الفينيق غازي القصيبي يليق به الضوء "زياد السعودي" - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: تعـديل (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: إخــفاق (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: حلم قصير وشائِك (آخر رد :عبدالماجد موسى)       :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ⚑ ⚐ هنـا الأعـلامُ والظّفَـرُ ⚑ ⚐ > 🌿 فينيقيو بيــــديا ⋘

🌿 فينيقيو بيــــديا ⋘ موسوعات .. بجهود فينيقية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-08-2010, 06:04 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي الفينيق غازي القصيبي يليق به الضوء "زياد السعودي"



سلام الله

تعودنا ان نضع نصا
تحت الضوء ومن خلاله نشتغل
هنا ووفاءً لتجربة فذة
نستميح روح

غازي بن عبدالرحمن القصيبي

لنضعه تحت الضوء
اذ به يليق الضوء





سيرته :
-------------


الاسم : غازي بن عبدالرحمن القصيبي
تاريخ الميلاد : 1359 هـ - 1940 م
مكان الميلاد : الأحساء – السعودية
الحالة الاجتماعية : أب لأربعة سهيل وويارا وفهد ونجاد

• بكالوريوس قانون - كلية الحقوق – جامعة القاهرة 1381 هـ - 1961 م
• ماجستير علاقات دولية – جامعة جنوب كاليفورونيا 1384 هـ - 1964م
• دكتوراه القانون الدولي – جامعة لندن 1390 هـ - 1970 م



المناصب التي تولاها:-
• أستاذ مشارك في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1358هـ
• عمل مستشار قانوني في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة
• عميد كلية التجارة بجامعة الملك سعود 1391هـ• مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1393 هـ.
• وزير الصناعة والكهرباء 1396 هـ.
• وزير الصحة 1402هـ
• سفير المملكة في مملكة البحرين 1404 هـ.
• سفير المملكة في المملكة المتحدة 1412هـ. • وزير المياه والكهرباء 1423هـ.
• وزير العمل 1425هـ




المؤلفات:
------------



في الشعر:

-ورود على ضفائر سناء : ديوان شعر.
-للشهداء : ديوان شعر.
-الأشج: ديوان شعر.
-سلمى : ديوان شعر.
-قراءة في وجه لندن:ديوان شعر.
-يا فدى ناظريك: ديوان شعر.
-واللون عن الأوراد: ديوان شعر.
-سحيم : ملحمة شعرية.
-الإلمام بغزل الفقهاء الأعلام: مختارات شعرية.
-بيت :مختارات شعرية -في خيمة شاعر(1+2): مختارات من الشعر العربي.

الروايات:

العصفورية : رواية .
شقة الحرية :رواية (( صورت مسلسل تلفزيوني)).
رجل جاء وذهب : رواية.
سلمى: رواية.
حكاية حب: رواية.
سبعة:رواية.
سعادة السفير: رواية سياسية.
العودة سائحاً إلى كاليفورونيا:رواية.
هما: حكاية الرجل والمراءة.

كتب ومؤلفات متنوعة:

الأسطورة : يتكلم عن أميرة ويلز ديانا.
التنمية ( الأسئلة الكبرى):مواضيع التنمية السعودية.
ثورة في السنة النبوية: تعمق لدراسة السنة النبوية.
الخليج يتحدث شعراً ونثراً: سير أعلام من الخليج العربي.
أبو شلاخ البرمائي: إبحار في عالم متنوع.
دنسكو: عن ترشحه لمنظمة اليونسكو.
حياة في الإدارة : سيرة عملية.
العولمة والهوية الوطنية : محاضرات مجمعة عن العولمة.
أمريكا والسعودية، حملة إعلامية أم مواجهة سياسية: عن الحملة الاعلامية الامريكية ضد السعودية بعد 11 سبتمبر.
استراحة الخميس: استراحات متنوعة وطريفة.
صوت من الخليج: إلقاء الضوء على كتاب الخليج.
مع ناجي ..ومعها: مختارات شعرية من شعر ابراهيم ناجي.
الغزو الثقافي ومقالات أخرى: محاضرات وكتابات متنوعة عن الغزو الثقافي وغيره.



المرأة الحب في شعر غازي القصيبي
---------------------------------------


أولاً :- نوضح العوامل التي أدت إلى تكوين صورة المرأة عند القصيبي بصور مختلفة

أ- البيئة المحيطة :-
البيئة التي تتضمن الأسرة والمجتمع المحيط بها، حيث كان لهما دور كبير في اهتمام القصيبي بالمرأة، وبلوغها منزلة رفيعة، ذلك أنه عاش محروماً من رعاية الأم في سن مبكرة، مما جعل نزوعه إلى الطفولة وحنينه إلى الأمومة يشغل مساحة واسعة من شعره، كما حظي القصيبي من قبل جدته بعناية فائقة، حاولت من خلالها أن تزيل عنه غشاوة الكآبة التي لازمته إثر فقدان أمه، فكانت تخصه بوافر من الحب، مما جعل للمرأة مكانة راسخة في ذهنيته، كما أن غفلة الجانب الذكوري المتمثل بوالده، وانشغاله عنه ساعد على تقوية هذا الشأن في قلبه، ولقد صاحب تلك التأثيرات أحداث أسرية واجتماعية أنتجت حنيناً صارخاً إلى عالم الطفولة والأمومة، وطبعت قلبه بقالب من الحزن والكآبة كان له أثر بالغ في تشكيل صورة المرأة.
ب- الثقافة :-
فقد كان للفترة الرومانسية التي عاش القصيبي غمارها أثر بالغ في تشكيل صورة المرأة، حيث أبرز البحث مدى تأثر القصيبي بشعراء مدرسة أبولو: علي محمود طه، وإبراهيم ناجي، وأبو القاسم الشابي.. وغيرهم، ومدى إعجابه بهم، مما صبغ قصائده بنزعة مثالية ترنو إلى عالم القيم. ويكشف هذا البحث كذلك عن تأثره بشعراء المدرسة الحديثة أمثال نزار قباني وبدر شاكر السياب وأمل دنقل متجاوزاً المرحلة الرومانسية إلى مرحلة واقعية ورمزية في آن واحد .
ج- الســـفر:-

وهوذلك العامل الرئيسي في تشكيل شخصية القصيبي والذي انبهر بـ الحضارة الغربية حتى وصفها بأنها صدمة حضارية، ورغم ذلك فإن القصيبي لم يطمس هويته العربية، بل ظل محافظاً عليها كاشفاً لها من خلال صورة المرأة/ الوطن، إذ ترتبط المحبوبة بالأرض، كما أبرز هذا العامل الفارق الاجتماعي بين المجتمع الذي عاش فيه القصيبي نشأته الأولى ذلك المجتمع المحافظ على القيم والمبادئ العليا وبين المجتمع الجديد المتقدم مادياً والمتخلف روحياً

والآن نبين صور المرأة التي تصورها القصيبي ,
مع بيان كيف كان للحب عنده من منزلة وهل هذا الحب يدوم .

وهذه بعض الصور للمرأة في شعر القصيبي .
اولاً :-المرأة الروح :-
ومعني المرأة الروح أنه ترقى لمخاطبة مخلوق من جنس آخر هذاالمخلوق الذى هبط على الأرض فانطوى نورها بانعكاس جماله مترقياً في وصفها بأنها لايمكن أن يتملكها بشر بل هي قمر ٌ لا يستحق إلا القمر .
كما قال في قصيدة القمر
سيدتي :
أقسم أنني جننت
طننت هذا الحسن مخلوقاً لنا نحن البشر
ما كنت أدري أنه
على انتظار عاشق ٍ من القمر .

وكما قال في قصيدته فتاة الخيـــال
أراك ِ وراء ليالي الجفاف
خيالاً يموج بشتى الصور
ففي ناظريك ِ أماني الحياة
وفي شفتيك ابتســـام القدر
وألمح وجهك عبر الفضاء
يضئ بهالاته القــمـــــــر
حتى قوله
فتاة الخيال : لنا مـــوعد
أعيش على يومه المنتظر .



ثانياً المرأة الجسد :

ونج له قصيدة منها أنه انغمر في الحب فتشتت أوصاله وراح عقله فأخطأ
ثم راح يعتذر لها بأن جمالها لا يحتمل .
وورد ذلك في قصيدته
عــــذراً
فتاة الأمس : عذراً فهو ذنبي
وذبن الشاعرية والغبــــــــــاء

لمحتك فاندفعت إليك ِ شــــــوقاً
كما اندفع الظمأ لنبع المــــــاء ِ

وأعطيت الكثير : ففيك ِ حبـي
وفي عينيك ِ , وحدهما غنائي
وفي قصيدته وتعطين كالبحر
وتعطين كالبحر . . يا امرأة
شعرها الموج . . يا امرأة عينها
طيبة القاع .. يا امرأة شفتاها
انبعاث الغريق .


وفي قصيدته ســـــر
أيا واحتي في قفار الزمــــان
ويا جنة ً لم أذق خمرهــــــا
ويا شفـــة ً لم تدسها القبــــل
دعي حبنا غافيــــاً في الظلام
وفي قصيدته عيناكِ
أومأت لي عيناكِ فاختلج العطر
وطاف الندى . . وصبّالرحيقُ
إلى قوله :- يا لعينيك ِ : في مفاتن عينيكِ
تعاني الأهواء ما لاً تطيــــــق
ثالثاً :- المرأة الأسطورة :-
ومعني الأسطوري الذي خرق الأمور العادية
حيث وصف المرأة بأنها سيدة الوجود , توجد في الجسد , توجد في الفضاء , كما ورد
في قصيدته :
لـــــولاك
أحسك في كل عرق نــــــــــداء
يضج ويهتف إني هنــــــــــــــا
فأبحث عنك ِ وراء النـــجـــــوم
وبين الغيوم . . وفـــي المنحنـى
حبيبة : لولاك ِ ما الأمسيـــــــات
وما الحب ؟ ما الشوق ؟ بل ما أنا
رابعاً المرأة الصحراء:-
أن المرأة في جمود عاطفتها , وتحجر قلبها فهي كالصحراء , الجدباء التي لاتنبت ولا تثمر
وعندما تحب وتتجاوب مع العواطف , فهي كالصحراء التي نلمس فيها النجوم , وننتظر رؤى القمر عندها .
وذلك قصيدة الصحراء وأنت ِ
لأول وهلة .. لا يبدو بينك وبين الصحراء أي شبه..
لأول وهلة .. تفزعين من المقارنة وتحتجين بعنف ..
الصحراء مخيفة .. ملتهبة .. مليئة بالصخور والرمال .. تقولين ..
الصحراء قاسية القلب .. تمضغ القوافل التائهة ..
الصحراء عالم بلا خصب.. بلا ماء.. بلا روح..
ربما!
ولكن هل رأيتِ الصحراء؟
هل رأيتِ الصحراء ذات أمسية من أماسي الصيف..
حين تدنو النجوم من الأرض .. تقترب حتى يمكن أن نلامسها بالأصابع ..
تنهمر من السماء إنهماراً ويشتعل الأفق في مهرجان من الجمال..
لو رأيتِها لما غضبتِ حين أقول : أنتِ كالصحراء في أماسي الصيف..
صورة المرأة الغادرة :-
وذلك في قصيدته
غـــــدر
رأيتك أمــــــس وبين يـــــــديه
يداك ِ .. ورأسك في صــــــــدره
غـــداً ستواري خطاي الـــدروب
ويمضي الشريد إلى قفـــــــــــره
ويقول
ومــــــــاذا يفيد اعتـــــــذار الذئاب
لمـــــن تنشب النـــــــار في صدره
ويقول ُ أيضاً في قصيدة
لا تقولي
إن أغب عنك ِ تململت ِ من الوحدة
كالطير السجين .
فغداً هل تعلمين ؟
ربما تزهر في الدروب
رؤوس المعجبين
وغداً قد تسبحين
في غدير ٍ من هدايا
فتحبين سوايا

الأربعاء 9 رمضان 1431



صورة المرأة الأم :- وهذه الصورة إنا كان لها الأثر الكبير في نفس القصيبي نظراً لوفاة أمه والتي ماتت ولم يراها ولهذا يخاطب المرأة التي فقد عطفها وحنوها عليه في وقت ضيق الصدور , وزيادة الهموم .


