رواية الجميلة والشِبَاك - الصفحة 2 - ۩ أكاديمية الفينيق ۩



لِنَعْكِسَ بّياضَنا


« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر »
         :: رفيف (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: الزمن الأخير (آخر رد :حسين محسن الياس)       :: ،، نهرُ الأحلام ،، (آخر رد :أحلام المصري)       :: صَمَتَ الليل؟ (آخر رد :أحلام المصري)       :: لغة الضاد (آخر رد :عدنان عبد النبي البلداوي)       :: إلى السارق مهند جابر / جهاد دويكات/ قلب.. (آخر رد :أحلام المصري)       :: لنصرة الأقصى ،، لنصرة غزة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: السير في ظل الجدار (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إجراءات فريق العمل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: بــــــــــــلا عُنْوَان / على مدار النبض 💓 (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إخــفاق (آخر رد :محمد داود العونه)       :: جبلة (آخر رد :محمد داود العونه)       :: تعـديل (آخر رد :محمد داود العونه)       :: إنه أنـــــــا .. (آخر رد :الفرحان بوعزة)       :: أُمْسِيَّات لُصُوصِيَّة ! (آخر رد :محمد داود العونه)      


العودة   ۩ أكاديمية الفينيق ۩ > ▂ ⟰ ▆ ⟰ الديــــــوان ⟰ ▆ ⟰ ▂ > ⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰

⊱ تجليات ســــــــــــردية ⊰ عوالم مدهشة قد ندخلها من خلال رواية ، متتالية قصصية مسرحية او مقامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-03-2018, 12:36 PM رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

الجميلة والشباك
الفصل السادس

لقد أيقن إدريس وعرف سبب غياب صاحبه وحميدة في حوزته تقبع في بيته تنتظر عودة توفيق ولكن لا سبيل لرجوعه ...! ،لقد تدخل القدر على حين غرة ولم يكن في حسبان أي من الأطراف أن يحدث ما حدث ، ولم يك ذلك متوقعاً ، اللهم لا اعتراض هكذا شاء الله أن تظل حميدة في طوق وحوزة إدريس بعد أن مات الرجل الذي أتى بها إلى هذا الدار , إنها أمانة في عنقه, لقد قطع على نفسه عهداً, أن لا يفرط فيها أو يمسها أحد بسوء, حتى يفرج الله كربها, ويفك أسرها , لقد سرى خبر اختفاؤها في القرية وانتشر مثل الذر في هبوب الريح وتناقل بين الناس وفى أنديتهم وطرقاتهم, فوجب عليه أن يحافظ عليها, بعد أن فقد صاحبه الذي أتى بها , كان يخرج من البيت ليتحسس الأخبار من الناس , ويتظاهر بالجهل وعدم المعرفة على نومه ، فراح يذهب بعيداً عن الدار ويغيب عن وجهها ووجه أطفاله وزوجته ,يلوك ما يقولون , ثم يرجع إلى بيته مهموما لأمرها وما صارت إليه ....., لقد أرقت الطرق ويجول برأسه في السماء باحثاً عن منفذ يطل منه للخروج من هذا النفق الضيق الذي حشر فيه ، جلس على أريكته الموضوعة خارج باب الدار يختلس الجلوس مع نفسه ويحاورها لعله يجد متنفساً أو طريقا يذهب به إلى نافذة الفرج , ماذا لو عرف الناس أمرها ؟ لقد أحكم الإقفال عليها بشكل صارم وشدد على زوجته كثيراً , وأوحى إلى أولاده إنها قريبة لهم , جاءت لتعيش معهم بعض الوقت , كما افتعل من الأسباب والمشاحنات والغضب والأسباب مع رفاقه , حتى لا يأتوا إليه , ويراها واحداً منهم ويبقى محل سؤال لهم ,كنه يقول لا يدخل دارى واحداً منكم إلا بعد أن أجد متنفساً وحلاً لأمرها وأجد لنفسي مجا,و يجعل الله لنا بحبوحة حتى لا ينال منا الجهلاء....!




