لِنَعْكِسَ بّياضَنا | |
« تَحْــليقٌ حَيٌّ وَمُثـــابِر » |
|
⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
29-12-2013, 12:37 AM | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
الحلم الكبير
الحلم الكبير === دفعه الفضول لأن يعرف حقيقتها، ومن أين تأتي. صعد إلى سطح المنزل. رأى الطائرات تحلق في السماء. فرح، وداعبها بأحلامه الصغيرة. لوح لها بيديه، ونادها بصوته الصغير. غابت في الأفق البعيد؛ حزن وجلس في ركن السطح يدعو لها بالعودة. كانت تحكي له جدته قبل نومه بأن الطائرة تعود بالأحباب، ومنذ لحظتها أصبحت الطائرة صديقته التي تزوره في الأحلام كل ليلة. يناجيها لتحقق أمنيته الغالية. عاد الهدير يتزايد ويتزايد، وثمة صرخات مبهمة يرتفع صداها في كل مكان. شعرت أمه بالخوف والقلق، زاد قلقها حينما نظرت حولها ولم تراه بجوارها. بحثت عنه في كل أرجاء المنزل، لم تجده. اشتعل صدرها بالرعب، تبدلت ملامح وجهها حتى بدت كالمجنونة. تذكرت سطح المنزل الذي يحب الجلوس فيه؛ متعته الوحيدة في الحياة. هرعت إليه مرعوبة، ورعبها يتزايد كل لحظة حتى صار كجبل يرزح فوق صدرها. صرخت في أعماقهاكل شيء تغير يا صغيري، ولم يعد السطح مسرحا لأحلامك الصغيرة.. كل شيء تغير!) بسرعة تدرجت السلم حتى كادت أن تقع. نادت عليه بجنون.. صرخت بكل أحاسيسها. لم يجبها؛ كان يحدق في السماء بكل شغف. ينتظر عودة الطائرة، ومعها حلمه الكبير.. عودة أبيه الغائب عنه منذ ولادته. وصلت إلى السطح، رأته جاثيا على ركبتيه، رافعا يديه إلى السماء يبتهل بالدعاء كما علمته ذات مساء. لمح الطفل الطائرات عائدة، و تقترب منه. فرح، فرد ذراعيه، قفز في الهواء، وكأنما يحاول التحليق؛ ليعانقها. عاودت أمه النداء عليه مذعورة، ودنياها تتهاوى مع كل شيء يتهاوى حولها.. لم يلحظها؛ كان عقله مازال هائما مع معشوقته التي ستحقق نبوءة كلمات جدته. فتحت ذراعيها، وتوسلت إليه: (تعال!) بفرحة نظر إليها، ثم أشار بإصبعه إلى أعلى: (ناديها معي أن ترجع بأبي!) ذرفت عيناها بالدموع، وتألمت بشدة؛ حين تذكرت رحيل أبيه عنهم بقذيفة غادرة وهو في بطنها. أمسك الطفل بغصن زيتون ولوح به مجددا إلى الطائرات، يستحثها أن تنزل إليه. اقتربت منه أمه، ورمت نفسها عليه، وعانقته. اختلطت دموعها بابتسامته العريضة. اختلط رعبها من الغبار المتصاعد حولها بحلمه الكبير الذي رآه يقترب ويقترب. حملته فوق صدرها، وأسرعت بالنزول.. أخذت تقفز بخطوات متسارعة كأرنب؛ لتنجو وصغيرها من المجهول. لحظتها كانت عيناه معلقتان بالسماء، تحلقان مع الطائرات التي وقفت فوقهما تماما.. تماما. رآها بعد ذلك تدور دورتين في الفضاء، ثم تدنو.. وتدنو؛ لتحقق حلمه الكبير الذي كان يراوده كل ليلة.. 25/5/2013
|
||||
29-12-2013, 11:54 PM | رقم المشاركة : 2 | |||||
|
رد: الحلم الكبير
اقتباس:
أشكرك على طيب ما نثرت هنا تحيتي وتقديري
|
|||||
31-12-2013, 07:54 PM | رقم المشاركة : 3 | ||||
|
رد: الحلم الكبير
ويبقى الحلم يراود الصغير
نص جميل وفيه فكرة رائعة تركنا الناص نضع النهاية التي نريدها تماما .... نهاية مفتوحة وجميلة محبتي والتقدير
|
||||
01-01-2014, 12:27 AM | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
رد: الحلم الكبير
قصة قصيرة ناجحة بناء وسردا وفكرة منحوتة بعمق
همسة ذرفت عيناها بالدموع، *** ربما ذرفت عيناها / والدمع زائد هنا؟؟ فالجملة مكتفية بذاتها تقديري للاستاذ حارس
|
||||
06-01-2014, 07:37 PM | رقم المشاركة : 5 | |||||
|
رد: الحلم الكبير
اقتباس:
فلننتظر أنا وأنت ذلك الحلم ربما يكون قريبا تحيتي وتقديري
|
|||||
12-01-2014, 08:03 PM | رقم المشاركة : 6 | |||||
|
رد: الحلم الكبير
اقتباس:
زادتني كلامتك ثقة في النفس وكبرت معها أحلامي كل عام وأنت بخير تحيتي وتقديري
|
|||||
03-02-2014, 11:46 PM | رقم المشاركة : 7 | |||||
|
رد: الحلم الكبير
اقتباس:
أشكرك على قراءتك الكبيرة كعهدك دائما وأعتز بهمستك شكرا لك تحيتي وتقديري
|
|||||
15-08-2015, 03:52 PM | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
رد: الحلم الكبير
تليق بها الواجهة
ويليق بها الضوء فــ الى التحليق وود يليق
|
||||
15-08-2015, 10:47 PM | رقم المشاركة : 9 | |||
|
رد: الحلم الكبير
..
رائع جدا أخي حارس فكرة وأسلوبا ولغة من أجمل ما قرأت لك سرني أني كنت هنا دمت والابداع أعطر التحايا |
|||
15-08-2015, 11:04 PM | رقم المشاركة : 10 | |||
|
رد: الحلم الكبير
قصة جميلة وسرد يشد القارئ للوصول إلى النهاية
قفلة مفتوحة على التأويل أظنها حزينة بوركت الفاضل حارس تحياتي وتقديري |
|||
16-08-2015, 01:35 AM | رقم المشاركة : 11 | |||||
|
رد: الحلم الكبير
اقتباس:
أن أعدت هذا النص إلى الحياة كل النصوص تكون محببة إلى كاتبها، ولكن يبقى بعضها بدرجة أكبر. ومنها هذا النص الذي لم يحظ بالكثير هنا حتى أنني نسيت أني ادرجته. تحيتي
|
|||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|