فيقول في قصيدة أمــــــــاه
هذه القصيدة يا حــــبيبة في
حنيني .. لا رثــــــــــائـــــــك
فأنا أحسك رغـــم رحــــــلتك
البـــعيدة في فنــــــــــــــــائك
وأنا آراك ِ وراء دنـــــــــــــيا
المــــوت .. أمشي في ضيائك
ويقول
أشكو إليك ِ الدهــــر .. أمرح
في حنــــــــــانك ِ في عطائك ِ
ويقول
ورجعـــــــت أنضر من رضاك ِ
رجعــــــــــــت أروع من ولائك ِ
وبعد هذا ومما سبق نجد أن هذا النوع من الشعر الذي ينساق في أسلوب سلس ومبسط متضمن لغة من المدرسة الحديثة , وهذا الشعر الذي يروي من العاطفة , ما شاء .
وبعد ذلك مما تبين عن صورة المرأة عند القصيبي نبين ونوضح صور الحب وألوانه عند القصيبي .
أولاً :-مدح الحب
في قصيدة بين الصديق والعشـــــيق
والحب يا عزيزتي الحزينة
لا يعرف الخوف ولا الملامة
لا يعرف الكبر ولا الـــكرامة
الحب يا أسطورتـــي الثمينة
لا يعرف الراحــة والسكينـة
الــحب كالحيـــاة .. كالفناء
كالقيامة
يجيئنا من غير أن نســــأل
وفي قصيدة لاتسألي :-
يصف الحب بأنه وهم وسراب , ويضيع من يحسبه ماءاً , فيمشي دون الوصول لمراده
وأنه جحيم , لاتنطفئ ناره, حيث يقول
لاتسألي " ألم تزل تحبني "؟
فالحب يا صديقتي وهم ٌ كبير
نخــــلقـــه من العـــــــــــــدم
حتى إذا ضجت به الحيــــــاة
ثار علينا نحن .. خالقيــــــــه
مبـــــــــــــدداً أحلامــــــــــــنا
وملقياً بروحنا إلــــى الجحيم
ومن ثم يرجع بنا القصيبي للشكوى من الحب فيقول في قصيدته
إمام الأربعين
عرفت الحب ُ أفراحاً تغنــــــي
وذ ُ قت ُ الحـــب كأساً من أنين

ويقول في قصيدته أغنية أغنية قبل الرحيل بأن الحب وهم كبير بل خدع فيه حيث يقول
آه : كم كنت غريراً عندما
خلت أن الحب ميلاد جديد
عندما أعطيته مــن خافقي
دفقة أججها الشـــوق العنيد
عندما صورته لـــــي مرتعاً
فسنيني فيه نجوى وشرود
ونجد أنه وصف الحب بأن به مواقف حمقاء يدعو للجنون الغزلي .
وذلك في قصيدة لاتقولي
لا تقولي " أنا أهواك " ..
لما في الحب من زهر وخمر
لجنون القبلة الحمقاء
وهذا يعتبر اتهام خطير للحب , واضح في شعر القصيبي .
ومن ثم وجه العديد من النقد للقصيبي في نظرته للحب , والمرأة .
وفي سؤال وجه للدكتور غازي القصيبي .
كيف تصف النساء , وهل كيدهن عظيم ؟
يخطئ الكثيرون حين يعتقدون أن القرآن الكريم وصم النساء بوصمة الكيد العظيم، حقيقة الأمر أن القرآن الكريم في سورة يوسف نقل عن العزيز خطاباً لامرأته التي راودت يوسف عليه السلام عن نفسه ثم كذبت على زوجها "انه من كيدكن، إن كيدكن عظيم"... أما رأيي في المرأة فيلخصه ما ورد في الأثر((النساء شقائق الرجال)).
وذلك في مجلة عربيات / حوار مي إبراهيم كتبي
ومما وجه له من نقد أيضاً ماجاء في القراءة البقدية لديوان الشعر للقصيبي بقلم دكتور / مسعد زياد حيث يقول :-
القصيبي ورومانسية بلا حدود:-
الحب الرومانسي ، فهو ذلك الحب المملوء بالرغبة الجامحة ، والطافح بالشهوة المائرة للحب الحسي الذي يصف مفاتن المرأة وقصصها الغرامية ، ويجسدها رغبة لاهثة وراء الغريزة ، وهذا النوع من الحب الحسي والنرجسي يمثل السمة الغالبة في شعر القصيبي في كل دواوينه .

وسيطرة الحب الحسي على القصيبي أثر من آثار الحرمان الذي يعاني منه الشعراء في منطقة الخليج عامة بسبب الحواجز الاجتماعية والعادات المتوارثة والمفاهيم الأخلاقية التي ينبغي تجاوزها . وهو إلى جانب ذلك امتداد لتأثر هؤلاء الشعراء بالمدرسة النزارية التي جعلت العلاقة التي تحكم الرجل والمرأة علاقة قائمة على تحقيق الرغبات الجنسية والشهوات المليئة بالميل إلى التواصل واللقاء ، متخطية في ذلك كل المثل والأخلاق والنظرة الطيبة للمرأة باعتبارها مخلوقا إنسانيا لا بد أن يحظى بالرعاية الحب الصادق الدافئ ، والتقدير القائم على أسس من الخلق والعقيدة .


من هنا كان جل شعره يدور حول جسد المرأة ، في تجارب لا يبرز من خلالها صدق العواطف ، ولا الحب الشريف ، بل يطل من سياقاتها فحيح الرغبة المحمومة في إشباع نهمة الجنسي الذي يصور له جسد المرأة وفتنتها ليس غير ، بعيدا عن كل عاطفة إنسانية . يقول من ( الخفيف ) :

لم يزل في الكئوس يا لعنة الليل ـــ بقايا .. وفي الظلام سكارى (1)
فاخطري تصرخ الغرائز حمرا ــــ وارقصي تزفر الجوانح نارا
أي إثم على شفاهك قان ـــــــــ يتصبى الظنون والأفكارا ؟
وعلى الوجنتين .. أي خيال ــــ من جنون الصبا المعربد ثارا ؟
ولم تقف حسية القصيبي وحبه المحموم للمرأة عند بعض الأوصاف الظاهرة لجسد المرأة ، بل تجاوزها إلى البوح عما يشتعل في داخله من شهوة تحترق فتصور له المرأة جسد رخيصا مبتذلا ، لا يرتبط بعواطف الشاعر ومشاعره النبيلة بقدر ما يرتبط بنزواته ورغباته الجنسية الكبوتة ، يقول ( من الرمل ) :
لا تقولي " أنا أهواك ! " ..
لما في الحب من زهر وخمر
لجنون القبلة الحمقاء
لليل الذي ـ يجمعنا صدرا بصدر (2)
ولم يكن القصيبي في حبه صادقا بحال من الأحوال ، فالحب عنده نزوة شيطانية ، وما المرأة في تصوره سوى وعاء يفرغ في شحناته الجنسية ، يبحث عنها في كل مكان ، ويستبدلها بغيرها في أي وقت يشاء ، فهي لا تعدو في عرفه سوى للتسلية وإشباع للرغبة استمع إليه يقول من ( الوافر ) :
أحبا؟! كيف يرضى الشعر سجنا ؟ ـ أحبك؟!كيف يغريني الإسار
ولي شوق يجن إذا يثنى ــــــــ له قد .. وشجعه سوار

ومازالت عيون الغيد تغوى ـــــ وما زال الصبا كأسا تدار

وفي الدنيا نهود من رخام ــــــ يثور على تثاؤبها الإزار

ولي في كل عاصمة غرام ــــــ ولي في كل أمسية ديار (3)

ويقول في قصيدة أخرى مصرحا بحبه المتقلب ، وغرامه المتغير وهي من الوافر :

نعم!أحببت قبلك ألف مرة ــــ وذقت الحب نشوته ومره

الحب دنيا من خيال ــــــ ووهما كالجنون أهيم عبره

... ....
عرفت الغيد في غرب وشرق ـ بياضا صاخبا . ونقاء سمره

وعشت براءة الأطفال حينا ـ وعشت ضراوة الحيوان فتره (4)

لقد اتخذ من التعددية في العشق والغرام مذهبا يتغنى به ، وأصبحت المرأة في قاموسه نوعا من الطعام أو الشراب يسد به نهمه ، ويورى به ظمأه ، فقد تجاوز عدد النساء المعشوقات في دنياه الحصر ، وغدون أصنافا وأنواعا مختلفة ، كل صنف يرضى لونا من غروره ، أو يشبع رغبة من رغباته استمع إليه يقول من المتقارب :

وأخرى .. وأخرى يطول الطريق ــ ويعيا الفؤاد .. ويعيا العدد (5)

فمنهن من أشتهى للخيال ــــــــ ومنهن من أشتهى للجسد

ومنهن من طيفها كالسراب ــــــــ ومنهن من حبها كالأبد

ومن خلال رؤيته المتقلبة للحب والحبيبات ، أو قل العاشقات نجده في بساطة مزرية يقدم عذره إلى المرأة التي خانها وغدر بحبها وانتقل إلى أخرى يبادلها غراما بغرام ، وكأن الأمر لا يتجاوز في مفهومه حد الاعتذار يقول من الخفيف :

اعذريني فليس قلبي عندي ـــــــ إنه عند غادة شقراء

لم أخن حبا .. ولكن قلبي ـــ فر مني ... في لحظة هوجاء

اعذريني .. فالنار تشتاقها الأضلاع ـ إن كابدت صقيع الشتاء (6)

وأخيرا يعترف الشاعر بأن الطريق الذي يسلكه لا يفضي إلى الحب ، وإنما هو نزوة وإشباع رغبة ، وشهوة ، وخطيئة ، أما الحب فلفظ أجوف وأغنيات زائفة ، ليس له وجود في هذا العالم العربيد . يقول من مجزوء الكلام :

الحب ؟ أين الحب ؟ لفظ ـــــ أجوف فقد المعاني

لا تذكروه بربكم ـــــــ أخشى عليه من الهوان

العالم العربيد أودى ـــــــ بالعواطف والحنان

حتى أغاني الحب زائفة ــ الصدى ... حتى الأغاني (7)


وخلاصة القول حول تجربة القصيبي مع المرأة كما أوضحنا من خلال خطابه الشعري وكما رصدها علوي الهاشمي : إنها تور مزدوج لحقيقة المرأة ينقسم إلى : عاطفة محمومة جامحة تشبع نفسها بالخيال الموهوم ، لأن محورها الحنين والحرمان ، وإلى شوق غريزي إلى جسد المرأة نما في ظل ذلك الحرمان ، وفي غياب العاطفة الإنسانية الصحيحة والمشبعة إزاء المرأة (8) . والذي يتصفح دواوين الشاعر لا يعزه البحث عن تلك الحقيقة التي أشار إليها الهاشمي . فإن كل قصيدة من قصائده أوجلها ، والتي تتحدث عن ظاهرة الحب / المرأة يلمس منها القارئ ازدواجية نظرة القصيبي للمرأة فهي الحبيبة الطاهرة حينا وهي المرأة المتنمرة التي يجب اصطيادها والعبث بها في أغلب الأحيان ، وهذا هو ديدن الشعراء الرومانسيين الذين تربوا عالة على المدرسة النزارية .
وطبعاً شعر القصيبي يختلف في مراحله عن بعضه فبعضه متأثراً بمرحلة الشباب والتي يكون فيها الشاب منفتحاً على عالم ٍ جديد وبه تطلعات كثيرة ومن ثم يتميز القصيبي بأنه عاصر حضارات مختلفة وعاش في مجتمعات كثيرة ولكل ٍ منها عاداته وتقاليده .
ففي مرحلة الشباب كان يدرس في القاهرة , والقاهرة في ذلك الوقت كانت في مراحل سياسية مختلفة وبالطبع تأثر بها القصيبي , والحب عند القصيبي في تلك المرحلة حب شاب ٍ يتطلع إلى أن يكون محبوب , والحب عنده شئ غالي وأن المرأة مخلوق مختلف به تكون الحياة بل يكاد هو موهبها على حد قوله فيما ذكر سابقاً .
وأيضاً على اختلاف ما عاشه القصيبي أحياناً نجده يمدح في الحب , واحياناً نجده يتهمه بالوهم والوهن والضعف . وأنه ملزات وشهوات , وبالطبع مرحلة الشباب تكون متقلبة نوعاً ما حتى ينضج الفرد , وبعدها يحكم على الغير بصورة شديدة الوضوح .
وبعد أن عاش القصيبي في أوروبا كسفير , أو في دول الخليج , اختلف شعره تماماً عن ذي قبل فنج أنه تأثر بالحضارة الغربية ولكن ليس في العادات والتقاليد ولكن في نظام احترام المرأة والمرأة العاملة , والتي تكون في بعض الأحيان أفضل من الرجل في مجال العمل .
فنجد له قصائد قالها وهو سفير ونجد قصائد سردها من شعر بعض الدول , وعجب بشعر بعض الدول وقد شرح بعضها , وحلل بعضها , فنجد في رثاء باريس , حيث قال



رسالة من باريس
وأخيراً ..
هذه مدينة المدائن!
السين ..
والغروب والعشاق والأرض المرصوفة بالقوافي..
والرصيف المصنوع من الفلسفة و أغنية عن الرجل والمرأة ..
الحي اللاتيني وقصة " عصفور من الشرق "
والطلبة والطالبات ..
يفلسفون الحياة ويحيونها حتى الثمالة ..
برج إيفل ..
يثبت للتاريخ أن الأهرام لم تكن حمق الإنسان الأخير..
أسير في الشانزليزية ..

