبشر به ربان السفن يحمل في ثنايا خافقيه الامل والرجاء
يتبع .......
مجدي الجراح

[رائد العمري]

ومن المستحيل ان يكون مرورنا
هاهنا مرور الكرام
وليس مجرد مرور والسلام لا هو تذوق كلمات
يلازمها شرح فنان
لي عوده

[سكينة المرابط]

باقة أعمال مثمرة من لدن الوارفة الفاطمة الزهراء والقدير الأديب مجدي الجراح
شكرا لك فاطمتي إنزال الموضوع هنا ليتسنى لنا أن نقترب من تفاصيل القراءات النقدية والشعرية لكلا الوارفيين
زهرتي وأديبنا مجدي الجراح ليته معنا ....
محبتي والتقدير
سكينة

[فاطمة الزهراء العلوي]

خويا القدير رائد باركك الرحمن وشكرا جزيلا لك وكم سيسعد الحرف بحضورك الثاني
فالكتابة تتشبع بالقراءة وتكون بها

مودتي وتقديري

[زياد السعودي]

سَفر جميل
في سِفر جميل
الشكر لمجدي الجراح
وامنيات التوفيق لغرّيدتنا الزهراء

[فاطمة الزهراء العلوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سكينة المرابط

باقة أعمال مثمرة من لدن الوارفة الفاطمة الزهراء والقدير الأديب مجدي الجراح
شكرا لك فاطمتي إنزال الموضوع هنا ليتسنى لنا أن نقترب من تفاصيل القراءات النقدية والشعرية لكلا الوارفيين
زهرتي وأديبنا مجدي الجراح ليته معنا ....
محبتي والتقدير
سكينة

شكرا صديقتي سكينة
ارتايت ان يكون بين يدي احبتي وليتعرف ايضا الاحبة على الناقد الشاعر القدير الجراح

اعترافا مني بجميله على حرفي اختي سكينة
باركك الرحمن وحماك من كل سوء

محبتي

[فاطمة الزهراء العلوي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي

سَفر جميل
في سِفر جميل
الشكر لمجدي الجراح
وامنيات التوقيق لغرّيدتنا الزهراء

لطلتك عميدنا
زياد فرح يسكن الحرف ويراود صاحبته في الاستمرار لنبشه والنقش به

من الاستاذ الجراح لك ازكى التحيات والشكر

واتمنى ان يلتحق بنا هنا

ومني لك باقة ورد اتركها على طاولتك هذا الصباح
محبتي وبلا ضفاف

[لبنى علي]

دمتِ نبض فكرٍ زاهٍ لا يميل مع الريح حيث يميل أيتها الزهراء الرقيقة الربيعية الطيبة ..

[فاطمة الزهراء العلوي]

شكرا للبنفسجية الجميلة
احييت هذه الباقة وقد نسيتها تماما
شكرا لك

[فاطمة الزهراء العلوي]

غاب الأستاذ الناقد مجدي الجراح
إن شاء الله تكون بخير أخي