الزهمولة - الصفحة 2 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▆ أنا الفينيقُ أولدُ من رَمَادِ.. وفي الْمَلَكُوتِ غِريدٌ وَشَادِ .."عبدالرشيد غربال" ▆ > ⊱ المدينة الحالمة ⊰

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-2018, 07:04 AM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: الزهمولة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المختار محمد الدرعي مشاهدة المشاركة
الزهمولة = (تعني الشبح)
كانت الساعة تشير إلى العاشرة ليلاً حين خرج العم أحمد إلى فناء الدار يتكسّل و يتثاءب بعد جلوس طويل أمام جهاز التلفاز حيث جَعَلَ يُقَلّب عَشَرات قنوات التِّلْفاز بواسطة "الريموت كنترول" باحثا عن برامِج مقابلات في كرة القدم ، التي يعشقها ، و يعشق محترفيها لِدرجة كاد أن ينسى فيها تاريخ ميلاده الشخصي، لكنه لا ينسى تاريخ ميلاد مارادونا ، أو ميسي، فهو يحفظ السِّيَر الذاتية لكثير من مشاهير اللعبة عن ظهر قلب .. كانت الليلة غير مقمرة، و كانت بعض فوانيس الشارع الطويل المعطبة قد زادتها حلكة، مِمَّا جعل الرؤية شبه منعدمة لدى العم أحمد الذي دأب على التطلّع إلى المنزل الواقع قبالة منزله، فهناك تسكن حليمة الأرملة ذات الخمسين عاما، والتي تَقَدَّم إليها يطلب يدها لكنها رفضته مرتين ، لكونه عاطل عن العمل ، و لكونه ضعيف البصر إذ لا يكاد يرى؛ لكن رغم ذلك ظلّت عيناه تقتفي خيالها كلمّا أطَلَّتْ من على سطح بيتها، لنشر غسيلها، أو لقضاء بعض شؤونها. كان دائما يحدّق ببصره الضعيف و يتفحص سطح دارها علّه يلمحها أو يحظى منها بنظرة عابرة تجعله مغتبطا طيلة يومه ..في هذه اللية بالذات، أصرّ العم أحمد على المكوث في فناء بيته يتأمل بدقة سطح البيت المقابل، يتفحص الأرجاء باحثا عن خيال حليمة. لقد ألهب قلبه الحنين إلى زوجة تقاسمه حياته، حياته التي دأب على مقاسمتها مع التلفاز و الكرة و القطة منذ وفاة زوجته الأولى ..إنه يرى الآن ( زهمولة) فوق السطح ، و يرجح أن تكون هي نفسها حليمة. ها هي تقف و تترنح يُمْنة و يسرة، يا إلهي هل تكون حليمة واقفة تُلَوّح لي بيدها ؟
تُرى لماذا لم تَنَمْ قاضِيَة ليلتها هكذا واقفة تراقبني ؟ لا شك أنها تريد أن تقاسمني السهر. من المؤكد أنها غيّرت رأيها بخصوص الزواج مني. غدا سأذهب لخطبتها مجددا، لأحظى بموافقتها.... هكذا يردد في قرارة نفسه... رجع العم أحمد إلى الداخل و أعد لنفسه قهوة دون إضافَة سُكَّر اعتقادا منه أنها ستطرد النعاس من عينيه و تعينه بالتالي على السهر قبالة حليمة التي تُلوِّح إليه من على السطح و تحيّيه . جلس على كرسيّه واضِعاً رجله اليمنى فوق رجله اليسرى. أشعل سيجارة ُثم بدأ ينفث الدخان إلى الأعلى. فجأة، تقدمت منه قطته الصغيرة وهي تموء , و كأنها تسأله : لمَ أراك حيرانا ؟ تماما مثلما كانت تسأله المرحومة زوجته كلما لاحظت على وجهه علامات حزن . نظر إليها ثم أخذها بين يده و احتضنها. لم يبق له في البيت ما يُذَكّرهُ بزوجته الوفية سوى هذه القطة. زوجته لم تنجب له أولادا، لذلك كانت هذه القطة بمثابة الإبنة المدللة في البيت، فقد أوصته بها خيرا المرحومة قبل أن تفارق إذْ كانت وصيَّتها الأخيرة ....حين أرهقه التعب و احمرّت عيناه من كثرة تفريكها بيديه و مغازلة الزهمولة (الشبح)، أسند رأسه إلى الجدار ثم نام. و نامت القطة في حضنه . استفاق في الصباح على لفح أشعة الشمس الحارقة، فرّك عينيه قبل أن يتثاءب، حدّق بلهفة في اتجاه شبح البارحة، فإذا هو ثوب نسائي معلق على حبل الغسيل تحركه النسمات . التفت إلى قطته، حملها بين ذراعيه، و أدْلَف إلى داخل المطبخ ليقاسمها الرغيف .


العم أحمد العاشق الذي يحاول عرقلة السنين ولو قليلا
لتحقيق مكسب آخر يضيفه الى مكاسبه القليلة في هذه
الدنيا التي ما منحت أحدا كل ما أراده تماما كما أراد..


وحليمة الأرملة المتمنعة لأسباب منها المنطقية وأخرى لا
علاقة لها للمنطق والحكمة فيها..!


و قطة تشاركه ما تبقى له من أيام وأحلام .. تذكره بمن
رحلوا دون استئذان ..


من حق المرء أن يحلم .. ربما هذا ما يجعل من أيام العم
أحمد فارغة لا صوت فيها ولا نظرات تعيد له توازنه وتنشر
الأمل في أرجاء عزلته..
كرة القدم .. هذه اللعبة العجيبة الغريبة رأيتها بأم عيني تسلب
من الكثيرين انتباههم ومتابعتهم لها.. فقط لأن البدائل غير متوفرة.


