الوطـــ ن ـــيـــة !..

[منتصر عبد الله]

.

( 1 ) ..
في بلادي تصنع الألفاظ يوماً بعد يوم ، فـ إذا إنهار صنم .. ظهر ألف صنم ..!
بمزامير عجيبة .. وطبول فارغات ، بثها التلفاز إكراماً لمن سقطوا اليوم ، في ساحات الأصنام .
وقع الرجلان على اتفاقية السلام تلك ، ثم تعانقا ولوحا للحشد ،
ثم صاح رجل عجوز : وحـدووووه !..
فانفجرت حناجر الجميع داوية بهتاف مختلط : لا إله إلا الله ..
غمغم العجوز مستغفراً ثم قال بصوتٍ خافت :
كنت أقصد الوطن !..
حين يكون الصبر مفتاح الـ حـــــرج !..
ما أضيق الوطن و ما أوسع الـ جرح !..
في أول المسافة تأتي الغُربة بلا شراع ، وفي آخر المسافة يُغادر الوطن بلا وداع ،
فـ أيهما أكثر ألماً ؟!
يا أغنى وأغلى شعوب الأرض ، يا من تحمل ورداً وماء ، وإرث حضارة باقية
في صدى كل الشعوب ، خدعوك حين اقتدوك بـ الكلمات " سلة الغذاء " ، ثم أبقوك قيد الرهن ..
في زمان ملك حتى الفضاء !,,
مليون ميل .. قسموها واشتروها بـ الجنيه وبالدولار وبكل العملات ..!
إذاً هي الغيمات يا وطني تخرج من الروح عجلى فما الجدوى ؟
تصبح الأحرف نسجاً يتأرجح في جنبات الروح ، وزوايا القلب تغدو تباريح تائهة ..
إن الدنيا باتساع رقعتها وعلى ما فيها من الألم ، ومهما طالت ساعات الانتظار ،
إلا أن للأمل فسحة فيها .. والنصر لله ثم للوطن .


( 2 )..
يا مصر يا أخت بلادي .. يا شقيقة .
لكل شعور في الحياة ، أخ توأم في الجهة الأخرى ..
نستضيفهم جميعاً ، كلنا .. يوماً .. أياماً أو أعوام .. لكننا حقاً متشابهون ..!
متشابهون .. رغم ما يغلفنا من أصباغ تجعلنا شتى ، لكن لمشاعرنا ملامح واحدة ،
فـ الأمس كل يوم يبتعد يوماً ، واللعبة تزداد صعوبة .
دورة الحياة لاهية لاعبة .. لا تهفو لأحد ، ليس هناك من قوي حقاً ، ليس هناك من ضحية ،
هي فرص مُتاحة قيد الاقتناص .
أيها الشعب المصري العظيم .. أيها الشعب السوداني العظيم ، أخمدوا نار الفتنة
من نهركما العظيم ، ذاك الطين الذي يجمعنا ، وما علينا إلا الحفر قليلاً لـ تصطدم به أصابعنا .

( 3 )
ويبقى الألم سيد الموقف ..
انكسر التاريخ لحظة أندلس ، وتسارع الشق تفرعاً في كل مدينةٍ إسلامية ،
وتمادى عُمقاً في كل عربية ..!
في زمن المتغيرات وثبات القيم نحتاج إلى تضحيات ، والقدس أدمى بـ حدته قلوباً ومقل ،
وغداً سيحين انفجار الشظايا .. إما ثورةً أو موت أمل .
ولن يموت الأمل .. عاشت فلسطين حرة ابية .
القمر إذ يرحل والصبح إذا تنفّس .. وسيتنفس ذات نهار صيح عرب .

[أحلام المصري]

الاديب العربي الراقي منتصر عبد الله

قرأت هنا نثرا أدبيا عميقا ومحلقا، ليس مقالا إنما رسالة أدبية من ثلاثة أجزاء،
كل جزء منها يدمي الروح ويبكي القلب..
وكلها رائعة ضاربة في الجمال، نابعة من وحي الوطن، بمداد الصدق

لفت انتباهي تقطيع المفردة (الوطـــ ن ـــيـــة !..)، فقد يكون بغير قصد، وقد يكون مقصودا متعمدا..
فصل (نون) الوطن كأنه أكد المعنى، وكذلك عزز دور النوايا (نية) فيما يحدث لوطننا العربي الكبير وفيه من تمزيق وتشتيت..

الأديب منتصر عبد الله،
قرأت هنا مرايا وطن اشتاق نفسه التي ضيعوها منه..
وما زلت أقرأ هذا الوجع

شكرا لك وكل التقدير

[منتصر عبد الله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحلام المصري

الاديب العربي الراقي منتصر عبد الله

قرأت هنا نثرا أدبيا عميقا ومحلقا، ليس مقالا إنما رسالة أدبية من ثلاثة أجزاء،
كل جزء منها يدمي الروح ويبكي القلب..
وكلها رائعة ضاربة في الجمال، نابعة من وحي الوطن، بمداد الصدق

لفت انتباهي تقطيع المفردة (الوطـــ ن ـــيـــة !..)، فقد يكون بغير قصد، وقد يكون مقصودا متعمدا..
فصل (نون) الوطن كأنه أكد المعنى، وكذلك عزز دور النوايا (نية) فيما يحدث لوطننا العربي الكبير وفيه من تمزيق وتشتيت..

الأديب منتصر عبد الله،
قرأت هنا مرايا وطن اشتاق نفسه التي ضيعوها منه..
وما زلت أقرأ هذا الوجع

شكرا لك وكل التقدير

كم هي بذرة الوطن بـ داخلنا مربكة ، تعج بسفك الحنين على منصة غاوية ،
تبعث في منابر الصدر عشق مكبل بـ الآه وقطرات الألم ، لشيء كان كل شيء ،
فأضحى كهلام مشرق في أفق الروح فحسب ، وقسم مبحوح أنه لنا ..

نعم ، كان لابد من الفصل لـ نقاء الطهارة من رذاذ الظنون ، لـ ( نية ) .. ألفنا منها
أسوء احتمال ، وتبقى الـ ( ن ) معتصمة عند زاوية الوداع ، تتوكأ على العجز وتهش اليتم .

أديبتنا القديرة الموقرة / أحلام
شكراً على مرور يفيض طيبة ، أشكركِ عليه أكثر مما تتوقعين ،
تحياتي لكِ وبذات التقدير .

[عبير هلال]

قد خسرنا الرهان


وخسرنا كل ما تمنيناه..لم يبقى الا الاطلال فمن يشتري جروحًا ناتئة .. ومن سيدفع الثمن



دام ابداعك

[منتصر عبد الله]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير هلال

قد خسرنا الرهان


وخسرنا كل ما تمنيناه..لم يبقى الا الاطلال فمن يشتري جروحًا ناتئة .. ومن سيدفع الثمن



دام ابداعك

لا زالوا هناك من يخطون على هذه الأطلال وينتمون .. للصخر كل الانتماء ..
وللهواء إذا تلوث بالهواء !..
هناك خط في رحاب الأرضِ يغرق في سخونته الكثير ، يرددون رواية تحكى هنالك
للتفاؤل وانتظار المعجزات ..

ودام حضوركِ البهي ، أديبتنا القدير / عبير
تحاياي وعظيم تقديري .