الجميلة والشباك
الفصل السادس

لقد أيقن إدريس وعرف سبب غياب صاحبه وحميدة في حوزته تقبع في بيته تنتظر عودة توفيق ولكن لا سبيل لرجوعه ...! ،لقد تدخل القدر على حين غرة ولم يكن في حسبان أي من الأطراف أن يحدث ما حدث ، ولم يك ذلك متوقعاً ، اللهم لا اعتراض هكذا شاء الله أن تظل حميدة في طوق وحوزة إدريس بعد أن مات الرجل الذي أتى بها إلى هذا الدار , إنها أمانة في عنقه, لقد قطع على نفسه عهداً, أن لا يفرط فيها أو يمسها أحد بسوء, حتى يفرج الله كربها, ويفك أسرها , لقد سرى خبر اختفاؤها في القرية وانتشر مثل الذر في هبوب الريح وتناقل بين الناس وفى أنديتهم وطرقاتهم, فوجب عليه أن يحافظ عليها, بعد أن فقد صاحبه الذي أتى بها , كان يخرج من البيت ليتحسس الأخبار من الناس , ويتظاهر بالجهل وعدم المعرفة على نومه ، فراح يذهب بعيداً عن الدار ويغيب عن وجهها ووجه أطفاله وزوجته ,يلوك ما يقولون , ثم يرجع إلى بيته مهموما لأمرها وما صارت إليه ....., لقد أرقت الطرق ويجول برأسه في السماء باحثاً عن منفذ يطل منه للخروج من هذا النفق الضيق الذي حشر فيه ، جلس على أريكته الموضوعة خارج باب الدار يختلس الجلوس مع نفسه ويحاورها لعله يجد متنفساً أو طريقا يذهب به إلى نافذة الفرج , ماذا لو عرف الناس أمرها ؟ لقد أحكم الإقفال عليها بشكل صارم وشدد على زوجته كثيراً , وأوحى إلى أولاده إنها قريبة لهم , جاءت لتعيش معهم بعض الوقت , كما افتعل من الأسباب والمشاحنات والغضب والأسباب مع رفاقه , حتى لا يأتوا إليه , ويراها واحداً منهم ويبقى محل سؤال لهم ,كنه يقول لا يدخل دارى واحداً منكم إلا بعد أن أجد متنفساً وحلاً لأمرها وأجد لنفسي مجا,و يجعل الله لنا بحبوحة حتى لا ينال منا الجهلاء....!






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 17-03-2018, 02:37 PM رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
فاطمة الزهراء العلوي
عضو أكاديميّة الفينيق
نورسة حرة
تحمل أوسمة الأكاديمية للعطاء والإبداع
عضو لجان تحكيم مسابقات الأكاديمية
المغرب
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد يوسف مرسي مشاهدة المشاركة

أسعد الله صباحك بالخير أختي الكريمة الفاضلة فاطمة الزهراء
أسعدني وأغبطني حضورك سعادة ليس لها مثيل
فهذا فهذا دأبك على الدوام لا تبخلين بل معطاءة كريمة كما عاهدناكم
والشرف كل الشرف أن يتابع نص لي من كاتبة وأديبة مثلكم
وهمسكم على وجود الهفوات تدل ثراء المتابعة والقراءة ولا أنكرها
وليس عندي تعليل إلا أن العجلة والكشافات لا يساعداني
فمرحباً بكم على الدوام وفي كل وقت كان ودائما أسعد بحضوركم
محبتي وتقديري وتحية تليق بكم
بكل صراحة انتظرت تعقيبك على مداخلتي
فشكرا على تقبلك مروري بصدر رحب
إنما نحن نتعاون على ان تكون لغتنا الحبيبة ونصوصنا في الصدارة / فمرة أنبهك ومرة تنبهني وهكذا نتعاون
فـ
هناك الكثير من الشباب والتلاميذ يدخلون الفينيق ويقرؤون وعليه نحن مسئولون تجاه النص واللغة
فشكرا لك
وكلنا يقع في مطب لوحة المفاتيح/ فقط يجب أن نثريت قبل نشر النص
تحيتي أخي الفاضل
ومزيدا من عطاء






الزهراء الفيلالية
  رد مع اقتباس
/
قديم 18-03-2018, 11:55 AM رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
عبد الكريم محمد
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
فلسطين
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

عبد الكريم محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

المبدع سيد يوسف

روايه حملت مضامين ورساله انسانيه واسلوب سلس وجميل

رائع ما تبدع وننتظر المزيد من هذا الابداع المميز

لك مني كل الاحترام والتقدير

ودي الكبير لك






  رد مع اقتباس
/
قديم 19-03-2018, 01:40 PM رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الكريم محمد مشاهدة المشاركة
المبدع سيد يوسف

روايه حملت مضامين ورساله انسانيه واسلوب سلس وجميل

رائع ما تبدع وننتظر المزيد من هذا الابداع المميز

لك مني كل الاحترام والتقدير

ودي الكبير لك
أسعد الله صباحك بالخير ودمت في سعادة وهناء أستاذ عبد الكريم محمد
مهما قلت لا أوفيك قدرك ولا قدر تشجيعك لنا وإطراؤك وكلامك الندي فإن دل ذلك فأنه يدل نبل وكرم أخلاقك
جاءت كلماتك كالبلسم جاءت لنا للشفاء
كلماتك تاج على رأسي وأكليل على صدري
لا عدمناك أبداً أخي وحدائق ورد وتحية كبيرة تليق بك
ومحبتي






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-03-2018, 01:44 PM رقم المشاركة : 30
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

لدى حميدة حاسة قوية وفطنة بديهية بالرغم من صغر سنها تعرف كيف تقرأ الوجوه وتقرأ ما يدور في خلف العيون تلك موهبة ربانية تستكشف من خلالها الأشياء ،فنظرتها لا تخيب إذا نظرت في مخبأ العين وما يكمن خلف الابتسامة إذا كانت مفتعلة فصاحبة الدار يؤرقها وجودها مما تسمع به من زوجها, كأنها تقرأ حروفها المؤرقة من خلف لوحٍ زجاجياً ,فقد أرقتها النظرات المرسلة إليها المشبعة بالخوف وكأنها تحكى لها همومها وهواجسها ، تود لو أنها تلقي إليها أمراً بمغادرة الدار دون أن تكدرها النظرات القاسية التي تقذفها بها من حين لأخر ولا يكون لخروجها أثر يؤثر على حياتها ومستقبلها مع إدريس
,كانت تعرف أن المقام طال بها ،وطال غياب صاحبها وما تسمعه عن قرب عودته ما هو إلا مسكن أو مهدأ تحقن به ، ليُخَفَفُ به من ألآمها وكم هي من آلام ...؟
،غمرتها اليقظة للمعرفة المدفوعة بالأرق ليكثر عندها السؤال أين هو؟ وأين توفيق ..؟و ما هو مصيرها؟ولماذا طال غيابه عنها؟ وجدت صاحبة الدار نفسها أمام تلك الأسئلة ، لكن لا تستطيع الإجابة على أي من هذه الأسئلة،
قد تؤدى الإجابة لفراق أولادها وخراب بيتها، انتظرت حتى عاد إدريس إليهما وتناول طعامه وسرعان ما أتت إليه بكوب الشاي كما تعود، راحت تقدم قدماً وتؤخر الأخرى ، مد إدريس يده وأمسك كوب الشاي وهو ينظر وجهها واعتدل بعد أن كان متكأ على ذراعه ، كأنه ينتصب ليفعل شيئاً أو يقول شيئاً ، تطلعت إليه تبحث عن منفذ تنفذ به إليه لتحادثه أو حتى تهامسه ؟ ، لقد زرع إدريس بين ضلوع زوجته الرهبة دون أن يدري ولقد قرأ إدريس في عيونها وخوارجها ما يقره باطنه ، مد يده يقربها إليه وكأنه يود أن يطمئنها أو يوحي إليها بسر وهي تحاول أن تستحثه القول بصراحته المعهودة ،فقد قرأت عليه ما تراه بضيفتهما وما تخشاه منها وهي الآن المؤرقة وهي التي تدس مخاوفها بين كلامها خشية أن تغضبه ، أنصت إدريس لما تقوله زوجته وهو يحاول أن يُبقي من الصبر في صدره ويمسك لسانه خشية أن يفلت الزمام من يده ويعلو صوت الزوجة فيسمعهما الجيران ، كان لابد من وقفة تطمئن الزوجة وترضيها ، لكن الأمر كان يحتاج لغير ذلك أو أكثر من ذلك ، فما من سبيل غير الإفصاح . شد زوجته بعيداً عن عيون أطفاله وبعيداً عن عيون حميدة وأذنيها ، وراح يقص عليها ما كان يخبأه في صدره ولماذا طال وجود حميدة في داره كل هذا الوقت؟ولماذا لم يرجع توفيق كما وعد ،وزينب تتظاهر بعدم المعرفة ، أمسك إدريس بكتف زوجته ومال برأسه عليها يهامسها القول كي لا يسمعهما أحداً من الأطفال أو حميدة ، لقد مات توفيق ! ولن يأتي لأخذ حميدة ، مات توفيق شهيداً يحارب على الجبهة وقد أحضروا جثمانه ودفن ، ولم أعرف إلا بعد مضي الوقت فكيف بي أن أخون عهداً قطعته على نفسي أمام الله وأمام صديقي






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-03-2018, 01:47 PM رقم المشاركة : 31
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

وأترك هذه المسكينة للجهلاء يقتلونها ويعذبونها لأنها قالت لهم لا ، هل لو تقدم لك هذا الرجل الذي أعطوها إياه له هل كنت ستوافقين عليه ؟ وهل ترضى أي فتاه تكون في مثل جمالها وصغر سنها أن تتزوج بمثل هذا الكهل ؟ لا ...لن أتركها يقتلونها ولن أسلمها لهم وسأجد طريقة ومخرجاً لها بأذن الله حتى تبلغ هي المراد والأمن ولا تعود لهذا الرجل أبداً ، أنقبض وجه زوجته أكثر مما كان منقبضاً ،وتمتمت ببعض الكلمات المدثرة بين شفتيها كأنها تعارض وجودها أو يطول قعودها والخوف قد امتلكها....!
سمعت الزوجة من زوجها كلاماً لا يغني ولا يسمن من جوع فقد أحست أنه لا مجال لخروجها من الدار قريباً ، فراحت تحاوره بنظرة المستكينة وهي تطرح عليه وترغبه في التخلص منها ولكن بطريقة الحذر ، فكلما طرحت فكرة وجدت منه جواباً ورداً لا يتفق مع ما طرحت من فكر ورؤية ، فقد أمعن إدريس بحسه في داخله بغيرة زوجته من حميدة وهو يعلم أن جميع محاولاتها ما هي إلا رغبة في التخلص منها ،ولكن بعد حوار طويل شد وجذب بينه وبين زوجته استطاع إدريس أن يقنع زوجته بالصبر والتحمل والرضوخ وإلا انكشف أمرها وأمره للناس وتعرضا للسوء وأشياءً لا يحمد عقباها ، وقد خرجا بقرار حكيم لا تفريط فيها إلا بمخرج آمن لها مهما طال وجودها ومهما كانت التكلفة ولا إساءة لها حتى يأتي الله بالفرج مع مصارحتها بصاحبها وما كان من أمره ولتظل على وضعها معهم مكرمة معززة في المعاملة مهما طال بقائها






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-03-2018, 01:49 PM رقم المشاركة : 32
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

حين يصدح المؤذن بأذان الفجر لا تجد في القرية ولا العزب التي تجاورها مخلوق ما زال نائماً ، الجميع ينام مبكراً بعد عناء يوماً كاملاً من شروق الشمس حتى غروبها ، لذلك تجد الجميع قد استيقظ قبل صدح المؤذن لصلاة الفجر ،لكن حميدة طرأت عليها حالة من الأرق الزائد فأصبحت تنام في ذلك الوقت وتصحو بعد شروق الشمس واعتلائها في كبد السماء ،رأت زينب زوجة إدريس رأياً في وضع حميدة لماذا لا تستخدمها وتُشْغلها ببعض الأعمال في الدار بغية مساعدتها ولتقتل الفراغ عندها والوقت وبذلك بقضي على الفكر والهم بها ،وذلك أمر من الصواب لحميدة وفائدة لزينب كي تخفف عنها بعض الأعباء ، فتنهمك فيما تؤدي من عمل وتسترد عافيتها وتطرد الأفكار منها بدلاً من أن تظل طول الليل تسامر النجوم وتحادثها ،فأوكلت إليها بعض الأعمال وجرتها إليها لتكون طوع يدها بدلاً من جلوسها في الدار معطلة تنظر الداخل والخارج
انخرطت حميدة مع زينب في أعمال المنزل يد بيد حتى أنها أصبح كل شيء في الدار ملك يدها و هي التي تقوم به حتى مع أطفاله الذين تعلقوا بها وكانوا ينادونها بالعمة وأصبحت زينب متفرغة لإدريس ونفضت يدها من أعمال وخدمة الدار ،وأصبحت حميدة هي التي تقدم الطعام له ولأطفاله وتغسل لهم ملابسهم وكل من يريد شيئاً لا يسأل ولا ينادي إلا على حميدة . أمراً طيب هذا ..... لكن كان له أثر عميق في وجدان إدريس الذي بدأ يتحول شيئاً فشيئا في معاملته لزينب ،قد حفرت حميدة مكاناً لها في داخله دون أن تدرك ذلك أو تعد له عدة ،لكن إدريس يخشى زوجته ويخشى عواقب لسانها لذلك حرص على إرضائها أمام حميدة وبعيداً عنها لكن نظراته لا تخفي أمره واهتمامه الذي راح يتزايد بحميدة جعل الشكوك عند زينب تكثر والريبة بداخلها تزيد ،فماذا تنتظر ؟






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-03-2018, 01:50 PM رقم المشاركة : 33
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

امتد النقار وكثرت النزاعات بين زينب وإدريس وتجرأت زينب على الرد عليه ب ( لا ) وحينما تتدخل حميدة لتصلح بينهما لا تجد من زينب إلا قسوة اللفظ وإسكاتها ،وبدأ صوت زينب يعلوا ويسمع للجيران نقاشهما وعراكهما دائماً فأصبح إدريس في وضع لا يحسد عليه فكان يهيم في دنياه يقلب أمره ليجد مخرجاً له من هذا المأزق فلا يجد إلا داخله الذي يقول تزوجها ...! يرد على نفسه كيف يكون ذلك وهي على ذمة رجل على قيد الحياة ،وماذا سيقول الناس عنه لو تزوجتها وإن كان زوجها قد مات ؟ فهي مطلوبة عند أهلها يا إدريس : فكيف لك بهذا ؟ ، يعد ويحصر المطلوب كي يتثنى له الاحتفاظ بحميدة ، يجب ن يموت زوجها ويتم التأكد من موته ، أن تتزوج بعيداً عن الصعيد في بلد كبيرة كي يصعب التعرف عليها ، أما أنا فلا ......!، كل الظروف ضدك يا إدريس وتريد فعل ذلك لأجل العهد الذي أخذته عل نفسك لصاحبك فالظروف لا تخدمك لتفعل ما تسوله لك نفسك ،






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 19-03-2018, 01:51 PM رقم المشاركة : 34
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

مع وعد باللقاء بإذن الله تعالى والفصل السابع من روايتي (الجميلة والشباك )






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 21-03-2018, 04:01 PM رقم المشاركة : 35
معلومات العضو
حنان عبد الله
عضو أكاديميّة الفينيق

الصورة الرمزية حنان عبد الله

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

حنان عبد الله غير متواجد حالياً


افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

شكرا. لك
ننتظر باقي الفصول لهذه القصة المشوقة
تحياتي ودام ابداعك






  رد مع اقتباس
/
قديم 23-03-2018, 06:30 PM رقم المشاركة : 36
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان عبد الله مشاهدة المشاركة
شكرا. لك
ننتظر باقي الفصول لهذه القصة المشوقة
تحياتي ودام ابداعك

أهلاً وسهلاً بكم أديبتنا الألقة حنان عبدالله
ممنون لهذه الخطى الثرية وشرف لنا حضوركم في متصفحي المتواضع
باقة ورد وأمنيتي السعادة والفرح لقلبك
تحياتي وشكري وأمتناني لكم






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 23-03-2018, 06:33 PM رقم المشاركة : 37
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك



الجميلة والشباك
الفصل السابع
رحى الغيرة

امتدت خيوط التوتر ووجدت طريقا داخل دار إدريس ، كأن الهدوء والسكينة قُتلا وماتا وقبرا بغير رجعة وقد حلت محلهما الغيرة بتوابعها لقد عششت الغيرة في لب زينب وصدرها واستمدت وقودها من نظرات إدريس لحميدة التي يختلسها إعجاباً بتلك الفتاه وجعل منها الوقود أو الحطب تمد النار منها لتوقد ؛إن جمال الفتاة وطول فترة الانتظار خلقت أرضية خصبة وسماء مهيأة لأي شيء لم يكن في الحسبان أو غير متوقع ذلك ما جعل زينب ترتاب أكثر وتحس بالخوف على بيتها وأولادها ، ويرى إدريس الغيرة تأكل الزوجة ويضمر في نفسه الصمت ، حتى حينما تصرخ في وجه الفتاه وهي تتعلل بأنها تريد تعليمها بسبب أو غير سبب وهذا يقابل من قبل إدريس بالصمت أو التبسم وحتى لا يعلم الجيران .....هكذا كان الفعل ورد الفعل
وماذا تفعل تلك الفته المغلوبة على أمرها ؟ أما م ما تلاقيه من زينب ، فكثيراً ما تختلق للمسكينة أعمالا تكسر الظهر قد يصعب على بعض الرجال القيام بها ، فإذا حضر إدريس هذبت الحديث معها وتظاهرت بالعطف عليها وهي لا تتوانى عن صرف حميدة عن عيون إدريس بتكليفها بعض الأمور التي تبعدها وتستنزف الوقت منها حتى يخضع جسم إدريس للنوم فينام ولا يراها ، لقد عقدت زينب النية على أن لا يصل إدريس بتك الفتاه ولو جثتها فاستخدمتها استخدام الرحى في دش الحبوب أو كالطاحونة التي لا تتوقف ......






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 23-03-2018, 06:45 PM رقم المشاركة : 38
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك


* * * *
خرج إدريس للصلاة كعادته وبعد صلاة العشاء وجد في نفسه الرغبة أن يظل خارج الدار بعيداً عن هذا الجو المعكر والسماء الملبدة بالغيوم ، لكنه لا يعرف إلى أي طريق يسلك وليس في مكنونه هدف يذهب إليه ، فقد سار على غير هدى من نفسه ، وكأنه ود أن يقرا تفاصيل كتابه وهو يحمل معه همومه فوق ظهره وينقل أقدامه بثقل خطوة بعدها خطوه كأنه يعد الخطى ؛ ودون أن يدرك ويدري وصل إلى مشارف البلدة حيث الطريق والمنفذ الرئيسي لها ، الطريق زراعياً غير ممهد يمر فيه الفلاحون العائدون من حقولهم بدوابهم أو الذاهبون إليها
الطريق مترب كما هو الحال في أغلب الطرق التي تأخذك ناحية الخلاء الممتد حتى القرى المجاورة ، كان السكون قد خيم وأحاط بالمكان والزر وع ساكنة حتى نسمة الهواء قد سكنت مكاناً أخر ، والظلام خيم على الطريق فلا يرى المار غيره ولا يحس به إلا إذا اقترب منه لخلو الطريق من المصابيح الكهربائية ، راح إدريس يتهادى في الطريق وحده يدسه الليل أو يدس نفسه تحت أجنحته ، وهو يقلب في أحواله ويفاضل بين أمر وأمر.... عسى ...؟أن يجد حلاً .......!
اقترب إدريس دون أن يدري حيث القرية المجاورة وأصبحت أصوات سكانها في الأطراف تكاد تسمع للمار في الطريق ....
أدار ظهره ليعود من رحلته الخلوية وتكاد تنتهي بلا فائدة مرجوة فإذا بمكبر الصوت بمسجد قريب ينعي ميتاً قد توفى ...!......
توقف عن السير وتسمرت أقدامه بالأرض وراح يكتم أنفاسه ليسمع صوت الناعي واسم المتوفى...
إن لله وإنا إليه راجعون ، توفى إلى رحمة الله تعالى المرحوم عل......وان ولد مخيمر ، لم يستوضح إدريس اسم المتوفى ،،، كتم أنفاسه بيده وأمسك أنفه وعاد الناعي ينعي المرحوم المتوفى ، وإدريس لم يصدق ما سمعته أذناه وكاد يطير من الفرح وهو يقول إنا لله وإنا إليه راجعون الحمد لله ، الحمد الله ، فرجك يا كريم ،ولولا خشيته أن يراه أحد المارة لرقص فرحاً أو لرقص من شدة فرحته






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 23-03-2018, 06:55 PM رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

عاد إدريس وهو يهلل وجه بالغبطة منبسط السريرة تبدو عليه علامات السرور التي غابت عن وجهه منذ فترة فمنذ أن وصل حميدة إلى داره وهو في كبت وشدة ، طرق الباب بغير عادته وهو يكاد يقفز إلى داخل الدار قبل أن يفتح له ، فإذا بالفتاة هي التي تفتح له الباب ؛ودون أن يدرك وجد نفسه قد احتواها بين ذراعيه وضمها إلى صدره وهو يقبل في جبينها تارة وفي خديها تارة أخرى دون أن يقول شيئاً ، ما هدأ راح يبث إليها الخبر ولا يعرف كيف يهنئها ؟ لقد كان يدور بها وهي في حضنه ويدور بها حول نفسه ويقول لقد جاء الفرج وانفتحت الطريق .....! أبشري يا حميدة ....أبشري يا حميدة ....وزينب واقفة تنظر وتنتظر لتعرف ولم
تنفض لحظة الدهشة وظلت الحيرة في الرؤؤس والعيون معلقة ولحظة من الصمت سادت الدار قبل أن يتكلم إدريس ويقول ويعلن عن سبب فرحته العامرة وما فعله بحميدة أمام زوجته التي تكاد تُجَن من فرط ما قام به أمام عينها .....
أمام حميدة فأخذها آخذ أكثر شدة مما أخذ زينب وقد لفتها الحيرة ولا تعرف من الأمر شيئاً ، ودت لو تكلم بسرعة وعجلة فهي المرة الأولى التي وضعت فيها بين ذراعي إدريس وأمام مرأى من زوجته وأطفاله ، كادت حميدة تجن هي الأخرى لولا أن أمسكها بيده وجرها بعيداً عن الأطفال ويمسك باليد الأخرى زينب ليزف إليهما الخبر
واتسعت الرغبة في داخله ...!






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
قديم 23-03-2018, 06:57 PM رقم المشاركة : 40
معلومات العضو
سيد يوسف مرسي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل وسام الأكاديمية للعطاء
مصر
افتراضي رد: رواية الجميلة والشِبَاك

وإلى لقاء أخر وفصل أخر بإذن الله تعالى
مع فصول روايتي (الجميلة والشباك )






قالوا :
لا تعاشر نفساً شبعت بعد جوع
فإن الخير فيها دخيل
  رد مع اقتباس
/
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة نصوص جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لأكاديمية الفينيق للأدب العربي
يرجى الإشارة إلى الأكاديمية في حالة النقل
الآراء المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة بل تمثل وجهة نظر كاتبها فقط