ثم تأتي ـــ الزهمولة ـــ أو ــ الشبح ـــ لتكون حلما افتراضيا ولو الى
حين.. يمارس ما تصور العم أحمد بأن الأرملة حليمة من الممكن أن
تمارسه حين تصيبها لحظة كاللحظات التي تصيبه على الدوام ..ولأن
البصر أضعف من أن يميز ما بين ثوب نسائي يلاعبه الهواء..!!


وحقيقة أن العدسة اللاقطة لهذا المشهد كانت دقيقة الى أبعد حد ممكن
واستطاعت أن تسلط الضوء الغائب عن ليلة العم أحمد على قضيته المهمة
جدا.. المقلقة .. فالوحدة أشرس من وحوش البراري وأشد من كل الضواري
وسمها يتغلغل في الأوردة والشرايين..!!

وهذه المسألة خطيرة ومنتشرة في مجتمعاتنا، تحتاج الى من يتبناها ويقدم لها
الحلول المناسبة. لكن ولأننا في مجتمعات شرقية ديدنها التراجع فإنك لن تجد
من يهتم للعم أحمد ولا للأرملة حليمة .. ولا للقطة .. أما من يشجعون كرة القدم
فهم في تزايد .. ومع تزايدهم تزداد المتاعب ..فالشجارات ما أن تنتهي حتى تعود
من جديد لتتصدر المشهد مغيبة كل أوجاع الحي خلفها..!!



أديبنا القدير المختار محمد الدرعي

لقد تمكنت عدستك رغم الظلام السائد من التقاط مشهد مريب
ويحتاج الى إصلاح فوري قبل أن يتفاقم .. كنت بارعا في الوصف
ودقيقا في تناول ما يدور بنفوس الجميع .. بسرد شهي ولغة عذبة
وقفلة غاية في الدهشة والوجع.

بوركتم وبورك نبض القلب الناصع
حترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/
قديم 15-05-2018, 10:27 AM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
المختار محمد الدرعي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية المختار محمد الدرعي

افتراضي رد: الزهمولة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
العم أحمد العاشق الذي يحاول عرقلة السنين ولو قليلا
لتحقيق مكسب آخر يضيفه الى مكاسبه القليلة في هذه
الدنيا التي ما منحت أحدا كل ما أراده تماما كما أراد..


وحليمة الأرملة المتمنعة لأسباب منها المنطقية وأخرى لا
علاقة لها للمنطق والحكمة فيها..!


و قطة تشاركه ما تبقى له من أيام وأحلام .. تذكره بمن
رحلوا دون استئذان ..


من حق المرء أن يحلم .. ربما هذا ما يجعل من أيام العم
أحمد فارغة لا صوت فيها ولا نظرات تعيد له توازنه وتنشر
الأمل في أرجاء عزلته..
كرة القدم .. هذه اللعبة العجيبة الغريبة رأيتها بأم عيني تسلب
من الكثيرين انتباههم ومتابعتهم لها.. فقط لأن البدائل غير متوفرة.


ثم تأتي ـــ الزهمولة ـــ أو ــ الشبح ـــ لتكون حلما افتراضيا ولو الى
حين.. يمارس ما تصور العم أحمد بأن الأرملة حليمة من الممكن أن
تمارسه حين تصيبها لحظة كاللحظات التي تصيبه على الدوام ..ولأن
البصر أضعف من أن يميز ما بين ثوب نسائي يلاعبه الهواء..!!


وحقيقة أن العدسة اللاقطة لهذا المشهد كانت دقيقة الى أبعد حد ممكن
واستطاعت أن تسلط الضوء الغائب عن ليلة العم أحمد على قضيته المهمة
جدا.. المقلقة .. فالوحدة أشرس من وحوش البراري وأشد من كل الضواري
وسمها يتغلغل في الأوردة والشرايين..!!

وهذه المسألة خطيرة ومنتشرة في مجتمعاتنا، تحتاج الى من يتبناها ويقدم لها
الحلول المناسبة. لكن ولأننا في مجتمعات شرقية ديدنها التراجع فإنك لن تجد
من يهتم للعم أحمد ولا للأرملة حليمة .. ولا للقطة .. أما من يشجعون كرة القدم
فهم في تزايد .. ومع تزايدهم تزداد المتاعب ..فالشجارات ما أن تنتهي حتى تعود
من جديد لتتصدر المشهد مغيبة كل أوجاع الحي خلفها..!!



أديبنا القدير المختار محمد الدرعي

لقد تمكنت عدستك رغم الظلام السائد من التقاط مشهد مريب
ويحتاج الى إصلاح فوري قبل أن يتفاقم .. كنت بارعا في الوصف
ودقيقا في تناول ما يدور بنفوس الجميع .. بسرد شهي ولغة عذبة
وقفلة غاية في الدهشة والوجع.

بوركتم وبورك نبض القلب الناصع
حترامي وتقديري
كالعادة الأخ القارئ و الناقد محمد خالد بدوي لم يترك ناحية أو زاوية و لا شاردة أو واردة في النص إلا ذهب إليها
و خصها بالاهتمام و العناية وهو ما يدعم اعتقادنا الراسخ بأنه قارئ من الدرجة الأولى يحث يولي عناية كبيرة
للقراءة قبل تناول النص و هذا ما جعل جل تدخلاته صائبة حيث تعطي النص حقوقه كاملة على حد سواء السلبية منها و الاجابية
كانت قراءة ممتعة زادت الكثير لنص متواضع أخي محمد
شكرا مبدع الفينيق الفذّ محمد خالد بدوي لا حرمنا الله من إبداعكم
كل التحية و التقدير






  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:58 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط