سعاد مني؟

[طارق المأمون محمد]

قلت لها مازحا وهي تشكو عنوستها أليس لديكم حاج عبدالله. و استرسلت...
تقول قصة كنت شاهدا فصولها كلها إذ دخل الجد على بنته الكبرى آمرا : يا نوال جهزي سعاد (ابنتها) للعرس على ود عمها الجمعة البعد الجاية...
صاحت نوال مستغربة ود عمها منو؟؟؟ رد وهو متجه الى الخارج ود عمها محمد
دخل بيت أخيه ليجد محمدا خارجا ليتمرن حاملا كرة في يده قال له إجهز فزواجك من بنت عمك سعاد الجمعة البعد الجاية...
وقف منبهرا : سعاد مِني؟ .. لم يلتفت اليه الجد هو داخل الى الداخل ينادي أخاه : سعاد بنتي...
يوم الأربعاء قبل يوم المناسبة بيومين حيث محمد في عمله سأل الجد أين محمد ؟ قالوا له لسه ما جا ذهب ليأخذ إجازة ليقيم مناسبته وكان محمد يعمل في الخرطوم و أهله في القرية البعيدة عن الخرطوم..
سأل يوم الخميس هل جاء محمد فقالوا لم يأت ولم تكن الجوالات وقتها موجودة و الطريق بين الخرطوم و القرية يأخذ يومين لبعد القرية عن الخرطوم .
يوم الجمعة صباحا حين قالوا له أن محمدا لم يحضر بعد صاح : أين يوسف (أخ محمد) فلما جاء قال له اجهز للعرس بسعاد..
قال يوسف مستغربا : سعاد مِني؟
قال الجد : في كم سعاد ؟ سعاد بنتي .. وترك يوسف فاغرا فاه

وصلت العربة التي تقل محمدا والناس في صلاة الجمعة حيث بعد الصلاة تقام مراسم العقد ( كتب الكتاب) في المسجد.
دخل الى بيته مسرعا ليستعد ويخرج الى المسجد فاليوم يوم مناسبته...... لقيته أمه وهي تضحك.....

اليوم... ليوسف و سعاد أربعة أبناء وبنت واحدة. وأنا حيث أكتب هذه القصة التي لا أعرف تبويبها في قسم القصص السعيدة أم الحزينة...يرقد الجد في مثواه الأخير، وقد تزوجت جميع بناته السبع، كما تزوج أبناؤه التسع، وبعض من أحفاده الذين حضروا سطوته وهم كبار.... وكلهم يعيشون في تبات و نبات وخلفوا صبيان و بنات.
ولا نعلم ما بداخل صدورهم و صدورهن تجاه جدهم الرجل الطيب حاج عبد الله، الذي حينما مات لم يكن في قريته بنت واحدة عانس...
....