وفي ما ورد في جنيف , حيث قال :
على بحيرة جنيف
الفجر يعتنق البحيرة ..
ثم يفترش البحيرة ..
ثم يمتزجان .. فالفجر البحيرة ..
والخلايا في الخلايا..
كنتِ أنتِ الفجر..
إني أتيتكِ مرهق الأعصاب..
والأشعار .. محترقا..
بأشجاني وآهات البرايا..
وأتيتني أندى من الأنداء..
أحلم في صباك بما تطاير من صبايا..
يا أنتِ ! .. ليلتنا الزمان..
توهج التاريخ بالشوق القديم..
ومن تأثره بكتابات بعض أدباء الغرب شرح بعض الأقوال عن شكسبير


العالم بأسره مسرح..
وكل الرجال والنساء مجرد ممثلين ..
يدخلون المسرح ويخرجون منه في أوقات محددة ..
وكل رجل في زمانه يلعب عدة أدوار..
تمثل سبعة أعمار..
في البداية : الطفل يبكي ويتقيأ على ذراع مربيّته..
ثم طالب المدرسة كثير التذمر بحقيبة كتبه..
و وجهه الملتمع في الصباح ..
يزحف كالقوقعة إلى المدرسة ..
دون أي رغبة ..
ثم العاشق : يتنهد كالفرن بأغنية حزينة عن أهداب حبيبته..
ثم الجندي : يخطر ماشياً بالشتائم الغريبة ، مطلقاً لحية كلحية النمر..
تراه غيوراً على العرض ، سريعاً إلى العراك..
يطلب فقاعة الشهرة .. حتى في فم المدفع..
ثم القاضي : ببطنه الجميل ، المستدير ، المغطى بالقماش الفاخر ..
بعيونه القاسية ولحيته الرسمية .. يردد الأقوال الحكيمة ..
والمواقف الأخلاقية , هكذا يلعب دوره ..
أما العمر السادس فيرتدي سراويل ضيقة مرقطة..

نظرة عامة على شعر القصيبي
إن شعر القصيبي يتميز بأن النص جميل ، انسيابي ، يطغى التعبير العاطفي فيه على التصوير الفني ، وتكمن شعريته في بساطته ، وتنوّع عناصره ، والتكرار الفني فيه.
أيضاً القيم الجمالية : وتتمثل في تصوير المرأة ووصفها حيث وجود شخص بما وصف به المرأة سيكون سبباً فـي الاستقرار السياسي والأمان الاجتماعي ركني الرؤيا المذكورين سابقاً ، يقول في المرأة :
أشعلتِ عطرَكِ في المكانِ وفي فمي ونثرتِ جمرَكِ في الزمانِ وفي دمي
ولمستِني فرجعتُ طفـلاً صاخـــــباً فـوقَ المـجرّةِ عابثـــــــــــاً بالأنجمِ
أوّاهُ وجهُـكِ فاتـنٌ كــــــــــــــحكايـةٍ لم تكتمـلْ كقصــــــــــــيدةٍ لـم تُنظمِ
أجتازُ شـعرَكِ قاربـــــــــــاً فـي لجّةٍ سـوداءَ أبـــــهى من ضياءِ الموسمِ
أوّاهُ وجهـُكِ فاتـنٌ كــــــــــــــحكايـةٍ لم تكتمل كقصـــــيدةٍ لم تُنــــــــظمِ

ونودّ الإشارة هنا إلى أن المرأة المجسّدة في المجموعة امرأة غير واقعية ، ولعل السقوط المخيف الذي أشار إليه الشاعر في الرؤية لعناصر الواقع ، وأزمة الفرد يسوّغ له اللجوء إلى المبالغة في تجسيد البديل الموضوعي ، والاحتماء المباشر (بالمَثَل الجمالي) للأشياء كافة ، وهذا يؤكّدُ - من جهة أخرى - الموقف الفلسفي الذي ارتكز إليه التيار الرومانسي . وقد خدمَ التنوّع في اللغةُ ، والجدة في الصورة الفنية هذا الجانب مما جعلَ الجميلَ أكثر جمالاً . والجميل في الفن هو الجميل في الطبيعة مضافاً إليه عناصر الذات المبدعة . وصياغتُه إحدى مهام الفن الكبير . ونشير هنا إلى أن المرأة في المجموعة شكّلت أحد أهم الهواجس لدى الشاعر ، فهناك حنين جارف إليها ، وهي الملاذ، والمأوى ، وأساس التوازن للفرد :
إني أتيتـُكِ هاربـاً من أزمــتي من كلِّ ما في عالمي المتــجَهّمِ
أشكو إليكِ البعضَ كم قاسمتُهم عِنَبي وكم ضنّوا عليَّ بحُصرمِ
وبكيتُ في أحزانِهم واستقبلوا حُزني ببِشْرِ الشّامتِ المتــهكّمِ




دراسات جامعية عليا ، تناولت نتاج الشاعر د. غازي القصيبي ـ رحمه الله ـ
-------------------------------------------------------------------------


حسب مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ،
وربما هناك دراسات أخرى في نتاجه الغزير ، لكن لم أعثر إلا على هذه الثلاث :

1 ـ شعر غازي القصيبي : دراسة فنية /محمد سالم سعيد الجهني - : ماجستير

2 ـ الحزن في شعر غازي عبدالرحمن القصيبي : دراسة تحليلية نقدية/هدى صالح الفايز - : ماجستير

3 ـ صوره المرأة في شعر غازي القصيبي : دراسة تحليلية /احمد سليمان صالح اللهيب - : ماجستير



نماذج شعرية قصيبية
--------------------



حديقة الغروب

---------------
آخر ما نزف القصيبي .. ( رحمه الله )



خمسٌ وستُونَ.. في أجفـان إعصـارِ=أما سئمتَ ارتحـالاً أيّهـا السـاري؟
أما مللتَ من الأسفـارِ.. مـا هـدأت=إلا وألقتـك فـي وعثـاءِ أسـفـار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَـا برحـوا=يحاورونـكَ بالكبـريـتِ والـنـارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِي=َتْسـوى ثُمالـةِ أيــامٍ.. وتـذكـارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا=قلبي العناءَ!... ولكن تلـك أقـداري
أيا رفيقةَ دربي!.. لـو لـديّ سـوى عمري.. =لقلتُ: فدى عينيكِ أعمـاري
أحببتنـي.. وشبابـي فـي فتـوّتـهِ=وما تغيّـرتِ.. والأوجـاعُ سُمّـاري
منحتني من كنـوز الحُـبّ. أَنفَسهـا=وكنتُ لولا نـداكِ الجائـعَ العـاري
مـاذا أقـولُ؟ وددتُ البحـرَ قافيتـي=والغيم محبرتي.. والأفـقَ أشعـاري
إنْ ساءلوكِ فقولـي: كـان يعشقنـي=بكلِّ ما فيهِ مـن عُنـفٍ.. وإصـرار
وكان يـأوي إلـى قلبـي.. ويسكنـه=وكان يحمـل فـي أضلاعـهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بَطَـلاً=لكنـه لـم يقبّـل جبـهـةَ الـعـارِ
وأنتِ!.. يا بنت فجـرٍ فـي تنفّسـه=ما في الأنوثة.. من سحـرٍ وأسـرارِ
ماذا تريديـن منـي؟! إنَّنـي شَبَـحٌ=يهيـمُ مـا بيـن أغـلالٍ. وأسـوارِ
هذي حديقة عمري في الغروب.. = كمارأيتِ... مرعى خريفٍ جائعٍ ضـارِ
الطيرُ هَاجَرَ.. والأغصـانُ شاحبـةٌ=والـوردُ أطـرقَ يبكـي عهـد آذارِ
لا تتبعيني! دعيني!.. واقرئي كتبـي=فبيـن أوراقِهـا تلقـاكِ أخـبـاري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بطـلاً=وكـان يمـزجُ أطـواراً بـأطـوارِ
ويا بلاداً نـذرت العمـر.. زَهرتَـه=لعزّها!... دُمتِ!... إني حان إبحاري
تركتُ بيـن رمـال البيـد أغنيتـي=وعند شاطئكِ المسحـورِ. أسمـاري
إن ساءلوكِ فقولي: لـم أبـعْ قلمـي=ولم أدنّس بسـوق الزيـف أفكـاري
وإن مضيتُ.. فقولي: لم يكـن بَطَـلاً=وكان طفلي.. ومحبوبي.. وقيثـاري
يا عالم الغيبِ! ذنبـي أنـتَ تعرفُـه=وأنـت تعلـمُ إعلانـي.. وإسـراري
وأنـتَ أدرى بإيمـانٍ مننـتَ بــه=علـي.. مـا خدشتـه كـل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لـي=أيرتُجَـى العفـو إلاّ عنـد غـفَّـارِ؟



حين تغيبين
----------

يبعثرني الشوق حين تغيبين
فوق الجبال و تحت البحار
و يرسلني في هبوب الرياح
و في عاصفات الغبار
و يزرعني في السحاب الثقال
وراء المدار
و أوّاه لو تبصرين العذاب المكبل
في نظراتي
و في كلماتي
و أوّاه لو تلمحين الخناجر
ترضع من ضحكاتي
و أعجب كيف أخوض الجموع
بدونك
و أرقص فوق الحراب
بدونك
أمثل في مسرح الزيف ألف رواية
و أهذي بألف حكاية
و أرجع عند انسدال المساء
فأحلم أني رميت شقائي
بليل عيونك
و نمت.. و نام الشقاء
إذا غبت لا شيء.. لا شيء.. لا شيء
هذي الحياة
بكل شذاها و ألحانها
بكل صباها و ألوانها
و أقزامها.. و الكبار الطغاه
و ما دبجته أكف المنى
و ما سطرته دموع الضنى
كأن الحياة إذا غبتِ عكس الحياة
----------------------
لندن : 1978م / 1398هـ



وكالحلم جئت
-------------

وكالحلم جئت .. و كالحلم غبت..
وأصبحت أنفض منك اليدا
فما كان أغربه .. ملتقى..
و ما كان أقصره .. موعدا..
رأيتك .. والجمع ما بيننا..
فلم أر غيرك .. عبر المدى..
شفاه كما يتحدى الربيع..
وجفن كما تتعرى المُدى..
فيا لك من وردة أُرهِقت..
بحوْم الفراش .. وسَقط الندى
و يا لي من شاعر عاشق..
ينادي الهوى .. فيخوض الردى..
ويتلو عليك .. عيون القصيد..
ويرقب عينيك .. يرجو الصدى..
كطفل يداهن أستاذه..
ليهمس "أحسنت" .. "ما أجودا"
ويطرق أستاذه واجما..
ولا يذكر الطفل ما أنشدا..
ولا تنظرين .. ولا تنطقين..
وأرجع مستسلما .. مجهدا
اذن جُنّ من قبلي الشعراء..
وما كنت في الصبوة الأوحدا..
ولم يبق من طائر ما شدا..
ولا وتر لك ما غردا..
اذن أنا أقبلت أهدي التمور..
لهجْر .. وأرقب منها الجَدا
أيا ابنة كل اخضرار المروج..
أنا ابن الجفاف .. وما استولدا..
ويا ابنة كل مياه الغمام..
أنا طفل كل قرون الصدى ..
ويا كل أفراح كل الطيور ..
أنا كل أحزان من قُيّدا..
دموع الجموع .. على ناظري..
وذل اليتامى .. وخوف العدا..
عرفت عصارة كل الهموم..
رضيعا .. وعانيتها أمردا..
وجربتها .. وحسام السنين..
مشيت على مفرقي عربدا..
فمالك .. يا دمية المترفين؟
تثيرين هذا الأسى الأربدا ؟
ومالك يا نشوة القادرين؟
تهزين في يأسه المُقعدا..
سلام عليك.. على العاشقين..
يضمهم الليل في المنتدى..
على كل من ذاق .. أو لم يذق..
على كل من راح .. أو من غدا..
سلام عليك .. على كل لحظة..
من العمر .. أعطيتِها المقودا..
فطارت إلى شرفات الجنون..
إلى حيث يعثُر حتى الهُدى..
وأغرتْ بيَ المستحيل .. اللذيذ ..
فأسلمني الأفق الموصدا..
فيا حرقة الصقر .. شَام السُها..
فخّر صريعا .. وما استُشهدا..
غدا تنقش الريح من ريش..
"تعيشُ الصقور .. و تفنى سُدى"


يا صحراء
----------


وطــفـت الــكـون لــم iiأعـثـر
عــلـى أجـــدب مــن iiأرضــك
عــلـى أطــهـر مـــن iiحـبـك
أو أعــنــف مــــن iiبـغـضـك
عـــدت إلــيـك يــا iiصـحـراء
عــلــى وجــهـي رذاذ الـبـحـر
وفـــي روحــي ســراب iiبـكـاء
وطــيـف سـابـح فــي iiالـسـحر
وومــــض ضـفـيـرة iiشــقـراء
وفـــي شـفـتـي بـيـتـا شـعـر
وأغــنـيـة بــــلا iiأصــــداء
رجــعــت إلــيــك iiمـهـمـوما
لأنــي لــم أجــد فــي iiالـنـاس
مـــــن يــؤمــن iiبــالـنـاس
رجــعــت إلــيــك iiمـحـرومـا
لأن الـــكـــون أضــــــلاع
بـــــــــلا iiقــــلــــب
لأن الــــحـــب iiألـــفـــاظ
مــــجـــردة ن iiالـــحـــب
رجــعــت إلــيــك مـهـزومـا
لأنــي خـضـت مـعـركة iiالـحـياة
بـــســيــف iiإحــســاســي
وعــدت إلـيـك .. ألـقيت iiبـمرساتي
عــــلــــى iiالــــرمـــل
غــسـلـت الــوجــه iiبـالـطـل
كــأنــك عــدهــا iiنـاديـتـنـي
وهــمـسـت فــــي iiأذنــــي
" رجــعـت إلــي يــا iiطـفـلي؟"
أجــــــــل أمـــــــاه ii..
عــــــــدت iiإلــــيــــك
طـــفــلا دائــــم iiالــحــزن
تــغــرب فــــي بــــلاد iiالله
لـــم يـعـثـر عــلـى iiوكـــره
وعـد الـيوم يـبحث فـيك عـن iiعمره
وعـــدت إلــيـك يــا صـحـراء
ألــقــي جــعـبـة الـتـسـيـار
أغـازل لـيلك الـمنسوج مـن iiأسـرار
و أنــشـق فـــي صــبـا نـجـد
طيوب عرار و أحيا فيك للأشعار و الأقمار




فاض حباً ووفاءً للوطن
-----------------------




برقية عاجلة إلى بلقيس
-----------------------

ألومُ صنعاءَ ... يا بلقيسُ ... أمْ عَدنا ؟! أم أمـةً ضيعت في أمـسهـا يَزَنا ؟!
ألومُ صنعاء ... ( لوصنعاءُ تسمعـني ! وساكني عدنٍ ... ( لو أرهـفت أُذُنا )
وأمـةً عـجـبــاً ... مـيــلادها يــمـنٌ كم قـطعتْ يمـناً ... كم مزقـتْ يمنا
ألومُ نفسـيَ ... يا بلقيسُ ... كنت فتى بفــتـنـة الـوحـدة الحسناء ... مفتتنا
بـنـيـت صـرحـاً مـن الأوهام أسكنه فـكان قبراً نـتاج الوهم ، لا سكنا
وصـغـتُ مـن وَهَـج الأحلام لي مدناً والـيـوم لا وهجـاً أرجـو ... ولا مُدُنـا
ألومُ نـفـسيَ ... يا بلقيسُ ... أحسبني كنتُ الذي باغت الحسناء ... كنتُ أنا !
بلقيسُ ! ... يقـتتل الأقيالُ فانتدبي إليهم الهـدهد الوفَّى بـما أئـتُـمِـنا
قـولي لهـم : (( أنـتمُ في ناظريّ قذىً وأنـتمُ معرضٌ في أضلعي ... وضنا ! ))
قولي لهـم : (( يا رجالاً ضيعوا وطـناً أما من امرأةٍ تسـتنقذ الوطـنا؟! ))





قل لها
------

قل لها .. إنه تأمَّل في دنياه
حـيـناً فـعاد يحضنُ دمعه
راعـه أنَّ عــمـره يـتلاشى
مثل ما تُخمد الأعاصير شمعةْ
وصباه يضيع منه .. كما ضاع
نداء.. تطوي المتاهات رجعه
قل لها .. إنّه يفيق على جرح
وتغـفـو سنينه فـوق لوعهْ
سكب الدهر من أساه رحيقا
فـتحساه جُـرعة إِثْـر جُرعهْ
قل لها .. إنه يهيم .. وأخشى
أن تواريه رحلة دون رجعهْ



قصيدته في ابنته يارا
----------------------


العمر أنت .. ورياه .. ورونقه
وأنت أطهر ما فيه وأصدقه ..!!
يارا؟ أم الحلم في روحي يهدهدها؟
يارا؟ أم اللحن في قلبي يموسقه؟
أمن عيونك هذا الفجر مشرقه؟
أفديه فجرا يظل الفجر يعشقه
أطفلة الأمس هذي؟؟! أين دميتها؟
وأين مهد أبات الليل أرمقه؟
أين الحصان الذي كانت تلقبه
(( بابا )) .. تكبله حينا وتعتقه؟
وأين كومة أشيائي ... تبعثرها؟
وأين دفتر أشعاري ..تمزقه؟
وأين في الرمل بيت كنت أصنعه
لها.. فتسكن فيه .. ثم تسحقه؟
تصغي أليها قبيل النوم في زمن
تتلو على أمها سحرا وتسرقه؟
تسع وعشر – رعاك الله ! – كيف جرى
بنا الزمان يكاد البرق يلحقه؟
أطفلة الأمس هذي؟! أين لثغتها
تصير الحرف عيدا حين تنطقه؟
وأين قفزتها إن عدت من سفر
تهوي على عنقي عقدا يطوقه؟
يا وردة القلب ، حيتك الورود .. وما
للورد نفح عبير منك أنشقه
تمازج الورد في دمعي .. فيالأب
يلقاك بالدمع .. والأفراح تخنقه ..!!






أغنية في ليل استوائي
---------------------


فقولي إنه القمر!
أو البحر الذي ما انفك بالأمواج..
والرغبات يستعر
أو الرمل الذي تلمع
في حباته الدرر
لجوز الهند رائحة
كما لا يعرف الثمر
... فقولي إنه الشجر!
وفي الغابة موسيقى
طبول تنتشي ألما
وعرس ملؤه الكدر
.. فقولي إنه الوتر
أيا لؤلؤتي السمراء!
يا أجمل ما أفضى له سفر
خطرت .. فماجت الأنداء.. والأهواء..
والأشذاء.. والصور
وجئت أنا
وفي أهدابي الضجر
وفي أظفاري الضجر
وفي روحي بركان
ولكن ليس ينفجر
فيا لؤلؤتي السمراء!
ما أعجب ما يأتي به القدر
أنا الأشياء تحتضر
وأنت المولد النضر
.. فقولي إنه القمر
أأعتذر
عن القلب الذي مات
وحل محله حجر؟
عن الطهر الذي غاض
فلم يلمح له أثر؟
وقولي: كيف أعتذر؟
وهل تدرين ما الكلمات؟..
زيف كاذب أشر
به تتحجب الشهوات..
أو يستعبد البشر
... فقولي إنه القمر!.
أتيتك ...
صحبتي الأوهام .. والأسقام ..
والآلام .. والخور
ورائي من سنين العمر ..
ما ناء به العمر ..
قرون .. كل ثانية
بها التاريخ يختصر
وقدامي
صحارى الموت .. تنتظر
فيا لؤلؤتي السمراء! كيف يطيب
لي السمر؟
وكيف أقول أشعارا
عليها يرقص السحر؟
قصيدي خيره الصمت
... فقولي إنه القمر!
أنا؟!
لا تسألي عني
بلادي حيث لا مطر
شراعي الموعد الخطر
وبحري الجمر والشرر
وأيامي معاناة
على الخلجان.، . والإنسان .. والأوزان ..
تنتشر
وحسبك .. هذه الأنغام .. والأنسام
والأحلام..
لا تبقي ولا تذر
.. فقولي إنه القمر
غدا؟ لا تذكريه!...
غدا
تنادي زورقي الجزر
ويذوي مهرجان الليل
لا طيب ولا زهر
... فقولي إنه القمر!





كتبها وهو على فراش المرض
------------------------------

أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الآلام مهما طغت
بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بُعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضنّي
بصدره المشئوم همي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجي سيدي
أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهاً ، ها أنا
أعود إذ لم يبق إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي
فأغفر أيا رب لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال النخيل
أرتل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي
يؤزني في الليل صوت الخليل
هديل بنتي مثل نور الضحى
أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا
أقول إلا سامحيني .. هديل


و غدا..!
----------

الدجى شوق و عطر و وتر
و دنا منا القمر
و امتطينا الحلم مهرا
و انطلقنا في متاهات القدر
لا تقولي الآن شيئا
طالما ضقت بحمل الكلمات
كاذبات.. خائنات.. خادعات
و لنعش أعنف أسرار الحياة
لحظة ما شابهتها اللحظات
* * *
و غدا...
نرجع من عبقر لا شيء لدينا
غير ومض باهت في مقلتينا
و بقايا رعشة في شفتينا
و غدا نرسف ما بين الجموع
بقيود الندم الفظ.. و نقتات الدموع
فكأنا ما التقينا
* * *
و غدا...
نرجع للعرس الحزين
في ضفاف الميتين
الألى لم يدفنوا.. يسعون في الأرض
الحيارى الضائعين
و غدا نذكر جوع الفقراء
و عذاب البؤساء
و غدا تلمسنا الحمى فننهار
كباقي الأشقياء







سلمت يد .. لا تقبل التقبيلا للشاعر غازي القصيبي
-------------------------------------------------


هذه القصيدة مهداه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز

وذلك بعد القرار التاريخي بمنع تقبيل يد الملك او اي احد من افراد الاسرة المالكه :


سلمت يد .. لا تقبل التقبيلا
وسلمت للشعب النبيل .. نبيلا
جسدت في شخص الكرامة موطن
تأبى العقيدة أن تكون ذليلا
علمتنا أن الرجولة موقف
يقف الزمان أمامه مذهولا
وملكت ناصية الجموع .. مروؤة
بالحب تفتح اضلعاً .. وعقولا
يا فارس الاخلاق .. رب سيجة
حسناء .. تهزم صارماً مصقولا
تاج التواضع زان جبهتك التي
تخذت سجودك تاجها المجدولا


فيم العناء؟
-------------


مايو
جميع المطارات عندي سواء
جميع الفنادق عندي سواء
وكل ارتحال قبيل الشروق
و بعد المساء
سواء
و كل الوجوه
تطاردني عند كل وداع
تلاحقني عند كل لقاء
سواء
ففيم العناء؟
* * *
أفيق مع الفجر
أشرب شاي الصباح
أسير إلى عنابة الأمس و اليوم
حيث تسيل الدماء
أصافح نفس الأيادي المليئه
بالعطر و المكر.. ألمح نفس الرياء
و نفس الخداع
و نفس الغباء
ففيم العناء؟
ففيم العناء؟
* * *
و ألهو بنفس القرارات
أهذي بنفس الخطابات
أسمع نفس الغناء
أطوف بنفس الجموع
و أبصر نفس الدموع
و أضحك حين يشاء القضاء
و أحزن حين يشاء القضاء
ففيم العناء؟
ففيم العناء؟
* * *
و لا يعرف الفقر أني
سكبت دموعي عليه
و لا يعرف الحب أني
ارتميت.. لثمت يديه
و لا يعرف الظلم أني
تململت في قبضتيه
و لا يعرف الناس أني
غضبت و قد عذب الأبرياء
و حاربت حين طغى الأدعياء
ففيم العناء؟
ففيم العناء؟
* * *
و حين أغيب
وراء المغيب..
يقولون: كان عنيدا
و كان يقول: القصيدا
و كان يحاول شيئا جديدا
و راح و خلف هذا الوجودا
كما كان قبل غبيا بليدا
ففيم العناء؟
ففيم العناء؟



قدر الشموع”
------------




يناديني صباكِ إلى الربيعِ = ويمنعني الخريفُ من الرجوعِ
وتيبح بي عيونُك في الأماني =وتغرقني عُيونيَ في دموعي
فيا أفياءُ! يا مائي وزادي = ويا أفياءُ! يا ظمأي وجوعي
أيعذرني جمالك إنْ رآني =وأظفار الكهولة في ضلوعي؟
أيغفر لي دلالك ما ألاقي =من الطعناتِ في القلب الوجيع؟
وفيم أتيتِ؟ ما تبغين عندي؟=وهل عندي سوى حلمٍ صريعٍ؟
وهل عندي سوى عمرٍ تعاني =بقاياهُ.. بمِقصلة الصقيع؟
وماذا تصنعين بموتِ شمسٍ =هوتْ في الغرب.. يا وَهَج الطلوعِ؟
فيا أفياءُ! حين أغيب قولي: =مَضى في موكب الليل الوديعِ
وكان كشمعةٍ.. أعطت= وأعطت إلى أن ضمّه قدر الشموعِ






قصيدة الى الملك فهد
--------------------



بيني وبينك ألف واش ينعبُ=فعلامَ أسهب في الغناء وأطنبُ
صوتي يضيع ولا تحسّ برجعه=ولقد عهدتك حين أنشد تطربُ
واراك مابين الجموع فلا أرى=تلك البشاشة في الملامح تعشبُ
وتمر عينك بي وتهرع مثلما=عبر الغريب مروعاً يتوثبُ
بيني وبينك ألف واش يكذبُ=وتظل تسمعه ولست تكذّبُ
خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن=من قبل بالزيف المعطر تعجبُ
سبحان من جعل القلوب خزائنا=لمشاعر لما تزل تتقلبُ
قل للوشاة أتيت أرفع رايتي الـ=بيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا
هذي المعارك لست أحسنُ خوضها=من ذا يحارب والغريم الثعلبُ
ومن المناضل والسلاح دسيسة=ومن المكافح والعدو العقربُ
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها=قد يغلِب المقدام ساعة يغلَبُ
في الفجر تحتضن القفار رواحلي=الحر حين يرى الملالة يهربُ
والقفر أكرم لا يغيض عطاؤه=حينا ويصغي للوشاة فينضبُ
والقفر اصدق من خليلٍ وده=متغير متلون متذبذبُ
سأصبُّ في سمع الرياح قصائدي=لا أرتجي غنماً ولا أتكسبُ
وأصوغ في شفة السراب ملاحمي=إن السراب مع الكرامة يشربُ
أزِف الفراق فهل أودع صامتاً=أم أنت مصغ للعتاب فأعتبُ
هيهات ما أحيا العتاب مودة=تُغتال أو صد الصدود تقرُّبُ
ياسيدي في القلب جرح مثقل=بالحب يلمسه الحنين فيكسبُ
ياسيدي والظلم غير محبّب=أما وقد أرضاك فهو محببُ
ستقال فيك قصائد مأجورة=فالمادحون الجائعون تأهبوا
دعوى الوداد تجول فوق شفاههم=أما القلوب فجال فيها أشعبُ
لا يستوي قلم يباع ويشترى=ويراعةٍ بدم المحاجر تكتبُ
أنا شاعر الدنيا تبطّن ظهرها=شعري يشرق عبرها ويغربُ
أنا شاعر الأفلاك كل كليمة=مني على شفق الخلود تلهبُ



لك الحمد
----------


لك الحمد… والأحلام ضاحكةُ الثغرِ = لك الحمد… والأيامُ داميةُ الظفرِ
لك الحمد… والأفراح ترقصُ في دمي= لك الحمد… والأتراح تعصف في صدري
لك الحمد… لا أوفيك حمداً.. وإن طغى =زماني… وإن لَجّت لياليهِ في الغدرِ
قصدتك، يا ربّاه، والأفقُ أغبرٌ =وفوقيَ من بلوايَ قاصمة الظهرِ
قصدتك، يا ربّاه، والعمرُ روضةٌ = مُروَّعة الأطيار، واجمة الزهرِ
أجرُّ من الآلام ما لا يطيقه =سوى مؤمنٍ يعلو بأجنحة الصبرِ
وأكتم في الأضلاع ما لو نشرته =تعجّبتِ الأوجاع مني.. ومن سرّي
ويشمت بي حتّى على الموت طغمةٌ =غدت في زمان المكر أسطورة المكرِ
ويرتجزُ الأعداءُ هذا برمحه =وهذا بسيفٍ حدّهُ ناقعُ الحبرِ
لحا الله قوماً صوّروا شرعة الهدى =أذاناً ببغضاء.. وحجّاً إلى الشرِّ
يعادون ربّ العالمين بفعلهم =وأقوالهم ترمي المُصلّينَ بالكفرِ
يهدّدني دجّالهم من جحوره =ولم يدر أن الفأر يزأر كالفأرِ
جبان يحضّ الغافلين على الردى = ويجري إلى أقصى الكهوف من الذعر
وما خفت والآساد تزأر في الشرى = فكيف بخوفي من رويبضة الجحر؟
ولم أخشَ، يا ربّاه، موتاً يحيط بي =ولكنني أخشى حسابك في الحشرِ
وما حدثتني بالفرار عزيمتي =وكم حدثتني بالفرار من الوِزرِ
إليك، عظيم العفو، أشكو مواجعي =بدمع على مرأى الخلائق لا يجري
ترحّل إخواني.. فأصبحت بعدهم =غريباً.. يتيم الروح والقلب والفكرِ
لك الحمد… والأحباب في كل سامرٍ = لك الحمد… والأحباب في وحشةِ القبرِ
وأشكرُ إذ تعطي، بما أنت أهله =وتأخذ ما تعطي، فأرتاحُ للشكرِ




الفينيق غازي القصيبي وقصيدة بعد سنة

بالصوت والصورة






غازي القصيبي في عمون الفينيق
----------------------------------------


1.سلمى

تحميـــــــــــــــــــــل
.............
2.باي باي لندن .. ومقالات أخرى

تحميـــــــــــــــل
.................
3.مائة ورقة ورد

تحميـــــــــــــــل
..................
4.في خيمة شاعر1

تحميـــــــــــــــــــل
.................
5.في خيمة شاعر 2

تحميــــــــــــــل
.................
6.ديوان حديقة الغروب

تحميـــــــــــــــــــل
.................
7.حكاية حب

تحميـــــــــــــــــــل
..............
8.حتى لاتكون فتنة

تحميـــــــــــــــــــل
...................
9.ثورة في السنة النبوية


تحميـــــــــــــــــــل


10.رواية العصفورية


تحميـــــــــــــــــــل

---------------
11.العودة سائحاً إلى كاليفورنيا

تحميـــــــــــــــــــل

------------------
12.رواية شقة الحرية

تحميـــــــــــــــــــل

---------------------
13.رواية الجنية


تحميـــــــــــــــــــل
---------------
14.يومان - شعر

تحميــــــــــــــــــــــــل







رحيل غازي القصيبي .. الوزير والشاعر والأديب

سالم الشريف – الرياض / تصوير - حسن ابراهيم

نعتت وزارة العمل يوم أمس فقيد الوطن الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي وزير العمل والذي انتقل إلى رحمة الله بعد معاناة طويلة مع المرض، وعن عمر يناهز (70) عاما .
وكان القصيبي قد أجرى العديد من العمليات الجراحية بأحد مستشفيات ولاية مانهاتن بالولايات المتحدة الأمريكية ، لينتقل بعدها إلى مملكة البحرين لقضاء بعض من أوقات النقاهة ، ثم عاد إلى المملكة ليستقر في منزله بالرياض عدة أيام ، ولكن حالته الصحية استدعت نقله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض منذ شهر تقريبا ،حتى انتقل إلى مثواه أمس، وصلي عليه بعد صلاة العصر بجامع الإمام تركي بن عبدالله ، ليوارى بعدها الثرى بمقبرة العود ، وشيعت جنازته جموع غفيرة من المسؤولين والوزراء والمواطنين . ويعد الراحل غازي القصيبي من مواليد الهفوف في 2 مارس 1940،
وكان يشغل منصب وزير العمل منذ عام 2005 حتى وفاته. وتولى قبلها ثلاث وزارات هي (الصناعة - الصحة - المياه) كما شغل العديد من المناصب الأخرى. قضى القصيبي في الأحساء سنوات عمره الأولى. لينتقل بعدها إلى المنامة بالبحرين ليدرس فيها مراحل التعليم.
نال درجة البكالوريوس في الحقوق من جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا. أما الدكتوراه ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالته فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير "حياةٌ في الإدارة".
والراحل شاعر تقليدي، وله منشورات في فن الرواية والقصة، مثل "شقة الحرية" و"دنسكو" و"أبو شلاخ البرمائي" و"العصفورية" و"سبعة" و"سعادة السفير" و"الجنيّة".
أما في الشعر فلديه دواوين "معركة بلا راية" و"أشعار من جزائر اللؤلؤ" و"للشهداء" و"حديقة الغروب". وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات "في عين العاصفة" التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها .
ويعد كتاب "حياة في الإدارة" أشهر ما نشر له، وتناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في لندن. وقد وصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من ستين مؤلفاً.
وقد مُنح وسام الملك عبد العزيز وعدد من الأوسمة الرفيعة من دول عربية وعالمية. ولديه اهتمامات اجتماعية مثل عضويته في جمعية الأطفال المعوقين وهو عضو فعال في مجالس وهيئات حكومية وخاصة متعددة .


في رحيل الكاتب والشاعر السعودي غازي القصيبي
--------------------------------------------------
إعداد:ك .عبد الدايم ـ

توفي الكاتب والشاعر والوزير السعودي غازي القصيبي عن عمر ناهز الـ 70عاما… رحل الوزير والشاعر وفارس الكلمة في صمت، وسكت القصيبي أخيرا عن الكلام المباح بعد حياة حافلة ملأها صخبا وضجيجا بقصائده التي تجاوزت أحيانا حدود المباح والمسموح وأحدثت جدلا كبيرا، خصوصا قصائدة السياسية والتي أغضبت إحداها الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز.(إقرأها في نهاية هذه الكلمة ).
رحل الوزير والشاعر والديبلوماسي السابق منصبا، وقبل كل ذلك وبعده، سفير الكلمة التي كانت منصبه الحقيقي وعرشه على قلوب الناس، بعد معاناة مع المرض استمرت خلال الأشهر الستة الماضية إثر إصابته بجلطة في المخ عولج منها لفترة في الولايات المتحدة.
وبعد تعافيه من آثار الجلطة، توجه القصيبي الى البحرين قبل نحو شهر لقضاء فترة نقاهة، وعاد الى الرياض أخيرا حيث أدخل الى مستشفى الملك فيصل التخصصي بعد تراجع حاله الصحية، ووافته المنية في المستشفى

يشار إلى أن الوزير والشاعر غازي القصيبي من مواليد مدينة الهفوف في المنطقة الشرقية في 2 مارس 1940 وهو وزيرا للعمل منذ 2005، وتولى قبلها ثلاث وزارات، هي الصناعة – الصحة – المياه، كما تولى عددا من المناصب الأخرى.
اشتهر القصيبي وعرف على نطاق العالم العربي، بسبب أدبه وقصائده قبل توليه أي مناصب رسمية، فهو أولا وأخيرا أديب وقاص وشاعر وله منشورات عدة، ويعد كتابه «حياة في الإدارة» أشهر ما نشر له، وتناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيراً في لندن، ووصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من 60.
قضى القصيبي في الأحساء سنوات عمره الأولى. انتقل بعدها إلى المنامة، ليدرس فيها مراحل التعليم. نال ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا. أما الدكتوراه ففي العلاقات الدولية من جامعة لندن والتي كانت رسالتها فيها حول اليمن كما أوضح ذلك في كتابه الشهير «حياةٌ في الإدارة».
ومن أبرز أعماله الروائية «شقة الحرية» و«دنسكو» و«أبو شلاخ البرمائي» و«العصفورية» و«سبعة» و«سعادة السفير» و«الجنيّة».
أما في الشعر فلديه دواوين «معركة بلا راية» و«أشعار من جزائر اللؤلؤ» و«للشهداء» و«حديقة الغروب».
وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات «في عين العاصفة» التي نُشرَت إبان حرب الخليج الثانية كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها منها «التنمية، الأسئلة الكبرى» و«عن هذا وذاك» و«باي باي لندن ومقالات أخرى» و«الأسطورة ديانا» و«أقوالي الغير مأثورة» و«ثورة في السنة النبوية» و«حتى لا تكون فتنة».
مُنح وسام الملك عبد العزيز وعدداً من الأوسمة رفيعة المستوى من دول عربية وعالمية. ولديه اهتمامات اجتماعية مثل عضويته في جمعية الأطفال المعوقين السعودية وهو عضو فعال في مجالس وهيئات حكومية كثيرة.
ومن المفارقات المثيرة، أن القصيبي الذي عانى قبل وفاته من جلطة في المخ ستدور روايته الأخيرة عن مرض الزهايمر، وفق مانشرت صحيفة «الجزيرة» امس. وكتبت إنه بعد أيام قليلة ستصدر النسخة الأولى من قصة «الزهايمر» للقصيبي، وهو ثالث عمل يصدر له هذا العام.
ونقلت عن عيسى أحوش صاحب «دار بيسان» اللبنانية، انّ القصيبي كتب وصحّح مسودة الأقصوصة- كما وسمها- بقلمه وراجعها في شكل نهائي، وهي الآن في الطريق للقارئ.
يذكر ان وزارة الإعلام السعودية وجهت اخيرا بفسح جميع كتب القصيبي، بعد ما بادر عبد العزيز خوجة، وزير الإعلام، بإصدار قرار يقضي برفع الحظر المفروض على مؤلفات القصيبي المثيرة للجدل، والتي واجه بسببها نقداً واسعاً، من أبرزها رواية «شقة الحرية».


أضعف الإيمان - غازي ذو المكانتين




الإثنين, 16 أغسطس 2010

داود الشريان

جمع غازي القصيبي بين موقعه الرسمي، ومكانته الشعبية، على نحو يعد سابقة في الحكم والإدارة. وهو مارس توفيقاً وتناقضاً بين المكانتين بطريقة لم يحققها أحد من قبل. لم يفقد أياً من الموقعين، أو يضحي به على حساب الآخر. كأنه بالتناقض قرّب الشاعر الى الوزير، وحمى الشاعر من السفير. انحاز غازي للشاعر في داخله ضد الوزير في عهد الملك فهد، وكتب قصيدة شهيرة مطلعها «بيني وبينك ألف واش ينعب/ فعلام أسهب في الغناء وأطنب»، وفقد منصبه. وسرعان ما عين سفيراً في البحرين، فوجد الملك الراحل أن القصيبي صار سفيراً مختلفاً، فعينه سفيراً في بريطانيا. فعاود الانحياز الى الشاعر مرة أخرى، ورثى الفتاة الفلسطينية آيات الأخرس التي فجرت نفسها في عملية انتحارية، وخاطبها بعروس العوالي، فأغضب بريطانيا، وعاد الى بلاده وزيراً.

لا شك في أن غازي القصيبي أدار الجدل، وان شئت الصراع، الذي في داخله، بين شخصية الوزير والمسؤول ورجل الدولة من جهة، وشخصية الفنان والشاعر والروائي والكاتب والمفكر من جهة ثانية، على نحو درامي متقن، ومثير للإعجاب والدهشة. جعل من الصراع انسجاماً وسكينة وتألقاً. كان يبدو متصالحاً مع نفسه طوال الوقت، رغم ضجيج الصراع، وإن شئت التناقض، في داخله. ليس هذا فحسب، بل هو استطاع، على مدى اربعة عقود، أن يطمئن أهل الدولة انه منهم، وأن ولاءه لهم. ويقنع أهل الشعر والأدب والفن انه رفيق هموهم ومعاناتهم. ويشعر الناس انه وزيرهم وشاعرهم وكاتبهم ومفكرهم. غازي لم يكن يلعب دوراً، ويستعير الآخر. كان رجل دولة بامتياز، وشاعراً ومبدعاً بامتياز في آن.

الأكيد أن غازي القصيبي له صفة أولى، وأخرى وصيفة. مكانة أصيلة، وأخرى تالية او رديفة. غازي كان شاعراً وكاتباً وأستاذاً جامعياً، ومفكراً فريداً قبل ان يكون وزيراً. لكن عظمة غازي القصيبي انه جمع هذه المواهب والقدرات وجعل منها شخصية يصعب تفكيكها، او تمييز او تفضيل بعضها عن بعض. كان القصيبي شاعراً كبيراً، وكاتباً مبدعاً، ووزيراً نزيهاً وشريفاً وناجحاً. وبرحيله فقد الشعب السعودي علماً كبيراً في الإدارة، والإبداع، والتجديد، والشجاعة، والجرأة، والفروسية في الحوار والاختلاف. رحم الله غازي القصيبي.


الإنسان غازي القصيبي
-------------------------

الإنسان غازي القصيبي ، كما يصفه صديقه الشاعر البحريني ورفيق عمره عبدالرحمن رفيع .
بين يدي الآن كتابين من الكتب التي أعدها شموسا للمبدع المضطهد من تيارات المتشددين ، تنفي عنه ما حاول الظلاميون إلصاقه فيه من اتهامات باطلة :
الكتاب الأول : ( حتى لاتكون فتنة )
كتاب يرد فيه الأديب الكبير على الداعية ( ناصر العمر ) بقوله : ( يا أخي ، ناصر العمر ، اتق الله ) ثم يعنونه بـ
مجادلة بالتي هي أحسن ..

ثم أورد آية كريمة ، وحديثا شريفا عن اللسان ومزالقه ، وسباب المؤمن ، في أدبية رفيعة ، يخاطب الرجل بما يفقهه ، وقد تجلى ذلك من خلال إيراده تعريف ( العلمانية ) التي اتهمه بها العمر ، وجاء بالتعريف من خلال كتاب ( موسوعة الأديان والمذاهب المعاصرة ) للشيخ حماد الجهني ، ثم بعد تعريفه لها وجه الخطاب أيضا بأدبية جمة إلى الداعية قائلا :

* ها أنذا قد بينت لك يا أخي ناصر العمر أن العلمانية تعني بالمفهوم الاصطلاحي ، الكفر المخرج عن الملة ، .. أما عندما تقال دون مفهوم أو اصطلاح محايد .. فهي لاتعني إلا مايريد القائل أن تعنيه .
* وها أنذا يا أخي ناصر العمر أسألك سؤالاً علنياً ، في رسالة علنية مطبوعة ، مهداة إلى مفتي المسلمين ، وسترسل نسخة منها إلى ولي أمرهم و أن تجيب : ماذا قصدت ، بالضبط ، عندما وصفتني بانني من "العلمانيين"
ولا أقبل منك إلا احد جوابين :
* أما أن تقف على المنبر نفسه إلى وصفتني من فوقه " بالعلمانية " وتعلن أنه بم يكن في ذهنك عندما استخدمت تلك أن تتهمني بالكفر .

أو أن تقول :
" ها أنذا أمامكم ، بعد أن ذكرني أخي المسلم غازي بن عبد الرحمن القصيبي بالحديث الصحيح المتفق عليه عن سيدنا عبدالله بن عمر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " أيما رجل قال لاخيه
ياكافر فقد باء بها أحدهما " .
ها أنذا ناصر العمر ، أشهد أمامكم أني أدين الله بوصمة أخي المسلم غازي بن عبدا لرحم ن القصيبي بوصمة الكفر ، وأدين الله بأن القاه وقد باء بالكفر أحدنا" .
* تريث يا أخي ناصر العمر ... قبل أن تتخذ قرارك فأنت مقبل على هول عظيم .

* ويلك يا أخي ناصر العمر يوم القيامة أن عجزت أن تبين لله عز وجل
مادفعك إلى وصمي بالكفر . .. ويلك يا أخي ناصر العمر !!



بعد ذلك يورد المقالة التي نشرها الأديب غازي القصيبي في جريدة الشرق الأوسط ، ونصها كالآتي :

* التحولات التي شهدتها المملكة خلال ربع القرن الأخير تحولات مذهلة بكل المقاييس ، هائلة بكل المعايير ، قبل ربع قرن تقريباً ، لم يكن بالمملكة مدرسة بنات واحدة واليوم يوجد قرابة م ليون طالبة كانت المملكة معزولة عن العالم ، واليوم يوجد في أصغر قراه ا اتصال مباشر مع كل مكان في العالم . كان عدد الأجانب في البلاد يقدر بالآلاف وهوا ليو م يحسب بالملايين . كان من النادر وجود مواطن يقتني سيارة واحدة فأصبح اليوم من النادر وجود مواطن يكتفي بملكية سيارة واحدة .

* لم يكن من الطبيعي ولا المعقول أن تتم هذه التحولات الحضارية الخارقة دون أن تتبعها تغيرات نفسية وفكرية واجتماعية تؤدي إلى تفاوت في النظرة إلى بعض الأمور بين شتى شرائح المجتمع .
وبين شتى الأفراد في الشريحة الواحدة . التغير هو سنة من سنن الله في الحياة فالأشياء الميتة وحدها هي التي تجمد على حالها والسؤال ليس عن مبدأ التغيير . . ولكن عن اتجاهه وسيره .. وسلبياته .. وايجابياته .
* وأزعم أن المملكة إجماعاً يوحد بين ملكها واصغر طفل فيها الا وهو أنه لا نقاش ولا جدال حول الشريعة ، لا تحليل لما حرم ت ، ولاتحريم لما حللت ، وأن ماعدا ذلك من أمور يظل قضية مفتوحة للنقاش ، سواء كان
النقاش معجلاً أو مؤجلاً ، قضية يحسمها الحوار بمساعدة الزمن ، أو يحسمها الزمن بمساعدة الحوار ، أو يحسمها الزمن وحده .
* وعن هذا الطريق ذي النكهة السعودية الخاصة حسمت قضايا عديدة لم يذكر أحد بل لعل معظم أبناء جيلنا ا لصاعد لم يسمع عنها : حسمت قضية "اللاسلكي " وقضية "المذياع" وقضية " التلفزيون " وقضية " تعليم المرأ ة " .. وقضية " عمل المرأة " وأصبحت و الآن أموراً تهم المؤرخ وحده .
* على أن منطق الأمور يقضي أنه في الوقت الذي تحسم فيه بعض القضايا تجد قضايا أخرى تنتظر دورها . وعلى سبيل المثال ، حسمت قضية التلفزيون ولكن قضية البرامج الملائمة للعرض تبقى قضية مفتوحة ،
وحسمت قضية تعليم المرأة ، ولكن قضية المناهج الملائمة تبقى قضية مفتوحه ، وحسمت قضية عمل المرأة ولكن مجالات العمل الم ناسبة تبقى قضية مفتوحة .
* والحوار الذي يدور حول القضايا المفتوحة يجب ان يتم في جو هادئ بعيد عن التشنج والانفعال ، بعيد عن استعداء السلطة على الرأي الآخر ، وبعيد عن الاتهامات التي تلقي جزافاً وبلا مبالاة . وأحسبنا نحن صنعاً إذ فرقنا بين ماتحرمه الشريعة ، وهذا أمر لايقبل الأخذ والرد ، وبين ماتسنكره التقاليد والعادات ، وهذا أمر يحسن تركه لهذه التقاليد والعادات ذاتها .
وأحسبنا نحسن صنعاً إذ فرقنا في المسائل الشرعية بين الامور الخلافية ، وهي موضع يقبل الخلا ف في الاجتهاد والفتوى ، وبين ماهو معلوم من الدين بالضر ورة ، وهو لا يحتاج إلى اجتهاد أو فتوى ، ولا يقبل خلافاً في اجتهاد أو فتوى .
* ولم يكن علماؤنا الأفضل بمعزل عن تطورات المجتمع ، فقد أفتوا بمنع الرق بعد انتقاء شروطه الشرعية ، ولم يروا غضاضه في تعليم المرأة ولا علمها بعيدة عن الاختلاط ، ولم يجدوا مايمنع ولي الأمر من تنظيم شئون المجتمع الإدارية والاقتصادية بأنظمة وتعليمات لاتعارض كتابَا وسنة .
ولايزال " تغيير الفتوى بتغيير الملامح التي تمتاز بها شريعتنا الغراء كما أوضح ذلك الع لامة ابن القيم في كتابه الرائد " اعلام الموقعين عن رب العالمين " .
* إلا أننا ، هذه الأيام ، لانعيش ظروفَا طبيعية .. بل نخوض أزمة كبرى لم تعهدها المملكة عبر تاريخها كله ، وهي أزمة تهدد الكيان ذاته ... وتهدد أغلى ما في الكيان وهو عقيدته . ولعلنا نحسن صنعاًَ إذا ركزنا طاقتنا
وجهودنا الفكرية لمجابهة الخطر الداهم ، التي تتطلب منا أن نقف كا لبنيان المرصوص .
* ذلك أنه لايمكن أن يتم حوار بناء حول الصغيرة والكبيرة من قضايانا وبقربنا دولة شقيقة اغتصبت وابتلعت بين عشية وضحاها ، وعلى حدودنا تحتشد خمسة آلاف دبابة ونصف مليون رجل ، وعلى مدننا تتأهب ألف طائرة . وعلى أراضينا يقف أبناؤنا الشجعان ومعهم الأ شقاء والأصدقاء لردع العدوان وحره لا مجال الآن لحوار في قضايا وإن رآها البعض كبرى ، إلا أنها تظل صغرى عندما نقارنها بقضية : نكون أو لا نكون* تحت قُبة المجلس يمكن أن يدور الحوار المثمر حول قضايانا كلها .. حوار الكلمة .. الحجة .. والبرهان .. لاحوار الاستفز از ... والاستفزاز المعاكس ...حوار الباحثين عن الحكمة وهم يسيرون على المحجة البيضاء يستنيرون بكتاب الله عز وجل وبسنتة نبيه صلى الله علية وسلم ، في أحضان المحبة المتبادلة .. والاحترام المتبادل .
* فإلى قضية القضايا .. حتى يمكن أن نتفرغ لبقية القضايا .. ذلك أنه بدون أن تحسم القضايا .. لن نوجد نحن ... ولن توجد أيه قضايا .
* ياعلماء المسلمين في كل مكان !
هذه مقالتي بحذافيرها .. أفتوني هل توجد فيها (علمانية) من قريب أو بعيد ؟ هل يوجد فيها ما يمس الشريعة من قريب أو بعيد ؟ هل فيها ما يؤخذ على قوله المسلم من قريب أو بعيد ؟


ثم توسع الأديب ـ رحمه الله ـ في الرد على التهمة ، ردا موسعا ، منظما ، ومقعدا بأصول الشريعة الإسلامية ، وحاثا الداعية على تجنب تهمته ، ولن أطيل عليكم في سرد كل شيء ، بل سأكفيكم عناء ركاكتي ، وتتطلعون على الكتاب الذي سأدرج رابطه الآن مع هذه المقالة .. وبعده سأعرض للكتاب الثاني ..


حمّل الكتاب من هنا ، : عدد الصفحات 102 فقط ..



حتى لا تكون فتنة


الرابط الأول لا يعمل ، فتم تعديله على رابط السلطان من عمون .محبتي واحترامي ..




الكتاب الآخر : ( ثورة في السنة ) ..

كتابٌ عني فيه الكاتب بالتعليق على أحاديث صحيحة ، ربما كان يمر عليها الدعاة مرور الكرام ، لكنه علق عليها بجرأة الرجل الحكيم المتبصر المتنور ، انطلاقا من مكانته السياسية والفكرية في نظري ، التي تجعله يرى الدنيا بشكل مغاير لما يراه بعض الدعاة المتحمسين لرؤى متشددة ، ربما تغفل أشياء كثيرة من أجل ألا تنقض أقوالا سابقة لها ..

ربما يكون المطبوع المتوفر عندي مجتزءا فهو لا يعدو 19 ص على ملف الوورد ، كما نقله ( رباح القويعي ) عن الكتاب الأصلي الصادر عن ( دار الساقي ) ، ولم أطلع على النسخة الأصلية بعد .. لكن أغلب الظن أنه كامل كما في المقدمة بأنها سبع مقالات فقط ..

قدم الكاتب لعمله هذا بأنه بذرة لا تعدو محاولة لفت انتباه الباحثين إلى التعمق في البحث في السنة المطهرة بما ينفع الناس ، ورأى أن الأحاديث السبعة التي تطرق لها يراها غاية في الأهمية لتغيير الوضع الجاهل كما وصفه ..

سأعرض عناوين المقالات فقط ، ثم سأرفق الملف الذي لا يتجاوز 19 ص :

1 ـ نزاهة الحياة السياسية ..
2 ـ دور المرأة في المجتمع والعسكرية .
3 ـ قواعد الإثبات ضمانة الحقوق ..
4 ـ حرمة الحياة الشخصية ..
5 ـ جمعيات الرفق بحياة الحيوان الإسلامية ..
6 ـ تنظيم النسل ..
7 ـ تحريم العذاب بأشكاله وأنواعه ..



ردود أفعال الأدباء العراقيين على رحيل الفقيد رحمه الله ..
--------------------------------------------------------


عبد الجبار العتابي من بغداد: ابدى الوسط الثقافي العراقي حزنه وأسفه وتأثره برحيل الاديب العربي غازي القصيبي لما يتميز به من ابداع ومواقف انسانية وادبية، ولكونه واحد من الادباء الذين كان لهم دور في الحركة الادبية العربية واغنوا المكتبة بنتاجاتهم المميزة، وعلاقة العراقيين به علاقة نسجها الاعجاب الذين ابداه العديد من المثقفين بأدبه ومواقفه، كما لا بد ان اذكر، انه قمر عربي اخر غاب، قمر من اقمار الادباء المبدعين الذين اثارهم كانت تجتذب الناظرين اليها وتزرع في صدورهم حقولا من الاعجاب، ولا بد من ابداء الاعجاب بتلك القصيدة التي نشرت لاول مرة في مجلة الفيصل ومطلعها يقول: (ضرب من العشق لا درب من الحجر / هذا الذي ساق الواحات للجزر)، والتي نالت حينها شهرة وترددت على الالسنة لانها كانت تحاكي منجزا رابطا بين دولتين. هنا استطلعنا اراء عدد من الادباء والمثقفين العراقيين حول الراحل:

قال جابر الجابري وكيل وزارة الثقافة العراقية والشاعر: غازي القصيبي هو الشاعر والاديب والسياسي الذي قطع اطول رواية في حياته يوم امس الاول، اختتم فصلا مهما من فصول روايته التي كتبها في حياته السياسية والادبية والثقافية يوم امس الاول، واعتقد انه من النوادر، من الشخصيات العربية التي جمعت بين النقائض، نقائض السياسة ونقائض الادب والابداع والادارة ايضا، هذه الشخصية الدبلوماسية السياسية الادبية المعرفية، وبالتأكيد ان فقدها شكل خسارة كبيرة للساحة العربية الثقافية والادبية والسياسية ايضا، نحن اليوم احوج ما نكون الى رجالات لا تخلق بطرفة عين، لا تخلق بالازرار ولا بالقرارات الرسمية، يخلقها الزمن الصعب، لذلك نحن اليوم احوج ما نكون الى غازي القصيبي وامثاله، ان يتشكلوا من جديد مع ثقتي ان الساحة العربية ساحة ولود لكنها ساحة مقموعة.



واضاف: ظروف غازي القصيبي لم تصنعها البلاطات ولا انتماؤه الى القصور الرئاسية او الملكية، صنعها الادب والفن والشجاعة والارادة التي كان يمتلكها هذا الرجل، اعتقد انه شكل خسارة كبيرة لنا جميعا وما تركه لنا من ارث ثقافي وابداعي ودبلوماسي وسياسي اظن انه ينضم الى موسوعة الثقافة العربية والادبية وسيبقى حيا في هذه الموسوعة والذاكرة العربية.

واضاف: غازي القصيبي سبق لي ان قابلته ووجدت زميلا جيدا وجميلا جدا، رحمه الله.

وقال فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق: القاص والروائي غازي القصيبي واحد من المبدعين العرب الذين اغنوا المكتبة العربية بالعديد من التجارب الروائية.

واضاف: انا اعجبت بروايته (العصفورية) وهي ذات بنية روائية متفردة حتى ان بعض فصولها تتحول الى مشاهد مسرحية، لذلك يمكن ان نطلق عليها (مسروائية) فيها الكثير من المتعة والخفة والسخرية لان معظم الاحداث تدور حول بروفيسير في مصح عقلي، وفيها حوارات تذكرنا برسالة الغفران لابي العلاء المعري، والرواية جديرة بالقراءة والدراسة لانها تمنحنا الوعي والمتعة والجمال.

واختتم فاضل ثامر كلامه بالقول: خسارة كبيرة لنا جميعا ان نفقد روائيا عربيا منفتحا كقامة غازي القصيبي رحمه الله.



وقال الشاعر ابراهيم الخياط:
غازي القصيبي ليس اديبا فقط انما هو دبلوماسيا عرفناه كما عرفنا ادبه، انه اديب جميل وشاعر جميل وكل المغريات الدنيوية لم يقف امامها ولم ينظر اليها فكان يحمل قيمه ومبادئه شاعرا وروائيا ووزيرا، وهو ما يجعلني اتذكر مقولة تنطبق عليه (يا له من رائع ذلك الذي يأبى ان يقال له كن فيكون)، ومواقفه في نظري هي التي رفعته عاليا، وهذا قلما يحدث عند الشعراء، الذين نرى الكثيرين منهم يقفون على ابواب السلاطين ويبيعون المواقف بثمن بخس، ولكن المسألة عند القصيبي مختلفة باعتباره زاوج ما بين الموقف والشعر، فما قيمة الشعر والادب بدون اخلاق، فما لم تتقبله الناس من انسان لايمكن ان يتقبلوه من شاعر.
لقد كان رحمه الله واحدا من كبار الشعراء الذين امتلكوا المبدئية وحافظوا عليها، وقد فرض نفسه على الساحة الادبية، ولا يكم ان اخفي انه واحد من الشعراء الذين تشعر انهم قريبون منك وتتأثر بهم، كما لا اخفي حزني عندما سمعت بخبر رحيله بعد معاناة مع المرض.


فيما قال الكاتب صباح المندلاوي:
القصيبي.. رجل مبدع ذو شخصية رصينة، يعتبر من الشخصيات المثقفة والتي تمتلك فاعلية في ميدان الثقافة العربية والدبلومسية ما عدا اهتماماته في عالم الصحافة، وهذه الشخصية فعلا لها مكانة ومنزلة جديرة بالتقدير والاعتزاز في الوسطين الثقافي والادبي لاسيما انه رجل مبدع وملامح ابداعه واضحة، شاعر مميز بالتأكيد ولولاه شعره المميز القابل للاستمتاع والتعبير عما في النفس لما كان صيته ذائعا، كما انه روائي مميز استطاع ان يضع اسمه بين كتاب الرواية العرب المميزين، ولا اعتقد ان الوزارة اعطته اكثر مما اعطاها هو، اعتقد ان كرسيه كان عبارة عن زهو الشعر وعنفوان الكلمات، وكانت الاشياء الجميلة ترفرف حوله لانه جميل بالتأكيد.

واضاف: رحيل هذه الشخصية يمثل خسارة للادب العربي وللثقافة العربية وللفكر العربي ايضا، وهذا الرحيل مؤلم ونشعر بخسارة كبيرة، ولا يسعني وانا اسمع خبر رحيله الا ان احزن وادعو له بالرحمة.

المصدر : جريدة إيلاف الإلكترونية ..



شهادات كتَاب وشعراء ونقّاد لبنانيين في الشاعر د.غازي القصيبي
-------------------------------------------------------------------

ماجدة داغر من بيروت: أثار خبر غياب الشاعر والأديب والدبلوماسي والوزير الدكتور غازي القصيبي الأسى والحزن في الأوساط الثقافية اللبنانية، لدوره الكبير في حركة التنوير التي رافقت مسيرته الفكرية، ولما يتمتع به من حضور ثقافي متميز في الساحة الأدبية. وأبدى معظم الكتّاب والأدباء في بيروت أسفهم العميق لخسارة أحد أعلام العالم العربي، وأعربوا لـ "إيلاف" عن حزنهم لفقد شاعر طليعي كبير أعطى القصيدة والرواية والعمل السياسي بعداً ومدى جديدين سيتركان أثراً كبيراً في الأدب العربي. وهنا بعض الشهادات في الشاعر الراحل:

الشاعر محمد علي شمس الدين:



محمد علي شمس الدين

زاهي وهبي

نور سلمان

شوقي بزيع

يحيى جابر

ياسين الأيوبي


غازي القصيبي هو علم ثقافي من أعلام المملكة العربية السعودية. هو متعدد الاهتمامات لكنني من المهتمين به روائياً وشاعراً. ترك القصيبي عدداً من الروايات أبرزها رواية "شقة الحرية" التي تعتبر من الروايات المؤسسة في المملكة، حتى لو انها اخذت صدى أكثر مما أخذ شعره. إلا انني شخصياً أنحاز إلى شعره وبشكل أخص إلى مجموعة شعرية له إسمها "سُحيم عبد بني الحسحاس" وهو كان عبداً لقبيلة بني الحسحاس، وكانت القبيلة تحتقره نظراً للونه الأسود، ولكنه كان شاعراً وشديد الاعتداد بنفسه فانتقم من القبيلة من خلال نسائها، وكتب أشعاراً سمّى فيها النساء اللواتي أحببنه وأحبهن وعاشرهن، وكانت تلك وسيلته للانتقام، وبعد ذلك قتلوه. فالموضوع درامي والحكاية ذات دلالات استلّها القصيبي من عمق التراث، وكتب فيها مجموعة شعرية من أجمل ما قرأت، إذ استطاع أن يوظَف الحدث بجميع وجوهه العنصرية والدرامية وجدل الحب والانتقام، وكأنني في كتاب القصيبي أمام دراما شكسبيرية.

برحيل د. القصيبي خسرت الثقافة العربية إسماً محترماً من أسمائها، وهو لم يكن من الذين يخضعون لموقعهم السياسي، بل كان أكبر من مواقعه الدبلوماسية. لقد كان نديّ الإحساس لأنه شاعر وروائي قبل أن يكون وزيراً. حزنت عليه حزناً شخصياً وإبداعياً، ولكن هذه هي الحياة، يرحل هو ويبقى شعره وأدبه وتبقى سيرته العطرة.

الإعلامي والشاعر زاهي وهبي:
لا شك أن رحيل د. غازي القصيبي هو خسارة لكل قارئ ولأي باحث عن كلمة عميقة وعن نص جميل، سواء بالشعر أو بالرواية. أهم ما في تجربته أن المسؤولية والمهام الرسمية لم تقفا حائلاً بينه وبين النص الإبداعي. فهو لديه الكتابة المتحررة من الشكليات الرسمية ومن القيود التي

يفرضها المنصب. هو رمز لجيل كامل مثَله وعبّر عنه بعدد كبير من الروايات والقصائد أبرزها "شقة الحرية"، فضلاً عن تجربته الإدارية وعناوين كبيرة.

الملفت في شعره اهتمامه بالقضايا العربية العادلة والفلسطينية منها، فهو كتب أكثر من مرة عن المأساة الفلسطينية والواقع العربي المأزوم. نصوصه الجريئة والشجاعة تكمن في كونها تصدر عن غازي القصيبي وما يمثّل على المستوى الشخصي والدبلوماسي، والقصائد التي تسببت بنقله من موقع إلى آخر. سنفتقد برحيله إسماً كبيراً من رواد الكتابة العربية المعاصرة والسعودية في شكل خاص. وهو ترك أثراً على عدد كبير من الكتّاب السعوديين، ومنهم من ساهم في تشكيلهم. لا يستطيع الكاتب أو القارئ إلا أن يشعر بوجع حقيقي برحيل القصيبي. لقد فاتني أن أحاوره نظراً للظروف فكان الموعد المؤجل دائماً، وشاءت الأقدار أن يرحل من دون تحقيق هذا الموعد.

الأديبة والشاعرة دكتور نور سلمان :
أعزّي العالم العربي برحيل هذا المفكر الكبير. كان شاعراً متميزاً، وكلما فقدنا شاعراً نشعر أن نجمة سقطت من السماء، خصوصاً برحيل القصيبي الذي كان وطنياً وصادقاً وجريئاً جداً، ولم تفسده الشهوات المادية. كما كان لديه ولاء عظيم للإبداع. يبقى دائماً رسالة العنفوان والأنفة والوطنية.

الشاعر شوقي بزيع:
لم يحدث أن تعرفت على الشاعر والدبلوماسي والسياسي بشكل مباشر، لكن هذا لا يشكل عائقاً أمام قراءتي له بموضوعية، لأن ما يبقى في النهاية من الكاتب هو النص.

لذلك أستطيع من خلال قراءتي الشعرية على وجه الخصوص، أن أقول إن الهواء الذي يلفح شعره هو هواء "شامي" بامتياز، كأنه لا يبدو قادماً من الصحراء أو من طبيعة قاسية، بل يبدو شفافاً

مرهفاً وتبدو اللغة طريّة ذات أبعاد جمالية لافتة، هناك رشاقة في الإيقاعات ببساطة في التعبير تتقاطع إلى حد ما مع مناخات المدرسة اللبنانية في الكتابة المتمثلة في سعيد عقل والأخطل الصغير، كما تتقاطع بقوة الحياة واللغة الشفافة عند نزار قباني، من دون أن يعني ذلك وقوعه الكامل في نسخ هاتين المدرستين، لأن الشعر عنده يستند إلى الحياة ويتصل بدورة الدم. حيث أن القصيبي عاش قصيدته قبل أن يكتبها، سواء في علاقته بالطبيعة أو بالمرأة أم بالزمن الذي شكل شغله الشاغل في فترة كهولته.

وقد تكون مفاجأة القصيبي الأهم متمثلة في ديوانه "سحيم" الذي استلهم فيه تجربة الشاعر القديم عبد بني الحسحاس. هي مجموعة شعرية رائعة يتحدث فيها عن علاقة الجمال بالرعب والحب بالموت، وأظن أنها لم تُقرأ بعناية من قبل النقاد العرب، وهي من أجمل ما كُتب في شعر الحب العربي.

الشاعر والصحافي يحيى جابر:


استطاع غازي القصيبي أن يحقق صوتاً خاصاً في الأدب السعودي، وهو صاحب الروايات الجريئة والشاعر المشاكس في بيئته. كان تنويرياً يسعى إلى المعاصرة، وفي عمله السياسي كان يسعى إلى تطوير آلية المجتمع. وبرؤيته السياسية كان صاحب نظرة أقرب إلى الشاعر.

الكاتب والناقد دكتور ياسين الأيوبي:
د. غازي القصيبي رحمه الله هو أحد طليعيي الشعر السعودي الحديث، عرفته في التسعينات من القرن الماضي عندما كنت أحضّر أطروحة للدكتوراه حول الشاعر السعودي الراحل حسن عبدالله القرشي. لفتني شعره لأنه أثبت حضوره وكانت له قصائد فيها ميزة من مِيز الشعر العربي الحديث الذي خرج من إطار المناسبات والمدائح وما شابه مما عُرف عند شعراء كثر. كان يحاول أن يطبع شعره بطابع خاص في بعض موضوعات الغزل وشيء مما يقوله اليوم البعض من شعراء الشباب. وربما الغربة التي عاشها جعلته يتحرر من تزمت الكتابة الشعرية في الخليج العربي. آسف لرحيله وأعزّي الشعر العربي بغيابه.



القصيبي سيخلده التاريخ
------------------------


بقلم عاطف القيسي / الاردن

القصيبي كان مميزا ً في معهد الإدارة حيث بدأ ووزارة الصناعة فهو الوزير الذي أرسى قواعد وأشاد صناعات سعودية تفخر بها بلدان العرب ...وانتقل إلى وزارة العمل فسفارة البحرين ولندن وهناك كانوا له مع الإنجليز جولته المعروفة وقصيدته لآيات الأخرس أخرست الدبلوماسية وانتصرت للشاعر العربي الأصيل و المناضل الليبرالي غازي القصيبي .......
حورب القصيبي من أطراف ٍ عدة ليس أقلها التيار السلفي السائد ولك أن تقرأ قصيدة الشيخ القرني في هجاءه لتعرف حجم تأثيره في الوطن السعودي والعربي ..
القصيبي في وزارة العمل انحاز للسعودة ولم ينحز للعروبة مع احترامي وتقديري ...
كثيرة قصائد القصيبي التي انحاز فيها للفقراء ..........كقصيدة ( جلاجل ) وهذه قرية سقطت جدران مدرستها على رؤوس الصغار فرثاها القصيبي برائعة من قصائده...
روايته " شقة الحرية " أثارت ردود فعل كبيرة داخل المجتمع السعودي اعتبرت في حينها دعوة للتحرر الاجتماعي وحوربت ومنعت ...
القصيبي قصة شاعر إشكالي
ولكنه كان كبيرا
وسيخلده التاريخ ...........




غازي القصيبي
-----------------

بقلم احمد الهلالي

رجلٌ بكل مقاييس الرجولة ، وعروبوي بكل ما تعنيه هذه المفردة ، لا يهمه في قول الحق منصب ولا هبة ، لاقى الأمرين من التيار المتشدد المحافظ لأنه رجل مثقف ( تنويري ) يحترم دينه وتقاليده وعاداته ، لكن التيار المتشدد هاجمه بضراوة ، حتى أطلق عليه تهمة ( العلمانية ) ، ولانتشار سلطة التيار المتشدد في بلادنا المحافظة التي تعلو فيها الرنة الدينية ، كانت تلك التهمة رائجة ، تصرف الناس عن نتاج هذا الرجل ، قبل أن أقرأ لغازي وأتعمق في فكره وشعره ، كنت أخالها تهمة صادقة ، لأننا بطبعنا نصادق ما يقوله المشائخ والدعاة ، لكن القارئ الحصيف المتدبر هو من يوازن ، ولا يصدق ما يسمع حتى يتأكد ويطمئن قلبه ..
قرأت كتابا لغازي بعنوان ( حتى لا تكون فتنة ) ، يرد فيه على اتهامه بالعلمانية على منبر جمعة على لسان الداعية ( العمر ) ، ثم قرأت له كتابا آخر لا أخال في تفسير أحاديث لا أخال علماء أو وزراء يجرؤون على تفسيرها بجرأة غازي ، وقوله للحق في حق الحكومات وكبتها لحريات المواطنين .. مع أنه وزير في حكومة شرق أوسطية ..
الكلام عن غازي ذو شجون ورب محمد ، والوقت لا يسمح لي الآن وقد تطبقت أجفاني نوما ..
سآتي بالكثير عنه من خلال ما قرأت له وما له عندي كثير ..
رحمك الله شاعرنا ووالدنا الأدبي غازي ..


اعداد :
أحمد الهلالي / السعودية ... بشرى بدر / سوريا
هناء زايد / السعودية ....عبير محمد / مصر
سلطان الزيادنة / الاردن ... شقراء المدخلي / السعودية
مريم اليوسف / السعودية ....عاطف القيسي / الاردن
قوادري علي / الجزائر .... عمر ابو حية / السعودية
زياد السعودي / الاردن







 
/
موضوع مغلق

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط